الاثنين 21 أبريل 2025, 23:38
أخبار
وطني
جهوي
دولي
مراكش
أخبار
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
ثقافة-وفن
ساحة
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
علوم
دين
منوعات
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
البحث عن:
أخبار
رجوع
وطني
جهوي
دولي
مراكش
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
رجوع
ثقافة-وفن
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
رجوع
علوم
دين
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
ساحة
جليل طليمات يكتب: حراك الريف.. مواقف و”خطابات”
في المواكبة اليومية لحراك الحسيمة منذ انطلاقته إلى صدور تلك الأحكام القضائية الصادمة في حق معتقليه يمكن التمييز بين ثلاثة مواقف و"خطابات" حول المسار الذي اتخذه والمنعطف الحالي الذي آل إليه, وهي :1_الموقف الرسمي , وهو موقف تتماهى معه عدة أحزاب ووسائل إعلام من صحافة ومواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.ويتأسس هذا الموقف على حيثيات متناقضة : فهو إذ يعترف بمشروعية المطالب الاجتماعية للحراك وبمسؤولية الحكومة في ذلك بفعل فشلها في تفعيل مشروع " منارة المتوسط" التنموي حيث تم, وبتعليمات ملكية إعفاء عديد من الوزراء من مهامهم بسبب ذلك, فإنه في نفس الوقت يتعامل مع الحراك على قاعدة البيان الشهير لممثلي الأغلبية الحكومية الذي اتهم الحراك بالنزعة الانفصالية فشكل بالتالي تمهيدا وغطاء لما سيلي من " مقاربة أمنية " أججت الوضع الميداني وأغلقت الباب أمام أي حل تفاوضي سلمي, وأدت إلى انفلاتات أمنية خطيرة نقلت الحراك من " السلمية" إلى عنف وعنف مضاد في ظل حصار أمني وعسكري للمنطقة.ويختزل أصحاب هذا الموقف شهورا من الاحتجاج السلمي, منذ طحن محسن فكري إلى واقعة المسجد, في ما ترتب عن تلك المقاربة الأمنية من خسائر مادية وبشرية في صفوف قوى الأمن ,داعين إلى استعادة "هيبة الدولة" بالتطبيق الصارم للقانون في حق معتقلي الحراك باعتبارهم جناة ليس إلا!! ولعل أوضح تعبير عن هذا الموقف هو ما عبر عنه" محامو الدولة" الذين جردوا الحراك بشكل مطلق من أي بعد اجتماعي وسياسي , واعتبر بعضهم الأحكام الصادرة "أحكاما رحيمة "!2 الموقف الشعبي : وهو موقف متعدد التعبيرات التضامنية والمتعاطفة مع الحراك ومعتقليه , فعلى المستوى التحليلي لطبيعة الحراك والمسارات التي اتخذها يضع هذا الموقف حراك الريف في سياق النمو المطرد للحركات الاحتجاجية على الصعيد الوطني وذلك بفعل فشل الحكومات المتعاقبة في تحقيق التطلعات المشروعة في التنمية والعدالة الاجتماعية, وفي توفير شروط العيش الكريم لمعظم الفئات الاجتماعية وللأجيال الحالية والقادمة . كما يعتبر هذا الموقف أن انتقال حراك الريف من " السلمية " إلى " الصدامية " كان نتيجة حتمية للمقاربة الأمنية المفرطة للدولة من جهة, ولانعدام الثقة بين قيادات الحراك وجماهيره وبين مختلف الوسائط المؤسسية من جهة أخرى , ما أدخله في عفوية وصداما ت مع قوى الأمن خاصة بعد اعتقال قادته . وإذا كان الموقف الأول أعلاه , نزع نحو تبرير الأحكام القاسية في حق معتقلي الحراك فإن الموقف الشعبي المعبر عنه بعدة أشكال سماها البعض مستهزئا _سامحهم الله ب " النحيب البكائي " لم يستسغ تلك الأحكام ومبرراتها " القانونية" ويطالب بإبطالها بالطرق الممكنة بما يحقق الانفراج في منطقة الريف ويقطع الطريق عن أية نزعة " راديكالية متطرفة" كرد فعل على لاعقلانية هذه الأحكام وجورها . وعليه تصبح للمقاربة السياسية إلحاحيتها واستعجاليتها : فلا مخرج من هذا الوضع القابل لمزيد من الاحتقان غير التحلي بإرادة سياسية للدولة في أعلى مستوياتها لإعادة الحياة لمسلسل المصالحة مع الريف الذي دشنه ملك البلاد سنة 1999 خلال زيارته التاريخية لأجدير.3 موقف نقدي : بين الموقفين المشار إليهما يمكن استخلاص موقف ثالث لا يختلف عن الأول إلا في طبيعة خطابه, فهو يدعو إلى التعاطي مع الحراك وتداعياته بعقلانية وحكمة لا بانفعالية وشعبوية وعاطفية,إنه موقف نقدي مزدوج: ينتقد المقاربة الأمنية والأحكام الصادرة من جهة , وينتقد من جهة ثانية ردود الفعل التضامنية والغاضبة المعبر عنها خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي جهة ثانية . إنه الموقف المطلوب فعلا رغم أن البعض يعبرون عنه أحيانا بكثير من " التعالم" والتحامل على الفعل التضامني التلقائي الصادق والنابع من ذاكرة جريحة أولا, ومن ضغط الشعور ب "الحكرة" وانسداد الأفاق ثانيا..وماذا عن الذين صاموا عن الكلام ودسوا رؤوسهم في الرمال ؟ إن صمتهم إدانة لهم , فليس الصمت دائما حكمة , إنه في مواجهة هذا الذي يجري أمامنا من ظلم وجور وارتداد عن المكتسبات ,تواطؤ وانتهازية ممقوتة.. وللموضوع صلة . جليل طليمات
ساحة
الغلوسي: هل يستيقظ العثماني من أحلامه ليقول الحقيقة المرة لجميع المغاربة..؟
دخل الناشط الحقوقي والمحامي محمد الغلوسي على خط تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في لقاء مع بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية بشأن انجازات حكومته في المجال الإقتصادي والإجتماعي وفي محاربة الفساد.وقال المحامي محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إنه لما قرأ هذا التصريح الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام للعثماني الذي قال بأن "واجب التحفظ يمنعه من البوح بنتائج ذلك"، خيل إليه أن سعد الدين العثماني يتحدث عن بلد آخر غير المغرب الذي يتولى حزبه تدبير أموره.وتساءل الغلوسي عن الموانع التي تكون قد منعت رئيس الحكومة من الحديث عن أشياء تبدو عادية بل إنها تدخل ضمن واجباته كرئيس للحكومة، ذلك أنه إذا لم يعلن عن النتائج التي تحققت في المجالين الإقتصادي والإجتماعي ومحاربة الفساد فماذا يمكنه أن يزف من أخبار إيجابية للمغاربة..؟.وأستغرب المحامي بهيئة مراكش كثيرا لرئيس حكومة لم تشهد البلاد مثله يتحفظ عن إعلان نتائج حكومته ضدا على الدستور والقانون ..!.أما إذا تعلق الأمر بمحاربة الفساد، يضيف الغلوسي، فتلك قصة وحكاية أخرى والعثماني رئيس الحكومة يعرف جيدا أكثر من غيره أن حديثه عن محاربة الفساد لايمكنه هو بنفسه أن يصدق ذلك فبالأحرى أن يصدقه الناس، فالواقع عنيد ولايرتفع ذلك أن حزبه الذي أتى إلى تدبير الشأن العام عبر شعار محاربة الفساد والإستبداد، سرعان ما طبع مع الفساد والريع فأبدع بذلا من ذلك شعاره المعروف "عفا الله عما سلف" وأثقل كاهل البسطاء بالديون وصندوق المقاصة وحملهم وزر ما سماه إصلاح أنظمة التقاعد وإرتفعت الأسعار وتم الهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين والحريات وحقوق الإنسان.وأضاف الغلوسي متسائلا، ماهي النتائج الإيجابية التي يمكن لرئيس الحكومة أن يتحدث عنها، هل سيتحدث عن مقترح قانون لضمان معاشات البرلمان ..؟ أم عن الريع والرشوة وسيادة الإفلات من العقاب في الجرائم المالية والإقتصادية..؟ أم عن واقع التعليم والصحة والشغل..؟ أم عن هدر وتبديد وإختلاس أموال عمومية ضخمة خصصت للبرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم ..؟.إن تقارير المنظمات الدولية ذات الصِّلة بمؤشرات التنمية والحكامة والشفافية يختم الغلوسي، تؤكد خلاف ما يراه رئيس الحكومة، فهل سيستيقظ العثماني من أحلامه ليقول الحقيقة المرة للجميع ..؟.
ساحة
وجهة نظر دعاة المتحفية والصناعة الثقافية
شكلت هذه الوجهة من النظر خطاب نشاز ،لم يحترم مقتضيات الإجماع التي أعلنت عنها كافة الفعاليات في المدينة ،ومن ثمة يمكن اعتبارها لغما قابلا للانفجار يتحمل أصحابه وحدهم تبعاته ،تقول هذه الوجهة من النظر :" وللأسف الشديد فقصة جنان الحارثي مملوءة بالمغالطات والمزايدات وسوء النية التي يغذيها الجهل بأبسط شروط العمل الثقافي كرافعة اقتصادية ".في انتظار إظهار هذه المغالطات والمزايدات وسوء النية ،سنتحدث عما فتح الله به من علم على أصحابها صحبة من يحيونهم من" فريق العمل من المبتكرين الشباب الذين يحملون المشروع "،وعن لعنة الجهل التي أصابت غيرهم ،فعميت قلوبهم قبل أبصارهم فحالت غشاوتها عن رؤية ما رأوه ومعرفة ما تعرفوا عليه .فنقول : ليعلم أصحاب المتحفية أن مصطلح مجتمع المعرفة كما ظهر مع الأمريكي دانييل بيل عام 1973 ،وهو يصف التحول الاقتصادي من اقتصاد صناعي قائم على الصناعة يركز على إنتاج السلع وتسويقها ،إلى اقتصاد معرفي قائم على المعرفة يركز على إنتاجها وتطبيقها ،هو الذي أفرز في أدبيات علم الاقتصاد مصدرا رابعا من مصادر الثروة بعد الأرض ورأس المال والقوة العاملة ،إنه المعرفة واقتصادها بالحمولة الدلالية أعلاه .ومفاهيم الصناعة الثقافية الخلاقة ،والعمل الثقافي كرافعة اقتصادية ،والعمل الصناعي الثقافي الوطني ،كما وردت في الخطاب النشاز ، لا يمكن أن تنتجها المتاحف ،تحديدا متحف الشاي والتوابل ،وإنما تنتجها عوامل عدة في المجتمعات التي تعيش المرحلة إياها ،مرحلة مجتمعات المعرفة غير المنفصلة عن عصر العولمة ،وفي مقدمتها التقدم الصناعي وليس الاستهلاكي في مجال التقنيات الحديثة وكل مستتبعاتها ومتعلقاتها .فهلا تم التساؤل هل نعيش عصر عولمة حقا ،ومجتمع معرفة أصلا ،أو نوهم أنفسنا بذلك ،بل ماذا عن المراحل السابقة عن هذه ،وما منجزاتنا الكونية بصددها ؟ولهذا إذا كان هناك من مغالطات فإنها تتمثل في الفهم القاصر والمبتور للمفاهيم عن مرجعياتها من جهة ،وفي الادعاءات المجانية والتسويق الاستهلاكي لنبوءات تدعي أن المتحف سيطهر الحارثي من رجس متقادم من جهة ثانية .إنه وقبل الحديث عن مفاهيم الصناعة الثقافية ،يجدر بنا الحديث عن منظومة القيم التي تصدر عنها ،ولا أعتقد جازما أن من يختم خطابه النشاز بالقول "لذا ينبغي أن يدعم بآراء ذوي الأهلية ويتم بين من أتى الله بقلب سليم " سيسهم من بعيد أو قريب في هذه الصناعة أو في غيرها من الصناعات .بيان ذلك عبارة وليس إشارة أن دعاة المتحفية لم يقرؤوا رسالة الأستاذ أحمد شحلان بإمعان إذ يقول :"فلتفتحوا هذا المتحف في مكان آخر بعيدا عن جنان الحارثي ،ولا أحد من أمثالي يتدخل في شأنكم "إذا لم يكن الأستاذ أحمد شحلان وهنا سأضطر للألقاب والصفات مؤرخا ومترجما من العبرية إلى العربية وأستاذا في علم الأديان المقارن وفيلولوجيا في اللغات القديمة من ذوي الأهلية فمن سيكون أهلا لذلك ؟لقد كان الأجدر بدعاة المتحفية احترام رموز ومثقفي المدينة ، وليس الركوب على أحصنتهم ولمزهم بتسخير أدبياتهم لكتابة أو صياغة الرسائل ،ذوو الأهلية في المدينة اشتغلوا وما يزالوا في صمت ،بعيدا عن أي بهرجة كلامية أو إعلامية ،لا يدعون العلم ولا يلقنون الدروس ولا يصفون غيرهم بالجهل لا ينزعون جلدة ويرتدون أخرى طمعا ،ولا يتقربون تزلفا ،ولا ينشرون تملقا ، أعمالهم تدل عليهم ،والأسماء في هذا المجال متعددة ،يضيق المجال هنا لحصرها .إن الخطاب النشاز مجرد شعرة في عجين ستستل ،وقد استلت بقرار والي الجهة ،وسيستمر جنان الحارثي معلمة تاريخية سنناضل لإعادة مجدها وروائها ، وبهذه المناسبة نتوجه من هذا المنبر إلى جميع من يهمهم حفظ ذاكرتنا الثقافية ،أشخاصا ومؤسسات ،أن ينتفضوا لهذه المهمة ،إذ لا أحد يستطيع أن ينوب عنهم فيها ،وهي مهمة لا محالة تجمع بين النضالي والعلمي ،قبيل الفلكلوري والسياحي بالمعنى القدحي وليس بالمعنى الإيجابي للكلمتين . شحيمة عبد الصادق
ساحة
المسلك الدولي إسقاط ؟ أم مجازفة بالثانوي الإعدادي ؟
في إطار تنزيل مقرر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحت العلمي والتكوين المهني لمشروع المسلك الدولي خيار فرنسية ، والذي تسعى من خلاله إلى تنويع العرض التربوي والرفع من مستوى التمكن اللغوي وجودة التعلمات لذى التلاميذ وذلك من خلال المذكرات095X18 بتاريخ 01 يونيو 2018 واعتمادا على المرجع : المذكرة رقم 17-806 بتاريخ 28 يونيو 2017 في موضوع انطلاقة تجربة مسلك دولي بالسك الثانوي الإعدادي.يتضح من خلال هذه المذكرات أن المنظومة التربوية ستـــــعرف لخبطة واضطرابات يمكن أن تأتي على الأخضر واليابس سواء من حيث المبادئ الأساسية للمسألة التعليمية أو من حيث الإعداد المادي واللوازم الضرورية.إن مسألة اللغة لا علاقة لها بجودة التدريس على اعتبار أن الدول المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا واجتماعيا تطورت بمخططات تنموية فعلية وحقيقية وبلغتها (اليابان-كوريا-روسيا... على سبيل المثال) دون اعتماد لغة أخرى ولذا لا داعي للتحلل من أحد المبادئ الأساسية التي سطرتها الحركة الوطنية بعد مجيئ الاستقلال ألا وهي: التعريب- المغربة-التوحيد- التعميم.وقد عانينا كشعب من هذه التبعية و الألينة للغرب لمدة تزيد عن عقدين من الزمن بعد الاستقلال إلى أن تحمل احد الأحزاب الوطنية حقيبة التعليم في ولاية عزالدين العراقي وكان من أبرز ما تم تحقيقه مشروع تعريب المواد العلمية بالتعليم الابتدائي والثانوي كما تم تعميم التعليم في اغلب المداشر والقرى وإنشاء جامعات خارج العاصمة الرباط مثل جامعة الحسن الثاني بالبيضاء وجامعة الحسن الأول بوجدة وجامعة عبد الملك السعدي بتطوان وجامعة ابن زهر بأكادير وأنوية جامعية بكل من بني ملال والراشدية...كما تم الاستغناء عن المدرسين الأجانب وبالخصوص الفرنسين منهم من خلال إمكانية مغربة الأطر وتغطيتها لأغلب أسلاك التعليم. بالفعل لقد تم إنجاز هذه الخطوات على الرغم مما شابها من تشويه وعرقلة فمثلا التعريب شييء له أن يصطدم بالباب المسدود حيث يعاني الحاصلون على البكالوريا من مشكل التدريس بالفرنسية في التعليم العــــالي بعدما تلقوا دروسهم العلمية بالعربية في السلكين الابتدائي والثـانوي وها هي هذه المذكرة تصدر للالتفاف على أحد المبادئ الاساس لهويتنا مـــــما يضرب بعرض الحائط كل الالتزامات و التعاقدات الاجتماعية والتربوية الــــــتي صدعت بها المؤسسات الدستورية وكل النقابات.فهذه المذكرة يتخللها الوجه الخفي للتوجهات الكولونيا لية التي مازالت تنخر جسمنا وتهشم عظامنا وتمتص دمنا. كما أن المذكرة تنص على مجموعة من الشروط , منها الأساتذة المكلفون بالتدريس خيار فرنسي علما أن هذه الأفواج التي تدرس حـــاليا أغلبهم درسوا ويدرسون باللغة العربية لأن تدريس المواد العلمية دام زهـــاء ثلاثة عقود ونصف تقريبا بما يثبت إجهاز الوزارة على كل الخطـــوات المنجزة رغم علاتها.والمذكرة تؤكد على ضرورة إعداد اللوازم التعليمية التي يعتمدها دفـتــــر التحملات من تجهيزات مختبرية والكترونية ولوائح للكتب والمراجـــــــع الداعمة التي يجب أن توفرها المؤسسة للمكتبة المدرسية فهذه الشــــروط من باب التعجيز لأننا نعرف الشروط التي يمارس فيها المدرسون العملية التعليمية فأحيانا يعانون من قلة الطباشير والسبورات العادية فما بالك بكل هذه التجهيزات التي تضعها المذكرة كشرط.وإذا توفرت في مؤسسة دون أخرى أو بمنطقة دون أخرى فسيخلق لنا شرخا حقيقيا ومرضا عضالا لجسمنا التربوي والتعليمي بصفة عامة. والأدهى و الأمر هو أن عملية التدريس بالخيار الفرنسي بدأت بالســـــلك الثانوي التأهيلي لتصل إلى الثانوي الإعدادي. علما أن بناء المعـــــــارف والكفايات ينبغي ان ينبني على أساسات صحيحة ومتينة وكان من المحبذ انطلاق العملية من السلك الابتدائي مع الإشارة أن التدريس باللـــــــــــغة الفرنسية بالابتدائي يعاني من أعطاب كما أشارت مؤخــــــــــرا صــحيفة لوكونوميست من خلال دراسة لواقع التدريس بالفرنسية عــــــــدد 5992 بتاريخ 12/06/2018 والتي يشير فيها صاحب الدراسة إلى الوضــــــــع الكارثي لمستوى أساتذة التدريس بالتعليم الابتدائي لمادتي الفرنسية والرياضيات.إن هذا التنزيل الإسقاطي لن يخدم التنمية العلمية في شيء بل يضرب في العمق هويتنا الثقافية و التربوية ويبلط الطريق نحو المزيد من هيمنة الغرب على بنيتنا التربوية ألا يعد هذا المقرر مجازفة يستهدف مقوماتنا الوطنية في بعدها التربوي والمعرفي.
ساحة
طليمات يكتب.. ضد التطبيع مع التطبيع
تصر بعض الفعاليات المغربية على تحويل التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى أمر واقع مقبول وذلك من خلال قيامها من حين لآخر بزيارات لدولة الاحتلال باسم " منظمات المجتمع المدني " تارة أو " المشترك الثقافي والحضاري مع يهود شمال افريقيا" تارة أخرى .وفدان مغربيان قاما بزيارة لإسرائيل منذ أزيد من أسبوع , يتألف الأول من 11 فردا منهم كتاب ومخرجون ورجال أعمال ومهندسون أما الوفد الثاني فيتشكل من طلبة " ب"جامعة الأخوين" ومؤ طرين ( أنظر التفاصيل في صفحة " إسرائيل تتكلم العربية)يحدث ذلك في ظل صمت رسمي إذ لم تبد الحكومة أي رد فعل اتجاه هذه الزيارات الاستفزازية , كما أن الأحزاب لم تصدر أي بيان إدانة لذلك لا في صحافتها ولا عبر عبر فرقها البرلمانية , حيث اكتفت بعض الصحف بنشر بيانات وتصريحات لفعاليات جمعوية وسياسية, المستنكرة للزيارتين والمنددة بالصمت المتواطئ مع مختلف أشكال التطبيع.ويحدث ذلك أيضا في سياق تصاعد موجة العداء الصهيونية المدعومة أمريكيا وخليجيا اتجاه الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني,ما يفرض هلى كل المغاربة دعم النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والاعتقال التي تطال شبابا وأطفالا ونساء ولا تستثني شيخا ولا معاقا ...أحد الدعاة المتطرفين في الدفاع عن التطبيع برر هذه الزيارات بقوله " لا عداوة للمغرب مع إسرائيل" وأضاف " ولا معنى لما يقوم به القوميون والإسلاميون من إدانة في ظل توافد مسؤولين مغاربة كبار بدورهم على إسرائيل( كذا)" يتجاهل دعاة التطبيع أن القضية الفلسطينية تعتبر كونيا, أكبر اختبار للضمير العالمي والإنساني , فهي تتجاوز كل الأطر الايديولوجية قومية كانت أو إسلامية أو ليبرالية أو يسارية .. والذين يدينون اليوم عدوانية إسرائيل وجرائمها اليومية هم من مختلف الأقوام والأجناس والثقافات , ولعل في المظاهرات التي عرفتها وتعرفها عواصم عالمية كبرى بما فيها واشنطن حليفة اسرائيل وراعيتها ,وفي مقاطعة لاعبي منتخب الارجنتين لمباراة مع منتخب الكيان الصهيوني وغير ذلك من الأمثلة ما يفند مزاعم هذا الداعية ويبرز وتهافتها, فهل هؤلاء هم أيضا قوميون وإسلاميون ؟إن ما هو أخطر اليوم من التطبيع هو التطبيع معه, أي عدم مواجهته بقوة رسميا وشعبيا , ثقافيا وسياسيا ,إعلاميا وميدانيا : فنزعة التطبيع اليوم في ازدهار بعدما اخترقت نخبا سياسية واقتصادية وجمعوية لها منافع في ذلك , إنها تعيش بيننا " تتكلم العربية وقلوبها عبرية" ( هكذا وصف القائد الراحل ياسر عرفات بعض القوى العربية وذلك في تعليق له على ما عرف بوثيقة لندن التي كشف فيها بيريز عن وجود قوى عربية تسعى إلى تجاوز تمثيلية منظمة التحرير الفلسطينية ) .إن أول رد مغربي مطلوب على ما يسمى ب " صفقة القرن" الأمريكية الصهيونية الخليجية وعلى وقاحة واستفزازية زوار " متحف المحرقة" هو تجريم التطبيع كيفما كانت أشكاله وعناوينه ومهما كانت مواقع ومبررات دعاته, فهل سينفض البرلمان الغبار عن مشروع القانون المتعلق بهذا المطلب بما يدرء خطر التطبيع مع التطبيع ؟.جليل طليمات / الرباط
ساحة
السي إبراهيم الهلالي بين مدرسة ابن يوسف، وجامعة محمد الخامس
الأستاذ محمد الطوكي كلية الآداب بمراكشاستشففت من خلال مخالطتي للمرحوم، بعفو الله سيدي ابراهيم الهلالي، وقراءتي لمجموعة من أعماله النثرية والشعرية أن الثقافة لديه، وهي تمثل رؤيته للعالم، أنها، أي الثقافة ، ليست معارف متنوعة يُجهد ويُجتهد في إدراكها بالعقل لتنحط بعد ذلك إلى درك التباهي في باب الجدل والمناظرات، و"التطاوس" بها في المجالس، وتسلية رواد الصالونات وتفكهتهم بالنوادر والطرف، بل الثقافة ثروة إنسانية سامية يؤمن ويقتنع بصحتها عن طريق العقل والقلب، ومن حيث هي معارف فإنها مطلوبة من أجل العمل، والالتزام بما يوجبه ذلك الإيمان .ثم هي بعد ذلك، بالنسبة إلينا، انتماء إلى هذه الثقافة العربية الإسلامية المنفتحة على الحضارة الإنسانية انتماء يدرك معه حاملها، أنه لو فرط فيها لأداه ذلك التفريط إلى الضياع، ضياعه هو، وضياع ما ينتمي إليه. ورأس هذه الثقافة كامن في الدين المتغلغل في أغوار النفس تغلغلا يجعل صاحبه قادرا على ضبط الأهواء الجائرة ، وقمع الأنانية الماكرة المقيتة ( ) ؛ فالعياذ بالله من علم لا ينفع، والنفعية ها هنا تتجاوز خويصة النفس، إنها بمثابة واحة تأوي القريب والبعيد. فمن خلال هذه الرؤية المنكرة للذات والطافحة بالغيرية ناضل المرحوم، وكتب، وعلم وربى، تجد تلك الرؤية الثقافية كامنة، مسلكية وإنتاجا، في جميع محطات حياته، من ذلك أنه :1 - انتمى إلى جماعة مراكش الوطنية، بزعامة المرحوم عبد الله ابراهيم، ابتداء من أواسط أربعينات القرن الماضي، وظل مستأمنا على تلك الأصول والثوابت الوطنية السامية طيلة حياته، وابتلي في حقبة الاستعمار بما حاق بكل من وسم بسمة الوطنية .2 - خط أعمالا ناهزت أربعين مؤلفا، راوحت بين الدراسة العلمية، والإبداع الأدبي بمختلف فنونه، ناهيك عن مجموعة من المقالات، نشرت له في رسالة المغرب، وما أدراك ما رسالة المغرب، إلى جانب دوريات خمسينات القرن الماضي وما بعدها من العقود .3 - انخرط في معظم جمعيات المجتمع المدني الجادة التي عرفتها مدينة مراكش، بدءا من جمعية شباب محمد في أربعينات القرن الماضي، انتهاء بجمعية إحياء جامعة ابن يوسف.وتراوح انخراطه في هذه الجمعيات بين الرئاسة أو تحمل مسؤولية الكتابة العامة. من ذلك : جمعية الأديب المراكشية، رئيسها الحبيب الفرقاني ، وكاتبها العام إبراهيم الهلالي الذي يقول في بيانها : "مهمة جمعية الأديب يجب أن ترمي إلى خلق وإيجاد أدباء لهم اتجاه نبيل يسعد الإنسانية المعذبة، إننا نمقت الأديب الذي يستخدم قلمه، في سبيل مصالح معينة ليضرب على وتر أغراضه السياسوية أو المادية، إننا نريد أدبا حرا شريف المقصد، سامي الغاية يعبر عن أمانينا وانبعاثنا ودموعنا، وعند ذلك نستحق لقب "أديب"، ويومئذ يكون الأديب المغربي قد أدى مهمته في الحياة " ( ).ثم إنه يعتبر أول رئيس لفرع اتحاد كتاب المغرب بمراكش، ورئيس جمعية الوعي ومنبرها مجلة الوعي، وآخر مناشطه، رحمه الله وهو في أواسط السبعينات من عمره ، دعوته إلى إنشاء جمعية إحياء جامعة ابن يوسف، التي استجاب لها جمهور غفير من مثقفي المدينة الذين أسندوا إليه مسؤولية رئاستها بالإجماع، فخصص لها من وقته الثمين، وخبرته الإدارية والعلمية والتواصلية، إذ من سجاياه أنه موطأ الأكناف ألفه الخاصة والعامة، فرعى تلك الجمعية حق الرعاية ماديا وأدبيا، مما ضمن لها الاستمرارية، فنظمت ندوات وطنية، وأصدرت مجلة علمية باسم جامعة ابن يوسف، في مستوى صادرات المؤسسات الثقافية العربية الجادة ، بلغت ستة عشر عددا، حشد لها نخبة من الباحثين الجامعيين، يكفي أن نذكر من كتابها السادة الأساتذة محمد بنشريفة، وعباس الجراري، ومحمد بن شقرون، ومحمد بلقزيز، و المرحومون، بعفو الله، عبد الله إبراهيم، محمد حجي، الشرقاوي إقبال ومحمد الحبيب الفرقاني. وقد حققت استمرارية منقطعة النظير فقد توفي، رحمه الله، ومعظم مواد العدد 17 بين يديه .وكان من بين أهداف الجمعية والمجلة إعادة الاعتبار لجامعة ابن يوسف التي سادت زهاء تسعة قرون ، ثم ما لبثت آن آلت إلى أثر بعد عين، وإلى شيء كان !! وكان، رحمه الله، يقول : "إن المستقبل، والحمد لله، فسيح ومديد، وإن "مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا"، فسنبقى حاملين لـِـهـَـمِّ المطالبة بإعادة الاعتبار لتلك الجامعة العتيدة، ولن تباد أو يقضى عليها أو تمحي من ذاكرتنا الوطنية مادمنا أحياء، فإن قدر الله وقضى بالوفاة، فإن مواصلة هَمِّ مطلبنا المشروع واقع على كاهل الأجيال اللاحقة من ساكنة المدينة ومحبيها، وإن التفريط فيه جريرة لا تغتفر".
ساحة
حملة المقاطعة تربك حكومة العثماني
وتستمر بالمغرب حملة مقاطعة منتجات ثلاث شركات كبرى (شركة إفريقيا لتوزيع المحروقات المغربية – شركة سنطرال للحليب ومشتقاته الفرنسية – شركة مياه سيدي علي المغربية ) بعد أن دخلت شهرها الثاني ، وكبدت الشركات المعنية خسائر لم تكن متوقعة ، حتى أن إحداها أقدمت على تسريح العمال والتراجع عن الكميات المطلوبة من الحليب بنسبة ثلث العرض الذي يقدمه 120000 فلاح أي 30000 حصة، مما يندر بأزمة اجتماعية في المجال القروي الذي يعاني أصلا من الهشاشة . وإذا كانت حملة المقاطعة هذه وبشكلها الحالي قد أترث على الشركات المقصودة ، وإذا تم اعتبارها أيضا حركة احتجاجية شعبية يمكن تصنيفها كشكل من أشكال النضال البديل عن الأشكال الكلاسيكية كالإضرابات القطاعية والاحتجاجات عبر الوقفات..، فإنها تعتبر أيضا وبالأساس حاملا وموجها لمؤشرات دالة على تحولات مؤثرة في المشهد السياسي المغربي ، ولممارسات وأداء الأحزاب والنقابات والنخب في إطار تأطير المواطنين وتدبير الشأن العام ، وعلى الأقل مرحليا في علاقة مع الأغلبية كحكومة ، ومع المعارضة ، ومع المكونات التمثيلية والمؤسسات الدستورية الأخرى المرتبطة بالحكامة كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس المنافسة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني .وكنتيجة مؤقتة لحملة المقاطعة ، والتي يجب التعامل معها كصيرورة لأحداث وتراكمات عدة في سجل الحركات الاجتماعية والتحولات والتفاعلات السياسية والنقابية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة ، فقد أدت نتائجها واستمراريتها والتعبئة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إرباك العديد من الحسابات السياسية المسبقة والتي بنيت على فرضيات ما قبل المقاطعة ، وبالتالي سيكون المشهد السياسي مرهونا بهذه النتائج و بتداعيات أخرى . وهنا لا بد من قراءة بعض الإشارات الدالة والوقوف على تأثير المعطيات المرتبطة بذلك .فيبدو أن الرهان على حكومة العدالة والتنمية في نسختها الثانية ( 2017/2021) لم يعد مربوحا من طرف الذين راهنوا عليها ، وبدأ التشكيك في قدرة الحكومة على تدبير الوضع والتحكم في المعادلة الاجتماعية والسياسية المتحولة بسرعة ، والدلائل والمؤشرات كثيرة ، وآخرها أو أبرزها هي مشاركة لحسن الداودي الوزير المنتدب لدى الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة مساء يوم الثلاثاء 5 يونيوه الجاري في وقفة احتجاجية أمام البرلمان مع العمال الذين تم تسريحهم من طرف شركة " سنطرال " المعنية والمتضررة من الحملة ذاتها. فإذا نظرنا إلى هذا الحدث أو الموقف – الغريب- لوزير الحكامة في حكومة أغلبية يقودها رفيقه في الحزب سعد الدين العثماني، نستنتج مدى الارتباك الذي تعيشه الحكومة ، فاحتجاج الوزير مع العمال يعني احتجاج الوزارة أي احتجاج الحكومة ، لكن على من ؟وعلى ماذا ؟ تحتج على الفئات الشعبيىة التي تقاطع مواد الشركات بمبرر غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطنين . وإذا كان الأمر يتعلق بغلاء الأسعار وضبطها والتحكم في تدبيرها وجودة المنتوجات ، فالأمر يعني بالضرورة الحكومة وبالضبط وزارة الحكامة التي يشرف عليها الوزير المحتج ، فهو إذا يحتج على المواطنين المقاطعين ، ويحتج أيضا على نفسه و على الوزارة التي لم تقم بمهامها في مراقبة السوق والمنتوجات وتفعيل الحكامة . كما أنه يحتج علنا على الحكومة التي لم تفعل المؤسسات الدستورية المعنية بالموضوع ، كمجلس المنافسة المجمد منذ 2013 ، إضافة إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يحرك ساكنا بعد موجة المقاطعة .وإضافة إلى وقفة وزير الحكامة التي تدخل منطقيا في باب "مبدأ الثالث المرفوع " ، وتعاكس كل أبجديات التنظيم والتسيير المؤسساتي المسؤول والسليم ، يمكن التذكير بمعطيات أخرى مرتبطة بالحكومة وبالحكامة والأسعار في علاقة مع الشركات المعنية بالمقاطعة ، فالحكومة السابقة التي ترأسها نفس الحزب – العدالة والتنمية – هي التي حررت أسعار المحروقات وألغت تدخل صندوق المقاصة في المنتجات البترولية في دجنبر 2015 ، ولم تحدد سقف الأثمنة ، والوزير الحالي – المحتج أمام البرلمان - كان ضمن الفريق الحكومي آنذاك ، كما اعترف رئيس الفريق البرلماني لنفس الحزب وأعلن أمام لجنة المالية في البرلمان أن أرباح الشركات الموزعة للمحروقات كانت مرتفعة جدا ، وقد بلغت حسب المعطيات الأخيرة إلى 17 مليار درهم من نهاية 2015 إلى 2018 كربح صاف ، وهذا كان كافيا ومبررا لتدخل الحكومة ووزارة الحكامة لتقييم وتقويم الوضع بشكل استباقي حتى قبل انطلاق حملة المقاطعة ، لكنها لم تفعل ولم تحاول .هذا فقط بخصوص وزير الحكامة الذي ينتمي لحزب الأغلبية ورئاسة الحكومة العدالة والتنمية الذي أعلن انشقاقه ضمنيا بوقوفه مع العمال ضد الشعب وضد الحكومة . لكن هو ليس المعني الوحيد وحزبه ليس وحده من يتحمل المسؤولية فيما يقع من تداعيات سياسية ، فالشركة الأخرى المعنية بالمقاطعة ، وبموضوع المحروقات هي شركة في ملك وزير نافد في الحكومتين السابقة والحالية ، حتى أن العديد من الأوساط تؤكد هندسته وإخراجه لسيناريو البلوكاج الحكومي بعد انتخابات 2016 ،وإبعاده لبنكيران وتنصيب العثماني ، وهو الزعيم الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار" عزيز أخنوش" ، وحسب الكواليس السياسبة في المغرب ، فإن حزبه يتمرن منذ فشل مشروع حزب الأصالة والمعاصرة في الوصول إلى قيادة الأغلبية في الاستحقاقات التشريعية الماضية 2016 ورئاسة الحكومة ، يتمرن كي يكون الرقم الرابح وقائدا للأغلبية في انتخابات 2021 ، والعديد من المتتبعين يعلمون أن أخنوش يحاول أن يكون الرجل القوي في الحكومة الحالية ، وأنه لن يقبل بالهزيمة في الانتخابات المقبلة ولن يقبل إلا برئاسة الحكومة . لكن حملة المقاطعة دخلت على الخط وبعثرت مشروعه نظرا لكون شركته معنية بالمقاطعة ، ولكونه كان وزيرا في الحكومة السابقة التي سنت التحرير العشوائي لأسعار المحروقات ، ووزيرا قويا في الحكومة الحالية لوزارة عملاقة " وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات " ، وهذا دليل آخر على ارتباط السياسة بالمال والأعمال .وختاما ، فإذا كانت المعطيات الحالية ، تسمح بتقييم جزئي لمسار ونتائج حملة المقاطعة ، فإن الاختلاف في زاوية النظر وتأويل المعطيات ، والمزايدات السياسوية بين عناصر ومكونات الحقل السياسي والاقتصادي ، والتمادي في التنكر لموضوعية وشرعية المطالب الاجتماعية ، والإكراهات والصعوبات والتعقيد الذي تعرفه الظرفية ، قد يقوي فرضية واحتمالات الانفلات والمغامرة نحو المجهول والتي باتت واردة في هذه المرحلة الدقيقة ، مرحلة نزقة تتطلب من المسؤولين والمؤسسات الكثير من الحكمة والحكامة.بقلم: أحمد بومعيز
ساحة
“المقاطعة” بين التمرين الشعبي والنضال البديل
دخلت حملة مقاطعة بعض المواد الاستهلاكية لثلاث شركات بالمغرب ( ماء معدني لشركة سيدي علي المغربية - الحليب ومشتقاته لشركة سنطرال/ دانون الفرنسية – المحروقات لشركة افريقيا المغربية ) دخلت مرحلة جديدة بعد أكثر من 6 أسابيع على انطلاقها . وحسب المتتبعين والصحافة وتصريحات المسؤولين ، فإن المقاطعة أثرت بالفعل على مداخيل وعائدات الشركات المعنية ،مقابل انتعاش الشركات الأخرى المنافسة والتي لا تختلف أثمنة منتوجاتها وجودة خدماتها كثيرا عن الشركات التي تهمها المقاطعة . والمرحلة الجديدة بدأت تلوح مؤشراتها بعد صمود واستمرار المقاطعة ونجاح الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأيضا بسبب التعاطي السلبي للحكومة مع الموضوع برمته ،وعدم قدرتها على التحكم في الأمر، من ضعف التواصل إلى غياب التدخل والمقاربة الكفيلة بتدبير الأزمة أو تجاوزها . ويكمن تجلي المرحلة الجديدة للمقاطعة في مستويين :1- المستوى الأول هو الموقف والإجراءات المباشرة للشركات المعنية بعد التأثير السلبي على منتجاتها على المدى المتوسط والبعيد ،وتكييف مواقفها مع المقاطعة التي طالت ، وهنا يمكن الأخذ بنموذج شركة سنطرال /دانون الفرنسية التي بادرت مؤخرا بالاعتذار وطلب تفهم موقفها من الأثمنة ، مع طرح عرض خلال شهر رمضان – من دون الحديث عن خفض في الأثمنة- العرض الذي يسمح فقط بخفض الثمن مؤقتا مقابل اقتناء عدد أكبر من وحدات الحليب أو مشتقات "الياووغت" . لكنها بعد أسبوعين من العرض والاعتذار ، اتخذت منذ يومين موقفا هجوميا حسب تصريح مديرها العام ، وذلك بالتراجع على جمع الثلث ( 30 في المئة ) من كميات الحليب ، وهو ما يعني تضرر أكثر من 40000 فلاح لأن الشركة كانت تتعامل مع حوالي 120000 فلاح ، وتستحوذ على ثلثي إجمالي سوق ترويج الحليب ومشتقاته بالمغرب.وقد كان التخلي عن جمع الحليب بمبرر وصول المخزون إلى حدوده القصوى ، كما لوح نفس المصدر ببداية التخلي على العاملين بعقود المياومة لأقل من 6 أشهر ، ملمحا ومشيرا ومنتقدا في نفس الآن بالوضعية السيئة التي سيعرفها النشاط الاستثماري بالمغرب في ظل المقاطعة وما شابهها ...الأكيد هنا أن التأثير سيهم جميع المكونات ، الشركة المنتجة والمشغلة ، والشغيلة والعمال ، والفلاحين المستفيدين من النشاط والإنتاج ، وسيكون بالتالي مؤثرا على الاقتصاد الوطني وعلى تنافسيته من حيث جذب المستثمرين ،وأيضا سيؤثر سلبا على الوضع الاجتماعي ، مع العلم أن الوضعية الاجتماعية بالبوادي تعرف أصلا هشاشة كبيرة ، وفرص الشغل نادرة وأغلبها موسمي .وإذا اعتبرنا هذا المثال نموذجا على تداعيات المقاطعة سواء بالنسبة للشركات أو بالنسبة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ، وبالتالي دخول المقاطعة مرحلة جديدة من صيرورتها تتطلب آليات ومقاربة جديدة ومحينة من قبل المتدخلين، وهنا لا بد من الوقوف عند ملاحظة مهمة ، وهي موقف كل الشركات ، سواء المعنية بالمقاطعة أو الغير معنية أي المستفيدة راهنا من هوامش الطلب ، وفي كل المواد ، فهي كلها لم تطرح إمكانية تخفيض الأثمنة أو تجويد الخدمات ، والأنكى هو أن الحكومة بنفسها كانت تدافع على هوامش الربح التي تعتبرها معقولة أو حتى هزيلة– الرجوع إلى تصريحات الناطق الرسمي للحكومة حول أرباح شركات الحليب 4 سنتم /اللتر- .ورغم أن في الموضوع برمته مفارقات من حيث المعطيات والمقاربة بين الحكومة ومكوناتها وأعضاءها وأعضاء الحزب المشترك الذي يجمع الوزراء والبرلمانيين،وذلك في إشارة إلى تناقض الحكومة السابقة والحالية مع معطيات لجنة المالية بالبرلمان حول أرباح المحروقات وتصريحات "بوانو" الذي يعد من الأطر المقررة داخل الحزب الذي يترأس الحكومة السابقة والحالية والتي حررت أسعار البنزين والكازوال نهاية سنة 2015 من دون رصد و وضع آليات قمينة بالتحكم في السوق وفي الأثمنة بعد ذلك ...مع العلم أن المؤسسة الدستورية الموكول إليها ضبط أمر الاستهلاك وإرساء الحكامة الكفيلة بذلك ، هي مجلس المنافسة الذي لا زال مجمدا منذ سنة 2013 ، مما يفتح باب التساؤل حول مسؤولية الدولة ككل في هذا الشأن .وكخلاصة لهذا الشق ، فإن استمرار المقاطعة بشكلها الحالي ،وتأخر الحكومة في تبني موقف سليم وحكيم من الأمر سيفتح باب المغامرة أو المقامرة بالعديد من المكتسبات – على قلتها وعلاتها – التي حققها المغرب اقتصاديا من حيث الاستثمار واستقطاب الرأسمال الوطني والأجنبي ، واجتماعيا بسبب تهديد السلم الاجتماعي الهش أصلا .2- المستوى الثاني وهو إمكانيات تمدد المقاطعة وتعميمها أو سحبها على مواد ومجالات أخرى ،وذلك في إطار التماهي مع تمرين المقاطعة الحالي في حد ذاته أو كشكل من أشكال الاحتجاج أو النضال البديل، و هو التمرين الذي عرف تجاوبا كبيرا من طرف الفئات العمرية الشابة - الأقل من 40 سنة أكثر من 70 في المئة من المقاطعين – وهذه وضعية تشي بمعطيات وفرضيات كثيرة حول أسبابها وتمظهراتها الحالية والمستقبلية ، ومن الأسباب يمكن أن نذكر :- الاحتقان الاجتماعي الذي يعرفه المغرب ، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين ،واستنزاف الفئات الوسطى واتساع الفوارق الاجتماعية والإجهاز على الطبقة الوسطى التي تعد المحرك الأساس للاقتصاد الوطني وللنشاط السياسي والاجتماعي .- تراجع الأحزاب والنقابات والتي من مهامها الأساسية مؤازرة المواطن والدفاع على حقوقه المادية والمدنية والرمزية أمام الباطرونا والمشغلين سواء في القطاع الخاص أو العام ،وأيضا باعتبارها آليات مدافعة على الحريات وعلى العدل الاجتماعي ، ثم كونها مبدئيا مؤسسات مؤطرة للمجتمع ووسيطة بين الدولة والمواطن .- ضعف أو حتى فشل النموذج التنموي بالمغرب بعد الإخفاقات التي عرفتها عدة مشاريع بقطاعات مختلفة وبالعديد من المناطق ، وللتذكير نحيل على أحداث الريف وجرادة وزاكورة وغيرها...- سحب المواطنين الثقة من المؤسسات التمثيلية نظرا لضعف الحكامة وسوء التدبير.- ضعف وهلامية العرض السياسي الذي تقدمه الأحزاب ونقاباتها، وعدم الالتزام ببرامجها وسوء تدبيرها الداخلي وتراجع الديمقراطية الداخلية وهو ما يؤكده العزوف السياسي ، والعزوف على المشاركة في الانتخابات – 43 في المئة في البرلمان 2016- وضعف نسب انتساب وانخراط المواطنين في الأحزاب وفي النقابات التي تعد ضئيلة جدا – لا تتجاوز سقف 2 في المئة من مجموع الشغيلة بالنسبة للنقابات كلها - .- التعامل والمقاربة الذي باشرت بها الشركات المعنية والحكومة حملة المقاطعة منذ انطلاقتها ، إذ بدت الحكومة مستهترة بالموضوع في البداية حد تعبير أحد أعضائها – وزير المالية – بنعت المقاطعين بالمداويخ ، تم تلت ذلك مرحلة الارتباك التي مازالت مستمرة ، في غياب قرارات سليمة ومسؤولة للتعاطي مع الأزمة التي باتت ظاهرة . كما أن الخطاب وبيداغوجيا التواصل خانت الحكومة والمعنيين بشأن تدبير المقاطعة ، عكس الداعين إليها والذين تفننوا في الترويج والاستقطاب .- تأكيد فعالية ونجاعة وسائل الاتصال الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي في التعبئة والاستقطاب .هذا ، مع العلم أن إمكانية تمدد أو اتساع نطاق المقاطعة تبقى واردة لتشمل مجالات أخرى أكثر حيوية وحساسية – خصوصا أمام الفراغ التأطيري أو تواريه أو غياب الإعلان عليه راهنا – مما قد يربك العديد من القطاعات ، والنموذج هو ما يتم حاليا من محاولات استقطاب للترويج والتعبئة لمقاطعة بعض الأنشطة الفنية كمهرجان موازين وغيره ...وختاما ، ورغم أن ظاهرة المقاطعة لا زالت لا تسمح بالتقييم الموضوعي والمحاصرة النظرية لكل عناصرها ومكانيزماتها ومكوناتها ، فذلك لا يلغي إبداء ملاحظات أساسية حولها ، ومنها :- كونها جسدت بالفعل إمكانية النضال الشعبي وفق منهجيات جديدة تراعي السلمية والتعبير الحضاري بصرف النظر عن النتائج وعلى ما قد يحدث في المستقبل .- أبرزت مجموعة من التناقضات التي يعرفها التدبير الحكومي والفريق الحكومي للشأن العام .- أظهرت بعض عناصر الخلل الكامن في تدبير آليات وميكانيزمات السوق وتحرير الأسعار.- برهنت مرة أخرى على تراجع أداء الأحزاب والنقابات والجمعيات المؤطرة للمستلهكين .- فتحت المجال أمام إمكانيات التعبئة الشبه عفوية والغير مؤطرة نظريا والتي قد تطال مجالات أخرى أكثر حساسية من موضوعها الحاليالمختصر في عناصر ومواد استهلاكية لشركات ضمن أخرى تم انتقاؤها من بين شركات شبيهة و مواد أخرى معوضة، مما سهل أمر الاستقطاب والانضباط في الأجراة والتفعيل . أحمد بومعيز
ساحة
حين نشبع ننظم مهرجان موازين..!
حملة المقاطعة بارتيادها أفاق أخرى غير المنتوجات الاستهلاكية تكون قد تجاوزت مرحلة التجاهل وعدم الاكتراث والخرجات غير محسوبة العواقب من طرف الجهات المسؤولة الى مرحلة الاهتمام وجعلها موضوع نقاش عمومي وهو يعد تحول نوعي في التعاطي مع الشأن العام من طرف المغاربة.وبوصلة المقاطعة التي امتدت للدورة 17 من مهرجان موازين " خليه يغني بوحدو" تبرز أن الأمر أضحى يتعلق بمطالب لها أبعاد وخلفيات اقتصادية وليس فقط قضايا اجتماعية لها علاقة بمستوى عيش المواطنين وقدرتهم الشرائية، وقد حاولت تدوينات بعض الاطراف الفاعلة في الحقل الاعلامي والثقافي التقليل من مقاطعة مهرجان موازين على اعتبار أنه لا يمثل رهان اقتصادي مقارنة مع المواد الاستهلاكية.ورغم ذلك فجل زوايا النظر تتقاطع في معطى واحد هو أن تنظيم موازين في هذه الظروف يعتبر مؤشرا على الاستفراد بالقرار وعدم الانصات لنبض الشارع في ظل ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي وتصاعد حدة الاحتجاجات بعدد من المناطق في المغرب الحسيمة وجرادة ...وهدر للمال العام أمام التزايد المقلق لنسب الفقر والارتفاع المهول للأسعار، وحتى لو افترضنا كما يحاول البعض تسويق ذلك أن المهرجان لا يمول من أموال دافعي الضرائب بل من طرف شركات خاصة فهو مردود عليه فهذه الشركات المتحدث عنها من المفروض أنها شركات لها علاقة بهذا الوطن وبهموم الشعب فكيف تصرف مبالغ مالية ضخمة في حين أن البلاد تعاني من مشاكل جمة في البطالة والصحة والتعليم فكيف يستقيم الفرح مع كل هذه الماسي.تدوينات أخرى ذهبت أبعد من ذلك بدعوتها إلى ضرورة استمرار موازين حتى يحافظ المغرب على روحه المنفتحة. والأكيد أن التنوير والانفتاح يتأتى من التصدي لتمييع الواقع المغربي، الانفتاح الحقيقي هو أن نبحث عن حلول لجحافل المعطلين والتعويض عن البطالة ومن يفترشون الارض ويطالبون بحقهم في الصحة وفي التعليم والى تعزيز البنية التحتية و الخدمات الاجتماعية ، الانفتاح الحقيقي هو في التصدي للفوارق الاجتماعية هو أن نعري شجرة الزيتون من كل الغصون الزائفة، الانفتاح الحقيقي هو أن نفكر في إقامة أنشطة هادفة ملتزمة بقضايانا وواقعنا ولا تكلفنا هذه المبالغ الفلكية نحن في حاجة إلى مسارح إلى مدارس إلى دور الثقافة إلى مستوصفات هذا هو الانفتاح وتنوير العقول، الانفتاح ليس هو هدر المال العام ووضع العكر على الخنونة بل بتقديم برامج شاملة ومندمجة ومستدامة لمعالجة الاختلالات، الانفتاح لا يعني أن تستقدم كل سنة طوابير من المغنيين لملأ حقائبهم بأموالنا لكي نقول للعالم أننا دولة منفتحة وبخير وعلى خير.حين نقاطع موازين لا يعني ذلك بأي شكل من الأشكال أننا ضد هؤلاء الفنانين وليس لنا موقف عدائي لهم ولا لخصوصياتهم ولا لفنهم كيفما كان لكننا فقط نقول أن الكرش إلا شبعات تقول للرأس غني وحين نشبع ونشفى ونتعلم حين ذاك نغني ونرقص وننظم موازين.بقلم محمد تكناوي
ساحة
شحلان يراسل عمدة مراكش: مَعلمة جنان الحارثي تراث معنوي
السَّيِّدُ عُمْدَةُ مَرَّاكِش، سَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ تَعَالَى وَبَعْدُ. بِلغَنِي، كَكُلٍّ المـُراكُشِيين، خَبَرُ القَرَارِ الَّذِي اتَّخَذَهُ الْمـَجْلِسُ الجَمَاعِيُّ لِمَدِينَة مَرَّاكِش فِي دَوْرَة أَبْرِيلَ المَاضِي، وَالقَاضِي بِتَحْوِيلِ جُزْءٍ مِنْ جَنَانِ الحارثي إِلَى خَوَاصّ، وَلَعَلَّكُمْ سَيِّدِي، لَا تَعْرِفُونَ تَارِيخَ هَذَا المكَانِ.فَقَدْ أُقيَمَ مُنْذُ الْوُجودِ الفَرَنْسِيِّ لِيَكُونَ مُتَنَفَّسًا لِأَبْنَاء مَدِينَة مَرَّاكِش، وَمَكَانًا لِبَعْضِ دُورِ الثَّقَافَةِ فِيهَا، فَفِيه كَانَتْ قَاعَةٌ لِلمُحَاضَرَاتِ كُبْرَى تُعْرَفُ بِقَاعَةِ الزُّجَاجِ، وَفِي هَذِهِ القَاعَةِ أُلْقِيَتْ أَهَمُّ المــُحَاضَرَاتِ لِكِبَارِ عُلَمَاء وَأُدَبَاءِ المَغْرِبِ وَزُوَّارِ المَغْرِبِ، وَظَلَّتْ تَشْهَدُ نَشَاطًا معرفيًا حَتَّى السَّبْعِينَاتِ.وَفِي هَذَا المكَانِ كَانَ الـَمعْهَدُ المُوسِيقِيُّ الَّذِي تَخَرَّجَ مِنْهُ كِبَار مُوسِيقِيِّي المَغْرِبِ، مِثْلَ عَبْد الله عِصَامِي والميسترو أَحْمَد عَوَاطِف. وَفِيهُ شَهِدَ المسْرَحُ فَتْرَةً مِنْ أَجْمَلِ فَتَرَاتِهِ. وَفِيه كَانَتْ حَدِيقَةُ حَيْوَانٍ أَمْتَعْتَ أَطْفَالَ مَرَّاكِش حَتَّى بُعَيْدَ عَهْدِ الاِسْتِقْلَالِ.وَكَانَ جَنَانُ الحارثي قِبْلَةً لِتَلَامِيذِ مَرَّاكِش وَآسْفِي وَالصّوِيرَة وَمَا بَيْنَ هَذِهِ المـُدُن، مِمَّنْ كَانَ يَدْرُسُ فِي ثَانَوِيَّاتِ مَرَّاكِش، حَيْثُ كَانَ ملتقىَ مُرَاجِعَاتِهِمْ وَحِفْظِهمْ وَاِسْتِرَاحَة مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي دَاخِلِيَّاتِ الثَّانَوِيَّاتِ، أيَّامَ عُطَلِهِم، كَثَانَوِيَّةِ الحَسَنِ الثَّانِي (ليسِي تكْنيك)، وَاِبْن عبَّاد (ليسِي مُنْجانْ) وَمُحَمَّد الخَامِس (ليسِي سَيِّدَي مُحَمَّدٍ). بَلْ كَانَ الحارثي مُتْعَةً لِكُلٍّ المراكشيين فِي أَيَّامِ الجُمَعِ، عِنْدَمَا كَانَ جَوْقُ الحَرَس المَلَكِيّ يَمْلَأُ فَضاءاتِ عَشِيَّات هَذِهِ الجُمَعِ يُمْتِعُ أَبْنَاء المَدِينَةِ. وَكَانَ الحارثي بِصِفَةٍ عَامَّة، مَكَانَ المعْرِضِ السَّنَوِيّ الَّذِي يَشْهَدُ حَرَكَةً تِجَارِيَّةً مُرَوِّجَةً. وَكَانَ هَذَا جُزْءًا مِنْ نَشَاطِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ الوَجْهَ السَّيِّئ فِيه فِي اعتِقَادي.مِنْ المـَعْرُوفِ السَّيِّدُ العُمْدَةُ، أَنَّ الدُّوَلَ الرَّاقِيَةَ تُحَوِّلُ الأَسْوَاقَ إِلَى فَضَاءاتِ فِكْرٍ لَا فضاءات فِكْرٍ إِلَى أَسْوَاقٍ، وَأَنْتُمْ رَجُلُ التَّعْلِيمِ تَعْرِفُونَ هَذَا، أَوْ كَانَ يَجِبُ أَنْ تَعْرِفُوهُ.. بِنَاءً عَلَيْهِ، وَهُنَا أَتَحَدَّثُ بِاسْمِي الخَاصّ، فَــ"الحارثي" كَانَ مدرَسَتي الكُبْرَى، فَفِيه قَرَأْتُ كُلَّ مَا قَرَأْتُ، وَبِهَذِهِ الصِّفَةِ أُخَاطِبُكُمْ وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِذَا حَوَّلْتُمْ جُزْءًا مِنْ هَذِهِ المـَعْلَمَةِ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ خَارِجٍ عَنْ أَصْلِهِ، فَإِنَّكُمْ سَتَسْلُبُونَنِي حَقًّا كُنْتُ قَدْ استَرْدَدْتُهُ بِأَمْرِ يَدٍ تُمَثِّلُ السُّلْطَةَ وَفَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِاِسْمِ الحَقِّ وَالقَانُونِ، بَعْدَ أَنْ كَانَ وَرَاءَ هَذَا الحَقِّ كَاتِبٌ.وما أثْبَتَتْهُ سُلْطَةٌ بالقَانون لا يُمْكِنُ أنْ يـُزيلَهُ اجْتِماعٌ النَّاظِرون فيه يَجْهَلونَ تاريخَ الحارثي وما يَـعْنِيه مَـفْهُومُ "التُّراث المـَعْنـَوِي". لَعَلَّكُمْ سَيِّدِي تُرِيدُونَ أَنْ تَفْهَمُوا مَا أَقُولُ، وَأَلْحَقُّ فِي ذَلِكَ لكُمْ، فَأَعِيرُونِي سَمْعَكُمْ:بَعْدَ مَا كَانَ عَلَيْهِ جَنَانُ الحارثي مِمَّا وَصْفَتُ، تَعَرَّضَ فِي العُقُودِ السَّابِع وَالثَّامِن وَحَتَّى التَّاسِعِ مِنْ القِرْنِ السَّابِق، إِلَى إِهْمَالٍ بَلِيغ، فَخُرِّبَ كُلُّ مَا كَانَ فِيه جَمِيلًا، وَأَصْبَحَتْ قَاعَةُ الزُّجَاجِ وَالمـَعْهَدُ المُوسِيقِيُّ وَحَدِيقَةُ الحَيَوَانِ خَرَابًا يبابًا، وَأصْبـَح الحارثي مَجْمعًا لِلقمَامَةِ، وَمُلْتَقى الشَّوَاذ، وَاقْتَسَمَ أَطْرَافَهُ لَاعِبُو الوَرَقِ وَ"الضّاما" وَمنْ لَا حَاجَة لَهُ..هَذَا مَا وَجَدْتُ عَلَيْهِ حَالَ الحارثي عِنْدَمَا أَخَذْتُ اِبْنِي إِلَيْه، أُرِيدُ أَنْ أُطْلِعَهُ عَلَى المــَعاهِدِ الَّتِي ترَبَّى فِيهَا أَبُوهُ وجِيلُ أَبِيهِ. أَقُولُ لَكُم الحَقَّ، لَقَدْ بَكَيْتُ، وَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَكَتَبْتُ المـَقَالَةَ الَّتِي أَضَعُهَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ. تَقُولُونَ: وَبَعْدُ؟وَبَعْدُ، كَتَبْتُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَبْكِي الحارثيَ بِـ "دَمْعَةِ الكَاتِبِ" وَنُشِرَتْ المــَـقَالَةُ وَلَمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ. صَدرَ كِتَابِي "اِبْن رُشْد وَالفِكْرُ العِبْرِيُّ الوَسِيطُ" سَنَة 1999 - وَلَعَلَّ اِبْنَ رُشْد مَرَّ مِنْ هَذَا الَمكَانِ لَمَّا كَانَتْ مَرَّاكِش زينَةَ الدُّنْيَا وَكَان القَائِمُونَ عَلَيْهَا منْ سَادَة الفِكْرِ، هَذَا مَوْضُوعٌ آخَرُ – أَقُولُ: صَدرَ كِتَابِي، وَاتَّصلَ بِي أَحَدُ أَصْدِقَائي كَانَ مِنْ مَعَارِف السيِّد وَاليّ مَرَّاكِش إِذْ ذَاكَ: السَّيِّد أَحْمَد أَمْجَاد، وَطَلَبَ مِنِّي نُسْخَةً مِنْ الكِتَابِ لِلسَّيِّدِ الوَالِي، قَلَتْ لِصَاحِبِي: خَذهَا لَهُ، قَالَ لِي: إِنَّ السَّيِّدَ الوَالِي يُرِيدُ رُؤْيَتكَ، قُلْتُ لَهُ: لَيْسَ مِنْ عَادَتِي أَنْ أَزُورَ مِثْلَ هَؤُلَاءِ النَّاس وَهُم فِي مَهَامِّهِمْ. قَالَ لِي: إِنَّ الرَّجُلَ مُثَقَّفٌ قَارِئٌ جَيِّدٌ، وَقَرَأَ بَعْضًا مِمَّا كَتَبْتَ، وَيُرِيدُ الحَدِيثَ مَعَكَ فِيه.أَلَحَّ صَاحِبِي، وَعِنْدَهَا بَرَقْتْ فِي ذِهْني فِكْرَةٌ. إِنَّ السَّيِّدَ الوَالِي صَاحَبُ الأَمْرِ فِي مَرَّاكِش، وَكَتَبْتُ مَقَالًا أَبْكِي فِيه "الحارثي" لَمْ يَجِدْ أُذْنًا صَاغِيَةً، فَلِمَاذَا لَا أُحَاوِرُ السَّيِّدَ الوَالِي الذِي أُهْدِيه كتابَ ابن رُشْدٍ، فِي شَأْنِ مَدِينَة أَكْبَر مَشَارِيعِ اِبْن رُشْدٍ الفِكْرِيَّة الفَلْسَفِيَّة: "شروح أرسطو".وَقَدْ كَانَ الفَيْلَسُوفُ رَحِمَهُ الله، لَا يَتْرُكُ مِثْلَ هَذِهِ المُنَاسَبَات لِقَضَاءِ مَصَالِحِ أَهْلِ بَلَدِهِ، قَالَ فِيهُ عَبْدُ الوَاحِدِ المراكشي: "تَأَثَّلْتْ لَهُ [ اِبْنُ رُشْدٍ ] عِنْدَ المُلُوكِ وَجَاهَةٌ عَظِيمَةٌ لَمْ يَصْرِفْهَا فِي تَرْقِيعٍ حَالٍ وَلَا جَمْعِ مَالٍ، إِنَّمَا قَصَرهَا عَلَى مَصَالِحِ أَهْلِ بَلَدِهِ خَاصَّةً وَمَنَافِع النَّاسِ عَامَّةً". سَيْراً على نَهْجِ مَنْ تَتَلْمَذْتُ عَلَيْه، قَبِلَتُ زِيَارَةَ الوَالِي وَأَنَا "لَا أُرِيدُ تَرْقِيعَ حَالٍ وَلَا جَمْعِ مَالٍ"، بَلْ أَرَدْتُ مَصْلَحَةَ بَلَدِي، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ اِبْنُ رُشْدٍ، وَحَمَلَتُ نُسْخَة مِنْ مَقَالِي "جِنَانُ الحارثي دَمْعَة فِي عَيْنِ الكَاتِبِ" وَزُرْتُ الواليَّ.الحَقُّ يُقَالُ، إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ عَلَى مَعْرِفَةٍ جَيِّدَة بِحَضَارَةِ الأَنْدَلُسِ وَتَارِيخ فِكْرِها. وَأَخَذَ بِنَا الحَدِيثُ شِعَابَهُ ووِهادَهُ، حَتَّى مَـرَّ مِنْ الوَقْتِ وَقَّتٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّ أَصْحَابَ المَسْئُولِيَّاتِ يَجُودُونَ بِمِثْلِهِ. اِنْتَهَى الحَدِيثُ، وَوَقَفْتُ لِأُودِعَ، وَقَبْلَ أَنْ أَضَعَ نُسْخَةً مِن الَـمقَالَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَبْعَدَنِي السَّيِّدُ الوَالِي عَنْ مُرَافِقِي وَسَأَلَ: "ألسِّي أَحْمَد أَشْ خَصّ الخَاطَرْ"، فَاجَأَنِي السُّؤَالُ، وَبِسُرْعَةٍ اِمْتَدَّتْ يَدِي وَكَأَنَهَا تَرْتَعِدُ إِلَى نُسْخَةِ مَقَالِي وَقُلْتَ لَهُ: "أَرْجُو أَنْ تَقْرَأَ هَذَا المَقَالَ السَّيِّد الوالي، هَذَا هُوَّ اِللِّي تَيْخصْني جَزاكَ اللهُ خَيْراً".أرْجـَعـَنِي إِلَى المَكْتَبِ، وَألْقَى نَظْرَةً عَلَى المـَقَالِ، وَرَفع الهَاتِفَ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَ شَخْصًا ثُمَّ وَضَعَهُ. قَالَ لِي: "سَأَنْظُرُ فِي الأَمْرِ". لَمْ يَمُرَّ مِنْ الوَقْتِ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى أَخْبرنِي صَاحِبِي بِأَنَّ السَّيِّد الوَالِي "حَرَّرَ" الحارثي مِنْ" مُسْتَعْمِرِيهِ" وَأَنَّ إِصْلَاحَاتهُ سَتَبْدَأُ... عَادَ للحارثي رواؤُه وَجَمَالُه، وَلَعَلَّهُ كَانَ مِنْ بَرْنَامَجِ السَّيِّدِ الوَالِي أَنْ يُعِيدَ لِقَاعَةِ الزُّجَاجِ وَالمَعْهَدِ المُوسِيقِي سَالِفَ عَهْدِهِما لَوْلَا اِنْقِضَاء مَأْمُورِيَّتِهِ فِي مَرَّاكِش..مَا كُنْتُ فِي يَوْمٍ مِنْ الأَيَّامِ، سَيِّدِي العُمْدَةُ، أُفَكِّرُ فِي أَن أَرْوي هَذَا الأَمْرَ لِلنَّاسِ كَافَّة، فَقَدْ كَانَ مِنْ خَاصَّتِي، غَيْرَ أَنْ مَا عَزَمْتُمْ عَلَيْهِ فِي شَأْنِ الحارثي، جَعَلَنِي أَتَخَلَّى عَنْ خُصُوصِيَّاتِي لِأُدَافِعَ عَنْ حَقٍّ، وَهَذِهِ هِيَ آلِيَّاتُ دِفَاعِي عَنْ مَا اسْتَرْجَعْتُهُ بِوَصْفِي كَاتِبًا حَيْثُ وَقَّعَتْ المَقَالَة بِقَولِي "مَا ضَاعَ حَقٌّ وَرَاءَهُ كَاتِبٌ".أَيَحِقُّ لِأُسْتَاذٍ وَهُوَ صَاحِبُ عَقِيدَةٍ، أَنْ يَنْزِعَ منْ شَخْصٍ ملْكًا عَامًا دَافَعَ عَنْهُ بِقَلَمِهِ الخَاصِّ لِيـُرْجِعَهُ إِلَى أَجْيَالٍ مِنْ أَبْنَاءِ مَرَّاكِش، أَنَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَالجُلُّ مِنْهُمْ كَانَ بِفَضْل مَا قَرَأَ فِي الحارثي، يَشْغَلُ مَنَاصِبَ كُبْرَى فِي الدَّوْلَةِ أَوْ لَا يَزَالُ؟ سَيَكُونُ عَارًا عَلَى صَاحِبِ عَقِيدَةٍ أُسْتَاذٍ أَنْ "يَبِيعَ" جُزْءًا مِنْ هَذَا الصَّرْحِ الجَمِيل إِلَى خَوَاصّ، يُتاجِرُونَ فِيه بِمُقْتَضى مَا تَجْرِي عَلَيه قَوَاعِدُ التِّجَارَةِ، سَيَكُونُ مِنْ العَارِ، أَنْ يُكَدِّرَ صَفْوَ هَذَا الفَضَاءِ الّذِي يَحْمِلُ إِلَيْهُ طِفْلٌ أَوْ شَابٌّ، كَمَا فَعْلَتُ وَفَعَلَتْ أَجْيَالٌ مِثْلِي، كِتَابًا لِيَقْرَأْهُ فِي هُدُوءٍ، فَيَجِد نَفْسَهُ بِين رَفْس القُدُومِ وغَمْغَماتِ الـْهَوامِّ وَفَرِّ وَكَرٍّ الشَّاحِنَاتِ مُحَمِّلَاتٍ بِالشَّايِ والإبْزارٍ شَىأْنَ "لَبِّسْرِياتْ".سَيَكُونُ عَارًا عَلَى صَاحِبِ عَقِيدَةٍ أُسْتَاذٍ، أَنْ يُحَوِّلَ فَضَاء هُوَ أَوْلَى بِالفِكْرِ والتَّدَبُّرِ لِيُصْبِحَ سُوقًا. لَا نُرِيدُ أَيُّهَا السَّيِّد، أَنْ يُصْبِحَ الأُسْتَاذُ الَّذِي يَبْنِي النُّفُوسَ وَالعُقُولَ، مُقَاوِلًا يُلَوِّثُ لِبَاسَهُ الأَنِيقَ بِسَقَطِ "السِّيمَا" وَبُرادَةِ الحَدِيدِ. نُرِيدُ مِنْ الأُسْتَاذِ أَنْ يُتَمِّمَ مَا فَعله رَجُلُ قَانُونٍ عِنْدَمَا أَعَادَ رُوَاءَ الحارثي إِلَيْه، فَيُتمِّمَ المبْدوءَ، بِأَنْ يُعِيدَ بِنَاء قَاعَةِ الزُّجَاجِ، وَقَدْ شَهِدْت أَيَّامَ فَرَنْسَا وَبُعَيْدَ الاِسْتِقْلَالِ مِنْ أَعْرَاسِ الثَّقَافَةِ مَا شَهِدتْ، وَهِيَ بِهَذَا اِرْثٌ لَنا لَا حَقّ لِأَحَدٍ فِي تَكدير صَفْوِه، فَيَكُونُ لكُمْ الفَضْلُ فِي إحْيَاء مَوَاتـِها.نُرِيدُ مِنْ الأُسْتَاذِ صَاحِب العَقِيدَةِ، أَنْ يُعِيدَ بِنَاء مَعْهَدِ المُوسِيقَى، لِتُرَبَّى الأَنْفُسُ عَلَى التَّقْوَى وَالعَدْلِ وَرِفْعَةِ الهِمَّةِ، فَيَكُون لكُمْ الفَضْلُ فِي تَزْكِيَةِ النُّفُوسِ، لَا أَنْ يُهَدِّمَ هَذَا الْمــَعْلَمَ لِيُصْبِحَ "مَقْهًى" تُحْتَسىَي فِيهُ كُؤُوسُ الشَّايِ واللهُ أعلم ماذَا.نُرِيدُ للحارثي أَنْ يَعُودَ لمــا كَانَ عَلَيْهِ، حَيْثُ تَفَّيَأه تَلَامِذَةُ ثَانَوِيَّاتٍ مِنْ أَرْباضِ مَرَّاكِش وَنَوَاحِيهَا، بَعْد عَيَاءٍ مِنْ طُقُوسِ دَاخِلِيَّات الثَّانَوِيَّاتِ، وَالأَوْلَى أَنْ تَشْعُروا أَنْتُم بِالضَبْطِ بِهَذَا الأَمْرِ.. السَّيِّدُ العُمْدَةُ، لَا يَحِقُّ لكُمْ أَنْ تَنْزِعُوا مِنِّي وَمِنْ أَبْنَاءِ مَرَّاكِش، مِنْ جيليَ وَمِمَّنْ هُم قَبْلَ ذَلِكَ أَوْ بَعْدَهُ، حَقَّنا هَذَا، فَقَدْ اِسْتَرْجَعْتُهُ بِقَلَمِي وَبِحَقِّ أَبْنَاءِ مَرَّاكِش مِنْ جِيلِي. وَبَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ شَرَفُ الأسْتاذِيَّة وَحَقُّ القَلَمِ وَوَاجِبُ اِحْتِرَامٍ مَا اسْتَرَّدهُ مَنْ هَمَّهُمْ أَمْرُ مرَّاكِش.سَيِّدِي لَا تَقُولُوا هَذَا شَأْنٌ ثَقَافِيٌّ فَهُوَ "مَتْحَفٌ". فَبِمُجَرَّدٍ مَا يُصْبِحُ فِي الأَمْرِ بَيْعٌ وَشِرَاءٌ للشَّايِ والتوَابِلِ فَإِنَّهُ "سُيبير مَا رَشِّي super marché" لَا عَلَاقَة لَهُ بِالثَّقَافَةِ. فَلتَفْتَحُوا هَذَا "المـَتْحَفَ" فِي مَكَان آخَرَ بَعِيدًا عَنْ جَنَانِ الحارثي، وَلَا أَحَدَ مِنْ أَمْثَالِي يَتَدَخَّلُ فِي شَأْنِكُمْ، إِذَا اِبْتَعَدْتُمْ عَنْ صِفَتِكُمْ أُسْتَاذًا يُرَبِّي النُّفُوسَ وَصِرْتُمْ إِنْسَانًا يَهْتَمُّ بِتَنْمِيَةِ الفُلُوسِ.إِنَّ أَصْحَابَ المَشْرُوعِ حَرَّفُوا "مَفْهُومَ التُّرَاثِ المَعْنَوِيّ" عَنْ مَوَاضِعِهِ، إِذْ أَرَادُوا زَوَالَ رَمَزِيَّةِ المَعْهَدِ المُوسِيقِي الْعَتِيد والحارثي العَرِيقِ، وهو تُرَاثٌ مَعْنَوِيٌّ، بِبِنَاءِ إسْمـَنْتـِيٍّ حَدِيدِيٍ يُصْبِحُ مَقْهًى لِلشَّايِ أَوْ لِمَا شَاءَ اللهُ. أَيُّ تُرَاثٍ مَعْنَوِيٍّ هَذَا؟ إِنْ مَا يُفْهَمُ مِنْ تَصَوُّرِ أَصْحَابِ المَشْرُوعِ، هُوَ مَتْجَرٌ كَبِيرٌ لِلبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، وَمَا يُفْهَم مِنْ مُوَافَقَة المُوَافِقِينَ علَى المـَشْروع، وَقَدْ وَضَعْنَا فِيهِمْ ثِقَثَنَا، هُوَ كَيْفَ تُقَسَّمُ المَدَاخِلُ؟ ثُمَّ وَالعَجَبُ هُنَا، مَنْ نَحْنُ فِي صُنَّاعِ الشَّايِ حَتَّى تَلْـَبسنَا الْحـَمَيَّةُ فَنَبْنِي لَهُ مَتْحَفًا؟أَلَيْسَتْ الصِّينُ أُولَى مِنَّا بذَلِكَ وفي أرْضِها لا أَرضِ الحارثي؟ أوْ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ الصِّينَ تُقِيمُ المَعَاهِدَ المُوسِيقِيَّةَ فَلَا رِبْحَ فِيهَا كَما تَرَى ذلكِ خِبْرَةُ القَائِمِين على المشْروعِ الطَّويلَةُ في مَجَالِ تَسْويقِ الشَّاي" وَنَبْنِي نَحْنُ الأَسْمَنْتَ وَالحَدِيدَ بِاسْمِ التُّراثِ المَعْنَوِيّ؟ يا أصْحابَ المَشْروع، إذا أَرَدْتُم الحِفَاظَ عَلَى التُّراثِ المَعْنَوي، فَجَدِّدوا الـَمعْهَدَ المُوسِيقِيّ وَخَصِّصوا جناحاً منه للشَّاي بالمجان. لاَ حَقَّ لــِمَنْ لا يـَمْلِكُ، أنْ يـُعْطِيَّ لــِمَنْ لا يـَسْتَحِقُّ. *مؤرخ وجامعي
ساحة
الحقوقي أربيب: الحكومة تروج الأخبار الزائفة
قال عمر أربيب عضو اللجنة المركزية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الحكومة تروج الأخبار الزائفة، ردا على بلاغها الصادر في شأن حملة المقاطعة والذي تتهم من خلاله المقاطعين بترويج "الأكاذيب".وأضاف الناشط الحقوقي في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي، أن "جميع الأحزاب المشاركة في الأغلبية الحكومية، روجت خلال الحملة الانتخابية للأكاذيب والأخبار الزائفة من خلال برامجا الإنتخابية التي أدعت من خلالها بأنها ستخلق 2 مليون منصب شغل في حالة فوزها ومشاركتها في الحكومة، وستحسن الدخل وترفع من القدرة الشرائية للمواطنين، وتعمم مجانية التعليم والرفع من جودته، كما انها ستقضي على الفقر والهشاشة، وتحمي حقوق الطفل وتوفير رعاية استثنائية للمعاقين".أحزاب حكومتنا الموقرة، يضيف أربيب، حدد كل حزب منها ما بين 800 إلى 1400 إجراء للنهوض بالإقتصاد والسياسة والثقافة وحماية البيئة وضمان الخدمات الاجتماعية، وبما ان الواقع لا يرتفع عليه، ودليلنا ارتفاع نسبة الفقر لتطال حتى الاطفال، تراجع التشغيل والعمل بالعقدة في الوظيفة العمومية وبالمناولة في القطاع الخاص مما يشجع على الهشاشة وتحويل العمل على سلعة، فشل السياسة التعليمية، تخصيص ميزانية لاتمثل حتى 50% في قطاع الصحة من المعايير والمخصصات المالية حسب منظمة الصحة العالمية ، وغيرها من الإجراءات التدابير التي تؤكد بالملموس ان خطابها مزاعم ومغالطات".ويستطرد أربيب قائلا "حكومتنا الموقرة تعي جيدا حجم الغلاء والمضاربات، تعرف مليا حجم الأرباح التي تجنيها الشركات التي قد تعلن بعضها كل سنة، كما أنها تدرك حجم الاعفاءات الممنوحة للمقاولات بما فيها المدارس الخصوصية، وايضا فالحكومة تدرك أن تكلفة الإنتاج رخيصة في بلادنا التي توفر يد عاملة تستغل بأجر رخيص ومواد أولية بأثمنة في المتناول، ورغم ذلك تصر حكومتنا الموقرة على عدم تحمل مسؤوليتها في معالجة إشكالية تدني القدرة الشرائية للجماهير الشعبية، وعلى اتساع دائرة انتشار الفقر والهشاشة، وقضية الغلاء وعدم التناسب بين الاجور وتكلفة المعيشة.فاذا كان لا بد من تطبيق الفصل 72 من مدونة الصحافة والنشر، يردف أربيب، فالأحرى أن يطبق على الأحزاب المشاركة في الحكومة لأنها روجت لبرامج وأرقام غير واقعية للنصب على الناخبين، فالسياسة ليست "تشلهيب" إنها أخلاق والتزام اتجاه المواطنات والمواطنين، انها الشفافية والوضوح، انها قول الحقيقة، السياسة مسؤولية واختيارات واقعية.عمر أربيب - عضو اللجنة المركزية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
ساحة
الحقوقي أربيب يكتب: حكومة الهجانة والحوار الإجتماعي
تأكد أن الحكومة الحالية لم تتوفق لابرام اتفاق مع النقابات لتتويج ما يسمى الحوار الاجتماعي. وهذا أمر كان متوقعا نظرا للعرض الحكومي الهزيل.والحكومة الحالية كما سابقتها تضم تقريبا نفس المكونات السياسية، وهي مكونات تعتبر الحقوق الاجتماعية وضمانها عبء على الميزانية العامة، وان اهتماتها تتجه إلى تقليص دائرة الانفاق العمومي في المجال الاجتماعي، والتراجع حتى عن ما هو قائم من مكتسبات، حيث يتم الزحف عليها منذ الحكومة السابقة (الغاء صندوق المقاصة، تحرير الاسعار في عدة قطاعات دون وضع آليات للمراقبة والتقنين، التخفيض الضريبي للمقاولات، تشجيع القطاع الخاص ودعمه في مجال التعليم، اعتماد المرونة والمقاولة من الباطن والعمل بالعقدة في ميدان التشغيل، تخريب أنظمة التقاعد وفرض الثلاثي المشؤوم، قمع ومصادرة الحريات بما فيها النقابية، مواجهة المطالب العادلة والمشروعة للمواطنين والمواطنين بالمقاربة الأمنية، الهاب سوق الاسعار خاصة المواد الاساسية، تسليع الحق في الشغل والتعليم و...).إن المطلوب ليس حوارا اجتماعيا شكلي، بل مفاوضات شاملة بين الأطراف الثلاثة، تستند على مرجعية واضحة أساسها تقوية والرفع من القدرة الشرائية للمواطن باعتماد السلم المتحرك للاجور في التوازي مع الاسعار،. على اعتبار أن العامل الحاسم في حل معادلة الحوار او التفاوض الاجتماعي ينطلق من الرفع من الأجر، وجعله قادرا على توفير مستوى معيشي لائق يضمن الحاجيات الأساسية للمواطن، وبطبيعة الحال فالحوار او التفاوض له غايات اعمق مرتبطة بإقرار الديمقراطية الشاملة واحترام الحقوق والحريات، وبناء مجتمع الكرامة والحقوق.اننا امام حكومة تريد شراء سلم اجتماعي ب100 درهم سنويا للموظف رغم عدم تعميمها، و0 درهم للعاملين في القطاع الخاص، وبذلك فإنها لا تدرك حجم ما تراكمه من احساس بالظلم الاجتماعي، والاقصاء والتهميش، وما قد تخلفه سياستها من هزات اجتماعية تكون تكلفتها عميقة.إننا ايضا امام مكونات حكومية منذ نهاية 2011 والى اليوم لم تستطع ولو مرة الخروج باتفاق مع النقابات لرسم معالم المقاربة التشاركية التي تروج لها الدولة، فخلال ولاية الحكومة السابقة والحكومة الحالية، ظلت الاجور مجمدة بل انخفضت نتيجة ارتفاع نسبة الاقتطاعات منها، وتراجت القدرة الشرائية للجماهير وعموم الشغيلة نظرا لارتفاع الاسعار وتخلي الدولة عن مسؤوليتها في توفير الخدمات الاجتماعيه.إننا أمام حكومة هجينة في تشكيلتها، ليس لها ناظم فكري، ولا استراتيجية اقتصادية أو اجتماعية، حكومة تفتقد للابداع والابتكار السياسي، حكومة هدفها الاستراتيجي الحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية لخدمة الدين الخارجي والرسمالية العالمية وتبعاتها الريعية محليا.حكومة تصرح بما لا تفعل، ولا تحترم حتى القوانين، وما يسمى بالتصريح الحكومي الذي يعد خارطة طريقها، حكومتنا الموقرة لازالت بعد سنة من تنصيبها لم تحسم في بعض اختصاصات ومهام بعض الوزراء وكتاب الدولة، وتريد ان تتعاطى بشكل جدي مع المسألة الاجتماعية، فهذا سيكون من ضروب الحلم الا.أكاد أجزم أن عرض الحكومة خلال الحوار الاجتماعي لم يكن جادا ولا صادقا، لافتقاده الموضوعية، للجدية المطلوبة، وانه كان عرضا للاستخفاف بالنقابات وعموم الشغيلة سواء في القطاع العام أو الخاص، ورسالة واضحة بأن الحكومة الحالية هي استمرارية للحكومة السابقة ولنهجها التصفوي للخدمات الاجتماعية، وأن غايتها تعميق الفوارق الطبقية، وتقليص حجم الانفاق العمومي على الخدمات الاجتماعية وجعلها ذات تكلفة قريبة من ثمنها في القطاع الخاص، فمثلا لا يمكن الحديث الآن عن مجانية الخدمات الصحية، فالعمل بالأداء قائم مع ضعف الخدمات المقدمة في المستشفيات التي لم تعد تحمل صفة العمومية الا تجاوزا.انه يحق لنا أن نصف الحكومة الحالية والسابقة بالعدو القائم للمسألة الاجتماعية وللشغيلة بالدرجة الأولى، فلا يعقل أن يجمد الحد الأدنى للاجور ، والا يتم تفعيل ولو جزئيا السلم المتحرك للاجور بما يتماشى مع ارتفاع الاسعار، كما يمكننا أن نعتبر أن السياسات العامة المعتملة فاشلة لتغييبها للقضايا والحقوق الاجتماعية، والاستثمار في العنصر البشري، وفي خلق الثروة الوطنية وتوزيعها بشكل عادل على عموم المواطنين والمواطنات، فحرمان الشغيلة والفئات الفقيرة والمهمشة من الحق في التنمية ونصيبها من الثروة هو انكار لحقوق المواطنة، إقصاء جميع فئاته من التمتع بالحرية والكرامة.وعلى الحكومة أن تعي أنه لا يمكن تحميل الكادحين والشغالين تبعات فشل سياساتها ونموذجها التنموي والتدبيري، اننا ندرك جيدا حجم الامتيازات التي يتمتع بها القطاع الخاص وفئة جد مقلصة من المستفيدين، وندرك البون الشاسع والهوة العميقة بين الأجر والاسعار والتي لن تؤدي الا الى ارتفاع ضحايا السياسات العمومية.ليس بالشعارات والخطب والعروض الهزيلة يمكن الالتفاف على المطالب العادلة والمشروعة للعاملات والعمال في القطاعين العام والخاص، ف100 درهم زيادة في أجرة شهر احتقار لقوة العمل ولمقدرات الموظفين والموظفات وتبخيس أعمالهم، لقد كان من الاجدر عدم طرحها والتعبير عن عجزكم كحكومة عن التجاوب مع المطالب، واعلان افلاس سياستكم اتجاه الاجراء في القطاع العام ، ومصارحة الطبقة العاملة المنتج الحقيقي لفائض القيمة الذي لا تستفيد منه بعجزكم ، والاقرار بأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشغيلة وعموم المواطنات والمواطنين لا ترد في برامجكم الحزبية الا شعارات لاستمالة الكثلة الناخبة.
ساحة
أربيب: رئيس الحكومة تنقصه الشجاعة
لم يفوت الناشط الحقوقي عمر أربيب فرصة اللقاء التواصلي الذي عقده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بمراكش، دون أن يوجه رسالة للعثماني من خلال تدوينة جاء فيها:عند عقد لقاءاته بمراكش استثنى رئيس الحوكمة سعد الدين العثماني، الجمعيات الفاعلة الجادة والمساهمة في تأطير، المواطنين ولو بشكل محدود، والمتابعة بتفاصيل الوضع المحلي وتأثيره على إعمال الحقوق الأساسية للمواطنين، والقادرة على مطارحته ومناقشته بالجدية اللازمة، نظرا لتوفرها على معطيات تفيد تعثر البرامج الكبرى للمرحلة السالفة، جمعيات اشتغلت على سوء تدبير المال والملك العمومي ، ووقفت على تماطل القضاء وتباطئه في بعضها، واحيانا الحكم لسنوات سجنا وغرامات ابتدائيا الى البراءة استئنافيا، ملفات تروج منذ ما يفوق 15 سنة.كنا نتمنى من السيد رئيس الحكومة قبل ان يطرح ما سماه البرنامج التنموي لجهة مراكش اسفي، أن يجيبنا على الاقل عن رسائلنا المفتوحة والموجهة الى رئاسة الحكومة وعدد من الوزارات والمؤسسات والمتعلقة بثلاث قضايا فقط :برنامج مراكش الحاضرة المتجددة الذي رصدت له الدولة 6,3 مليار درهم ، والذي كان من المفترض نهاية الاشغال فيه ، فإذا بنا نلمس وكأن الاشغال ابتدأت ، مشروع متعثر بل منفلت في بعض جوانبه من الغايات والاهداف الحقيقية للمشرع، ولعل تحول جزء منه في سيدي يوسف بن علي من انجاز مؤسسات ذات طبيعة اجتماعية إلى مشاريع خاصة، نموذج صارخ للعبث بالبرنامج، ناهيك عن غياب الدراسات وعدم تسوية مشاكل العقار لانجاز بعض المشاريع، واسناد صفقات بأثمان جد مرتفعة، تبين أن انجازها في حالة اسنادها للمختصين اقل بكثير، ملف إعادة هيكلة 27 دوار بعمالة مراكش وحدها، وهو البرنامج الذي وقع سنة 2010 وكان من المفروض ان يكون قد انجز نهائيا، وقد خصصت له ملايير السنتيمات، وما كان على السيد رئيس الحكومة الا أن يلتفت لبعض مراسلات الهيئات الحقوقية ليعرف حجم الخصاص في عدم وفاء العديد من المتدخلين في انجاز البرنامج ، واولهم وزارة السكنى والتنمية المجالية، ملف تفويت عقارات الدولة ، وحتى بعض العقارات بمراكش غير مشمولة بأي حكم قضائي، وتحويل وتغيير طبيعة المشاريع على بعض العقارات، ملف ما يسمى بالصفقات الإستثنائية المواكبة للمؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية الذي ضم الدول الأطراف والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.كان على السيد رئيس الحكومة أن ينصت الى المكونات الحقيقية للمجتمع، الى الهيئات الحقوقية، او على الاقل ان يجيبنا على مذكراتنا المرفوعة اليه والمتعلقة بجزء مما اشرنا له والذي يرتبط بمحاربة الفساد وحماية المال العام، والتصدي للجرائم الاجتماعية، وإعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة، والاهم استرجاع الاموال والممتلكات المنهوبة وتوظيفها في خدمة الساكنة، وهذا ما لا يمكن حدوثة لان المجالس المتعاقبة على تدبير مراكش ومنها المجلس الحالي لا تتنصب كطرف مدني، اذا كان المنتخبون انفسهم يشتكون من عدم اتاحة الفرصة لهم لطرح مشاكل الجماعات والخصاص المهول في جهة تضم ثلاث اقاليم ترتب من افقر الاقاليم وهي الحوز، شيشاوة والصويرة، فما علينا نحن الجمعيات الا ان نستمر في المكاتبة والترافع ومؤازرة ضحايا الاقصاء والتهميش، وفضح البرامج الوهمية او المتعثرة أو التي تشوبها تجاوزات.ونتمنى من السيد رئيس الحكومة، ان يتجاوب مع كتاباتنا ومذكراتنا، او على الاقل ان يفعل مذكرة الوزير الأول الأسبق السيد عبد الرحمان اليوسفي، والتي تفيد ضرورة تجاوب الإدارات العمومية وردها على مراسلات المواطنات والمواطنين، واعتقد ان مراسلات الجمعيات المدنية معنية بذلك ايضا.عمر أربيب - عضو اللجنة المركز للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
ساحة
الغلوسي يكتب.. مكافحة الفساد أو الحاجة إلى وقف النزيف
خضنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام معارك نضالية متنوعة ضد الفساد ونهب المال العام والإفلات من العقاب وهكذا نظمنا مسيرات ووقفات إحتجاجية بدعم ومؤازرة من مختلف القوى التقدمية والديمقراطية ،وهي كلها إحتجاجات ترمي إلى دق ناقوس الخطر حول تفشي الفساد والرشوة في دواليب الدولة والمجتمع ونبّهنا إلى خطورة إستمرار ذلك على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية .ولابد أن نشير إلى أن الجميع يقر بخطورة الفساد وتكلفته الباهضة على مستقبل التنمية ذلك أن سيادة الفساد ونهب المال العام يساهم في إنتشار الفقر والبطالة والجريمة بمختلف أشكالها .وصنفت التقارير الدولية الصادرة في هذا المجال المغرب في مراتب مخجلة مؤكدة على أن الآليات المؤسساتية الكفيلة بمحاربة الفساد والرشوة تعاني من إختلالات عميقة يتطلب الأمر الإنكباب بجدية من أجل بلورة إستراتيجية وطنية متكاملة ومتعددة الأبعاد ومنسقة تستهدف كافة القطاعات من أجل تخليق الحياة العامة وتعزيز حكم القانون .إن إستمرار الفسادوالرشوة ونهب المال العام والإفلات من العقاب يقوي الشعور بالظلم والحكرة ويغذي كل مشاعر الغضب والإحتقان الإجتماعي ويضعف الشعور بالإنتماء للوطن ،فكم من مسوؤل أوموظف عمومي مكلف بتطبيق أو إنفاذ القانون إغتنى من منصبه بشكل غير مشروع نتيجة ضعف وهشاشة أدوات الرقابة وحكم القانون .رجاء أوقفوا نزيف الفساد ونهب المال العام والإفلات من العقاب قبل فوات الآوان ،رجاء إتقوا الله في هذا البلد العزيز الذي نحبه ونعشقه ونريد أن ينعم بالإستقرار والأمن والآمان في مناخ من الكرامة والحريّة والعدالة.محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام
ساحة
إفساد كوني للسياسة
يبدو أن ظاهرة إفساد السياسة وبهذلتها والدوس على غاياتها النبيلة , أصبحت ظاهرة كونية في عالم اليوم , وفي هذه الظرفية بالذات, ومن يريد الدليل فليبدأ بما هو قريب منا حيث المفسدون يرتعون في المناصب الرسمية والمواقع الحزبية , وحيث المواقف والمواقع تباع وتشترى , وحيث الحق الذي ارتفع صوته في حراكات اجتماعية شملت كل جهات الوطن يواجه بالقمع والتنكيل والمؤامرات الخسيسة ضد الأصوات المستقلة والحرة , وحيث وحيث,, الخأما ماهو بعيد وليس في الحققية ببعيد, فالدليل يأتيكم من تغريدات رئيس "أعظم" قوة دولية وعربداته العدوانية والعنصرية والابتزازية والارتزاقية , ومن سطحية تيريزا ماي وخفة وسذاجة ماكرون ..وإذا ما تحدثنا عن بني جلدتنا في "مدن الملح" فلن يكون للسياسة غير بعد واحد هو تكريس التبعية والعمالة , والتفريط في الثروات الوطنية حماية لعروش تجاوزها التاريخ ... وغير ذلك كثير .. جليل طليمات / الرباط
ساحة
1
…
35
…
53
الطقس
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
°
°
أوقات الصلاة
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
الاثنين 21 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
صيدليات الحراسة