Category Details – الصفحة 50 – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
السبت 19 أبريل 2025, 00:39
نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 61 لثورة الملك والشعب
    وجه صاحب الجلالة محمد السادس خطابا الى الأمة بمناسبة الذكرى 61 لثورة الملك الشعب وفي ما يلي النص الكامل للخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لثورة الملك والشعب :   " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.   شعبي العزيز،   نخلد اليوم، الذكرى الحادية والستين لثورة الملك والشعب المجيدة، ليس فقط لكونها ملحمة وطنية، من أجل الحرية والاستقلال، وإنما لتجديد العهد على جعلها ثورة متواصلة، لتحقيق تطلعاتك المشروعة، وتعزيز مكانة المغرب، كفاعل وازن، في محيطه الجهوي والدولي.   فمنذ تولينا العرش، حرصنا على أن يكون التجاوب التلقائي بيني وبينك، عماد بناء مجتمع متقدم ومتماسك، يتسع لكل أبنائه، ويعتز كل مغربي ومغربية بالانتماء إليه.   فالوطن للجميع، ومن واجب كل المغاربة، فرادى وجماعات، أن يواصلوا انخراطهم، بعزم وثبات، في الدفاع عن وحدة بلدهم، والنهوض بتنميته.   والمغاربة شعب طموح يتطلع دائما لبلوغ أعلى الدرجات، التي وصلت إليها الدول المتقدمة. وهذا الطموح ليس مجرد حلم، ولا يأتي من فراغ، وإنما يستند إلى الواقع، وما حققه المغرب من منجزات ملموسة، في مساره الديمقراطي والتنموي.   فأين وصل المغرب اليوم ¿ وأين يمكن تصنيف الاقتصاد الوطني بين الدول ¿ وهل يمكن اعتباره بلدا تنافسيا ¿ أم يمكن وضعه ضمن الدول الصاعدة ¿   معروف أنه ليس هناك نموذج محدد للدول الصاعدة. فكل بلد يواصل مساره التنموي الخاص، حسب موارده البشرية والاقتصادية والطبيعية، ورصيده الحضاري، وحسب العوائق والصعوبات التي تواجهه.   غير أن هناك معايير ومؤهلات ينبغي توفرها، للانضمام إلى هذه الفئة من الدول. وتتمثل، على الخصوص، في التطور الديمقراطي والمؤسسي، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، والانفتاح الجهوي والدولي.   شعبي العزيز،   كما هو معلوم، لا يمكن لأي دولة أن تنتقل، بين عشية وضحاها، من مرتبة إلى أخرى، وإنما باستثمار التطورات الإيجابية التي راكمتها عبر تاريخها.   والمغرب نموذج لهذه التراكمات. فخلال 15 سنة الأخيرة، تمكن من ترسيخ مساره الديمقراطي، وتوطيد دعائم نموذج تنموي، مندمج ومستدام، يقوم على المزاوجة بين المشاريع الهيكلية، والنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة.   لقد عرف الاقتصاد الوطني تحولا عميقا في بنيته، وتنوعا كبيرا في مجالاته الإنتاجية، وحقق نسبة نمو مرتفعة وقارة، وتمكن من الحفاظ على التوازنات الكبرى، رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.     وفي هذا الإطار، مكنت الاستراتيجيات القطاعية من تحقيق نتائج ملموسة، ساهمت في وضوح الرؤية، وفي إعادة تموقع الاقتصاد الوطني، على الصعيد الجهوي والدولي.   وعلى سبيل المثال، فقد ساهم مخطط المغرب الأخضر ومخطط أليوتيس، في حصول المغرب على جائزة المنظمة العالمية للأغذية والزراعة، لبلوغه أهداف الألفية، المتعلقة بمحاربة الفقر والمجاعة، سنتين قبل الموعد المحدد لها.   وذلك لما يقومان عليه من توازن بين المشاريع الكبرى، ذات المردودية العالية، وبين تشجيع الفلاحة المعاشية والتضامنية، والصيد التقليدي، واعتبارا لدورهما في تحسين الدخل بصفة دائمة.   كما ساهم مخطط الإقلاع الصناعي، الذي يرتكز على مقاربة مندمجة، بما فيها توفير التكوين المهني المناسب، مدعوما بالنقلة النوعية، التي حققها القطاع التجاري والمالي، والاقتصاد الرقمي، في تعزيز مكانة الاقتصاد الوطني، على الصعيد القاري.   وإذا كانت البنيات التحتية من الدعائم الأساسية التي تقوم عليها الاقتصادات الصاعدة، فإن ما يتوفر عليه المغرب من منجزات، في هذا المجال، قد ساهم في الرفع من تنافسية المقاولات والمنتوجات الوطنية.   كما تعززت جاذبية الاقتصاد الوطني، بفضل الجهود المتواصلة، لتحسين مناخ الأعمال، وإحداث أقطاب اقتصادية تنافسية، كالقطب الصناعي ملوسة - طنجة.   وإننا لنعبر عن ارتياحنا للمساهمة الفاعلة لعدد من مقاولات القطاع الخاص، والمؤسسات العمومية، في النهوض بالاقتصاد الوطني على الصعيدين الداخلي والخارجي.   ويعد المكتب الشريف للفوسفاط نموذجا في هذا المجال، لما يتوفر عليه من استراتيجية وطنية ودولية ناجعة، ووضوح الرؤية، وحسن التدبير والنجاعة. وهو ما أكد انخراط المغرب في السوق العالمي للفوسفاط، الذي أصبح رهانا كونيا، لارتباطه الوثيق بالأمن الغذائي.   ومن أهم الدعامات، التي تقوم عليها الاقتصادات الصاعدة، الارتكاز على التنمية المستدامة، والاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الأخضر.   فقد عرف مجال الطاقات المتجددة، نقلة نوعية، نتيجة المشاريع الكبرى التي أطلقناها، بالإضافة إلى اعتماد استراتيجية النجاعة الطاقية، وسياسة طموحة لتعبئة الموارد المائية.   ويعتبر المخطط المغربي للطاقة الشمسية والريحية، دليلا آخر على قدرتنا على رفع التحديات، وذلك بفضل الرؤية الواضحة والاستباقية، والتخطيط المحكم، للأسبقيات الملحة، بما يضمن تلبية الحاجيات الطاقية لبلادنا، وتقليص التبعية للخارج، بالاعتماد على استغلال إمكاناتنا من موارد الطاقات المتجددة.   وإذا كان المغرب يحتاج لبعض الجهود فقط، لمواصلة السير بخطى واثقة، للانضمام إلى الدول الصاعدة، فإن سياسة الانفتاح الاقتصادي قد عززت مكانته كمحور للمبادلات الدولية.   وهو ما تعكسه الشراكات المثمرة، سواء مع الدول العربية، وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعد المغرب ثاني مستثمر بإفريقيا.   وذلك بالإضافة إلى الوضع المتقدم، الذي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي، واتفاقيات التبادل الحر مع عدد كبير من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والشراكة الاستراتيجية التي نعمل على تعميقها مع روسيا، إضافة إلى الشراكة التي نحن بصدد بلورتها مع الصين.   كما أن المغرب يعد صلة وصل أساسية في التعاون الثلاثي ومتعدد الأطراف، وخاصة من أجل ضمان الأمن والاستقرار، والتنمية بإفريقيا.   شعبي العزيز،   إن المكاسب والمنجزات التي تم تحقيقها، لا ينبغي أن تكون دافعا للارتياح الذاتي، بل يجب أن تشكل حافزا قويا على مضاعفة الجهود والتعبئة الدائمة.   فالاقتصاد المغربي إما أن يكون صاعدا، بفضل مؤهلاته، وتضافر جهود مكوناته. وإما أنه سيخلف موعده مع التاريخ.   لقد بلغ نموذجنا التنموي مرحلة من النضج، تجعله مؤهلا للدخول النهائي والمستحق ضمن الدول الصاعدة. إلا أن السنوات القادمة ستكون حاسمة لتحصين المكاسب، وتقويم الاختلالات، وتحفيز النمو والاستثمار.   فهل هذا النموذج قادر على التقدم وعلى رفع التحديات والعوائق التي تواجهه ¿   إذا كانت الدول ترتكز، بالأساس، على تنافسية مقاولاتها، وخاصة تلك التي تصدر منتوجاتها للأسواق الدولية، فإن الاقتصاد المغربي يسجل، مع الأسف، تأخرا ملحوظا، بسبب تشتت وضعف النسيج الصناعي، ومنافسة القطاع غير المنظم.   إن هذا الوضع يتطلب تطوير مجموعات ومقاولات قوية، تعزز مناعة الاقتصاد الوطني، سواء لمواجهة المنافسة الدولية، أو من أجل تطوير شراكات مع المقاولات الصغرى، للنهوض بالتنمية، على المستوى الوطني.   ويعد توفير الموارد البشرية المؤهلة أساس الرفع من التنافسية، للاستجابة لمتطلبات التنمية، وسوق الشغل، ومواكبة التطور والتنوع، الذي يعرفه الاقتصاد الوطني.   وكما لا يخفى على أحد، فإن الحكامة الجيدة هي عماد نجاح أي إصلاح، والدعامة الأساسية لتحقيق أي استراتيجية لأهدافها.   فإلى أي حد يمكن لنظام الحكامة، في القطاعات الإنتاجية المغربية، أن يساهم في تأهيل وتطوير الاقتصاد الوطني¿   صحيح أن اللحاق بركب الدول الصاعدة لن يتم إلا بمواصلة تحسين مناخ الأعمال، ولاسيما من خلال المضي قدما في إصلاح القضاء والإدارة، ومحاربة الفساد، وتخليق الحياة العامة، التي نعتبرها مسؤولية المجتمع كله، مواطنين وجمعيات، وليست حكرا على الدولة لوحدها.   كما ينبغي أيضا تعزيز الدور الاستراتيجي للدولة، في الضبط والتنظيم، والإقدام على الإصلاحات الكبرى، لاسيما منها أنظمة التقاعد، والقطاع الضريبي، والسهر على مواصلة تطبيق مبادئ الحكامة الجيدة، في جميع القطاعات.       شعبي العزيز،   يتميز المسار التنموي لعدد من الدول الصاعدة بظهور أعراض سلبية، تتمثل في توسيع الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.   لذا، فإننا حريصون على تلازم التنمية الاقتصادية، مع النهوض بأوضاع المواطن المغربي.   ذلك أننا لا نريد مغربا بسرعتين : أغنياء يستفيدون من ثمار النمو، ويزدادون غنىº وفقراء خارج مسار التنمية، ويزدادون فقرا وحرمانا.   وفي هذا الإطار، تندرج برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي عبرت عدة دول عن رغبتها في الاستفادة من تجربتها، وكذا الجانب الاجتماعي للمخططات القطاعية، التي تعطي أهمية خاصة للتنمية المحلية والبشرية.   لقد أردنا أن نبين ونؤكد ما هو معروف عن المغاربة، من جد وتفان في العمل. وقد أثبتوا فعلا قدرتهم على العطاء والإبداع، كلما توفرت لهم الوسائل اللازمة، والظروف الملائمة، للقيام بأي عمل، كيفما كان نوعه، صغيرا أو كبيرا، فكريا أو يدويا، وذلك رغم آفة البطالة.         ويظل العنصر البشري هو الثروة الحقيقية للمغرب، وأحد المكونات الأساسية للرأسمال غير المادي، الذي دعونا، في خطاب العرش، لقياسه وتثمينهº نظرا لمكانته في النهوض بكل الأوراش والإصلاحات، والانخراط في اقتصاد المعرفة.   وإن ما حققه المغرب من تقدم، ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية واضحة، واستراتيجيات مضبوطة، وجهود وتضحيات جميع المغاربة.   وفي هذا الإطار، نشيد بالحكومات المتعاقبة، إلى اليوم، وبروح الوطنية الصادقة، والمسؤولية العالية، التي أبانت عنها، خلال تدبير أمور البلاد.   ونود التنويه أيضا بالدور الهام للمقاولات المواطنة، في النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.   كما نشيد بالدور المتزايد لمنظمات المجتمع المدني، لمساهمتها الفعالة في دينامية التنمية.   ونخص بالتقدير والإشادة الأحزاب السياسية والنقابات الجادة، التي كرسها الدستور كفاعل أساسي لا محيد عنه، في الدولة والمجتمع، اعتبارا لرصيدها النضالي، ولما تتحلى به من وطنية صادقة، وروح المواطنة المسؤولة، في معالجة القضايا الكبرى للأمة.   كما نتقدم لكل المنظمات النقابية بعبارات الشكر، على دورها الكبير، في توطيد السلم الاجتماعي، بمفهومه الشامل، خلال 15 سنة الأخيرة، دون، بالطبع، التفريط في مبادئها الثابتة، دفاعا عن الحقوق والمصالح الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة.   لذا، فقد استجبنا للملتمس المرفوع إلينا، من قبل المنظمات النقابية، بخصوص تمثيليتها بمجلس المستشارين، الذي كان في الصيغة الأولى لمشروع الدستور الجديد، عبارة عن غرفة لممثلي الجماعات الترابية فقط.   كما أننا حريصون على مواصلة القيام بدورها المجتمعي والتنموي، في التزام بواجباتها الوطنية، في البناء والإصلاح، والسلم الاجتماعي، بقدر استفادتها مما يخوله لها القانون من حقوق.   ولا يفوتنا، أن نوجه تحية تقدير لنساء ورجال التعليم، وخاصة بالعالم القروي، على جهودهم من أجل تكوين أجيال من الأطر المؤهلة، التي ساهمت بنصيبها في النهوض بالأوراش التنموية، ولما يقدمونه من تضحيات في سبيل تربية الأجيال الصاعدة.   شعبي العزيز،   إن كسب رهان اللحاق بركب الدول الصاعدة ليس مستحيلا، وإن كان ينطوي على صعوبات وتحديات كثيرة.   والمغرب، ولله الحمد، يتوفر على جميع المؤهلات، لرفع هذه التحديات. وفي مقدمتها شبابه، الواعي والمسؤول.   ولنا اليقين، بأن شبابنا وشاباتنا قادرون، بما يتحلون به من روح الوطنية، ومن قيم المواطنة الإيجابية، ولما يتوفرون عليه، من عبقرية خلاقة، على النهوض بتنمية بلادهم، ورفع تحديات دخولها نادي الدول الصاعدة.   وبذلك نواصل جميعا حمل مشعل الثورة المتجددة للملك والشعب، في تلاحم وثيق بين مكونات الأمة، ووفاء دائم للأرواح الطاهرة، لكل من بطلها الخالد، جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح، والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، ولشهداء المقاومة والتحرير الأبرار.   والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ". خطاب
ساحة

اهم ماجاء في الخطاب الملكي بمناسبة 15 سنة من الحكم
ماجاء في خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره الله ، اليوم بمناسبة الذكرى الـ15 على اعتلائه عرش المملكة: أكد العاهل المغربي، الذي بلغ سدة الحكم سنة 1999 بعد وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني، أن المغاربة لا يستفيدون جميعهم بالثروة المحصلة في البلاد”، متسائلا في هذا الصدد عما إذا كانت المنجزات المقامة في البلاد خلال 15 سنة مرت، قد أثرت على ظروف العيش اليومي للمغاربة”. وبعد أن أبدى الملك محمد السادس اطلاعا دقيقا على التقارير الدولية والوطنية التي تتناول الوضعية الاقتصادية للبلاد، أكد أن “الأمن والاستقرار هما أساس الإنتاج والثروة، والثقة والمصداقية هما تحفيز الاستثمار، إلا أن هذه المؤهلات لا يظهر لها أثر في القيمة الإجمالية للدول”. وأشار الخطاب الملكي إلى أنه سبق للبنك الدولي أن أنجز في 2005 و2010 دراستين لقياس الثروة الشاملة لحوالي 120 دولة من بينها المغرب، مبرزا أنه تساءل باستغراب مع المغاربة بعد الاطلاع على أرقام هاتين الدراستين “أين هي هذه الثروة، وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط”. واستمر الملك محمد السادس في طرح تساؤلاته “ماذا فعلنا بما حققناه من تقدم، هل ساهم فقط في زيادة مستوى الاستهلاك، أم أننا وظفنا ذلك في تحقيق الرخاء المشترك لكل المغاربة، وإلى أي درجة انعكس هذا التقدم على تحسين مستوى عيش المواطنين”. ولم يتأخر الملك في الجواب عن بعض تلك الأسئلة التي طرحها على نفسه قائلا “إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا، فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين”، مسجلا بأنه “لاحظ خلال جولاته التفقدية بعض مظاهر الفقر والهشاشة، وحدة الفوارق الاجتماعية بين المغاربة... وفي السياق ذاته دعا الملك محمد السادس، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بتعاون مع بنك المغرب، ومع المؤسسات الوطنية المعنية، وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة، للقيام بدارسة، لقياس القيمة الإجمالية للمغرب، ما بين 1999 و2013. وأوضح الملك أنه بما أن قياس الثروة غير المادية، يعتبر آلية للمساعدة على اتخاذ القرار، “فإننا ندعو لأن يشمل الإحصاء العام للسكان، الذي سيتم القيام به ابتداء من شهر شتنبر المقبل، المؤشرات المتعلقة بالرأسمال غير المادي للمغرب بمختلف مكوناته” وتطرق خطاب الملك بمناسبة الذكرى 15 لتربعه على عرش المملكة، إلى الجانب الديني في سياسة الدولة، مؤكدا أن النموذج المغربي يتركز أساسا على إمارة المؤمنين كمرجع له، وعلى المذهب المالكي”، مشيرا أنه نتاج إصلاحات عميقة من أجل تأهيل وتأطير المجال الديني”. واعتبر الملك أن هذا النموذج المغربي يقوم على تحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل، من خلال حماية المساجد من أي استغلال، باعتبارها فضاءات للعبادة والتوجيه والإرشاد، ومحو الأمية. ولم يفت الملك الإشارة إلى وضع التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني التي حظيت بالتقدير والاهتمام على المستوى القاري والدولي، رهن إشارة الدول الشقيقة التي تتقاسم مع المغرب التشبث بنفس المبادئ والقيم الروحية، والتي عبرت عن رغبتها في الاستفادة من النموذج المغربي”.
ساحة

مغاربة كندا ينظمون وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة
شهدت مدينة مونتريال مساء يوم الإثنين 28 يوليوز 2014 ، وهو بالمناسبة يوم عيد الفطر بكندا، مظاهرة ضخمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني فى غزة وتنديدا بالهمجية الصهيونية وبحكومة كندا المتواطئة معها.   فى البداية، تجمع المئات أمام قنصلية الكيان الصهيوني بمونتريال وكان حضور أبناء الجالية العربية مكثفا وخصوصا الشباب. كما شهدت التظاهرة حصور العديد من اليهودالأرتدوكس الذين يعتبرون إنشاء دولة يهودية مخالفا لتعاليم الثوراة. وقد ندد المتظاهرون بدولة إسرائيل الإرهابية بجميع اللغات واستنكروا مواقف السيد هاربر رئيس حكومة كندا المساندة للعدوان الإسرائيلي.   ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون : فلسطين حرة’ حرة’/ إسرائيل أرهابية وهاربر متواطئ - ماوقع لكم فى 11 شتنبر يحدث فى غزة اليوم.   وتجدر الإشارة إلى أنه باستثناء حضور حزب - كبيك متضامن - اليساري الصغير الذي يتوفر على 3 برلمانيين، ومساهمة مسؤوليه فى التظاهرة’ فقد غابت جل الأحزاب الكندية وهذا مرده لقوة اللوبي الصهيوني وحضوره الوازن فى كندا ، على خلاف الجاليا’ت العربية والمسلمة والتي رغم قوتها العددية –حوالي 1.4 مليون نسمة فهي مبعثرة وضعيفة تنظيميا.   وقد تحدي المتظاهرون المطر الذي كان يهطل بغزارة ونظموا مسيرة جابت أحد أكبر الشوارع التجارية بمونتريال وقطعوا مسافة تزيد على كيلومترين .   مغ
ساحة

وجهة نظر : حكومة اللذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
  قمة الانتهازية، أن تنسب لنفسك نتائج مجهودات غيرك وتسوِّق تلك النتائج على أنها من ثمرات جهدك وحسنات تدبيرك.    وهذا يدخل في باب تزييف الحقائق والكذب على الخلائق، وتصفه الأدبيات الإنسانية بالسرقة الأدبية والفكرية. ويكاد أن يكون هذا السلوك مُميِّزا للإسلام السياسي الذي يتقن ما يمكن أن نسميه بالنفاق السياسي، بدءا من أسلوب التقية إلى استعمال الخطاب الأخلاقي التسطيحي الذي يحارب الإدراك والمعرفة الحقيقيين بدغدغة العواطف ومخاطبة الوجدان، مما يسهِّل توظيف الدين لتحقيق مصالح دنيوية آنية، كما يقع، مثلا، في الاستشارات الشعبية والاستحقاقات الانتخابية.    ويجب أن نسجل بأن الخطاب الشعبوي التسطيحي (الديماغوجي) الممزوج ببهارات دينية وأخلاقية، ينجح في استمالة عينة من الناس، تنخدع بخطاب الطهرانية و"العذرية" السياسية للأحزاب ذات المرجعية الدينية. ونظرا لنسبة العزوف المرتفعة، خاصة في أوساط الطبقة المتوسطة والمتنورة، لأسباب ليس المجال هنا للخوض فيها، فإن المستفيد الأول من هذا العزوف هي الأحزاب الإسلاموية.    لقد كان لافتا أن يتصدر حزب العدالة والتنمية المغربي (الذي خاض الحملة الانتخابية تحت شعار "محاربة الفساد") نتائج الانتخابات التشريعية لـ 25 نونبر 2011، وبفارق كبير عن الحزب الذي احتل المرتبة الثانية؛ الشيء الذي فاجأ حتى الحزب المعني نفسه (مما يعطي بعض المصداقية للتحاليل التي تتحدث عن تدخل جهات في الدولة لصالح الحزب الإسلامي لحسابات سياسية، يعرف خباياها أهل الحل والعقد) . وطبقا لمقتضيات دستور فاتح يويوز 2011، أسندت رئاسة الحكومة، في إطار احترام المنهجية الديمقراطية، للأستاذ "عبد الإله بنكيران"، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. ودون الخوض في تنكر الحزب الأغلبي لشعاراته الانتخابية أو الرجوع إلى القرارات الحكومية الجائرة التي تضررت منها، ضررا بالغا، الفئات التي يدعي حزب العدالة والتنمية أنه يدافع عنها؛ أي الفئات الأكثر هشاشة، اقتصاديا واجتماعيا، نتوقف قليلا عند خطاب رئيس الحكومة بمناسبةتقديمه، أمام الغرفتين البرلمانيتين، للحصيلة الحكومية لنصف الولاية التشريعية لقد ركز "بنكيران"، في خطابه، على نعمة الاستقرار التي يرفل فيها المغرب بفضل هذه الحكومة، وكأن نعمة الاستقرار هي من أهم منجزات حكومته ومن حسنات حزبه. لا يكف رئيس الحكومة وحزبه عن التبجح بأنهم ضمنوا الاستقرار في المغرب، في وقت كانت فيه الأوضاع الداخلية وفي البلدان المجاورة تنذر بأوخم العواقب. فالسيد "بنكيران" لا يمل ولا يكل من لَوْك الكلام ، بمناسبة وبدون مناسبة، حول الاستقرار الذي ينعم به المغرب مع هذه الحكومة التي يعتبرها هبة من السماء، أنقذت المغرب مما وقع في البلدان الأخرى حيث تساقطت الأنظمة مثل أوراق الخريف. وليس "بنكيران" وحده من يعتبر الاستقرار السياسي بالمغرب إنجازا حكوميا. فوزراء الحزب الأغلبي وقيادة "البيجيدي"، على نهج رئيسهم، يتحدثون عن الاستقرار وكأنهم من صناعه؛ بينما هم ، في واقع الأمر، ليسوا سوى مستفيدين منه. وهم، بهذا، لا يفعلون أكثر من السطو على هذا الرأسمال الرمزي للمغاربة، فينسبونه لأنفسهم ويريدون أن يُشكروا على ذلك وأن يحمدوا عليه؛ بينما، في واقع الأمر، مساهمتهم في الاستقرار قليلة إن لم تكن منعدمة، فينطبق عليهم قوله تعالى: "الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا". الاستقرار الذي يتحدث عنه "بنكيران" لا يد له فيه. فهو من صُنع أجيال من المناضلين الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان (وبالرجوع إلى تقارير هيئة الإنصاف والمصالحة، ندرك فتوراة الاستقرار الذي ننعم به اليوم). وهو من صنع الديمقراطيين الذين جعلوا من الإصلاحات السياسية والدستورية معركتهم الأساسية.    لذلك، حين خرجت حركة 20 فبراير إلى الشارع، تناغمت شعاراتها (حول الكرامة والعدالة الاجتماعية وحول مناهضة الفساد والاستبداد) مع مطالب الحركة التقدمية والديمقراطية، التي كان سقفها الملكية البرلمانية. ولا بد أن نسجل التجاوب السريع للدولة مع مطالب الشارع في الخطاب الملكي لـ9 مارس وما تلا ذلك من إصلاحات دستورية وانتخابات سابقة لأوانها.   ولا بد أن نسجل النضج الذي عبر عنه الشعب المغربي سواء خلال فترات الحراك الديمقراطي الذي عرفه الشارع أو من خلال تعبيرات منظماته السياسية والمدنية. وهذا النضج هو الصانع الحقيقي للاستقرار وأحد عوامله الأساسية. أما حزب بنكيران فلم يزد عن قطف ثمار الحركة التي كان ضدها وهدد شبابه بالطرد إن التحق بها. ويجب أن نشير إلى أن الحزب الأغلبي لم يكن يوما في قلب معركة الإصلاحات الدستورية والسياسية ولم يكن في جدول أعماله النضال من أجل الديمقراطية التي هي مفتاح كل استقرار. فمشروع حزب المرحوم "الخطيب"، صنع، كما يعلم الجميع، في دواليب أم الوزارات، بهدف مناهضة مشروع القوى التقدمية والديمقراطية. لذالك، لا نفهم من كلام "بنكيران" عن الاستقرار سوى شيئا واحدا، يؤطره المنطق الانتهازي وعقلية الابتزاز، مفاده أن الاستقرار الذي يعيشه المغرب اليوم قد تحقق بفضل العدالة والتنمية.  وللمحافظة عليه،    علينا أن نحافظ على أصحابه في مراكزهم. وبمعنى آخر، فإن إزاحة "بنكيران" وأصحابه من مقاعدهم فيه تهديد لاستقرار البلاد. وكأني بـ"بنكيران وحزبه" يريدون إيصال الرسالة التالية للدولة وللطبقة السياسية وللناخبين المفترضين ": إما نحن وإما الطوفان".    هذه هي الديمقراطية التي يؤمن بها "بنكيران" وحزبه. إنها "ديمقراطية" الاستبداد والابتزاز (ابتزاز الدولة والمجتمع باسم الاستقرار)، التي تمارس باسم الدين الذي هو منها براء.   فـ"الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا"، يضربون في الصميم إحدى ركائز التوجيه الرباني لهذه الأمة؛ فهم، بدل أن يتحلوا بالصدق في أقوالهم وأفعالهم ومنهج حياتهم، تراهم يستقلون مراكب الانتهازية والنفاق الأخلاقي والابتزاز السياسي وغير ذلك من الخصال الذميمة... ملوحين، باستمرار، بفزاعة الشارع وما يمكن أن يحدثه من قلاقل في حال ما إذا تم، ولو عن طريق الديمقراطية، الاستغناء عن خدماتهم.
ساحة

رمضانيات : مسجد مولاي اليزيد بحي القصبة بمراكش
  يوجد مسجد مولاي اليزيد في قلب الحي الشعبي القصبة بمراكش، وهو غير بعيد عن مسجد الكتبية، ومجاور للإقامة الملكية الحالية ، تصل اليه عبر زقاق ضيق من أزقة المدينة القديمة داخلا اليه من «باب أكناو» البديع الصنع، قبل أن تفاجأ بساحة كبيرة تمتد على طوله جدار المسجد، والى جانبه عدد من المآثر التاريخية أهمها قبور السعديين.    يعتبر هذا الجامع من اكبر المساجد في المدينة بمساحة تقدر بحوالي 6500 متر مربع، وأحسنها هندسة ورونقا، وقد سمي على مر التاريخ بأسماء متعددة منها جامع المنصور نسبة إلى مؤسسه يعقوب المنصور الموحدي ، أو جامع القصر، أو الجامع الأعظم الأعلى أو الجامع الكبير أو الجامع الأعلى، ويحلو للمراكشيين الآن أن يسموه مسجد مولاي اليزيد رغم أنه اشتهر سابقا بمسجد القصبة.    الداخل أليه يشعر بطمأنينة كبيرة جدا تزيد بزيادة سقفه العالي جدا. كان فألا حسنا على المسلمين الذين كانوا يستعدون عند بداية تشييده سنة سنتي 581هـ للإبحار إلى الأندلس لخوض المعركة الشهيرة «غزوة الأرك»، فلما رجعوا وجدوه قد شيد في أحسن صورة، ففرحوا بنصرهم، وفرحوا ببناء الجامع الأعظم أيما فرح، وقد أنفق فيه مؤسسه على مدى خمس سنوات أخماس غنائم المعركة. وللجامع الحالي أربعة أبواب عمومية، في حين ذكر المؤرخون أنه كان له سبعة ابواب وباب خاص بالسلطان ، عندما تصل إلى قاعة الصلاة تجد أحد عشر بلاطا تعامد حائط القبلة، وعرضها ثلاث سقائف اخرها على هيئة البلاط، تعلوها ثلاث قباب واحدة امام المحراب، والثاني والثالث عن يمينه ويساره، وما تبقى من الساحة صحن عظيم.    أما واجهة المسجد فعلى قدر من الضخامة، تتوجها شرفات مسننة، وهي مقسمة على عدد البلاطات بداخل الجامع، وذلك بإبراز انكسار أقواسه، وتحيط بهذه الاقواس أعمدة مثقلة بالنقوش.    أما محراب الجامع فهو واسع عريض، يقوم على أربعة أعمدة من حجر كريم، تعلوها أحجار أموية بديعة، وبه اربعة اعمدة أخرى منتصفه تحمل الإطار الفخم للقوس، عليها تيجان، مثلها تحمل إطار العقد ولوحة المحراب، والإطار غاية في الفخامة.    اما المنبر فكان عبارة عن قطعة أثاثيه جليلة ، وهو أقل مهابة وضخامة من منبر الكتبية، فهو من البساطة وزخارفه الزهرية.    وقد شيدت المئذنة في الركن الشمالي الغربي من الجامع، مربعة القاعدة ضلعها 8,8 متر، ملساء إلى حدود سقف الجامع، ومزخرفة بعد ذلك إلى القمة، حيث افريز من الخزف يسطع نورا، نحفه عصابتان افقيتان، على كل جهة ثلاث عقود مفصصه، تقوم على أعمدة وتيجان مزخرفة، وتحيط بثلاث نوافد مصطفة في خط واحد.    كل هذا الجمال وكل هذا الاشعاع أغاظ بعض أسارى النصارى الموجودين في المدينة وارادوا بالجامع والسلطان شرا ، في سنة 981هـ حفروا في خفية تحت الجامع حفرة ملؤوها بالبارود ووضعوا فيها فتيلا تسري فيه النار على مهل كي ينقلب الجامع بأهله وقت الصلاة، فانهدمت القبة الواسعة وانشق مسارها شقا كبيرا ، وقد جدد الجامع في عهد السلطان محمد بن عبد الله ثم السلطان مولاي عبد الرحمان، في عهد امير المؤمنين محمد السادس حيث جرت فيه أشغال ترميم عظيمة، شملت ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد، وترميم الأسقف والقباب وتدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية، كما تمت تهيئة الساحة المجاورة له بخلق مناطق خضراء وتجهيز النافورات وقد فتح في وجه المصالين في اليوم الأول من رمضان.   وتجدر الإشارة الى ان وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، قررت فتحه بداية شهر رمضان الجاري، بعد اربع سنوات على إغلاقه من أجل الترميم وإعادة الإصلاح.ر
ساحة

حملات أمنية منظمة للحد من حوادث السير وما تخلفه دراجات سـ90 من ضحايا بمراكش
أصبح المراكشيون في حيرة من أمرهم، بخصوص أصحاب دراجات "سـ90" اللذين لايحترم أغلبهم قانون السير، بل أكثر من ذلك يستعينون بهذه الدرجات الفائقة السرعة لتنفيذ عمليات إجرامية من قبيل السرقات عن طريق النشل، كما أنها غالبا ما تسببت في حوادث سير مميتة ذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر، حتى أن المراكشيين أصبحوا يطلقون على جناح خاص بمستعجلات ابن طفيل بمراكش جناح "سـ90 ".    مصالح ولاية أمن مراكش أصدرت مؤخراً تعليمات صارمة لمختلف أجهزتها من اجل التحقق من هوية سائقي هذا النوع من الدراجات النارية والتعامل بصرامة مع هؤلاء، فيكفي معاينة شارع الكولف بمقاطعة سيدي يوسف بن علي الذي يتحول إلى حلبة سباق لأصحاب هذا النوع من الدراجات النارية ولاسيما في الفترة الليلية، والأمر نفسه بالنسبة لدرب الشاوش ودرب العساس، حيث تمر الدراجات المذكورة بسرعة كبيرة وبمجموعة من الأحياء الداوديات ولمحاميد والمسيرة التي تعيش الوضع نفسه.  در
ساحة

رمضانيات : مدرسة ابن يوسف بمراكش
  مدرسة بن يوسف : بناها السعديون قبل 5 قرون وضمت 132 غرفة لسكن الطلبة مدرسة بن يوسف بمراكش، وهي من بين المعالم الأثرية بالمدينة الحمراء، التي يحرص السياح على زيارتها، خصوصاً أنه يوجد بالقرب منها متحف مراكش والقبة المراكشية.    وتنطلق الطريق بالزائر إلى مدرسة بن يوسف، بدءا من ساحة جامع الفنا، عبر سوق السمارين، حيث يترك على يساره القبة المرابطية وعلى يمينه متحف مراكش، قبل أن يجد نفسه واقفاً أمام باب البناية العتيقة.    ويعود تاريخ بناء مدرسة بن يوسف إلى الفترة الممتدة ما بين سنتي 1564 و1565، على عهد السلطان السعدي عبد الله الغالب. وأرجع بعض المؤرخين بناء هذه المعلمة إلى المرينيين، لكن المؤكد، في الوقت الراهن، هو عودتها إلى حكم السعديين، خاصة بعد اكتشاف ست نقائش تدعم هذا الطرح، أهمها توجد في أعلى مدخل المعلمة، نقرأ فيها «أقامني للعلوم والصلاة أمير المؤمنين وسبط خاتم الرسل أسمى الخلائق عبد الله فادع له يا داخلي ببلوغ منتهى الأمل»، ولا تخلو جدران المدرسة من كتابات قرآنية وشعرية تجعل متعة الزيارة تجمع بين سحر المكان ومعاني الكلام، من قبيل «متع جفونك في الحسن البديع ترى سراً عجباً».   وشكلت المدرسة، ذات الشكل المربع والتي تصل مساحتها إلى حوالي 1680 متراً مربعاً، على امتداد أربعة قرون، معقلا للعلماء ومقصداً للطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة في مختلف العلوم خاصة منها الدينية والفقهية، قبل أن تتحول إلى مزار سياحي يحرص زوار مراكش على الاستمتاع بها تحفة أثرية وعلامة ازدهار حضاري مغربي سابق.    ولم تكن الدروس تلقى بالمدرسة نفسها، ولكن بداخل مسجد بن يوسف المجاور، حيث كانت عبارة عن «حي جامعي، بالمفهوم المتعارف عليه، اليوم، لسكن الطلبة، حيث كان يعيش الطلبة ويراجعون دروسهم، في حين كانت قاعة الصلاة تُستعمل لأداء الواجب الديني. وقبل الولوج إلى داخل بناية المدرسة، تسترعي انتباه الزائر قبة من المقرنس بالجبس تحمل نقوشاً بالألوان، أما باب المعلمة فمغطى بالبرونز المنقوش.    ويتم الولوج إلى المدرسة عبر ممر مغطى بسقف يضيء المكان من خلال مجموعة من الفتحات، قبل أن يفضي إلى دهليز يؤدي إلى مختلف أنحاء البناية. وفي الجهة الوسطى من الواجهة الشمالية يوجد بيت الصلاة، المكوَّنُ من ثلاث بلاطات عرضية يفصلها صفان من الأعمدة الرخامية، وهي بلاطات جانبية تتوفر على خزانات خشبية كانت تستعمل، في السابق، كمكتبة خاصة بنزلاء المدرسة.    ويكشف المحراب عن زخارف بديعة، ومواد متنوعة، تعبر عن غنى هذه المعلمة، مثل الرخام والخشب والجبس بأشكال مختلفة الألوان. ويشكل المحراب المزود بشرفات خماسية الأضلاع قوساً تاماً مدعماً بأربعة أعمدة صغيرة من الرخام تُغطيه قبَّة صغيرة من المقرنس بالجبس.    وتوجد قاعة الوضوء في أول الممر الغربي، وهي تحتوي على حوض مربع الشكل يستعمل للوضوء، تغطيه قبة جبسية مُقرنسة، فيما الكل مدعم بأربعة أعمدة رخامية. وفي الطابق العلوي، وعبر درج تقليدي يناسب المكان، توجد باقي حجرات الطلبة، ومن بين خصوصيات المدرسة وجود ممرين يحيطان بالساحة المركزية ويؤديان إلى سبعة صحون صغيرة توجد بها حجرات الطابق السفلي، ويعيد الطابق العلوي تصميم الطابق السفلي، ويبلغ مجموع الغرف المخصصة للطلبة 132 غرفة.    ويمكن القول إن تنوع مواد البناء والزخارف يجعل مدرسة بن يوسف تُحفة فنية من المعمار الأصيل وسجلا يؤرخ للفن المغربي في عهد السعديين، فخشب الأرز الذي تم جلبه من منطقة الأطلس يوجد في كل أنحاء المعلمة، في القبب الفخمة للدهليز وقاعة الصلاة، وسقوف الممرات، والإفريزات. أما الرخام الايطالي فقد استعمل كثيراً في هذه المدرسة، إذ نجد عمودين منقوشين في جوانب باب قاعة الصلاة، بالإضافة إلى أربعة أعمدة أخرى في نفس القياس وذلك في المحراب وقاعة الوضوء.    أما الجبس فيبدو أنه الأكثر استعمالا في تزيين المدرسة، كما تدل على ذلك اللوحات الكبيرة من الجبس المنقوش، والتي تغطي واجهات الفناء وقاعة الصلاة. ومما يزيد من جمالية هذه المعلمة استعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسية وتقنياته المختلفة، إذ يغطي أسفل الجدران وكذا الأعمدة، أما الأرضية فمرصعة بالرخام الإيطالي، خاصة الصحن، كما يغطي أرضية قاعة الصلاة والغرف، كما نجد قطع الزليج الصغيرة، في الممرات والأدراج والصحون الصغيرة.رمضاني
ساحة

فاجعة الدارالبيضاء … والبناء العشوائي بمراكش من المسؤول ؟
  فاجعة الدار البيضاء ثرمي بثقلها هذه الايام على اصحاب القرار، داخل وزارة بن عبدالله بصفته وزير السكنى وسياسة المدينة، هذا الاخير الذي نفى ان تكون له اي مسؤولية في هذه الفاجعة، التي اودت حتى الان بحياة 15 شخصا وجرح ما يناهز خمس وخمسون اخرين حسب اخر حصيلة غير رسمية.    في حين ان محمد بريجة نائب عمدة البيضاء كذلك تهرب من المسؤولية محملا ايها الى مقاطعة أنفا والوكالة الحضرية ولصاحب البناية التي كانت سببا في انهيار العمارات الأخرى، بحكم انه شيد طبقين من دون ترخيص حسب تصريحه لـ"راديو بلوس الدار البيضاء"٠    قبل البحث عن المسؤول الاجدر بهذا الاخير ومعه السيد الوزير تقديم استقالتهم لتملصهم من المسؤولية، لآنها مشتركة بين كل الفاعلين سواء سياسيين او مدنين كل حسب موقعه، السياسي صاحب القرار والمدني باحترامه شروط السلامة والتزامه بدفاتر التحملات الخاصة بالبناء التي اصبحت اخر شيء يفكر في احترامه جل المنعشين العقارين.   في مراكش وفي الوقت الذي اصدر فيه عبد السلام بيكرات والي الجهة تعليماته الصارمة لمختلف المصالح بالولاية باليقظة وعدم التسامح مع كل من يخالف تصاميم التعمير نلاحظ دائما في مراكش مخالفات كثيرة وتجاوزات خطيرة لا تعد ولا تحصي منها من مس اسوار مراكش وتشيد طوابق عليها كما سبق لـ"كِشـ24" ان قامت بنشره مؤخراً، اما داخل الاقامات السكنية المشتركة حدث ولاحرج، فنجد من التجاوزات ومساس بالملكية المشتركة ونخص بالذكر هنا المجموعة السكنية الضحى وإقامة نهى بحي معطى الله المحاميد، حيث التسيب على مرأى من العين ومن صاحب المشروع وفي غياب تام لمصالح السلطة المحلية ممثلة في قائد الملحقة الإدارية اسكجور رغم توصله بمجموعة من الشكايات في الموضوع من طرف سانديك الأقامة.فا
ساحة

رمضانيات : هؤلاء رجالات مراكش
  رجالات مراكش السبعة‬‎ وصفت مراكش بأنها المدينة الحمراء ، الفسيحة الارجاء ، الجامعة بين حر وظل ظليل وتلوج ونخيل، عاصمة المرابطين والموحدين والسعدين ، بناها الامام يوسف بن ثاشفين، مشاهيرها كثر رجلاتها سبع تحمل اسماءهم احياء مراكش هدروبها ، وهم يوسف الصنهاجي .."مول الغار"المعروف ب سيدي يوسف بن علي ولد بمراكش ولم يغادرها طيلة حياته، هو أبو يعقوب يوسف بن علي الصنهاجي المبتلى، عاش في القرن السادس الهجري، كان لإصابته بالـ"جذام" الأثر البالغ على حياته ، إذ تخلت عنه عائلته مخافة العدوى من المرض، مما اضطره إلى الرحيل عنهم والعيش في كهف مجاور للمدينة سيعرف فيما بعد بحارة الجذماء، حتى بات يعرف بـ"مول الغار"، ورغم العزلة والمرض كان علي الصنهاجي مثالا حيا للقناعة والعطاء والتيقن بالله إلى درجة أن شاعت حوله أخبار الزهد والكرامة في كل أنحاء المدينة، فأخذ الناس الذين تخلوا عنه إبان زمن المرض يقصدونه من أجل التبرك والشفاء، إلى أن توفي عام 593 للهجرة، الموافق لسنة 1196 ميلادية حيث دفن بباب أغمات.    القاضي عياض : شهيد الحمراء شهيد المدينة الحمراء، مالا يعرفه الكثير عن القاضي عياض أنه قتل على يد ابن تومرت بمراكش عام 544 للهجرة الموافق لسنة 1149 ميلادية في ليلة الجمعة كما قال والده محمد عياض، وشيدت فوق قبره إحدى الكنائس.    هو ابن موسى اليحصيبي أحد أشهر فقهاء المالكية في الغرب الإسلامي، له أصول عربية ضاربة الجذور إذ أن أجداده من اليمن إلا أن الأقدار شاءت أن يزداد في سبتة المحتلة، ويكبر ويتعلم ويعيش باقي العمر في مدينة مراكش، التي نال فيها مرتبة الولاية بفضل ورعه وامتثاله للتعاليم الإسلامية، وبفضل حبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم، والذي عبر عنه ببلاغة كبيرة في كتابه المشهور "الشفا"، مارس القضاء وهو في سن الخامسة والثلاثين، قال في حقه الفقيه محمد بن حماده السبتي "كان هينا من غير ضعف، صليبا في الحق".   الإمام السهيلي..اليمني المتصوف يدعى عبد الرحمان السهيلي، شأنه شأن القاضي عياض هو كذلك من أصول يمنية، إلا أن كنيته بأبي القاسم نسبته إلى "سهيل"وهو واد أندلسي بمالقة اشتهر بغزارة علمه وسمو أخلاقه وبأشعاره الصوفية وبتفتحه في زمن اشتدت فيه الرقابة والعصبية المذهبية، ولأنه كان من مؤيدي الدعوة المحمدية، المدافعين بقوة عن مذهبها، فقد دعاه الخليفة يوسف بن عبد الله إلى مراكش العاصمة آنذاك، ومكث بها مدرسا ومحاضرا إلى غاية أن توفته المنية عام581 للهجرة الموافق لسنة 1186 ميلادية.    أبو العباس السبتي : وخلوة الجبل هو أحمد بن جعفر الخزرجي أبو العباس السبتي. توفي والده فاضطرت أمه إلى إرساله إلى حائك لتعلم الحرفة مقابل أجر، إلا أن رغبته في التعلم جعلته يفر من المعلم الحائك ليلتحق بكتاب الشيخ أبي عبد الله محمد الفخار، إلا أن أمه أعادته إلى الحائك، ليعاد مسلسل هروب أبي العباس وإعادته من قبل والدته إلى الحائك مرة أخرى حتى تدخل شيخه واقترح على أمه أن يشتغل الصبي لديه مقابل أجر، فاسحا له المجال للتعلم. وقد سافر أبو العباس إلى مراكش طالبا للعلم ولقاء المشايخ، رغم أن المدينة كانت تشهد حصارا ما دفعه إلى صعود جبل جليز، قبل أن يؤسس مذهبه على فضيلة العطاء. إذ كان يأخذ بأيدي الضعفاء والمحرومين والبؤساء والمعاقين ويواسيهم، وكان يولي اهتماما خاصا للعميان منهم، إلى غاية أن توفي عام 601 هجرية الموافق لسنة 1205 ميلادية.    ابن سليمان الجزولي..المقاوم يلقب بـ"مول الدليل" ازداد حوالي 807 هجرية /1404 م، وتوفي عام 870 للهجرة الموافق لسنة 1465 ميلادية بناحية الصويرة (موكادور)، ثم نقل جثمانه إلى حاضرة مراكش. جدد التصوف المغربي في زمانه من أجل الدفاع عن حوزة البلاد ضد الزحف الإيبيري ، كما دعا إلى الجهاد ضد احتلال النصارى للشواطئ المغربية وعلى الثورة ضد الحكام الوطاسيين "المتخاذلين"، ويعتبر مؤلفه دلائل الخيرات شعارا لهذه المقاومة.    عبد العزيز التباع : "مول الطابع" هو عبد العزيز التباع الحرار، من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، عرف بلقب "مول الطابع" حيث تقول العامة فيه: "آ مول الطابع داوي المضابع" أي عالج البلادة. تتلمذ على يد الجزولي وكان أستاذا لحوالي أزيد من 1200 مريد، كما كان يولي اهتماما كبيرا للأرض والفلاحة وفضائل الصوفية في أوساط الفلاحين والحرفيين، وقد توفي عام 914 للهجرة الموافق لسنة 09/1508 ميلادية.    عبد الله الغزواني : صاحب القصور هو عبد الله بن عجال الغزواني، توفي عام 935 للهجرة الموافق لسنة 1528 ميلادية ،وهو يشجع جيوش السعديين على اقتحام أسوار مراكش بكرة حديدية أصابته على مستوى الرأس من مدافع صديقة، وقد دفن الغزواني بزاوية حومة القصور وظل قبره قبلة للزوار للتبرك به، لما عرف عنه بتقويته للبناء التجديدي للتصوف بالمغرب، ذلك البناء الذي أسسه الشيخ الجزولي بهر العامة بصلاحه وتقواه، كما مهد الطريق أمام عودة الشرفاء إلى سدة الحكم .
ساحة

مجدي بسيدي الزوين : الفاعلون السياسيون والإجتماعيون بالمغرب يخوضون معاركهم النضالية في ظلام دامس
وأضاف مجدي خلال ندوة حول “المسألة الحقوقية والحراك الشبابي بالمغرب”، التي أطرها بمقر الإشتراكي الموحد بسيدي الزوين، أنه من “النادر جدا أن نجد بعض الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية التي تراكم أرشيفاتها من أجل مراكمة التجارب والإستفادة منها وتحليلها”، الأمر الذي “يضطر الفاعلين السياسيين وخصوصا منهم الشباب والمنظمات الشبيبية للبدء من الصفر” مما يحد من “تطور واستثمار النضالات والتضحيات التي خاضها مناضلوا الشعب المغربي”. وأشار المناضل النقابي ، إلى أن “حقوق الإنسان بالمغرب تضيق يوما بعد يوم”، مبررا طرحه بـ”الاعتقالات والمحاكمات والتعذيب الذي يشهده البلد وهو امر لايشهد له الواقع فقط وانما القوانين ايضا”، فبالإظافة الى “الصبغة الاستبدادية التي يكرسها الدستور المغربي فإن هناك تراجعا كبيرا على مستوى حقوق الطبقة العاملة” واستشهد على ذلك بالفصلين 8 و و111 من دستور 2011. وأوضح في هذا الصدد، ان “النظام في المغرب عمل كل ما في جهده من أجل إضعاف النقابات والتحكم في مساراتها، مما مكنه من إضعافها وتحييدها عن الصراع الطبيعي الذي وجدت لأجله”، حيث تم “احتواء فعلي وعلني لجميع النقابات المركزية بالمغرب”. وعرج صاحب الرقم القياسي في المتابعات القضائية، على مجموعة من الملاحظات التي طبعت نضال الاطارات الجماهيرية والحركات الاجتماعية بالمغرب، مشيرا إلى أن “هناك شروط ملائمة للنضال وتقوية الاجهزة النضالية، وتتجلى في الاحتقان السائد لدى جل الفئات الاجتماعية نتيجة للقهر والظلم وغلاء المعيشة واستعدادها للنضال، ثم تطور آليات التواصل والتعبئة عبر الأنترنت وتوسيع قاعدة التضامن الدولي”. وخلص الى القول، أن “النظام الإجتماعي القائم من صنع الفئة المسيطرة حاليا، واي حركة احتجاجية أو نضالية قام بها المناضلون هي انتصار للفئات المحكومة، ولا يجب أن ينتظر منها حسم الصراع في التو واللحظة”، بل يلزمها طول النفس منبها إلى أن “المناضلون في بعض الأحيان عندما تفشل معاركهم أو تطول يصابون بالإحباط والعجز ويلجؤون إلى ردود افعال أو تبادل الإتهامات وجلد بعضهم بعضا، وهو امر غير سوي ويخلف جرحات ومشاكل عميقة”. فما أحوجنا في المغرب، يقول مجدي إلى ما أشار اليه “دريدا” في كتابه “ماذا عن غد” بـ” تحليل نفسي للميدان السياسي، كي يصار إلى تحليل (الجروح) والآلام في النظام الإقتصادي الجديد”.
ساحة

رمضانيات : الصناعة التقليدية في المغرب
  تشتهر الصناعة التقليدية في المغرب بثراء منتجاتها وتنوعها، لكن العاملين في هذا القطاع يعيشون أوضاعا صعبة، ويطالبون الحكومة بحماية هذه الصناعات من الانقراض تحت وطأة المنافسة غير المتكافئة مع الصناعات الحديثة.    تشكل الصناعة التقليدية إحدى المكونات الأساسية الشخصية المغربية الإبداعية، فهي الوسيط بين الماضي والحاضر.    ومن اهم الحرف التقليدية :  ـ الحرف المتفرعة عن قطاع الجلد، دباغ ـ إسكافي ـ صانع السروج٠٠٠ ـ الحرف المتفرعة عن قطاع الطين والحجر صانع الخزف – صانع الفخار – صانع القرميد ـ الحرف المتفرعة عن قطاع النسيج غزل الصوف والمواد الأولية المختلفة – نسيج الزرابي – نساج الحايك والخرقات المختلفة – نساج الحنبل ـ الحرف المتفرعة عن قطاع المعادن الحداد صانع المنتجات المعدنية المطروقة أو المرصعة صانع الشبابيك والهياكل والإطارات المعدنية صانع البراد صانع الصينية والتوابع٠    ويمثل قطاع الصناعة التقليدية 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام ويساهم في إعالة ثلث الساكنة المغربية، ويعد أحد مجالات الإبداع المغربي دون منازع وأحد أعمدة النشاط الاقتصادي بالمملكة.    إلا أن هذا القطاع ، يمر بفترة صعبة إلى درجة يتحدث فيها المهنيون عن قرب اندثار مهارة متوارثة عبر قرون، وذلك بالنظر إلى الصعوبة التي أصبح يجدها في استقطاب يد عاملة شابة باتت تفضل مهنا أخرى تغري بمدخول أفضل.    وبالرغم من هذه الأزمة، التي تجد مبررها، بالخصوص، في قلة اهتمام الزبناء التقليديين المغاربة، فإن الفضل في بقاء العديد من الحرف التقليدية يرجع للزوار الأجانب الذين يقبلون على هذا المنتوج التقليدي المغربي بشغف كبير.
ساحة

رمضانيات : سوق اللبادين … تحول الدكاكين إلى بازارات
  اللبدة هي تشابك شعيرات الصوف فيما بينها ومزجها بالماء والصابون الأسود (البلدي)، ثم فركه بقماش مبلل يمزج بالماء والصابون حتى تصير جزرا واحدا أو قطعة واحدة، بعد غسل المتوج الملبد يمكن أن يصبغ أو يحتفظ بلونه الأصلي بعد أن يعرض لأشعة الشمس ليجف، لا يعرف بالتحديد أصل هذه المهنة والتي يبدو أنها من مخلفات الحضارة العثمانية بدول جنوب البحر الأبيض المتوسط ومن هنا يبدو أن ممارسة هذه الحرفة تفوق 100سنة من الأقدمية.   كان عدد الصناع يتجاوز60 صانعا إلى أن تقلص العدد ليصل 4 صناع فقط.   يقول أحد " لمعلمين" القدامى:" تتأثر هذه الحرفة بالتقلبات المناخية حيث تفوق نسبة الكسور أحيانا27 في المائة من وزن الصوف الذي يتأثر بالرطوبة خلال فصل الشتاء، مما يؤثر على وزنها صيفا بعد تعرضها للحرارة مما يؤثر على هذه المادة ذات الأصل الحيواني.ويتراوح ثمن الصوف بعد خضوعه لكل العمليات ما بين"6 و35 درهما حسب الأنواع التي يحددها أحد الصناع في: "صوف الواد، حلوانة، العطارية، اللباطية، دزة ودحة، الدزة المغسولة، البر وال وصوف الرأس..."   ويستغرق مدة إنجاز لبدة واحدة من حجم(1، 100م)×(1، 10م) يوما واحدا، ويغلب على هذا المنتوج الطلب من طرف مستعملي المنتوج إماّ للصلاة كسجاد أو استعمالات أخرى كعنصر ضروري لصناعة السروج، أو الطربوش الأحمر في الزي الرسمي التقليدي.وتعاني هذه الحرفة من مضايقة بعض المنتوجات المستوردة والمصنعة بطرق ممكنة.   وهي حرفة في طور الانقراض حيث لم يبق في مدينة مراكش إلا  ثلاث معلمين لبادين: الأول يزاول حرفته بسوق اللبادين في دكان هو الوحيد الذي لا زالت تمارس فيه هذه الحرفة بينما تحول الباقي إلى متاجر لبيع منتوجات الصناعة التقليدية (بازارات). المعلم الثاني يشتغل في منزله. و المعلم الثالث الذي استجوبناه له محترف بمجمع الصناعة التقليدية بمراكش.   يقول المعلم ( ب ل ) إنه أخذ اللبادة عن معلم من أسرة تنحدر من سجلماسة بواحة تافيلالت مارست هذه الحرفة لأجيال متعددة، قدم أحد أجدادهم المتقدمين مهاجرا إلى مراكش بسبب قضية شرف. ذلك أن هذا الشخص كان يملك حديقة نخيل في بلده و وجد في أحد الأيام سارقا يجني ثمار إحدى نخلاته  فانتهره، لكن السارق أجابه باستخفاف "حتى الدجاجة أصبحت تجيد الركل". عندها أحس المالك بالإهانة و قرر بيع أملاكه و النزوح إلى مراكش حيث استقر ممارسا لمهنة اللبادة التي أورثها لأبنائه و حفدته.   يضيف المعلم ( ب ل) أنه حتى نهاية الستينات من القرن الماضي كان عدد المعلمين اللبادة يناهز الأربعين وأن عددهم كان أكثر قبل ذلك. في أيام العز هذه كان زبناء الحرفة من علية القوم : قياد، تجار، فقهاء، كبار الفلاحين. و كان اللباد من رواج حرفته و سلعته يملك الأراضي و العتبات و الدكاكين. و يحكى أنه كان يجمع أمواله من سكة "الحسني"  في "الشواري"  و أنه لتهافت الناس عليه يطلب من الزبون أن يمهله أياما حتى يهيئ له طلبه في الوقت الذي تكون نسخ من المطلوب متوفرة في دكانه.   أما الآن لم يعد هناك مستعملون لمنتوجات اللبادة. يحكي المعلم ( ب ل) أن أحد زملائه صنع لبدة و لكن لم يتقدم أحد لشرائها فبقيت في دكانه حتى أصابتها القرظة (التونيا). فقد كان من زبناء الحرفة التقليديين مستعملو اللبدة كفراش لأداء الصلاة. أصبح هؤلاء يفضلون السجادات المنسوجة التركية الأصل لأنها أخف وزنا و أكثر مقاومة و أقل حجما و تكلفة. وهناك من الزبناء من يستعمل"الترشيح" و "العراقية" كواقيات على ظهور الخيول و البغال.   لكن زبناء الحرفة الأساسيين ضعفت و شحت مواردهم المالية و قوتهم الشرائية منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي بسبب توالي سنوات الجفاف. و أيضا قل مستعملو الطرابيش التقليدية التي ينتجها اللباد، لأسباب ثقافية تكمن في عصرنة المجتمع و تأثره بالنموذج الأوروبي في اللباس.   و يتكون فريق اللبادة عادة من معلم وصناع و متعلمين. فالمعلم هو صاحب الدكان، مالك رأس المال و مرجع الحرفة و الخبرة. يزاول الصنعة أحيانا إضافة إلى إدارة محترفه و أحيانا يكتفي بالتسيير : شراء المادة الأولية، مراقبة الصناع ، بيع المنتوج، التواصل مع الزبناء...   الصانع أكمل تعلم الحرفة منذ مدة، يتقن الحرفة و لكنه لا يتوفر على الموارد المادية أو المهارات السيكولوجية الضرورية للاستقلال بمحترفه الخاص.   المتعلم :يكون مبدئيا صغير السن حديث عهد بالحرفة، يتدرج في التعلم و تلزمه في المتوسط حوالي عشر سنوات ليتقنها و يصبح صانعا.   المعلم (ب ل ) يشتغل غالب الوقت بمفرده و يساعده أيام العطلة الصيفية متعلمان و هما شابان يتابعان دراستهما في الثانوي و يشتغل معه أقدمهما و أفضلهما منذ سبع سنوات بمعدل شهرين كل سنة.   ويعد الصوف من أهم المواد الأولية الضرورية لهذه الحرفة، و هو ثلاثة أنواع : صوف "الدزة"، أفضل هذه الأنواع، و هو صوف يؤخذ من فوق ظهر الأغنام الحية مرة كل سنة في الفترة ما بين نهاية إبريل و بداية ماي، الصوف اللباطية و هي التي يقتلع اللباط من على جلود الأغنام المذبوحة ("البطاين")، الصوف العطارية و هي صوف سبق أن استعملت كحشوة للفراش مثلا فيعاد استعمالها كمادة يشتغل عليها اللباد.   الصابون "البلدي" : يخلط مع الماء للحصول على محلول صابوني تعالج به قطع الصوف. أما أدواتها فهي:    الطبلة و هي طاولة خشبية مربعة يبلغ ضلعها حوالي 1.50 متر. ترتفع بحوالي 5 سنتيمترات على الأرض بفضل أرجل قصيرة و عريضة. حين يجلس الصانع مباشرة وراء الطبلة على الأرض تكون المادة التي يشتغل عليها في متناول يديه.   القوالب : مجسمات من الطين تستعمل لصناعة الطرابيش و البلغات توضع عليها المادة المراد تصنيعها لتأخذ الأشكال المطلوبة.    القياس : وهي عصية خشبية يبلغ طولها نصف متر تقريبا تستعمل لضبط القياسات حسب الأبعد المطلوبة.   الحلاب : إناء طيني يخلط فيه الماء و الصابون "البلدي" للحصول على محلول رغوي يعالج المادة الأولية.   اللبدة : فراش مستطيلي الشكل طوله 1 إلى1.10 متر و عرضه ما بين 0.8 و 1 متر، يفترش كغطاء للأرض تؤدى فوقه الصلاة أو يستعمل كفراش إضافي يجلس عليه مستعمله فيوفر له الدفء و الملمس الرطب. هناك أيضا لبدات بمقاسات أكبر تستعمل لتغطية فضاء يخصص لصلاة جماعات محدودة العدد.   العراقية : لبدة لها شكل إهليج يبلغ طول محوريه 1 متر و 0.80 متر، توضع فوق ظهر البغلة كفراش نظيف و مريح يكون للراكب تماسا لينا و للبغلة رداء يتشرب بالعرق الذي يخرج من جسمها إثناء الحركة.   الترشيح : يتكون من 7 إلى 10 لبدات تبلغ أبعاده 1 و 1.10 متر، ذات ألوان مختلفة ، تكون اللبدة السفلى  بيضاء و العليا حمراء. تجمع اللبدات بخياطة و بقطعة جلدية تجمع أطرافها الأمامية. توضع فوق ظهر الحصان ثم يوضع فوقها السرج فتنقص من حدة احتكاكه بظهر الفرس، و تتشرب بعرقه كما توفر في نفس الوقت مجلسا لينا و رطبا للراكب.    الطرابيش التقليدية ذات "قبوشة" في الأعلى و التي تتدلى على جانبها "شوشة"، تستعمل  لتغطية الرأس. كانت تميز شرطة المخزن و موظفيه.   الطرابيش العصربة بمختلف أشكالها.   غطاء العنق le châle .   القفة الصوفية.   بلغة للاستعمال داخل المنزل لتسخين الأرجل في ليالي البرد القارس.   وتتم عملية التصنيع بتهييء الصوف فيؤخذ الصوف من أحد الأصناف التي تقدم ذكرها فيغسل جيدا بالماء وحده ؛ إذا غسل بالصابون أو "تيغيغشت" تفقد شعيراته تشعباتها و يصبح غير صالح لصنع لبدات جيدة. ينشر في الشمس حتى يجف ؛ يكفي لذلك يوم واحد أيام الصيف بينما تزداد مدة النشر كلما كان الجو رطبا و باردا. هذا العمل تقوم به نساء متخصصات قبل أن يتسلمه اللباد نظيفا و جافا. يعيد متعلم اللباد تنقية الصوف المغسول الجاف من الشوائب التي قد تعلق به. ثم يقوم بضربه بقضيب خشبي حتي تتفرق خيوطه وتقل كثافته؛ وتسمى هذه العملية "التقطاب". يعاد إلى النساء اللواتي تعالجنه "القرشال" لكي يصبح ناعما متشعب الشعيرات. و" القرشال"  زوج قطعتين خشبيتين مربعتين، يبلغ ضلعها حوالي 15 سنتيمتر،  تبتت على مجمل وجهها مسامير صغيرة متقاربة. توضع قطعة من الصوف على الوجه الذي تبتت عله المسامير و تبدأ المرأة في حكه على الوجه المماثل له من فردة القرشال الثانية و هكذا تستمر قطعة الصوف تنتقل من فك إلى آخر حتى تصبح رطبة و قليلة الكثافة.   ولتصنيع المنتوج يجلس الصانع على الأرض و يضع "الطبلة" أمامه، يأخذ قطع الصوف المهيأ و يصففها جنبا إلى جنب حتى تكون طبقة أولى بأبعاد المنتوج المبتغى صنعه. يضع فوقها طبقة ثانية ثم ثالثة. يخلط المتعلم الماء و الصابون "البلدي" في الحلاب بواسطة قطعة ثوب صوفية بالية تسمى "الكدوار" حتى يحصل على محلول صابوني برغوة كثيفة. يبدأ الصانع عملية "سقي" الصوف المرصوص فوق الطاولة حيث يعصر فوقه "الكدوار" المشبع بالمحلول و يمرر يديه على أعلى الفرشة الصوفية ليدخل المحلول في الصوف. يعيد العملية مرات يكون عددها أكبر كلما كان الصوف المستعمل أحرش.   يضيف الصابون مباشرة بحكه بيده فوق المادة و يرشه بقطرات من الماء و يضغط بيده لكي يتشرب الصوف بالصابون المضاف. يتوقف عن إضافة الصابون عندما يتبين أن المادة قد تشبعت به. ياخذ "كدوارا" يابسا و يبدأ عملية حك وجه اللبدة. يقلبها بعد ذلك و يحك قفاها بنفس الطريقة. إذا تبين له أن اللبدة استوت يبدأ بعصرها حتى يخرج منها أكبر قدر ممكن من الصابون. يدورها و يلولبها بعد ذلك و يتركها بضع دقائق على هذا الحال لكي تشد شعيرات الصوف المعالج بعضها ببعض ؛ و تسمى هذه العملية "العقير". يعيد تسريح اللبدة فوق الطاولة و يساعده الصانع على "تجبيد" أطرافه حتى تأخذ شكل المنتوج المطلوب ؛ و تسمى هذه العملية "النتير". تبدأ بعد ذلك عملية السقي بالماء. تؤخذ اللبدة قرب أنبوب ماء و توضع على سطح الأرض. تطوى مرة واحدة و يقف الصانع فوقها. يسكب الماء تدريجيا و يتحرك ماشيا فوقها من جهة إلى أخرى ضاغطا برجليه ليخرج الماء و الصابون المشبعة بهما. يتابع العملية حتى يخلص اللبدة من الصابون نهائيا فيقال أنها "صفت". تعلق على خشب حتى تفقد ما علق بها من ماء.تنشر في فناء مشمس حتى تجف. تدفع للصباغ إذا كان الزبون يرغب في لبدة مصبوغة. يعاد غسل اللبدة بالطريقة أعلاه. توضع اللبدة المغسولة و المجففة فوق "الطبلة" و يعاد "تجبيد" أطرافها حتى تأخذ الشكل المطلوب. تطوى على أربع و توضع على طاولة أولى تقلب فوقها أخرى و توضع على هذه الأخيرة أحجار وازنة. تترك هكذا يومين أو ثلاثة لكي تصبح سهلة الطي فتسلم للزبون. يبيع المعلم ( ب ل ) منتوجاته مباشرة للزبناء الذين يزورونه في دكانه بمجمع الصناعة التقليدية أو بالمعارض المحلية و الوطنية التي يشارك فيها أحيانا.  ولكي لا تنقرض اللبادة ـ يقول المعلم ( ب ل ): يجب التوفر على متعلمين محفزين يثقون بأنها ستؤمن لهم مستقبلا فيتابرون على التعلم بجدية ليتشربوا أسرار الحرفة.
ساحة

رمضانيات : حرفة الگراب في مراكش
   حرفة الكراب ساقي الماء أو (الگراب) حرفة متأصلة في الثقافة المغربية ، اشتقت هذه التسمية من القربة الجلدية المصنوعة من جلد المعز والتي تشكل الى جانب توب مزركش بلون الأحمر وسروال قصير وقبعة كبيرة مزينة صورة جميلة ومتاكملة٠    هذه الحرفة التي أخذت طريقها نحو الاندثار كانت في السابق تستنشق هواءها من الاسواق الشعبية والساحات الكبرى، وجلال الاحتفالات حيث كان الگراب يوزع الماء بأوانه النحاسية مطفأ عطش الكتيرين، كما كان يجلب الماء الى المتاجر وبيوت الناس في الاحياء٠    اليوم تعددت أسباب نفور الناس من ماء الكراب فأصبح يعاني في صمت، وهو الذي كان في القديم اهم شخصية في الحي الكل ينتظر سماع رنة جرسه معلنة قدوم محملا بالماء ليطف ضمأهم ، انها ظروف الزمان وضوابطها وكلما دخل الشهر الكريم رمضان أصبح متل طيف يسيل لعاب الكثيرين من قربته الفارغة، اليوم تحول هذا المسكين الى متسول يثير شفقة الناس في حين يتجه البعض منهم حين يوجد السُّياح لكي يلتقط صور معهم مقابل بعض الدريهمات تضمن له لقمة عيش ولأبنائه وتكفيه عن السؤال٠    رغم كل مده المعاناة يبقى الگراب ايقونة في التراث الشعبي المغربي وجب التفاتة اليه٠رمضانيات
ساحة

البرلمانية وكاس دنون على الفيسبوك
  خلفت صورة للبرلمانية "ل.ز" عن حزب الاتحاد الاشتراكي بمدينة اسفي مجموعة من التعليقات و التساؤلات لدى رواد ومتصفحي الموقع الاجتماعي "الفيسبوك ".    حيث تظهر النائب البرلمانية وهي تقدم كاس دانون لطفلة صغيرة رفقة امها، يسترزقون قوت يومهم من التسول "واش ديرا اشهار لدانون حيث زادوا فثمن ديلو، ولا حيث بنكيران قال لينا قطعوه ونصوب الرياب في الديور وانتما ديما شدين ضد معه".   كانت هذه إحدى التعليقات٠ كما هو واضح في الصورة فنائبة البرلمانية تعمدت أخذ صورة مع الطفلة وأمها و كأن الفقراء خلقوا لأخد صور تذكارية معهم كأنهم احدى عجائب الدنيا السبع او أناس من كوكب اخر، ولكي تكون حملة سابقة لأوانها في صراعات انتخابية قادمة لان هؤلاء الفئة يتخذون من الفقراء والمساكين سلالم نحو القمر.
ساحة

رمضانيات : حرفة الحرارين أو المجادلية
  تحولت المنطقة المحاذية لضريح أبي العباس السبتي" لمجادلية" إلى حي سكني واهتمت بعض دكاكينها القليلة بمهن أخرى بعضها يرتبط بزيارة الضريح، أما سوق الحرارين فقد غزته العديد من أنواع التجارة المرتبطة بالسياحة. المجدول هو ذلك المنتوج المحبك من خيوط حريرية ومعدنية ذهبية تزين بها النساء ملابسهن التقليدية المخيطة والخص بالمناسبات والأعياد. ويعود أصل هذه الحرقة إلى الشرق وقد ازدهر في بلاد الأندلس. ومنها دخلت بعض المدن التاريخية كفاس ومراكش وهي من الحرف التي اختص بها اليهود وقد عرفت إقبالا وشهرة من طرف الرجال والنساء مما جعل ممارستها كإرث يؤخذ عن الأسلاف والأجداد حيث كان عدد الصناع بمراكش يفوق 41 صانعا قبل أن يتقلص هذا العدد إلى ثلاثة صناع يعتمدون على رأسمال ضعيف دون تفكير في التوجه إلى ممول آخر بشروطه القانونية المعقدة بالإضافة إلى أن تجارة المجدول تعتمد على المناسبات.   ومن أهم المواد الأولية المستعملة في صناعة المجدول هناك الخيط الشبه حريري والمصنوع من مادة "السبليلوز" ويسمى الصابرا وناذرا ما تستعمل خيوط حريرية أصيلة أو ذهبية لارتفاع تكلفتها ليتم اقتناء"الصابرا" محليا وبكمية قليلة لا تتعدى في الغالب3 أو4 كلغ بألوان مختلفة. وقد يستعصى أحيانا الحصول على لون معين لأن عملية الصباغة الجيدة تتم بالخارج مما يجعل أثمانها ترتفع باستمرار حيث تضاعفت خلال 5 سنوات من 70 إلى 120درهما للكلغ ورغم ذلك يستحيل خزنها لأنها تتأثر بالرطوبة مما يؤثر على لونها وجودتها.وذكر أحد الصناع: " أن تجارة المجدول تعاني من منافسة مواد بخسة الثمن مما أدى إلى انخفاض ثمن الانتاج الجيد والذي يعاني كذلك من السيولة البطيئة ويغلب على إنتاجها طلب الزبناء حسب ذوقهم" ولعل الفرق الذي يعرفه ثمن المجدول من10إلى150درهما دليل على اختلاف الجودة إلاّ أن هذه التجارة يغلب  طابع المحلية لارتباطها بالزي التقليدي كما أنها لا تثير انتباه السياح الأجانب مما أثر على رواجها. و حسب أحد "لمعلمين " فأن هذه الحرفة ترجع إلى زمن الخليفة هارون الرشيد الذي كان يتقنها.   تقول الحكاية أنه كان في رحلة صيد بضواحي بغداد فقبض عليه قطاع طرق و هم له منكرون فأخذوه إلى وكرهم. و لكي يحافظ على حياته عرض عليهم أن يصنع لهم منسوجات حريرية يبيعونها بأغلى الأثمان في سوق المدينة فقبلوا ذلك. و لأن مصنوعاته كانت تحمل توقيعه تعرف عليها وزيره حين اشتراها من أحد اللصوص فقبض عليه و دل الجنود على مكان الخليفة المختطف. و بعد أن تم إنقاذه قال ممتنا "الصنعة إذا ما غنات تستر، وقيل تزيد في العمر" أي " أتقن حرفة تكن مصدر غناك أو، على الأقل، تغطي متطلباتك الضرورية و لربما تكون سببا في إطالة عمرك."   يقول لمعلم (م ) راوية عن أبيه إن الحرفة كانت في الماضي مزدهرة و منظمة بأمين يجيز المعلمين حتى يتمكنوا من الاستقلال بمحترفاتهم و يقيمون  منتوجاتهم.   قديما كان الحرار يشتغل على خيوط الحرير الطبيعي و خيوط "الصقلي"، و هي خيوط فضية مغطاة بطبقة من ماء الذهب، كانت تستورد من أوروبا.  حاليا يشتغل الحرار بخيوط السابرة (ذات أصل طبيعي من شجرة تحمل هذا الاسم) و خيوط النايلون و الصقلي الاصطناعي، و هي خيوط من البولييستير لها بريق ذهبي مصطنع، و الخيط الصوفية لصنع منتوجات تستعمل في البادية الأمازيغية. البريبرة و هي ناعورة صغيرة يركب عليها خلخال الخيط الذي يراد فتله. مقص لتحديد أبعاد الخيوط المراد فتلها ،أو التي انتهي من فتلها ،حسب مقاسات المنتوج المراد صنعه. الإبرة (المفتاحة) لتثبيت العقد و تجميع الجدائل المفتولة. قديما كان الحرار يصنع مجادل )أو جدائل) حريرية يختلف سمكها و طولها وشكلها الخارجي حسب استعمالاتها. و كانت لها وظائف متعددة :   لجام للخيول حامل الخنجر، حامل السيف حامل الشكارة (حقيبة تقليدية يحملها الرجال على الكتف و تأخذ مكانها على جنبه تحث الجلابة) مجدول يحمل عقد السبحة حامل ساعة الطوق حامل العكاز مجدول يحمل عقد "مدجة الجواهر"   "التخمال" و هو مجدول تجمع به أكمام القفطان كان الحرار يصنع كذلك شوشات للتزيين تثبت في مؤخرة اقباب جلابيب النساء و سلاهيم الرجال و شوشات أخرى تزين ألجمة الخيول. حديثا صنع الحرار من خيوط طبيعية كالسبرة أو اصطناعية كالنايلون و الصقلي منتجات مختلفة :   أحزمة نسائية المضمة و هي مجموعة جدائل دقيقة متوازية تثبت على قطعة جلدية أو بلاستيكية، مغلفة بقماش في لون الجدائل، لها عرض الحزام و تلبس فوق القفطان أو "الدفينة". مجدول ستائر النوافذ، يثبت في الحائط و يستعمل لتجميع أطرافها مدجة عصرية خلخال خلخال للمعصم (bracelet) حلقات لتزيين الأذن مجدول لتعيين صفحات كتاب (marque page)   وتيم التصنيع بعملية التسدية أي تهيئ  خيوط السدى. يضع الصانع خلخال الخيط على ناعورة صغيرة تسمى "البريبرة" ويبدأ في عزل عدد من الخيوط  حسب طول و سمك المجدول الذي يرغب في تهيئته. ينفذ الصانع هذه العملية إما داخل محترفه مستعملا ركبتيه كإطار يدير حولهما الخيوط المنتقاة كما يمكن أن يقوم بها خارجه مستعملا مسمارين يتبثهما في حائط على نفس الارتفاع يكون أحدهما الطرف الأول للخيوط و الثاني طرفها الآخر. بعد ذلك يمر الصانع إلى عملية الفتل حيث يقوم بفتل خيوط السدى ليهيئ منها جديلة أولية يقطعها حسب مقاسات المنتوج المطلوب. تأتي بعد ذلك عملية الظفير حيث تأخذ الجدائل الجزئية، التي نتجت عن تقطيع الجديلة الأولية، فتظفر للحصول على مجدول مركب. بعدها يعمد الصانع إلى إبرة و خيط فيجمع رؤوس الجدائل في شكل شوشة.  و ينهي بعملية تسمى "التقواس" أو "التعصاب" حيث يزوق العقدة التي تجمع الشوشة بخيط غليظ. قل المجادلية الحقيقيون بسبب عدم تنظيم الحرفة وغياب مؤسسة الأمين. أصبح تجار السابرة يتحكمون في السوق و ذلك باستخدامهم النساء لصناعة المجادل في بيوتهن بأجرة زهيدة. و إذا كان هذا الاستخدام قد ساعد في التعريف بالمنتوج و توفيره في سوق تطلبه إلا أن مواصفات المنتوج ليست جيدة؛ و هو أمر يغيب عموما عن المستهلك الذي ليست له ثقافة جمالية مناسبة لإدراك ذلك.  التاجر يشتري كميات كبيرة من السابرة بثمن أقل و يشغل النساء بأجور محدودة و النتيجة أنه يقدم للسوق منتوجات بمواصفات جودة ضعيفة و لكن بأثمان تنافس بشدة أثمان منتوجات الحرار الحقيقي. ويشهد القطاع مشكلا آخر يتجلى في قلة جودة المادة الأولية، السابرة التي تستورد من الخارج. فالمعروف أنها ذات أصل نباتي، تستخرج من نبات السابرة إلا أن الحرفيين يقفون أحيانا على عينات مخلوطة بالنايلون، ينعتونها ب "المنيلة"، يصعب فتلها و تكون المنتوجات المصنوعة منها قليلة الجودة. و يؤكد المعلم محسن أن ضمان مستقبل أفضل للحرفة يتطلب إنشاء تعاونية لتطويرها و إحياء مؤِسسة الأمين لتنظيمها و ضبط أمورها.
ساحة

1 50 53

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 19 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة