Category Details – الصفحة 6 – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
السبت 19 أبريل 2025, 15:33
الاندلسي يكتب عن سبب حقد الكابران الجزائري: معاداة الثقافة والتاريخ
 في البدء كان العلم  و العلماء  و المثقفين يحملون هم انعتاق المغرب الأوسط من طغيان استعمار فرنسي.  ما بين مصلى الحاج  و بن باديس تزاوج نضال المثقف الحقوقي برجل التنوير الديني و تنوعت حركات التعبير عن ضرورة بناء كيان جديد بعد قرون عثمانية  و ما يزيد عن قرن  و نيف من احتلال فرنسي.المسألة التاريخية ليست سهلة القراءة بشكل موضوعي.  و يبقى فتح الأرشيف الفرنسي الحقيقي هو المفتاح لإعادة كتابة تاريخ  شوهه بعض  صحافيي جمال عبد الناصر. الكثير من المغالطات تلف الكتابة الرسمية لتاريخ الجزائر من طرف من استفادوا من تواطئ فرنسا  من عسكريين  و مدنيين أصبحوا، بقدرة قادر، مناضلين  و زعماء  و من تحول من مقيم في الأزهر الشريف رافض للنضال من أجل أرضه  إلى منقلب عن أول رئيس مغربي للجزائر بعد ما سمي بالاستقلال.الثقافة عدوة للتفاهة  و تعتبر من  طرف المنحطين تاريخيا بمثابة قنبلة سوف تنفجر لفضحهم  و لتعريتهم.  الثقافة تفضح كل حاكم لا يعترف بأن الفهم المرتبط بواقع  و محاولة فك ألغازه لتغييره يفتح هوة عميقة تؤدي إلى الانحطاط.  وهذا هو نهج من شوهوا صورة شعب الجزائر  و قوضوا آماله في غد أفضل.  ما أصعب أن يقود جاهل شعبا من بينه مثقفون و ذوي خبرات في كل المجالات.  مع  الأسف أن هذا المصاب الجلل هو ما حل بكثير من البلدان  و من ضمنها شعب الجزائر. حين يعادي نظام سياسي قوة الثقافة يقفد البوصلة  و يعادي التاريخ.أبطال الاوراس  و شرق الجزائر قدموا التضحيات  و ووصلت جحافل الوصوليين لتستولي على التاريخ  و النضال  و الثروة  و المؤسسات  و لكي تزور تاريخ منطقة ولدت من  رحم الإستعمار.  و يظل السؤال ملحا  و كبيرا حول من استفاد حقيقة من انفصال فرنسا بطريقة " ثعلب الصحراء " عن أرض  استلمتها بعد تراجع العثمانيين  الذين تخلوا عن " كراغلتهم" . الأرشيف المصري  و كبار الصحافيين المصريين تكفلوا بخلق شرعية ازلام فرنسا  و بعض دعاة القومية الناصرية لصنع أسطورة " مليون  و نصف  مليون شهيد ".و هناك  من ركبوا صهوة الخيال لكي يرفع عدد " الشهداء" إلى 4 أو  خمسة ملايين  و قد رفعها تبون إلى ما يفوق 10 مليون.  لا أحد أصبح قادرا على تحمل الضحك المفضي إلى اختناق من فرط إرتفاع الكذب الذي لا يصدقه إلى حزب مسيلمة  الكذاب  و حتى حزب سجاح التميمية.  و كلاهما ادعي النبوة.د و كلاهما لا يعرفهما الكذاب  الأكبر من فرط  الغياب المؤقت.فلنفترض أن الشهداء كانوا ملايينا.  المطلوب وثائق تاريخية  و إحصاء دقيق  و خارطة لمواقع سقوط الشهداء.  الكراغلة يكرهون كتابة التاريخ بمنهج علمي.  مؤرخو فرنسا،  و قد نشك في ابحاثهم، قالوا أنه  و حسب وثائق المستعمر،  لم تتجاوز عتبة ضحايا الجيش الفرنسي  350 ألف  و وصل عدد القتلى الفرنسيين من جنود  و مواطنين فرنسيين  25 ألفا.المهم هو أن الشعب الجزائري لم يتنفس الصعداء بعد كل هذه المدة التي تجاوزت عقودا من الزمن. تدهورت الأحوال في بلد مليون مليار دولار من عائدات النفط  و الغاز.  بحث بعض ازلام الإستعمار عن عز نضالي في ميدان عدم الانحياز  فانحازوا.  بحثوا عن حضور في أفريقيا عبر انفاق ملايير البترو دولار  كرشوة  فوجدوا أنفسهم في مستنقع  المرتشين  و خسروا مثل خسارتهم أخيرا أمام حفيد مرتشى لنلسون مانديلا في افتتاح بطولة أفريقيا للاعبين المحليين. بحثوا عن من يخطط لتطوير اقتصادهم فصدقوا بعض المتياسرين  الجدد فصدقوا أن الصناعات المصنعة ستجعلهم ابطالا لهزم أوروبا، ضاعت ملايير دولارات شعب الجزائر  و لم يعترف الكراغلة  الكابرانات بأخطائهم  و وصلوا إلى العشرية السوداء لتصفية المثقفين  و الصحافيين  و الأبرياء.  و الوثائق الفرنسية غنية بالمعلومات عن شنقريحة  و " رب الدزاير توفيق " و غيرهم  و كل الجرائم التي اقترفوها.  دخل الكابران الأكبر إلى قصر الاليزي و توقف التصوير الرسمي  لكي يستمر التصوير من أجل الضبط  و تسجيل الصوت  وحتى طلب إستعمال  المرحاض.  فرنسا تعرف أن الكابران هو الحاكم الفعلي لبلاد لا زالت لم تعرف تاريخها  و لا تعترف بهويتها الحقيقية.من يتابع بلاد المغرب الأوسط التي يسيطر عليها " حفاة عراة يعبدون المال" يتأكد أن الثقافة  و التكوين العالي و مستوى الكفاءات هي من أكبر التهم التي يمكن أن  يتم تلفيقها لمواطن شريف. كل شرفاء الجزائر يعترفون أن المثقفين أصبحوا عدوا مفترضا في نظر الكابرانات.  كل المتفوقين في البحث العلمي  و في صنوف الثقافة ابتعدوا عن تدبير السياسة  قهرا.  و النتيجة تدهور مستوى الوزراء  و تحول خرجاتهم الإعلامية المدروسة إلى لحظة استهزاء  و إشهار ضعف في التفكير  و في كل التعبير.يجهلون كل معرفة بالعلم  و بالمعرفة  و حتى باللغات.  المواطنون المقهورون يبينون على قدرات تحليلية  و تعبيرية أرقى  و أغنى من الوزراء و حتى من كلفه الكابرانات  بالجلوس على كرسي بقصر المرادية. مثقفو الجزائر موجودون بكثرة في حقول الإبداع  و البحث العلمي عالميا و في مجال الإقتصاد، لكنهم منبوذون في  بلدهم.  هذا الوضع ذكرني بالكره الذي رافق بداية حكم البولتشيف  للاتحاد السوفياتي.  و بعد عقود إنتبه " بريجنيف " إلى أهمية " الانتايجانسيا الشعبية " في المسار الثوري. و قبله انتبه " لينين " إلى أهمية التقنيين الحمر.المثقف  الذي اعتبره المفكر الإيطالي  غرامشي " عضويا" حين يكتسب القدرة على الفعل في المجتمع  و الإسهام في تغييره،  يعتبر عدوا بالنسبة للطغمة الجاثية على قلوب المواطن الجزائري   و على مستقبله. و لمن يشك  في هذا،  الدعوة مفتوحة للولوج إلى اليوتوب و  للاستسلام  للضحك على نوعية خطاب النخبة المسيطرة من وزراء  ومسؤولين. الثقافة تزعج و ستظل كذلك بالنسبة لكل من يحاول الاستهزاء بالحق في المواطنة حيثما وجد. و كم اثار انتباهي أن من انتفضوا ضد العسكر الجزائري هم مثقفون من قدماء الجيش الشعبي للجزائر.  كل من قرأ و تعلم  و كون قدرة على النقد الموضوعي يتبين له أن الحاكمين بأمر من الجهل جعلت أمامهم القدرة على الكذب وسيلة للحكم بالحيلة  و تطعيم اتباعهم بالحقد على النور  و النجاح  و الديمقراطية  و الحرية.  و لن ينتصروا...
ساحة

تكناوي يكتب عن التربية على حقوق الإنسان أو حين تصبح المواطنة موقفا وسلوكا
لاشك أن موضوع التربية على حقوق الإنسان والمواطنة يستمد وجاهته بالنظر إلى عوامل أساسية ، عامل كوني يتجلى في تطور المجتمعات والحضارات الإنسانية ، والوعي المتزايد بأهمية الإنسان كقيمة في حد ذاته، وعامل محلي يظهر في التحول الإجتماعي الذي افرزه التطور التاريخي للمجتمع المغربي، تم هناك عامل تربوي بنتجلى في دور وأهمية مؤسسات التربية والتكوين في تنمية هذا السلوك المدني كمؤشر على الوعي بالحقوق والواجبات.و اعتماد المقاربة الحقوقية في مجال التربية يؤكد الأسس الإنسانية التي لا يمكن ان تستقيم أية تربية بدونها، مما يستدعي استحضار التفكير الجماعي من أجل تحصين ثقافة حقوق الإنسان ببلادنا وتجدرها في الأسرة و خاصة بالمدرسة ، وايضا من أجل أن تصبح برامج التربية على حقوق الإنسان والنهوض بثقافتها في عمق الإصلاح التربوي والبيداغوجي، ونواة أساسية لكل المبادرات والمشاريع التربوية التي تعرفها المدرسة المغربية وفي كل برامج الإصلاح المستمر والمتنامي.فتشجيع أندية المواطنة والتربية على حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية وتوفير الدعم لانشطتها، يقوي الاعمال الصغيرة بانخراط التلاميذ في انتاجها بل ومن خلال انشطتها التي تنبني على الحرية والإرادة يمكن التلميذ ان يتعلم اكثر مما يتعلمه داخل حجرة الدرس، اذ هي أنشطة تقوم على حرية الاختيار ولا تخضع للتقويم بالنقط او الجزاء، يكون حافزها القدرة على إثبات الذات في إطار عمل المجموعة التشاركيان ما يكتبه التلاميذ من وعي بالحقوق والواجبات وهم يتحركون في بناء أنشطة النادي ويساهمون في اعدادها وبلورتها وانجازها يكون أثره أعمق وارسم مما قد يتعلمونه من درس يكون فيه التلقي سيدا ، اذ عبر هذه الأنشطة يتمثل التلميذ المعرفة ويجعلها ذات معنى فنحن أمام جيل جديد مختلف جيل رؤيته للعالم مغايرة فهو جيل الصورة والانترنيت ومن هنا فنحن مطالبون لتوظيف بيداغوجيا مختلفة، مطالبون بالبحث عن طرائق مغايرة للتعليم والتربية، طرائق تحقق مصالحة الفرد مع محيطه، مع مدرسته مع الملك العام .انطلاقا من وعي بان المدرسة هي المشتل للاستثمار في الكائن البشري ليس فقط باعطاءه المعارف الضرورية لينجح في اختبارات مدرسية ومهنية، وانما باعداده ليكون ناجحا في حياته، الانسان المدرك لقيم المواطنة والمتمثل لمبادئ حقوق الإنسان والمتشبع بها وعيا وممارسة.
ساحة

التشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة.. هل يصلح مسؤولو الجهة أعطاب الإنطلاقة الخاطئة؟
الزوبير بوحوتتحتضن مدينة ورزازات يوم 23 يناير 2023 إجتماعا بخصوص التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت وذلك بحضور أعضاء الجهة ومكتب الدراسات.سيشكل هدا اللقاء الذي سينعقد بقصر المؤتمرات بورزازات ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا فرصة للتشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت ، وهي وثيقة مرجعية أساسية لأي استراتيجية تنموية لا بد أن تتقاطع مع برنامج التنمية الجهوي كما يمكن اعتبار هذا اللقاء فرصة لإصلاح الأخطاء المسطرية التي ارتكبت إبان إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب وكذا برنامج التنمية لجهة درعة تافيلالت.وهنا لابد من التذكير ان اللقاءات التشاورية كانت قد إنطلقت في أواسط شهر يناير 2022 بمختلف أقاليم الجهة حيت تم تعميم بلاغات صحفية انذاك مفادها أن مصالح الجهة تقوم بالمشاورات اللازمة لإعداد الوثيقتين، كما صادقت الجهة في دورة مارس 2022 على برنامج التنمية الجهوي و شكل هذا الحدث فرصة للافتخار بالعمل "الجاد" و "الجدي" الذي قام به رئيس الجهة وجميع مكونات المجلس.إلا أن الأمور لم تكن بالشكل الذي سوقت له، ويبدو أن ملاحظات وزارة الداخلية كانت صادمة لمسؤولي الجهة حيت سلطت الضوء على مجموعة من الاختلالات تهم بالخصوص الشق المسطري والموضوعاتي والمالي بالإضافة الى الشق الشكلي في ديباجة تقديم المشروع.لقد سبق في مقال سابق أن ابديت ملاحظة سطحية بخصوص الشق المالي حيث لم أفهم كيف يمكن لجهة درعة تافيلالت التي تساهم ب 2,6% من الناتج الداخلي الخام ان تقترح برنامج في حدود 46 مليار درهم فيما برنامج جهة الدار البيضاء-السطات يبقى في حدود 48 مليار درهم علما انها تساهم بأكثر من 32% من الناتج الداخلي الخام.ولهذا بات مؤكدا أن البرنامج سيعرف مراجعة جدرية لأنه سيتقلص إلى حدود 16 او 17 مليار درهم فقط وهو ما يستدعي إعادة اقتراحه من جديد أخذا بعين الاعتبار ملاحظات وزارة الداخلية وهو ما يعني إعادة النضر في كل المشاريع المقترحة.فبرنامج التنمية يتطلب دراسة متأنية بمقاربة تشاركية تعتمد الذكاء الجماعي لمحاولة المساهمة في اغناءه بكل موضوعية وفي إطار الخبرة التي يتمتع بها كل المتدخلون مع مراعات العدالة المجالية و الاقطاب القطاعية......وهنا نجد انفسنا امام مشكل قد يبدو صغيرا لكنه يخفي أمور لابد أن يتم توضيحها من طرف مسؤولي الجهة : فإلى حدود الان هناك نسختين من برنامج التنمية الجهوي ولا ادري من هي النسخة التي تمت المصادقة عليها ومن هي النسخة التي تم ارسالها لمصالح وزارة الداخلية.ففي إحدى النسخ من البرنامج، يتكون المقترح من 123 مشروعا، تصل تكلفتها الاجمالية حوالي 46 مليار درهم تتحمل الجهة حوالي7 مليار درهم تغطي هاته المشاريع الشق الاجتماعي والبيئي والمجالي والاقتصادي كما تغطي مجال الحكامة.( كما هو مبين في الصورة).وبخصوص الشق الاقتصادي الذي يقترح 42 مشروعا بمبلغ مليار5,941 درهم ومساهمة ذاتية تصل 1,66 مليار نجد مشروعين للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,28 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 566 مليون درهم.اما في النسخة الثانية فالبرنامج يشمل 118 مشروعا فقط بحجم إجمالي يصل إلى 46 مليار درهم تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.وهنا نلاحظ ان المحور الاقتصادي يقترح 38 مشروع فقط لكن بمبلغ إجمالي يصل 6,072 مليار درهم وبمساهمة ذاتية تصل إلى 1,735 مليار درهم من ضمنها مشروع واحد للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,388 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 611 مليون درهم.ومن هنا نجد انفسنا امام تركيبتين نرجح ان الوثيقة التي ابدت فيها وزارة الداخلية ملاحظاتها هي التي يصل مبلغ المساهمة الذاتية للجهة فيها إلى 7 مليار درهم، علما ان مصالح الداخلية ابدت ملاحظة أن الجهة لا تتوفر على هاته القدرة التمويلية وهو ما يستدعي لجوء الجهة إلى الاقتراض من صندوق التجهيز الجماعي ( إن توفرت فيه الشروط للحصول على هدا المبلغ) أو البحث عن مصادر تمويل أخرى وفق شروط واضحة...الأمر هنا واضح، يستوجب إعادة العمل على تركيبة مالية جديدة واقتراح البرنامج للمناقشة من جديد وفق المساطر القانونية.لكن بتركيزي على الميدان السياحي، ألاحظ أن الجهة أرسلت برنامجا تنمويا مساهمتها الذاتية فيه في حدود 7 مليار درهم وهو البرنامج الذي يشمل مشروعين للسياحة بمبلغ 1,28 مليار درهم، بينما يتم الكلام على التوقيع عن إتفاقية و المصادقة عليها مع مجموعة من الشركاء وعلى رأسها الشركة المغربية للهندسة السياحية بمبلغ 1,388 درهم ( سنعود اليه فيما بالتفصيل ) وهو المشروع الذي نجده في النسخة الثانية من برنامج التنمية الجهوي والتي تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم والذي لا أضن انه هو الذي ارسل إلى مصالح وزارة الداخلية التي بعثت جملة من الملاحظات ومن بينها الشق المالي حيث تتكلم صراحة عن غياب القدرة المالية الذاتية للجهة والتي تبقى في حدود 4 مليار درهم بينما الجهة تقترح برنامجا يصل فيه التمويل الذاتي إلى 7 مليار درهم وهو ما يؤكد أن هاته هي النسخة التي تم ارسالها وتم رفضها فما بالك بالنسخة التي تصل فيها مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.اللقاء التشاوري يجب أن يتحول إلى لقاء لمصارحة الذات فالجهة، لاتحتاج للمزيد من الأخطاء. اضن اننا أمام انطلاقة خاطئة يجب تصحيحها على الفور تجنبا لهدر المزيد من الزمن التنموي.
ساحة

يونس التايب يكتب: البرلمان الأوروبي وهواية الابتزاز بلعب الأوراق المحروقة
كان حريا بأعضاء البرلمان الأوروبي أن يهتموا بواقع الشعوب التي يمثلونها، عوض لعب أدوار غير تلك التي لأجلها أحدثت تلك المؤسسة التي ينتمون إليها.على سبيل المثال، كان ممكنا للبرلمان الأوروبي أن يركز على إخراج تدابير سياسية واقتصادية لتخفيف آثار أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار على الوضع المعيشي للمواطنين الأوروبيين الذين تدهورت قدرتهم الشرائية، و تقديم اقتراحات لمفوضية الاتحاد الأوروبي لإنقاد ميزانيات الدول الأوروبية التي تعاني من عجز في الميزانية العمومية بلغ مستويات غير مسبوقة بأثر اجتماعي خطير على الخدمات و أنظمة الحماية الاجتماعية و صناديق التقاعد.كما كان ممكنا أن يشتغل النواب على مبادرة ديبلوماسية لإقناع الأطراف المعنية بوقف الحرب في أوكرانيا، خدمة للسلام وتجنيب القارة العجوز مصائب اتساع العنف و احتمال حدوث اصطدام نووي بين روسيا و الحلف الأطلسي، سيكون كارثيا بكل المقاييس. و كان ممكنا، أيضا، أن يهتم البرلمانيون الأوروبيون بإشكالية صعود الفكر العنصري اليميني المتطرف، و تطبيع عدد من المجتمعات الأوروبية و وسائل الإعلام، الرسمي و الخاص، مع الفكر الفاشيستي الذي أدخل أوروبا في الحرب العالمية الثانية في الثلاثينيات من القرن العشرين.لكن، عوض الاجتهاد في تلك الاتجاهات التي تحضى بأولوية لدى شعوب أوروبا، ارتأى السادة النواب أن يجعلوا من المغرب قضيتهم الأولى، و نصبوا أنفسهم ملائكة تحمي حرية التعبير و تسهر على احترام حرية الصحفيين و حقوق الإنسان في بلادنا. طبعا، يحق لنا أن نتسائل لماذا التركيز على المغرب بالضبط ؟ و لماذا استهدافه الآن ؟ ومن تحرك وراء الستار لإثارة الملف ؟ وبأية خلفيات يجري ما نراه و ما نسمعه ؟ولنفترض جدلا، وجدلا فقط، أن هنالك مواضيع يمكن للنواب الأوروبيين النبش فيها وانتقاد المغرب بسببها، هل تستحق بلادنا أن تكون أولوية مقارنة مع ما هو عليه الوضع في دول أخرى ؟ هل يجوز اعتبار وضع حرية الإعلام و وضع حقوق الإنسان في المغرب، أسوأ من وضعية الإعلام و الحرية و حقوق الإنسان في عدد من دول العالم، في أوروبا و إفريقيا و آسيا؟ و هل الوضع في البلد الجار الشرقي أفضل ؟ أم هو الغاز الثمين جدا، الذي يعتبره النواب الأوروبيون أهم بكثير من حقوق إنسان جزائري مسكين؟ثم ما هي العلاقة بين التحريض ضد المغرب من بوابة البرلمان الأوروبي، بما تعرفه قضية الصحراء من تطورات إيجابية ترسم السير نحو اعتماد مقترح الحكم الذاتي ضمن سيادة المغرب على صحرائه؟ وما علاقة تحريض البرلمان الأوروبي، بموقف فرنسا التي تصر على استغلال بلادنا و وضع كامل اقتصادنا تحت سطوة شركاتها المقبلة على الإفلاس؟و كيف نفهم فضيحة انخراط ديبلوماسية التحريض و العداء التي يقودها النظام العسكري و السياسي الفاسد في البلد إياه، في الكواليس الأوروبية لتأجيج موقف بعض النواب البرلمانيين و الإعلاميين ضد بلادنا ؟ على من يضحك هؤلاء ... على أنفسهم أم على من انتخبوهم من مواطني الدول الأوروبية؟صراحة، ما يحدث هذه الأيام هي حروب جديدة ضد المغرب، لا تفاجئني شخصيا. فقد كتبت عن ذلك قبل مدة، و كتبت مؤخرا عن وجود مؤشرات تدل على أننا سندخل مرحلة الضرب تحت الحزام، و علينا أن نستعد و نتجند لها، و نقوي الجبهة الداخلية و نرفع منسوب الثقة المجتمعية، و نستعد نفسيا لما سيشن ضد مصالحنا الوطنية بأساليب غير مسبوقة و على عدة واجهات. و قلت، أيضا، أن الغرض من تلك الحروب الشرسة هو إسكات صوت المغرب ومنعه من بناء مشروعه التنموي الوطني، ودفعه للتفريط في مواقفه السيادية وعدم الاستمرار في بناء علاقات استراتيجية قوية مع دول ومحاور لا تريدها ديبلوماسية الإيليزي التي تبدو عاجزة عن تدبير مشاكل الداخل الفرنسي، في ظل المنطق الرئاسي "الشاب"، وفي ظل وضع متوتر تسير فيه البلاد نحو مرحلة عصيبة من التوتر الاجتماعي و التردي على مستويات مختلفة.للأسف، قرار النواب الأوروبيين يؤكد أنهم لا يقدرون بالشكل المطلوب كون المملكة المغربية هي الشريك الأكثر فعالية ومصداقية في جنوب البحر الأبيض المتوسط، وأن المغرب دولة تحترم التزاماتها الدولية وتنخرط بفعالية في كل المبادرات الدولية من أجل السلام والتعاون الاقتصادي و حماية البيئة، والأمن العالمي، ومحاربة الإرهاب والتطرف وشبكات الاتجار في البشر والهجرة السرية. و رغم كل شيء، لن ينجح قرار البرلمان الأوروبي في وقف التزام المملكة المغربية بنهج بناء علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي و مع جميع دوله بشرط أن تتعاطى مع بلادنا باحترام لسيادتنا الوطنية و لمصالحنا المشروعة، ولا تتخذ مواقف سلبية في قضية الصحراء المغربية.بالموازاة، سنظل ننبه أصحاب النفوس المريضة بأن التصريحات الملغومة والمستفزة، واستثمار أوراق "حقوقية" محروقة للضغط على بلادنا من جهات خارجية، لا تحركها أية قيم أو مبادئ، بل هي فقط حروب مصالح اقتصادية وتجارية علينا أن نتعاطى معها بما تستحقه من مقاربات لحماية أمننا القومي، وتحصين اقتصادنا الوطني عبر الوقوف إلى جانب مقاولاتنا الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، و التركيز على الأولوية الوطنية في كل شيء، و التعبير بقوة على أننا لن نخضع للابتزاز من أية جهة، سواء من البرلمان الأوروبي أو مجلس أوروبا أو الاتحاد الأوروبي، حيث يبدو أن بعض الأطراف تحن لماضيها الاستعماري كمخرج محتمل من ضغط التجاذب بين القوى الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الصين، الذي يبشر بصدام خطير قد يعصف بقارة أصبحت تضيق عليها الأرض بما رحبت.المغرب، قيادة و شعبا، لا يخاف أيا كان، لأننا دولة لها تاريخ من الملاحم المجيدة، و لان للأمة المغربية كثيرا من "الأوراق" التي تستدعي من الآخرين أن يخشونا بسببها و يتجنبوا مكرنا بهم، لا الاعتقاد أن قرار نواب اوروبيين، لا يمثلون شعبنا و لا دخل لهم بقضايانا، بإمكانه أن يبلبلنا أو يمر دون أن نتحرك لصده.هي كلمة واحدة يبدو أن علينا جميعا، رسميين كنا أو غير رسميين، أن نقولها للأطراف الأوروبية بكل صرامة: إما احترام وحدتنا الترابية و كامل سيادتنا الوطنية، و التعامل بالتقدير الواجب مع دولتنا ومؤسساتنا، وحينها يمكن أن نمضي سويا لبناء علاقات شراكة سياسية استراتيجية تخدم التنمية والتقدم والسلام؛ و إما "عطيونا التيساع" بشكل كلي وعلني وتحملوا مسؤوليتكم أمام التاريخ و أمام شعوبكم، فنحن قادرون على حماية سفينة هذا الوطن المجيد بكل الوسائل الممكنة، ومهما كانت أمواج البحور عالية وعاتية.و #سالات_الهضرة #المغربكبيرعلى_العابثين
ساحة

جمال المحافظ : انفتاح محتشم لنقابة الصحافة
ظلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية طيلة 17 سنة أي من 1984 الى غاية 1993، المرحلة التي كان خلالها محمد اليازغي كاتبا عاما لها، محافظة على نفس التركيبة كنقابة للمديرين، لكن بمجرد إدخال تعديل على الفصل الخامس من القانون الأساسي للنقابة، الذى أصبح  منذ سنة1980   ينص لأول مرة على فتح باب العضوية لكل محرر أي صحفي، مسجل في صحيفة عضو بالنقابة، وبالتالي اتخذ هذا التوسيع شكله القانوني، بعد أن تكرس على أرض الواقع.   وشكل الجمع العام الأول للنقابة في أبريل 1984، محطة هامة في مسار النقابة التي شهدت بعده أكبر تحول تنظيمي في بنيتها منذ تأسيسها، وأعطت انطلاقة مسلسل التفكير في إعادة النظر في هياكل النقابة وتوجهاتها، خاصة في أفق الانتقال من نقابة المدراء إلى نقابة الصحفيين، في الوقت الذي كانت خاضت قبيل انعقاد جمعها العام بأيام قليلة معركة أخرى، ضد طبع الصحف الأجنبية بالمغرب بعد الترخيص لها من قبل الدولة.يوم بدون صحف احتجاج على طبع وإصدار صحف أجنبيةواحتجاجا على السماح للصحف الأجنبية بالطبع في المغرب الذي يعد أول سابقة في البلاد، قررت الصحف المغربية بناءا على دعوة من النقابة، الاحتجاب عن الصدور يوم 13 أبريل 1984، بدعوى أن طبع وإصدار صحف أجنبية وإغراق السوق المغربية بها، "يعد تهديدا لحرية التعبير والرأي التي تناضل الصحافة الوطنية من أجل تثبيتها وتوسيعها".​وحسب نقابة الصحافة فإن هذا التهديد يكمن في تهميش القضايا الوطنية المطروحة، مثل قضية الديمقراطية والوحدة الترابية، والأزمة المتعددة الأشكال والمظاهر التي يعاني منها المغرب والمجتمع، لكون الصحف الأجنبية التي تغرق السوق الوطني لا تحمل هموم واهتمامات الرأي العام الوطني. واعتبرت أنه عندما تتمكن الصحف الأجنبية من بسط هيمنتها التجارية على حساب الصحافة الوطنية، تصبح بالتالي الأخبار المتعلقة بالوطن وبقضاياه مهمشة ومعتم عليها، الشيء الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى إفقاد الرأي العام ذاكرته التاريخية وحسه النقدي، وتصبح قضية الديمقراطية مثلا شيئا ثانويا، لا يحظى بالاهتمام الكافي من طرف الرأي العام الوطني الذي يجد نفسه أكثر ارتباطا بالأحداث، التي تجري خارج بلاده. ولم تكتف النقابة بالاحتجاج، بل لجأت في ماي 1984 إلى القضاء لاستصدار حكم قضائي، يرمي إلغاء المرسوم القاضي بالإذن بطبع جريدة "الشرق الأوسط" بالمغرب. وفي الجمع العام الأول الذي انعقد في  14 أبريل 1984 سطرت النقابة، الخطوط الكبرى للملف المطلبي إذ بالإضافة إلى المطالبة بمنع طبع الصحف الأجنبية بالمغرب، أكدت أيضا على أن "الصحف بدون حرية صحافة، وبدون دعم، تصبح مجرد أوراق تتقاذفها الرياح ولا قيمة لها".لهذا فإن المطالب كانت تهدف إلى تحسين الوضع العام للصحافة الوطنية، والاستفادة من التطورات التكنولوجية، لمحدودية الوسائل والامكانيات التي تتوفر عليها الصحافة المغربية، حتى تكون في مستوى أداء رسالتها.    التحاق صحافة " الأحزاب الإدارية" بالنقابة بيد أن سنة 1984 أشرت لالتحاق مكون صحافي جديد بصفوف النقابة يتمثل في مديري ومسؤولي صحف تأسست في بداية الثمانينيات كلسان هيئات سياسية حديثة النشأة، كانت تصفها أحزاب المعارضة وصحافتها بـ " الأحزاب الإدارية "، في الوقت الذي كانت فيه قيادة النقابة تضم في صفوفها مديري صحف الأحزاب الوطنية، أو الصف الديمقراطي حسب تعبيرات تلك الحقبة، فالغاية الأساسية من انضمام هذه الصحف، كان على مايبدو، جعل النقابة الوطية للصحافة المغربية، نقابة تشمل كافة الصحف بغض النظر عن توجهاتها وميولها.وباطلالة على تشكيلة المكتب الوطني الذي أفرزه الجمع العام لسنة 1984، يلاحظ بأن هذا الجهاز لم يعد يقتصر فقط على صحافة الاحزاب الوطنية، بل اصبحت ممثلة فيه أيضا صحف ما كان يسمى بـ" الأحزاب الادارية "، من قبيل الاتحاد الدستوري (رسالة الامة، ولوميساج دو لاناسيون) والأحرار (الميثاق الوطني والمغرب)، وبذلك تحولت النقابة الى هيئة تضم كافة الصحف بغض النظر عن توجهاتها الحزبية ومرجعيتها الفكرية والعقائدية، لكن باستثناء " صحافة مولاي أحمد العلوي، لأنها كانت تعتبر امتدادا لصحافة " ماس " الاستعمارية، وحافظت على نفس الخط التحريري الذي كان سائدا آنذاك، حيث كان من بين الملتحقين بالنقابة ممثلون لهذه الصحف". وبذلك أصبحت جميع الصحف بمجرد تأسيسها تنخرط في النقابة الوطنية للصحافة المغربية. كما زاد من توسع هذه المنظمة وشمولها لجل الصحف، تفاعلات قضية الصحراء التي كانت من بين المسائل التي ساعدت على جمع شمل الجسم الصحفي، وهو ما خلق دينامية جديدة في داخل الوسط الصحفي.  التمييز بين الموقف السياسي والصحفيوقد مكن أول جمع عام للنقابة  بعد التأسيس، الصحفيين من مديرين ومحررين، التداول في المشاكل التي تعترض مهنتهم، في الوقت الذي كان المغرب " يعرف نوعا من الانفتاح النسبي " منذ سنة 1983، فكانت هناك محاولة لجمع كافة الأطياف السياسية في النقابة التي عملت خلال هذه المرحلة، على أن يكون هناك تمييز بين الموقف السياسي للأحزاب والجانب الصحفي الذي يهم الجميع، وبالتالي كان التساؤل ينصب على البحث عن سبل توحيد الجميع  للدفاع عن حرية الصحافة، خاصة مواجهة الرقابة المسبقة، ومشكل منع الصحف، وقضية الدعم المقدم للصحافة، وهي المشاكل كانت تعاني منها جميع الصحف.وعلى الرغم من الوضع المرتبط بالحاق الاعلام بالداخلية، عرفت نقابة الصحافة خلال هذه المرحلة توسعا منذ جمعها العام الاول، وانعكس ذلك على الجسم الصحفي الذي يلاحظ أنه بدأ يتقوى ويعرف بعض الاستقرار النسبي، وهو ماعجل بإثارة النقاش داخل أوساط الصحفيين، حول ضرورة إيجاد إطار ملائم لممارسة العمل الصحفي بمعزل عن الإكراهات السياسية والتوجهات الحزبية، وممارسة العمل النقابي الصحفي دفاعا عن القضايا المادية والمهنية.كما عرف الجمع العام لسنة 1984، تحولا ملحوظا تمثل في تبنى النقابة لبعض مطالب الصحافيين، وخاصة ما يتعلق بوضعهم القانوني والمادي، من قبيل تحديد الأجور ووضع مقاييس ضبط الترقيات والتعويضات على الساعات الإضافية، والاستفادة من بعض الخدمات الاجتماعية.الانشغال بتنظيم المهنة وفتحت النقابة بذلك أفقا لمعركة جديدة تمثلت في المطالبة بإنجاز مشروع لقانون المهنة لتعديل القانون العتيق لسنة 1942، المعدل في سنة 1956، والانكباب على الأوضاع الاجتماعية للصحافيين، مما تبلورت معه ملامح جديدة لعملها النقابة منها الاهتمام بتنظيم المهنة، من خلال ضبط المقاييس التي تمنح على أساسها بطاقة الصحافة.وإذا كان الجمع العام لسنة 1984 قد فتح الباب على مصراعيه  لنزوع نحو ثقافة مطلبية ذات مضمون جديد، بفضل الأجيال الجديدة من الصحفيين التي التحقت بصفوف النقابة الوطنية للصحافة المغربية خاصة خلال نهاية السبعينيات وبداية الثمانيات، فإن  النفس الملحمي، السياسي أو الحزبي، الذي طغى على خطاب الجيل الأول من المؤسسين استمر في أدبيات النقابة خلال فترة الثمانينات.​وتشهد على ذلك الكثير من العبارات الواردة في البيان الختامي الذي أصدره الجمع العام الاول، وفيه نقرأ " إن الجمع العام يسجل .. أن الصحافة الوطنية في المغرب، منذ كانت، وهي تعبير عن ضمير الأمة الحي وعنوانه اليومي المكتوب، على أن الصحافة هي رسالة القوات الحية، التي تعيش قضايا المواطنين وتحس بمشاكلهم وتفصح عن آمالهم وطموحاتهم. "  الحاق اللاعلام بالداخلية النقابة واجهة للنضال السياسيفالخطاب المتداول في النقابة كان، إلى حدود انعقاد الجمع العام سنة 1984، يمتح من قاموس سياسي وإيديولوجي واضح، يدفع إلى القول بأن نقابة الصحافة كانت تعتبر بشكل من الأشكال، واجهة رئيسية للنضال السياسي، ومنبرا إضافيا كان بمثابة امتداد للأحزاب السياسية، وبصفة خاصة المعارضة منها، للتعبير عن المطالب التي كانت تتبناها هذه الأخيرة. فالقيادات التي كانت توجه عمل النقابة ما بين التأسيس والجمع العام لسنة 1984، كانت أيضا قيادات في "الأحزاب الوطنية "، إما كأمناء عامين أو من رجالات الصف الأول لهذه الأحزاب. بيد أن التوجه الجديد للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، تم في ظل نزوع جنيني بدأ يلوح في أفق النقابة، لمحاولة القطع مع الوصاية الحزبية، والانتقال من مرحلة المناضل الصحفي إلى مرحلة الصحفي المهني، وتزامن هذا التحول مع توسع النقابة في بدايات التسعينيات أفقيا، بتأسيس أول فرع لها بمدينة الرباط ثم بعد ذلك بالدار البيضاء بعد أن كانت تتمركز في العاصمة.غير أن تأسيس فروع تابعة للنقابة رافقه، "مبادرات من طرف السلطة لخلق نوادي إعلامية بمختلف الجهات" كان ينظر إليها في قيادة النقابة، على أنها تدخل في سياق سياسي يرمي إلى تطويق والالتفاف على الدينامية التي بدأت تعرفها النقابة، بفضل تولى مناصب قيادية وتقريرية لجيل جديد من الصحفيين الحزبيين، يمكن نعتهم برجالات الصف الثاني أو الثالث لأحزاب المعارضة، أو المتعاطفين معهم.
ساحة

الاندلسي يتساءل.. متى نغير مدونه الأسرة
تعرف الحركة النسائية و تلك التي تناصر إنصاف المرأة بصدق صحوة جديدة و مباركة. تكاثرت مظاهر ظلم الأمهات والأخوات وغير المتزوجات والأرامل وظل المجتمع يشكو ولا زال القانون يشكو ضعف المشرعين و انشغالهم عن قضايا المرأة و الأطفال و بالطبع عن قضايا مستقبل البلد.في كل يوم تشرق فيه الشمس على المغرب، تشهد أشعة الصباح و قيلولة الزوال و ما تبقى من نور عند الغروب، على ظلم إتجاه من جعل الخالق عز و جل الجنة تحت أقدامهن . ظلم المرأة يزداد عنفا تحت أنظار فقهاء مقاصديين و قضاة حريصين على العدل و مشرعين عاجزين على تغيير الواقع. كل يوم تطبعه مآسي إتجاه نساء و أطفال و كل يوم يشهد على جمود مؤسسات خلقت لنشر العدل و لكن أصابتها علة الجمود و الرجعية و التخلف. أكثر من نصف المجتمع يطالب بالإنصاف، فهل مجتهد منصف في حق أسرة يقع حملها، في أغلب الأوقات، على المرأة.أعداء حقوق المرأة يشكلون جيشا عرمرما و يقسمون أن وضعيتها الحالية لا تنافي مبادىء الدين و لا الأعراف و لا التقاليد. هؤلاء لا تهمهم قيم المساواة و لا أبحاث علمية تقوم بها المرأة و لا جهل الكثير من الذكور و غرقهم في الأمية و الإدمان و الضياع و سوء التدبير و العنف و الإفلاس و الإفلات من المحاسبة حسب مقاييس القانون الوضعي و المبادئ العليا للقانون و المقاصد السامية لكل الشرائع السماوية.قال أمير المؤمنين و رئيس دولة المغرب الشريفة أن قضية المرأة مهمة جدا و أن إصلاح الأوضاع ضروري و أن تغيير الأوضاع " لن يحلل محرما و لن يحرم حلالا". الأمر في حاضرنا المغربي يحتاج إلى القرار السياسي المسؤول و الواعي بموقع المغرب في محيطه و في طموحاته الجيواستراتيجية و الإقتصادية. اليوم في المغرب نسجل حضورا للنساء عي الحقول العلمية أكثر من الرجال. اليوم نسجل حضورا أكثر من الواجب للنساء في بناء شخصية الأبناء المتميزين علميا و ثقافيا. نعم اليوم، كما الأمس، تحضر النساء بالفعل المنتج و التربوي و الإبداعي أكثر من الرجل. و لكن القانون لا زال يعيش على إيقاع ظروف عيش تنتمي ،في أغلبها، إلى قرون مضت و أنتهت و غبرت رغم إلتزام دولتنا بمعاهدات أممية تنص على قيم و آليات المساواة و المناصفة و عدم التمييز بين المرأة و الرجل.اليوم القاضية و الطبيبة و المهندسة و العالمة و قائدة الطائرة و عالمة الفضاء و المحامية و الأستاذة لا يعتبرها قانون مجتمعنا سوى ككائن ناقص الأهلية. هذا عار كبير و عنصر إحباط لكل من يؤمن بقيم المواطنة الحقة. إن ظل الأمر على ما هو عليه، فلنشهد جميعا أننا لا زلنا نعيش في عصر الظلمات. ما معنى أن تكون القاضية صاحبة سلطة لإصدار حكم بإسم صاحب الجلالة و أن تعد شهادتها غير ذات قيمة أمام أي رجل كيفما كان تدني مستواه التعليمي و الإجتماعي و حتى الأخلاقي.الواقع مر و قبيح يا من يتحكمون في وضعية المرأة. تبا لكل قانون يحرم الأطفال من الدراسة بفعل عدم موافقة الأب. و تبا لكل قانون و لو كان أوروبيا أو أمريكيا يحرم الأطفال من الاستشفاء خارج الوطن و لو على حساب الأم. و تبا لكل عقلية تحرم أما حاضنة من تسجيل إبن في مدرسة و سفر خلال عطلة و الحصول على أحكام قضائية مبنية على العدل و تقييم ثروات ذكر " يسمى الأب " و يفعل كل شين للتهرب من نفقة و حق في التمدرس و العلاج.إذا لم نتحول إلى مرحلة تحمي الأسرة و توفر الحماية لكل مكوناتها فلا يجب أن نفتخر بأي إنجاز مهما كان شأنه. أن ننتج مليون سيارة و طائرة و غواصة لا يوازي تنشئة طفل في مجتمع العدل و الإنصاف و المناصفة. كل قيم حقوق الإنسان تنهار حين نحكم على المرأة بالحرمان من كل شيء بعد حضانتها لفلذه كبدها و أن نضع على عنقها تهديدا لا إنسانيا، إن هي تزوجت بعد طلاق بين و مكتمل الأركان. البعل الذكر، و قد يكون جاهلا و فاسدا و غير ذي أهلية، يمكن أن يتزوج مرات و تتعدد زوجاته و يحصل ،في نفس الوقت، على حكم بإسقاط الحضانة عن أم حاضنة بسبب شكلي و محط بكرامة المرأة.أيها المشرع قم فشرع و الظلم فحارب و لا تترك الرجعية غلا على رقاب النساء. إذا لم تفعل فأعلم أنك تساهم في الحرب على مؤسسة الزواج و تكوين الأسر. و أعلم أيها المشرع أنك مسؤول عن تسارع حجم الأطفال المشردين و تزايد مظاهر الانحلال الأخلاقي لأنك تستمر في تدمير المدرسة.وكما قال الشاعر " الأم مدرسة إذا اعددتها... أعددت شعبا طيب الأعراف " و ليعلم فقهاء الحيض و النفاس و المجتهدين في علم النكاح أن للمرأة حق في الاستمتاع بحقها الذي لم يحرمها منه مت خلقها. فكفى أن يهيمن الجهل للحد من فعل المتنورين. لا ولاية لحاقد على حق المرأة في حضانة الأطفال و رعايتهم و أخذ القرار في مجال تمدرسهم و سفرهم. و لا ولاية لمفلس اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا و اخلاقيا.
ساحة

تكناوي يكتب عن ثانوية ابن تومرت.. الذاكرة المتقدة لحي كاسطور بمراكش
لا يستطيع احد من المهتمين بالشان التربوي والتكويني بجهة مراكش آسفي و حتى بربوع المغرب انكار الادوار الهامة التي اظلعت بها ثانوية ابن تومرت الشامخة بالحي الحسني بمراكش على إمتداد نصف قرن من الزمن، حيث يعود تاريخ تشييدها الى أوائل سبعينيات القرن الماضي.وقد ارتبطت هذه المعلمة التاريخية تيمنا بالقائد الرمز ابن تومرت، الذي اشتهر بالتقوى والعلم والورع. مؤسس الدولة الموحدية التي تمكنت من توحيد شمال القارة الأفريقية و الأندلس، و طبعت المغرب بطابعها الخاص لعدة قرون، وتركت فيه آثار خالدة يكفي ذكر جامع «الكتبية بمراكش و الجيرالدا باسبانيا.و ظلت ثانوية ابن تومرت صامدة في وجه التقلبات والعوامل الزمنية كداكرة تختزل العديد من الأبعاد التربوية والتاريخية والحضارية والثراثية، يذكر هذا الإسم فتذكر معه أجيال واعلام واطر وطنية واسماء مرموقة تركت بصماتها على الإرث النابض ببلادنا في مختلف مجالات العلوم والفنون والآداب ، يذكر هذا الإسم فيتناهى الى الأذهان ثلة من الأساتذة العرب والاجانب اللذين زينوا مسيرتها بعطاءاتهم واسهاماتهم.ان أي حديث عن هذه الثانوية المعلمة في طبعتها الجديدة لابد وان ينطلق من تغيرها الناريخي الهندسي عند تقسيمها إلى شطرين شطر الثانوي التأهيلي، وشطر تم فصله لأحداث اعدادية احتفظت كلاهما باسم ابن تومرت، حتى يعم اشعاعها وتوسع حضنها لاستقبال كل أبناء كاسطور.و يعكس تألق تلامذتها القدماء والحاليين في مناسبات مختلفة حيوية نبضها ولباقة ذاكرتها المتواصلة التي لم يتوقف الابداع في فضاءها .وتلك هي فضيلة معلمة تربوية ظلت وفية لاصالتها العميقة واعلنت عن انتماءها لحداثة الحضور والتجدد. باستمرار.هي ثانوية ابن تومرت أيقونة المؤسسات التعليمية والثدي السخي الذي لم ولن ينصب معينه، ومنارة اهتدت بشعاعها قوافل بناة هذا الوطن الحبيب.
ساحة

التايب يكتب .. للتاريخ رجال صنعوه وله مرتزقته
بقلم : يونس التايبلا أعتقد أنه يوجد في العالم نظام سياسي يمارس الكذب التاريخي و الدجل السياسي و الديبلوماسي، ويشتري المواقف المؤيدة لحماقاته، كما يفعل ذلك النظام الحاكم في الدولة الجار. نظام يحكم دولة لها عقدة لازالت لم تجد لها حلا، تتعلق بالتاريخ و الجغرافيا بسبب عمرها القصير جدا، و غياب أي دليل تاريخي على وجودها ككيان وطني قائم قبل أن يحدث الاستعمار الفرنسي سنة 1962، دولة مستقلة عن "مقاطعة الجزائر الفرنسية" جعل لها ترابا وطنيا بإضافة أجزاء سرقها الاستعمار من المملكة المغربيةالشريفة و من دولة تونس.للأسف، نتحدث عن نظام يجر خيبة فقدانه الشرعية الديمقراطية، بسبب الطابع العسكري الطاغي على مدنية مزعومة للدولة، رغم مسرحية انتخابات لا يشارك فيها الشعب إلا بنسب قليلة جدا. لذلك، من الطبيعي أن تصل الأمور به إلى هوس اختلاق قصص وهمية والافتراء على معطيات تاريخية ثابتة، و لو كان ذلك من الصعب تفهمه.لو أن تلك الحالة النشاز ظلت حبيسة الحدود الوطنية لتلك الدولة و اقتصر أذاها على الداخل، لقلت "شغلهم هداك ... يفكوه كي بغاو!!!"، لكن الأذى ممتد إلى الخارح منذ 47 سنة، من خلال تمويل ذلك النظام لحرب عصابات الانفصال و الإرهاب ضد المملكة المغربية للنيل من وحدتها الترابية، و كذا تمويل عدد من السياسيين و الديبلوماسيين الفاشلين ليكونوا مرتزقة رأي و مواقف، يصرحون بما تطلبه منهم أجهزة السوء التابعة للنظام إياه. لذلك، من الضروري أن نفضح ترهات نظام على حافة الإفلاس بسبب ثلاثية العسكرة و الفساد و غياب الديمقراطية.في الحالة التي تعنينا، أجزم أن حفيد الزعيم مانديلا أخطأ مرتين حين تكلم في حفل افتتاح منافسات "الشان" : - أخطأ حين باع نفسه بثمن بخس. لكن كما نقول بالدارجة "الله يرحم ضعفنا ... السيد غارق في المشاكل الشخصية و خاصو المرقة!". - ثم أخطأ حين تحدث عن موضوع لا يعرف تفاصيله التاريخية، كما لا يعرف تفاصيل تاريخ حركة المقاومة السياسية التحررية التي قادها جده بدعم كبير من المغرب، و من جلالة ملك المغرب الحسن الثاني رحمه الله، شخصيا، بالتدريب و بتمويل شراء الأسلحة.للإشارة، في تلك المرحلة التاريخية، لم يكن نظام الدولة الجار قادرا على شراء تذكرة السفر عبر طائرة، فكيف له أن يدعم مانديلا و حركته في جنوب إفريقيا. و لأن للتاريخ رجال صنعوه حقا، كما له مرتزقة يسطون عليه، نترك "حفيد" الأسد الجنوب إفريقيي، يغرق في خانة الارتزاق الذي قبله على نفسه. و #سالات_الهضرة
ساحة

الاندلسي يكتب عن مغرب صناع الفرح .. هؤلاء نحبهم وغيرهم لا
كيف يمكن أن نشكر من يدخل الفرحة على أو في النفوس، سؤال أصبح عميق المرامي و الأهداف.نعم الفرحة الكبرى لا يمكن وصفها بكلمات و لا يمكن قياس أثرها بسهولة. مضت أسابيع على ما صنعه شباب مغاربة حتى النخاع في قطر خلال كأس العالم، و لكن مشهد الانتصارات لا زال يفرض صوره على هذا الحاضر.كثير من المواطنين لا زالوا يعيشون الحدث على اليوتوب و أشعر بكثير من السعادة المتجددة كلما شاهدت ما صنعه أبطال الفريق الوطني المغربي. ويظل سؤال التفوق و أسبابه و ضرورة انتقال " عدواه" إلى قطاعات أخرى برغبة و شراسة و عقلانية حاضر بقوة .إنتصار الفريق الوطني المبهر لا يجب أن يمر كالطيف لكن أن يحضر دائما في واقعنا في التربية و التعليم و الإبداع الفلاحي و الصناعي و الخدماتي و الأخلاقي و في قطاع العدالة و المنافسةأريد أن أنسى حضور بعض البؤساء فكريا و تربويا من الباعة المتجولين الأغنياء الذين تسللوا إلى قطر و أرادوا استغلال علاقات حب و وفاء بين مغاربة و وطنهم. باعوا تذاكر و سيفتضح أمرهم بعد المدة التي ستتطلبها الأبحاث القضائية و الإدارية. أبناء المغرب أحرار في إختيار اللعب تحت راية بلادهم و قلبهم هي البوصلة.لم أشاهد ابدا تعبيرات الانتماء في عمقها مثلما شاهدتها على وجوه زياش و حكيمي و مزراوي و امبرابط و سايس و بونو و... و كل اللاعبين. كانوا يعبرون بتلقائية على الانتماء و الوفاء لقيم روحية و إنسانية عميقة. لا و ألف لا ، الفريق الوطني المغربي لم يعبر عن انحياز لعرق أو ملة أو ايديولوجية. عبر فقط عن رغبة في التعبير عن الوجود في عالم لا زالت تحكمه قيم التفوق الغربي رغم انتهاء فترة الإستعمار المباشر. لكن سلوك المستعمر لا زال يسكن العالم الغربي الذي يريد أن يظل الوصي على العقول و على الموارد الطبيعية و كذلك على القرار السياسي و الإقتصاديالانتصارات المتتالية كرويا لم تكن مجرد لحظات عابرة. كانت بكل صيغ الحضور المباشر و الغياب عن الملعب تأكيدا على هذا الحدث الكروي الرائع. لا زلت أتذكر تأهل المغرب إلى كأس العالم بروسيا. قال فوزي لقجع خلال برنامج ديكريبتاج، الذي كنت أنشطه، قبل سنين أن الحلم المشروع يجب أن يبنى على مشروع.هذا الشاب و الزميل أيضا كان يحضر إلى استوديو إذاعة م ف م على متن سيارة متواضعة و كان لا يعبر آنذاك عن رغبة في الإستمرار في قيادة سفينة كرة القدم. و لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن و لا الرغبات و أستمر فوزي لقجع في المسك بأمور كرة القدم بكثير من الإلتزام و بقليل من التفكير في خطورة علاقة تدبير كرة على مساره المهني الذي كان بداية حضوره كمسؤول بالوزارة.صناع الفرح في الوطن قليلون و كثير منهم يختفون حين يحضر من فضلوا الغياب عن الحضور في إنتظار سقطة أو هزيمة. اليوم نسجل الحاضر و الغائب و نفتح صفحات كتبت بعرق متدفق من جبين أبناء الوطن. كانوا مثل تلك الكائنات التي لا تبحث عن مجد شخصي و لكن عن فخر لوطن يحب موقعه الأفريقي و العربي و الامازيغي و الإنساني. هكذا كان زئير أسود الاطلس في موقعة رياضية لا جنس لها و لا عنصرية.ما جرى في قطر لا يمكن أن يغيب عن الفكر الوطني و الإنساني. أصبحت صور الانتصارات ملاذا للكثيرين و قد تصبح جزءا من أي بروتوكول علاجي للولوج إلى عالم الفرح بالإنجاز. سبق أن اقترحت ضرورة التفكير في أخذ العبرة من حدث عالمي و التفكير في أسلوب التدبير العمومي و مناهجه كما عبر عنها المدرب الركراكي. احمد ألله أننا اكتشفنا بداية الطريق إلى البناء بتواضع و بنية سليمة. لن اقرأ نتائج الكرة و مقارنتها مع تحديات تتعلق بحكامة و سياسات عمومية، و لكن تدبير أمور كرة القدم ببلادنا تحتم علينا كثيرا من القراءات العقلانية. التدبير لا يعني، لحد الآن، مشهدا عاما و لكن اختيارات للأليات و قرارات في الوقت المناسب.صناع الفرحة كانوا شبه مقصين من اختيارات المدرب السابق للفريق الوطني. سمعت كلام فوزي لفجع بعد صمت طويل عن بوفال و حكيمي، و آنذاك بدأت، كمغربي عاشق لفريق وطنه، أشعر بقدرة المسؤول على تغيير المسار.نعم أصبحت متيقنا أن صناع الفرحة مواطنون لهم قدرات خارقة و أكثرهم متواضعون جدا. استطاع فوزي لفجع أن يتملك القرار كعاشق للكرة كغيره من عشاق الوطن و كمستمع جيد لهمس عشاق الساحرة المستديرة. أتمنى بكل قوة أن تصبح منظومة كرة القدم في كافة أرجاء الوطن بين الأيدي الامينة و القادرة على العطاء . أتمنى أن تختفي إلى الأبد تلك الأيادي التي تعيش التسول بإسم عشق الكرة. أتمنى أن يكون كل مسؤول سياسي و اقتصادي قادرا على صناعة الفرحة. من لا يفرح لإنجازات أبناء الوطن. ليس منا.
ساحة

جمال المحافظ يكتب: من العياء الديمقراطي إلى الديمقراطية التشاركية  
جمال المحافظعلى الرغم من أن اللقاء التفاعلي الذي نظمه الأربعاء بمقر مجلس المستشارين الوسيط للديمقراطية وحقوق الإنسان بشراكة مع الاتحاد المغربي للشغل وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية تمحور حول “دور البرلمان في مراقبة ومتابعة إعمال التوصيات الصادرة عن أليات الأمم المتحدة”، فإنه كشف أزمة الديمقراطية العالمية: من العياء الديمقراطي إلى الديمقراطية التشاركية.ومع مرور أزيد من نصف قرن على مصادقة المغرب على أول اتفاقية أساسية وهي الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ( 18 دجنبر 1970 )، فإن المغرب أصبح اليوم طرفا في الاتفاقيات التسع الأساسية، ويتعلق الأمر بالأمر فضلا عن الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري كلا من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة.المغرب طرفا في الاتفاقيات الأساسيةكما أضحى كذلك طرفا في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره  من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية، واتفاقية حقوق الطفل، والاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، والاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، علاوة على غالبية البروتوكولات الملحقة بها، وله مجموعة من الالتزامات الدولية في مجال الحقوق والحريات الإنسان.وإذا كانت التوصيات الصادرة عن آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ( هيئات المعاهدات، الإجراءات الخاصة، الاستعراض الدولي الشامل )، تعد أحد المداخل الرئيسية لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، لكون هذه الآليات الثلاث مجتمعة تشكل حجر الواوية في نظام حقوق الانسان، فإن المطلوب فإن المطلوب في المرحلة الراهنة المزيد من النقاش والتفاعل حول الأدوار البرلمانية ذات الصلة بأعمال توصيات الآليات الأممية لحقوق الإنسان وذلك على ضوء المرجعيات الدولية والممارسات الفضلى البرلمانية، وما تتأسس عليه من إجراءات وقواعد مسطرية وتنظيمية معززة لمداخل التنفيذ الفعال على المستوى الوطني.الإعلام والتكنولوجيا فاعل أساسيإن الإعلام والتكنولوجيا الحديثة،  فاعل أساسي ودوره حاسم، في النهوض بدور البرلمان في تتبع وتنفيذ التوصيات الصادرة عن آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومراقبة ومتابعة إعمال التوصيات الصادرة عن هذه الآليات الأممية، فهي وسائل لا محيد عنها في عالم اليوم وتمكن من التحسيس والتعريف حسب المجوب الهيبة الذي أوضح في مداخلة خلال هذا اللقاء التفاعلي أن القاعدة هي حرية استعمال الاعلام والتكنولوجيات الجديدة، وأن التقييد هو الاستثناء في هذا الميدان الذي أضحى في ظل التحولات الراهنة فاعلا في مجال التنشئة  الاجتماعية والسياسية.وقسم الهيبة مداخلته في الجلسة الأولى التي تمحورت حول ” نظرة عامة حول الأليات الأممية وأنماط التوصيات الصادر عنها” إلى خمسة محاور تناول فيها دلالة تخصيص سنة كاملة لمناسبة الذكرى 74 لصك الإعلان العالمي لحقوق الانسان وآليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الانسان ودور البرلمانات في التفاعل مع المنظومة الأممية لحقوق الإنسان. كما توقف عند في ذات المحاور شروط وظروف تفاعل البرلمان مع المنظومة: استغلال الاختصاصات التقليدية المتاحة وضرورة التجديد، والتحديات والآفاق في ظل موقع البرلمانات في اصلاح وتعزيز المنظومة الأممية لحقوق الإنسان.الانفتاح على الممارسات الفضلى ودعا في المقترحات التي قدمها بالخصوص إلى اعتماد الديمقراطية التشاركية، في ظل ” العياء الديمقراطي” الذي تعيشه حاليا الديمقراطية التقليدية  والانفتاح على الممارسات الفضلى سواء بدول الشمال ودول الجنوب والتنسيق مع مختلف الأطراف الوطنية والأجنبية والحفاظ عن المكتسبات من خلال اعتماد مبدأ عدم التراجع، مع حفظ الأرشيف فضلا على تقوية التعاون مع الإتحاد الدولي البرلماني وتعزيز الشراكة مع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.وخلال ذات الجلسة التي سيرها محمد حيثوم عضو الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل المستشار البرلماني السابق، القيت مداخلات من لدن الأساتذة شميسة الريحانة حول ” مدخل بشأن آليات الأمم المتحدة لحقوق الانسان والتوصيات الصادرة عنها ” وحميد بلغيت ” التوصيات الصادرة عن هيئات المعاهدات وأنماط مسؤولية البرلمان ذات الصلة” والعربي الحبشي حول ” التوصيات ذات الصلة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية  والثقافية والحريات النقابية”.ممارسات وتحدياتكما القيت في الجلسة الثانية التي خصصت ل” تفاعل البرلمان مع توصيات هيئات المعاهدات: الممارسات والتحديات” والتي ترأسها  عبد الرزاق الحنوشي الفاعل الحقوقي عضو المجلس الإداري للوسيط، مداخلتين الأولى ل للجامعي محمد السعدي حول ” اللجان البرلمانية  وتوصيات هيئات المعاهدات: المرجعيات الدولية والممارسة البرلمانية” والمداخلة الثانية للأستاذة الجامعية بثنية القروري، في موضوع” توصيات المعاهدات في ضوء الوظائف الدستورية للبرلمان”.قنوات لتفاعل البرلمان وهيئات حقوق الإنسانوإذا كان هذا اللقاء العلمي قد تمكن من تقديم قيمة مضافة في مجال  إثراء الحوار وإذكاء الوعي وتعزيز آليات العمل، والمداخل المشتركة من أجل تعزيز المساهمة البرلمانية في إعمال توصيات هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة بالحقوق، فإن الأمل يظل هو أن تفتح قنوات التفاعل بين البرلمان وجميع هيئات حقوق الإنسان، سواء الهيئات القائمة على ميثاق الأمم المتحدة ، أو الهيئات المنشأة بموجب المعاهدات، وتوطيد أواضر التعاون في العديد من القضايا، وهو ما يمكن تحقيقه بتظافر الجهود ، في سياق يعرف تزايد الاهتمام بمجال وقضايا حقوق الإنسان من أجل المضي بعيدا في تعزيز تفاعل  مجلسي البرلمان مع هيئات المعاهدات وباقي الآليات الأممية الأخرى، كما جاء في أرضية هذا اللقاء التفاعلي.
ساحة

الاندلسي يكتب: هل يوجد وزير في بلادنا … أشك
صورة الوزير في المخيال الجماعي المغربي متعددة الأبعاد. يكاد الرجل أن  يحتل كل  المراتب  العليا  و مساحات قرب  من  السلطان. الوزير في المخيال قوي  و غني  و يسكن  في قصر  و تحاك حوله  الأساطير. السيد الوزير في زمن مضى ،و حتى إلى  زمن  قريب، كان محصنا  مبجلا  و قليل الكلام كثير الإبتعاد عن الحضور الإعلامي.  تغيرت الأمور في زمننا  الراهن مع تطور وسائط الإعلام الحديثة  و ما تقدمه من اغراءات للمسؤولين الوزاريين.  تقوي لديهم الرغبة في التواصل معها حتى  أصبح  الظهور العمومي فرض عين بالنسبة للقيادات الحزبية و حتى لمن لا زالوا يحلمون بالظهور من ذرية العائلات الحزبية. هذا  الإختيار أصبح فخا يسقط فيه من لا يتقن تهييئ ملفاته  بشكل جيد  و من يتم استفزازه بسهولة من طرف من يعتبرون أنفسهم من صحافيي هذا الزمن. السيد الوزير كان قبل سنين لا يتكلم إلا عبر بلاغات تبعث إلى  وكالة المغرب العربي للأنباء  و لبعض الجرائد الوطنية  حين كان قراء هذه الجرائد يعدون بمئات الآلاف.  اليوم تراجعت القراءة  و معها تراجع الإهتمام بالوثيقة المقروءة و انكب الإهتمام كله على ما يتيحه الهاتف من ولوج إلى المعلومة  و كم هائل من الآراء غير المأمونة مهنيا  و لا علميا. كثيرة هي المواقع التي تعيش على استجداء رموز الإعجاب  و كثيرة هي تلك التي لا تعير للأخلاق أية أهمية.  السب  و الشتم  و الهجوم على الأعراض و التشهير و الامتثال لأصحاب الأمر و دافعي  المكافآت  المالية و المتمكنين من القرار المالي أصبح خطا تحريريا لا يخجل بعض أصحاب بطاقة يقال أنها بطاقة الصحافة.وزير هذا الزمان ينتشي بالمنصب و يدافع بشكل شرس على مصالحه و يجعل من التواجد على كل الشاشات طقسا يكاد يعتبر مقدسا.  قد يجهل أو يتجاهل اخطار الظهور اللافت للنظر و لكنه يصر على الإستمرار في هذه الطريق. لا يختلف اثنان في يومنا أن الكلام عن السياسات  العمومية  و المشاريع أكبر من نتائجها بكثير. وزراء الأرقام لا يعرفون أن العالم القروي  و وضعية ساكنيه تكذب كل نسب الولوج إلى الماء و الكهرباء  و التي يقال أنها تجاوزت  98 %. وزراء اليوم يحبون المكاتب  و قاعات الإجتماعات  و لا يطيقون الذهاب إلى القرى  و المناطق الصعبة.كثير من وزراء اليوم مستعدون لرفع صوتهم  و مقارعة كل من شكك في قدراتهم أو في نتائج عملهم. يكاد جلهم لا يمل من الخطاب في الاستديوهات.  و لنا في خرجات  وزير العدل الأخيرة مثالا جديدا على هذا الإدمان على الكاميرات  و الأضواء.  من القنوات العمومية إلى مواقع التواصل يتكلم الوزير لغته الخاصة بقليل من الهدوء  و بكثير من الشراسة.  لا يهمه الرأي المعارض  و هو مقتنع بصواب كل مواقفه  و اراءه ويجد كل الأبواب مشرعة لتلقي رسائله و حتى تلك التي لا تعبر عن مواقف الحكومة التي ينتمي إليها. وزراء اليوم مهووسون بالصورة  و الخطاب  رغم غياب الكلام الموضوعي عن الإنجاز. كبيرهم يتكلم عن التغطية الصحية بكثير من الفخر  و ينسى أنه رغم أهمية هذا المشروع الملكي الاستراتيجي يظل ضعف العرض الصحي، أي الولوج إلى العلاج ، هو الهم اليومي للمواطن.جل وزراء هذا الزمان قد تسوقهم بعض النزعات  إلى الجنوح إلى التغني بما راكموه من ثروات و جاه  و خبرات نظرية. قليل منهم يقنع و يبين عن مستوى فهم  و فعل.  المشكل له جذور في مسار تدهور الممارسة السياسية و تراجع التأطير الحزبي  و أغلب مؤسسات الوساطة الإجتماعية.  أغلب وزراء هذا الزمان لا يعرفون أن الدستور يعطي للأحزاب دورا مركزيا في إعطاء مدلول عملي للديمقراطية.  أغلبهم  و أغلبهن تم اختيارهم  و تم صبغهم بلون حزب من الأحزاب التي تم عجنها بأسلوب إدريس البصري  و الذي كان مدمرا على مدى عقود و لا زال شبحه حاضرا .وزراء هذا الزمان أو أغلبهم لا يعرفون عن المحاسبة السياسية سوى أنها صورة في فيلم هندي تخفي نهايته بداياته. جاء الوزير ثم غادر الوزارة ثم عاد من نافذة منصب في القطاع العام و لم يقل له أحد كلمة عن منجزات أو ثروات أو فشل أو  أخطاء. بعض وزراء هذا اليوم يضحكون حين يسمعون كلاما عن النضال  و عن إصلاح دستوري  و عن دفاع عن حقوق الإنسان و عن توزيع غير عادل للثروات.لذلك نحتاج اليوم إلى تعاقد سياسي لتدبير مرحلة جديدة بحس وطني عميق جدا. كثير من الناس فقدوا الثقة في الأحزاب  و المؤسسات بسبب من اتقنوا لعبة احتلال المواقع و تأثيث أحزاب و بعدها احتلال مواقع  و كراسي  و بعض من القرار.وزراء اليوم يوجد من بينهم من أصبح يرى في نفسه بطل زمانه. يحس بأنه بطل رسالة الإصلاح و يتجاوز كل الحدود في مواجهة واقع يجب أن تغيره سياسة تعليمية  و بنية صحية  و إرادة في التغيير. التغيير لا يحتاج إلى الخطابات الاستفزازية حول الأسرة  و العلاقات الإنسانية و حول كل ما هو متجدر في مجتمع يحاول أن يتخلص بهدوء من آليات تكريس الجمود  و الرجعية  و معاداة حقوق المرأة.  الخطابات الاستفزازية من طرف البعض من المسؤولين الوزراء  و الزعماء هي دعوة لإحياء خطابات ماضوية روجت  و لا زالت تروج لخرافات لا علاقة لها بمبادئ الإسلام السمح و المنفتح.  علاقتها بسلطة الإنسان  و ثقافته الرجولية التي تصنع قواعد الاذلال  و الخنوع و تعكس سلوكا إنسانيا لا تهمه شريعة الخالق  و لكن ما صاغه المخلوق للسيطرة على المخلوقين.الوزارة وزر عظيم يحتاج إلى الحالمين بغد أفضل بمسؤولية  و إلتزام. الوزراء المجدون  و ذوي الكفاءات  و من لا يهمهم المنصب  سيظلون اقلية في هذا الزمان.  هذه الاقلية تعمل في صمت  و تعاني في مواجهة ما ينتظرها من  هم يومي  و من بعد عن تحقيق أهداف سطرها برنامج حكومي. الوزير مرآة للدولة  و هيبة هذه الأخيرة لا يجب أن  تضرر بفعل وزراء لا يقدرون ثقل الوزر.  مغربنا يستحق أحسن مما كان...
ساحة

هل تم التراجع عن أولوية النقل الجوي في خارطة الطريق لقطاع السياحة في افق 2030؟
الزوبير بوحوتعلى هامش مصادقة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، والكونفدرالية الوطنية للسياحة والجمعيات والفدراليات الأعضاء، على خارطة الطريق لقطاع السياحة.أضن أن خارطة الطريق تحمل آفاقا وطموحات كبيرة لتطوير القطاع السياحي من خلال بلوغ 26 مليون سائح في أفق 2030 وهدا يعني زيادة 16 مليون سائح في 8 سنوات ( من 2022 إلى 2030) ، علما انه في الفترة بين 2001 و 2010 تمت زيادة حوالي 5 مليون ساءح كما ثمت زيادة 4 ملايين ساءح بين 2010 و 2019.هدا يعني ان نسبة النمو بين 2022 و 2030 يجب أن تتضاعف 4 مرات مقارنة مع الفترتين السابقتين( 2010-2001 و 2019-2010)، وهو ما يتطلب مضاعفة مجهودات النقل الجوي والترويج 4 مرات على الأقل بالإضافة إلى تقوية الطاقة الاستيعابية عبر تحفيز الاستثمار والاهتمام بالسياحة الداخلية و التركيز على التحول الرقمي.لكن بالمقابل أرى أن الهيكلة الجديدة للدعائم أعادت ترتيب الأولويات في تناقض مع أولويات المحاور وهو ما يعتبر خطأ صارخا في البناء الاستراتيجي للمشروع بالنضر إلى تقنيات وضع الإطار المنطقي( cadre logique du projet ) ودلك يتضح من خلال مكانة النقل الجوي التي كانت كأول محور عند البداية ثم اصبحت في المرتبة الثانية كرافعة مع تغيير في التعبير عن الإجراء حيت انتقلنا من محور أساسي يتكلم عن الرفع من الطاقة الاستيعابية ومضاعفة عدد الرحلات الجوية....( بلاغ 30 غشت 2022) إلى تعبير أقل دقة في بلاغ 5 يناير و غير قابل للتتبع من خلال المؤشرات الواقعية أو ما يعرف ب IOV أو KPI.وبهدا يبقى التساؤل الأساسي والأولي ، هل تم التخلي عن النقل الجوي كمحور اساسي وما هي مكانته في ظل الإشعاع الذي عرفه المغرب بعد الصورة الجيدة التي بصمها المنتخب الوطني لكرة القدم عن بلادنا في مونديال قطر 2022 واعتماد التأشيرة الاليكترونية لاستقطاب سياح من أسواق جديدة...
ساحة

أربيب يسائل وزير العدل: ما موقع المساواة والشفافية والاستحقاق في خطاباتكم؟
عمر اربيبلم يسبق لي أن تابعت اي مرافعة لك كمحامي ، لكن سمعت العديد من مرافاعتك كنائب برلماني ينتقد بحجة القانون ويحاول أن يعدل بعضها ، لم المس فيك ذلك المحامي القادر على استفزاز وتحريك الاخر بقوة الحجة ، لم اسمع منك مرافعات كما يسميها رجالات القانون محبوكة "مطروزة" أو كما نسميها نحن في لغتنا البسيطة "مغيزة". كنت دائما اقول هذا البرلماني المعارض لا يقف عند ناصية الحق والمعقول ويجيد الخطاب الديماغوجي وتستهويه العبارات الاستعلائية ، وربما لا يرثب أفكاره ويفضل اللغة الاستعراضية .وقبل الوصول للوزارة مع تلقد مهمة امين عام حزب البام ، ومع اقتراب محطة الانتخابات ظهرت بلغة وثوقية تجعلك رئيس حكومة لأنك ستكون الأجدر حسب القاسم الانتخابي ، وكنت تنظر إلى الحقل السياسي بنظرة فيزيائية تنطلق من قانون " كل شيئ أو لاشيئ" بمعنى اما أن تكون رئيسا للحكومة أو لن تكون وزيرا بالبث والمطلق لانه حسب زعمك لن تقبل أن تكون وزيرا مرؤوسا من طرف رئيس الحكومة. لن اتمم البقية معروفة.منذ أن أصبحت وزيرا للعدل لم نلمس فيك اي اجتهاد أو خطوة سياسية أو قانونية للارتقاء بالسياسة الجنائية ، أو لتحسين وتقوية الجوانب القانونية وجعلها تتوافق وتتطابق والمعايير الكونية والاليات الدولية لحقوق الانسان ، لم نسمع اي ترافع لك لتقوية شروط وضمانات المحاكمة العادلة ، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر بل وعود لمزيد من التقييد لهذه الحقوق ، لم نشهد ترافعك من اجل حق الانتصاف والولوج القضائي لكل الفئات بما فيها الهشة والفقيرة، لم نر سوى سحب القانون الجنائي ومحاولة فرض مدونة جديدة للقانون الجنائي بعيدا عن المشاورات والمقاربة التشاركية، لم تترافع من أجل تجريم الاغتناء غير المشروع.لم نسمع منك سوى التصريحات المستفزة لهيئات ينظمها القانون ، فتحت معارك ضد المحامين آخرها محاولة انفرادك بإخراج قانون جديد لممارسة مهنة المحاماة ، ومحاولة فرض إجراءات ضريبة بأشكال مجحفة في حق المحامين ، دون الانتباه إلى الحوار مع طرف كنت جزءا منه ، ودون أن تستحضر الوضعية الاجتماعية للمتقاضين لانه ببساطة الرفع من قيمة الضرائب على المحامين يعادل الرفع من الكلفة المالية للتقاضي مما سيؤدي إلى حرمان العديد المواطنات والمواطنين من الحق في الولوج للعدالة. ودائما في إطار استخفافك بباقي مكونات العدالة صرحت بأنك لن تنتظر أحدا لتقديم مشروعك القانوني حول مزاولة مهنة المحاماة. وفي إطار عنادك وكأنك في خصام خاص او اختلاف مع شخص ما حاولت فرض أجندة خاصة بامتحانات الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة.كنت تتعامل في كل هذه القضايا وغيرها باسلوب بعيد عن المسؤولية والالتزام التي يجب أن تتوفر في الوزير والسياسي الذي يدبر الشأن العام. للان الوزير مفروض فيه الإنصات والحوار الديمقراطي والديبلوماسية ، وحقك طبعا دون انتقاص في الدفاع على قراراتك ، وليس اللجوء البوليميك غير المنتج . مفروض في الوزير المطارحات وقبول النقد والتعديلات والاقتراحات التي يمكنها أن تطال برنامجه أو البرنامج الحكومي أن كان هناك برنامج حكومي فعلا مصادق عليه من طرف البرلمان المفروض فيه السهر على مراقبة تفعيل ذلك ، اضافة أن المسؤول مطالب بالهدوء والتروي للتعامل مع المستجدات واثقان فن التواصل و نقل المعلومة. ليس عيبا باعتبارك تنتمي للجهاز التنفيذي أن تنفذ مشروعك لكن العيب أن تحاول فرضه قسرا وبأسلوب لا يحترم التدافع السياسي والنقاش المؤسساتي الذي تتوفر فيه على أغلبية مطلقة ، كما ان العيب أن يصدر من المسؤول الشيئ ونقيضه دون اقتناع لكن وفق مزاجية فقط.لقد كنا نشتكي من ضعف المقاربة التشاركية من قبل ، والان أصبحنا أمام غياب هذه المقاربة وأن الحكومة كجهاز تنفيذي أصبحت لا تستحضر حتى المعارضة الضعيفة عدديا داخل البرلمان ، أما احتجاجات الهيئات والمتضررين والشارع عموما أو حتى الاحتجاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالتفاعل معها يكون بالتجاهل التام أو التبخيس والهجوم وأحيانا الشطنة، انك تحاول أن تغلق الفضاء العام والخاص وقتل روح الاختلاف واقبار الهوامش المحققة بفضل نضالات القوى بما فيها هيئة المحامين التي كنت واحدا منها . السيد الوزير بالعودة إلى تصريحاتك حول نتائج امتحانات الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، اسمحو لي أن أقول انها تعكس المستوى المتدني للسياسة ، فهي تفتقد لللباقة ولحس المسؤولية وتصريحاتك مستفزة وقريبة من الإهانة فهي تمتح من قاموس مفروض مسحه من الخطاب السياسي المتداول، لقد احتقرت الجامعة المغربية وشككت في مصداقيتها وقيمة شواهدها وكفاءة أطرها ، لقد اعتبرت أن الثروة والمال يفتحان الطريق واسست بالعلالي للتميز القائم على أساس الوضع الاجتماعي ، نحن نعرف أن التمايز الاجتماعي والطبقي قائم وهذه مسلمة لا تحتاج الى دليل ، لكن ان يتم المس بقيمة المساواة امام القانون ، والمس بالمساواة في تقلد المناصب والوظائف مهما بلغت قيمتها والمهام والولوج للعمل والشغل و الانضمام الى الهيئات المهنية الحرة التي تنظمها القوانين ، وان يتم المس بتكافؤ الفرص والاستحقاق والجذارة فهذا تمييز مرفوض قانونيا وانتهاك صريح لحقوق الانسان ولاحدى مبدائه الاصيلة المعلنة في المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان. واشتغرب أنك تعيش على عقدة الأجنبي باعتباره الإنسان الذي ينتج التفوق في كل شيئ ، وبمناسبة استحضار الاجنبي هل منظومته القانونية منسجمة ومتطابقة مع منظومتنا القانونية التي كانت قاعدة للامتحانات ؟ باعتماد تصريحك فالتفوق اكيد للاجنبي لغة ومضمونا ومعرفة بالقانون وفلسفته .لقد أظهرت الخوف والفزع من الشفافية والنزاهة برفضك دون وجل فتح تحقيق حول الخروقات المتعددة أو لنفترض حول المزاعم التي يتم ترويجها، متناسيا وانت رجل القانون ووزير العدل انه يمكن فتح التحقيق حول المزاعم والادعاءات وحتى الاشاعة وأن التحقيق هو الكفيل بضحضها اونفيها أو تحققها. كما انك اغلقت باب التقصي المكفول للبرلمان أو أي جهة أخرى من مؤسسات الحكامة.لقد كان حريا بكم السيد الوزير منذ البداية اعتماد إحدى مؤشرات الشفافية بإعلان النتائج بالترتيب والاستحقاق اي بالمعدلات والنقط المحصل عليها من طرف الممتحنين مع فتح باب الطعون وفق اجال معقولة . كما أن تصريحك حول تعرضك لضغوطات لتقليص عدد الناجحين يطرح أكثر من علامة استفهام حول إمكانية وجود صفقة يجهل أطرافها، وهذا مخالف لقواعد الشفافية ومنافي لشرط الاستحقاق.السيد وزير العدل لقد أصبحت معروفا بتصريحاتك وخرجاتك الإعلامية أكثر من انجازاتك إن وجدت في تطوير منظومة العدالة، فاستفرادك بالقرار وتغييب المقاربة التشاركية والحوار الديمقراطي مع مكونات العدالة بمختلف تنظيماتها بما فيها نادي القضاة الذي لا تعترف بتمثيليته وصفته ، سمة موشومة في تدبيرك قطاع العدل. لينضاف إلى تغييبك للتشاور والحوار مع الحركة الحقوقية بجمعياتها ومنظماتها وائتلافاتها حول المنظومة القانونية خاصة المشاريع المتعلقة بالقانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية ومدونة الأسرة ، ان كنت اسجل لك في هذا الباب عزمك الدفاع عن تجريم تزويج القاصرات ، ومقاربتك لقضية فرض التحليل الجيني لاثباث النسب وشرعية النفقة على الابن المولود خارج مؤسسة الزواج ، لكنك في المقابل لا تنصت لمطالب متعددة بتغير بعض القوانين . كما أن الحوار مع الحركة الحقوقية حول الوضع الحقوقي العام يظل مغيبا من اجندتك ، ناهيك عن التعاطي مع مذا تفاعل الدولة مع التزاماتها في هذا الصدد واستحضارها بقوة لتنفيذ توصيات اللجن الاممية خاصة وانك تحمل العشرات من التوصيات الصادرة عن مناقشة الاستعراض الدوري الشامل للمغرب خلال شهر نونبر الأخير بصفتك كنت ترأس الوفد الرسمي للدولة.
ساحة

شعيب حليفي يكتب: الأمن الثقافي المغربي في خطر !!
شعيب حليفيتستثمرُ الدول في ثرواتها الطبيعية لإسعاد شعوبها. وتستثمرُ في تاريخها وحضارتها التي يصوغها المفكرون والأدباء والمؤرخون  لتحقيق الأمن الثقافي المرتبط بالهوية وبناء الذاكرة والإنسان. وبقدر ما تزداد الحاجة إلى الثقافة، في البلدان التي تحترم شعوبها وتحرصُ على صوْن الراهن والمستقبل من الارتهان إلى الفراغ والفُصام والتطرف والتبعية، يتأكد  أن السياسة الثقافية للأوصياء على الثقافة في بلدنا أشد حرصا على  اختيارات ضد - ثقافية وهو ما استفحل في منعرج خطير ستكون نتائجه كارثية.وتكفي الإشارة، فقط، إلى مَلمح واحد مُعبّر في كون الوزارة الوصية تعمد إلى تغييب تام للفاعلين والمثقفين من التشاور وتبادل الرأي والمقترحات في ما يخص مكان وزمان المعرض الدولي للنشر والكتاب وكيف يمكن لكل جهات المغرب أن تستفيد منه، تناوبا.  وأن المعرض بما يشكله من فرصة لتجديد صورة وصوت وكلمة ومتخيل المغرب والمغاربة ، لا يمكن أن ينجح في ذلك بدون مثقفين وفاعلين، وبدون دعم حقيقي ومعقول للكِتاب والمجلات، وبدون إيلاء الأهمية اللازمة لجائزة المغرب التي يُشاعُ إقبارها هذه السنة بجرة قلم طائشة، عِوَض التفكير في جعلها شُرفة أخرى للمغرب الثقافي والحداثي.هل يُعقل العبث في دعم الكتاب، الأمر الذي انعكس على التدنّي المهول في عدد المنشورات إلى أقل من خمسين بالمائة مقاربة بالسنوات الفارطة.. فبالإضافة إلى التأخير في انطلاق هذه العملية التي أصبحت في دورة واحدة بعدما كانت في دورتين خلال السنة الواحدة، وعدم تجهيز الكتب لتكون حاضرة في معارض الكتب العربية، فإن الغلاف المالي المقدم هزيل ومرفوض، لأنه لا يغطي إلا 20  بالمائة من مصاريف الكتاب.لا يتعلق العبث والارتجال في دعم الكتاب أو الأنشطة الثقافية والفنية، وإنما في رؤية سياسية بلا إرادة حقيقية في النهوض بالثقافة كما يُجسدها المغرب والمغاربة في كل شبر من هذا الوطن.انطلاقا من الواقع، كما نحياه، والمعطيات المتوفرة بعد مرور حوالي خمسة عشر شهرا، فقد بادرنا رفقة عدد من المثقفات والمثقفين وكذا الفاعلين في هذا القطاع، إلى مشاورات موسّعة  في مجموع المغرب، من أجل تشخيص موضوعي لهذه القضايا.. في أفق اتخاذ قرار جماعي بمقاطعة كل الأنشطة الثقافية الرسمية بما فيها المعرض الدولي للنشر والكتاب، في مرحلة أولى، لمواجهة السياسة الحكومية التي تُمعن في التفقير الاجتماعي والتهميش الثقافي.
ساحة

يونس التايب يكتب: ليسقط أعداء التميز المغربي حيثما كانوا
بقلم: يونس التايبلم يكن لدي أي شك بأن تميز المغرب، من خلال ما حققه المنتخب الوطني و من خلال المستوى الاحترافي الرفيع الذي ظهرت به المؤسسات الأمنية المغربية التي ساهم رجالها في تأمين المونديال بقطر، لا يمكن أن يمر دون إثارة حقد أصحاب القلوب المريضة وضغينة أصحاب النفوس الخبيثة.وتوقعت أنه لا بد أن نرى شرذمة المتربصين الذين لا شغل لهم إلا الكيد للمغرب و مؤسساته، يخرجون من جحورهم لفبركة "قضايا" جديدة و صياغة "قصص" على المقاس، للنيل من سمعة المغرب في محاولة لنسف رصيد الصورة الجميلة التي تشكلت عن بلادنا، عن الدولة وعن المجتمع، بكل التفاصيل التي يعرفها الجميع.وبالفعل، رأينا ذلك بجلاء، خلال الأيام الأخيرة، في خرجات عدد من الفئات في الداخل و في الخارج، سواء منهم :- بعض "الساعين للشهرة" في الجسم الإعلامي الباحث عن تعزيز "صورته" أو خلق "البوز Buzz" في موقع إلكتروني إخباري يبحث له عن مكانة؛- بعض تجار "المواقف النضالية" في الخارج، وبعض الكراكيز التي تتحرك بهوى أجهزة السوء التابعة لعدد من الدول التي تعاني من مرض مزمن اسمه "المغرب" الذي يبدو أنه "واقف لهم في الحلق".بالنسبة للمتربصين من الخارج، الذين ركزوا هجماتهم انطلاقا من بلاطوهات قنوات إخبارية فرنسية (يا سبحان الله !!!)، أو عبر اليوتوب، واستهدفوا بصفة خاصة المؤسسات الأمنية المغربية و مسؤوليها، لي اليقين بأن أولاد البلاد و رجالات الوطن، قادرون على رد كيد كل العابثين في نحورهم، و نسف خطط الأعداء حيثما كانوا.أما بالنسبة لبعض مروجي الرداءة في الداخل الذين أرادوا الهجوم على الإنجاز المغربي، فقد لاحظنا كيف انقسموا بين :- من استحلوا النبش في خصوصيات لاعبي المنتخب دون وجه حق، فتطاولوا بصفة خاصة على اللاعبين أوناحي و أبوخلال، و بدرجة أقل على حكيمي.- من جعلوا أمهات اللاعبين مادة إعلامية يجوز استعمالها في كل الأجناس الصحفية بشكل هجين.- من بدأوا يعدون العدة للنيل من المدرب الوطني، في المستقبل القريب.- من اكتشفوا فجأة (سبحان الله!!!) أن طبيب العظام الشاب المغربي دافيد صباغ، هو يهودي الديانة، وظنوا أن في تلك الميزة ما يصلح مادة نخلطها بالحديث عن ما يسمى "التطبيع"، وجميع العقلاء يعرفون أن بين الأمرين ما بين السماء والأرض من المساحة.بكل تأكيد، يجب أن ننتبه إلى "السم" الذي تخفيه كل تلك التحركات التي تصب في اتجاه واحد، و لو اختلفت المنطلقات و الوسائل، لأن مسؤوليتنا هي أن نتصدى للدينامية التواصلية السلبية والاستفزازية التي تحملها هرطقات و أفعال لا تكتسي صفة المهنية حتى لو قال أصحابها أنهم، فقط، "يمارسون حرية التعبير أو يقومون بعمل إعلامي ...!". التميز المغربي في مونديال قطر، و في غيره من المناسبات والسياقات، هو إنجاز وطني يشكل رصيدا خالصا مشتركا بين كل المغاربة، بين الدولة والمجتمع، و علينا جميعا واجب حمايته و غلق الطريق أمام المتربصين بكل جميل ونقط الضوء في هذا الوطن.أظن أن هنالك حاجة ليقال للعابثين : "باراكة من العياقة ... ابتعدوا عن لاعبي المنتخب و المدرب الوطني ... عطيوهم التيساع ... كفى من اقتحام العوالم الخاصة لكل واحد من شباب المنتخب... لا معنى لمن تفتي في من هو "قدوة" للشباب و من لا يجسد تلك القدوة .... لا حق لأن يفتري صحفي يبحث عن البوز من خلال تحميل الالتزام الديني للاعب شاب ما لا يحتمل، و كتابة مقال بعنوان رديء وخطير في آن واحد ...كل واحد يديها في راسوا.. !"يكفي المنتخب بكل مكوناته، ما قدموه لنا و ما سيقدمونه في المستقبل، ويكفيهم حب المغاربة المخلصين الغيويرين على راية المغرب، وقبل ذلك، يكفيهم شرفا وضمانة لكل خير، أنهم وقوفوا مع أمهاتهم بين يدي أب الأمة المغربية، جلالة الملك، الذي أثنى عليهم وأكرم وفادتهم.فما بال العابثين يريدون إقناعنا بترهات من وحي خيالهم المليء بالحقد والكره لكل انتصار وتميز مغربي، في وقت كنا جميعا شهود على إنجاز رياضي وطني كبير لا يحتمل إلا أن نقول بصوت عالي أن المغرب كبير على العابثين؟
ساحة

1 6 53

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 19 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة