Category Details – الصفحة 33 – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الثلاثاء 22 أبريل 2025, 05:35
تكناوي يكتب: حتى لا ينضاف شاب آخر إلى زمرة الإرهابيين
قرية شمهروش بمنطقة إمليل الهادئة المسالمة المطمئنة كعادتها، بملامحها الامازيغية وتضاريسها الجبلية بانفتاحها الثقافي والرمزي، وفجأة تضرب الجريمة تحت الخاصرة في جنح الظلام.كان السؤال على كل ألسنة المغاربة هل وصل المد الارهابي إلى هذا الحد، كيف يسمح بعض الادعياء لأنفسهم بقتل النفس التي حرمها الله بهذه الوحشية، ما هو رد الفعل الملائم سواء من طرف الدولة او من طرف المجتمع المدني ما هي الرسالة التي يريد الارهابيون تبليغها إلى المغاربة.لم يتأخر الجواب كثيرا جاء ملائما في المكان والزمان نزل المئات بل الألاف من المغاربة إلى الشوارع وعبر سفوح منحدرات إمليل ومن كل فج عميق بأرض المغرب احتجاجا على الجريمة النكراء وترحما على روح السائحتين السكندنافيتين لويزة ومارين التحمت القوى الوطنية والشعبية والديمقراطية واتسع حجم الادانة داخل الوطن وخارجه لم ينجح رهان خفافيش الظلام وعلى عكس مما كان يتوقعه صناع اليأس والجحيم، بدا المغرب واحدا موحدا ضد الجريمة ضد الارهاب ضد ثقافة ومرجعيات الارهاب.تحرك الاستفهام العنيد المؤرق، هل سنترك هؤلاء القتلة يعممون الجهل وعقيدة القتل؟ هل سنقف مكتوفي الايدي حتى تجتاحنا نزعة الافتراس؟ اين رصيدنا الحداثي ومنطلقات خيارنا الديمقراطي اين الفعل الثقافي؟ .المغرب وهو يستعيد تفاصيل هذه الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الدمويين ، هذه الشرذمة من المنحرفين والمغرر بهم باسم الدين، المغرب المتحضر المراهن على المستقبل يصر على التأكيد على أن لا رجعة في نهج التغيير والاصلاحات الشاملة ينبغي أن لا نظل عند حدود الشعارات و الشعارية بل لابد من العمل على تأصيلها في الفكر والمتخيل والوجدان الجماعي والجمعي.إن الاجراءات القانونية والقضائية التي اتخذت أو ستتخذ على اهميتها حتما أنها لا تكفي وحدها لمجابهة مخاطر التهديد الارهابي وبالتالي فالرهان الحقيقي يظل دائما قائما على الفعل التربوي والفكري والثقافي فضلا عن ما يمكن اتخاذه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.الارهابيون على عادتهم في كل مكان وزمان يتسللون دائما من الماضي ، فلنوصد الأبواب ولا نترك الماضي تراثا وتاريخا وذاكرة عرضة للاستعمالات الايديولوجية والدينية الدنيئة ، علينا أن نواجههم بالمستقبل اي بصناعة الاجيال الجديدة الرافضة للردة والانغلاق والتحجر وسفك الدماء.الحرص على المستقبل يتطلب منا ان نتحرك جميعا على مستوى الدولة والمجتمع لإشاعة افكار المستقبل، كما تقتضي اخلاق المسؤولية التسلح بالشجاعة الادبية اللازمة لمواجهة التطرف والارهاب على كل المستويات وبكل الامكانيات المتاحة.اننا إزاء حرب معلنة ضد الأمن والسلام، ان مستقبل المغرب يبدأ من ضمان الشروط والمتطلبات وفي مقدمتها ضمان القاعدة التربوية الصلبة، ولنتذكر أن هذا الحدث العابر رغم قساوته ينبغي أن يسعفنا في الاستمرار نحو استكمال بناء وتوطيد مقومات المجتمع المتعدد الحداثي الديمقراطي والمتسامح و المنفتح على مختلف الثقافات والحضارات الانسانية حتى لا ينضاف شاب أخر إلى زمرة الارهابيين.بقلم: محمد تكناوي
ساحة

خلوقي يكتب: من المسؤول عن ثقافة الشطح والنكح والذبح..؟       
قال الشاعر جميل الزهاوي.. إِذا بيئةُ الإِنسانِ يوماً تغيَّرَتْ ** فأخلاقُه طِبْقاً لها تتغيرُ.هذا البيت الشعري يوجز في بلاغة جلية، ومنطق واضح وفاضح للعلاقة السببية والتفاعلية بين بيئة الانسان واخلاقه، وتأثير الواحد في الاخر.من هذا المنطلق، نتساءل عن اسباب بعض المتغيرات التي لحقت منظومة القيم والسلوك والفكر في مجتمعنا العربي عامة، بحيث بدأت تتسلل الى ثقافتنا بعض الانحرافات و الممارسات السلوكية المشينة والغريبة عن اعرافنا، لم أجد لها من توصيف الا بعض العناوين الشديدة الرمزية مثل : النطح ، والجرح ، والشطح ، والنبح ، والنكح والذبح.والواقع ان هذه المتغيرات السلوكية والفكرية اضحت تمس بالخصوص، فئة من شبابنا العربي، ممن تُركُوا دون قيادة او توجيه فكري سليم، أو تأطير ديني او حزبي سديد ، بحيث صارت شريحة منهم تتخبط، وسط ظلام من اليأس والاحباط.. وتجوب شوارع من الضلالة والتيه ،فتتخطفها مخالبُ التطرف، وتفترسها أنياب الاجرام والانحراف .واذا حاولنا البحث عن الجهات المسؤولة عن هذا الوضع ، سنجدها كثيرة ومتشعبة، منها الظاهر و الخفي، والقريب والبعيد، والتابث والمتحول ،ولا تستطيع هذه السطور ان تحيط منها الا بالنزر القليل ، ويمكن من باب التمثيل لا الحصر ، ان نشير الى بعض الجهات التي تخلت عن مسؤولياتها تجاه الفرد والمجتمع ، فساهمت في تعميق الازمة ،وفي ظهور هذه الانحرافات ، ونذكر من ذلك :1- تراجع الاسرة المعاصرة عن مسؤولياتها الجوهرية : بحيث بدأت تفقد زمام التربية السليمة والتنشئة المتوازنة ، وانشغلت عن تربية ابنائها بصراعها اليومي المرير من اجل توفير الماديات ؛من مأكل و ملبس و مسكن وهواتف وسفريات  و... ،ونسيت  أوتناست ،وسط زحام الحياة، وظيفتها الحقيقية ،ورسالتها الجوهرية،وعلى راسها فن المحاورة ، وصدق المصاحبة ،و دقة المتابعة ، ويظهر ان ظروف العيش ومطالب الابناء ،أتعبت الاسر ، فاكتفت امام هذا الوضع بالجهد الاقل، والخاضع للظروف والمناسبات ،كاصدارها لبعض الافعال والاقوال والوعود والتوعدات تتراوح بين : النصح والفضح والقدح والنطح .٢- تقزيم دور ومسؤولية المدرسة فهذه الاخيرة تحولت الى محبس مكاني وزماني ، أكثر منه مجالا للتربية والتعليم ..فلم يعد فضاءُ مدارسنا يستهوي الطفل والشاب للاستمتاع والاستفادة من برامجها، وطرق تدريسها ، لانها صارت عقيمة وعجفاء لا تدر على النشئ كبير نفع ، وعوض ان تحسن من مستواها نجدها تغطي فشلها وعجزها بالنبح، من اعلى السطح ، أو تعاملُ النشئ باسلوب يتراوح بين : القدح والنطح والصفح . .٣- تمييع دور ومسؤولية الاعلامفإعلامنا قد زاغ عن اهدافه الجوهرية، كالتواصل و التوعية ، والتوجيه والتثقيف ، وانْساقَ وراء اشباع حاجيات الجسد من غناء و رقص وأكل وموضة ، بل استوطنه جيش من المرتزقة، فاقدي البصر والبصيرة .فتساهلوا مع الميوعة، وأصَّلوا  لثقافة الشطح والردح والنبح ،دون ان  ينجحوا  في تقديم اضافات فريدة ومتفردة ووازنة للمجتمع ولمنظومته الثقافية والقيمية والسلوكية .٤- موت ضمير المسؤولية عند رجال السياسة والاقتصاد ، فهؤلاءالقوم ، للاسف ، صاروا عُقَّرا ، ولم  تعد عقولهم الصغيرة قادرة على إنجاب افكار كبيرة ، أوحلول جديدة ، بحيث ان رصيدهم من التدبير والابداع ، قدتجمد ونفد من زمان ، فما عادوا يتقنون الا التهافت لاقتسام الكعكة، واكل الحلوى ،وتدريب حناجرهم على الصياح والنباح والصراخ .وامام هذا التنصل -المقصود او غير المقصود- عن تحمل هذه الجهات لمهامها ولمسؤولياتها ، فان المشهد صار مقلقا ومخيفا ..ولهذا لا يجب ان نستغرب حين  نفيق ، في ليلة  حالكة وباردة، على وقع جرائم النطح والنكح والذبح ، وهي تمارسُ علينا وعلى غيرنا، من طرف اخطاء بشرية ، همشتهم الاسرة ، وطردتهم المدرسة، وخدرهم الاعلام ،ومصهم السَّاسة ، فأشهروا في وجوه الابرياء سيوف القتل ، ومخططات السَّحْل ..نعم لا يجب ان نستغرب اذا وجدنا أنفسنا وسط العراء، وأمام أعداء من بني جلدتنا ، يحقدون على الكل ..وينتقمون من هذا المحيط الذي همشهم ،بقصد او بغير قصد .. ولَم تقدم  لهمالتنشئة السليمة .. سنجد جيشا من الشباب وقد تسمَّر بعضهم على نواصي الدروب وعيونهم كلها شر وغدر، او استرخوا فوق كراسى المقاهي يتصيدون ضحاياهم الضعفاء والأبرياء بسيوف مسلولةٍ  للسلب والنهب والاغتصاب .. وسنجد فوجا آخر قد تسلل اليه اليأس من جدوى وفاعلية العيش وسط هذا النوع من المجتمع ..فينسلخ من احلامه وآماله ،وينعزل ، ويقوي في دواخله مشاعر الكره والنقمة على الحياة، فيصير عاشقا ومحبا لكل عناوين الموت ،والانتحار ،والتفجير والانفجار ، والنطح ، والذبح ، بل يعتقد جازما ان كل من يخالفه التصور والراي او المعتقد ، هو عدو  وكافر وطاغوت وذيوت ، لا بد ان يقهر   ويدمر ويفجر  ،وينطح  ، ويذبح .تحركات مستعجلةأَمام هذا المشهد المرعب ، إن لم يتحرك كل واحد منا من موقع مسؤوليته -كيفما كان حجم هذه المسؤولية - فان سيْلَ التدمير  سيتعالى وسيغرق الكل .. وسنفتقد  معه طعم السلم الاجتماعي .. ولن يستلذ لا الفرد والمجتمع بطيب الحياة والعيش.لهذا من واجبنا  الاهتمام بالشباب ، ومن قبل ذلك العناية بتنشئةالأطفال ..لابد ان نعتقد ونجتهد ثم ننفذ ؛ نعتقد ان صلاح المجتمع في صلاح ابنائه ( ذكورا واناثا ) ، وأن البناء الحقيقي ليس في العمران الشاهق ، واللباس الرائق ، والعناية بالمظاهر الخادعة .. بل ان تجليات العمران الحقيقي تكمن في حسن تربية النشئ .. وغرس قيم الحب والاحترام والتسامح ،والتعايش ،وفعل الخير وإحقاق العدل ، ومحاسبة النفس .مع ضرورة الاجتهاد في ابتكار طرق للتقويم والإصلاح والبناء على نهج قويم وسليم ..ثم ننتقل الى التنفيذ من خلال التكليف والدعم والمحاسبة ، اي ان الكل مكلف ومسؤول  من موقعه و مجاله :الاسرة لها دورها ومسؤوليتها في التربية والاعداد ، والمدرسة كذلك لها مسؤوليتها في التكوين والتربية ، واهل الفكر والثقافة والاعلام لهم نصيبهم من هذه المسؤولية، بالعمل على خلق النسق والنظام ، وتجفيف منابع الفكر المتطرف بالتواصل الصادق والمحاججة الشرعية والفكرية ، واحترام حقوق الفرد وكرامته ، واهل السياسة والاقتصاد مسؤولون كذلك عن حسن تدبير الازمات ،وابتكار الحلول  والانفراجات، وتوفير مناخ الكسب الشريف لكل شرائح المجتمع، ومحاربة كل مظاهر الفساد والتفرقة .والحقيقة الأشد إيلاما ،اننا  تأخرنا كثيرا في عملية النهوض والاصلاح، وصار اي تأخير اضافي عما صرنا اليه وعليه ، هو بمثابة شرارة  تائهة ،قد تشعل نار التطاحن والفوضى، وتخرجنا  عما كنا  عليه من حب وتعايش ، وصفح بلا أذى ،وعطاء بلا مَنٍّ، وحِلْم بلا ذل.. كما لا يجب ان  ننسى محاسبة ومعاقبة  كل من أخل بواجباته ومسؤولياته، المادية والمعنوية ، ليكون عبرة لغيره من المتهاونين او العابثين بمستقبل البلد وابنائه . بقيلم: الاستاذ محمد خلوقي
ساحة

الدكتورة المدني تكتب: سوسيولوجيا الإرهاب في قراءة لواقعة شمهروش
يعتبر الإرهاب ظاهرة إجرامية كونية تمثل أشد درجات العنف، و يبدوا أن التحليل السوسيولوجي لظاهرة الإرهاب من خلال واقعة شمهروش، يكشف عن انهيار النظريات السوسيولوجية العقلانية( مع كونت وفيبر وآخرين) التي حاولت فهم المجتمع الحديث، لتفسح المجال أمام المقاربات الطبيعية التي اعتبرت العنف طبيعة إنسانية، أصبح معها قيام المجتمع ضرورة حيوية حفاظا على النوع الإنساني !!!ويكشف علم اجتماع الإرهاب الذي يتقاطع مع فروع أخرى كعلم اجتماع الجريمة، العنف و الانحراف، عن وجود فصام اجتماعي يعاني منه الإرهابيون، حيث يحاول السلوك الإرهابي الوصل بين مقامين: مقام يوجد في القاع يرتبط بالوضع الاجتماعي للإرهابي، ومقام عال يرتبط بالوضع الاعتباري الذي لا يتم الوصول إليه إلا من خلال طقوس للعبور، متمثلة في القتل والتنكيل، وهي عادة طقوس لتقديم الولاء إلى التنظيم الإرهابي.ويمثل هنا الفكر الإرهابي ما سماه ميشال فوكو بالإبيستيمي ( الإطار الفكري) الذي زاغ عن ضفاف العقل، عندما يحاول تكريس فكرة القطيعة مع النظام الاجتماعي المرتكز على الاستقرار والأمن، عن طريق الوصل الهدام مع عالم الجريمة.كما يتمظهر الإرهاب في مستويين، الإرهاب المضمر والإرهاب المعلن في النتيجة النهائية، فالأحداث الإرهابية التي تصل إلينا وتمسنا جميعا بالتأكيد فهي تعتمد على عنصر المفاجأة وتتم في حيز ضيق من الزمن، لكن الفعل الإرهابي النهائي ما هو إلا نتيجة تطفو بقوة على السطح، بعد تفاعل العديد من العوامل في شكل سري، و ولمدة أطول إلى حد ما ، مع حضور كثيف للإجتماعي بكلي تنويعاته واضطراباته الوظيفية.إذ يتغذى الإرهاب في هذه المرحلة الكامنة من ظروف الهشاشة التي يعاني منها الفرد خاصة على المستوى التعليمي والاجتماعي، وهذا ما نلاحظه بالنسبة لمنفذي عملية شمهروش، إذ يمثلون بروفايلات تقليدية للمستهدفين من قبل التنظيمات الارهابية، يتم تحويلها إلى آلة للقتل الشنيع، ويسهل هذا التحويل كلما غابت آليات الضبط والاندماج الاجتماعي : فسوسيولوجيا، ترتبط معادلة الانحراف في المجتمع بتراخي عملية التنشئة الاجتماعية التي تضمن ضبط واندماج الفرد، و هي العملية التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية التقليدية خاصة الأسرة، ولا بد أن نشير كذلك إلى الدراسات السوسيولوجية العديدة التي تحدثت عن الأوساط الحاضنة للجريمة واعتبرت المؤسسة التعليمية وسطا محصنا للفرد إلى حد ما من التورط في السلوك الاجرامي.للإرهاب إذن جانب صامت وهو الأخطر، عندما يقوم التنظيم الارهابي بالبحث عن عملاء و تسخير كافة الوسائل من أجل إتمام عملية غسل الدماغ ، خاصة الوسائل الإلكترونية التي أصبحت متاحة، وأصبحت توظف كجهاز للتعبئة يصل إلى أبعد مدى في الاستقطاب الارهابي ، دون الحاجة إلى الوجود العيني للأطراف.كما تستعمل التنظيمات الارهابية الوسائط الإلكترونية ذاتها، من خلال تصوير عملية القتل و إظهار أقصى مظاهر العنف والأذى المحض ، من أجل خلق قلق أنطولوجي عام حسب تعبير فرانسيسكو نشطات، حيث تسعى من خلال ذلك إلى تعزيز مخيال جمعي كوني حول الإرهاب، بربطه بأقصى درجة العنف وأبشع صور الجريمة، مع ضمان انتقال العقل المتلقي من التجريد إلى التعميم، من الفعل الإرهابي المنفرد إلى الإرهابي الكوني.تعتبر جريمة شمهروش واقعة منفردة لا ترقى إلى أن تصل إلى مستوى ظاهرة متفشية في المجتمع المغربي، فالشخصية المغربية الأصلية مشبعة بقيم الكرم المادي والروحي حسب تعبير الملك محمد السادس، لذلك فمرتكبوا جريمة شمهروش ليسوا إلا أمثلة غير حقيقية ( سيمولاكر) عن المجتمع المغربي، فأنا لا أستغرب أبدا عندما يطلب مني بعض الأصدقاء من السوسيولوجيين والأنطربولوجيين الأجانب تأمين إقامة لهم وسط الساكنة عوض الفندق نظرا لما يحسونه من دفء خاص و منسوب عال من التعايش وقبول الآخر لدى المجتمع المغربي.الدكتورة نعيمة المدني أستاذة علم الاجتماع والأنتربولوجيا بكلية الاداب والعلوم الانسانية، جامعة القاضي عياض بمراكش
ساحة

رسالة إلى داعشي… باسم الانسان
ترددت كثيرا قبل مخاطبتك بلغة عربية تقرؤها –إن كنت قد قرأت يوما- رغم معرفتي أنك لم تستطع أبدا تدبر معانيها… هذا التردد لا يعكس مخاوفي منك بل يترجم هاجسا جعَلته يكبر حتى صار كالسيف على عنقي… فكم أخاف ألا تفهم كالعادة إلا لغتك الجوفاء و تعابيرك الطنانة…"عزيزي" الداعشي… و العزة و المعزة هنا للانسان أو بقاياه فيك إن بقيت منه داخلك صبابة… أخاطبك اليوم قائلا تمهل… سرعتك نحو جنة تصبوها فائقة تقتل صاحبها و مرافقيه… عذرا تناسيت أن مصطلح القتل لا يحرك السواكن فيك… تغافلت عن كونك تصبو موتا تسميه استشهادا أو شهادة لتحقق نزواتك مع “حور عين”، و تذكرة مكان VIP في النعيم إن انت صاحبه… و انتحارا يخسف بغيرك في النار ان اقترفه غيرك… تمهل حتى تتحقق من عنوان مقصدك… فكم عنوانا لم يصر موجودا إلا في الخرائط القديمة و المخطوطات البالية…"عزيزي الداعشي"… هل تعلم أن الأسود لا يليق إلا بك… و السواد هنا مجاز لوصف لون الدم الذي استبدلت كرياته الحمراء بكريات الحقد اتجاه من خالفك الرأي أو المنظور أو القناعة أو حتى خالف مزاجك و لم يرقك لونه او شكله أو لباسه أو أفعاله…"عزيزي الداعشي"… هل تعلم أنك نصبت نفسك مكان الفكرة المحاسبة و المعاقبة يوما ما سمي البعث… و بالتالي ناقضت نفسك و تجاوزت إثم مجسدها بكثير... لتصل إلى ذنب مزيحها عن سلطاتها و محيلها على التقاعد بفعل التقادم؟…"عزيزي الداعشي"… أكاتبك لأقول لك بأنك زكيت تقهقرك لمرتبة البدائية ما قبل الحيوان باعتمادك على سيف أو خنجر او عصى أو حجر… و إلى حين إثباتك العكس بإعمالك سلاح العقل و المنطق بتمظهراته الحضارية و منها النقاش و الحوار و التسامح و قبول اختلاف أسميتَه رحمة حين يكون في صالحك… الى ذلك الحين ستبقى حاملا رتبتك تلك بامتياز و استحقاق…"عزيزي الداعشي"… لا أقصيك... إنما استنكر أساليبك وأرفضها جملة و تفصيلا… لا أهين صورتك الخلقية بكسر الخاء إنما أتقزز منها بضمها…"عزيزي الداعشي"… في انتظار خروجك من وهم جعلته غاية و هدفا و وسيلة في نفس الآن… في انتظار لملمة بقاياك الانسانية أو إيجاد غيرها…سأظل ما تركتني حيا أرسم تفاصيل المساء... و حكايا ليال شهد عليها النجوم و القمر… سأظل ألون بكل ألوان الطيف الحياة… سأظل أبدع نحت علامات الاستفهام… سأظل أحب و أمارس طقوسه… سأظل أرثل الشعر و أدندن ألحان الجسد… سأظل ألتقط صورا للنوافذ و ألصقها على كل الجدران… سأظل أشعل قبالتها شموعا أعوض بها شمسا غيَّبتَها نهارا لتنشر الظلام… سأظل أقدس حمامة بيضاء حلّقت بعيدا ذات يوم فزعا من صوت ضراطك… إلى ذلك الحين سأظل أقدس الانسان لا الأديان… بدرالدين أوسليم
ساحة

الكباص يكتب: حميد الزاهر.. خفيفا عَبَر من شقوق الفرح
في صباح الاثنين 10 دجنبر الجاري عبر حميد الزاهر بعيدا. عبر الذي ملأ قلوب المغاربة بالفرح، مخلفا وراءه أثره الجميل ، أغانيه التي ترددت في كل مكان من المغرب، و أسلوبه الذي ظل فريدا.حميد الزاهر، اسم آخر لتلك التلقائية التي من خلالها كان المراكشيون يتزودون بما يلزمهم من الخفة و البهجة، و تلك البساطة التي كونت فيما مضى رصيدهم الثمين من المقاومة التي تجعلهم يقفون باستماتة في وجه قساوة الحياة. كان صوته، و وتر عوده يصدح بالحب و يتغنى بالأشياء الأليفة، و يبعث برسائل الغبطة إلى قلوب عشاق فنه، من دون تكلف. لأنه خبر جيدا أن الفن الأصيل لا يحتاج إلى عملة أخرى غير الإنصات إلى حياة الشعب،و التفاعل مع إحساسه و وجدانه .جاء حميد الزاهر من عمق الحياة بمدينة البهجة، تشرب أسرارها. علمته كيف ينظر و يحلم. و أقنعته أن الفرح حق، و أن حرمان الناس منه هو أسوأ شر قد يصيبهم. فثابر على إهدائهم فضاء فسيحا للمرح في أغانيه، كاشفا في أعماقهم ضوء الأمل و الحب مهما تكالبت الهموم. من يستطيع أن يزيح من ذاكرة المغاربة عناوين من مثل " للازهيرو" و" أنا عندي ميعاد" و " آش داك تمشي للزين" و غيرها من الأغاني التي سحرت وجدانهم ببساطتها و خفتها و تلقائيتها ؟ كانت كلماته جوالة، تستهل مسيرتها من أي مكان، لأنه جعل من مراكش روحا لكل مكان يعمره الفرح. كما لو كان ينطق سرا بتلك الحكمة التي قالها ماريفي سانتياغو بولانيوس" إن أفضل البيوت و أكثرها سخاء، يصون صوت الأمل و يشاطره."ذكيا كان هذا الرجل عندما خدمته الصدف بأن لاقته ذات يوم مع رواد المسرح بمراكش، فالتقط هذه الصدفة كفرصة لا تعوض. كانت تلك انطلاقته الحقيقية. عندما احترقت القاعة الزجاجية بجنان الحارثي بمراكش في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. فأراد أعلام مسرح المدينة أن يخلدوا إعادة بنائها بعرض مسرحي يحضره ولي العهد مولاي الحسن. كان هذا العرض بعنوان زواج بلا إذن، و اقتضت الرؤية الإخراجية لمولاي عبد الواحد حسنين أن يكون المشهد الأخير حفل زفاف. فنادى على مطرب شعبي لكي يساهم في المشهد الأخير. لكن التفاصيل لم تكن مشبعة للمخرج، الذي رأى أنه ينبغي تعزيز هذا المشهد بحضور فنانين شعبيين يواكبان المغني بالتصفيق و الحركة و الرقص. فكان الاختيار من نصيب المختار عمي صاحب الأغنية الشهيرة " أنا و ياك يا بو عيون" و الفنان مهري. و أضاف إليهم المخرج أربع شابات بالزي التقليدي لكي يصير مشهد العرس كاملا.ما لم يكن يعرفه مولاي عبد الواحد حسنين، هو أنه لم يصنع حينها المشهد الأخير في المسرحية، و إنما خلق شكلا فنيا جديدا اسمه " حميد الزاهر" الذي أخذ شهرته منذ ذلك الحين بهذا الأسلوب. فما كان في بدايته رؤية إخراجية، أضحى نمطا فريدا لفنان يصعب استنساخه، رغم المحاولات الكثيرة لتقليده. بالطبع ما كان يلزمه لكي يحلق عاليا في أجواء الشهرة و المجد أكملته أغنيته " مراكش ياسيدي كل شي فارح بيك" التي غناها بمناسبة أول زيارة للحسن الثاني للمدينة الحمراء.لم يسمح حميد الزاهر للكدر و الحزن أن يسرق من المغاربة زمنهم، فشاطرهم القدرة على تملك ما يكفي من الضوء و التراب لكي لا يفوتوا سر الحياة. كان يكفيه أن ينصت و يغني، فاتحا بوابة كبيرة للثأر من الحزن ، كانت أغانيه تجعل كل شيء يرقص من حولها، مذكرة إيانا أن للبطولة سبلا أخرى غير المحن و الحروب و العذاب، يمكننا أن نكون أبطالا في الفرح.لم ينقطع نفس حميد الزاهر أبدا، لأن ما بدأ لم يكن لينتهي. واصل بإصرار. غنى للقصر و للبسطاء. غنى في مختلف مسارح العالم. و راكم محبة الجميع، كانت تلك ثروته التي لا تنضب. عبر بخفة من شقوق الفرح، لأنه كان من هذا الزمن. علمنا أنه حيث تكون البساطة يكون كل شيء. لم يترجل متعبا، و إنما حلق منتصرا، فاتحا في كل قلب أغنية. حميد الزاهر فرح أصيل لا يحتاج إلى تسمية.  عبد الصمد الكباص
ساحة

الدكتورة المدني: جلالة الملك يفعل مكتسبات علم الإجتماع الحضري حول أطفال الشوارع
ساهم دعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس لحملة مدن إفريقية بدون أطفال الشوارع، في نقل علم الاجتماع الحضري الذي قدم أطفال الشوارع كظاهرة حضرية، من المقاربة النظرية إلى الممارسة الفعلية، وذلك عبر إطلاقه لمبادرة العاصمة الرباط كمدينة بدون أطفال الشوارع، مع تأكيده أيضا على أهمية البحث الميداني في تفكيك وضعية الشارع لدى الأطفال في المدن، من أجل تدقيق الفهم حول أهم العناصر التي تعتمل في تشكيل السياق المركب الذي تعيشه هذه الفئة.لقد قام صاحب الجلالة بتثمين وتفعيل ما جاءت به أهم المدارس الفكرية السوسيولوجية كمدرسة شيكاغو التي اعتبرت ظاهرة أطفال الشوارع، حصيلة تراكمية للتدفق القوي للساكنة القروية نحو المدن مع نشوء الحواضر الكبرى، وقد عزت هذه الظاهرة بالأساس إلى تراجع مجموعة من القيم الاجتماعية التي كانت تعرف عادة في القرى، أهمها قيم التضامن الاجتماعي التي تعد ركيزة أساسية تمكن الفرد من الاندماج اجتماعيا، وهنا نجد كيف أن صاحب الجلالة وقف عند مسألة القيم التي تعتبر نقطة ارتكاز المقاربات السوسيولوجية التي تناولت موضوع أطفال الشوارع، بتأكيده على أن ظاهرة أطفال الشوارع تعتبر غريبة عن قيم المجتمع المغربي و الإفريقي، ذلك أن نشوء الأسرة النووية التي كانت وراء تفكك العلاقة بين الفرد والجماعة في الغرب، عجز عن الاكتمال في المجتمع الافريقي والمغربي خاصة، بالنظر إلى أن الأسرة المغربية الإفريقية هي أسرة ممتدة بقيمها و ترابطاتها المتينة، فهي ممتدة اجتماعيا وثقافيا وليس مجاليا بالضرورة.كما أن ارتباط ظاهرة أطفال الشوارع بالوسط الحضري هو ما يفسر في جزء منه نجاح بعض المبادرات التي حاولت إدماج فئة الأطفال المشردين في المجتمع من خلال استقبالهم من قبل عائلات قروية.لقد عبرت رسالة صاحب الجلالة إلى قمة أفريستي بمراكش كذلك عن مقاربة ملكية شمولية من خلال اعتمادها على المنهج التكاملي، حيث قربنا بشكل دقيق جدا من السياق العنقودي الشائك الذي تعيشه فئة أطفال الشوارع، عبر إدراج مختلف المداخل التي يمكن من خلالها الوقوف على هذه الظاهرة سواء كانت نفسية ، اقتصادية، اجتماعية وثقافية.كما قدم صاحب الجلالة إجابة علمية دقيقة ذات بعد إمبريقي عميق حول الميكانيزم الاجتماعي المسؤول عن وجود فئة أطفال الشوارع، حيث نبه إلى ضرورة التركيز على التربية من أجل النهوض بوضعية هذه الفئة أو استباق تشكلها في المجتمع، ذلك أن التربية حسب المنظور السوسيولوجي هي التي تنقل الانسان من الطبيعة إلى الثقافة وتكسبه "آدميته"، ولا شك أن ذلك يحيل على الدور التربوي الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الاجتماعية التقليدية في هذا الشأن وعلى رأسها الأسرة والمدرسة من أجل الحد من ظاهرة أطفال الشوارع.في ذات الإطار نجد كيف قام العديد من المفكرين وعلى رأسهم ريكاردو لوتشيني بتحديد فئة أطفال الشوراع من خلال عنصرين إثنين, أولهما يتعلق بوجود الشارع كفضاء للعيش، وثانيهما يتمثل في انقطاع التواصل مع الأهل، بمعنى أن ظاهرة أطفال الشوارع ترتبط ارتباطا وثيقا بنوع من الاجتثاث الاجتماعي - بلغة بيير بورديو- الذي يحصل مع انقطاع المصادر الأساسية للعملية التربوية بالنسبة لهذه الفئة. وما انفك صاحب الجلالة يقدم اللبنات الأساسية التي يجب أن يعتمد عليها النموذج التنموي المغربي من خلال التركيز على قضايا الطفولة والشباب، عبر ابتكار مفهوم غير مسبوق وهو العائد الديموغرافي، حيث دعا إلى تجاوز مفهوم الطفولة والشباب من خلال البعد الديموغرافي إلى ما هو اجتماعي بكل تنويعات الاجتماعي المتحرك نحو المستقبل.لقد حاول صاحب الجلالة نقل موضوع أطفال الشوارع من موضوع للتفكير إلى موضوع للفكر من خلال دعوته إلى تشكيل لجنة من الخبراء بغرض تفعيل التزام المغرب لمحاربة هذه الظاهرة وطنيا إفريقيا ودوليا، ولا شك أن رسالة صاحب الجلالة يمكن اعتبارها أرضية من أجل إنجاز بحث علمي وطني بل وإفريقي حول هذه الظاهرة وهو شرف عظيم للكفاءات الوطنية والإفريقية.الدكتورة نعيمة المدني استاذة علم الاجتماع والأنثربولوجيا بكلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة القاضي عياض مراكش
ساحة

جزائري يرسم مشاهد الصدمة والاعجاب بعد زيارة للمغرب العميق
بعد انتهاء مرحلة التعليم الجامعي في شهر يونيو سنة 2018 فكرت في تنظيم رحلة سياحية الى خارج الوطن، فشاءت حكمة الله أن أزور لأول مرة في حياتي البلد المجاور لدولة الجزائر وهي دولة المغرب الشقيق، وكان ذلك في إطار نشاط الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال وهو ما يعرف ب AIESEC التي توفر المجال للطلاب الموهوبين المتحمسين لتحقيق نمو شخصي وتطوير قدراتهم الريادية من خلال إشراكهم في البرامج التدريبية أو برامج التبادل الطلابي العالمي للمنظمات التي تعمل على تحقيق إحدى أهداف التنمية المستدامة العالمية التي وضعتها هيئة الأمم المتحدة.مقر إقامتي كان في مدينة مراكش، التي تقع وسط المملكة المغربية، وهي تعد من أشهر الوجهات السياحية في المغرب، بسبب مناخها اللطيف وطبيعتها الخلابة ومبانيها التي يغلب عليها اللون الأحمر مما أكسبها لقب "المدينة الحمراء"اعتبارا لمخطط برنامج الإيزيك المتمثل في اكتشاف مدينة مراكش من خلال العمل التطوعي مع إحدى المنظمات الغير ربحية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة، كانت فرصة للعمل مع مؤسسة الأطلس الكبير وهي منظمة تطوعية أمريكية مغربية تأسست من طرف متطوعين سابقين من هيئة السلام في سنة 2000 بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي مؤسسة تسعى إلى تكريس التنمية المحلية المستدامة في المغرب، بالاعتماد على المقاربة التشاركية كما تعمل على إنشاء مشاريع تنموية، تقوم بتصميمها المجتمعات المحلية.كان لي شرف اللقاء مع الدكتور يوسف بن مير باعتباره رئيس المؤسسة وقد أبدى سعادته الكبيرة بقدومي الى المغرب حيث قال كلمة جميلة "إن المغرب ليس هو المغرب بل هو المغرب الكبير وأننا كلنا أبناء المغرب الكبير فنحن في بلد واحد"، حيث جعلني لا أحس بأنني غريب في هذا البلد وقد فتح لي المجال للعمل معه في المؤسسة ومساعدته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقديم المساعدات للمحتاجين والقضاء على الفقر والتهميش في الأرياف، وقد ذكر لي مصطلح المقاربة التشاركية حيث كان لي فيه بعض الغموض في البداية و تركت الأمر للاستفسار عنه في مستقبل الأيام.أول زيارة لي مع المؤسسة كانت مساء يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2018 في إطار الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعون للمسيرة الخضراء الذي نظمته دار إيما بالشراكة مع الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي بمنطقة "لالة تكركوست" وهي قرية أمازيغية صغيرة تقع على بعد 37كم جنوب مدينة مراكش، تتميز بطبيعتها الخضراء وجبالها العالية ومبانيها القديمة كما تحتوي على أحد السدود المغربية الكبرى وهو سد " لالة تكركوست" مما يعطيها رونقا وجمالا.كان من بين الحضور كل من السلطات الرسمية والإدارية للمنطقة بالإضافة إلى حضور رجال الدين الذين يمثلون الديانات السماوية الثلاث، وهم رئيس الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، ورئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، وأحد أئمة المسلمين، وقد تخلل هذا الحفل وصلات فنية حماسية من تقديم فرقة الأصيل للفن، حيث شهد الحفل تفاعلا كبيرا من الجمهور خاصة مع النشيد الوطني المغربي ونشيد نداء الحسن للمسيرة الخضراء مما يعكس حبهم للوطن وتعزيز روح الولاء والانتماء له فرحا بالعيد الوطني ، كما تم عرض مقطوعات فنية إسلامية و يهودية و مسيحية ترسخ للمبادئ المغربية المتمثلة في احترام الأديان و التسامح العقدي.من خلال كلمات المشاركين في هذا المحفل لكل من رئيس الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس الطائفة اليهودية، وأحد أئمة المسلمين يتبين أن مسألة التعايش بين الأديان في المغرب هي ظاهرة متوارثة عبر الأجيال منذ القدم مما يبعث استقرارا وتعايشا سلميا بين مختلف الديانات والثقافات المكونة للنسيج الاجتماعي المغربي، وقد تبين لي جليا أن المغرب يُعدُّ فيه التعايش بين الأديان واقعا فعليا، كما تشهد على ذلك الحياة اليومية في هذا البلد المسلم، على عكس ما نعيشه في الجزائر حيث أن اليهود والمسيحيين يخشون على حياتهم في الجزائر، رغم أن قوانينها تسمح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية، طالما أنهم يحترمون النظام العام والأخلاق، والحقوق والحريات الأساسية للآخرين، ويبتعد اليهود والمسيحيين في الجزائر عن الأضواء، بسبب مخاوف على سلامتهم الجسدية، واحتمال التعرض للمشاكل، وقد انتابني هذا الخوف حينما علمت في الوهلة الأولى أن رئيس الطائفة اليهودية سينتقل معنا على متن السيارة الى مكان الحفل اعتبارا للخلفية التي كنت أعتقدها حول التوتر الحاصل بين اليهود والمسلمين في الجزائر وفي الشرق الأوسط، لكن الواقع كان عكس ذلك حيث كان هناك احترام متبادل رفيع المستوى مع جاكي كادوش، وأبدى سعادته الكبيرة خاصة حين علم أنني من الجزائر.في يوم الأربعاء 7 نوفمبر 2018 ذهبت في ثاني زيارة عملية مع مؤسسة الأطلس الكبير والوجهة هذه المرة إلى مدينة آسفي التي تبعد عن مدينة مراكش ب 160كم، تقع على ساحل المحيط الأطلسي، تعني بالأمازيغية "مصب النهر"، يوجد بها أكبر معمل للفوسفاط بالمغرب، وكانت هذه الزيارة في إطار الدورة التكوينية التي نظمتها مؤسسة الأطلس الكبير بالتنسيق مع المكتب الشريف للفوسفاط، ونظمت الدورة لفائدة مدراء المؤسسات التربوية لمدن وقرى آسفي بحضور بعض عمال المكتب الشريف الفوسفاط.وكان الهدف من الدورة هو دراسة الاحتياجات الضرورية التي تعاني منها المؤسسات التربوية لمنطقة آسفي والمناطق المجاورة لها، ووضع خطة عمل لتجسيد هذه الاحتياجات على أرض الواقع بمشاركة كل الأطراف المعنية من مدراء مؤسسات ومتطوعين وتلاميذ وفق منهج المقاربة التشاركية.وفي أول تدخل لرئيس مؤسسة الأطلس الكبير السيد يوسف بن مير خلال الدورة الذي تطرق فيها إلى مفهوم المقاربة التشاركية اتضح لي جليا مفهوم هذا المصطلح الذي كان يبدو لي غامضا في بادئ الأمر، فهو يعني المشاركة في الفعل الجماعي من كل الجهات المعنية حيث يهدف إلى إشراك المستفيدين في تحديد وتشخيص مشاكلهم الحقيقية بمساهمة كل الأطراف الفاعلة والمستفيدين دون إقصاء لأي طرف من الأطراف في صياغة وإنجاز وتقييم المشاريع، باعتبار أن الإستفادة من نتائج هذا العمل تعود على الجميع، كما تتخذ التشاركية مبدأ اللامركزية في التسيير لجعل المشاريع أكثر ديناميكية ومرونة وسهلة التنفيذ على الواقع.وبما أن هذا المشروع يمس المناطق الريفية فإن المقاربة التشاركية مجسدة في معيشة سكان البادية من خلال تعاون العائلات في إنجاز الأعمال التطوعية الجماعية التي يعود فضلها على أهل تلك البادية، إلا أن المقاربة التشاركية حاليا تم إعطاؤها صبغة عالمية يتم تطبيقها على مستوى المنظمات التنموية الدولية.وقد تم تقسيم الحاضرين الى مجموعات ثلاثية كل مجموعة تتكون من مدير مؤسسة ومتطوعين اثنين من المكتب الشريف للفوسفاط، يقومون بالتعاون والتشارك فيما بينهم لوضع خريطة عمل لتلك المدرسة من خلال الاحتياجات الضرورية التي تعاني منها، والآفاق المستقبلية التي تطمح الى بلوغها، واستمرت هذه الورشات لمدة ساعة من الزمن من تأطير المنشطة أمينة حجامي، لتقوم بعدها كل مجموعة بعرض خريطة العمل التي تم وضعها ومن بين أهم المشاكل التي تعاني منها هذه المؤسسات ما يلي:عدم توفر المدرسة على الحارس الليلي. قصر سور المدرسة مما يهدد أمن وعتاد التدريس. عدم توفر المدرسة على عنصرين مهمين هما الكهرباء والماء. عدم توفر المدرسة على الماء الصالح للشرب مما يستلزم على الأساتذة والتلاميذ بإحضار قارورات الماء.-عدم توفر المدرسة على قاعة الأساتذة. -عدم توفر المدرسة على دورة المياه للتلاميذ وللمعلمين. -عدم امتلاك بعض التلاميذ لوثائق الحالة المدنية. -عدم توفر المدرسة على طاقم اداري يقف الى جانب المدير لأداء المهام الإدارية المتعددة. -غياب الإرادة السياسية في دعم المؤسسات التربوية. -عدم توفر الطريق المعبد الذي يؤدي الى المدرسة -عدم توفر المدرسة على اقسام من الصلب والاكتفاء بأقسام من البلاستيك قديمة الصنع والتي --تمثل خطرا على صحة التلاميذ.بعد عرض هذه المشاكل تم تحديد الاحتياجات المشتركة بين كل من المؤسسات الحضرية والمؤسسات الريفية وترتيبها حسب الأولوية باستعمال طريقة التصويت، وقد تمثلت الاحتياجات المشتركة بين المؤسسات الحضرية حسب الأولوية في النقاط التالية:1ـ توفير الحارس الليلي. 2ـ الزيادة في علو سور المدرسة. 3ـ توفير التعليم الأولي. 4ـ توفير الدعم التربوي. 5ـ تدبير النفايات وإصلاح سور المدرسة.أما الاحتياجات المشتركة بين المؤسسات الريفية فقد تم ترتيبها حسب الأولوية على النحو التالي:1ـ توفير الماء الصالح للشرب. 2ـ توفير الكهرباء. 3ـ توفير الأمن. 4ـ تنظيم مختلف النشاطات الثقافية والرياضية.وفي قراءة تحليلية من وجهة نظر جزائرية لنتائج هذا اللقاء، يتضح أن المغرب بالرغم من مكانته الرائدة في المجال السياحي الذي يستقطب آلاف السياح من مختلف الدول الأوروبية والأمريكية، خاصة في المدن الكبرى باعتبارها قطب سياحي ممتاز، إلا أن المناطق الريفية في المغرب تعاني التهميش من حيث التنمية الاجتماعية وسوء التسيير من طرف الجماعات القروية، والدليل على ذلك الاحتياجات الضرورية التي تعاني منها المؤسسات التربوية في تلك المناطق، على سبيل المثال: عدم توفر المدرسة على عنصر الحياة وهو الماء ـ عدم توفر المدرسة على الكهرباء ـ عدم توفر المدرسة على دورات المياه، عدم امتلاك بعض التلاميذ على وثائق الحالة المدنية، وهي من أغرب النقائص التي صدمتني عند سماعها للوهلة الأولى، حيث لم يخطر ببالي ولو للحظة أنه في سنة 2018 توجد مدارس في المغرب تعاني مثل هذه النقائص، حينها ادركت الوجه الآخر للمجتمع المغربي، والفوارق الطبقية السائدة في هذا البلد.وفي مقابل ذلك ورغم كل هذه الظروف القاسية والمعاناة الصعبة التي تمس هذه الشريحة تتجلى رغبة مدراء المؤسسات في تحسين وضعيتهم من خلال عقد شراكات مع المؤسسات الاقتصادية وجمعيات المجتمع المدني مثل مؤسسة الأطلس الكبير والمكتب الشريف للفوسفاط وذلك من اجل النهوض بالتعليم وضمان جيل واع ومستقبل واعد للابناء وهي مبادرة جد رائعة، تستحق التقدير، وآمل أن أنقلها إلى الجزائر.وقد خُتم اللقاء بكلمة من رئيس مؤسسة الأطلس الكبير حث فيها على ضرورة تجسيد توصيات هذا اللقاء على أرض الواقع، مع مراعاة عامل الوقت الذي يمضي بشكل سريع، مما يستلزم علينا تكثيف الجهود والعمل بوتيرة أسرع، فاحترام الوقت يعد عاملا أساسيا للنجاح والإستمرار.  ابراهيم بحماني الراعي
ساحة

العد التنازلي للإرشاد السياحي في المغرب
تعرف هذه الايام تحركات غيّر مسبوقة في مهنة الارشاد السياحي بجهة مراكش تانسيفت تزامنا مع اقتراب موعد الجمع العام العادي الذي ستعقده الجمعية الجهوية للارشاد السياحي. فما سر هذا التحرك وماهي خباياه ولماذا في هذا الوقت بالذات وما هي نوعية هذا الحراك الغير مسبوق ؟تعرف الجهةً منذ حوالي اربع سنوات خلت تباينا في شرعيةً تمثيلية المرشدين الساحيين حسب القانون 12/05 المعدل لقانون 30/96 المؤطر لممارسة وتمثيلية المرشدين على المستوى الجهوي والوطني في اطار جمعيات اقليمية وجهوية تنبثق عنها فدرالية وطنية للمرشدين السياحيين ومرشدي المساحات الخضراء.فجهة مراكش تانسيفت تعد حجرة عثرة في بناء فدرالية منذ اكثر من اربع سنوات نظرا لغياب الشفافية واحترام بنود القانون التي غابت بشكل او باخر في انتخابات واضحة وشفافة وقانونية تنبثق منها تمثيلية تليق بمقام الجهة والمرشد السياحي ومرشدي المجالات الطبيعية وبالتالي تكون في مصاف الجمعيات الاخرى كاكادير وفاس والدار البيضاء ودرعة وتادلة وغيرهما.ففي مراكش توجد جمعيتين ومع ذالك تغيب التمثيلية نظرا للظروف والملابسات التي تزامنت مع الانتخابات والتي ادت الى تباين عند المرشدين في من له الشرعية في التمثيلية مما يؤدي الى العزوف الشبه مطلق لعدد كبير منهم عن الانتماء لاحدى الجمعيتين.ولقد كان السبب في كل هذا منذ الاعلان عن شبه استقالة الرئيس السابق للجمعية الجهوية الذي ولحد كتابة هذه السطور لم يقدم استقالته في جمّع عام كما جاء في قانون الارشاد السياحي بل اقاله مكتب كان اصلا مستقيلا قبل ان يرجع عن استقالته ويعلن عن جمّع عام في ظروف غامضةلم يستدعى اليها ثلثي المرشدين السياحيين بذريعة عدم انخراطهم واكتفوا بالحضور لاعادة انتخاب رئيس ومكتب جديد للجمعية الجهوية بدون قراءة القانون الاساسي ،مما يتنافى ومواد قانون 12/05، وقد حصلوا على وصل ايداع نهائي من السلطات المختصة كما كان الشان بالنسبة للجمعية الاقليمية التي بدورها عقدت جمعا عاما تلي فيه القانون الاساسي وتم انتخاب مكتب للجمعية الاقليميةالتي بدورها اعطيت وصلا نهائيا من طرف السلطات المختصة والحالة هنا عادية قانونيا مادامت كلتا الجمعيتين مرخصتين .الا ان الوزارة الوصية لم تكن الفيصل في اقرار وفصل بين ادوار كلا من الجمعيتين فاعترفت بالجهوية ً وصمتت عن الاقليمية خوفا من ان تتنافى مع ظهير الحريات وخاصة ان الجمعية الاقليمية لها وصل ايداع نهائي وهي المكون للجمعية الجهوية مما فتح باب التأويلات على مصراعيه وقسم جسم الارشاد السياحي الوطني من خلال تقسيم الارشاد السياحي بجهة مراكش.فنحن هنا امام عدة اشكاليات قانونية: اذا كانت النصوص القانونية تنص فقط على جمعية جهوية بجهة مراكش فلماذا اعطيت الجمعية الاقليمية الترخيص من طرف السلطات الادارية ؟ ولماذا لم تتدخل الوزارة في الوقت المناسب ؟ما جدوى حضور رجال السلطة لكلتا الجمعيتين ؟ما هو دور المندوبية الجهوية للسياحة؟ وبالتالي ما هو دور الوصاية من طرف وزارة السياحة ؟بالتاكيد ان هناك خلل اداري لم يراعي السهر على تطبيق القانون . والحالة هذه اصبح من الواجب تحكيم العقلّ والضمير من طرف المرشدين انفسهم ليبينوا عن مستواهم الثقافي وبالاخص نضجهم في حلحلت المشكل القائم بطرق سلسة متراضية تغيب فيها الانا حتى يتسنى لهم اسماع صوتهم ان على المستويين الجهوي والوطني ويجتازوا المرحلة ويؤسسوا لتمثيلية قوية متراصة تفرض وجودهم في صنع القرار.ان غياب فدرالية وطنية للمرشدين السياحيين ومرشدي المجالات الطبيعية هو غياب للمهنة برمتها في النسيج الاقتصادي الوطني ومن شانه ان يزيد الطين بلة في اصدار قوانين اخرى جاحفةً في حق الممتهنين للارشاد السياحي ولا ادل على ذالك مما عاشه الارشاد السياحي مؤخرا بالرغم من انه تمخض عنه اناس اصبحوا قيمة اضافية في الحقل السياحي .ومازاد في لطين بلة هو وفرة منتديات المرشدين السياحيين التي كان من الممكن ان تجتمع في منتدى وطني واحد مما يعيق في جمّع الكلمة وتوحيد الافكار ورسم خارطة طريق موحدة متوافقة ؛ فالبعض ينادي بتكوين جامعة بدون حضور الجمعيات يجمع التوقيعات الغير قانونية على صفحات المنتدى ، والاخر يجر زملائه الى القضاء والثالث يعبرعن قناعته عبر وابل من السب والقذف من شانها ان تنتهي بمسائلة قضائية فيما يبقى القليل الذي يترفع عن كل هذا ويدلي بدلوه في الخروج من عنق الزجاجة .ان حلحلت دوامت جمعيات الارشاد السياحي في المغرب كمراكش والرباط وغيرهم هي اولوية لكل مرشد سياحي كان صامتا ام مناضلا ام منشقا او قاذفا اصبحت ضرورية وملحة بنكران ذات وتشمير ساعد قبل فوات الاوان فيد الله مع الجماعة كما جاء في محكم كتابه “ ربي لا تدرني فردا وانت ارحم الراحمين “. محمد بوشعاب: مرشد سياحي
ساحة

مدير إقليمي للتعليم يصطاد في المناطق الضحلة
أثارت وثيقة صدرت عن المديرية الإقليمية للتعليم بأزيلال خلال شهر أكتوبر الماضي والتي تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي وعبر تطبيق التواصل الفوري ردود أفعال متباينة بل وشكلت حدثا إعلاميا بامتياز وتحولت إلى موضوع دسم للسخرية؛ الأمر يتعلق باستفسار موجه من طرف المكلف بتصريف أعمال مديرية أزيلال إلى أستاذ حول ما يكتبه من مقالات صحفية ببعض المواقع الالكترونية.و شخصيا أصابتني الدهشة وأنا أتنقل بين سطور هذا الاستفسار التحفة وأحسست بمدى ضحالة التكوين القانوني لهذا المسؤول وقصر نظره واستخفافه بحجم المسؤولية التي يمارس والتي لا تسيء فقط للمديرية الإقليمية التي يدبر شؤونها ولا للأكاديمية الجهوية التابع لها ولا حتى للوزارة الوصية على القطاع ولكن يسئ أيضا لذكاء وفطنة نساء ورجال التعليم .فاستفسار أستاذ حول أرائه وأفكاره شكل خطوة مفاجئة ومستفزة خلقت غضبا عارما لدى الأطر التربوية و للعديد من التنظيمات الاجتماعية والجمعوية لكونه لم يجسد فقط سابقة ونكوصا مرضيا في تاريخ المنظومة التعليمية بل شكل أيضا خرق فاضح لمقتضيات أسمى قانون في البلاد وهو دستور 2011 الذي ينص على حرية الفكر والرأي والتعبير بل ويكفلها بكل أشكالها؛ فقد استباح المسؤول عن المديرية الإقليمية لنفسه أن يجرم ويقيد ممارسة حق أحله الدستور، ذلك أن الإطار التربوي موضوع الاستفسار شأنه شأن باقي المواطنين له الحق في إبداء ونشر أفكاره بالطريقة التي يريد وفي أية وسيلة إعلامية يرتئيها كل ما يشترط هو تحري الدقة والصدق و تجنب التشهير والقذف والخضوع لقواعد وأخلاقيات الممارسة الإعلامية، وكما يعلم الجميع فالحقوق الدستورية نظرا لسموها لا يمكن تقييدها إلا ضمن الإجراءات المنصوص عليها في القانون .و الأنكى من ذلك أن هناك جهل و سوء تأويل و توظيف معيب حتى لمقتضيات القانون الأساسي للوظيفة العمومية فقد اعتمد الاستفسار على الفصل 15 من هذا القانون " يمنع على الموظف أن يزاول بصفة مهنية أي نشاط حر أو تابع للقطاع الخاص يدر عليه دخلا" فالمنع المتضمن في الفصل اقترن تحت طائلة البطلان بشرط أساسي هو أن يدر عليه دخلا أو مقابل مادي فما هي علاقة المقالات الصحفية للأستاذ المستفسر بأحكام هذا الفصل، علما أن الاستفسار إياه لم يتضمن ما يفيد أنه كان يتقاضى مقابل أو أجر على مقالاته واليقين كما تقول القاعدة الفقهية لا يزول بالشك.بل أن تداعيات وارتدادات هذا الاستفسار دفعت احد المهتمين بالمجال القانوني للتعقيب عليه من خلال التأكيد أنه لم يكتفي يخرق أحكام الدستور ولا المواثيق الدولية و القوانين الوضعية بل خرق أيضا مقتضيات المادتين 18 و 36 من قانون المسطرة الجنائية حيث أن المدير الإقليمي للتعليم بأزيلال سمح لنفسه بممارسة مهنة بحثية استخباراتية تتعلق بمهام الشرطة القضائية المادة 18 " يعهد إلى الشرطة القضائية بالبث في وقوع الجرائم وجمع الأدلة عنها" ويضيف رجل القانون أن مهام وصلاحيات واختصاصات المدير الإقليمي للتعليم هي تربوية تتعلق أساسا بتنزيل التوجيهات السلطات التربوية الوطنية والجهوية في مجال تأهيل والارتقاء بالمنظومة التربوية والتكوينية والتعليمية وليس ضمنها التجسس على ما يكتبه رجال التعليم التي هي من اختصاص ضباط الشرطة القضائية. بل أن المدير حسب ذات المصدر دهب أبعد من ذلك حينما سمح لنفسه بإعطاء صبغة الجنحة لممارسة الأستاذ لحقه في التعبير عن أرائه وأفكاره و زاول بذلك مهام النيابة العامة. فالمدير الإقليمي انتهك كل القوانين والأنظمة بدءا من الدستور وانتهاء بقانون المسطرة الجنائية كان حري به أن يكون أول المنافحين عنها وعن احترامها ومارس مهام ينظمها القانون تنأى عن صلاحياته واختصاصاته.أكيد أني أعول على نباهة القارئ في ختام هذا المقال ليحدس معي أن دوافع هذا الاستفسار الحقيقية هو محاولة للإجهاز على صوت الاختلاف وتكميم الأفواه وإخضاع كل من يرفض دخول بيت الطاعة من أقلام رجال التعليم المزعجة، ورمي المخالفين براجمات إدعاءات سوريالية، والاستقواء بسيف القوانين والقهر الإداري من أجل التطويع.فليعلم المدير الإقليمي للتعليم بأزيلال وكل المسؤولين عن تدبير الشأن التعليمي إقليميا وجهويا وحتى على صعيد المركز أننا في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أفق تنويري جديد يسعفنا في سبر أغوار الإشكالات الأفقية التي لا زالت تعيق المنظومة التربوية؛ في حاجة إلى فتح أوراش معرفية تواصلية نقدية مع كل الفاعلين في القطاع من أجل شحد الهمم واستنفار الجهود وتجميع الطاقات وتشبيك المبادرات، في حاجة لمواكبة والإصغاء إلى أصداء قوة وأوجاع المدرسة العمومية المغربية، في حاجة إلى مساهمات واجتهادات نساء ورجال التعليم ومواكبتهم المنفعلة والفاعلة بالمستجدات التعليمية، في حاجة لمنح آليات الثقة في كل مكونات المدرسة المغربية وتدبير الاختلاف والأزمات بشفافية وإشراك الرأي العام التربوي في القرارات مهما بلغت درجة قسوتها وقتامتها أما محاولات إخفاء الشمس بالغربال والإدعاء أن العام زين وكلشي مزيان والإجهاز على الاختلاف في قضية مصيرية كالتعليم لن تفضي سوى إلى نتائج عكسية.محمد تكناوي
ساحة

فريد فخر الضياء يكتب.. هرم الاحلام ولعبة الاعلام
لقد أخذنا على عاتقنا أنه إذا توقفوا عن قول الاكاذيب في الاعلام، فسنتوقف عن قول حقيقة أكاذيبهم، وهي معادلة غير منتهية، ولقد عشنا ونحن نؤمن ان المرء إذا شاء أن يحيا سليما من الأذى...وحظه موفور وعرضه مصونُ ف:لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍفكلك عوراتٌ وللناس ألسنُوعينـــــــك إن أبدت إليك معايباًفصنها وقل يا عين للنــــاس أعينوعاشر بمعروف وسامح من اعتدىوفارق ولكن بالتي هي أحسنهذه هي ضوابط الاستقامة الفضلى التي نشأنا عليها و التي يفتقر إليها المجتمع العربي عموما مع الاسف و أهل الفن خصوصا...ولم يكن من العقل الحديث عن ممثل لا علم له ولا عقل، فهو كطفل هرم وفي اخر عمره، و لولا أنها قضية جد حساسة تحتاج لتنوير عقلي، لما اشتغل الناس بها، و آلة السياسة الاعلامية الصحيحة تحتاج سعة الصدر، و اقتياد قلوب العامة بالإنصاف للحقيقة والانتصار لها، و إذا كنا نحب بلادنا فعلينا كذلك أن نحب مواطنينا ونعمل على تنويرهم، ونسعى لسعادتهم لا إحزانهم، وللذين يردون على الواقعة عبر السب و القذف في الاتجاهين، نقول لهم ليس من الطبيعي الرد على مثل هذه البضاعة الرخيصة، ولا حاجة للرد في مثل تلك المواقف المجنونة، وللعلم ومن باب ان الشئ بالشئ يذكر، فان شراء ذمة ممثل أرخص من شراء خبز في السوق.فالممثل عموما ممثل أينما حل وارتحل حتى في حياته و مع أقربائه، وجل الممثلين يلعبون على جميع الايقاعات، لهذا تجدهم يرمون غيرهم بما فيهم، فجلهم لا هوية لهم، قد يعيش في كندا أو في الخليج او فرنسا أو بلجيكا ثم تجده يسب في البلاد التي تجلب له الخيرات، إلا من رحم الله، وهي طبيعة عملهم، وما فعله السكيرج هو ظلم قد يكون مارسه في مهنته قبل أن تنزل به لعنة التمثيل في ذم اسياده، وهو وشم عار على التمثيل والفن عموما بما فعله، لان النعمة التي بين يديه هي هدية من اسياده الذين باشرهم بالقذف والبهتان، وفي صلب البحث عن الحقيقة فليس للممثل أن يأتي بأية حقائق لانه ليس في موضع يسمح له بذلك ولان فاقد الشئ لا يعطيه، وهذا ما حدث بالضبط، و لو كان ما أخبر به حقيقي لكان في عداد الموتى قبل أن يفتح لسانه، وما حكاه هو من رواية بعض المقربين لديه في ... و الذين أتى على ذكرهم، هي روايات تروى و بعيدة كل البعد عن الحقيقة، هي صورة للاعلام البروبغاندي المؤطر الفاسد لاغير، فيجب تأطير الممثلين و المغنيين ومن على شاكلتهم من هيئة وزارية، ولما فيه مصلحة البلاد، ولم يكن السكيرج يوما في موضع قرار حتى يأتي بهذه الحقائق كما يدعي، ولم يكن في حزب سياسي ولا حركة وطنية؟ ولا من جهة أمنية معروفة، ومن سرب له هذه الاكاذيب فقد استغل فيه جانب الممثل لاغير، وكما يقول الامريكيون كل ممثل ببغاء حتى يثبت العكس، إما بالعلم والمعرفة أو بتحسين مستواه المعرفي البدائي...إن السكيرج كممثل معروف لا مبرر له، لكن كمواطن من حقه محاكمة عادلة، وليس له غير طلب العفو الصريح من الملك واسرته الكريمة ثم المغاربة قاطبة، لانه استحمرهم، وجعل سمعة المغرب الحبيب في الحضيض، وخصوصا باساءته لسيده ورب نعمته جلالة الملك الموقر، ولقد تم اصطياد السكيرج بلسانه لانه انسان فاشل وسهل المنال كغيره من الفاشلين، و كون هذا الكلام غير صحيح هي مسألة غير قابلة للنقاش، ولكن حتى نكون موضوعيين وأهل بحث عن صدق ويقين، لقد كان الرجل في حفلة حشيش خاصة، و وراء أبواب مغلقة، وهي جريمة التعاطي وفيها حتى سنة سجن، حتى ولو لم تكن في فضاء عام، لان التشهير قد طال الجريمة، والمدونة و القوانين التنظيمية صريحة في الموضوع، ومن صوره وهو في حالة الانتشاء فهو المجرم الحقيقي، ومن أراد ضرب العصافير بحجر هو المجرم، ويلزمهم الاعتقال الفوري، للتشهير ونقل أخبار غير صحيحة للرأي العام، وليس لاحد الحق التدخل في أمور الناس ونواياهم داخل بيوتهم، ولقد عشنا في الادارة ورأينا الشياطين من هذا النوع، الذين يشحنون الرأي العام بدون فائدة، و يستعملون مثل هذه الاساليب، من تسجيلات للمكالمات وتسجيل المقابلات و التصرف فيها، والهدف الاطاحة بالناس وبكل محيطهم، حتى يتسنى لهم البقاء على رأس القائمة، وترويض ألسنة أعداءهم عبر أخبار زائفة، وسحب فلتات الالسن بغير حق ولاعلم مع التصرف فيها...وللعلم لمن يهمه أمر الدين فحتى الرب الكريم لا يحاسبك على ما يجري في خاطرك، ولكن ما قام به الرجل، هو لعب أطفال من ذو الاحلام لا العقلاء، لانك أيها الممثل تتمتع بصلاحيات وامتيازات لا يتمتع بها أي مثقف بل حتى المهندسون و الدكاترة ليس لديهم ما لديك من أمتيازات في ظل هذه الاسرة العلوية الكريمة، إن السكيرج مثله كطفل الصعل Microcephaly أو زيكا، طفل هرم يحكي حكايات خيالية لاغير...كيف يعقل أن تنكر الجميل ولو عن طريق الضحك، وحقيقة ما قمت به يقوم به عدد من الفنانين والصحفيين، في بيوتهم ومع أسرهم و أصدقائهم، هي مسألة خلوة لاغير، لكن ليس على حساب المغرب، لقد أخذت الفضيحة لرجل هرم مجرى اخر، لكن مع وجود نوع من البشر الفاسد بالمحيط عندنا في هذه البلاد أعطى لمثل هؤلاء قيمة، وهول من حجم القضية، وخروج الرجل عن العقل له دافع ارتباطه بأشخاص فاسدين، فاعتقال الفاعلين في الجريمة هم أصحاب الجريمة الحقيقيون، ولابد للشرطة القضائية من تتبع مصادر الرجل إن كانت له مصادر، والموقف يفرض عليه كشف مصادره، لان الرجل لم تكن له رغبة في نشر أفكاره الفاسدة والخيالية، لكن له جانبه من الخطا، لان الثقة العمياء هي أصل كل فساد...لابد من فتح تحقيق عميق، حول ولاء بعض الامنين و أبناءهم و أسرهم للملك وللبلاد، وكشف ولاءهم الحقيقي لمن؟ كما فعل اردوغان، فارتاح وارتاحت معه تركيا برمتها، لانه مثل هذه السلوكات تزعزع الرأي العام و تجعل من الحاقدين على هذ البلد في موقف قوة....ولابد من سحب الهدايا الملكية من الرجل، و الاوسمة و الكريمات، وسحب بطاقة فنان من السكيرج، لانه أساء التقدير وصار لعبة لغيره مما ترتب عنه زعزعة الرأي العام...وفي النهاية، لوسائل الإعلام القدرة على تشكيل المشهد الغالب للرأي العام، لكن سرعان ما يصاب جسم الاعلام بفيروس قاتل هو “فقدان المصداقية” الذي آخذت صورته على إثره تتآكل بالتدريج حتى تقزمت أعداد الكتاب الصادقين و المتتبعين الموضوعيين، وفي ظل استغلال الشباب اليوتوبي للاحداث من أجل الاغتناء على حساب السكيرج، وغيره، و في ظل العولمة الهوجاء التي تأتي على الاخضر و اليابس، أمام الربح السريع ولو على حساب الحق والحقيقة، لابد من وجود أجسام مضادة لاجل خلق التوازن و الانتصار للحق والحقيقة....لابد من الانصاف مع التوبيخ والزجر، لكن يسبقه التعليم و التفقه في مشاكل العصر، هو دور لا تلعبه وزارة الثقافة او لا تلعبه مديرية الفن بوزارة الثقافة في تهيئة الفنانين و تأطيرهم، هو دور وزارة الداخلية والتي يجب عليها إحداث هيئة خاصة أو مديرية من أجل حماية الرأي العام قبل أي شئ، فخطورة مثل هذه الادعاءات و التي تنسج من وحي خيال المخربين، قد تؤدي دورا سلبيا على الفرد و المجتمع...وهذا دورنا نحن النخبة في معالجة هذه القضايا و التي سارت تستفحل مرة بعد مرة...ولقد أخذنا على عاتقنا نسج الحقيقة و تعديل الكفة مع الصمود في وجه أعداء الحق و الوطن.
ساحة

محمد خلوقي يكتب.. قرار التيس التعيس
بعد ان قضى ليلة وردية أشبع فيها البطن ، بمختلف البهارات والملذات ، وأوسع غرفة النوم غطيطا وشخيرا فأقلق راحة من باتت بجانبه من الصويحبات ، استفاق بعد علو كعب شمس الصباح ، فتوجه الى حمامه الخاص ،وسكب على جلده- الميت اصلا - قطرات من الماء الدافئ وكل قطرة مما انسكب يتحمَّل نفقتها المواطن المقهور ، ثم تناول وجبة افطار متنوعة بكل ما لذ وطاب ، مع علمه ان ما صار من قوت الى بطنه هو الاخر من مال هذا المواطن المقهور ، لكن شخصه المغرور صده عن تدبر مصدر هذه النعم ، او التفكير في معاناة من جعلوه مسؤولا ومدافعا عن معايشهم واختيارا تهم ، فيأخذ وقته الكافي متلذذا طعم الافطار ، على نغمات موسيقى هادئة ، متصفحا بعض جرائد الصباح ، بعد ذلك يدخل الى خزانة شاسعة ومليئة بانواع من الملابس الفاخرة والاحذية اللامعة ،والساعات اليدوية الثمينة ، وكل ما حوته هذه الخزانة، فلا شك ان ثمنها من جيب ذاك المواطن المقهور ، الا ان فرحة سيادته بما صار اليه تجعله لا يبالي بذلك ، بل يتحول همه الصباحي ان يختار بدلته بعناية ، ويأخذ وقته الكافي للزينة والتعطر بالرائحةً الفريدة المميزة ، ثم يخرج من منزله الفخم ، ليجد سائقه الخاص بانتظاره ، فيفتح له باب سيارة الدولة ، وهو يعلم ان ذاك المواطن المقهور هو الذي يتحمل كل مصاريف بنزينها وصيانتها وحتى نفقة سائقها ..تم يتحرك موكب سعادته .. الى مكان الاجتماع المقرر هذا اليوم ، وهو في طريقه يجري بعض المكالمات التافهة والفارغة ، من هاتف الدولة المعبأ حتى التخمة من مال ذاك المواطن المقهور ، وهو في طريقه يرفع زجاج السيارة حتى لا تزعجه اصوات المتسولين ،او الباعة المتجولين من ابناء هذا الوطن المنهوب ، بل انه لا يرعوي ،او حتى يختلس النظر الى طابور أولئك المقهورين وزحمتهم وحشرهم في انتظار مجئ حافلات وقوارب وقطارات الموت !!ها قد وصل سعادة المسؤول الى مقر الاحتماع ، والساعة الان تشير الى الحادية عشرة صباحا . دخل القاعة التي يفوح منها أريج العود والمسك ، و ألقى التحية على ثلة من أمثاله الذين بدورهم قضوا ليلةً وردية، أشبعوا فيها البطن والفرج بكل الوان اللذات .. وكلهم على دون اكتراث بان كل نفقات لذاتهم هي من عرق وقوت ذاك المواطن المقهور ، الذي صار يفيق يوميا قبل النور ، ويكدح ويركض يوميا كالثور ، لكنه للاسف ما استمتع ولا استلذ بطلوع هذا النور ..قال المسؤول :موضوع اجتماعنا اليوم ، ايها السادة الكرام .. هو الطاقة والنور ، فنحن مسؤولون عن تدبير الملف تسويقه ، ونحن الاعرف لمن له الحق في امتلاكه والاستفادة منه ، وأنبهكم ان هذا المواطن المسعور إن استيقظ ومشى تحت النور، فحثما سيطالبنا بتغيير كثيرٍ من الامور ، او قد ينقلب علينا ويثور ، فالاحسن ان نفكر في حل يجعلنا نستفيد من هذا الوضع قبل أن نمسخ اونمسح من المسؤولية ونبور .ولهذا اقترح على مجلسكم الموقر ، بانزال مرسوم قهري ، يضيف ساعة زمنية الى التوقيت العادي لنَهْك هذا المواطن غير العادي ، بحيث يكون مجبرا ان يعيش زمن الظلمة والعتمة، فيخرج الي فضائها مقهورا ، ويعود منها مشطورا منهوكا .اما نحن ايها السادة المسؤولون ، فسنستمتع دونهم بنور الصباح المتاح ، وتُدار علينا في المساء كؤوس الراح ، فلا نبالي باي صراخ أونباح، ونعيش هَبَلنا وخَبلنا المُباح .  ذ محمد خلوقي
ساحة

هل أخطأ خاشقجي في شيء..؟
إن الحديث عن الموتى هو بمثابة الشماتة وهو أمر غير مقبول لا شرعا ولا عرفا، لكن الحديث عن ميتنا إن مات فعلا هو قضية رأي عام، قضية تمس بالفكر والمنطق السليم، فهذه الحادثة وبهذا الطرح تستدعى أصحاب المنطق السليم، وحتى اصول البحث عن الحقيقة تضع هذا الامر في دائرة الاحتمالات و التكهنات، وأمام تكالب العالم على السعودية من أجل صحفي كان مارقا بالامس في كل الدول العربية وحتى مصر التي كادت أن تطلب رأسه تمدحه اليوم وتترحم عليه، و اتهمه الجميع انه كان بوقا للاعلام الغربي و لهيئات مشكوك في مصداقيتها، وكانت التقارير تتجه يوميا نحو الرياض وفي كل قنصلياتها في العالم، حتى أصبح للرجل ملف في كل بقعة من العالم، واليوم حتى لو سلمنا أن الفريق أخطأ او ان حماسة و شجاعة ابن سلمان المفرطة دفعته لهذا التهور، لا يصح لاصحاب العقول السليمة الوقوف فقط عند مسألة التصفية، حتى لو كانت جريمة و خطأ كبير.وصراحة يعمد جل الاعلاميين من أجل تسويق خاطئ للحقيقة، فالكعكة السعودية كبيرة و الكل يريد نصيبه، ولا أحد يرحم في هذا الزمان، و مصائب قوم عند قوم فوائد، ثم قد يكون الامر مسألة شغل الرأي العالمي في ظل الارهاصات التي تدار امر جد فعال، وفي ظل وعي الشارع العالمي و العربي خاصة بمجريات الاحداث، أصبح هذا النوع من السلوكات يوجه الرأي العام و يدعم كل الشرعيات و حتى تغيير في سياسات دول، وهذا ما دفعنا لطرح هذا السؤال الذي بين أيدينا، هل أخطأ خاشقجي في شئ ؟ هل الامر وارد؟ حيث عند تصفح الاخبار الالكترونية و القنوات التلفزية لم يتحدث أحد عن جانب الرجل في القضية، لقد قام خاشقجي بحمل جهاز تجسس معه وهو في مقابلة خاصة مع طاقم سري، ولحساب جهات أجنبية، وهذه خيانة عظمى، كما أنه حسب الظاهر خطط للامر مع السلطات التركية التي تترصد بابن سلمان والضحية على علم بالامر، لكن طاقم ابن سلمان لم يقدر الامر كما يجب أو فرض عليهم اتباع هذه الطريقة مع علمهم اليقين بأخطاء في البرتوكول قد تكون قاتلة في النهاية، وغير مقبولة، وهذا أمر مدربون عليه جيدا، وهم قوات خاصة جد مدربة، لكن التعليمات غالبا ما تفسد السير الصحيح للامور، أمام جهل المسؤول بحيثيات التدبير المنطقي للاحداث...إن التوقيت الذي تمت فيه العملية فرض على المملكة من طرف الضحية، و كان بالامكان تأجيل الموعد، وفرض توقيت أخر، و ذلك لظروف سياسية صعبة تعيشها المملكة العربية السعودية منها:· حوار مع وكالة بلومبرغ· مؤتمر عالمي لمناقشة مستقبل الاستثمار في السعودية· أسوأ وقت قبل شهر واحد من انتخابات الكونغرس· ضياع مئات الملايين من الدولارات التي أنفقها ابن سلمان من أجل تحسين صورة المملكة بعد حملة التطهير و حرب اليمن و حصار قطرفي الحقيقة يظهر جليا للعاقل أن الضحية هو من فرض المكان على طاقم ابن سلمان، جاء من أمريكا إلى تركيا؟ ولم يكن من الممكن تغيره المكان، نظرا لقوة الضحية الفكرية و الاعلامية، واستعداده اللوجستيكي لهذا اللقاء وفي هذا المكان بالضبط، ولم يقبل ولم يكن ليقبل بمكان غيره، وهي في الحقيقة حنكة الضحية و التي في النهاية لم تعطي اكلها لا له ولا للسعودية...لقد وضع الضحية الطاقم ومعهم ابن سلمان عبر سكايب في ورطة عندما أخبرهم بنفسه أن ساعته تسجل عن بعد، وهو خطأ فادح يتحمل الفريق المدرب توابعه، وقد هددهم، وجعل قوته في السلطات التركية و السلطات الامريكية واللتان كانتا على علم بكل ما يحدث خلال اللقاء، لكنه لم يقدر أنهم لن ينفعوه، وأنه كان مجرد طعم، و للعلم حسب مصادر موثوقة بدأ الفريق بتخذيره بغيه اسكاته وابعاده من القنصلية مع خلع جميع ملابسه، خصوصا بعد صعود لهجة التهديد بين الفريقين، مما انتهى بضرورة القيام بمناورات من أجل التمويه بعد التأكد من تجسس جانب خارجي، وصراحة فقضية التقطيع غير واردة بالمرة، وكانت مناورة فاشلة من طاقم العملية، واما الوفات إن تمت فكانت في منزل القنصل الذي هرب خوفا للرياض، ووجود دم الضحية داخل القنصلية غير وارد أيضا، هي أخطاء في البرتوكول بالجملة، استخبارتيا وتقنيا، وفي الحقيقة فتقدير السعودية على تحميل الفريق المسؤولية فهي صحيحة دون شك، لانهم تنفق عليهم الملايين من الدولارات في التداريب، فكيف يعقل وجود أخطاء بالجملة وارتباك الفريق كليا بل ارتباك الاعلام الحكومي وذلك ب:· الاستعانة بأشخاص معروفين وهو ما يخالف طبيعة الأعمال المخابراتية السرية· جوازات سفر حقيقية· إعطاء الموظفين الأتراك داخل القنصلية أجازة في يوم دخول خاشقجي· تعطل كاميرات المراقبة داخل القنصلية· محاولة لتخدير خاشقجي داخل القنصلية انتهت بإعطائه جرعة زائدة أدت إلى وفاته· إرسال فريق ثان للتخلص من الجثة من بيت القنصل· التحرك بصورة جماعية في الفندق والشوارع والقنصلية· غياب غطاء إعلامي بل وجود ارتباك إعلامي غير مقبوللقد أخطا خاشقجي لانه أساء التقدير و التدبير، وقد وضع نفسه كطعم لاصتياد المملكة، و هذا أمر غير مقبول بالمرة، ثم قتل كيف دبر وكيف قدر له، وقد تحدى جميع الاعراف الاعلامية و حتى الدينية، وبصراحة كان عليه العودة للمملكة مع الفريق لو كان صادقا و خاليا من التبعية لجهات خارجية، لو كان يحب بلاده، حتى لو كان سيعتقل ويعذب، لقد أحضر يوسف ابن تاشفين ابن عباد من الاندلس رغم أنفه، ودفنه حيا مع اسرته بمنطقة اغمات، ولم يحرك الرجل ساكنا... هي أخطاء بالجملة يرتكبها الهوات من الامنيين، و تباعا لهم الاعلاميبن السياسيين، فما من مجتمع يضحي بالحرية ليحقق الامن يخسر كليهما الامن والحرية، فعليا أخطأ و ركب البحر عند ارتجاجه، في ظل ظروف صعبة تعيشها المملكة، فهو كان على بعد 3 أيام من تأسيسه لمنظمة DAWN بالولايات المتحدة، و التي لن تنفك حتى تضع المملكة السعودية أرضا وربما جرت معها بلدان عربية أخرى...لقد أخطأ لانه دعم الربيع العربي وركب عليه، وأراد تحسينه أمام الامريكيين مع علمه اليقيني أن الربيع العربي أسوأ من الحرب العالمية الاولى و حتى من الحروب الصليبية، فقد شرد الربيع أربع دول عربية و مسلمة و جعل الدول الباقية في جيب الحلفاء الغربيين وفي مهب الريح...في النهاية، في أية قضية عالمية، وفي ظل الاستراتجيات الجديدة، نجد أن اللعبة تصاغ بحيث طرف واحد يكرس طاقاته دائما لمحاولة إثبات أن الطرف الآخر لا يصلح للحكم، وكلاهما ينجح عادة، وكلاهما على حق على حد تفكيرهم، هذه هي السياسة الجديدة، وقد نستفيد من الواقعة، أن الضحية هو من لعب بالاوراق، لعب دور الصياد و الطعم في نفس الوقت، وأن ضعف التقدير السعودي، خلق ارتباكا بدا جد واضح للعالم بأسره، و هي سابقة أنها أول عملية سرية تصبح على لسان كل مخلوق على هذا البساط في اليوم الثاني، إذ تبين ضعف الاعلام الرسمي السعودي، ضعف وزارة الخارجية السعودية و ضعف سياستها و اعتمادها على الرشوة و تمرير المشاريع وبيع المصداقية كوسيلة وحيدة لتصفية المواقف الخارجية،في ظل غياب الحوار في المؤسسة الملكية السعودية و بناء الاوامر بشكل هرمي جعل من جل ملفات المملكة في مهب الريح.  فريد فخر الضياء
ساحة

الغلوسي يكتب: ورغم ذلك يستمر الفساد والريع والإفلات من العقاب..؟
في البلدان الديمقراطية عندما تنجز التقارير الرسمية بخصوص حالات فساد أو رشوة، أو سوء إستعمال للسلطة فإن الجميع يدرك بأن تلك التقارير ستعرف طريقها إلى العدالة لمحاسبة أي مسوؤل كيفما كانت وظيفته أو إنتماؤه الإجتماعي أو السياسي.لكن في بلدنا يصبح تقديم التقارير، تقارير المجلس الأعلى للحسابات على الخصوص، لحظة إحتفالية يصفق لها حتى أولئك الذين أدانتهم تلك التقارير ويحتفل البرلمان بإنجاز ها وتوزع الحلوى، بل إنها تسرق أمام الكاميرا، وينصرف الجميع بعد تبادل العناق والأرقام الهاتفية والإبتسامات الصفراء ويعود المفسدون وناهبي المال العام بمن فيهم من ذكرت أسماؤهم بالبنط العريض في صلب ومتن تلك التقارير إلى ممارسة وظائفهم ومهامهم سالمين غانمين ينامون مطمئنين دون أن تعلو محياهم حتى مجرد علامات خجل أوخوف، تقارير تذكرنا بأزماتنا وتعري عوراتنا دون أن تتجرأ على القول إن مأساتنا وبؤسنا يعود للفساد والنهب والرشوة والريعوهكذا فتقرير إدريس جطو المقدم أمس أمام البرلمان يذكرنا بالحقائق التي نعرفها وهكذا فإنه يشعرنا بإستمرار تدهور مؤشرات ديمومة نظام المعاشات برسم سنة 2017 وأن نفاد إحتياطيات صندوق التقاعد سيكون بحلول سنة 2027 وأن المديونية العمومية وصلت مبلغ 970مليار درهم !!أي مايشكل نسبة91,2%من الناتج الداخلي الخام ويذكرنا نفس التقرير أيضا بأن برامج الدولة ذات الطابع الإجتماعي لم تحد من الفقر والهشاشة رغم أن الإستثمارات العمومية قد وصلت إلى مبلغ 188,3مليار درهم، بنشعبون وزير المالية التقط هذه الوضعية وصرح بأنه عازم على خوصصة بعض المقاولات والشركات العمومية هي ملامح وضع لاينبئ بمستقبل واعد كما تزعم حكومتنا الموقرة.إن إرتفاع المديونية وعودة الخوصصة عناوين مرحلة مشوؤمة مرت من هنا وتتبعنا حلقاتها البئيسة ورغم كل ذلك يستمر الفساد والريع والإفلات من العقاب ؟محمد الغلوسي: رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام
ساحة

أسئلة على هامش الملتقى الأورو متوسطي للقادة الشباب
احتضنت مدينة الصويرة بداية أكتوبر الجاري أشغال الدورة الرابعة للمنتدى الأورو- متوسطي للقادة الشباب الذي تنظمه السفارة الفرنسية بالمغرب لفائدة أكثر من 300 شاب و شابة من مختلف بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط والذين يشكل منهم الشباب المغربي الحصة الأكبر والعدد المهم، حيث يشكل هذا الحدث فرصة مهمة للتأمل و لاستحضار عدد من الأسئلة المهمة و الاستفسارات الجوهرية التي تهمنا كشباب مغاربة على المستوىَ الداخلي، أي في العلاقة مع بضعنا البعض، ثم على المستوى الخارجي، أي في علاقتنا مع نظرائنا الشباب من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذين نملك معهم من المُشترك ما يجعلنا نلحّ على ضرورة الاستثمار في هاته الهوية المشتركة، هوية الجغرافيا، والتي تعتبر مدخلاً مهما وعنصراً فقرياً في الدراسات التي تقوم عليها الشعوب من أجل تحديد مكامن القوى والنقص. في أفق تصميم النموذج الحضاري والتنموي المناسب لها.وقد ناقش المنتدىَ هاته السنة موضوعاً جوهرياً أعطى فيه كافة المتدخلون - مشكورين- الوقت الكافي لتحليله و مناقشته من مختلف التفاصيل وزوايا الرؤى، حيث أنه موضوع يبدو بشكل سطحي ترفاً فكرياً أو نقاشاً ثانويا، لكنه في الحقيقة يشكل أساسا لدراسة تحركات الشعوب الجماعية والحضارية عبر الزمان و المكان، وهو إشكال النّقل --La Transmission، حيث تطرقت أغلب فقرات المنتدىَ الفكرية من موائد مستديرة وورشات و ندوات إلى مختلف تفاصيله : نقل المعلومة - نقل المعرفة - نقل النص الديني - نقل الرغبة في النجاح و الالتزام بالفكرة و المشروع ...وبالتماهي مع ذلك ، فينبغي أن نطرح سؤالا كبيرا يهمنا على المستوى الداخلي كشباب مغاربة : كيف استطاع شباب الأمس أن ينقلوا مشروعهم المجتمعي إلى شباب اليوم، وهل نجح شباب الأمس، في أن يكونوا تصوراً كافياً حول شباب اليوم من شأنه أن يساعدهم على الفهم الدقيق و الكافي لشباب اليوم، وهل استطاع هؤلاء القياديون في الأحزاب السياسية و الجمعيات و مؤسسات الدولة وهؤلاء الوزراء و الكتاب و السياسيون بشكل عام أن ينقلوا نفس الجو و المناخ العام الذي كان سائداً بالمغرب سنوات الخمسينات و الستينات و أن يحملوا إلينا نفس الدينامية الفكرية والثقافية و الحضارية و المعرفية التي يجمع أغلبنا أنها كانت أكثر نجاعة من دينامية اليوم على الرغم من أننا في قرن التقنية و التطور.وبناء على ذلك فالسؤال الأهم الذي يطرح نفسه بشكل متناسق مع السؤال الأول : هل يملك هؤلاء تصوراً حقيقياً حول شباب اليوم، هل يستطيعون بفضل هذا التصور أن يجيبوا على أسئلة هذا الشباب المتعطش للنجاح و العمل و الثقافة و الفنون و القيادة و الذي يملك بداخله طاقة حارقة يمكنها بكل تأكيد أن تشكل وقوداً صديقاً للبيئة الوطنية مساهما في نجاح الوطن و محركاً فعالاً لعجلته، كما يمكنها بكل تأكيد وبكل أسف أن تكون ناراً حارقة للأخضر و اليابس إذا استمر هذا التصور الذي يملكه هؤلاء حول شباب المغرب، وإذا استمر هذا "النقل" لهذا التصور في التناوب على صياغة السياسات العمومية و الاستراتيجيات الموجهة للشباب.كما لا يمكن أن نتناول موضوع الشباب بالمناقشة والتحليل، دون أن نستحضر المؤسسة الدستورية الموكل إليها تمثيل الشباب والترافع من أجله، وهي المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي، هاته المؤسسة التي نص عليها دستور 2011 ولم تخرج للوجود بل ظلت حبيسة النص الدستوري وحبيسة المنتديات واللقاءات الدراسية التي لا تخرج بدورها إلا ببيان أو ميثاق. هذا المجلس الذي ينبغي أن تكون الضرورة لقيامه و تأسيسه ضرورة وطنية ملحة، وقضية وطنية لا تقل أهمية عن القضايا الوطنية الأخرىَ التي يجمع المغاربة على أولويتها وقدسيتها، ينبغي أن يقوم على أساس صلب وأن تتشكل هيئاته من كفاءات الحقيقية، وألا يقوم تأسيسه على مبدأ تقسيم الغنائم بين الأحزاب و الجمعيات و المنظمات و ألا تكون العضوية فيه مبنية على الأنساب شأنه شأن كافة السياسيات العمومية و الاستراتيجيات الحكومية التي ينبغي أن تقوم سياساتها على أساس تقني اجتماعي لا فكري إيديولوجي يقصي فئة على حساب فئة ويهمش شابا على حساب شاب آخر في غياب لمعيار الاستحقاق و الكفاءة وفي تحضير جاهل لاعتبارات الإيديولوجيا و التيار و الفكرة و الحزب و الجماعة.وما نعيبه على المؤسسات الدستورية و على الحكومة نعيبه أيضاً على المجالس المنتخبة، التي تشكو مع الأسف الشديد من ضعف كبير في مشاريعها و سياساتها المحلية الموجهة للشباب والتي من المفروض أن تكون الآلية الأولىَ التي ينبغي أن تستقبل الشاب في إطار سياسات للقرب قادرة على أن تجعل الشاب المغربي يشعر بأن بلده يحترمه و يستوعبه شأنه شأن نظرائه الشباب من مختلف مناطق العالم.إننا اليوم لفي حاجة ملحة ونحن نختتم المبادرات تلو المبادرات والمنتديات تلو المنتديات التي يفتح فيها الباب على مصراعيه لكل الشباب بمختلف توجهاته و تلاوينه، ليعبر عن نفسه وعن تطلعاته و أحلامه وطموحاته وتصوره الخاص لمغرب اليوم ومغرب الغد، و أن نفهم بشكل قوي، أننا لا زلنا لا نمتلك تصوراً حقيقيا حول هذا الشباب الرائع والمتنوع الذي يحمل في صفوفه تنوعا كبيراً ففيه المغني و المهندس و الفنان التشكيلي و الطبيب و الممرض و الشرطي و العسكري و البائع و الحرفي و المرشد الديني و الإمام و القارئ ، هذا التنوع الذي يفرض علينا أن نشمله بكامل اهتمامنا و احترامنا و أن نبني عليه تصوراتنا و سياساتنا بكل احترام لذكاء هذا الشباب و اختلافه والذي يفرض بشكل عاجل ومستعجل أن نوقف نقل وانتقال أي تصور آخر غير مناسب له على الاستمرار.  منير أزناي.
ساحة

التعيين في المناصب بالأكاديميات والمديريات الإقليمية للتعليم، المفارقة…والوقع
يتداول العديد من نساء ورجال التعليم في الآونة الأخيرة في الفضاء الأزرق ووسائل الاتصال العنكبوتية، وحتى ضمن لقاءاتهم الخاصة همسات وهمهمات يصرون على إخراجها إلى العلن حول التعيينات التي تفرج عنها وزارة التعليم بين حين وأخر حول مناصب المسؤولية في عدد من المصالح على مستوى الأكاديميات و حتى على مستوى البنيات الإقليمية لقطاع التربية والتكوين.و بغض النظر عن التأويلات والقراءات وعلامات الاستفهام والتعجب التي رافقت الكثير من هذه التعيينات في البنيات الإدارية المعنية، فالأكيد أن إسناد المسؤولية هو في حد ذاته مسؤولية تقتضي البحث عن الإطار المناسب لوضعه في المكان المناسب، أي ملائمة المنصب للمهام المطلوبة مع الكفاءة التخصصية . ذلك أن مسطرة التعيينات في المناصب لا تهدف إلى ضمان المساواة في تولي المسؤولية بين الموظفين فحسب بل غايتها أيضا تنزيل الأدوات التي تضمن تعيين الأكثر كفاءة من بينهم خدمة لمصلحة المرفق العمومي التربوي التي تقتضي إسناد المسؤولية للموظف الحائز على المؤهلات الملائمة لمزاولة مهامه بشكل يحقق أفضل النتائج في التدبير والتسيير.و هناك حاليا شبه أجماع من لدن الفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي على ضرورة مراجعة النظام الأساسي للوظيفة العمومية خاصة فيما يتعلق بالتعيين في مناصب المسؤولية فعدد من الإجراءات التي يتم اعتمادها بدءا من مسطرة الترشيح إلى تعيين لجنة إجراء المقابلات وتحديد شروط المفاضلة بين المرشحين ، أصبحت لا تضمن اختيار الموظف الأكثر كفاءة في المنصب وبالتالي لا تسهم في تأسيس وظيفة عمومية مهنية فعالة ومنفتحة على آليات التدبير الحديث للموارد البشرية ولا تراعي مبادئ الحكامة الجيدة سيما الاستحقاق والمساواة والشفافية.إن الاختلالات والمفارقات التي تكتنف مسطرة وشروط تعيين رؤساء المصالح والأقسام، إلى جانب جهل أو تجاهل القائمين على الشأن التعليمي جهويا وإقليميا بتفعيل مقتضيات الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات ، تشكل مكمن عميق من مكامن الإعطاب التي يعرفها التدبير الجهوي للشأن التربوي ، بل وحولت عدد من المصالح والأقسام بالأكاديميات والمديريات الإقليمية إلى آليات عاجزة عن تملك الميكنزمات التنظيمية والإدارية الضرورية لإدارة مختلف المسارات والأزمات التي تعيشها المؤسسات التعليمية وحتى عن أنجاز المهام بالفعالية المطلوبة، وهذه الاختلالات التدبيرية رصدها المجلس الأعلى للحسابات في تقارير مهامه الرقابية الأخيرة والذي أشار إلى ضعف حكامة منظومة التربية والتكوين في مختلف المستويات بعدد من الأكاديميات.فتدبير بعض الأقسام والمصالح في عدد من الأكاديميات التي كانت محط ملاحظات قضاة جطو تصب جميعها في عدم ملائمة بروفيلات ومواصفات بعض المسؤولين وافتقادهم للكفاءة التخصصية مع مهام المصالح التي يقومون بتدبيرها،كوجود ملحق تربوي أو ملحق الإدارة والاقتصاد الذي هو في الأصل أستاذ للتعليم الابتدائي أو الإعدادي دون اجتياز أية مباراة لتغيير إطاره ولم يستفد من أي تكوين في الاقتصاد أو القانون الإداري أو التدبير العمومي، وكل عدته المعرفية تكوين بيداغوجي على رأس مصلحة أو قسم أو مديرية بميزانية ضخمة مكلفة بالصفقات أو بالتجهيز والمالية أو على رأس مصلحة تدبير الموارد البشرية، فافتقاد العدة المعرفية القانونية والتواصلية والتدبيرية والخبرة الوظيفية لتدبير المشاريع والتدقيق ومراقبة التسيير و ...، يجعل من هذه المصالح المسيجة بالتنظيمات والنصوص القانونية ،حقل تجارب تفتقر إلى الإبداع والسرعة الاستباقية ولا تملك القدرة على إنتاج الحلول بشكل تلقائي. ومن نتائج هذا الاختيار أخيرا وليس أخرا تردي التدبير العمومي في الأكاديميات وعجزها عن تنفيذ وتنزيل الخطط والبرامج التي تضعها الوزارة الوصية على القطاع.ختاما لا ضرورة من اجل إعادة التأكيد على أن الحديث عن تطوير منظومة التربية والتكوين لا يستقيم بمنأى عن تحسن أداء الإدارة سواء على الصعيد المركزي أو في الأكاديميات أو المديريات الإقليمية و عن تطوير مؤهلات وخبرات أطرها وتحديد معايير واضحة وموضوعية لضمان التنافس الشريف على مناصب المسؤولية وفق مبادئ الاستحقاق والشفافية والكفاءة ، وبعيدا عن عطف ذوي القربى ومعايير الولاء والطاعة والوجاهة .بقلم: محمد تكناوي
ساحة

1 33 53

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة