التعليقات مغلقة لهذا المنشور
ساحة
محمد خلوقي يكتب.. قرار التيس التعيس
نشر في: 28 أكتوبر 2018
بعد ان قضى ليلة وردية أشبع فيها البطن ، بمختلف البهارات والملذات ، وأوسع غرفة النوم غطيطا وشخيرا فأقلق راحة من باتت بجانبه من الصويحبات ، استفاق بعد علو كعب شمس الصباح ، فتوجه الى حمامه الخاص ،وسكب على جلده- الميت اصلا - قطرات من الماء الدافئ وكل قطرة مما انسكب يتحمَّل نفقتها المواطن المقهور ، ثم تناول وجبة افطار متنوعة بكل ما لذ وطاب ، مع علمه ان ما صار من قوت الى بطنه هو الاخر من مال هذا المواطن المقهور ، لكن شخصه المغرور صده عن تدبر مصدر هذه النعم ، او التفكير في معاناة من جعلوه مسؤولا ومدافعا عن معايشهم واختيارا تهم ، فيأخذ وقته الكافي متلذذا طعم الافطار ، على نغمات موسيقى هادئة ، متصفحا بعض جرائد الصباح ، بعد ذلك يدخل الى خزانة شاسعة ومليئة بانواع من الملابس الفاخرة والاحذية اللامعة ،والساعات اليدوية الثمينة ، وكل ما حوته هذه الخزانة، فلا شك ان ثمنها من جيب ذاك المواطن المقهور ، الا ان فرحة سيادته بما صار اليه تجعله لا يبالي بذلك ، بل يتحول همه الصباحي ان يختار بدلته بعناية ، ويأخذ وقته الكافي للزينة والتعطر بالرائحةً الفريدة المميزة ، ثم يخرج من منزله الفخم ، ليجد سائقه الخاص بانتظاره ، فيفتح له باب سيارة الدولة ، وهو يعلم ان ذاك المواطن المقهور هو الذي يتحمل كل مصاريف بنزينها وصيانتها وحتى نفقة سائقها ..تم يتحرك موكب سعادته .. الى مكان الاجتماع المقرر هذا اليوم ، وهو في طريقه يجري بعض المكالمات التافهة والفارغة ، من هاتف الدولة المعبأ حتى التخمة من مال ذاك المواطن المقهور ، وهو في طريقه يرفع زجاج السيارة حتى لا تزعجه اصوات المتسولين ،او الباعة المتجولين من ابناء هذا الوطن المنهوب ، بل انه لا يرعوي ،او حتى يختلس النظر الى طابور أولئك المقهورين وزحمتهم وحشرهم في انتظار مجئ حافلات وقوارب وقطارات الموت !!ها قد وصل سعادة المسؤول الى مقر الاحتماع ، والساعة الان تشير الى الحادية عشرة صباحا . دخل القاعة التي يفوح منها أريج العود والمسك ، و ألقى التحية على ثلة من أمثاله الذين بدورهم قضوا ليلةً وردية، أشبعوا فيها البطن والفرج بكل الوان اللذات .. وكلهم على دون اكتراث بان كل نفقات لذاتهم هي من عرق وقوت ذاك المواطن المقهور ، الذي صار يفيق يوميا قبل النور ، ويكدح ويركض يوميا كالثور ، لكنه للاسف ما استمتع ولا استلذ بطلوع هذا النور ..قال المسؤول :موضوع اجتماعنا اليوم ، ايها السادة الكرام .. هو الطاقة والنور ، فنحن مسؤولون عن تدبير الملف تسويقه ، ونحن الاعرف لمن له الحق في امتلاكه والاستفادة منه ، وأنبهكم ان هذا المواطن المسعور إن استيقظ ومشى تحت النور، فحثما سيطالبنا بتغيير كثيرٍ من الامور ، او قد ينقلب علينا ويثور ، فالاحسن ان نفكر في حل يجعلنا نستفيد من هذا الوضع قبل أن نمسخ اونمسح من المسؤولية ونبور .ولهذا اقترح على مجلسكم الموقر ، بانزال مرسوم قهري ، يضيف ساعة زمنية الى التوقيت العادي لنَهْك هذا المواطن غير العادي ، بحيث يكون مجبرا ان يعيش زمن الظلمة والعتمة، فيخرج الي فضائها مقهورا ، ويعود منها مشطورا منهوكا .اما نحن ايها السادة المسؤولون ، فسنستمتع دونهم بنور الصباح المتاح ، وتُدار علينا في المساء كؤوس الراح ، فلا نبالي باي صراخ أونباح، ونعيش هَبَلنا وخَبلنا المُباح .
بعد ان قضى ليلة وردية أشبع فيها البطن ، بمختلف البهارات والملذات ، وأوسع غرفة النوم غطيطا وشخيرا فأقلق راحة من باتت بجانبه من الصويحبات ، استفاق بعد علو كعب شمس الصباح ، فتوجه الى حمامه الخاص ،وسكب على جلده- الميت اصلا - قطرات من الماء الدافئ وكل قطرة مما انسكب يتحمَّل نفقتها المواطن المقهور ، ثم تناول وجبة افطار متنوعة بكل ما لذ وطاب ، مع علمه ان ما صار من قوت الى بطنه هو الاخر من مال هذا المواطن المقهور ، لكن شخصه المغرور صده عن تدبر مصدر هذه النعم ، او التفكير في معاناة من جعلوه مسؤولا ومدافعا عن معايشهم واختيارا تهم ، فيأخذ وقته الكافي متلذذا طعم الافطار ، على نغمات موسيقى هادئة ، متصفحا بعض جرائد الصباح ، بعد ذلك يدخل الى خزانة شاسعة ومليئة بانواع من الملابس الفاخرة والاحذية اللامعة ،والساعات اليدوية الثمينة ، وكل ما حوته هذه الخزانة، فلا شك ان ثمنها من جيب ذاك المواطن المقهور ، الا ان فرحة سيادته بما صار اليه تجعله لا يبالي بذلك ، بل يتحول همه الصباحي ان يختار بدلته بعناية ، ويأخذ وقته الكافي للزينة والتعطر بالرائحةً الفريدة المميزة ، ثم يخرج من منزله الفخم ، ليجد سائقه الخاص بانتظاره ، فيفتح له باب سيارة الدولة ، وهو يعلم ان ذاك المواطن المقهور هو الذي يتحمل كل مصاريف بنزينها وصيانتها وحتى نفقة سائقها ..تم يتحرك موكب سعادته .. الى مكان الاجتماع المقرر هذا اليوم ، وهو في طريقه يجري بعض المكالمات التافهة والفارغة ، من هاتف الدولة المعبأ حتى التخمة من مال ذاك المواطن المقهور ، وهو في طريقه يرفع زجاج السيارة حتى لا تزعجه اصوات المتسولين ،او الباعة المتجولين من ابناء هذا الوطن المنهوب ، بل انه لا يرعوي ،او حتى يختلس النظر الى طابور أولئك المقهورين وزحمتهم وحشرهم في انتظار مجئ حافلات وقوارب وقطارات الموت !!ها قد وصل سعادة المسؤول الى مقر الاحتماع ، والساعة الان تشير الى الحادية عشرة صباحا . دخل القاعة التي يفوح منها أريج العود والمسك ، و ألقى التحية على ثلة من أمثاله الذين بدورهم قضوا ليلةً وردية، أشبعوا فيها البطن والفرج بكل الوان اللذات .. وكلهم على دون اكتراث بان كل نفقات لذاتهم هي من عرق وقوت ذاك المواطن المقهور ، الذي صار يفيق يوميا قبل النور ، ويكدح ويركض يوميا كالثور ، لكنه للاسف ما استمتع ولا استلذ بطلوع هذا النور ..قال المسؤول :موضوع اجتماعنا اليوم ، ايها السادة الكرام .. هو الطاقة والنور ، فنحن مسؤولون عن تدبير الملف تسويقه ، ونحن الاعرف لمن له الحق في امتلاكه والاستفادة منه ، وأنبهكم ان هذا المواطن المسعور إن استيقظ ومشى تحت النور، فحثما سيطالبنا بتغيير كثيرٍ من الامور ، او قد ينقلب علينا ويثور ، فالاحسن ان نفكر في حل يجعلنا نستفيد من هذا الوضع قبل أن نمسخ اونمسح من المسؤولية ونبور .ولهذا اقترح على مجلسكم الموقر ، بانزال مرسوم قهري ، يضيف ساعة زمنية الى التوقيت العادي لنَهْك هذا المواطن غير العادي ، بحيث يكون مجبرا ان يعيش زمن الظلمة والعتمة، فيخرج الي فضائها مقهورا ، ويعود منها مشطورا منهوكا .اما نحن ايها السادة المسؤولون ، فسنستمتع دونهم بنور الصباح المتاح ، وتُدار علينا في المساء كؤوس الراح ، فلا نبالي باي صراخ أونباح، ونعيش هَبَلنا وخَبلنا المُباح . ذ محمد خلوقي
ذ محمد خلوقي
ملصقات
اقرأ أيضاً
ادريس الاندلسي يكتب لـ”كشـ24″: ميناء ” الخزيرات” ومعركة منافسة طنجة المتوسط
ساحة
ساحة
نهضة بركان يفك ارتباطه بالمدرب أمين الكرمة
ساحة
ساحة
جعفر الكنسوسي يكتب.. المدينة العتيقة، ميراث من الماضي وكنز للمستقبل
ساحة
ساحة
المحطة الطرقية العزوزية.. مآل الإفتتاح ضائع بين حماس المتفائلين و أسئلة المتشائمين
ساحة
ساحة
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتوج أفضل رياضيي سنة 2023
ساحة
ساحة
في اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. يدير اكيندي يكتب عن الاجتهادات القضائيّة بالمغرب
ساحة
ساحة
الدكتور حمضي يكشف تفاصيل عن الدواء الجديد لعلاج السمنة
ساحة
ساحة