الثلاثاء 22 أبريل 2025, 02:23
أخبار
وطني
جهوي
دولي
مراكش
أخبار
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
ثقافة-وفن
ساحة
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
علوم
دين
منوعات
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
البحث عن:
أخبار
رجوع
وطني
جهوي
دولي
مراكش
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
رجوع
ثقافة-وفن
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
رجوع
علوم
دين
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
ساحة
بعدما أساء للمغرب.. رسالة الى شقيق الجسمي إذا اتتك مذمة من ناقص ..
بادر شقيق حسين الجسمي إلى التهجم على المغرب ، و نعت نساءه باقدح الصفات ، بل تطاول المعني بالامر على جهاز الامن ، لا لشيء سوى أن مصالح الشرطة القضائية اعتقلت صديقه المسمى عيضة المنهالي، رفقة 30 فتاة داخل فيلا معدة للدعارة بمراكش، ليعمد أخ المطرب الإماراتي إلى إطلاق عبارات مسيئة جدا في حق المملكة المغربية . أكيد أن المسمى " صالح " لا يعرف مراكش أو المغرب ، البلد الذي انطلقت منه الخطوة التصحيحية في اتجاه بلاد الأندلس على يد الامير المرابطي يوسف بن تاشفين ، من خلال معركة الزلاقة ، التي انتصر فيها المغاربة ، لإعادة بلاد الأندلس الى سكة الدين الاسلامي الحنيف بعدما انتشر فيها صراع الطوائف ، التي كانت تتطاحن فيما بينها ، غير أبهة بالغزو الصليبي ، في وقت كانت دولة الإمارات وسكانها يعيشون في الخيام . نعت المعني بالامر مراكش بكونها قبلة لمن يريد لعب القمار و الجنس ، و هو لا يدر أن مراكش استقبلت علماء من الأندلس ذاع صيتهم في الوقت الذي كانت الإمارات تعج بالرعاة في الخلاء ، أفضلهم "يبكي ليلاه "، ولا علاقة لهم بأمور الفقه وشؤون العلوم الاسلامية . المغرب الذي ظل منفتحا عن الآخر ، بلد مضياف يرحب بزواره ، ولا يفرض عليهم رقابة كما هو حال سكان الإمارات الذين لا زالوا يتعاملون مع الأجانب ب " الكفيل " و يكيلون انواع العذاب للمستخدمين هناك ، يتلذذون بتعذيب الخادمات والعمال، في الوقت الذي يجدون الترحيب بالمغرب وخصوصا مدينة مراكش، لكن من تورط في ممارسات لا اخلاقية يجد العدالة أمامه . تساءل المعني بالامر " ليش هل هناك مغزى ؟؟ " مشيرا الى أن الخليجيين يزورون المغرب ليس للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة ، التي يؤكد توفرها ، لكنه يتحدث عن أمور أخرى ، تثبت أن ابناء عمومته و اخوانه يسافرون من اجل الكبت النفسي قبل الجنسي ، رغم أن دبي و ابو ظبي تعج بالملاهي و العاهرات و الخمور ، لكن نظامهم القبلي ، وسيطرة الأب في المجتمع البطريكي الرعوي ، لا تسمح لهم بذلك ، فيفضلون الهجرة ، لعلهم يجدون ضالتهم بعيدا عن قيود القبيلة ، التي لا زالت تحكمهم رغم " تطاول الحفاة العراة في البنيان " الأمر الذي يعتبره البعض من علامات الساعة !! . مهلا أيها البدوي فمراكش التي لا تعرف عنها شيئا ، شكلت قبلة لعلماء و عاصمة لملوك وصف التاريخ فترة حكمهم ب " الذهب " ، و منها انطلقت جيوش المغاربة لهزم الإسبان و البرتغال في معركة " واد المخازن " لا أظن ان تاريخ تلك العشائر غير المتحدة يرقى لها . وهنا يصح من قال : اذا اتتك مذمة من ناقص فاعلم انك كامل
ساحة
أساتذة يرسمون منحدرات الانحطاط بمؤسسة للتعليم الخصوصي – 4 –
لا يسعني إلا أن أوجه التحية و عبارات الشكر و التقدير لهؤلاء الأساتذة الذين انتفضوا في وجه " معلم الشكارة " الذي سقط سهوا على عالم التربية و التعليم ، " من الزبالة للطيفور " ، رسالة الاساتذة الذين رفضوا منطق " الشانطي " أثاروا قضية ظل خلالها المعني بالامر يتستر بشكل حربائي ، و يتنقل داخل الأحزاب أو بعض الجماعات السلفية ، و التي تتعلق بالتسيير الجماعي ، الذي قفز به صاحبنا من " كرموس النصارى ، إلى المجالس المنتخبة ، قبل أن يقتحم دون حياء مجال التربية .نعاهدكم أيها الاساتذة الإجلاء أن ما يجري بالجماعة القروية المعلومة سنخصص له حلقات اخرى ، انطلاقا من البناء العشوائي ، و التعويض ، و التراخيص المسلمة في جنح الظلام و غيرها من أشكال الفساد الذي نخر تلك الجماعة ، و فيما يلي الجزء الرابع و الأخير من رسالة الاساتذة . " ولنضعكم أما م حقيقتكم نحيلكم على قصة الحكم بن هشام كما أوردها القاضي عياض في ترتيب المدارك مع الفقيه طالوت بن عبد الجبار تلميذ الإمام مالك ،واليهودي والوزير أبو بسام ،حيث أكرم الفقيه لمدة سنة من قبل اليهودي ،وغدر به في هنيهة من قبل الوزير . -قرارك شماتة والشماتة تكون في الأعداء ورجال ونساء التعليم لم يكونوا في يوم أعداء لأحد بحكم مقتضيات رسالتهم السامية . -قرارك استخفاف واستهتار واستضعاف وازدراء برجال ونساء لم يستخفوا ولم يستهتروا ولن يكونوا في يوم من الأيام كذلك طبقا للأمانة التي ائتمنوا عليها . -قرارك ظلم ،والظلم وضع الشيء في غير موضعه ،أنت الذي مر من أسماعك يوما ما قول الله في حديثه القدسي :" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " -قرار استغنائك عن الأساتذة قرار صهيوني محض ،طبخ في قدر نتنة ولا دخل لنا في القذارة التي تشتم رائحتها عبر مداخل المدينة وبين جهاتها وفي مقاهيها . -قرارك غير عادل والعدالة من أهم ما تتسم به المؤسسات ،وحتى لا تسئ الفهم مرة أخرى فالمقصود بالعدالة لدى علماء الاجتماع العدالة التوزيعية لكافة المنافع ،وفرق كبير بينها وبين ثقافة الإحسان الذي اعتقدت أنك تقوم به في حق الأساتذة. -قرارك فرعوني ديكتاتوري ،اعتقدت بأن من استغنيت عنهم سيواجهونه بالطاعة والخضوع والخنوع ،لكن على العكس من ذلك أعلنت به حربا تفتقر وتفتقد لأبسط وسائلها وأدواتها ،والمقالة إياها أول رصاصة لبيت زجاجي ما كان على صاحبه أن يقذف غيره بالحجارة . -قرارك من داخل بنايتك وليس مؤسستك يكرس قيما سلبية في مقدمتها الغدر والخيانة والطعن من الخلف ،والضرب أسفل البطن ،أينك من تعزيز الثقة وتأهيل التلاميذ وبث قيم الصدق والتآزر والشفافية والحوار . أخيرا وليس آخرا نطلب منك شيئا واحدا ووحيدا فقط ،ارجع إلى أصولك ،إلى البناء ،وقبله إلى ....... ومارس خبط البعير، وانخراط الصقور (انقضاضها)، وابحث في المعاجم العربية عن معنى الخروط ،ومعنى الأخلاط لأنك تمثلهم بامتياز ، وبعد ذلك ارجع لممارسة الكولسة في التسيير الجماعي ،ولا تعتقد طال الزمان أم قصر أن المؤسسات التعليمية ستسير بعقلية المجالس الجماعية وستخضع للحرب الحزبية ببيع الذمم وابتياعها، أو إلى ارتداء جبة ونزع أخرى بالرغم من احترامنا للعمل الحزبي والعمل الجماعي النبيل وما يقتضيه من تسيير للشأن العام ،وكذا احترامنا لمهندسينا ومعماريينا وعمالنا أينما وجدوا وحلو وارتحلوا .
ساحة
بابا أنا لا أريد أن أصبح مهندسا! رفقا برضعكم وأطفالكم أيتها الطبقة الوسطى، ولا تعذبوهم بالرياضيات
…ثم إن المشكلة الأكبر هي أن الكل يرغب في أن يصبح صغيره مهندسا. وهو في بطن أمه. وهو يرضع. وفي القماط. ويضع الحفاظات. فيأخذونه إلى الحضانة. ومنذ الروض يخططون لأن يصبح مهندسا. خاصة هذه الطبقة الوسطى المغربية. الطماعة. التي لا تقبل بشيء إلا النجاح. والمستقبل واضح بالنسبة إليها. ولا عثرة فيه. ولا فشل. ولا رغبات لا تساير هوى الآباء. فيهيئون طفلهم. منذ المهد. ليكون عبقري زمانه في الرياضيات وفي العلوم. ويعدونه للأقسام التحضيرية. ولاجتياز مباريات المدارس الكبرى في فرنسا. وهو لا يزال يبلل سرواله يرونه يجتاز الكونكور. وهو يلطخ وجهه بالمرق يرونه في فرنسا أو كندا أو أمريكا. ويرغمونه على التفوق. وعلى حب الرياضيات. وعلى النجاح. ولا يقبلون منه أي مهنة أخرى. وكما أن الدولة ترغب في أن نصبح جميعا تقنيين. وآلات. وصالحين للعمل. ولحاجيات سوق الشغل. فإن الطبقة الوسطى طموحها أكبر. ولا تقبل إلا إن يكون رضعها مهندسين. وعلى مضض تقبل بالطب. وبمهن أخرى. ولا شيء إلا الأقسام التحضيرية. ولا شيء إلا الإكراه على أن تكون عبقريا. ولذلك يدفعون الأموال الكثيرة للمدارس الخصوصية. ومتأكدون أن الطريق ستكون سالكة. ولن ينحرف صغيرهم. ولن يهرب من أبيه وأمه المتطلبين. كما أن هذه الطبقة المتوسطة لا تضع نصب عينيها احتمال نهاية العالم. وأن كل تعبهم قد يذهب هدرا لو قامت القيامة. فلا ينفع حينها لا مهندس. ولا بوليتكنيك. ولا حساب ولا معادلات رياضية. وما يثلج الصدر. وما يجعل الأمل قائما. أن عددا كبيرا من الصغار لا يجارون آباؤهم. ولا يسايرون أهواءهم. وجشعهم إلى التفوق. فيكشفون عن فشل ذريع في العلوم. وعن عبقرية لا مثيل لها في الكسل. ومع ذلك يصر هؤلاء الآباء. فيجمعون المال ويرسلون أولادهم إلى أوكرانيا أو روسيا. ليعودوا بعد سنوات إلى المغرب أطباء أسنان. أو صيادلة. ولا بأس. يقول أولياء الأمور. وإن لم يصبح رضيعي مهندسا يشار إليه بالبنان. وتتنافس عليه الشركات الكبرى في الداخل والخارج. فهو الآن طبيب. وله عيادة. ويلبس وزرة بيضاء. وله وضع اعتباري. بينما لا أحد يحب الأدب. ولا أحد يرغب في اللغات. وهي بالنسبة إليهم مجرد وسيلة ليصير الولد مهندسا. أما القانون. أما الجامعة. فلا تفكر فيه هذه الطبقة المتوسطة المغربية الحالمة بمستقبل مثالي لأبنائها. وقد تكون مضطرة. لكن الجامعة لم تعد خيارا لأي أحد. وكل هذا اللغط. وكل هذه النقاشات. لأن الدولة. وطبقتها الوسطى. يخططان ليجعلا من أجيال المستقبل آلات. وروبوهات. ويتحدثون من أجل ذلك عن التقنية. ويسعون إلى نهاية الإنسان المغربي. وأسمع كثيرين. وكلما أثير نقاش حول اللغة. يستحضرون العلوم. والإنجليزية. باعتبارها لغة التقنيات والاختراعات. ولا أحد يحب اللغة لسواد عيونها. ولا أحد يحب اللغة لأنها لغة. ولا أحد يحب أن يتمتع بها. من أجل المتعة فقط. وليس من أجل أن يصبح مهندسا. حتى أني أتخيل الصغار بأسلاك في بطونهم. وبرقاقات إلكترونية في رؤوسهم. وببطاريات. وموصولين بشاحن كهربائي. وأفكر بجد في من سيكون هذا الصغير الذي سيشتغل في موقع كود بعد أن أتقاعد. أو أموت. ومن سيكتب الرواية. ومن سيفشل في الحياة. ومن سينشر في موقع كيكا. وفي مجلة الدوحة. ومن سيراسل المجلات الخليجية. ومن سيشتغل ساحرا. ومن سيمثل في الأفلام. ومن سيرقص. ومن سيصبح بهلوانا. أو فيلسوفا. أو خبيرا في القانون. ومن سيمارس السياسة. فرفقا برضعكم وأطفالكم أيتها الطبقة الوسطى. ولا تعذبوهم بالرياضيات. وبالمستقبل البعيد. بينما لا أحد يضمن لنا أن هذا المستقبل قادم وأن الحياة ستستمر. وأنه لن يفجرها مهندس أحمق على رؤوسنا جميعا. حميد زيد – عن موقع كود
ساحة
أساتذة يرسمون منحدرات الانحطاط بمؤسسة للتعليم الخصوصي – 3 –
" لمن تحكي زابورك يا داوود " لم اجد أحسن من هذه العبارة التي يتداولها العامة ، وانا اطلع على الجزء الثالث من الرسالة المؤثرة التي وجهها الأساتذة إلى " معلم الشكارة " الذي تحول بقدرة قادر من "كرموس النصارى" إلى المجالس الجماعية ومنها الى ميدان المقاولة ، ومن باب " السيما و الرملة " إلى المناهج التربوية التعليمية، وأضحى المعني بالامر يفهم في التربية و التعليم و يميز بين الصالح من الطالح ، " الله الله السيبة هذي " ، أعتقد أن هذا الجزء الثالث يجب أن يوجه لمن استباح التربية و التعليم للغرباء تحت ذريعة التعليم الخصوصي ، الذي أنشأه قادة وطنيون ، بهدف تشجيع التمدرس العربي الاسلامي عهد الحماية ، و هي الرسالة التي حملها اساتذة و مؤطرين تربويين بمراكش ، دون الحديث عن بعض " لبنايا " الذين اقتحموا الميدان . يقول الجزء الثالث : " لن نتجرأ ونصادر حقك أو أن ننزعه منك وأنت صاحبه في الاستغناء عن الأساتذة ،إذ لا رابطة تربط بينهم وبينك: لا تعاقد ولا مواثيق ولا بنود ولا.... نؤكد حقك في ذلك ، ونبرره بجهلك وخساستك وفسالتك ورذالتك وسفالتك وضعتك ووخاستك ،إذ من الناحية القانونية لا حق لك في الحديث مع رجال ونساء التعليم تحت أية ذريعة من الذرائع إنهم ورثة الأنبياء ،ومن المفروض أن تتم مخاطبتهم والتواصل معهم من طرف إدارة تربوية لها نفس همومهم وقلقهم المعرفي والوجودي ،لا أن يخاطبهم الأراذل ممن تاجروا بكل شيء ويلوذون طائفين الآن حول أقدس المقدسات . خطأك وحماقاتك في التسيير المكولس نابعة وناتجة عن تعاملك مع خريجي الجامعات وحملة الشواهد الذين اعتقدت بتشغيلك لهم وقد تخلت عنهم حكوماتهم وتنكرت لهم الوزارة الوصية عليهم قد امتلكت رقابهم وذممهم،تعاملك الفج تركك تعتقد أنها كأس يمكن أن تسقوا وتشربوا منها الجميع ،المتقاعدون بشتى أصنافهم، وأساتذة الدولة طينة أخرى من رجال ونساء التعليم ،كرامتهم فوق كل اعتبار ،أنفتهم لا تعفر ،ونضارتهم لا تدرن ،وجباههم لا تعرف السجود لغير الله ،هواجسهم أخلاقية قيمية قبل أن تكون مادية صرفة ،ولهذا لا تسئ بجهالتك قراءة بله إقراء هذه المقالة التي فضلنا أن تنشر في الصحف الوطنية بدلا من أن نوجهها رسالة إليك ، لا تعتقد أننا نتزلف إليك ،أو نستجديك أو نقف متسولين في أعتاب بنايتك ،لتتعلم أن أسمى ما نملك هو مبادؤنا وقيمنا ،كتبنا ليعرف الرأي العام مدى ما وصل إليه تعليمنا فاضحين مظهرا من مظاهر فساده ،والمظاهر كما يعلم الجميع عديدة ،كاشفين عورته التي استباحها القاصي والداني ، لا تعتقد أننا نتوجه إليك شخصيا فلطالما وقفنا أمام طواغيث الفساد من أمثالك ،تاريخنا شاهد على ما نقول وما نمارس .لا تتدخل في مؤسسة تملك منها الجدران والجرذان ،وتعطي الأوامر لأذنابك وحوارييك بإعطاء جداول حصص يوم الاثنين 03/09/2018،وتسحبها مستغنيا عن الأساتذة يوم الثلاثاء04/09/ 2018 ، كفانا عبثا بمصير هذه الأمة وبأبنائها ،ارفعوا أيديكم وابتعدوا عن تعليمنا ،وارجعوا من حيث أتيتم ،إنكم تعرفون الطريق والسبل والمسالك والمتاهات بله المخافات ،رغم افتقاركم للنهج والمنهج والمحجات ،ابتعدوا لقد تّآمرتم واغتنيتم ،إلا أنكم لا تملكون ما نملك ، ولا تعرفون ما نعرف ، ولاتقرأون ما نقرأ ..."
ساحة
العربية وربيباتها من الدوارج
كثر الحديث عن دعوة نور الدين عيوش إلى استعمال الدارجة ضمن المقررات الدراسية ، الامر الذي خلف ردود فعل عديدة ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، التي نابت عن المهتمين بالحقل التربوي و المتدخلين فيه سواء جمعيات المدرسين أو النقابات التعليمية التي " ضربتها بسكتة " فضلا عن جمعيات آباء و أولياء التلاميذ ، و في هذا الصدد ارتأت " كشـ24 " فتح نقاش جدي ، وفسح المجال لجميع المتدخلين وكانت البداية مع مساهمة الاستاذ الباحث شحيمة عبد الصادق . لمواقع التواصل الاجتماعي في عصر العولمة أفضال لا تعد ولا تحصى،لكن وفي الآن ذاته ،لها من المساوئ ما يتركنا في لحظات عدة نشعر بالامتعاض ،لا لشيء وإنما لسلوكات تتم من طرف بعض المتدخلين أو المدونين لا تحترم من جهة ذوي الاختصاص ومن أخرى تدلي بدلوها في كل ما تموج به فضاءات نقاشاتنا من ملاعب الرياضة بشتى أصنافها ،وصولا إلى قضايا تتسم بعمق نظري وببعد فلسفي وبمفاهيم خاصة دقيقة من غير المجدي أن يخبط فيها خبط عشواء . وبالرجوع إلى ظاهرة استعمال العامية أو الدارجة أود أن أشير إلى أن النقاش بصددها يعرف المستويات الثلاثة الآتية : الأول ثقافي/ فكري ولنا فيه مرجعيات لها وزنها وثقلها المعرفي أشير منها على سبيل المثال لا الحصر إلى المرحوم عالم المستقبليات الأستاذ المهدي المنجرة والذي كان قد أشار في إحدى مداخلاته في الموضوع ،إلى أن الاستعمال المكثف للدارجة لم يعد بريئا ،فنحن أمام مخطط يسعى للقضاء على العربية ،وهو المخطط الذي برمج له الاستعمار الفرنسي ،واستمر مع أذنابه حتى الآن .كما أشير إلى الأستاذ المفكر عبد الله العروي وإشارته إلى أن المشكل المرتبط باستعمال الدارجة المغربية لا يطرح إشكالا في السنوات الأولى من التعليم ،وإنما يكمن المشكل في ما يلي تلك السنوات في جميع أسلاكه ،ولتوسيع دائرة استعمالها يدعو إلى تبسيط قواعدها ومعجمها وتركيبها ،مشيرا إلى أن الفرق في الاهتمام بين اللغتين الدارجة والعربية الفصيحة ،هو أن الأخيرة ستدعم من طرف كل الناطقين بها ،في حين أن سابقتها (الدارجة ) لن تحظي بذلك لوجود دوارج عديدة حتى داخل البلد الوحيد بدلا من دارجة واحدة .وللتدليل على ذلك تجدر الإشارة لإلى أن لكل حرفة تقليدية معجم خاص ،يستعصي فهمه على بقية الحرف الأخرى . المستوى الثاني لغوي محض ،أو لساني معجمي صرف ،وهنا تكون الإمامة لذو الاختصاص ،وبفضل حسن الإصغاء لهم جميعا مع اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم يمكن أن نقارب حلولا لمعضلات لغوية كالتي نحن بصددها .وضمن هذا الإطار أشير إلى أساتذتنا الجامعيين الجادين وإلى أساتذة جميع الأسلاك من الذين خبروا هذه اللغة واكتشفوا أسرارها وجماليتها وسحرها ،وغاصوا في أعماقها ،ولا أشك في أنهم سيغنون النقاش ويقلبون أوجهه برؤاهم الثاقبة ونظرهم السديد ،ولأقدم مثالا بالملموس على ما أقول ،فوجئ في إحدى السنوات تلاميذ مستوى الجذع المشترك علوم أثناء قراءة أحد نصوص نجيب محفوظ بكلمة تبدو بالنسبة لهم غريبة كوحدة معجمية فصيحة وهي كلمة حق بضم الحاء ،وفي اللحظة التي طلبت منهم استبدال القاف الوارد في آخر الكلمة بحرف آخر ،وبدأنا في عملية التجريب ،وصلنا إلى حرف الكاف ،وأصبحت الكلمة – حك – بدلا من –حق – واستعرضنا دلالات الكلمة في الدارجة وفي سياقات مختلفة ،وكان هذا مدخلا من مداخل الاستعانة بالدارجة على فهم الفصيحة ، بل الأعمق من ذلك أن ظاهرة استبدال فونيم بآخر،ظاهرة لغوية عربية قديمة متداولة لدى بعض القبائل أكتفي في التمثيل لها بقبيلة بني سعد المجاورة للفرس والتي كانت لا تنطق الحاء إلا هاء . أما عن كلمة حق في العربية الفصيحة وهي متعددة ،تبعا لسياقات ورودها،فمرتبطة بدور الأستاذ في ربط المقالات بالمقامات ،إذ لا داعي مثلا لشرح الكلمة بحمولتها الجنسية لتلميذ/ة في السنوات الأولى من تعليمه الابتدائي ،وهو يفتقر لما نسميه حاليا بالتربية الجنسية ،ولا بأس من استعراض المعنى إياه بالنسبة للإعدادي أو الثانوي ،ويستدعي تخصص الطلبة الجامعيين في الآداب أو اللسانيات تعريفهم بمثلث قطرب ،وهنا سيكون الأستاذ باعتماده بيداغوجيا وديداكتيك المادة في جوهر دعوة عبد الله العروي للتبسيط –تحديدا -منه المعجمي . المستوى الثالث لنقاش الظاهرة بدأ مع بعض المستشرقين منذ نهاية القرن السابع عشر ،واستشرى في لحظات الأمبريالية والاستعمار ،واستفحل مع دعاة الفرنكفونية الحديثة باعتبارها شكلا من أشكال الاستعمار الحديث ،فالمستشرقون كما يشير إلى ذلك محمود محمد الطناحي من أوائل من قسموا اللغة إلى عربية قديمة ،وعربية معاصرة ،وعربية منطوقة أو عامية . يهمني في هذه المساهمة دعاة الفرانكفونية الحديثة وفي مقدمتهم عيوش ،وأتساءل بداية ما علاقة الرجل بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين (من أعطاب التعيينات )باعتباره عضوا كامل العضوية فيه ،وما علاقته باللغة العربية والفكر والثقافة العربيتين ؟ إن جهل الرجل التام ،تركه لا يميز بين اللهجة واللغة ،ولكي يدافع عن أطروحة العامية كلغة للتدريس ،كان من آخر خرجاته المثيرة إشارته أن القرآن نزل بالدارجة ،ولإزالة هذا الغموض واللبس أقول أن كلمة لهجة تطورت في دلالاتها ،فقد كانت تعني في العصر الجاهلي – الحرف- ،واللغويون القدامى كانوا يطلقون اللهجة على اللغة ،وتراثنا اللغوي ملئ بكتب اللغات أي اللهجات ،وهي مؤلفات قد ضاعت من بين ما ضاع من تراث هذه الأمة ،بل إن من عوامل اختلاف القراءات بالإضافة إلى الإعراب ومجموعة من العوامل الأخرى هو اختلاف اللهجات العربية التي نزل بها القرآن ،ولهذا نؤكد أن القرآن لم ينزل بالدارجة وهو كلام عار من المنطق والموضوعية ،وإنما نزل بلهجات القبائل ،وهو موضوع وقع بصدده الاختلاف بين اللغويين يضيق المقام هنا لاستعراضه ،وبناء على ما سبق نتساءل هل يستشعر دعاة الفرانكفونية وكما أشار إلى ذلك عبد الله العروي خطورة ما يدعون إليه ،إننا نبحث عما يوحد هذه الأمة بدلا مما يفرقها ولن يكون في مقدمة ذلك سوى اللغة والفصيحة تحديدا . شحيمة عبد الصادق
ساحة
المدرس والتأمين الطبي.. أهكذا يكون جزاء رجل التعليم أيها المسؤولون..؟
مما لاشك فيه أن مهنة التعليم من المهن التي قد تعرض صاحبها لأمراض مزمنة وخطيرة ناهيك عن تكاليفها العالية والتي تفوق بكثير راتبه الشهري خصوصا عندما يتقدم به العمر فيجد نفسه في حيص بيص تتقادفه المصحات ذات الأثمنة الخيالية وتبتزه بكل انواع الابتزاز وتفقره إن هو ظل صامتا غير مدافع عن حقه في التطبيب مقابل الاقتطاعات التأمينية في هذا المجال والتي تخول له الحق في الولوج للمصحات المتعاقد معها و"cnops" بصفر درهم ورفض املاءات المصحات التي تضرب ميثاق التعاقد لتنهب جيوب رجال التعليم وترغمهم على وضع الشيكات بشكل يتنافى مع القانون.فالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي المعروف اختصارا بـ "cnops" المعروف اختصارا يؤكد على ضرورة الاستفادة من "la prise en charge " بينما المصحات ترفض العمل بذالك على الرغم من كونه حق لكل رجال ونساء التعليم وبالتالي يضيع هذا الحق ويصبح المريض من أصحاب الوزرة البيضاء والطبشير بكل ألوانه موضع ابتزاز من طرف بعض الجهات الصحية التي تستغل ضعف المريض المؤمن أصلا ليضع مرغما شيكا على بياض حتى لا يتعرض للاهمال علما أن وضع الشيك كضمانة هو غير قانوني.إن هذا الوضع يفرض على الجميع التحرك والتصدي لهذه السلوكات التي تهين كرامة المدرسين والمدرسات والتشبت بضرورة تحمل المصحات أتعاب المرضى من أسرة التربية والتعليم، التي يجب عليها تقاسم هذا المشكل عبر جميع الوسائل الممكنة، فإن كنت في صحة جيدة اليوم فلا تعلم ما يخفه لك الغد، لذاك ناضل من أجل نزع حقك.فهل رجل التعليم مواطن يختلف عن العاملين بقطاع الكهرباء وقطاع الماء وقطاع الفوسفاط وغيرهم ممن يستفيدون بـ "laprise en charge" مثلما يستفيدون من الأدوية بدون مقابل..؟ وهل تأمين رجال التعليم لايرقى إلى هذه الدرجة..؟ أم أن رجل التعليم لا يساوي أي شيء ولا يستحق أن يهتم به وهو الذي أفصح الألسنة وفتح العقول ونوّرالأجيال وعبّد الطريق لاستيعاب وتطوير كل العلوم التي تنفع الانسانية.. أهكذا يكون جزاؤه كجزاء سينمار أيها المسؤولون؟.بقلم: سعيد الشيكي - رجل تعليم متقاعد
ساحة
تكناوي يكتب: الإنتقال من دستور فصل السلطات إلى دستور صك الحقوق
شكل دستور 2011 تحولا أساسي في تطور اهتمام المشرع الدستوري المغربي و نزوعا عن المفهوم التقليدي المتجاوز الذي ميز دستور 1962 والمرجعيات المعدلة له (دساتير 1970-1972-1992-1996 )، حيث اعتبر عدد من الباحثين والمهتمين أن دستور 2011 هو دستور حقوق الإنسان بامتياز خاصة مع استحضار المقتضيات التي تضمنها والتي لها صلة بحقوق الإنسان أكثر من 60 مقتضى، بل دهب البعض الأخر أبعد من ذلك حيث تم إدراجه ضمن دساتير صك الحقوق.فما هي الإرهاصات التاريخية والسياسية التي أدت إلى تجاوز المفهوم التقليدي للدستور أو الانتقال من دستور فصل السلطات إلى دستور صك الحقوق ؟الدستورانية كشكل قانوني كما هو معلوم ارتبطت بالمجتمعات الغربية خاصة بعيد اندلاع شرارة الثورات التحررية حين ترسخ اعتبار السلطة بصفتها منبثقة من الشعب وليس من الله أو الملك، بل يوجد حكام يستمدون السلطة تحديدا من الدستور الذي يخولهم الحق في ممارستها، والتي كان من نتائجها اختفاء الأنظمة الشمولية المطلقة وتوزيع السلطات وتأصيل احترام الحرية والمساواة، إلى أن المفهوم التقليدي للدستور أصبح متجاوزا على اعتبار انه لم يعد يساير التطورات العميقة التي شهدتها المجتمعات الإنسانية والمتجلية في بروز معطيات جديدة تتمثل أساسا في اتساع أطراف اللعبة السياسية وعدم استطاعة الدستور بمفهومه التقليدي احتضانها؛ وإجمالا يمكن رصد المرامي التي يستهدفها الدستور بمفهومه التقليدي؛تنظيم السلطة؛ضبط العلاقة بين مختلف السلطات العمومية؛شرعية السلطة السياسية.فالدستور تبعا لذلك كان يهدف إلى توفير الاستقرار القانوني. إلا انه في العقود الأخيرة نزعت جل التشريعات إلى تغليب كفة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية، وهذا ما أدى إلى إثارة العديد من التساؤلات حول كنه وعمق الوثيقة الدستورية نفسها هل هي جامدة أم مرنة ولمن تعطى الأولوية وفي نفس التوجه يمكن رصد أن كتابة وتدوين الوثيقة الدستورية اعتبر ترتيبا إجرائيا وقائيا لحماية التنظيمات والبنيات التي تعمل في المجتمع وهذا المعطى هو الذي هيمن على الدساتير الغربية في عقد السبعينات والسبب يعود بالأساس لكون الاجتهاد القضائي لم يكن له دور أساسي في الحياة السياسية والدستورية آنذاك ذلك أن حلوله وتأويلاته لم تكن تأخذ بعين الاعتبار إلا انه مند أواخر عقد الثمانينات أخد هذا الدور الهامشي ينتعش ويتسع مما أدى إلى طرح تساؤل محوري، هل يمكن اعتبار الاجتهاد القضائي في صلب الدستور المكتوب امرأ متجاوزا ؟أن الوثيقة الدستورية المكتوبة في البلدان الغربية لم تمت ولم تتحول إلى مجرد إشكال فكري، ولكن قراءة مفهوم الدستور هي التي أخذت تتجدد في هذه المجتمعات.وتقوم مرتكزات هذه القراءة على تكريس حقوق المحكومين أي أن تكون قراءة في الديباجة بمعنى انه ينبغي قلب الوثيقة في طرحها فبدل أن تقوم الوثيقة الدستورية بتوضيح سلطات الحكام يجب كذلك أن تقوم بتكريس حقوق المحكومين وبعبارة أدق ينبغي الانطلاق في الديباجة من المواطن وليس من السلطة العامة أي أن تنطلق الوثيقة الدستورية من المجتمع المدني وليس من المجتمع السياسي وبهذا تصبح هذه الوثيقة وبحق تعبيرا عن وضعية مغايرة عما كانت عليه في السابق وهذا المعطى سيؤدي إلى حصول تشتت في بنية الوثيقة الدستورية التقليدية أو ما يمكن أن يطلق عليه عملية المرور من دستور فصل السلطات إلى دستور صك الحقوق.بقلم: محمد تكناوي
ساحة
المدني تكتب: سوسيولوجيا الخطاب الملكي وقضايا الشباب في ذكرى 20 غشت
من وجهة نظر سوسيولوجيا الخطاب، فالخطاب الملكي معني بما قاله فرانسوا لميدورفر François Leimdorfer في كونه يعمل على تمتين العلاقات وتقويتها، وذلك نظرا لكونه وسيلة للتعبير عن التفاعل الاجتماعي الملكي مع المجتمع بمختلف قضاياه و فئاته، خاصة وأن خطب صاحب الجلالة نصره الله تتميز بخاصية فريدة وهي أنها تستهدف في ذات الآن وبشكل ناجح جدا جميع الفئات الاجتماعية بما في ذلك فئة الباحثين طبعا.فقد قدمت خطب صاحب الجلالة دوما مفاهيم علمية و براديغمات ( نماذج فكرية) غير مسبوقة، و لا شك أن النموذج التنموي المغربي أحد هذه المقولات العلمية، إذ يمكن أن نعتبره، من وجهة نظر سوسيوأنثربولوجية، إجابة عن سؤال حير المفكرين زمنا طويلا بشأن طبيعة المجتمع المغربي التي شكلت عبر التاريخ مصدر قوته، المجتمع الذي سماه بول باسكون Paul Pasconالمجتمع المركب، ذلك أن بلدنا المغرب يعيش التنوع السوسيوثقافي والسوسيومجالي داخل الوحدة، لذلك أعتقد أن النموذج التنموي المغربي حسب الفكر الملكي يشير بشكل ضمني إلى ضرورة اعتماد هذه الخصوصية المغربية في صياغة هذا النموذج، لهذا فالأمر يتعلق في جانب منه بمجهود علمي ضخم يتعين علينا القيام به من واجبنا كباحثين للمساهمة في هذا المشروع الواعد، وقد حرص صاحب الجلالة على إظهار صرامة مفهوم النموذج التنموي من خلال اقتراح مجموعة من الخطوات العملية، كإعداد السجل الاجتماعي و صياغة استراتيجية وطنية مندمجة تخص فئة الشباب المغربي باعتبارهم قاطرة للتنمية.لقد أشار خطاب صاحب الجلالة في 20 غشت إلى أحد العناصر الأساسية التي تؤثر في الوضع التنموي بالمغرب وهو فئة الشباب والظواهر المحيطة بها، ولا شك أن هذا التحليل ينسحب على المجتمع الافريقي قاطبة نظرا لأن حوالي أربعين في المائة من الساكنة الإفريقية هم من الشباب.في هذا الإطار، قدم صاحب الجلالة في الخطاب الأخير تحديدا جديدا لمفهوم الشباب في السياق المغربي، من خلال تجاوز التحديد السوسيوديموغرافي إلى صياغة تحديد متعدد المحددات، تتظافر فيه مختلف السجلات لتعيين وضع الشباب، عبر الانطلاق من معطيات دقيقة، تفيد بوجود ظواهر سلبية ذات طبيعة عنقودية، تحرك ظواهر أخرى سيئة و يتعلق الأمر على الخصوص بظاهرة البطالة.لقد قدم الخطاب الملكي الأخير مقاربة وظيفية تؤكد أنه يجب تحضير الشباب للقيام بالأدوار المنوطة بهم من خلال تعديل السياق الذي يحيط بهم، بكل تنويعاته الاجتماعية، الاقتصادية، التربوية القيمية، وذلك عبر آلية الادماج الاجتماعي، كل ذلك لن يتحقق إلا من خلال خلق عوامل الجذب الاجتماعي، وهنا نجد كيف برع صاحب الجلالة في نقل مفهوم الجاذبية من معناها الاعتيادي الاقتصادي والمجالي، ليوسع هذا المعنى ليشمل كافة الظروف الاجتماعية دون استثناء، وقد وضع صاحب الجلالة اليد على الشفرة التي تمكننا من تفعيل هذه الجاذبية وهي قيم "الثقة والأمل في المستقبل"، باعتبارها نقطة ارتكاز التمثلات الاجتماعية Représentations sociales التي تعتبر بنية ذهنية حول الواقع الاجتماعي، و هي قيم من شأنها الرفع من منسوب الفعالية والإيجابية خدمة للمجتمع.ولاشك أن المشروع الملكي للنهوض بواقع الشباب هو مشروع تربوي وحداثي في ذات الآن، لذلك كان التركيز على التكوين العلمي والمهني و التلقين الثقافي، حيث أكد صاحب الجلالة على ضرورة وضع ميكانيزم دقيق يحيل فيه التكوين على التشغيل المناسب، وكل ذلك لن يتحقق إلا من خلال إعادة النظر في التخصصات الجامعية والمهنية وتأهيلها لتلائم سوق الشغل، ذلك أن ربط العمل بالتخصص يعتبر من الشروط الأساسية للانتقال من التحديث إلى الحداثة بمساهمة الكفاءات المغربية من الشباب.إن مقاربة صاحب الجلالة لموضوع الشباب المغربي هي مقاربة بالفعل، الفعل كما رصده مارسيل موس Marcel Mauss باعتباره فعلا كليا تعتمل في مختلف السجلات الاجتماعية الاقتصادية الثقافية السياسية...وفعلا عقلانيا كما تناوله ماكس فيبرMax Weber بحيث يسير نحو تحقيق هدف مسطر، لذلك يحمل خطاب صاحب الجلالة الأخير سلسة إجراءات عملية وملموسة من شأنها أن تنهض بوضع الشباب المغربي، و ترفع لديهم مشاعر الثقة والأمل في المستقبل.الدكتورة نعيمة المدني استاذة علم الاجتماع والأنثربولوجيا بكلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة القاضي عياض مراكش
ساحة
الحج من الشعيرة الدينية إلى الكارثة الإنسانية.. من يتحمل المسؤولية..؟
نتذكر جميعا تلك المقولة التي كان يرددها آباءنا وأجدادنا، والتي تنطلق من شعور ديني راسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة، الأجر على قدر المشقة، وكانت هذه المقولة دائما تلازم الحجاج المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كلما عادوا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك هذه الشعيرة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمس، وكانت دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله تعالى تنطلق من قولهم "اللهم اجعل الأجر على قدر المشقة"، اعتبارا لما يكتنف أداء مناسك الحج من صعاب ومتاعب، بدء من رحلة السفر إلى إنهاء المناسك بعد طواف الإفاضة والوداع.ومع تطور الحياة، وتغير ظروف مناسك الحج كان من المفترض أن تتخلص هذه المشاق خصوصا أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من أجل التخفيف من معاناة الحجاج، جعلت الحج أمرا ميسرا في كثير من شروطه وظروفه، غير أن هذا الأمر لاينطبق على الإطلاق على الحجاج المغاربة، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أخبار المعاناة الكبيرة التي تلاحق الحجاج المغاربة وهم يؤدون مناسك الحج في الوقت الذي كان من المفترض أن تيسر لهم الأمور حتى يتفرغوا للصلاة والذكر والدعاء وأداء كل ما تتطلبه هذه المناسك بشكل يكتنفه الخشوع والابتهال.أكثر من 5 سنوات نتابع أخبار الحجاج ونعلم أنهم يعانون أثناء أداءهم مناسك الحج، من معاناة التفريط والإهمال الذي يطوله من طرف البعثة المغربية المكلفة برعاية مصالحهم، وهو أمر مستغرب جدا لأننا نعلم أن الحاج المغربي يؤدي عن الخدمات التي تقدم له رسوما تفوق الخمسين ألف درهم، نظير توفير السكن والرعاية والنقل، فكثيرا ما يحدث أن لا يجد الحاج المغربي من ينقله إلى المناسك يوم التروية ويوم عرفة وعند العودة إلى المزدلفة ومنى لقضاء بقية أيام التشريق.هذه السنة كانت الأمور أكثر ضراوة، ونسميها أكثر سفالة، حيث عانى الحجاج المغاربة من إهمال شديد ومضايقات كثيرة ونقص في الإيواء والإطعام أدى ببعض الحجاج إلى الخروج عن صمتهم، وإلى الابتعاد عن متطلبات أداء هذه الشعيرة الدينية، والتي تلزم الحاج بالتفرغ إلى الذكر و شكر الله سبحانه وتعالى، عن الابتعاد عن هذه الممارسات الدينية التي هي ركن الحاج بسبب الغضب والقلق، وبسبب عدم الإكتراث بمصالح الحجاج المغاربة.هكذا الحجاج المغاربة هذه السنة مناسك الحج، حيث بلغت ذروة الإهمال وعدم الإكتراث يوم التروية ويوم عرفة، إذ لم يجد الكثير من الحجاج من ينقلهم لأداء شعيرة الوقوف بعرفة، وهي ركن الحج الأكبر، ثم عند العودة إلى المزدلفة، وكثير من المسنين من الحجاج من تعرضوا لحالات ضربات الشمس، وبعضهم قد فارق الحياة بسبب هذا الإهمال الذي لا يمكن إلا أن يرجع لعدم الاهتمام الذي كان من الواجب أن توليه البعثة المغربية لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بالجديد على هذه البعثة التي دائما في السنوات الأخيرة، ومنذ حوالي 6 سنوات، وهي تهمل دورها وتكتفي بالخضوع في مكاتبها دون أن تكترث لمشاكل الحجاج ومعاناتهم.بلغت إذن معاناة الحجاج المغاربة هذه السنة ذروتها وقمتها، وعزى بعض المسؤولين ذلك إلى المضايقات التي لقيها الحجاج من السلطات السعودية، حيث قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شكاية إلى مؤسسة مطوفي الحجاج الدول العربية، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية، بعد أن أصدرت بلاغا أولا، مفاده ان ما تم تداوله من الفيديوهات يرجع إلى السنوات الماضية، وبعد ذلك أكدت من جديد أنها قد قامت بالاتصال بالسلطات السعودية لتتساءل عما سمته بالاختلالات، والأمر لا يتعلق بالاختلالات فقط، يتعلق بتفريط في حقوق المواطنين الذين دفعوا من أموالهم ما كان من المفترض أن يمكنهم من أداء فريضتهم وركن الحج الخامس من أركان الإسلام على أحسن وجه، ولكنهم ووجهوا بما لم يكن لهم في الحسبان، حيث قضى الكثير منهم لياليهم على أرصفة دورات المياه، وفي الشارع العام نساء ورجالا دون أن يقام لهم اهتمام، أو أن يلتفت إليهم من طرف مسؤولي البعثة المغربية الرسمية أيضا.مع التذكير بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه تعليماته السامية إلى البعثة المغربية الرسمية قبل توجهها إلى الديار المقدسة لتعتني بشؤون الحجاج ومصالحهم لأنه أمير المؤمنين، ويرعى مصالح رعيته في أداء شعائرهم الدينية، وما حدث كان العكس فمن يتحمل المسؤولية؟لقد أرادت السلطات المغربية أن تنحي باللاءمة على السلطات السعودية، مع العلم أن السلطات المغربية مسؤولة بالأساس على تدبير شؤون الحجاج بدء من مغادرتهم أرض الوطن إلى عودتهم سالمين غانمين.أذكر أنه في سنة 2011 وقد كنت شاهد عيان على ذلك، واجه الحجاج المغاربة ظروفا قاسية بعد عودتهم من أدائهم للحج الأكبر بعرفة، إلى مشعر منى، حيث وجدوا خيامهم قد احتلت من طرف حجاج دول أخرى، وبصف خاصة الحجاج الموريتانيين، وخرجوا إلى الشارع في تظاهرة احتجاج.أذكر أنه في تلك الليلة من ليالي التشريق، توجهت مع مجموعة من الأصدقاء، ومجموعة من الحاضرين الذي كانوا يقاسمونني موقع وجودي بمشعر منى، وقد كنت أنذاك أؤدي مناسك الحج تحت إشراف وكالة الأسفار لنرى أوضاع الحجاج، الحج الرسمي الذي تؤطره الدولة.كان من بين الحاضرين معي في تلك الليلة وزير الدولة الحالي في حقوق الانسان السيد مصطفى الرميد، الذي حاول أن يهدأ روع هؤلاء الحجاج، وقد كان أنذاك من قياديي حزب العدالة والتنمية، كما هو الآن وكنا على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية التي قادت هذا الحزب إلى سدة تدبير الشأن العام.كانت الظروف سيئة لهؤلاء الحجاج، كنت أعرف بعضهم وكنت أعلم أن هناك منهم من المسنين والمسنات الذين عانوا في ليلة سيئة جدا، ولولا تدخل بعض المسؤولين السعوديين لكانت الكارثة أسوء مما كنا نتصور.إذن الوضعية ليست جديدة على على واقع الحجاج المغاربة، فمن يتحمل المسؤولية إذن كما قلنا؟إنه في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها عندما يحدث مثل هذا الأمر يبادر المسؤول عن القطاع إلى تقديم استقالته، أو تبادر السلطات المعنية إلى إقالة الوزير المعني لأنه لم يؤدي واجبه اتجاه هؤلاء المواطنين، ولم يسهر على رعاية مصالح هؤلاء الحجاج من خلال البعثة التي يشرف على متابعة أعمالها، ولو من داخل المغرب.إننا في المغرب نحترم مؤسسة إمارة المؤمنين لأنها المؤسسة التي ترعى مصالح المواطنين الدينية، وترعى حقهم في أداء مناسكهم وشعاءرهم المختلفة، وإلى هذه المؤسسة يرجع أمر البث في هذا الموضوع، وننتظر النتائج، ماذا سيحدث بعدما وقع من مآسي لهؤلاء الحجاج والتي مازالت تداعياتها تصلنا يوما بعد آخر. رشيد الصباحي
ساحة
رشيد الصباحي يكتب: المدخل إلى اﻟﺳﱢﻠْم الإجتماعي بالمغرب
منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المغرب في 30 يوليوز سنة 1999، والمجتمع المغربي يبحث عن صيغ متعددة لإقرار السلم الإجتماعي في فترة كان على المغرب فيها أن يؤكد انخراطه في دعم ما بدأ يُعرف في ذلك الوقت بالعهد الجديد، خصوصا مع ظهور بعض المفاهيم التي ارتبطت ببداية فترة أخرى من فترات الحكم في المغرب، إذ أنه مع تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم بالمغرب ظهرت بعض المفاهيم والمصطلحات التي رأى فيها المجتمع المغربي مرحلة تغيير قد يقود إلى تطوير الحياة وتنمية المجتمع من بينها على سبيل المثال المفهوم الجديد للسلطة، ربط المسؤولية بالمحاسبة، الشخص المناسب في المكان المناسب وما بات يعرف أيضا بالعدالة المجالية المرتبطة بالعدالة الإجتماعية.وانخرط الشعب المغربي بصفة عامة بمختلف مكوناته الاجتماعية في مرحلة هدوء وهو ما اعتبر في ذلك بالسلم الإجتماعي كان يرى فيه البعض فرصة للحكومات المتعاقبة على إيجاد الحلول للعديد من المشاكل التي كان يتخبط فيها المجتمع المغربي والإقتصاد المغربي كذلك، من بينها التكوين والتعليم والتشغيل، وهي المشاكل التي ظلت قائمة إلى اليوم، وظل هذا الهدوء الذي هو سلم إجتماعي قائما وساري المفعول بتلقائية وعفوية من المجتمع المدني المغربي، رغم بعض الانتفاضات التي فرضتها ظروف معينة، والتي لم تكن سوى انتفاضات ظرفية بسبب أوضاع ظرفية.وإلى غاية سنة 2011 ومع مصادقة الشعب المغربي على دستور فاتح يوليوز، وتنظيم الانتخابات البرلمانية يوم 25 نوفمبر من نفس السنة، والتي أفرزت حصول حزب العدالة والتنمية على أغلب مقاعد مجلس النواب والمغاربة ينخرطون في سلم اجتماعي لم تعكر صفوه سوى انتفاضة 20 فبراير سنة 2011 التي عبر فيها المغاربة عن عدم رضاهم عن الوضعية الإقتصادية والإجتماعية وطرق تدبير الشأن العام، تماشيا مع أوضاع العالم العربي أو ما عُرف بالربيع العربي، أو الربيع الديمقراطي.وعندما تقلد السيد عبد الإله بن كيران مقاليد تدبير الشأن العام مع ما حمله الدستور الجديد من إصلاحات جوهرية في بعض المجالات، وما حمله من صلاحيات لرئيس الحكومة، شرع هذا الأخير في مباشرة إصلاحات لم تكن سوى الفتيل الذي أشعل النار في أوراق كان من الممكن أن تبقى راكدة هامدة، ومن هنا تكسر ذلك الجدار الذي هو جدار السلم الإجتماعي وبدأت الإنتفاضات والإحتجاجات مستمرة هنا وهناك، وأصبحت مدينة الرباط وقلب شوارعها الكبرى محط اهتمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية لما شهدته من احتجاجات يومية أصبحت من مكونات الحياة اليومية لهذه المدينة، علاوة على تلك الإحتجاجات التي كانت تشهدها المناطق النائية والتي لم تعرف من التنمية سوى القشور إذا كانت هناك قشور، فهناك بعض المناطق التي لم تشملها التنمية بأي حال من الأحوال وظلت مُقصاة ومهمشة مما أدى إلى ساكنتها إلى الإنتفاضات والاحتجاجات على ما يجري.ولم تكترث الحكومة الأولى ولا الثانية ولا تلك التي هي بصدد القيام بعملها الآن برئاسة الدكتور العثماني لهذه المطالب والانشغالات، وظلت انشغالات الشعب المغربي حبيسة الخطب الملكية في المناسبات المختلفة حيث عبر جلالة الملك في كثير من المناسبات عن انشغاله بالوضعية الإجتماعية التي كانت تؤطرها الاحتجاجات والانتفاضات وعدم الرضى مع ارتفاع وتيرة البطالة والإجرام وكل مظاهر الإنحراف التي تكسر مبدأ السلم الإجتماعي، وتلعب على نمط آخر من الحياة أو من الممارسة وهو نمط الإحتجاج وعدم الرضى والإضراب في القطاع العام والخاص الذي كانت تدعو إليه و تخوضه المركزيات النقابية في محطات عديدة.واليوم بعد 18 سنة من حُكم جلالة الملك محمد السادس يرى المغرب نفسه في وضعية تدعو إلى إيجاد صيغة مناسبة لإعادة هذا السلم الإجتماعي أو كما سمينا ذلك في عنوان "إلى مدخل مناسب يؤطر سلما اجتماعيا يطلبه المغاربة جميعا"، ذلك أن الكل يعلم أن المجتمع المغربي هو مجتمع مسالم إذا وفرت له الظروف، وأعطيت له الإمكانيات، فأي مدخل مناسب لهذا السلم الإجتماعي؟.إن المدخل الأساسي من بين المداخل الكثيرة التي قد تؤدي إلى سلم اجتماعي وهدوء يساعدنا جميعا على بناء المجتمع المغربي المتطور النامي، هو أن انعكاف الحكومة على ممارسة أدوارها في إيجاد الوسائل المناسبة التي تضمن للشعب المغربي الكرامة والحرية والعيش المناسب دون تمييز بين الأشخاص والمناطق والجهات، ولعل الخطاب الملكي الأخير لذكرى ثورة الملك والشعب قد وضع بعض الأسس لهذه الوضعية المرتقبة، والتي ننتظرها جميعا كما أكد عليها أيضا خطاب عيد العرش في 30 يوليوز الماضي.إن التصالح مع الشعب يقتضي إيجاد الوسائل وضمان الشروط المناسبة التي تمكن من العيش الكريم وتعطي لكل ذي حق حقه دون تمييز ولا تفاضل، ويبقى الأساس في ذلك ونقطة الإرتكاز الشباب. إن وضعية الشباب في حالتها الراهنة لا تعطي أي ضمان لمجتمع مسالم أو لسم اجتماعي، فما دام الشباب لا يجد منفذا للعمل، وما دام الشباب لا يجد مكانا آمنا للتعليم والتكوين المناسب، وما دام الشباب يلتجأ إلى الانحراف والإجرام، فإن مجتمعنا بعيد كل البعد عن ما يعرف بالسلم الإجتماعي.لقد عرف المغرب العديد من الإحتجاجات كانت آخرها احتجاجات الريف وجرادة وزاكورة وغيرها من المناطق المغربية، وقد حاول جلالة الملك في الأيام الأخيرة من خلال قرارات وإجراءات عملية أن يخفف من وطأة هذه الوضعية، وما خطوة الإفراج عن عدد من نشطاء حراك الريف إلا دليل على أن هذه الخطوة، لا يمكن أن تكون إلا إيجابية في أفق مرحلة واضحة.واعتبارا إلى أن المؤسسات الدستورية المغربية، تعمل كل حسب صلاحيتها، فإن الحكومة مدعوة إلى تفعيل المبادرات الملكية والتوجيهات الملكية لفائدة المجتمع الذي لا يمكن أن يكون ناجحا دون سلم اجتماعي مستحق، ومستحق هنا تدل على أن لكل ذي حق حقه، فالحكومة تقوم بدورها والشعب يقوم أيضا بمهامه في إطار التوازن بين الحقوق والواجبات، وإن الأمل في أن يفتح الحوار الإجتماعي المرتقب آفاق جديدة من أجل صياغة توافقات تضمن لكل مكونات المجتمع ما يمكنها من الحياة الكريمة العادلة التي ستخرجنا من النفق الذي نعيش فيه والذي نرجو أن نخرج منه أقوياء كما كنا في عهود سابقة.الحكومة والشعب مؤسستان دستوريتان رمزيتان وبصفة خاصة، رمزية الشعب، ذلك أنه رمز السيادة الوطنية وأساسها، انطلاق من مفهوم السيادة في القانون الدولي، ومن دون ضمان حقوق الشعب لا يمكن أن نضمن لهذا المجتمع وجودا واستقرارا واستمرارا. تحرير: رشيد حدوبان/ رشيد الصباحيرشيد الصباحي
ساحة
مشكل العلاقة بين السياسة والأخلاق
"مشكل العلاقة بين السياسة والأخلاق" (من خلال نقد الأستاذ محمد سبيلا).دخل أستاذ الفلسفة، محمد سبيلا، في حرب ضد كل ما هو «نضالي» أو «اشتراكي». وأخذ يُبشِّر باكتشافاته ”الفلسفية“ الجديدة. كأن محمد سبيلا وصل، في آخر حياته، إلى خلاصات ”منيرة“، أو ”حكيمة“. وخلال أكثر من شهر، فتحت جريدة "المساء" لمحمد سبيلا رُكْنًا متواصلًا على صفحتها الأخيرة، تستجوبه عن فتوحاته ”الفلسفية“ الخارقة.ويزعم محمد سبيلا أن ”المناضل الاشتراكي“ لا يختلف عن ”الإرهابي الإسلامي“، من زاوية مناهج التَّـفكير، والقِيم، والأهداف، والأساليب. [أنظر مقال رحمان النوضة، "نقد أنصار الرأسمالية"، (https://wordpress.com/read/blogs/19553947/posts/2431].ومعظم تصريحات محمد سبيلا تصبّ في نفس الاتجاه. حيث يقول: ”الاشتراكية هي أكبر كذبة“، و”الاشتراكية هي مجرد وهم“. و”المناضل الاشتراكي لا يختلف في جوهره عن الإرهابي الإسلامي“، إلى آخره. ومعظم المناضلين الاشتراكيين عبر العالم يعرفون جيدًا هذه الأطروحات القديمة. لأنها ظهرت منذ ظهور حلم التحرّر من الرأسمالية، أو الانتقال إلى الاشتراكية، خلال القرن الثامن عشر.أنا احترم السيد محمد سبيلا، وأعتبر أنه من حقّه أن يُدافع عن أفكاره وقناعاته. لكنني أختلف معه، وأعتبر أنه من حقّي أنا أيضًا أن أنتـقد أطروحاته.يتكلّم محمد سبيلا كأنه يُحلّل تجربة ”حزب الاتحاد الاشتراكي“، أو كأنه ينتـقد أفكاره، وتصوراته، وسلوكياته. لكن عندما يتمعّن القارئ في أطروحات محمد سبيلا، يجد أنها أطروحات يمينية، وأنها تُدَعِّم وتُنَظِّر لمواقف وسلوكيات تيار السيد إدريس لَشْكَر اليميني، الذي يُسيطر على هذا الحزب. ومحمد سبيلا يتبرَّأ من سلوكيات تِيَّار ادريس لشكر، لكنه يلتقي معه في العمق، على مستوى الأفكار والمبادئ السياسية. لأن ادريس لشكر يُطَبِّق بالضّبط الأطروحات السياسية التي يُبرِّرها محمد سبيلا.ويدافع صراحةً محمد سبيلا على منظور بورجوازي للعمل السياسي. ومعظم أعضاء ”حزب الاتحاد الاشتراكي“، وكذلك معظم أعضاء الأحزاب اليمينة، أو الرأسمالية، الموجودة في العالم، يقولون نفس الشيء الذي اكْتَشَفَه محمد سبيلا في آخر حياته. وهو أن «السياسة هي فن النفاق والانتهازية». ومعظم مناضلي البلدان الناطقة بالعربية، يدركون أن مثل هذه القِيَم والتصوّرات الانتهازية، هي التي خرّبت أوطانهم.ويدافع محمد سبيلا مرارًا عن «مرونة الفاعل السياسي الذي يمكن أن ينقلب 180 درجة، وأن يبرّر ذلك» (المصدر: جريدة "المساء"، العدد 3670). وأضاف محمد سبيلا: «المَكْر، وسُوء النِّيَة، من الشروط البنيوية العضوية الأساسية للعمل السياسي. و[الشخص] الذي لا يتوفّر على هذه الشروط، لا يمكنه أن يلج عالم الفعل السياسي» (نفس المصدر السابق). وزاد محمد سبيلا قائلا: «الكذب فضيلة سياسية، بل إنه ضرورة سياسية». وكُلُّنا نعرف أن محمد سبيلا لا ينفرد بهذه الأطروحات، وإنما مجمل السياسيين الفاسدين أو المستبدّين، سواءً في بلادنا أم في بلدان أخرى، يمارسون مثل هذه السّلوكيات.ونتساءل: لمن يكتب محمد سبيلا هذه الأفكار؟ ولمن يوجّه هذه النصائح؟ هل يوجّهها إلى الفاعلين السياسيين الذين يهيمنون على المغرب ويفترسونه؟ هؤلاء السياسيين المُفْتَرِسِين، لا يحتاجون إلى الاكتشافات النظرية لمحمد سبيلا. فَغَرَائِزُهم الحيوانية تَكْفِيهِم لكي يُطَبِّقًوا هذا التوجُّه. وهل يوجّه محمد سبيلا نصائحه إلى المناضلين الثوريين الذين يرفضون كل سياسة تُعاكس العدل أو الأخلاق؟ التَمَعُّن في أطروحات محمد سبيلا يُبَيِّن أن اجتهاده هو عمل يميني، بل "رجعي"، ويضرّ بالمجتمع، ولا يفيده.عندما أَصف أفكار محمد سبيلا بِكونها «رجعية»، هل أمارس السبّ أو القذف؟ كلَّا! ولماذا؟ لعدّة أسباب. محمد سبيل يقول «المَكْر، وسوء النّية، من الشروط البنيوية العضوية الأساسية للعمل السياسي... والكذب فضيلة سياسية، بل إنه ضرورة سياسية». ومحمد سبيلا لا ينتقد، وإنما يُنظِّر خِصْلَةَ النِّفَاق، ويُبرّرها، ويمجّدها. كيف ذلك؟إذا فحصنا مختلف بلدان عالم اليوم، سنجد أنها نوعان: نوع من البلدان (مثل المغرب، والجزائر، ومصر، والعراق، والسعودية، والإمارات، إلى آخره)، تُمَارَسُ فيها ”السياسة“ فعلًا كَـ ”فن الكذب، والانتهازية، والنّفاق، والغش، والفساد“. ويوجد نوع ثان من بلدان العالم، تفرض فيها ”دولة الحق والقانون“ (ولو كانت نسبية) بأن يَـتَـقَيَّـد فيها كل الفاعلين السياسيين بالقوانين، وبالأخلاق. لهذا نجد مسؤولين كبار في هذه الدول، بما فيهم رؤساء دول، يُحاسبون في هذا النوع الثاني من البلدان، ويعاقبون على كل كذب، أو غشّ، أو فساد، ثَـبُـتَ ضدّهم. وكأمثلة على ذلك، نجد الرئيس "دُونَالْدْ تْرَامْب" في الولايات المتحدة الأمريكية مُتابع في قضايا تتعلق بالجنس، والغشّ في الانتخابات عبر تواطؤ مع جهات روسية، والتهرّب من بعض الضرائب. ونجد في فرنسا أن الرئيس الأسبق "جاك شيراك" تُوبِعَ وحوكم في عدّة قضايا، أبرزها قضية المَاس (diamants) عُمَر بَانْغُو. ونجد أن الرئيس "نِكُولًا ساركوزي" تُوبِعَ وحوكم في قضية تمويل جزء من حملاته الانتخابية بأموال غير شرعية. ونجد في كوريا الجنوبية أن البرلمان صوّت بالأغلبية المطلقة لصالح إقالة الرئيسة السابقة "بَارْكْ جُونْ هِي" [Park Geun-hye]، ثم وافقت المحكمة الدستورية على عزلها من منصب رئاسة الجمهورية، بعدما ثَبُتَ تورّطها في رَشَاوَى من شركة "سامسون". إلى آخره. ما معنى هذه الأحداث أو الأمثلة؟ معناها أن الدولة التي تكون ”دولة حق وقانون“ (ولو نسبيًّا)، لا يُسمح لأي فاعل سياسي فيها، ومَهْمَا عَلَى شأنه، بأن يخرق القانون، أو الأخلاق، أو أن يُمارس الكذب، أو الغشّ، أو الفساد! وأمام مثل هذا المشهد السياسي العالمي، نجد أن محمد سبيلا، بِتَنْظِيره للكذب والنفاق، يدفعنا إلى تقليد النوع الأول من البلدان المتخلّفة، بدلًا من أن يحثّنا على الاقتداء بالنوع الثاني المتقدّم من بلدان العالم. وعليه، فَدَعَوَات محمد سبيلا تكتسي طابعًا متخلِّفًا، أو "رجعيا".وعلى عكس ظنون محمد سبيلا، تبقى أفكاره متخلّفة حتى بالمقارنة مع أفكار ”مَاكْيَافِيلِّي“، لأن هذا الأخير، في بعض فقرات كتابه ”الأمير“، يشير إلى أن كل سياسة لا ترمي إلى تحقيق العدل في المجتمع، يكون مآلها حتمًا، وفي آخر المطاف، هو الفشل والزوال. [وقد فصّلتُ في ذلك في كتابييّ بالفرنسية: (Le Politique)، (L'Ethique politique)، ويمكن تحميله بالمجّان من مدوّنتي (https://LivresChauds.Wordpress.Com)].وأضاف محمد سبيلا: «من الصعب تحويل الإنسان إلى كائن عقلاني»، أو عادل. ولو كان محمد سبيلا يعطي هنا لكلمة «صعب» معنى أن محاولة "تحويل الإنسان إلى كائن عقلاني" أو عادل، هو عمل يتطلب جهدًا جَبَّارًا، ونضالات مجتمعية متواصلة، وطويلة الأمد، لَكُنْتُ قد اتـفـقتُ معه. لكن إذا اعتبرنا أطروحات محمد سبيلا الأخرى اليمينية، ندرك أن محمد سبيلا يعني أن تحويل الإنسان إلى كائن عقلاني أو عادل، هو محاولة "مستحيلة". وإذا كانت أطروحة محمد سبيلا السابقة صحيحة، ماذا يبقى لنا إذن في هذه الحالة؟ لا يبقى لنا، حسب ”فلسفة“ محمد سبيلا، سوى القبول بواقع المجتمع كما هو، والقبول بالرأسمالية المتوحشة، والقبول بالاستبداد والفساد، وأن نرضى بأن نكون كلّنا حيوانات تفترس بعضها بعضا، بدون شفقة، ولا أخلاق، ولا عدل، ولا مبادئ، ولا حقوق إنسان. وإلى متى؟ إلى أن تؤدّي أنانية البشر، وانتهازيتهم، وحماقاتهم، إلى فناء البشرية.ولكي نسير في هذا التوجّه ”السًّبِيلَاوي“، لا نحتاج لِـ ”فلسفة“ محمد سبيلا، ولا إلى أية ثقافة، أو علم، أو تكوين. وإنما يكفي أن نطلق العِنَان لغرائزنا الحيوانية، وأبرزها الأنانية، والانتهازية، والنفاق، والغشّ، والغدر، والفساد، والاغتناء غير المشورع، وغير الأخلاقي. وهذا ما لا يقبله أي مواطن يتشبَّـثُ بالأخلاق، أو يطمح إلى العدل المُجتمعي. ومن منظورنا، لا يمكن أن يكون أي عمل سياسي محترمًا، أو نبيلًا، أو مقبولًا، إلَّا إذا كان مُلْتَزِمًا باحترام العدل والأخلاق. [أنظر كتاب رحمان النوضة: "L’Ethique politique"، ويمكن تحميله بالمجان من مدوّنته: (https://livreschauds.files.wordpress.com/…/livre-lc3a9thiqu…)].وكثير من المناضلين الحاليين بالمغرب (في سنة 2018)، لا يعرفون أنه من بين نقط الخلاف النظري والسياسي الذي كان موجودًا بين "الحركة الماركسية اللِّينِينِية" بالمغرب من جهة أولى، ومن جهة ثانية "الحركة الإتِّحَادية" (أي الحركة التابعة لحزب "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية"، ثم "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية")، جوهر هذا الخلاف هو أن "الحركة الماركسية اللينينية" كانت تُصِرُّ على أن يلتزم كل فاعل سياسي باحترام الأخلاق (إذا كانت حميدة)، والقوانين (إذا كانت عادلة). بينما "الحركة الاتحادية" كانت تقبل الفصلَ بين السياسة والأخلاق. وكانت "الحركة الاتحادية" تزعم أن العمل السياسي يستوجب بالضرورة قدرًا محدّدًا من الكذب، أو التحايل، أو النِّفَاق، أو الغشّ، أو الانتهازية. بينما ترفض مبدئيًّا "الحركة الماركسية اللينينية" أي سلوك انتهازي في العمل السياسي. وقد خُضنا صراعات سياسية ونظرية، مريرة وحادّة، مع المناضلين "الاتحاديين". وكنا نقول لهم: كل عمل سياسي لا يلتزم بالأخلاق يتحول في آخر المطاف إلى جرائم. وكانت "الحركة الماركسية اللينينية" تقول "للإتحاديِّين": إن القبول بقدر قليل من الانتهازية في العمل السياسي يؤدي حَتْمًا إلى تلويث العمل السياسي كلّه بالغشّ، والنفاق، والخداع، والغدر، والاستبداد، والفساد، والاستلاب. وهو ما ليس في صالح الشعب.أنا لم أقصد أبدًا (كما تصوّر البعض) أن المناضلين "الاتحاديين" كانوا دائما يكذبون، أو يغشّون، أو يناورن. على عكس ذلك الظّن، كانت لنا علاقات متعدّدة ومتنوعة مع كثير من المناضلين "الاتحاديين"، وخاصة في أجنحته اليسارية. ونكنّ (في الماضي، وفي الحاضر) لكل هؤلاء المناضلين "الاتحاديين" التقدير والاحترام. وأنا لا أزعم أن مناضلي "الحركة الماركسية اللينينية" كانوا، أو ما زالوا، كلهم معصومين من الأخطاء. بل لنا نحن أيضا أخطاء، أو نقائص، أو نقط ضعف، أو حتى انحرافات (أنظر في هذا المجال كتابي النقدي تحت عنوان: "نقد أحزاب اليسار بالمغرب"، ويمكن تحميله من مدوّنتي الشخصية). وفي تقديري، أن ما يطرحه اليوم السيد المحترم محمد سبيلا، كمناضل هام سابق في "حزب الاتحاد"، لم ينزل فجأة من عدم، أو من السماء. وإنما هو امتداد لتلك الظاهرة التي أشرتُ لها سابقًا. وأطروحات محمد سبيلا هي تعبير عن آراء كانت (وما زالت) منتشرة داخل حزب "الاتحاد". وتاريخ "حزب الاتحاد" يشهد على ذلك ويؤكّده.ومعظم الانشقاقات والصراعات السياسية التي اشتعلت داخل "حزب الاتحاد"، كانت تُطرح فيها، ولو جزئيا، إشكالية الصراع حول مدى الالتزام بالأخلاق في العمل الحزبي أو السياسي. ويمكن لأي مهتم أن يبحث مثلا في مواقف، وممارسات، وأقوال، وكتابات، بعض المسؤولين الاتحاديين، خلال سنوات السبعينات، وخاصة في ما يجري "داخل" الاجتماعات الحزبية الداخلية، وسيكتشف أن الثقافة السائدة في "حزب الاتحاد" كانت تسمح، أو تتقبّل، ما يعبّر عنه اليوم السيد محمد سبيلا في مجال "العلاقة بين السياسة والأخلاق"، رغم أن محمد سبيلا يقدم هذا النوع من "العلاقة بين السياسة والأخلاق" كاكتشاف شخصي جديد، بينما هو في الواقع قديم.وقد قال محمد سبيلا مِرارًا وتكرارا أن «الاشتراكية هي مجرّد وهم»! لنفرض أن كلامه صحيح. وفي هذه الحالة، ما هي نتيجة هذا التصريح؟ نتيجته المباشرة هي أن الحقيقة الوحيدة القائمة، الحتمية، والأزلية، في العالم كلّه، هي الرأسمالية! بمعنى أن محمد سبيلا، المناضل السابق في "حزب الاتحاد الاشتراكي"، يقول لنا: "لا تحلموا بالوصول في مستقبل مجهول إلى الاشتراكية، إنها مستحيلة، وما عليكم سوى أن تخضعوا للرأسمالية، رغم كل ما فيها من استغلال، واستبداد، وفساد". هذا هو ”التبشير الفلسفي الجديد“ لمحمد سبيلا! وتَـتَّسِمُ هذه الأفكار، التي يُبشِّر بها أستاذ الفلسفة محمد سبيلا، بكونها محافظة، ويمينية، ومناصرة للرّأسمالية. ورغم أن محمد سبيلا اختلف مع قيادة ”حزب الاتحاد الاشتراكي“، ثم ابتعد عن هذا الحزب منذ سنوات، وذلك في إطار صيرورة تَـفَكُّك وانحلال هذا الحزب، فإن الأفكار اليمينية التي يُبشِّر بها محمد سبيلا تنتمي عضويًا لظاهرة انحلال ”حزب الاتحاد الاشتراكي“، وتعبّر جيّدًا عن التِّيه الفكري، أو الانحراف القِيمي، اللذين أصابا هذا الحزب.وفي العمق، فإن انحطاط أفكار محمد سبيلا ترتبط عضويا بالانحطاط السياسي والأخلاقي الذي سقط فيه "حزب الاتحاد الاشتراكي"، رغم أن محمد سبيلا ابتعد عن هذا الحزب منذ سنوات.وفي الختام، لنحاول توسيع تفكيرنا. إذا نحن أنهينا هذا المقال عند هذه النقطة، فإننا سنكون قد "ظلمنا" السيد محمد سبيلا. و"الظلم" مرفوض، لأنه يتنافى مع "الأخلاق"، حتّى ولو كانت المساطر "القانونية" القائمة لا تجرّم هذا "الظلم". فإذا أنهينا هذا المقال هنا، فإننا سَنُعطي للقارئ انطباعًا خاطئًا بأن كل شيء في بلاد المغرب هو على أحسن ما يُرام، وأن المشكل الأساسي في المغرب هو أن شخصا اسمه محمد سبيلا قال: «المَكْر، وسُوء النِّيَة، والكذب ... [ضروريِّين] في العمل السياسي». لكن الحقيقة هي أن محمد سبيلا ليس حاكمًا، ولا وزيرًا، ولا مسؤولا كبيرا في الدولة، ولا منتخبا في البرلمان أو في المجالس المحلّية، ولا فاعلًا اقتصاديا هامًّا، ولا زعيمًا حزبيًّا. وإنما محمد سبيلا هو مجرد مواطن متواضع، يدرّس الفلسفة، ويتكلّم، ويخطب، ويكتب، وينشر. لكن محمد سبيلا لا يؤثّر لا في الحياة السياسية، ولا الاقتصادية. بل المشكل الأساسي في بلاد المغرب، هو أن معظم أفراد الطبقة الحاكمة، وكذلك أفراد الطبقة السياسية، ومعظم الفاعلين الاقتصاديين، ومعظم المسؤولين الحزبيين، معظمهم لا يتكلّمون، ولا يخطبون، ولا يكتبون، وإنما يمارسون يوميًا، في العَلَن أو في السِرِّ، يمارسون الكذب، والتحايل، والخداع، والغشّ، والنفاق، والتزوير، والنّهب، والفساد، والاستبداد. معظمهم يخرقون القانون، ويدوسون الأخلاق. هذا هو المشكل المجتمعي الحقيقي. ومأساتنا الكبيرة، هي أن غالبية شعبنا تسبح في الجهل، والتخلّف، والخضوع، والانحطاط. بل تُمارس غالبية أفراد شعبنا الأنانية، والغش، والانتهازية، في مجمل الميادين. لكن هذا موضوع آخر (حَلَّلْتُه في كتابي "نقد الشعب"). وواجبنا، ليس هو الانشغال بمواطن بسيط مثل محمد سبيلا، وإنما هو نـقد هؤلاء الأشخاص السائدين في المجتمع، وفضحهم، ومحاسبتهم. فمحمد سبيلا يتكلّم ولا يؤثّر، بينما أفراد الطبقات السائدة والمُسْتَغِلَّة، المستبدِّين والفاسدين، يُؤَثِّرُون، ويقرّرون، ويحدّدون مصيرنا، مصير الخضوع، والاستبداد، والاستغلال، والتّفـقير، والتخلُّف، والألم، والانحطاط المجتمعي. فالمشكل الهام يوجد هنا، وليس في محمد سبيلا. وبه نختم هذا المقال.رحمان النوضة (22 غشت 2018)
ساحة
حقوق ذوي الإعاقة أم إعاقة الحقوق
كثر الحديث في الفترات الأخيرة عن مجال الإعاقة بين الدعوة للدفاع عن حقوق هذه الفئة، ومن يريد استغلالها كرقم مربح في تحقيق أجندة معينة، ناهيك عن الاستراتيجية التي تخصها الحكومة والبرلمان بالأشخاص في وضعية إعاقة والتي تشوبها عدة إشكالات عميقة... فتدبير ملف الإعاقة بالمغرب منحصر بين ثلاثة أطروحات أساسية تتخللها ركائز وأهداف تختلف من شخص لأخر وتتمحور هذه الأطروحات فيما يلي:_ الأطروحة التشريعية: يمكن القول أن الشق التشريعي الذي يهم الأشخاص ذوي الإعاقة شكل نوع من اختلاط ألأوراق، فالمشرع المغربي لم ينجح في لملمة حقوق ذوي الإعاقة وإنما اكتفى بوضعها رقما إضافيا في المنظومة التشريعية للمملكة. فمنذ إصدار قوانين الرعاية الاجتماعية في العقدين الأخيرين من القرن الماضي وحتى إخراج قانون الإطار رقم 13_97 إلى حيز التنفيذ لاحظنا نوع من الفتور التشريعي، هذا إن لم نقل أن قوننة منظومة ذوي الإعاقة يمكن تصنيفها بالشتاء التي تسقط في فصل الصيف والتي تجني على المحاصيل الزراعية.فالقوانين التي ترتبط بهذه الشريحة تبقى استراتيجية حكومية محسوبة الفرص تنضوي تحت 'إني أسمع جعجعة ولا أرى طحينا'...وقد تكون في أغلب الأحيان عرقلة لحق الشخص الحامل للإعاقة داخل المجتمع المغربي دون مبتغى إحقاق الحق..._ أطروحة السياسات العمومية لذوي الإعاقة: تندرج السياسات العمومية الخاصة بالإعاقة بين الثابت والمتغير، فالثابت لا يختلف اثنان فيه أن الاستراتيجية الحكومية في المجال لا ترقى إلى المستوى المطلوب، بل إن الحكومة أصابها العجز اتجاه هذا المجال فدائما تحاول التملص من القضية بملاحظة تشرذم في تدبير الملف بين إلقاء ثقل الملف على وزارة الشؤون الاجتماعية التي بدورها تتلقى ملفات اجتماعية أساسية كالمرأة والطفولة والمسنين إضافة لملف الإعاقة... وهنا تبقى الأولويات في تدبير هذه الملفات رغم تخصص مديرية الوقاية والإدماج التابعة لهذه الوزارة ضف إلى ذلك ميزانية القطاع التي لا تسد ولو رمق مشاريع معينة. فيجب التذكير أن التدبير المؤسساتي شهد تقزيما مؤسساتيا فيما يخص الإعاقة، فعلى سبيل المثال تدبير مشاكل ذوي الإعاقة في مختلف المستويات يعرف ركود وهو ما لامسناه في شق تشغيل هذه الفئة المحتقنة اجتماعيا والتي تواجهها الحكومة بمقاربات بوليسية صرفة وحوارات عقيمة لا تبشر بولادة قريبة.... أما المتغير على مستوى السياسات العمومية لهذا المجال، فبعد أن كنا نلاحظ محاولة الحكومات السابقة على الأقل النهوض بالملف ولو جزئيا نسجل وبكل أسف شديد التغيير الحاصل الوحيد هو أن الحكومة كلفت نفسها عبء إعادة الملف للثلاجة منذ سنة 2011 إلى الآن..._ الأطروحة الحقوقية: إن الملف الحقوقي لذوي الإعاقة يشهد نوعا من الشد والجذب فالمقاربات التي يتم التعامل معها سواء من الدولة أو من مؤسسات حقوقية وحتى من مجتمع عامل في مجال الإعاقة غير مفهوم للعيان، لكن يمكن الجزم أن معالجة أوضاع ذوي الإعاقة يصطدم بتنافس وأجندات خفية بين ما هي ربح ومتاجرة وبين مزايدات سياسوية محضة تحصد نتائجها هذه الفئة المستضعفة التي سئمت من كل هذه الأفعال، فيما نسجل نوع من الإلحاد من محتلف النخب اتجاه مسألة ذوي الإعاقة التي لا تؤمن ولو بذرة بالمساهمة في إنماء حقوقها ومناصرة قضيتها...يبقى الخيار الأنسب الذي نعتبره أساسي من كل هذه الأطروحات تغليب مصلحة هذه الشريحة على كل الأجندات والمصالح الأخرى، كما ينبغي تأسيس هيئة حكومية ذات تمثيلية واسعة لذوي الإعاقة كل إعاقة على حده حسب النوع وعدد ذوي الإعاقة بربع المملكة، ويجب على كل جمعيات هذه الشريحة أن تبادر بمشاريع هادفة... كما يلزم اختيار أناس أكفاء من لهم تجربة وخبرة للمساهمة في اتخاذ قرارات في هذا المجال قصد النهوض بحقوق ذوي الإعاقة، قبل كل هذا يجب الإسراع بوضع حلول مستعجلة خاصة على مستوى تشغيل هذه الفئة ومنها يتم التركيز على التعليم والتكوين والصحة وكذا المشاركة الاجتماعية .الدكتور عبد الواحد أولاد ملود: أستاذ باحث في قضايا الإعاقة بالمغرب
ساحة
الجنوب الشرقي.. وتستمر المراهقة النقابية والعبث بصحة المواطنين
في إطار مواصلة رصد تطور الوضع الصحي بالجنوب الشرقي للمملكة ، وما عرفه من تجاذبات في الأسابيع الأخيرة ، وجي تسليط الضوء على جوانب الغموض والعشوائية وهدر الزمن الصحي ومظاهر العبث بصحة المرضى التي أصبحت عنوان العمل النقابي لفرع حديث العهد بالإقليم لنحاول كجزء من الرأي العام المحلي أن نفهم، ليس إلا . إننا نقدر ونثمن عاليا العمل النبيل والشريف الذي تضطلع به الأطر الصحية هنا وفي كل مكان ، وما تقدمه من خدمات وتضحيات بكل تفان ونكران الذات . ولنفس السبب، لن نقبل أن تتسلل إلى صفوفها عوامل التشويش والانحراف عن المسار الفضيل والمشرف لمزاولي هذه المهنة النبيلة من أي نوع أو وجهة كان هذا الانحراف. لذلك عبرنا بصدق النية عن قصدنا منذ البداية، وهو التساؤل عن الأسباب الحقيقة لإضراب الأطباء الجراحين لمدة طويلة كان المتضرر الرئيسي فيها هو المريض الذي كان رهينة في يد الفرع النقابي وسلعة للمقايضة في شبه غياب لبعد النظر ولروح المسؤولية لدى من افتعل هذا الصراع الهامشي البعيد عن المشاكل الصحية الحقيقية للمدينة ومحيطها الواسع والهش. نعود إلى التذكير بأن الفرع النقابي الإقليمي للأطباء شل مرافق المركب الجراحي لمدة طويلة تجاوزت الشهرين لأسباب غير مقنعة، ثم عاد للعمل لأسباب أقل إقناعا ، وهو ما وصفناه بالعبث والمراهقة النقابية ، وتساءلنا حينها أمام التناقض الواضح الذي لمسناه: كيف يمكن للمركب الجراحي استقبال المرضى الوافدين عليه من قسم المستعجلات وتجرى لهم به العمليات الضرورية في نفس الظروف وبنفس الأدوات التي يرفض المضربون استعمالها في إطار ما يسمونه بالبرنامج ، مما جعلنا ـ على جهلنا بالأمور الطبية الدقيقة ـ نستغرب الأمر ونتساءل : كيف تصلح هذه الأدوات في الحالة الأولى، وتصبح بقدرة قادر خطرا على المريض والطبيب في الحالة الثانية ، مع العلم ـ حسب فهمنا المتواضع ـ أن الخطر أعلى في الحالات الاستعجالية المفاجئة أكثر منها في الحالات المبرمجة التي تقبل هامشا من الانتظار لأنها لا تهدد حياة المريض في الحين. لهذا نعود لجوهر الموضوع وهو ذو شقين : عشوائية العمل النقابي والعبث بصحة المواطنين . فقد أدى عدم الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لخوض إضراب طويل وغير محسوب العواقب إلى سقوط أصحابه في التناقض وافتعال الأسباب الواهية والمتضاربة سواء أثناء إعلان الإضراب بالمركب الجراحي أو عند استئناف العمل به . فحسب البيانات النقابية أو ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي على الصعيد المحلي، جاء الإضراب بسبب " النقص الحاصل في الموارد البشرية، والخصاص في الأدوية ، وانعدام التجهيزات الطبية ..." ( بلاغ نقابي) . وبعد شهرين من التوقف وهدر للزمن الصحي، قرر الفرع النقابي استئناف العمل بالمركب الجراحي " استجابة لطلب اللجنة الفرعية الحكيمة لمجلس المستشارين التي عقدت اجتماعات لتدارس مشاكل المؤسسة الصحية ..." ( بلاغ نقابي في 8 يوليوز 2018 + ورزازات أونلاين )، كما أرجع البلاغ قرار توقيف الإضراب إلى " الدعم المباشر والمسؤول من المجلس البلدي في شخص رئيسه " ( البلاغ نفسه)، وإلى التحلي بالروح الوطنية وتغليب الصالح العام، في إطار صحوة ضمير أعادت الوعي إلى أصحابها بعد شهرين من الغيبوبة كان المواطن خلالهما رهينة وضحية في يد الفرع النقابي الذي همه الوحيد وهدفه الأوحد هو الإطاحة بمدير المستشفى، حسب ما تؤكده كل بلاغاته وتصريحات رئيسه المكتوبة والمسموعة، ومن أشهرها البيان المعنون بـ " نيرون يحرق روما ". وقد أصبحت هذه العبارة تردد في وقفات لاحقة وتسجيلات صوتية تتهم مدير المستشفى بمحاولة تفجير الوضع الصحي بالإقليم، دون تحديد كيف ولماذا. وقد تعرضنا في الحلقة السابقة بالوصف والتحليل لتهور قرار الإضراب ولمسرحية الخروج منه لأسباب واهية في كلا الحالتين ، ليبقى التساؤل مطروحاً حول الأسباب والأبعاد الحقيقية للمعارك الهامشية التي يخوضها الفرع النقابي ضد طيف غير واضح المعالم، يبدو تارة كإنس يشبه المدير وتارة ككرة من النار في يد نيرون، وتارة كقنبله قابلة للانفجار تحت ضغط وهم الاحتقان الذي يلوح به رئيس الفرع في كل المناسبات. إن واجبنا كجزء من الرأي العام المحلي يفرض علينا رصد وتتبع وإبداء الرأي في كل ما يهم حياة المواطنين ويخدم مصالحهم ويحفظ كرامتهم طبقا لما تخوله لنا مؤسساتنا الدستورية ويكفله القانون وتمليه روح الوطنية والمسؤولية. وانطلاقا من هذه الاعتبارات نؤكد ما يلي: 1 – حرصنا على الالتزام بالقضايا الصحية الحقيقية والموضوعية للساكنة المحلية بعيداً عن الصراعات الهامشية أو الشخصية . وفي هذا الصدد نسجل الخصاص الكبير الذي يعرفه القطاع الصحي بالمنطقة على مستوى الموارد البشرية والتجهيزات الطبية والأدوية ومرافق القرب الناجعة، ووسائل التواصل الصحي. كما نثمن بالمناسبة المجهودات الجبارة التي تبذلها الأطر الصحية على اختلاف أصنافها في منطقة معزولة ومترامية الأطراف. 2 – مطالبة الجهات المسؤولة وفي مقدمتها الوزارة الوصية ببلورة وإخراج برنامج استثنائي واستعجالي خاص بالإقليم بتجسد في خلق قطب صحي بورزازات يوفر إمكانيات ما دون المركز الاستشفائي ولكن فوق ما تتوفر عليه عادة المستشفيات الإقليمية نظرا لبعد هذه المنطقة الآهلة والفقيرة عن المراكز الحضرية الكبرى التي توجد بها جل وسائل التطبيب. إن أي خصاص على سبيل المثال بمدينة كسطات أو تمارة أو قلعة السراغنة أو الخميسات القريبة من الدار البيضاء أو الرباط أو مراكش هو اقل خطورة من خصاص في المدن والمناطق النائية كورزازات و زاكورة و تنغير . نأمل أن يكون السيد وزير الصحة الذي وقف مؤخرا بعين المكان على الوضع الصحي للجهة قد استوعب جيدا هذا المعطى الذي تتحكم فيه بقوة عوامل البعد الجغرافي والعزلة والهشاشة . 3 – الدعوة إلى حوار محلي ثم جهوي من أجل بلورة خريطة صحية ناجعة تعتمد وسائل مبتكرة وآليات جديدة في تدبير الشأن الصحي طبقا للخصوصيات المحلية وتداركا لعقود من التأخر خلقت خصاصا مهولا وغبنا في نفوس السكان، و يتخذ تطبيقها على أرض الواقع طابع الإستثناء و الإستعجال. 4 – حرصنا على شجب كل سلوك أو تدبير منحرف لا يخدم المصالح الحقيقية للسكان وخاصة المرضى منهم، ويزج بالأطر الصحية في متاهات الصراع الداخلي والمعارك الهامشية ، أو يؤجج الساحة الصحية بما لا يساهم قطعا في تحسين الوضع الصحي وفي الاستقرار الاجتماعي محليا وإقليميا . 5 – دعوة النقابة الأم التي ينتمي إليها الفرع المحدث مؤخرا بالإقليم إلى تزويد أعضاء المكتب الإقليمي بمنهجية و أدوات العمل النقابي كما تمارسه النقابة الوطنية نفسها من وثائق وتوجيهات وتوجه نضالي وحثهم على الالتزام بها، حفاظا على مصداقية العمل النقابي بالإقليم. ونعتقد أن من مصلحة النقابة الأم وفرعها بورزازات أن يعرض عليها مكتب الفرع بياناته قبل الإعلان عنها لأن من شأن ذلك أن يعقلن هذه البيانات ويحد من تناقضاتها ويزيد في موضوعيتها والحفاظ على الخط النضالي للنقابة الوطنية ككل. لو تم ذلك على الوجه أعلاه لما أخذ الفرع هذا المسار ولما انخرط في متاهات الصراعات الهامشية ولما علمنا أن نيرون هو من أحرق روما، وأن بعض مستلزمات التنظيف التي وعد بها المجلس المحلي هي التي أعادت تشغيل البرنامج بالمركب الجراحي، وبفضلها استقدم الطفل زياد في تركيب مسرحي رديء ليتلقى أول عملية جراحية بالمستشفى (هكذا) ، حضرها المدير الإقليمي للصحة والأطباء من عدة تخصصات، ورافقتها ضجة من النجاح الموهوم ومن تعظيم الذات. فمتى كان استئصال اللوزتين فتحا في الطب الحديث؟. وفي الختام نقول نعم للعمل النقابي الجاد والبناء الذي لا تحركه نزوات أو مصالح شخصية، كما نرفض كل سلوك عبثي يمس بصحة المواطنين ويستخف بذكائهم.محمد ايت بنعدي – درعة تافيلالت
ساحة
الافريقي: يلزمنا سجون فسيحة، فكلنا في سراح مؤقت
طالبت الإعلامية فاطمة الافريقي، بتوفير سجون فسيحة، معتبرة ان الجميع في سراح مؤقت، وذلك احتجاجا على الاحكام التي صدرت في حق معتقلي الريف، التي وصفتها "بالجائرة".وقالت الإعلامية، في تدوينة لها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن “أولوية مطالبها لم تعد مدرسة، ومستشفى، وحرية تعبير”، مضيفة أن مطلبي الاستعجالي الآن توفير سجون فسيحة، ومجهزة بمكتبات وقاعة للفحص الطبي.وأوضحت الإفريقي أنه بناء على العقوبات الجائرة، والمبالغ فيها لمعتقلي حراك الريف، يبدو “أننا جميعا في سراح مؤقت”.وأكدت فاطمة مشاركتها في مسيرة الأحد، في الدارالبيضاء، مستعملة هاشتاغ “#نازلة_نهار_8يوليوز”.وتجدر الاشارة الى أن مجموعة من التنظيمات الحزبية، والنقابية، والحقوقية، تعتزم تنظيم مسيرة وطنية شعبية، يوم الأحد المقبل، من أجل المطالبة، بالإفراج عن معتقلي حراك الريف، والتنديد بالأحكام الصادرة في حقهم.
ساحة
من منارات مراكش الشامخة إلى حفر علبها الليلية المظلمة
ياسين عدنان وأدباء وكتاب مراكش يكتبون تحت الطلب لدار النشر الأمريكية أكاشيك النيويوركية أنطولوجية قصصية بعنوان ( مراكش نوار)، في حين أن المثل العربي يقول "الليل أخفى للويل " فهل الأنطولوجيا إياها والتي شارك فيها خمسة عشر كاتبا مغربيا ستكون بمثابة تلك الشمس الحارقة الجهنمية "اللظى النزاعة للشوى"والتي ستسلط الأضواء على مراكش / المسخ ( ميطامورفوز)مراكش السياحة الجنسية والشذود الجنسي والمثلية واللواط والسحاق والبيدوفيليا ونكاح المحارم والدعارة والاغتصاب وبيوت الدعارة، مراكش بائعات الهوى والقوادة والعلب الليلية، مراكش الجريمة والقتل العمد والقتل الخطأ والسرقة والنشل ،مراكش وحوادث السكارى الليلية المميتة، مراكش التشرد وأطفال الشوارع ورضع القمامات، مراكش الفراشة وبدو المدن وسكان الأرصفة والمقابر، مراكش بائعو السجائر بالتقسيط والأقراص المهلوسة.مراكش الكرابة وبائعي ومصنعي الماحيا ،مراكش أحزمة الدواوير ،مراكش التي يفوق عدد فنادقها بالمعنى الدارج للكلمة (مبيت ومأوى للحيوانات :البغال والحمير ) مع احترامنا للسياحة الهادفة، عدد زواياها وتكاياها ومساجدها ،مراكش التي تصرخ كما صرخت القدس قبلها مع مظفر نواب وهي تردد قوله : فلماذا أدخلتم كل زناة العالم إلى حجرتها ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض فما أشرفكم أولاد "القحـ..." هل تسكت مغتصبة ؟ مراكش التي يشتكي أمواتها – قبل أحيائها – وفي مقدمتهم رجالاتها السبعة من تبول السكارى على ما تبقى من رفاتهم وتزاحم أضدادهم ،ومن نطف الشواذ ،وهي تتسلل إلى أفخاذ الموتى بعد أن أخطأت طريقها لدبرالأحياء .هل أخطأ التاريخ موعده مع مدينة كان المغرب يسمى باسمها ،هل أفلس الدينار المرابطي لصالح الدولار الأمريكي ،أم أخطأت جميع العلوم والمرجعيات ،وفي مقدمتها الجغرافيا ،فعاصمة المرابطين والموحدين تحولت من عاصمة علمية بجامعتها اليوسفية إلى عاصمة دولية ،ومسخت على غرار غيرها من العواصم العربية ،لتصبح علما على سعد المجرد وأصابع الاتهام تشير إليه بالاغتصاب ،وعلى دنيا باطما وأصابع أطباء التجميل ترتق وتفتق في قسمات وجهها ،وأمين حارث الذي يرفع العلم في روسيا، ويدوس بسيارته المرسيدس أجسادا ميتة أو في حكم الميتة وعلى نجاة عتابو وهي في منصة موازين تقلب الحقائق وترطن بما لاتفقه و........... إنه فعل العولمة التي ترغب في التنميط : بيروت نوار ،وبغداد نوار ،ومراكش نوار ،هذا ما تبقى لنا من باريس عاصمة الأنوار بعد حذف لام تعريفها ، السواد أنواع وقواه الفاعلة متعددة ومتشابكة ،وللغرب والعرب نصيب الأسد في سواد المدينة بعيد اطبعا عن نظرية المؤامرة .النوار في اللسان المغربي الدارج يرتبط بالعقار ومستتبعاته،وفي اللسان الدارج الأوربي بالعمل غير المصرح به ،إلا أنه في الفصيحة بفتح النون بدل تسكينها كما هو النطق الفرنسي يعني النفار عن الشر والقبح،وكما تطلق على الإنسان امرأة نوار تطلق على الحيوانات بقرة نوار. لكنه في اللغة الفرنسية يعني الأسود ومن دلالته ذلك الجانب المظلم في النفس البشرية الذي يدفعها لارتكاب الجريمة والإجرام .مراكش /المسخ والانحطاط،هذه صورتها التي سنتقدم بها للقارئ الغربي عبر هذه الأنطولوجيا القصصية ،قبل القارئ العربي ، بعدما قدمت لنا باريس نوار، وبيترسبرغ نوار،وكما وقع في الكتاب الأول : مراكش الدارسة ،حيث ترجمت أغلب المقالات من العربية إلى الفرنسية ،يقع الآن في (مراكش نوار ) حيث ترجمت المقالات من العربية والفرنسية والهولندية إلى الانجليزية .كان الأحرى بك الأخ ياسين عدنان أن تصدر كلا الكتابين أولا بالعربية ،وأن تكون الأولوية للقارئ العربي ،أو على الأقل أن يصدرا معا متزامنين ،قبل أن نتوجه للقارئ الغربي فرنسيا كان أو أمريكيا .لنطلعه على ما تجود به أقلام مبدعينا ومما نؤثث به ما يمكن أن نصطلح عليه بشرعية وشعرية السواد والعتمة .في انتظار ذلك لنشر إلى أن من مشتقات النوار في العربية الفصيحة :النور والمنار أي المحجة ،والمنارة الشمعة ذات السراج أو التي يوضع عليها السراج ، ومنارة مراكش كفيلة لوحدها دون غيرها بتبديد سوداوية حديثة ألبسها البعض للمدينة وإن كان المقاس مختلفا وغير مناسب .أخيرا لأشر إلى أن الذين ساهموا لم يستدرجوا لما تحمله الكلمة من معنى قدحي ،وإنما انطلقوا من قناعات ومواقف على اعتبار أن الكتابة موقف وجودي ورؤيا قبل أن تكون سوادا في بياض .ابن المدينة عبد الصادق شحيمة
ساحة
1
…
34
…
53
الطقس
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
°
°
أوقات الصلاة
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
صيدليات الحراسة