

ساحة
البشيكري يكتب عن فقدان شباب مراكش للثقة في الأحزاب السياسية
إن مدينة مراكش و مغرب الغد الذي نريد و بناءه يتوقف على بناء الشباب و توفير آليات الاشتغال لهم بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة و الانتهازية و المصالح الشخصية للمنتخبين، لأن مشعل التنمية المستدامة و الشاملة رهين بالرفع من المستوى الثقافي، الفكري، الاقتصادي و السياسي للشباب، خاصة و أن المغرب قطع أشواطا في تأطير الشباب و توعيتهم سواء عن طريق دور الشباب و الثقافة أو عن طريق المخيمات، الأكاديميات، و الجامعات الشبابية عبر الأحزاب أو الجمعيات و المنتديات، إلا أننا اليوم نجد أن هذا الأخير على مستوى مدينة مراكش أصبح يفقد بريقه و يتم إهماله و الاستغناء عنه بشكل ممنهج.
إن المجهودات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية، تتخذ في بعض الأحيان منحى آخر، غير المرغوب فيه بعيدا عن التأطير و البناء الذي نبحث عنه نحن الشباب، بحيث نجد أن جل الأحزاب السياسية تستغل الطاقات الشابة فقط لخدمة أجنداتها الخاصة "الدكاكين الحزبية" و بعد ذلك تتخلى عن طاقاتها الشابة بسهولة، مايجعل هذا الأخير يفقد الثقة في العملية السياسية برمتها، مما يساهم في توسيع الفجوة بين الشباب و العمل السياسي و المدني أيضا، و قد نؤجل الحديث عن الاستغلال البشع الذي يتعرض له الشباب داخل منظمات المجتمع المدني إلى مقال آخر، و سنكتفي اليوم بالتأكيد على ضرورة انخراط المنتخبين في عملية استرجاع الثقة للشباب في العمل السياسي و الحزبي، و باعتباري مهتم و مدافع عن قضايا الشباب أدعو باقي الأحزاب إلى فتح المقرات للشباب و تنظيم الورشات، الندوات و الدورات التكوينية بداخلها من أجل استقطاب الكفاءات و الشباب المتعطش للفعل السياسي الجاد و الحقيقي، و إذ نوکد من جديد بأن شباب اليوم ليس فقط لتأثيث المشهد بل يعتبر قوة اقتراحية ولابد من منحه قوة تقريرية لتفعيل مقترحاته.
إن دستور 2011 أولى مكانة مركزية للشباب و حث هذه الفئة على المشاركة في الحياة العامة و السياسية، حيث نصت الوثيقة الدستورية على إحداث مجلس استشاري للشباب و العمل الجمعوي لدراسة ومتابعة القضايا المتعلقة بمجالات حماية الشباب و النهوض بالحياة الجمعوية، و بلورة اقتراحات الشباب الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية و السياسية في إطار تسوده روح المواطنة المسؤولة و احترام الحقوق و الحريات لأجل بناء المغرب الحديث التقدمي و المزدهر الذي نريد، إلا أن مدينة مراكش و منتخبيها أبت أن تولي الحد الأدنى من الاهتمام لشبابها، و منتخبيها يؤكدون على ذلك في كل مرة بتفاخرهم و التعالي الذي يظهر على محياهم، في حين أن مدينة مراكش و شبابها بحاجة إلى منتخبين حقيقيين يقومون بمهامهم على أكمل وجه قريبين من المواطنين، يمارسون دور منتخب القرب و ينهجون سياسة القرب، و يتحلون بقيم المواطنة الحقة و الاحساس بالمسؤولية و الغيرة عن مدينة مراكش و المراكشيين.
و المتتبع للشأن العام المحلي بالمدينة سيلاحظ جليا الفجوة الديمقراطية الحاصلة بين الشباب و صانعي القرار السياسي بالمدينة، من خلال رجوع الشباب المراكشي إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمارس دور المعارضة الذي فقدته بعض المجالس بالمدينة، موجها سهام النقد لصانعي القرار و السياسات العمومية و إنجازاتهم المحتشمة لحدود كتابة هذه الأسطر، و في الأخير لا يسعنا سوى التأكيد على ضرورة انخراط الشباب في الحياة العامة و فتح نقاشات تروم حول مصلحتهم و مستقبلهم لأن هذا الانكفاء والغياب عن الحضور الفعلي من يترك الساحة لقوى أخرى لتشغلها وتدعي تمثيل المجتمع المراكشي.
زكرياء البشيكري
إن مدينة مراكش و مغرب الغد الذي نريد و بناءه يتوقف على بناء الشباب و توفير آليات الاشتغال لهم بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة و الانتهازية و المصالح الشخصية للمنتخبين، لأن مشعل التنمية المستدامة و الشاملة رهين بالرفع من المستوى الثقافي، الفكري، الاقتصادي و السياسي للشباب، خاصة و أن المغرب قطع أشواطا في تأطير الشباب و توعيتهم سواء عن طريق دور الشباب و الثقافة أو عن طريق المخيمات، الأكاديميات، و الجامعات الشبابية عبر الأحزاب أو الجمعيات و المنتديات، إلا أننا اليوم نجد أن هذا الأخير على مستوى مدينة مراكش أصبح يفقد بريقه و يتم إهماله و الاستغناء عنه بشكل ممنهج.
إن المجهودات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية، تتخذ في بعض الأحيان منحى آخر، غير المرغوب فيه بعيدا عن التأطير و البناء الذي نبحث عنه نحن الشباب، بحيث نجد أن جل الأحزاب السياسية تستغل الطاقات الشابة فقط لخدمة أجنداتها الخاصة "الدكاكين الحزبية" و بعد ذلك تتخلى عن طاقاتها الشابة بسهولة، مايجعل هذا الأخير يفقد الثقة في العملية السياسية برمتها، مما يساهم في توسيع الفجوة بين الشباب و العمل السياسي و المدني أيضا، و قد نؤجل الحديث عن الاستغلال البشع الذي يتعرض له الشباب داخل منظمات المجتمع المدني إلى مقال آخر، و سنكتفي اليوم بالتأكيد على ضرورة انخراط المنتخبين في عملية استرجاع الثقة للشباب في العمل السياسي و الحزبي، و باعتباري مهتم و مدافع عن قضايا الشباب أدعو باقي الأحزاب إلى فتح المقرات للشباب و تنظيم الورشات، الندوات و الدورات التكوينية بداخلها من أجل استقطاب الكفاءات و الشباب المتعطش للفعل السياسي الجاد و الحقيقي، و إذ نوکد من جديد بأن شباب اليوم ليس فقط لتأثيث المشهد بل يعتبر قوة اقتراحية ولابد من منحه قوة تقريرية لتفعيل مقترحاته.
إن دستور 2011 أولى مكانة مركزية للشباب و حث هذه الفئة على المشاركة في الحياة العامة و السياسية، حيث نصت الوثيقة الدستورية على إحداث مجلس استشاري للشباب و العمل الجمعوي لدراسة ومتابعة القضايا المتعلقة بمجالات حماية الشباب و النهوض بالحياة الجمعوية، و بلورة اقتراحات الشباب الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية و السياسية في إطار تسوده روح المواطنة المسؤولة و احترام الحقوق و الحريات لأجل بناء المغرب الحديث التقدمي و المزدهر الذي نريد، إلا أن مدينة مراكش و منتخبيها أبت أن تولي الحد الأدنى من الاهتمام لشبابها، و منتخبيها يؤكدون على ذلك في كل مرة بتفاخرهم و التعالي الذي يظهر على محياهم، في حين أن مدينة مراكش و شبابها بحاجة إلى منتخبين حقيقيين يقومون بمهامهم على أكمل وجه قريبين من المواطنين، يمارسون دور منتخب القرب و ينهجون سياسة القرب، و يتحلون بقيم المواطنة الحقة و الاحساس بالمسؤولية و الغيرة عن مدينة مراكش و المراكشيين.
و المتتبع للشأن العام المحلي بالمدينة سيلاحظ جليا الفجوة الديمقراطية الحاصلة بين الشباب و صانعي القرار السياسي بالمدينة، من خلال رجوع الشباب المراكشي إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمارس دور المعارضة الذي فقدته بعض المجالس بالمدينة، موجها سهام النقد لصانعي القرار و السياسات العمومية و إنجازاتهم المحتشمة لحدود كتابة هذه الأسطر، و في الأخير لا يسعنا سوى التأكيد على ضرورة انخراط الشباب في الحياة العامة و فتح نقاشات تروم حول مصلحتهم و مستقبلهم لأن هذا الانكفاء والغياب عن الحضور الفعلي من يترك الساحة لقوى أخرى لتشغلها وتدعي تمثيل المجتمع المراكشي.
زكرياء البشيكري
ملصقات
