الجمعة 28 مارس 2025, 07:45

يونس مجاهد يكتب: مصداقية الخبر وطُعم النقرات

موضوع مصداقية الأخبار ليست جديدا في ثقافتنا، بل إنه متجذر فيها، وهناك مرجعيات كثيرة تحيلنا على الأهمية القصوى التي أوليت للفرق بين الخبر الصادق والخبر الكاذب في تراثنا، و لا أدل على ذلك من الآية الكريمة ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين “. فالعودة لهذه المرجعيات سيكون مفيدا في مقاومة المد الجارف للتضليل والأخبار الملفقة والإثارة الرخيصة، التي يسعى تجار شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعلها وسيلة للتشهير والإساءة، ومصدر اغتناء، غير عابئين بالقيم النبيلة التي من المفترض أن نتقاسمها كمجتمع.

إن العودة إلى مرجعيتنا الحضارية والثقافية كفيل بأن يساهم إلى حد كبير في توفير وسائل وأدوات مقاومة الإتجار الرخيص في حرية التعبير، ففي مقدمة ابن خلدون التي أسست لعلم العمران البشري، هناك تدقيق مذهل لضرورة التمحيص في الأخبار، حيث يقول إنه من الضروري التمحيص والنظر في الخبر، حتى يتبين صدقه من كذبه، لأن الابتعاد عن الانتقاد والتمحيص يقع في قبول الكذب ونقله. ويضيف أن من الأسباب المقتضية للكذب في الأخبار، أيضا، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح. ومنها الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب.

إن ابن خلدون، الذي سبق عصره، يتحدث هنا عن مصادر الأخبار، التي يعتبر أنه من غير الممكن تصديق ما تنقله بدون إعمال العقل النقدي. وهو من صميم العمل الصحافي، حيث أن التأكد من مصادر الأخبار ومدى مصداقيتها، هو جوهر المهنة، وهو أيضا ما يدرس اليوم في التربية على الإعلام، إذ أن أهم مبدأ يوصى به هو عدم تصديق أي “خبر”، إلا بعد التأكد من المصادر، أولا، ثم التمحيص والنظر في هذا الخبر، كما يقول ابن خلدون، ثانيا، لغربلته وإخضاعه للعقل والمنطق.

وفي هذا الإطار، تؤكد التجربة، أنه لا يمكن للمجتمعات أن تستغني عن الصحافة المهنية، في تداول الأخبار، لأنها تكون صادرة عن صحافيين محترفين، يتوفرون على تكوين وخبرة ومستوى علمي، والأهم من ذلك، أنهم يشتغلون في بيئة صحافية، أي ضمن هيئة تحرير وميثاق أخلاقيات وقواعد العمل الصحافي. ولا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أوما يسمي ب”المؤثرين”، أن تعوض العمل الصحافي الاحترافي، بحجة أنها “صحافة مستقلة”، فليس هناك إلا صحافة واحدة، إما أن تكون احترافية موضوعية وذات مصداقية، تعمل طبقا لأساسيات مهنة الصحافة وتقاليدها، أو لا تكون.

الصحافي الحقيقي، كالمؤرخ، يقول عبد الله العروي، في كتابه “مفهوم التاريخ”، إذ يعتبر أن العديد من الملاحظين يشبهون الصحافي بالمؤرخ، فيقال إن الأول مؤرخ اللحظة، بينما الثاني صحافي الماضي، كلاهما يعتمد على مخبر، وكلاهما يؤول الخبر ليعطيه معنى، الفرق بينهما هو المهلة المخولة لكل واحد منهما، إذا ضاقت تحول المؤرخ إلى صحافي، وإذا عاد الصحافي إلى الأخبار وتأملها بعد مدة تحول إلى مؤرخ، أما إشكالية الموضوعية وحدود “إدراك الواقع كما حدث”، فهي واحدة بالنسبة لهما معا. والمقصود هنا، حسب العروي، هو أن كلا من الصحافي والمؤرخ، عليهما تحري الدقة في الأخبار والحوادث المنقولة، واعتماد المصادر الموثوقة، مثل التغطية الميدانية وشهود العيان أو معايشة الأحداث، بالإضافة إلى الوثائق والآثار الدالة على ما حصل… هذه هي الصحافة المستقلة، عن التلفيق والكذب والإثارة المجانية واستجداء عدد النقرات.

ويعتبر اليوم “طُعم النقرات “clickbait، من الآفات الكبرى التي أصابت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد ممن يسعون إلى تحقيق الأرباح، بأية وسيلة، اللجوء إلى تشويه الحقيقة وتقويض القيم الصحفية التقليدية، مثل الدقة والموضوعية والشفافية، همهم الوحيد هو الدخول في مهاترات وجدل عقيم، و اعتماد عناوين مثيرة، و كتابة أو بث كل ما يمكن أن يثير الفضول بدون معنى أو محتوى و بدون مصدر موثوق، كتاباتهم أو احاديثهم تتضمن تناقضات كثيرة، لكن كل ذلك يهون، بالنسبة لهم، أمام ما يمكن أن يحققونه من مداخيل. لذلك رفعت العديد من التنظيمات الصحافية في تجارب دولية، شعار؛ “لا تنقر”، أي تجنب طُعم الإثارة التجارية الرخيصة، التي تشوه الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.


الدكتور حمضي يكشف تفاصيل عن الدواء الجديد لعلاج السمنة

د. الطيب حمضي. طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية.

ترخيص دواء جديد يخفض الوزن ب20% تقريبا.

في يوم الأربعاء 8 نوفمبر2023 ، رخصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لدواء جديد ، زيباوند Zepbound ، من انتاج المختبرات الأمريكية ايلي ليلي Eli Lilly وسيكون متاحا في الصيدليات بالولايات المتحدة اعتبارا من نهاية عام 2023. للتدكير فان نفس المادة الفعالة لنفس المختبر تم ترخيصها سابقا تحت اسم مونجارو Mounjaro لعلاج داء السكري.

يعتمد الدواء الجديد على مركب التيرزيباتيد  كمادة فعالة ، لعلاج السمنة والوزن الزائد. وقد خلصت الدراسات السريرية لكونه فعالا في تقليل الوزن بنحو 20٪ بعد 17 شهرا من العلاج لدى فئات معينة ومحددة جيدا من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل زيادة الوزن.  فقدان الوزن هدا يعتبر مهما جدا ويمكن مقارنته بنتائج علاج البدانة عن طريق الجراحة.

ومن المعلوم انه تم الترخيص وتسويق دواء آخر سابق من انتاج مختبر آخر، الدنماركي نوفو نورديسك ، تحت اسم ويكوفي Wegovy ، ساهم في تخسيس الوزن بنحو 12٪.

تقدم الأدوية الجديدة ، مثل زيباوند ، الأمل للأشخاص الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد ، لكن دون ادعاء علاج مرض السكري أو القضاء عليه ، أو أن تكون حلا سحريا لمشكلة السمنة وزيادة الوزن.

لماذا يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام؟

بعد طرح دواء لمرض السكري في السوق سنة 2017 على شكل حقنة واحدة في الأسبوع تحت الجلد تحت اسم أوزمبيك ومادته الفعالة هي سيماكليتيد Ozempic   من انتاج المختبر الدنماركي وبعد توسع استعماله نسبيا ، استخدمه العديد من الأشخاص والمؤثرين وخصوصا المؤثرات في وسائط التواصل الاجتماعي للاستفادة من تأثيره على  خفض الوزن ، حتى وان لم تكن تعانين من مرض السكري ، من خلال عمل مقاطع فيديو دعائية للدواء واضحى وكانه علاج سحري لزيادة الوزن وان كان في الاصل مخصصا لمرض السكري.

آليات جديدة للعمل داخل الجسم.

تم تسويق المادة الفعالة تيرزيبازيد لمختبرات ايلي لي تحت اسمين مختلفين واحد قبل عدة أشهر مونجارو خاص بالسكري، والثاني المرخص قبل ايام تحت اسم زيباوند تحت تغليف جديد وجرعات مختلفة، مخصصة لعلاج مشاكل السمنة والوزن الزائد.

المختبر الدانمركي سوق لمادته الفعالة  تحت اسمين مختلفين كدلك مند 2017 أوزمبيك و ويكوفي.

تعمل المادتان الفعالتان وفقا لآليات جديدة لعلاج مرض السكري من النوع 2، من خلال التأثير على بعض مستقبلات الدماغ عن طريق محاكاة عمل هرمونين هضميين طبيعيين ينتجهما الجهاز الهضمي بعد تناول الطعام. يساعد أحد الهرمونات على تقليل الشهية وتقليل كمية الطعام ، بينما يحسن الثاني الطريقة التي ييتفاعل بها الجسم مع السكريات والدهون. كلتا المادتين تبطئان إفراغ المعدة ، مما يمنح الدماغ شعورا بالامتلاء.

يستهدف زيباوند ومونجارو هرمونين اثنين ، بينما يستهدف ويكوفي واوزمبيك هرمونا واحدا فقط ، مما يعطي للأولين فعالية أكبر.

حل طبي لمشاكل الوزن لدواعي مضبوطة ولكن ليس حلا سحريا.

 من الأكيد ان هدا هذا العلاج الجديد يعطي الأمل للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ، أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن المقرونة بعوامل الاختطار الأخرى ، فإن تعاطي هذا الدواء من قبل أشخاص دون دواعي طبية ودون اشراف طبي بل فقط لفقدان بضعة كيلوغرامات، يمثل مشكلة.كبرى على صحة المستعمل.

 تمت دراسة ميزان الفوائد مقارنة بالمخاطر خلال الدراسلت السريرية ككل دواء، بالنسبة لإرشادات ودواعي طبية محددة بالارقام: الأشخاص الذين يعانون من السمنة الحقيقية أي لديهم مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 ، أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن من مستوى مؤشر كتلة الجسم أكبر من 27 و يعانون في نفس الوقت من عامل اختطار آخر واحد أو أكثر مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري من النوع 2.

آثار جانبية معروفة واخرى قيد الدرس

الآثار الجانبية الشائعة متشابهة بين المادتين الفعالتين بفعل اشتغالهما بنفس الاليات وبنسخهمم المخصصة لمعالجة  سواء لداء السكري 2 أوالسمنة والوزن الزائد.
الآثار الجانبية الأكثر شيوعا هي الغثيان والقيء والإسهال وضعف الشهية والإمساك وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن وآلام البطن وانسداد الأمعاء والتهاب البنكرياس وخزل المعدة. لا تزال الآثار الجانبية الأخرى قيد الدرس.

السعر 

تم تحديد السعر بواسطة المختبر المنتج لزيباوند في 1060 دولارا في الشهر. بينما تبلغ تكلفة دواء ويكوفي، المنافس الدانماركي الاقدم،  1350 دولار شهريا. من المؤكد أن المنافسة من جهة واكتشاف المزيد من المواد الفعالة ستؤثران على الاسعار نحو الاسفل، لكن التكلفة تبقى مع دلك عائقا كبيرا، ادا اخدنا بعين الاعتبار أن العلاج يتطلب اخد الحقنات الاسبوعية على مدى عدة أشهر وربما سنوات، مع وجود علامة استفهام حول الحفاظ على فقدان الوزن بعد انتهاء العلاج. يقول الخبراء أنه يتوجب أخد هذه الأدوية لفترة طويلة جدا لتجنب استعادة الوزن.

حذار من المنتجات المقلدة على الإنترنت او التسويق الغير الرسمي.

تم نقل العديد من المرضى إلى المستشفيات بعد استخدام أدوية اوزمبيك المزيفة التي تم شراؤها عبر الإنترنت. مع الدواء الجديد زيباوند ، يتوقع الخبراء مزيدا من عمليات الاحتيال والتزييف التي قد تكون ضارة جدا بصحة المستخدمين المغامرين. دون نسيان خطر استعمال هده الادوية دون استشارة طبية ودون دواعي بية مدروسة حتى ولو كانت الجرع اصلية ومقتناة من الصيدليات بطريقة قانونية,

ساحة

محمد تكناوي يكتب.. اجانب سكنوا مراكش فسكنتهم

محمد تكناوي

توحد مجموعة من المقيمين الاجانب في مراكش، من الفرنسيين والبلجيكيين والالمان، والاسبان وحتى الدنماركيين والفلنديين، مع مدينة مراكش بتاريخها والوانها و شمسها، عاداتها واعرافها وسكينتها، وبسحر حاضرها، وإصالة ثراتها فاختاروها مأوى دائما لهم .

وباتوا يلبسون الجلباب والبلغة والجابادور، ويعرفون اسرار كل الوصفات المطبخية المراكشية، بدءا من الحريرة الى الطنجية، مرورا بالبيصارة والبسطيلة والطاجين والقمامة بفتح القاف، بل اصبح البعض منهم يعرف الأسرار العجائبية والتجارية التي تنطوي عليها مجموعة من أسواق المدينة وجوطياتها وحاراتها، وفنادقها، حيث تباع السلع باثمان تخفيضية او عن طريق الدلالة ، صاروا مثل المغاربة في تصرفاتهم ونمط حياتهم، يخالطون المراكشيين في الدروب، ويتسامرون معهم في حلقات جامع الفنا، ويزاحمونهم في الحافلات وبالكوتشي ويركبون الدراجات الهوائية والنارية، بل يشترون السجائر ومخفض الحرارة”دوليبران” بالتقسيط، في محاكاة للمراكشيين في افعالهم، ونمط عيشهم.

ويناهز عدد الاجانب المستقرين بمراكش بحوالي مائة الف مقيم، معظمهم فرنسيون وبلجيكيون، وامام مغريات الطفرة العقارية التي عرفتها مراكش، كمدينة معولمة عمد مجموعة من المراكشيين إلى بيع رياضاتهم ومنازلهم العتيقة باثمنة خيالية واللجوء الى الأحياء العصرية خارج الاسوار التاريخية، في أحياء اسيل، وسيدي عباد واسيف والسعادة والشرف والمسيرات، بل فضل آخرون السكن في المدن الكوكبية داخل النسيج الكبير لمراكش، كتامنصورت وحربيل والعزوزية والافاق، والواقع أنه في مراكش، لم يكتف بعض الاجانب بالاقامة والسكن داخل هذه الدور العتيقة، بل حولوا عددا منها الى مطاعم وبازارات، بعد ان رمموا معالمها واعادوا لها مواصفات وفق المميزات والخصوصيات الثقافية والعمرانية العتيقة..

و الى جانب المقيمين الاوروبيين العاديين ، هناك العديد من المشاهير الذين وقعوا في اسر المدينة الحمراء، ولم يقدروا على مغادرتها فقرروا المكوث بها ، وتلج على ذاكرتي أسماء كثير، من بينها ، جاك ماجوريل الذي زار مراكش للاستشفاء من مرض الربو ، فسحرته المدينة ليستقر بها ويوظف رونقها لصالح موهبته في الرسم ، مخلفا بها إحدى التحف العالمية الجميلة ، والمتمثلة في حديقة ماجوريل التي تعهدها بعده إيف سان لوران.

اذكر ايضا الفنان والكاتب اليوناني الشهير” رونيه أولوج ” الذي استقر بها منذ العشرينات من القرن الماضي، واندمج بشكل عميق مع ساكنتها ، حيث كان يجيد التحدث باللغة الدارجة والأمازيغية لأنه كان يرغب في مخاطبة أبناء البلد بلغتهم .

وبمراكش أنجز أهم لوحاته التي استقطبت اهتمام كبريات صالات العرض والأروقة .

لائحة هؤلاء المشاهير الذين سحرتهم مراكش طويلة جدا ويصعب حصرها ، لكن هناك أسماء ظل صداها يتردد كثيرا بفضاءاتها ، منهم “لاشوفيير” حفيد ألفريد دوميسيه ، وماريا قدامة أرملة الكاتب خورخي بورخيص والكاتب والمفكر الإيطالي إمبرتو إيكو وتينيسي وليامز وأرملة الشاه إيران والممثل ألان دولون والفيلسوف برنار هنري ليفي ودوقة النمسا والمخرج ألفريد هيتشكوك الذي يذكر سكان حي المواسين إلى اليوم تردده على مقهى “زروال ” الذي يوجد بمدخل الصباغين على مقربة من السقاية التاريخية لهذا الحي ، وادمانه على كؤوس النعناع به.

في الختام قد يتساءل القارئ لماذا لم ندرج اسماء معروفة اخرى كخوان غوتصيللو وبرت فلينت وهانس كيرتس، لسبب بسيط هو ان هؤلاء أضحوا مراكشيين ولم يعد احد يعتبرهم مقيمين اجانب، بل اكثر من ذلك أنهم اصبحوا يعتبرون سياحا في بلدانهم الأصلية حين يقومون بزيارتها.

ساحة


محمد بوشعاب يكتب سائقي العربات السياحية واكراهات ظروف العمل

محمد بوشعاب – مرشد

تعد الحركة السياحية جسم متكامل يرتكز علىً عدة متدخلين ، كل حسب اختصاصاته، اذا اشتكى منه عضو انطوى سلبا على سائر الأعضاء بالانقسام والتشتت ولا يبلغ غايته الا اذا تكاملت وتلائمت كل مكوناته كسلسلة واحدة.

وعلى غرار وكالات الأسفار والفندقة والإرشاد السياحي وغيره ، يعد النقل السياحي من اهم الروافد التي تجتمع بين كل المتدخلين في القطاع اذ لا يمكن للحركة السياحية او تتكامل بغياب هذا الرافد الأساسي في هذا المجال.

وقد عرف المغرب تطورا ملحوظاف في مجال النقل السياحي منذ ثمانينيات القرن الماضي اذ ساعد عدد كبير من المستثمرين المحليين بموارد ذاتية في بلورة القطاع وجعل هياكله تتماشى وتحديات السياحة العالمية من مكننة وتكنولوجيا وغيرها ، اذ يتوفر المغرب على عدد جد هام من المركبات السياحية الحديثة العهد التي أصبحت تنافس بعض القبلات السياحية العالمية.

ولقد شاركت الدولة من طرفها في تحفيز المستثمرين في المجال عن طريق تخفيظ او حذف الضريبة على القيمة المُضافة لاقتناء مركبات النقل السياحي مما شجع عدد كبير من المستثمرين الكبار والشركات والمستثمرين الشباب في خوض غمار هذه التجربة التي ساعدت وبشكل إيجابي في إعطاء قيمة مضافة للحركة السياحة وتوفير أساليب الراحة للاجانب والمحليين. وقد عملت وزارة النقل والتجهيز بدورها في تبسيط المساطر لإعطاء رخص النقل السياحي وتكوين السائقين المحترفين حتى اصبح مجال النقل السياحي احترافيا بعد ان كان عشوائيا.

وفِي الوقت الذي يعرف فيه النقل السياحي تقدما ملموسا لازال لم يكتمل مادامت بعض شغيلته تعمل في ظروف قاسية وبأثمان زهيدة تحت رحمة بعض أربابه وشركاته . فسائقي العربات السياحية من اهم ركائز صيرورة المجال برمته ولولاهم لوقفت عجلة السياحة من اصلها لما يلعبه من دور فعال في تأمين النقل والتنقل للافواج السياحة وطنيا ودوليا.

وقد عرفت شغيلة النقل السياحي عدة اكراهات ناضلت ومازالت تناضل من اجلها لإسماع صوتها وتحسين ظروف عملها ورواتبها .

ونظرًا لكوني مرشدا سياحيا فان ما يربطني بسائقي العربات السياحية اكثر مما يربطني بوكالات الأسفار مما جعلني أقف على معاناة هذه الشريحة من الجتمع ؛ ورغم كل المحاولات التي تقوم بها في إطار نقاباتها ، فما زال صوتها لم يجد صدى من طرف مستخدميهم ولا من طرف الوصيين على القطاع. وقد ادركت خلال مرافقتي لهم جملة من الإكراهات ألخصها في ما يلي:

1/ عدم احترام بعض الشركات وارباب النقل السياحي قانون الشغل في الشق المتعلق بساعات العمل حيث يعمل جل السائقين منذ الفجر حتىً منتصف الليل احيانا. فهم ينقلون السواح الىً المطارات منذ الفجر وبعدها يشتغلون في الزيارات الميدانية في المدن خلال النهار وينقلون السياح ليلا الىً المطاعم ليعيدوا نفس البرنامج في اليوم الوالي وهكذا دواليك ، و حينما يقومون بالجولات السياحية عبر ربوع المملكة فمعدل ساعات العمل تفوق اثني عشر ساعة على اقل التقدير مما يطرح اشكالية في تطبيق قانون الشغل.

2/ خلال الجولات السياحية حول ربوع المملكة ينام جل سائقي المركبات السياحية ،خاصة الحافلات ، في الحافلة دون ابسط شروط الراحة لان أتعاب السفر ان هم فعلا تقاضوها لا تكفيهم حتىً للاكل فما بالك بالنوم مما يضطرهم الىً النوم في الحافلة مما يترتب عن ذالك من تعب وعياء وانعدام النظافة ، والأقلية القليلة التي تضطر الىً النوم في الفنادق غير المصنفة يخصمون نفقاتها من أتعابهم الهزيلة التي تعود سلبا على القدرة الشرائية لأهلهم وذويهم.

3/ يتراوح معدل الأجر الشهري للسائقين ما بين 2000 و 4000 درهم حسب الأقدمية وعدد الأطفال وقليل منهم من كان يتمتع بالتغطية الصحية ونظام التقاعد قبل الالتفاتة الملكية لفتح هذا الورش للجميع ، وحتى بعض ارباب شركات النقل السياحي ان هم انضبطوا لقانون الشغل فانهم لا يصرحون بالآجر الشهري كاملا لنظام التقاعد و يكتفون بالتصريح للحد الأدنى للاجور والباقي يدفعونه نقدا مما يعود سلبا على تقاعد السائقين.

4/ يخضع بعض السائقين لضغوطات بعض المكلفين بالبرمجة للجولات السياحية حيث يطالب بعضهم السائقين بمقابل قبل ان تسند له مهمة من المهمات حسب نوعية السواح ونوعية العمل وبالتالي تبقى سوقا مفتوحة للطلب والعرض حسب نوعية العمل وجنسية السواح ونوع الجولة ومدتها وسمعتها في السوق السياحية وكل بمعياره.

5/ يدفع بعض السائقين أثمان إعطاب مركباتهم من جيوبهم الخاصة لدى بعض المستخدمين

6/ يشترط بعض ارباب النقل السياحي على سائقيهم اقتسام العمولة وكل المذاخيل التي يتحصلون عليها ، ان كانت هناك مذاخيل ، معهم كشرط أساسي قبل قبولهم للعمل .

7/ يتعامل بعض المرشدين السياحيين معاملة لا تمت الىً اخلاقيات المهنة بصلة مع بعض السائقين مما يزيد الطين بلة حيث يتأرجح السائق ما بين مطرقة المرشد السياحي وسندان رب العمل وبالرغم من ان مثل هذه المعاملات جد قليلة فإنها تطفوا من حين الىً اخر بالعلم ان المرشد السياحي هو السند الوحيد للسائق في المعادلة السياحية على العموم لطبيعة العمل الذي يجمع الاول بالاخر.

فهل لم يحن الوقت بعد لمن وكلت لهم مراقبة مواد قانون الشغل ان يتدخلوا لانصاف هذه الشريحة العريضة من المجتمع والتي تعمل في هدوء قبل العاصفة مما يعود سلبا على الحركة السياحية وحركة النقل والتنقل وتخلق أزمات نحن في غنى عنها في الوقت الذي لا زلنا نرمم فيه سنوات السياحة العجاف ؟؟؟؟

ساحة

أحمد نور الدين يكتب.. ماذا بعد العملية الإرهابية في سمارة ؟

بعد اعتراف ما يسمى جبهة “البوليساريو” الانفصالية، من خلال بيانها ومن خلال المواقع الإلكترونية التابعة لها او للجزائر، بالعمل الإرهابي الذي استهدف المدنيين في أحياء سكنية آمنة في مدينة سمارة في الصحراء المغربية، لم يعد هناك مجال لمواصلة المسلسل السوريالي الذي تقوده الأمم المتحدة والذي يعيش موتا سريريا متذ سنوات، بسبب تعنت النظام العسكري الجزائري الذي يعرقل كل المقترحات والمساعي التي قد تؤدي إلى إنهاء النزاع، بما فيها العدوان العسكري الجزائري في أمغالا، والانسحاب من لجان تحديد الهوية الذي أدى إلى قبر الاستفتاء، ورفض مخطط بيكر الاول برسالة من الرئيس الجزائري، وقطع العلاقات ودق طبول الحرب وصولا إلى الاعتداء على واحة العرجة بفكيك وقتل الشبان المدنيين في السعيدية، وغيرها كثير.. وقد فصلنا في الأمر ما يكفي في عشرات المقالات. وعلى المغرب ان يستخلص الدروس وأن يتخذ قرارات حازمة، من بينها:

اولا، الإعلان رسميا عن انتهاء مسلسل التسوية الأممي، وتحميل كامل المسؤولية للجزائر وعصابة الانفصاليين الذين أعلنوا رسميا منذ تطهير الكركرات في 13 نونبر 2020، عن تنصلهم من اتفاق وقف إطلاق النار، وما تبع هذا الاعلان من أعمال عدائية ضد المغرب وصولا إلى العملية الإرهابية ضد المدنيين في سمارة.

ثانيا، وتبعا لما سبق، دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء مهام المنورسو، ومغادرتها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وإغلاق الملف في مجلس الأمن وإعادته إلى الجمعية العامة، كما كان قد اقترح ذلك الأمين العام الأممي الأسبق كوفي عنان، مع تحميل الجزائر كل التبعات.

ثالثا، تصنيف المغرب لما يسمى “جبهة البوليساريو”، تنظيما إرهابيا، ومطالبة كل دول العالم تبني هذا التصنيف، وإعداد المملكة لملف متكامل لدعم عذا التصنيف، يشمل كل العمليات التي استهدفت المدنيين منذ 1975 إلى اليوم، وهناك عمليات قتل استهدفت الصيادين والعمال وسائقي الشاحنات المدنيين، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت قتل وخطف المدنيين في مدن طانطان وطرفاية واسة الزاك وغيرها، خارج مجال النزاع، وذلك قبل استكمال الجدار الأمني.

كما يمكن تعزيز الملف بشهادات ضحايا التعذيب داخل معتقلات الرابوني، وشهادات عائلات ضحايا الاختطاف داخل مخيمات تندوف والذين يتجاوزون 600 مختطف من ابناء الصحراء لازال مصيرهم مجهولا إلى اليوم، دون أن ننسى تضمين الضحايا المدنيين الاجانب ومنهم موريتانيون في هذا الملف.

ساحة


الزوبير بوحوت يستعرض “المعجزات الإحصائية ” لفاطمة الزهراء عمور

بقلم الزوبير بوحوت

نمو سياحي إستثنائي تحت سحر الإجتماعات السنوية بمراكش للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي.

– انخفاض إيرادات العملة الصعبة بنسبة 2.7٪ في يوليو 2023.

– انخفاض إيرادات العملة الصعبة بنسبة 11٪ في أغسطس 2023.

– تضليل متعمد لأرقام عدد ليالي المبيت حسب الجنسية!

في جو مليئ بالتفاؤل، اختارت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، لحظة مثالية للكشف عن “إنجازاتها الرائعة” لشهر شتنمبر 2023 إد لا شيء يضاهي الاجتماعات السنوية للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي في مراكش للإعلان عن رقم قياسي في القطاع السياحي. فحتى هذا الزلزال المأساوي لم ينجح في وقف نمو السياحة المغربية، وللوهلة الأولى يهيئ لنا أنه “ليس هناك من سيوقفنا في سعينا نحو استقطاب 14 مليون سائح بحلول نهاية عام 2023” كما أكدت ذلك السيدة الوزيرة في تصريح للصحافة.

اختارت السيدة الوزيرة هذه اللحظة الحاسمة في 10 أكتوبر 2023 للكشف عن أرقام سبتمبر، في حين لم يتم نشر بيانات يوليو وأغسطس إلا قبل بضعة أيام فقط في 6 أكتوبر. وبالطبع، تم التغاضي عن ذكر بعض التفاصيل الصغيرة والمهمة التي قد تلوث هذا الصورة الناجحة والتي سنحاول عرضها.(نقصد التفاصيل).

وفقًا لوزيرتنا العزيزة، “أكثر من 960,000 سائح زاروا المغرب في سبتمبر 2023″، مع نمو مذهل بلغ 7 ٪ مقارنة بنفس الفترة في 2022. وبالإضافة إلى ذلك، استقبل المغرب بالفعل 11.1 مليون سائح في عام 2023، متجاوزًا بذلك أرقام عام 2022 بالكامل. ولكن لا تتوقعوا مزيدًا من التفاصيل، مثل عدد وصول السياح الأجانب والمغاربة المقيمين في الخارج أو حتى عدد الليالي حسب الجنسيات، لأن هذه المعلومات على ما يبدو قيمتها كبيرة جدا لتكون متاحة لنا.

من الواضح أن وزيرتنا أرادت الاستفادة من ضوء اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتزيين “إنجازاتها”، لكن واقع الحال ليس بتلك المثالية ، فمنذ زلزال 8 سبتمبر، قامت السيدة الوزيرة بجدية لافتة، حيث قضت الفترة ما بين 9 و11 سبتمبر في تاغازوت لقضاء بعض الوقت في الاسترخاء، ثم عقدت اجتماعًا “صوريا صغيرًا” مع مهنييي القطاع السياحي في 12 سبتمبر دون تقديم اي نتائج مند دلك التاريخ، كما قامت بزيارتها السياحية الصغيرة إلى ساحة جامع الفناء.

إنه لأمر مذهل تقوم بها مرة أخرى وزيرتنا المتخصصة في السياحة. وهنا لابد ان نتدكر أنه بينما كانت الحكومة المغربية تستثمر ملايين الدراهم لإعادة للترويج للنشاط السياحي بعد أزمة كوفيد، كانت وزيرتنا تفضل قضاء عطلتها في الخارج والترويج لبلد آخر عبر تشارك تجاربها في دلك البلد مع متابعتها ومتابعيها في وسائل التواصل الاجتماعي دون ايلاء اي اهتمام لأولويتها كمسؤولة على القطاع او لحسها الوطنية الدي كان يتطلب ان تروج اولا واخيرا لبلدها ودلك عملا بالقسم التي ادلت به حين تعيينها في حكومة الكفاءات. الم تكن تردد بدورها القسم الدي يقول :”أقسم بالله العظيم أن اكون مخلصا لديني ولملكي ولوطني وان اؤدي مهمتي بصدق وأمان….”

اما الآن ،دعونا نعود إلى جداول القطاع المنجزة من طرف المرصد الوطني للسياحة لشهري يوليو وأغسطس 2023، و التي تم نشرهما في 6 أكتوبر 2023. فهذه اللجداول تحاول إخفاء أرقام عام 2019 لتقديم أرقام 2022 فقط، لتشويه تحليلنا.

فعندما نقارن بين عامي 2023 و2022، فإنه من الضروري أن نأخذ في اعتبارنا الظروف الاستثنائية لعام 2022. ففتح الحدود تدريجيًا في فبراير وأبريل للرحلات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى القيود المتعلقة بفحوصات PCR وشهادة التطعيم حتى مايو 2022، كان لها تأثير كبير على تدفقات السفر، مما يجعل أي مقارنة مباشرة صعبة. اما للحصول على تقييم حقيقي، من الواجب الرجوع إلى بيانات عام 2019. فماذا تقول هاته الأرقام؟

تكشف أرقام المرصد الوطني للسياحة أن حجم الوافدين قد ارتفع من 7.5 مليون خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2019 إلى 8.6 مليون خلال نفس الفترة من عام 2023، أي زيادة بنسبة +16٪ أو زيادة بلغت 1.1 مليون وافد اضافي. ومع ذلك، فمليون وافد إضافي هم من المغاربة المقيمين في الخارج، مع زيادة بنسبة 29٪. وبالمقابل ازداد عدد السياح الأجانب ب 125،000 وافد فقط ، أي زيادة بنسبة 3٪. وبالطبع، ليس لدينا أي معلومات عن عدد الليالي حسب الجنسيات، اد لا يرى المرصد الوطني للسياحة التابع للوزارة اي فائدة لتقديم هاته المعلومات المهمة لمهنيي القطاع؟ مع العلم أن إيرادات العملة الصعبة انخفضت بنسبة 2.7٪ في يوليو 2023 مقارنة بنفس الشهر من عام 2022!

ويبقى أغرب ما في الأمر، هو عدم تضمين الأرقام التفصيلية حول عدد الليالي حسب الجنسيات في جداول يوليو 2023 بشكل متعمد ، وهو ما يعتبر فراغًا مقصودًا ينطوي على سوء النية في التعامل مع اهم مؤشرات القطاع.

وبهدا فالأرقام التفصيلية حول ليالي السياح الأجانب غير متاحة في الجداول مند قدوم السيدة الوزيرة الى القطاع ، على الرغم من وجودها في جداول عام 2019 (2،782،757 للفرنسيين نهاية يوليو 2019)، البريطانيين (1،642،289)، الألمان (1،015،578).وبهدا يبدو أن الوزارة تحاول إخفاءها عمدا ، مما يجعل أي تحليل حقيقي لتطور أسواقنا مستحيلاً تقريبًا.

ومن ناحية أخرى، فجداول المرصد الوطني للسياحة لشهري يوليو وغشت تتجاهل عدد ليالي المبيت حسب المدن في عام 2019، يبدو أنها تحاول إخفاءالأداء الغير المرضي للعديد من الوجهات السياحة مثل أكادير التي شهدت انخفاضًا بنسبة 11٪ مقارنة مع 2019 ، والدار البيضاء التي فقدت 10٪ من ليالي المبيت وفاس التي سجلت انخفاضًا بنسبة 30٪، بينما تم تجاهل ورزازات تمامًا في الجداول، مما يشير إلى انخفاض يزيد عن 50٪ من ليالي المبيت بها. وفي المقابل سجلت مراكش وطنجة نموًا بنسبة 10٪ و12٪ على التوالي. القطاع يحتاج إلى الكثير من الشفافية ، سيدتي الوزيرة السائحة.

اما في شهر غشت 2023، انخفضت مداخيل العملة الصعبة الخاصة بالسياحة الدولية بنسبة 11٪ مقارنة بعام 2022، على الرغم من زيادة عدد ليالي المبيت للسياح الأجانب بنسبة 20٪ حسب احصائيات المرصد الوطني للسياحة. وهو وضع متناقض هذا الوضع يتحدى أي منطق!

حان الوقت للتساؤل عن مكان صحافتنا الاقتصادية، لأنه يبدو أننا بحاجة ماسة إلى نظرة واقعية ونقدية لتفسير الأرقام وبلاغات الخطب و المديح!

كلامي لمن يهمه الأمر…

وفي انتضار دلك تقبلي سيدتي عبارات التقدير والاحترام

ساحة

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 28 مارس 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة