الإثنين 2 يونيو 2025, 17:45
أخبار
وطني
جهوي
دولي
مراكش
أخبار
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
ثقافة-وفن
ساحة
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
علوم
دين
منوعات
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
البحث عن:
أخبار
رجوع
وطني
جهوي
دولي
مراكش
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
رجوع
ثقافة-وفن
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
رجوع
علوم
دين
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
ساحة
الاندلسي يكتب.. كم أنتم كرماء يا مغاربة
دم يغلي في جسد كل مغربي، يريد أن يخرج من عروق مغربي و حتى من عروق زائر أجنبي لكي يبعث الحياة في جسم جريح من جراء الزلزال. طوابير طويلة جدا و تصل مدة الإنتظار لإعطاء الدم إلى أكثر من ثمان ساعات. و هذا عنوان كرم متجدر و تضامن أسطوري. جمعيات و أسر و مواطنين من كافة الطبقات الإجتماعية و من كافة الجهات واجهوا الزلزال بالتضامن. تحركت كل الطاقات داخل المغرب و خارجة و تجمعت لديها اطنان من المواد الغذائية و التجهيزات و الأدوية. تحركت قوافل في إتجاه مراكش تحمل أمل المغاربة و كثير من أصدقاء المغرب و المغاربة لمن أراد القدر أن يكون من ضمن المنكوبين. إنها مظاهر الكرم و التضامن الأسطوري. شباب يتخلون عن أعز ما لديهم من لباس و يبعثون به لمقر الجمعيات. نساء و رجال يبعثون بما لديهم لكي يعيش التضامن و يبعث الحياة من جديد في منطقة حولها الزلزال إلى أطلال و سيحولها الكرم و التضامن إلى مستقر آمن لكي تستمر الحياة و تعود الأسر إلى حياة جديدة ،و لو بعد جحيم، و تستمر في إعطاء منتوج للعيش ما دام العيش ممكنا و إلى الأبد... نعم أنتم تحملون قيم الكرم و التضامن لأنها تسكنكم في علاقاتكم الأسرية. و لذلك تظل أكبر مؤسسة للتغطية الإجتماعية و خصوصا للتغطية الصحية هي الأسرة في شكلها الكبير الذي يضم العم و الخال و الجار و أولادهم. هذه المؤسسة الإجتماعية الطبيعية لديها كنوز من الوسائل التي تتحرك كل دقيقة و ساعة و يوم. إنها مؤسسة تتجاوز في رأسمالها كل البنوك و مؤسسات التأمين و كل الشركات الكبرى. الأسرة في مفهومها الواسع تغطي أكثر من 60% من مصاريف الصحة ببلادنا. الأسرة الكبيرة تغطي كثيرا من مصاريف اعضاءها غير القادرين على مواجهة أعباء الحياة. و لهذا لا يمكن أن نطلب من المغربية و المغربية أن ينتمي إلى ثقافة تقدس العزلة الأسرية في حجمها الضيق. لا تنجح أي زيجة و لن تنجح إذا حاول أحد أطرافها عزل الآخر عن محيطه الأسري الكبير. التضامن مقدس و الكرم سلوك عادي إتجاه الأخ و إبن الخال و الخالة و إبن العم و العمة و من يخالف هذا المقدس يعيش في عزلة. و لكن... نعم و لكن .هناك الاستثناءات التي أصبحت تحتل مكانا في مجتمعنا. بعض المغاربة يريدون تقليد الغرب في تفريخ أدوات الإبتعاد عن الأسرة الكبيرة. بعض المغاربة أصبحوا يفضلون الانعزال عن وسطهم و همهم الوحيد العيش وفق تقاليد أخرى يكتشفون أنها زاءفة حين يعيشون مرحلة شدة و مرض و هشاشة. نعم تزلزلنا المصاءب فنقف وقفة رجل واحد و تصبح التعبئة أولوية، و لكن المغرب يحتاج إلى تعبئة يومية. كلنا ننتقد الواقع و كلنا نتكلم بصوت واحد عن عمق و ضخامة التفاوتات المجالية و الإجتماعية منذ سنين. الحل بين أيدينا. نلوم كل المؤسسات و نحن من وضعنا على رأسها من لا يعطي للأمانة و المسؤولية أي وزن. الكرم و التضامن ثقافة و يجب أن يمتزج بالوعي السياسي و ليس الحزبي. الكرم و التضامن في المغرب يمكن أن يصنع المعجزات. بالأمس قررنا أن نبني طريقا للمياه من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق فنجحنا بفضل الإرادة و الثقة في الطاقات المغربية. و اليوم لدينا ثقة أكبر لكي نعيد بناء ما هدمه الزلزال. المغربي و المغرب سيد قراره. نعم انفتحنا على من كانوا من كانوا منفتحين لمرافقتنا في مواجهة آثار الزلزال، و لكن المغربي، ككثير من المنتمين إلى بلدان أخرى، يقدر المواقف و يحللها بموضوعية و يبتعد عن تسييس التدخلات غير البريئة. لكل ما سبق، يجب التذكير بأن ما نسميه " بالقرار السيادي" يوجب الكثير من الإحترام من طرف من لا زالوا يعتبرون أنهم الوحيدون الذين لديهم علم تدبير الكوارث الطبيعية. سلطات فرنسا أو لنقل بعضها يعيشون على إيقاع ماض بمكونات ماضوية و حرص كبير على تأمين مكاسب تعود إلى الفترة الإستعمارية. و لنا جزء من المسؤولية في هذا الوضع. هناك أبناء أسر مغربية يعيشون على مبدأ خدمة " ماما فرنسا " و يحاولون استصغار جهود مواطنيهم. كرم " الماما " لن يصل إلى كرم المغاربة و تضامنهم الأسطوري. يا من أحب... يا من أحب لأنهم مغاربة يحبون وطنهم و هم كثر. يا من خلقوا الفرحة في قلوب مواطنيهم و تحولوا من رب و ربة أسرة إلى فاعلين جمعويين و صناع لثقافة مغربية راهن بعض الغرباء على موتها. نحبكم و نتمنى أن تستمروا في هذا العمل الحضاري الكبير و على صعيد الوطن و أن تنخرطوا في قلب المعطيات المتعلقة بالتفاوتات المجالية و الإجتماعية. نريد أن لا تنتهي هذه الأزمة دون أن تكون ثقافة الكرم و التضامن قد أصبحت سياسة عمومية يحملها المواطنون و الدولة. في يومنا، أشعر بفخر كبير و أنا أتابع ذلك الكرم و ذلك التضامن المغربي لمواجهة كل الكوارث الطبيعية. و لكن الشكر و العرفان واجب حين يحضر كل أصدقاء المغرب بقوة و بدون شروط و بناء على برمجة تحترم الأولويات. سنخرج من هذا الإمتحان بكثير من القوة و الوعي بضرورة إعادة النظر في تدبير المجال الترابي و قوانينه. أحب الديمقراطية و أكره من يمتهنونها لصالحهم و يغتنون لأنهم يمتلكون سلطة القرار. هناك مناطق في بلادنا يحكمها اميون و يجب أن يتم تدبيرها من طرف مؤسسات الدولة مع رقابة صارمة. و هناك مناطق أخرى لديها القدرات التدبيرية و الموارد البشرية التي يمكن أن تتم مصاحبتها بشكل مسؤول و شفاف. و خلف هذا المشهد المؤسساتي، يوجد مجتمع حي و فاعل يتجاوز المؤسسات " المنتخبة" و لكنه لا يريد أن يتواجه مع كتائب انتخابوية تتقن صناعة العنف. دمتم كرماء و متضامنون أيها المغاربة و لتنهزم أمامكم جحافل إفساد التدبير العام بالمملكة المغربية.
ساحة
الأندلسي يكتب.. التعليم و التجارة و غياب الرقيب
يتزايد الضغط المالي كل سنة على الأسر التي اختارت، لظروف معينة، أن تسجل أبنائها في المدارس الخاصة. تبحث الأسر عن مبررات الزيادات المتتالية في رسوم التسجيل و التأمين و النقل المدرسي و اللوازم الدراسية فلا تلقى جوابا مقنعا لا من طرف المدارس الخاصة و لا من طرف الوزارة. أجور رجال و نساء التعليم الخاص تظل شبه مجمدة و تكاليف التسيير و التأطير التربوي لا تعرف إرتفاعا كبيرا، و رغم كل هذا يعاد تشغيل نفس الاسطوانة كل سنة للرد على تساؤلات الأسر.يشكل التعليم الخصوصي حوالي 15%% من مجموع التلاميذ و الطلبة ببلادنا الذي يتجاوز 10 ملايين. و لا يوجد أي إطار قانوني يحدد أسعار تقديم الخدمة التعليمية الخاصة. هناك بالطبع فروقات في مستويات الأسعار بين المدارس الخاصة تشبه إلى حد بعيد ما يحدث في الفنادق السياحية. هناك مدارس خمسة نجوم التي " تضمن" خدمة تؤدي إلى القبول في المدارس العليا و هناك مدارس نجمة أو نجمتين التي توجد في الغالب وسط الأحياء الشعبية التي تقطنها الطبقة الوسطى. و الكل يعرف أن مدارس خمسة نجوم لا تسجل التلاميذ لديها إلا بعد التأكد من تميزهم ودرجة تحصيلهم الدراسي. و لهذا تعرف نتائج هذه المدارس ارتفاعا بالمقارنة مع غيرها. و غالبا ما تلجأ المدارس الخاصة لمدرسين يشتغلون في المدارس العمومية و تتعامل معهم في إطار إتفاق خاص او شبه سري يسهل التهرب الضريبي. و لعل المتتبع لما جاء في الإجراءات الجباءية في قانون للمالية لسنة 2023 قد لاحظ الزيادات الضريبية التي مست هذه الفئة من الأساتذة. و الغريب في الموضوع هو الفرق في المجهود المبذول من طرف الأستاذ حين يحط الرحال في المدرسة الخصوصية بعد تلك الساعات التي يقضيها في المدرسة العمومية. هذا الأمر لا يهم إلا جزءا من الأساتذة و خصوصا ذوي الاختصاص في المواد العلمية. أما أساتذة هذا القطاع و موظفيه فغالبا ما تنقص اجورهم و حقوقهم بكثير عن القطاع العام. أغلبهم يعيش هشاشة اجتماعية و غياب حماية من طرف المصالح العمومية المختصة و حتى من طرف بعض النقابات.و يظل السؤال الجوهري هو تراجع المدرسة العمومية رغم تزايد الجهد المالي الكبير الذي تتحمله الميزانية العمومية منذ سنوات كثيرة. و بالطبع يظل التفوق الفردي و التميز ملتصقا بالمدرسة العمومية و لكن هذا التميز يبقى محدودا في اقلية تلقى دعما و تأطيرا أسريا متواصلا و قويا بالإضافة إلى أساتذة اكفاء ذوي عزيمة و إلتزام. ارتفعت ميزانية التعليم من 49،4 مليار درهم سنة 2010 إلى حوالي 86 مليار درهم، بما فيها ما تم تخصيصه لقطاع الرياضة، سنة 2023 و ظلت الحالة العامة للقطاع كارثية. و هذا ما أكدت عليه أشغال الدورة الأولى العادية للمجلس الأعلى للتعليم و التكوين و البحث العلمي التي انعقدت في يناير 2023. أبرز الوزير بن موسى أن حوالي 300 ألف تلميذ يغادرون المدرسة سنويا. التمدرس بالعالم القروي يصطدم بضعف المستوى المالي للأسر و هو ما يؤدي إلى هدر كبير يطال البنات أساسا. يضاف إلى هذا ضعف الكفاءات الدنيا لدى الطلبة و هو ما جعل بلادنا تحتل المرتبة 77 على 79 بلدا في هذا المجال. الأمر يزداد ضعفا بالنسبة للقراءة مع احتلال الرتبة 75 عالميا و الأمر ينطبق أيضا على الرياضيات التي يتميز فيها قلة من التلاميذ المغاربة عالميا. المهم هو أن العمل على ترقية التعليم يتطلب مجهودا مجتمعيا و سياسيا لتعبئة كل الطاقات لتجاوز هذه الوضعية الصعبة. هناك مخطط يمتد إلى غاية 2026
ساحة
أحمد نور الدين يكتب: انقلاب الغابون.. مقدمة لانفجار البركان الهامد
يعتبر الانقلاب الذي جرى صبيحة الأربعاء 30 غشت 2023 في الغابون، الثامن من نوعه داخل إفريقيا خلال سنتين، وهي مدة زمنية قصيرة نسبيا، مما يوحي بأن هناك ترابطا مباشرا او غير مباشر بين هذه الانقلابات. والمؤكد أن غياب الديمقراطية الحقيقية في معظم الحالات أدى إلى تحرك الجيش لإزاحة رؤساء فرضوا أنفسهم ثلاث انتدابات متتالية او أكثر متسترين وراء نتائج الصناديق التي تتم فبركة نتائجها للحفاظ على ديمقراطية الواجهة التي ترضي نفاق الدول الغربية على الخصوص. وهذه الحالة تنطبق مثلا على الغابون وتشاد، وهما حالتان متشابهتان من حيث توريث الحكم للابن بعد سيطرة الأب على السلطة لمدة تتراوح بين الثلاثين والأربعين سنة. وهو ما اعتبرته الشعوب الافريقية إهانة واستهتارا بها، إذ لم يكتف الرؤساء بالحكم الديكتاتوري مدى الحياة بل حولوا الجمهوريات إلى "جملكيات" او جمهوريات وراثية! القاسم المشترك الثاني بين دول الانقلابات هو الفساد السياسي للنخب والهشاشة الاقتصادية للشرائح العريضة للمجتمع، رغم الثروات الطبيعية الكبيرة في بعض الحالات مثل الغابون، فهو بلد يتوفر على النفط والغاز وعلى معادن نفيسة وعدد السكان لا يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة، ولكن سوء التوزيع وسوء الحكامة جعل الثروة والسلطة تتركز بيد فئة قليلة. ولكن هناك عوامل جيوسياسية خارجية ساعدت على تأجيج الاحتجاجات الشعبية وتحريض الحيش على الانقلابات، وعلى رأسها الصراع بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة إخرى، ومع الأسف كلا الطرفين لا تهمه مصلحة الشعوب الإفريقية أكثر مما تهمه السيطرة على الثروات الطبيعية والطاقية للقارة، ولذلك نلاحظ تدخل روسيا مثلا بعد كل انقلاب بشكل مباشر او غير مباشر عبر مرتزقة "فاغنر" في إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينافاسو وغينيا. وقد تصبح إفريقيا بمثابة متجر الخزف الذي تتقاتل داخله الفيلة، مما يؤدي إلى ضياع السلعة وإفلاس صاحب المحل التجاري أيا كانت نتيجة الصراع وايا كان المنتصر في الصراع. وأظن أن موجة الانقلابات لن تتوقف عند هذه الدول، وان هناك دولا أخرى ستلحق بالركب، لذلك من الحكمة استخلاص العبر وألا تنتظر الأنظمة الافريقية نشوب الحريق في بيتها كي تتحرك لتصحيح الأوضوع، وإجراء الإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية الضرورية للمصالحة مع شعوبها قبل انفجار البركان الإفريقي الذي بدأ يقذف ببعض الحمم الإنذارية. أما بالنسبة لانعكاسات الانقلاب في الغابون على المغرب، نعم هناك استثمارات ضخمة في مجالات متنوعة جدا منها الإسمنت، والأسمدة الزراعية، والبناء والأشغال العمومية، والمناجم، والبنوك والتأمينات، وغيرها، ولكن في النهاية المغرب يتعامل مع الدولة وليس مع الاشخاص حتى وإن كانوا اصدقاء حميميين، والاستثمارات المغربية محمية باتفاقيات وقوانين دولية، وإضافة إلى ذلك كله، حتى الجنرال الذي يقود الانقلاب هو خريج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، وبالتالي لا أظن أن هناك أي تهديد للمصالح المغربية، بل بالعكس يمكن للمغرب أن يلعب دورا في إيجاد مخرج مشرف للرئيس علي بونغو أوندينبا ومنحه اللجوء او التقاعد المريح مع عائلته في المغرب.
ساحة
البشيكري : كيف يؤثر الصراع السياسي بمراكش على صنع السياسات العمومية؟
إن العمل السياسي النبيل يبخس لأنه ثمين، ولأنه عمل تنافسي، والنخب اليوم يتحملون بعضا من مسؤولية إعطاء الفرصة لمبخسي العمل السياسي، في حين يجب القطع مع كل من تسول له نفسه تبخيس مجهودات الساسة و تثمينها إذا دعت الضرورة لذلك، في المقابل على هؤلاء الفاعلين السياسيين احترام بعضهم البعض، و تقبل اختلافاتهم و مشاربهم الحزبية، فالخوف من التعددية و من التنافس الشريف لا ينتج لنا سوى المزيد من الانقسام و الانشطار و الضعف و التدهور، لهذا نحن اليوم بحاجة أكثر من الأمس لحكيم يتدخل لحلحلة هذه الأزمة السياسية التي عصفت بمدينة مراكش و خلفت شرخا كبيرا في جسد المشهد السياسي بالمدينة.فالمتتبع للشأن المحلي بالمدينة سيرى أن منتخبي مراكش اليوم طغى عليهم الخطاب السياسي المائع الذي يقبل هذا التفسير و نقيضه، و اختلط لنا الحابل بالنبيل و أصبحنا نغوص في الحقائق و نبحث عنها والجميع يزكي نفسه، و نظل نحن كباحثين في السياسات العمومية و علاقتها بالاعلام تائهين وسط هذه التجاذبات و المشاحنات، في حين نوجه كلما سنحت الفرصة دعوتنا لهؤلاء الساسة لأجل تحسين خطاباتهم و التحلي بالقليل من الرزانة و الحكمة في التعامل مع كافة الأزمات التي يتخبط فيها المشهد السياسي بالمدينة الحمراء.و المطلوب ليس من السياسيين فقط، بل من وسائل الاعلام بمدينة مراكش وكافة النشطاء إعادة صوغ الخطاب و هذا التجاذب بين الأطراف، وتوضيح مقاصد الجميع من أي مشكلة أو سوء فهم من خلال توضيح المصالح المتضاربة و البحث عن سبل جديد للحوار البناء و المسؤول حولها، وتقريب المختلفين بعضهم من البعض من خلال مساومات سياسية واضحة فمدينة مراكش هي في النهاية ما يتفق ابناءها حولها و حول مصلحتها الفضلى.و نؤكد في مقالنا هذا أنه لكافة المسؤولين من جديد أنه لا يمكن أن يتحقق أي مشروع سياسي أو مجتمعي، إلا عبر البناء المتين، والارتباط بالانشغالات البسيطة واليومية للناس و فئة النساء و الشباب بصفة خاصة، و لابد من التحلي بالواقعية في العمل و إعطاء الوعود القابلة للتنفيذ، وتكريس ثقافة الاعتراف بالأخطاء والانزلاقات والتعود على النقد الذاتي، والانفتاح على تيارات الرأي داخل المجتمع، فتبخيس المبادرات الفكرية المنتجة واحتقارها، لا يمكن أن يصوغ مشاريع وبرامج تجيب عن سؤال السياسة، والمسألة الاجتماعية والاقتصادية، ومعضلة التشغيل، والصحة والتربية، وحرية الإعلام والعدالة والمساواة، والحكامة الإدارية واستحقاق التحول الديمقراطي الذي نطمح إليه جميعا.لهذا فالأوضاع التي آلت و ستؤول إليه مدينة مراكش تساءل كل القوى الحية و الفعاليات السياسية و المدنية من أجل بناء مدينة النخيل بروح مواطنة مسؤولة و برؤية استراتيجية واضحة.زكرياء البشيكري باحث في الإعلام و السياسات العمومية
ساحة
احمد نور الدين يكتب عن غزوة “البريكس” والرد المطلوب على جنوب إفريقيا
بعد بيان وزارة الخارجية المغربية المتواري خلف "مصدر مأذون"، حول مقاطعة الاجتماع الجانبي المقام على هامش قمة "البريكس" في جنوب افريقيا، عاد سؤال التردد وعدم الحسم في المواقف ليفرض نفسه علينا، فهل ستقطع الرباط علاقاتها مع بريتوريا كما فعلت مع فنزويلا مثلا، أم ستسحب السفير كما فعلت مع تونس؟ أم ستلتزم المنزلة بين المنزلتين، لتترك مساحات واسعة لأعداء المغرب كي يصطادوا في الماء العكر. والمؤكد أن الضبابية لا ولن تخدم مواقف المغرب الذي راكم عدة نقاط إيجابية في السنوات الأخيرة، بل تدفع أصدقاء المغرب إلى صحراء التيه الدبلوماسي، لأنه لا أحد سيقبل أن يأكل غيرُه الثوم بفمه! وحتى نتمكن من الردّ المناسب والقوي والفعال على بريتوريا علينا أن نفهم دوافعها ومحفزاتها. وللوصول إلى هذا المبتغى علينا أن نقوم بعملية التفكيك وإعادة البناء، وأن نبتعد عن التجذيف السطحي من خلال دبلوماسية البيانات غير الموقعة، فالدبلوماسية المغربية لها تقاليد عريقة تمتد لقرون، ولا ينبغي العبث بمصداقيتها. والردود الدبلوماسية الرصينة تنبني على الشجاعة والوضوح وعدم التهرّب من المسؤولية، كما ترتكز على دراسات استشرافية وتحليل استراتيجي، وتستعين بالإسقاطات المستقبلية والنماذج الخوارزمية، وتضع فرضيات ومتغيرات تفضي إلى سناريوهات وخطط عملية في الميدان، يتقاطع فيها ما هو دبلوماسي محض بما هو سياسي حزبي، وما هو استخباراتي بما هو قوة ناعمة وجماعات ضغط وتحالفات دولية ومصالح اقتصادية، الخ. وبالعودة إلى سلوك الدبلوماسية الجنوب إفريقية، سنجد أن المواقف السياسية للدول يتحكم فيها في الغالب الأعمّ مُحدّدان اثنان: الأول وهو الأكثر عقلانية يتعلق بالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية، وهو المحدد الرئيس الذي تتبناه معظم الدول الديمقراطية. وأما الثاني فيقترن بالاصطفاف الايديولوجي الذي قد يجعل بلداً يضحي بمصالحه من أجل خياراته الدوغمائية؛ وقد تراجع بشكل ملحوظ عدد الدول التي تعتمد هذا المحدد منذ انهيار جدار برلين. وأعتقد أن موقف جنوب إفريقيا تجاه المغرب يندرج ضمن هذا الصنف الأخير لأن المصالح الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية لا ترجح كفة مُعاداة المغرب، فالمبادلات التجارية على سبيل المثال بين بريتوريا والرباط تعادل حوالي ستّ مرات حجم المبادلات التجارية مع الجزائر. وعلى المستوى الاستراتيجي هناك مراكز للدراسات الاستراتيجية حتى من داخل جنوب إفريقيا تدعو حكومة بريتوريا إلى تعميق الشراكة والتعاون مع المغرب بناء على مؤشر ديناميكية الاقتصاد المغربي داخل إفريقيا، بالإضافة إلى الجوانب الأمنية وغيرها. ولكن ما ذكرناه لا يعفي المغرب من المسؤولية عمّا آلت إليه الأمور، فمعلوم أن جنوب إفريقيا لم تعترف بالكيان الانفصالي في تندوف طوال فترة رئاسة الزعيم نيلسون مانديلا. وذلك راجع إلى معارضته الشديدة ورفضه القاطع أن يَطعن المغربَ في الظهر بعد كلّ ما قدمته له المملكة من دعم شعبي ورسمي ضد نظام الميز العنصري. ومانديلا ليس من طينة القيادات الجزائرية أمثال بومدين وبن بلة وغيرهما ممن رضعوا الخيانة والغدر وتربوا على اللؤم، فقاموا بعض اليد المغربية التي ساعدتهم في الشدة واحتضنتهم في المحنة. لقد كان مانديلا وفياً للمغرب الذي ساعده ووقف إلى جانبه في كفاحه الطويل ضد الأبارتايد، وله شهادات موثقة بالصوت والصورة في إحدى تجمعاته الخطابية في جنوب إفريقيا سنة 1995، وبحضور ممثلي دول العالم، حيث استفاض في الإشادة والعرفان بدور المغرب الذي كان أول بلد في العالم يزوده بالسلاح ويمده بالمال. ورغم هذه العلاقة المتميزة وهذه الشهادة الموثقة التي لا تقدر بثمن من الزعيم مانديلا، فإن المغرب لم يستثمرها على الأقل لإبقاء جنوب إفريقيا في موقف الحياد من قضيتنا الوطنية المقدسة، وفي تقديري أن ذلك راجع بالأساس إلى تخلي الخارجية المغربية عن ورقة رابحة في معاركها الدبلوماسية وهي القنوات الحزبية التي تربط حزب المؤتمر الوطني الافريقي ببعض الشخصيات السياسية المغربية التي قضى بعضها نحبه ومنهم من لايزال على قيد الحياة. وفي انتظار أن تُقنع بريتوريا بتغيير خِيارها تجاه المغرب، على دبلوماسيتنا أن تركز جهودها على استئصال الورم السرطاني الخبيث من جذوره. ولا جدال في أن انتحال الكيان الانفصالي صفة عضو في المنظمة الإفريقية هو أصل الداء، وهو ما يُخوّله حضور مؤتمرات تخص الدول حصرياً ولا مكان فيها للتنظيمات. يحدث هذا في الاجتماع الذي تحتضنه جنوب إفريقيا على هامش قمة "البريكس"، والذي دُعي له زعيم الانفصاليين ابن بطوش. كما حدث من قبل في تونس بمناسبة مؤتمر تيكاد-8 في مثل هذا الشهر من السنة الماضية. وهناك سوابق مماثلة جرت مع الاتحاد الأوربي وغيره من التجمعات والدول، وقد تناولنا بعضاً منها في كتابات سابقة. ولا ننسى أيضاً أنّ وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، السيدة ناليدي باندور، تجشّمت قبل حوالي شهر عناء التنقل إلى موسكو، في تبادل للأدوار مع حليفتها الجزائر، في محاولة يائسة لإقناع الكرِمْلين بتوجيه الدعوة لكيان تندوف لحضور القمة الروسية الإفريقية التي انعقدت في شهر يوليوز المنصرم، ولكنها خابت وخاب مسعاها، وعادت "بِخُفّي تَبّون" حتى لا أقول خُفّي حُنيْن. إنّ النزيف الدبلوماسي لن يتوقف ما لم يتم طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الافريقي. وستتكرر هذه المعارك كما حذّرنا من ذلك منذ يوليوز 2016، فمن الغباء أن نكرر نفس الأخطاء وننتظر نتائج مختلفة كما تقول الحكمة المأثورة. لذلك سيبقى من غير المفهوم بعد ستّ سنوات على عودة المغرب إلى بيته الإفريقي، أن تبقى الخارجية مكتوفة الأيدي دون أن تحرك لا المساطر القانونية ولا السياسية لتنفيذ تعليمات العاهل المغربي الذي أكد في رسالته الموجهة للقادة الأفارقة في يوليوز 2016 أن المغرب عاد إلى المنظمة الإفريقية "ليصحح الخطأ التاريخي". وليس هناك من خطأ آخر ينبغي تصحيحه غير إقحام كيان لا تتوفر فيه شروط العضوية. فالاتحاد الإفريقي كما يُعرّف نفسه بنفسه هو تجمع للدول الإفريقية المستقلة وذات السيادة، وليس ناديا للتنظيمات والحركات الانفصالية بغض النظر عن الاعتراف بمغربية الصحراء من عدمه. وهذا التعريف يتنافى جملة وتفصيلاً، نصاً وروحا، منطوقا ومفهوماً مع عضوية تنظيم انفصالي وظيفي يوجد فوق تراب بلد آخر هو الجزائر، وفاقد لكل مقومات السيادة. وختاما لا بدّ أن نشير إلى أنّ الاتحاد الإفريقي سارع هذا الأسبوع إلى تجميد عضوية النيجر، بعد الانقلاب العسكري، إلى حين "استعادة النظام الدستوري"، وهو ما قام به مع دول أخرى عريقة ووازنة مثل مصر سنة 2013، وهذا في حدّ ذاته مدخل آخر لاقتلاع جرثومة لا تملك لا نظاماً دستورياً، ولا حكومة منتخبة ديمقراطياً، ولا تجري انتخابات تعددية حرة ونزيهة، ولا تقبل أي صوت معارض داخلها حتى وإن كان من مؤسسيها مثلما هو الحال مع زعيم "تيار خط الشهيد" المحجوب ولد السالك. فما الذي يمنع خارجيتنا الموقرة من تحريك كلّ هذه المساطر لطرد كيان دخيل ليس بدولة ولا يملك سيادة ولا يعرف تداولاً على "السلطة" من أساسه؟ هذا هو السؤال الذي سيبقى مطروحاً إلى حين..
ساحة
منير أزناي يكتب عن ذكرى عيد الشباب وحصيلة 24 سنة من المكتسبات والتحديات
يخلد الشعب المغربي في الواحد والعشرين من شهر غشت ذكرى عيد الشباب المجيد وهو ما يصادف هذه السنة الذكرى الستين لعيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يشكل فرصة لاستحضار أهم الإنجازات التي حققها خلال فترة حكمه التي بدأت في عام 1999 في تطوير وتعزيز مكانة الشباب في المملكة المغربية، توجيها وتنظيرا وتقويما. لقد أولى صاحب الجلالة في خطاب العرش الأخير حيزا هاما للشباب خاصة عندما أكد على "أن الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة"، وهي ليست مجاملة رسمية فحسب بل هي رسالة تحرك الرؤية المولوية لصاحب الجلالة منذ توليه العرش، إذ أولى الملك محمد السادس اهتمامًا كبيرًا بالشباب، مدركا أنهم هم مستقبل البلاد وركيزتها الأساسية، لتتركز جل اهتماماته في توفير الفرص والبيئة الملائمة لتطوير مهارات وقدرات الشباب، وذلك من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات التي تستحق الاستحضار والإشادة، والتي سنتطرق لها من خلال ثلاث واجهات أساسية، هي التعليم والاستثمار والفعل المدني الثقافي. 1. رؤية إصلاحية للتعليم والتكوين المهني :منذ توليه العرش والتعليم يحظى بالأهمية البالغة في أجندة صاحب الجلالة، وهو ما تثبته الخطط الإصلاحية التي ينهجها المغرب لإصلاح القطاع الأكثر أهمية في المغرب. وقد شمل هذا الإصلاح جانبين مهمين هما تعزيز دور اللغات في المنظمة التعليمية مما يمكن الطالب من اكتساب كفايات لغوية تساعده على تطوير مساره المهني وتقوية قدراته التحصيلية والتكوينية، وهو جانب مهم لا بد من تطويره أكثر خاصة في ظل انفتاح المغرب على العالم ومع التزايد الكبير لأهمية اللغات في عالم يتطور على المستوى التقني بشكل كبير. ينضاف إلى ذلك تطوير التعليم بما يتناسب مع حاجيات سوق الشغل، وهو ما انطلق مع الإصلاح الشامل لمنظومة التكوين المهني من خلال إضافة مراكز وشعب جديدة تتلائم والحاجيات التي يفرضها عالم اليوم ومن خلال منظومة مرنة تتطور بتطور المجالات التي يشملها التكوين المهني في بلادنا والذي يستفيد منه جزء كبير من الشباب، كما يزخر بكفاءات شابة تخطط وتطور وتقترح. بالإضافة للورش الكبير لإصلاح القطاع الجامعي والذي سينطلق مع النظام الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ مع الموسم الجامعي المرتقب والذي يشكل ضربة بداية لإصلاح طويل يهم الشكل والمضمون في الجامعة المغربية. ولا ننسى أن المغرب خلال هذه السنوات يجني بفخر ثمار إصلاح التكوين الرياضي الذي ساهم في إنجازات رياضية هامة خاصة في كرة القدم التي أصبحت اليوم مجالا تكوينيا هاما لا يقتصر فقط على لعب الكرة بل على رؤية تكوينية متبصرة تترجم تفاصيلها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومراكز التكوين المتعددة الموجدة للأطفال والشباب التي أطلقها المغرب والتي يستعد لإطلاقها. إلا أن هذه الإصلاحات وأن أعطت أكلها فهي لا زالت تصطدم بواقع يكبحها أو يؤخر نتائجها وهو ما يتطلب مزيدا من "الجدية" من طرف الفاعلين في المدرسة والجامعة ومراكز التكوين بما يتناسب مع الطموحات التي يرفعها المغرب وبما يحقق نهضة وتنمية نرجو أن تكون كما نطمح جميعا، وبما يتوافق مع توقعات الشباب وآمالهم في مستقبل زاهر ومشرق يحفظ كرامتهم ويزيد من اعتزازهم ببلدهم ومؤسساته التعليمية. 2. رؤية نهضوية للاقتصاد والاستثمار والفعل المقاول : لقد شكل الجانب الاقتصادي والاستثماري أحد أكثر النقط إثارة للانتباه في عهد الملك محمد السادس، فقد حقق المغرب خلاله طفرات اقتصادية كبرى جعلت منه نموذجا يحتذى به، خاصة فيما يتعلق في القدرة على خلق فرص الاستثمار للشباب وإطلاق البرامج الكفيلة بذلك ودعم المشاريع الناشئة والتعاونيات الاقتصادية التي يديرها الشباب خاصة في المجال الفلاحي القروي. ولقد تزايدت الرغبة في السنين الأخيرة في إعطاء مزيد من الفرص المقاولاتية للشباب من خلال برامج عديدة أطلقها المغرب كبرنامج أوراش وبرامج دعم المشاريع التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والموجهة للشباب بشكل كبير لتتزايد بذلك ثقافة الاستثمار والمقاولة عند الشباب لنتجاوز بفضل ذلك ثقافة المهن التقليدية وانتظارية التوظيف العمومي الذي لا يمكن أن يستوعب ملايين الشباب المغاربة. ولا يقتصر المغرب على دعم الشباب المغاربة القاطنين بتراب المملكة ولكن حتى الشباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج والتي تزخر بطاقات واعدة ومسارات مهنية ومستثمرين شباب يمكنهم تقديم الكثير للمغرب والمغارب. لكن حتى وإن عرف المغرب طفرة في هذا الجانب إلا أن صعوبة المساطر الإدارية و بعض الإجراءات البيروقراطية لازالت تعرقل هذه المشاريع الرائدة والتي بزوال هذه العراقيل لا شك أنها ستعطي نتائج أكبر كما ستمكن من امتصاص مؤشرات سلبية تعيق المسار التنموي لبلادنا وتعقد وضعية شبابنا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. 3.رؤية داعمة ومواكبة للفعل الثقافي والمدني: إن الفعل الثقافي والمبادرات المدنية عمودان من أهم الأعمدة التي قام عليها تطور المغرب في السنين الأخيرة، فلا أحد يمكن أن ينكر دور المجتمع المدني والمؤسسات المدنية الجادة في تفعيل الرؤى الملكية وفي الدفع بعجلة التنمية بالمغرب. ولعل أقرب مثال هو النضال والجهاد الكبير الذي خاضته هذه المؤسسات رفقة مؤسسات بلادنا في تدبير الجائحة على المستويين التحسيسي والتضامني، وهو ما لا شك أنها ستقوم به كلما دعت الضرورة لذلك، مجندة بجحافل الشباب المعتز بوطنيته والفخور بوطنه. دون أن ننسى المحطات التاريخية التي تجند فيها المجتمع المدني خدمة للقضايا الوطنية، خاصة مجهوداته في خدمة قضية الصحراء المغربية، القضية الوطنية الأولى للمملكة أو في فترة الانصاف والمصالحة، واستفتاء دستور 2011، والمحطات المختلفة التي لعب فيها المجتمع المدني أدوارا مواطنة تاريخية خدمة للمغرب ومصالحه العليا. ينضاف إلى ذلك التطور الكبير الذي عرفه المغرب على المستوى الحقوقي، إذ يساهم المجتمع المدني في زيادة الوعي الحقوقي للشباب والإقناع بأهمية العمل السياسي والانخراط الحزبي والمدني ورفع وثيرة الوعي بجدوى المؤسسات وتقوية العلاقة والثقة بين الشاب المغربي والدولة. كما شكلت الثقافة عنصرا مركزيا في مغرب اليوم المنفتح ثقافيا والذي ساهم انفتاحه في تقوية حضوره الدولي سياسيا ودبلوماسيا من خلال الحضور الثقافي الوازن للمغرب في الساحة الدولية وهو ما لم يكن ليحصل لولا الطاقات الشابة التي يفتخر المغرب بها في مختلف المجالات الثقافية والفكرية. لكن الحاجة ماسة اليوم لتفعيل مؤسسات الشباب الدستورية والتي انتظرها شباب المغرب منذ دستور 2011 خاصة مع يعرفه المجتمع المدني من متطفلين ومتحدثين باسم الشباب لا يشرفون شباب المغرب ولا يقومون بالأدوار الحقيقية التي ينبغي لهم أن يقوموا بها ويكتفون بخطاب سطحي أو ترويج أجندات أجنبية أو التملق المستمر، وهي ممارسات تأخد في اوقات كثيرة هالة كبرى خاصة مع الفراغ الحاصل وغياب المتحدثين الحقيقيين والمدافعين عن قضايا الشباب، كما تخلف شعورا سلبيا جمعيا لدى الشباب وتذمرا مما يعوق الخطط الكبرى للدولة ورؤاها وتوجهاتها وأوراشها الخاصة بالشباب بشكل صامت وخطير. إن مسار صاحب الجلالة الملك الذي وهب شبابه خدمة للمغرب، مسار يستحق الاحتفاء، والإشادة والتخليد رؤية وتنفيذا، كما يستحق الإشارة إلى مناطق الضعف التي تعطل التنفيذ أو تسيء إلى الرؤى ... وهو أقل شيء يمكن القيام به تقديرا للملك وللمغاربة جميعا. منير أزناي
ساحة
محمد نجيب كومينا يكتب عن المغرب ومجموعة بريكس
كنت في حيرة منذ أن كشفت جنوب افريقيا، المستقبلة لقمة البريكس القادمة، عن الدول الراغبة في الالتحاق بهذا التجمع العالمي الناشئ والهادف الى خلق توازن مع مجموعة السبع الغربية بقيادة الولايات المتحدة. حيرتي جاءت نتيجة شعوري بانه اذا كانت الحكومة المغربية قد تقدمت فعلا بطلب للالتحاق بهذا التجمع، الذي لا يشكل الى الان منظمة دولية و حتى اسمه المتداول اختارته له المؤسسة المالية الامريكية غولدمان ساكس و ليس مؤسسوه، فانها قد قامت بخطوة غير محسوبة. وبغض النظر عما اذا كان المغرب يستوفي الشروط المطلوبة للالتحاق بهذا التجمع او لا يستوفيها، وهو الى الان لم يصل بعد الى مصاف دولة صاعدة بكل موضوعية، فانه لا يتبين ان للبلد مصلحة يجنيها من الاصطفاف ضد دول الغرب والالتحاق بهكذا تحالف، سواء سياسيا او اقتصاديا او جيوسياسيا، بل ان مصلحته تتحقق في ابقائه على علاقات مفتوحة وجيدة مع الجميع و في اتخاذ مواقف لفائدة عالم بلا قطائع ولا تخندقات و لفائدة الابقاء على نظام دولي واحد وجامع، تؤطره هيئة الامم المتحدة، لتجنب الانجرار الى صراعات شبيهة بتلك التي ادت الى نهاية فترة سلم طويلة ونشوب الحرب العالمية الاولى في اوروبا، وبعدها تلك التي ادت الى فشل عصبة الامم و نشوب الحرب العالمية الثانية في اوروبا ايضا، خصوصا وان العالم اليوم يعرف ترابطا وتشابكا للمصالح اكثر من اي وقت مضى، ويحتاج بالتاكيد الى تقوية نظام دولي متعدد الاطراف و مراعاة التوازنات الناشئة بعد العولمة و صعود قوى جديدة خارج الغرب، لضمان قيادة حكيمة للعالم تنحو نحو السلم والتعاون و ليس الى النزاع والانقسام اللذان نعرف درجة خطورتهما اليوم. و اضيف الى ماسبق، ان المغرب اذا كان يسعى بشكل سيادي الى تنويع شراكاته و علاقاته بهدف خدمة مصالحه الوطنية، وفي مقدمتها وحدته الترابية، و لجلب الاستثمار الدولي وتقوية امكانيات خلق الثروة والتنمية، فانه يبقى الى الان، وفي الزمن المنظور، مرتبطا بالمنظومة الغربية اقتصاديا وامنيا و جيوسياسيا، بل انه يعتبر الوحيد افريقيا ومند زمن بعيد الذي تم اذماجه في المجموعة الامنية الاطلسية (التي لا تطابق الحلف الاطلسي) la communauté de sécurité Atlantique حسب الباحث والمنظر كارل دويتش، وسيكون من باب الحمق السعي الى مواقع مضادة. لذلك، فان التوضيحات الصادرة عن مصادر ماذونة بوزارة الخارجية والتعاون والجالية المقيمة بالخارج التي عممتها وكالة الانباء المغرب العربي الرسمية، تكتسي اهميتها من كونها تؤكد ان المغرب لا يعبث كما يعبث البعض عندما يتعلق الامر بموقف دولي شديد الحساسية، اذ اكدت ان الحكومة المغربية لم تتقدم باي طلب لاي جهة لنيل عضوية البريكس، و لم تكن تنوي الحضور باي شكل من الاشكال في القمة المرتقبة بجنوب افريقيا، الدولة التي لا تتردد في اتخاذ مواقف عدائية ضد المغرب و لا تفوت فرصة لتقديم خدماتها للنظام الجزائري وكراكيزه، والتي يبدو انها باعلانها الكاذب عن طلب المغرب الالتحاق بالبريكس ترغب في نصب فخ و ايجاذ مخرج لعساكر الجزائر و دميتهم الذين كانوا يراهنون على الالتحاق بهذا التجمع، الذي يجمع دول ناجحة، لاستغلاله في دعايتهم الداخلية البئيسة والتغطية على فشلهم الدريع في توفير اساسيات للمواطن الجزائري الغارق في الطوابير والحرمان، و ايضا للحصول على حماية ان امكن لنظام متهالك يجيد السرقة وهدر اموال الشعب الجزائري في وقت تواجهه فيه مخاطر كثيرة، وطلب تبون للحماية الروسية بشكل غبي ومدل كان بمتابة فضح لشعور قائم لدى نظام مهزوز داخليا و دوليا. لابد من الاشارة الى ان الرئيس الجزائري بحديثه المجنون عن الخروج من الدولار والاورو، بينما تعتمد الجزائر كليا تقريبا على عائدات المحروقات التي تتم معاملاتها بالدولار بشكل شبه كلي، قد اوحى ان تجمع البريكس يتجه نحو القطيعة مع الولايات المتحدة واوربا وعملتيهما، و هو مالا يمكن ان يخطر الا على بال جاهل او مجنون، لان الاسواق الرئيسية لدول البريكس، خارج اسواقها الداخلية، هي الاسواق الامريكية والاوروبية و الى هذه الاسواق تصدر فوائض تجارية و استثمارات ضخمة، جزء غير يسير منها يوظف في سندات الخزينة الامريكية، كما ان دول البريكس واعية بان الروابط العالمية حاليا تتسم بتشابك المصالح و باستحالة حدوث قطائع، ومايبحث عنه تجمع البريكس هو نفسه ما بحثت عنه اوروبا مند تاسيس المجموعة الاقتصادية الاوروبية التي تطورت وتوسعت لتصل الى الاتحاد الاوروبي الحالي و اطلاق عملة موحدة، اي خلق نوع من التوازن مع الولايات المتحدة، مع مراعاة ان البريكس يستحيل ان يتحول الى اتاحاد شبيه بالاتحاد الاوروبي ويستحيل ايضا ان يعتمد عملة موحدة بديلة للعملات الوطنية او ان يخرج من البنك العالمي وصندوق النقذ الدولي او بنك التسويات العالمي BRI او غيرها من المنظمات المالية والنقذية الدولية، او ان يتحول الى تحالف سياسي او ايديولوجي ضد الغرب شبيه بالمنظومة الشرقية السوفياتية السابقة، لان بين مكونات البريكس اختلافات كبرى وحتى صراعات، كما هو الشان بالنسبة للصين والهند، ولذلك قلت في البداية انه تجمع هش، و لا شئ لحد الان يرشحه للنجاح.
ساحة
الاندلسي يكتب.. توقعوا انهيار أنظمة التقاعد قريبا !
يشكل ملف إصلاح أنظمة التقاعد الفشل البنيوي للحكومات منذ أكثر من 30 سنة. تم فتح ملف الأنظمة التي يديرها الصندوق الوطني للتقاعد مع وصول عبدالرحمن اليوسفي إلى الوزارة الأولى. قدمت حكومته حلا " سهلا " و غير ذي أثر على مستقبل المعاشات المدنية حيث تمضخ بعض الملايير في الصندوق و كفى. هذه المعاشات تهم موظفي الإدارات العمومية و كان تدبيرها موكل إلى مصلحة في مديرية الميزانية إلى غاية تحويل الصندوق إلى مؤسسة عمومية.و لا زال الموظفون القدامى يتذكرون أن ملفات تقاعدهم تدار من طرف مصلحة لها بعض المكاتب في إحدى العمارات بساحة الجولان بالقرب من أكبر كنيسة بالرباط. تم التدبير على مدى سنين طويلة دون فصل أموال التقاعد عن تمويلات الميزانية العامة. ويا ليت الأمور استمرت كما هو الأمر بالنسبة للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بفرنسا. لو تم ترك أمر تدبير أموال التقاعد من طرف الخزينة العمومية لما طرح إشكال التقاعد و إدخاله إلى مرحلة ما قبل الإنعاش قبل إعلان إفلاسه. الحكومات المتعاقبة ركعت لأوامر المؤسسات المالية الدولية و فصلت تدبير التقاعد المدني عن ميزانية الدولة. و كان ما كان من خلق لجان وطنية و موضوعاتية . مئات الاجتماعات و دراسات اكتوارية مكلفة و غياب على مر السنين للحكومات. النتيجة هو أن نظام المعاشات المدنية في طريقها المؤكد إلى مرحلة الإفلاس كما هي عليه مؤسسات الحماية الإجتماعية . الصندوق الوطني لهيئات الإحتياط الإجتماعي سيفلس بعد سنتين في غياب تام لحكومة " الدولة الإجتماعية ". الاحتياطات المالية لهذا الصندوق ، و الذي يدبر بشكل جيد، ستنهار في غياب دور فاعل للوكالة الوطنية للتأمين الصحي و في محدودية دور الوكالة المركزية للتأمين و الإحتياط الإجتماعي (اكابس). الحكومة و مؤسساتها تفضل الغياب في ظل هجوم كاسح لليبرالية متوحشة في مجال التأمين الصحي. و ينعكس هذا التوحش في غلاء الولوج إلى العلاج و ممارسات شيك الضمان المحرم قانونا بالإضافة إلى " النوار" أي الدفع نقدا دون إيصال. الأمر كذلك يتعلق بغلاء الأدوية و المستلزمات الطبية. توجد حملة مدبرة تحمل شعارات إصلاح أنظمة التقاعد و التغطية الإجتماعية، و لكنها تستهدف كل مؤسسات الحماية و التعاضد الإجتماعي التضامني . كل دعاة الليبرالية يريدون القضاء على أنظمة التقاعد و الإحتياط الإجتماعي لكي تلتقي مصالحهم مع شركات التأمين على الطريقة الأمريكية. هل سننتظر الطوفان الإجتماعي و ترك ملايين المغاربة بدون تقاعد و لا تغطية صحية مع تبعات لا قدرة للوطن على تحملها . الدولة هي السبب في تدهور التوازنات المالية لصناديق الإحتياط الإجتماعي و هي الملاذ الأخير لعدم الوصول إلى مرحلة الانهيار التام للمنظومة التي صنعتها منذ الاستقلال. تقارير بنك المغرب و المجلس الأعلى للحسابات و المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي و كافة النقابات تبين خطورة الوضعية. و للتذكير، فقد شكلت أموال العمال و المستخدمين و الموظفين المصدر الأهم لتمويل الإقتصاد. أغلب هذه الأموال كانت في خدمة برامج صندوق الإيداع و التدبير و في الاستجابة لحاجيات تمويل خزينة الدولة و كثير منها تم استخدامه لتمويل كثير من المشاريع القطاعية. وقد قدرت أموال الإحتياط الإجتماعي ذات ٤المصدر المتعلق بأنظمة التقاعد و التغطية الصحية بحوالي 200 مليار درهم. و كان لقرارات الحكومات المتعاقبة اثارا سلبية على مردودية مؤسسات التغطية الإجتماعية المالية. تم وضع إطار لتوظيف أموال الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي و للصندوق الوطني للتقاعد و لمؤسسات التغطية الصحية لم يمكنها من ربحية تصل إلى مستوى ربحية الأنظمة التي يديرها القطاع الخاص مثل الصندوق المهني المغربي للتقاعد الذي وصلت معدلات ربحيتها إلى أزيد من 10% حسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات قبل سنوات. لا يمكن أن نعزل الإصلاحات المقياسية المتعلقة بسن التقاعد و مستوى دخل المتقاعد مستقبلا و مستوى الاقتطاعات عن الإصلاح المنتظر منذ أكثر من ثلاثين عاما. و لكن كل إصلاح لا يدمج المجهود الحكومي في التمويل لا يمكن أن يفضي إلى أي حل واقعي. الغلطة الأولى و التي تسببت في ما وصلنا إليه مصدرها حكومي. و الحل يوجد بين يدي حكومة يجب أن تتحلى بالصدق و هي التي لا زالت ترفع شعار الدولة الإجتماعية. و لزيادة الايضاح، وجب تذكير الحكومة أن مبالغ دعم الطبقات العليا كبيرة جدا و تفوق ما يخصص لذوي الدخل المحدود. منح للاستهلاكيات الفلاحية و تسهيلات ضريبية. تمويلات لمقاولات صناعية دون محاسبة. منح للمستثمرين الكبار في غياب آليات للتتبع و التقييم و الأكثر من هذا ضعف كبير في مواجهة التهرب الضريبي و مراقبة استيراد الأدوية و المستلزمات الطبية و المحروقات. و تأتي وزيرة الاقتصاد و المالية للكلام عن التوازنات المالية لمؤسسات التقاعد و التعاضد و التأمين الإجباري عن المرض دون أن توضح أي إلتزام حكومي لانقاد المستفيدين من الشبكة الإجتماعية. لكل ما سبق، يجب أن تتحلى كل آليات الحكامة، بما في ذلك بنك المغرب، بالصراحة اللازمة لتكييف الوقائع بشكل علمي. يعلم السيد والي بنك كم تحملت الدولة من ملايير لتنقد مقاولات كبرى في مجال العقار. و يعلم جيدا أن المؤسسة التي يسيرها تدافع عن المقاولات في مواجهة الضرائب لتسهيل عمليات تكوين الاحتياطيات في مواجهة اخطار محتملة و لا علاقة لها بالواقع. و تعلم مؤسسة بنك المغرب أن العدالة الإجتماعية المرغوب فيها لا تتناسب مع الهدايا الضريبية و التمويلية الموجهة لفئات محدودة العدد و العدة. و هذا ما يدفع إلى تقييم حقيقي و موضوعي لما تتطلبه عملية حماية التوازنات المالية لمؤسسات التأمين الإجباري و صناديق التقاعد بالمقارنة على ما يحصل عليه الصنف الأعلى من القطاع الخاص. الأمر يتعلق بالنفقات الجباءية و منح الإستثمار و صناديق الدعم التي تسكن الكثير من الحسابات الخصوصية للخزينة و ما يستفيد منه هذا القطاع في القطاع غير المهيكل. العدالة الإجتماعية و المجالية مفهوم و ليس مجرد شعار و لذلك وجب وضع حساب لضبط استفادة الفئات الإجتماعية من المالية العمومية . سنتعرف على حقيقة الوضعية بعد وضع حد لاستفادة اقلية من صندوق المقاصة. و سيتبين أن التوازنات الإجتماعية أقل كلفة من دعم الطبقات المستفيدة في كل القطاعات. سيتبين أن أموال المقاصة تذهب بالأساس لمن لهم القدرة الشرائية الكبيرة. لذلك أصبح من اللازم أن نفكر في حماية المنظومة الإجتماعية بناء على القرار السياسي المسؤول و ليس على خلاصات تقنية محضة. العجز المالي لا يجب وصفه بالتقني و الاكتواريون لن يحلوا محل السياسيين. نعم هناك تغير بنيوي للهرم السكاني. نعم هناك تفاوتات كبيرة بين المستفدين من التقاعد و اؤلئك الذين يشكلون السكان النشيطين الذي لا زالوا يشتغلون. و القرار السياسي هو الذي يغير الواقع و ليس ذلك الذي يظل حبيس نظرة تقنية ضيقة. العبقرية السياسية هي التي غيرت وجه المغرب منذ ما يزيد عن عقدين. و لو وضع الأمر بين يدي التقنيين لما شيدنا الطرق السيارة و الطرق الوطنية و الثانوية و الصغرى. كنا سنعتبر بناء ميناء طنجة المتوسط من سابع المستحيلات. قضية التوازنات المالية لمؤسسات الحماية الإجتماعية تتطلب رجال دولة و ليس مجرد مسؤولين برتبة مهندس أو تقني. هؤلاء مكانهم الميدان و فعلهم إنجاز المشاريع و التزامهم الخضوع للمحاسبة.
ساحة
خيمة الاسترداد في جامع الفناء .. هل سنستعيد معنى الساحة؟
بقلم : فاطمة ايت عبد الرحمان الحلْقه من الخيمه و الخيمه من الحلقة. ساحة جامع الفناء نقطة عبور لساكنة مراكش و مَحَجُّ زُوَّارِها اللّازِمَةُ زيارتهُ لكل من حلّ بها ؛للتبضع أو للسياحة و عرِّف بها أخيراً أحد خبراء العمران المغاربةِ بأنها كانت أكبر مرسى بري في المدينة ،بل و في إفريقيا. عَمِل الزوار من مسافرين، باعة ، مشترين ، ومارة على المرور بها و الخَوْضِ في حلقاتها (حلْقةِ الحكواتي) و الجلوس للاستراحة في مقاهيها طائرةِ الصيتِ و كانت الحلْقة مَلاذَهُم الأولِ للترويحِ عن أنفسهم او اللقاء . على مرئي و مسمع قُصَّاد الساحة و العابرين فنائها ، تتراءى لنا الخيمة العجيبة تتوسط الساحة مُرحبةً بالجميع ، الكل مدعو . استقبلت الحكواتي : المحلَّي والأجنبيَّ ،المارَّةَ و حتى التلاميذَ المُتّجهين نحو مدارسهم . الكُلُّ استوقفته الخيمة الطارئة . طالما تساءل الجميع عن مآل الحَكَواتِيِ القصَّاصِ و راوي المَلاحِمِ و السِّيرِ و حاكي النُّكَتِ و الهَزْلِياتِ و عن غيابه . فها هو ذا َيتَمَلَّكُ عقول الحُضورِ … من اسْتَوقفه الصوت و من أثار انتباهه سر توافد الحشود . هذا مسرح الحكواتي و ما يُحدث في النفوس. إنها خيمة فرضت وجود الحكواتي في ساحة الفناء ,خيمة ألهمت الكل ، فقرر الحكواتيون المْعْلْمين الِكبار أو ما تبقى من تلك القِلَّةِ القليلةِ من الجَمِّ الغفيرِ البائدِ ، بمعيةِ الشبابِ . المغاربةِ و الأجانبِ ، القيامَ بتحدٍّ مُميزٍ والذي اصطلحَ عليه " حكايه-تون" . هذا تحد لكسر رقم قياسي أطول من الرقم الذي حققه الإسبان في سرد الحكايات( أين اجتمع الإسبان؟) . لقد قام جميع الحكواتيين بالحكي لمدة تجاوزت الخمسين ساعةً. الحلْقه في بداية القرن.تجسد التحدي بعد أن عمِل الجميع على إنجاح المباردة و استمد القوة ليس من انشاء دائرة الحلقة فقط بل كانت لمناسبة اللقاءات في الخيمة دور فعّال في تشجيع الحكواتيين و إيقاظ الهمم و ضخ الثقة في النفوس . في يوم من أيّام شتاءِ مراكش، حيث ضربتِ المدينةُ موعداً لمحبّي الرُّواةِ و القُصَّاصِ ، اجتمع الكُلّ بدون استثناء من أجل : "حكاية-تون" دالك التحدي الذي ابتدأ مباشرة بعد الموكب المشهود الذي قام به الحكواتيون في أرجاء المدينة و الذي سنعود للحديث عنه في ما بعد . المثير للانتباه ان المشاهدين لم يكّلوا ولا يمّلوا من الحضور و متابعة الحكايات تُسْرد أمامهم ليل نهار ( طول مدة التحدي كلها) .أصبحت الخيمة خلال الخمسين ساعة التي دامها التحدي وجهةً لمن ضّل طريقه و استهدى بها وسط الساحة حتى في ساعات الليل المتأخرة و أمسى هذا التحدي مَحطَّ إعجابٍ و مَناطَ حديثٍ في كل مكان : فنادقَ، دور ضيافةٍ، رياضاتٍ، مقاهيَ و مجامعَ ليلية من قِبَلِ كُل من حَضر من الأجناس و وسائل إعلام دولية ،تابعها عشرات الملايين عبر شبكات التواصل الاجتماعي .ثنائي الحكواتيين ،البريطاني دجون رو و المغربي زهير الخزناوي. فلم يسبق لأي مهرجان بمراكش أن حظي باهتمام مئات الملايين من المتابعين عبر العالم و المعجبين بهذا الموسم الفريد في أشهرِ ساحةٍ تراثيةٍ بالقارة الإفريقية. الخيمة نتيجة للعمل الدؤوب الذي حضّر له مسؤولو مهرجان مراكش للحكي والحكواتيون وفي مقدمتهم رئيسه التنفيذي زهير الخزناوي والذي كان واحداً من الحكواتيين الذين شاركوا في مُجريات هذا التحدي. لقد استهله الجيل المُخضرم كأمثال دجون رو و تابعه الكل من كل أنحاء العالم عبر الأثير و شاركه تفاصيله باقي الحكواتيين بدون تردد و لا توقف كما ختمه الجيل الصاعد أمثال زهير بل وتطوع الصحفي البريطاني ريتشارد هاميلتون بعدما استلهم الأفكار منهم بعد تتبع كل الحكواتيين و قام هو الآخر بإدلاء دلوه و سرد ما يحفظ من حكايات . فكان هذا الأخير من استكمل الخمسين ساعةً بعدما كان الرهان متوقفاً عند 48 ساعة فقط. هذه هي الخيمة الفريده التي فرضت نفسها في ساحة جامع الفناء عن جدارة و استحقاق مشروع أسهم الجميع في إنجاحه كل بطريقته : فالحكواتي الصاعد مصطفى الحنش و زميله المهدي الحديدي لم يتوانى على الحضور باستمرار للخيمة و عدم مغادرتها حتى أصبحا حُرّاسها و مُؤمِّنيها ليلاً ونهاراً لما يعنيه وجودها لهما . وجود الخيمة تذكير بالتناقض الصارخ الذي تعيشه الساحة حاليا من جهة و إعلان منظمة ليونيسكو فضاء الساحة تحفة التراث الشفوي الغير المادي للإنسانية من جهة أخرى .جامع الفناء في بداية القرن العشرين. فيالها من مفارقة ؟ فاحتلال ثقافة البطن من مُمَّونين و باعةِ العصير و الباعةِ المتجولين استولى على القسط الأكبر من فضاء الساحة بالإضافة إلى قشور الحلقة المتمثلة في القرد و صاحبه. الثعبانِ و مُروضه و بعض الأهازيج المُلفتةِ للانتباِه بحسب ذوق السُّياح العابرين ،غير مبالٍ بإبقاء المجال الذي كان يمتلكه بحسب أَعْرافِ الَعمَلِ في حرمِ الساحة و سُلِب منه حالياً . و غير عابئين و كأنهم لم يطرق سمعهم أبداً أن أصحاب الفضل و الأيادي البيضاء التي أعادت الاعتبار لساحة الفنون ، قصدوا العناية بالحكواتيين و فنانين الساحةِ رأساً ، و إلّا فالموائد و المطاعم و المقاهي … فهي موجودةٌ في كل شوارع و أزقة المدينة . فالعبرة بالتراث الثقافي و المعنوي للساحة . لذا ففكرة نصب الخيمة كرمز يؤكد مشروعية وجود الحلقة و الحكواتي في الساحة رغم تجاهل القيمة المعنوية التي تختزلها .كان ضروريا ووجب الحفاظ عليه كمرسم من مراسيم مهرجان الحكي . أثناء أيّام المهرجان او بعده لتبقى كعلامة فاقعة لونها جديرة بالتأمل لتؤكد ضرورة استرداد الساحة ولو تدريجياً من الاستيلاء التجاري ( هيمنة البيع و الشراء و تكديس السلع).الخيمه تستقبل جمهور موسم الحكايات . فالخيمة -إذن- عمل جليل و محمود فهو اللبنة الأولى الحقيقية الاسترداد الساحة من عبث المتمولين و مروجي التفاهات لان الساحة ناضل من أجلها ثُلّة من كبار علماء و أدباء و فنانو و مؤرخو المدينة و أعلام الفكر و الفن المغاربة على السواء طيلة نصف قرن و وصلوا إلى مبتغاهم وهو إعلانها تراثاً إنسانياً غير مادّي من قبل منظمة ليونيسكو و تكون الحلقة هي المحور : محور وجود الساحة و ليس العكس . للأطباق و المآكل و المشارب و كأن هناك صراع مصيري بين البطن و الذوق و الجمال و سلطان الحكاية إلا أن اصدار هذا الاعلان لم يكفي . ينبغي التذكيرُ أَنّ الورش الملكي التاريخي لتثمين تراث المدينة يطال الساحة بدورها و قد أُعِدت دراسات أعمال لإنجاز إصلاحات ضروريةٍ وأساسيةٍ تَهُمُّ التبليط الأرضي و تجميل الواجهاتِ و إنارة الجَنَباتِ و دالك بعدما بذلت من قبل الإدارة جهود محمودة أولية للحد من الفوضى العمرانية التي شَوَّهت الساحة منذ عقود .و نَأْمَلُ أن تُنْجَزَ هذه الإِصلاحات وتكون في حسن الظن . و في انتظار بلوغ مُراِد المجتمع المدني المؤهل و إنشاء مؤسسة التراث لمراكش المدينة التي من و وظائفها أَنْ تحفظ على المدينة العتيقة مقوماتها الثقافية و بهجتها الأزلية .جمهور الحلْقه أثناء موسم الحكايات ها نحن نحبس أنفاسنا و نترقّبُ أن تظهر جامع الفناء في حُلَّتِها الجديدةِ. تَقَرُّ بها عينُ المراكشيين أوّلاً و تُعيد الصِّلَةَ بينهم و بين ساحتهم و تحتفي بالزّائِرِ ، فيجد ضالّتهُ الثقافية و المعنوية ليقطفها من شجرة الساحةِ و مَعينِها الدّافقةِ.
ساحة
محمد نجيب كومينة: على نفسها جنت براقش
ياتي تمرد مرتزقة فاغنر ليضع بوتين في موقع حرج جدا في وقت تعرف فيه حرب اوكرانيا، ومعها العقوبات الاقتصادية الغربية، تحولات دراماتيكية من شانها ليس فقط انهاك قدرات الجيش الروسي الذي يتبين انه لا يمتلك القدرات، التي توقعها الكثيرون، لحسمها بسرعة وفعالية. بوتين، الذي يسقط عليه بعض الغارقين في الماضي ما لا يناسبه، بنى نظاما قام على تسويات غير مسبوقة بين ورثة المخابرات "كي جي بي"، وهو واحد منهم، وبين المافيات التي استغلت سقوط الاتحاد السوفياتي كي تؤسس راسمالية مشوهة قائمة على نيو ليبرالية مطبوعة بالطابع المافيوزي، وفي هذا السياق جاء احداث مرتزقة فاغنر كشركة-واجهة تتحرك بواسطتها و باستعمال مرتزقتها المافيا والمخابرات الروسية و توظف في تنفيذ الاجندات الجيوسياسية والجيو اقتصادية لبوتين، وبالاخص في القارة الافريقية التي تمت استباحتها من طرف فاغنر واصبحت فاعلا في عدم الاستقرار والانقلابات والحروب الاهلية داخل دولها. مرتزقة فاغنر اعادوا الى الذاكرة الافريقية تجربة الاستعمار و تجربة مرتزقة فرنسا وبلجيكا في القارة، ومثلوا ظاهرة من اسوا الظواهر التي طرات في الساحة الدولية في السنوات الاخيرة، حيث عبرت عن تدهور كارثي لاخلاقيات الدول في تعاملها مع بعضها البعض وتحديا غير مسبوق للعلاقات الدولية والقانون الدولي، اذ اصبح بامكان مرتزقة تابعين رسميا لدولة كبيرة اللجوء الى ممارسات اجرامية خارج حدود هذه الدولة وبتزكية منها، وممارسات فاغنر تمتد الى انشطة اقتصادية الى جانب الانشطة العسكرية والامنية والسياسية، و لكن مالم يتوقعه بوتين، وغيره ايضا ممن اسقطوا على المرتزقة مالا يلائمهم وحولوهم الى الوية ثورية، هو ان المرتزقة يبقون مرتزقة مسكونين بعقلية الارتزاق، و ان ميولهم المافيوزية لا بد وان تفيض عن قدرته على الضبط و على قدرة حلفائه في المافيا الروسية، الذين كان يمثلهم ميدفيديف كرجل ثان في النظام الروسي، لتخلق وضعية حرب اهلية روسية في وقت حرج بالنسبة لبوتين الذي يتعرض لضغط رهيب يبتغي تدميره و اضعاف روسيا استراتيجيا قبل التحول الى الاستراتيجية الامريكية القائمة مند حكم اوباما المتجهة الى التركيز على المحيطين الهادي والهندي و بالتالي على الصين والهند كعملاقين صاعدين. من المفروض ان يستوعب حكام الجزائر، لو كانت لهم قدرة على الاستيعاب والتعلم، دلالة تمرد مرتزقة فاغنر، لانهم هم ايضا، وفضلا عن تعاملهم مع المرتزقة الروس، يستعملون المرتزقة بعمى لا مثيل له، و لا يقتصر هذا الاستعمال على بوليساريو المرتبطة عضويا بنظام الكابرانات البئيس والمنهارة الان رغم الضوباج غير المجدي، بل يمتد الى جماعات متحركة في بلدان الساحل والصحراء وليبيا وتونس متخفية وراء اسماء مستعارة، و ما نقل عن مواجهات مع الازواديين والطوارق مؤخرا ليس الا بداية لما هو اخطر ولما يهدد الجزائر بالتفكك والاقتتال
ساحة
الاندلسي يكتب.. المجلس الأعلى للحسابات : لا يا سيد مجلس النواب
ابتداءً من الغد سينكب قضاة المجلس الأعلى للحسابات على تبرير كل شيء و ذكر الحسنات قبل السيئات. ما دام رئيس مجلس النواب ينسجم مع دوره في ضرورة قول كلمة شكر في حق مدبري الشأن العام المجدين المجتهدين و الغيورين على الأمانة التي تقلدوها، فهذا لا يمكن أن يكون موضوع إختلاف. للتوضيح فقط، وجب القول أن تقارير الافتحاص و المراقبة ليست شهادات على حسن السلوك و لا تمجيد لمن قام بدوره على أحسن وجه. هذا دور الحكومة و الحزب و النقابة و الجمعية و ليس دور مؤسسة مستقلة دورها وضع الأصبع على الاختلالات في كافة دول العالم. المجلس الأعلى للحسابات ليس مجلسا للأستاذة في مؤسسة تعليمية أو لرئيسة مجلس إدارة لشركة، إنه مجلس يبدأ عمله و ينهيه بملاحظات و توصيات و ليس بتوجيه التهاني على من أحترم القانون. كان على السيد العلمي، رئيس مجلس النواب، وإن كان رأيي أن المهمة أكبر من مؤهلاته، أن يبحث في ما لم يتمكن، هذا المجلس ، دستوري المنشأ ، أن يضيفه كقيمة إضافية إلى تقييمه للوضع المزرى الذي توجد عليه حالة التدبير العام للمال العام و نسبة قدرته على تقييم السياسات العمومية. أرجو أن يكون السيد الرئيس العلمي قد فهم مضمون ما أشرت إليه. بلادنا تحتاج إلى تقوية كل آليات الرقابة على تدبير الشأن العام. لديك العديد من البرلمانيين الذين شملتهم أحكام قضائية و منهم من ملفه رائج أمام محاكم المملكة و لكنهم يمنحون صفة نائب الأمة و يجلسون أمامكم. في الحياة الديمقراطية الحقة يختار رجل السياسة، و لو كان وزيرا، الاختفاء عن الإنتظار للدفاع عن نفسه أمام القضاء. و تعلمون أن الدستور أنهى الاختفاء وراء الحصانة بإستثناء التعبير عن المواقف تحت قبة البرلمان. هل يخفى على السيد الرئيس أن ممارسة الديمقراطية في بلادنا لا تحمي بلادنا من تسلل الغرباء سياسيا و أخلاقيا إلى مؤسسات التشريع. تسلل المجرم و مهرب المخدرات و المتهرب من الضرائب و منهم من فر إلى الخارج و امتهن معارضة مصالح الوطن العليا. من رشح هؤلاء و من صوت على احتلالهم لمجالس ترابية و من خاطبهم " لكم الكلمة السيد النائب المحترم". أعترف أيها الرئيس المحترم أننا نحتاج إلى مؤسسات تحترمها الأحزاب أولا لكي يحترمها المواطنون و المواطنات. لقد أصبح سهلا و يسيرا أن يواجه السياسيون و خصوصا منهم من يسير الشأن العام مسؤولي مؤسسات الحكامة التي أقرها دستور المملكة. الأمر طال دراسات المندوبية السامية للتخطيط التي تعتبر من المؤسسات التي تحظى بتقدير دولي على ما راكمته من دراسات علمية. و تم التهجم على مؤسسة بنك المغرب و مجلس المنافسة و المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي و على أعمالهم المبنية على أساس علمي و خبرات دولية. كل هذا في ظل وجود مؤسسات أغلب اعضاءها يشرعون و هم لا يعرفون مضمون مشاريع القوانين و لا يفقهون في تأثيرها على الإقتصاد الوطني. و يدري السيد الرئيس أن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية قد تم التصويت عليها بالأغلبية بعد أن زال شرط المستوى الدراسي الذي وضع من أجل قطع الطريق على الاميين و منعهم من دخول مجال التشريع. و انتصر المحامون عن الأمية حتى يحتل الجاهل بالشأن العام مكان العارف. و لنا في جلسات البرلمان المنقولة تلفزيونيا خير دليل. قبل عقود كنا نرافق وزير المالية لكي نحضر الأجوبة خلال جلسات اللجان المختصة. و كنا نخاف من تدخلات النواب ذوي الخبرة و الكفاءة. هذا اليوم الذي نعيشه لم يعد صعبا على الوزير. أصبحت مواجهة نواب الأمة في غاية السهولة سواء تعلق الأمر بسؤال حول آلتدابير الجباءية أو الجمركبة أو تلك التي تتعلق بكل مكونات الميزانية. قليل هم نواب الأمة الذين يحرصون على مخاطبة الحكومة بالرأي و الدليل و الاقتراح. و في ظل كل ما سبق، يطل علينا رئيس مجلس النواب ليقول أن المجلس الأعلى للحسابات يجب عليه قول حسن في فعل حسن. هذا ليس دوره أيها الرئيس. مؤسسات الرقابة و الافتحاص و التقييم ستحيد عن دورها إذا استحسنت ممارسات تدبيرية موازاة مع خلاصات تشير إلى مكامن نقص أو اختلالات في التدبير. فلنترك مؤسسات الحكامة الدستورية تشتغل بمهنية و بنقد بناء قد لا يفهمه الكثير من المشرعين. لكل ما سبق فلندعو إلى أن تزيد فاعلية و نشاط أجهزة الرقابة ببلادنا لسبب واحد هو محاربة جاهل ذو مال يدبر شأنا عاما و يغتني بدون سبب و يغش الضرائب و الضمان الاجتماعي. فلنترك مؤسسات الرقابة دون وصاية من أي كان. تدخل أعداء الشفافية للحد من التدخل المهني العال للمفتشية العامة للمالية و نجحوا في الحد من عملياتها بعد أن وضعت الأصبع على مكامن الداء. بعد أن أصبح القضاء يجد في هذه المؤسسة كل عوامل المهنية التي تكشف سوء التدبير العام. و لمن لا زالت لديه رغبة في تصحيح الأوضاع أن يطالب بعودة الروح إلى مؤسسات الرقابة المالية و على رأسها المفتشية العامة للمالية. و السلام على من يطمح إلى وطن يقظ يحارب من يريد زعزعة الإيمان بمستقبل واعد لوطننا.
ساحة
فقيه الإقتصاد والسياسة محمد الحبابي.. رحيل جمال التدريس
رحل منذ مدة و هو الحاضر دائما في وسط طلبة السبعينات و من أتى بعدهم. لم يكن أستاذا بالمعنى الأكاديمي للكلمة و لكنه كان رجل تعليم و تربية و تثقيف و توعية للأجيال. رحلت إلى الرباط بصعوبة كبيرة و كان المشكل الأساسي إيجاد سكن. لجأت مؤقتا إلى إبن عمي سي محمد الناجي صاحب الفكر المتقد و المنتج لعدة من أجمل الكتب ذات الصلة بعلم التاريخ و الاجتماع و الإقتصاد. كان حينها في السنة الأخيرة قبل الحصول على الإجازة. رافقته إلى عدة ندوات و خصوصا إلى ندوة نشطها المفكر الكبير سمير امين في معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة. كان الحضور كبيرا بمن فيهم أحد آباء السيسيولوجيا القروية " بول باسكون" . هذا الباحث ترك كثيرا من الأبحاث و على رأسها " حوز مراكش " الذي لا زال مطلوبا و معروضا بشكل غريب في آخر معرض للكتاب. و قبل آخر رحلة بحث له، ترك باسكون سيارته لسي محمد الناجي الذي أعاد المفاتيح إلى تلك المكلومة في أبنائها و في زوجها. كان من اللازم أن أذكر جزءا من تاريخ كان يحبه الأستاذ محمد الحبابي و صولاته في مدرجات كلية العلوم الإقتصادية و السياسية و القانونية التابعة آنذاك لجامعة محمد الخامس. كان المكان بسيطا و مرهبا لمن يلجه أول مرة. كانت الكلية تحتوي على مدرجين و قاعات لمن يتجاوزون بصعوبة السنة الثالثة المؤدية للحصول على الإجازة. خلال فترة تدريس الأستاذ محمد الحبابي كان أغلب المدرسين من الفرنسيين و خصوصا في علم الاجتماع السياسي و القانون الدستوري و القانون الإداري و المدني و الإقتصاد السياسي. و تطورت أمور التأطير مع وصول أساتذة مبرزين اثتنين هما محمد جلال السعيد و الخبير الدولي محمد بنونة الذي سيصبح فيما بعد عضوا في محكمة العدل الدولية. و رغم تواصل وصول الأساتذة المغاربة لتأطير التدريس بالكلية، ظل الأستاذ الحبابي ذلك الرمز و ذلك المربي الذي كان يصر على ربط النظريات الإقتصادية بالسياسات المتبعة من طرف الحكومة. لم يكن ذلك الذي يريد شحن عقول الطلبة باختيارات دون غيرها و لكن ذلك الذي يحكي بأسلوب تربوي صعوبات بناء المؤسسات الإقتصادية. كان ممتعا و مستمتعا في التعامل مع الطلبة و كثير الإستماع إلى أفكارهم. حاول تأسيس تدريس مادة التكنولوجيا الإقتصادية و كان يهتم بكل أدوات الصناعة مع تقدير كبير لبراد الشاي. في سنة 1977 حل بالكلية أستاذ كبير كان مستشارا للراحل الملك الحسن الثاني و هو الشيوعي السابق و مدير الديوان الملكي خلال فترة الاستثناء، إدريس السلاوي قادما من الأمم المتحدة. اتذكر كم كان " يتنرفز" حين نعارضه بأسئلة ذات طابع ايديولوجي حول الإصلاح الزراعي. و أتذكر أن طالبا التجا إلى ذ الحبابي خوفا من تقدير سيء لتعامله مع موضوع سي إدريس السلاوي. فكان جواب هذا الأخير أنه لن يظلم أي طالب أختلف مع قراءته لموضوع المادة التي درسها و تخلى عن تعويضاتها لصالح المتفوقين من الطلبة في كافة المواد. هكذا كان الدكتور و المربي محمد الحبابي نموذجا للأستاذ الجامعي الذي نسج علاقات ثقة و تواصل مع العديد من الأجيال التي تخرجت من كلية الحقوق باكدال. كان موعد محاضراته باكدال و بملحقة حي العكاري موعدا مع قراءة للتاريخ الإقتصادي الراهن. كان مديرا لديوان عبد الرحيم بو عبيد في حكومة عبد الله إبراهيم و ظل وفيا للمبدأ و خصوصا لرسالته التربوية. من درس في كلية الحقوق في السبعينيات لا يمكن أن ينسى الروح المرحة للمرحوم الحبابي صاحب الحديث الذي تفتح فيه الأقواس لكي لا تغلق. و الكثير لم أقله عن هذا الأستاذ المربي المتواضع و الصبور و رفيق درب عبد الرحيم بوعبيد في كل الامكنة بما فيها سجن لعلو و معتقل ميسور.
ساحة
رفع القلم عن الكابران: حتى الدينار يا كابران؟
لو كانت مؤسسات المملكة المغربية كمؤسسات الكابرانات في حمقها لم تكن لتغرق سوق الأوراق المالية بأقل ما يعادل ثلاثين ألف دولار في الوقت الذي تتجاوز فيه الكتلة النقدية الجزائرية 22 مليار دينار، و لله العجب كما قال الفنان الجم . و بالطبع تعيش هذه الكتلة مشاكل كبيرة في سوق صرف العملات و تسجيلها لتدهور مستمر للدينار و معه القوة الشرائية لهذا لمواطني هذا البلد " الغني" و المنهوب .المشكلة كبيرة و تعري عن واقع اختفى فيه عقلاء الجزائر تحت القمع و انبرى الحمقى و المغفلين لفعل كل شيء حتى يؤمنوا ثروات شعب سجلوها بإسم أبنائهم في كل ملاذات التهريب الآمنة. أيها المغفلون مصانع عملتنا قلاع متينة نحمي بها اقتصاد وطننا. أما أنتم فيكفيكم ما أنتم فيه. و كان ألله في عون شعب الجزائر الذي نهبت ثروات بفعل فاعل. تصوروا، يا من كل من يثقون في قدرات عقلهم، أن أبناء عسكر فرنسا ممن يحكمون الجزائر يرون في مغرب مساندة احرارهم و أبناء شهداء الجزائر جريمة كبرى لا تغتفر. قتلت فرنسا، حسب ما جاء في الإعلام المصري الناصري، ما لم يقتل في الفيتنام و في أفريقيا و لا في الهند و لا حتى من قتل في آخر الهجومات الإمبريالية على العراق و سوريا و فلسطين. فرنسا الإستعمارية تظل حبيبة أبنائها ممن يحكمون بلادا خلقوها و صنعوا مهدا لأمير صنعوه و سموه بعبد القادر الذي كان قادرا على هجرة إلى قصور فرنسا رفقة حريم و كثير من التقدير. قتل الإستعمار من وجدهم دون سلاح في الاوراس و في كل الجبال " الساحقات " و نصب من سيتكلون باسمهم بعد عقود. و كان نصيب من سكنوا مدينة وجدة كبيرا دون أن يشاركوا في تحرير و لا تقرير مصير. و كان نصيب أعوان فرنسا تدريب عسكري في فرنسا و تخرج من مراكز للكابرانات و الذين أصبحوا سندا لرؤساء تباهوا بالجهاد و قضوا ببرودة دم على المجاهدين. و يكفي أن الغدر بالأخ المجاهد و الأخ المناضل فتح السجون و المقابر عبر الانقلابات و الاغتيالات. و يكفي أن العالم أجمع رأى على المباشر عملية رجل شريف و قيادي قرر الإبتعاد عن بنية سلطة بناها الإستعمار و لكنه صدق كذب الكابرانات فاقسموا أمامه على " أن تحيا الجزائر " فقتلوه. بمن يمكن أن يثق أحرار الجزائر؟ بمن يمكن أن يثق مواطنو الجزائر؟ . أهم شيء انجزه طغاة من ينتمون إلى بلد " الجبال الطاهرات الزكيات" هو تلطيخها بدماء الأبرياء. ماذا يمكن أن ينتظر ممن يقمعون شعبا حباه ألله بأرض غنية. و ينحني رئيس نصبه العسكر ليقبل كتف تبون و يتباذل نظرات رومانسية مع رئيسة وزراء إيطاليا و ينحني مخمورا أمام بوتين و يقول كل شيء و نقيضه في كل مقام. لا يهم تبون أن يضحك بفعله العالم على الجزائر. كما لا يهمه أن يكون مطيعا لأبناء فرنسا أو أن يحول خده إلى مرتع لشفتي ماكرون مقابل كل الإغراءات الطاقية و غيرها. لا يهمه أن يضحك بوتين من عبارات الولاء له كسلطة حماية للجزائر. المهم أنه كان في كل الأحوال المنفذ المنضبط لأوامر رئيسه المباشر الكابران شنقريحه. إن حاول التفكير في غير ذلك رمي به و بأبنائه في سجن الحراش لأن ملفات الكوكايين لم يتم اغلاقها بعد. و هكذا و لأسباب تتعلق بإستمرار انضباط الكابرانات لأوامر روسيا، سيظل العسكر الآمر الناهي في مصير شعب انتفص و أراد أن تكون انتفاضته سلمية. و لقد تعودنا في المغرب على أن نكون شماعة تعلق عليها كل أشكال غدر عسكر الجزائر. نعم نحن أصحاب فضل عليكم و اسألوا وثائق التاريخ. اسألوا أو بالأحرى اسمعوا ما قاله أول رئيس لكم ،و هو إبن احواز مراكش، حين أعتبر أن أراضي المغرب في الصحراء الشرقية كانت هدية من فرنسا التي تعتبرونها عدوكم الحبيب. و لكم كامل الحق في أن ترجعوا إلى النسخة الأصلية للنشيد الوطني الذي كتبه ضحيتكم مفدي زكريا المغتال بفعلتكم الشنعاء كما كان حال الكثير من شهداء الجزائر غير المتآمرين مع الإستعمار. أؤكد لكم و أقسم على ذلك، بأن كل مءاسيكم الماضية و الحالية و المقبلة هي من فعل جاركم المغربي. صرفتم ملايير البترودولار و خسرتم شعبكم و خسرتم معركة الصحراء لأن الدولة المغربية قاومت أطمالكم بأسلحة فتاكة يصعب فهمها على مستوى ذكاءكم المكبل بخرافات ماض أضاعكم و لا زال ينخر عقولكم و أجسامهم. إتجه المغرب إلى الزراعة و تخزين المياه و قررتم، بناء على توصيات أشباه اقتصاديين على العبور إلى " الصناعة المصنعة" فخسرتم الملايير. إختار المغرب صناعات متوسطة موجة إلى السوقين الداخلي و الخارجي. و توجهتم دون وسائل إلى السوق الأفريقي و لم تجدوا طلبا و لا تمويلات و لا سوق تأمينات و بالطبع لم تجدوا إمكانية المنافسة بالجودة. فرجعتم إلى الشعب الجزاءري لتصبوا عليه جام غضبكم و تخططون للعشرية السوداء. حاولتم صنع الإرهابيين فقتلتم الأبرياء و فتحتم سجونكم لمن صدق شعارات العيش الكريم في بلد المليون شهيد. أردتم رفع شعار الديمقراطية فقررتم اغتيال اختيارات الشعب و عزلتم الشاذلي بن جديد و قتلتم بعده بو ضياف و قبله قادة الثورة العديدين و بقيتم لوحدكم تفترسون جسم الجزائر. نعم نحن المغاربة سبب فقركم لأنكم فكرتم في الهجوم على وحدتنا الترابية فحلت بكم اللعنة إلى يوم الدين. خنتم ما أعطاكم السكن و الطعام و السلاح و المال و تنكرتم لملوك المغرب و شعبهم لأنكم لستم من صلب الشعب الجزاءري و لستم من أبناء الشهداء و لستم من اؤلئك الذين جاهدوا من أجل أن تحيى الجزائر. نعم نقبل أن تلقوا كل اخفاقاتكم علينا لأننا نعرف أن العالم يعلم معانقتكم للكذب حتى النخاع. حتى تزويركم لعملتكم الدينار المندحر رغم حجم موجوداتكم الخارجية تريدون أن تلصقونه بنا عبر ضابط عمل في فرنسا و هو بن من تعتبرونه خائن. و أظن أن كل ما يشوب سوق الصفقات، بما فيها، الأسلحة الفاسدة. هي من أفعالنا. و لن اخفيكم سرا أننا من سهل وصول شنقريحة إلى قيادة أركان الجيش و تبون إلى رئاسة الجمهورية. فلا تستعجبوا إذا اتخذنا قرارات أخرى لعزلكم ديبلوماسيا أو للبدء في تشغيل أنبوب الغاز الأفريقي أو لإنتاج طاقات أحفوريه و أخرى نظيفة و كثفنا من الصناعات بما فيها العسكرية. نحن لا نعاديكم و لكننا نعمل على تقدم بلادنا و لكم كامل الحرية لكي تظلوا على ما أنتم عليه. الطوابير على الزيت و السميد و السكر و الدقيق و الغاز صورة نتمنى أن تنسى. لدينا حلولا لها حين ستفتح الحدود التي اقفلها الكابران المعتقل سابقا في امغالا جنوب المغرب.
ساحة
جمال المحافظ يكتب عن إشكالية ضعف القراءة في الزمن الرقمي
جمال المحافظ تضاعفت في الآونة الأخيرة، التساؤلات حول مستقبل التكنولوجيا في العصر الرقمي خاصة على مستوى استخدامها في ميدان التربية والتعليم والمعرفة، وتجدد الجدل حولها على ضوء قرار السويد أخيرا العودة إلى الاعتماد الكتب والدفاتر الورقية في التدريس بالمؤسسات التعليمية، بدلاً من الشاشات والألواح و الحواسب. وجاءت المبادرة غير المتوقعة، بعدما سجل ضعف ملحوظ في مهارات التلاميذ في مجال الكتابة والقراءة، بعد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، كأداة أساسية في التعليم، بدلاً من الكتب والدفاتر، حسب ما جاء على لسان لوتا إيدهولم وزيرة التربية السويدية، وزميلتها باريسا ليليستراند، وزيرة الثقافة اللتين كشفتا أن المعطيات، أظهرت تراجعا في مهارات التلاميذ في القراءة، وهو ما يشكل خطورة ليس فقط على مستقبلهم ولكن على مستقبل البلاد برمتها. وفي معرض رصدها لوضعية التعليم بالسويد، لاحظت لوتا إيدهولم ، " إن قدرة الأطفال على القراءة ساءت، كما ضعفت مهارات الكتابة لديهم". وعزت الوزيرة ذلك لعدة أسباب منها زيادة الاعتماد على الأجهزة اللوحية وقضاء وقت طويل أمام الشاشات، وهو ما يعد مشكلة وطنية يتطلب معالجتها، لما لها من مخاطر على مستقبل البلاد، خاصة وأن الضعف في القراءة والكتابة، يعني أن التلاميذ عاجزين عن الوصول إلى المعلومات أو التواصل مع الآخرين. العودة للورق والأقلام ونتيجة ذلك، قررت السويد التي تعد من بين أولى البلدان اسوة بنظيراتها الاسكندنافية الواقعة شمال أوروبا التي ربطت المؤسسات التعليمية بالإنترنيت، اعداد خطة حكومية للعودة لوسائل التعليم التقليدية للتلقين في مدارسها، بتكلفة مالية بأكثر من 60 مليون دولار. ويلاحظ أن الأبحاث والدراسات التي اهتمت بالعلاقة بين المدرسة والإعلام في ظل الثورة الرقمية ما زالت محدودة جدا، مقارنة بتواتر الدعوات إلى تجسير العلاقة بين المؤسسات التعليمية والتربوية والتكنولوجيا والتفكير في السبل الكفيلة بتفاعل المدرسة مع ثورة الإعلام والاتصال، وذلك اعتبارا لدور الإعلام التربوي والمدرسي كوسيلة تواصل اجتماعي في اكساب المتعلمين المهارات لتطبيق أجناس الإعلام بوسائطه المختلفة. لكن لم تقتصر إشكالية التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، على مجال التربية والتعليم، بل لها تأثير على العديد من القطاعات والمهن في مقدمتها قطاع الصحافة والاعلام والاتصال، الذي لوحظ في الآونة الأخيرة لجوء متزايد ممن يطلق عليهم " المؤثرون" بالفضاء الأزرق في مجال الحصول على المعلومات في الوقت الذي يفقد فيه الصحافيون تدريجيا التحكم في نشر الإخبار والمعلومات . وكشف دراسة حديثة أن الأجيال الأكثر شبابا التي تربت على الشبكات الاجتماعية، غالبا ما تولي المؤثرين أو المشاهير اهتماما أكبر مما توليه للصحافيين، حتى في ما يتعلق بالأخبار. المؤثرون مصدر للمعلومات وفي استطلاع للرأي عبر الإنترنت أجرته شركة "يوغوف" للأبحاث وتحليل المعطيات، لفائدة " معهد رويترز لدراسة الصحافة"، فإن غالبية مستخدمي "تيك توك" و"سناب تشات" و" إنستغرام" صرحوا بأن اهتمامهم الأكبر ينصب على" المؤثرين والمشاهير"، كمصدر للمعلومات موضحا أن كلمة "أخبار" بالنسبة لجيل "تيك توك" لها معنى أوسع بكثير من مفهومها التقليدي المرتبط بالسياسة والعلاقات الدولية. كما أن الاستطلاع الذي شمل 94 ألف فرد ب 46 بلدا، كشف كذلك أن الأخبار بنظر الشبان " تعني أي جديد في أي قطاع كان، كالرياضة والترفيه، وأخبار المشاهير وأحداث الساعة، والثقافة والفنون والتكنولوجيا وسواها". وأشار معهد رويترز إلى أن طغيان المؤثرين، يعد " أبرز نتيجة لانقلاب ترتيب الأهمية بين شبكات التواصل الاجتماعي، حيث باتت " المواقع التقليدية، مثل فيسبوك تبدو متقادمة وفي تراجع أمام التطبيقات والشبكات القائمة على الفيديو مثل تيك توك ويوتيوب" المملوكة لمجموعة ألفابيت، الشركة الأم للعملاق الأمريكي "غوغل"، و"إنستغرام" و"سناب تشات". هل تهدد التكنولوجيا الديمقراطية؟ وعلى صعيد آخر تطرح عدة أسئلة من بينها " كيف تهدد تكنولوجيا المعلومات الديمقراطية؟" كما انتبه الى ذلك كوفي عنان الأمين العام للأمم الأمم المتحدة السابق، في عنوان ورقة نشرها عام 2018، سجل فيها، أن شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، كانت محل إشادة، لأنها تخلق فرصا جديدة لنشر الديمقراطية والحرية، وقامت وسائل التواصل الاجتماعي، منها "تويتر" و"فيس بوك" بدور أساسي في الحركات الاحتجاجية، بعدد من البلدان، وكانت تغريدة على " تويتر"، "أمضى من حد السيف" حسب عنان الذي لاحظ أن الأنظمة الاستبدادية سرعان ما بدأت تشن حملة صارمة ضد حرية الإنترنت، وتوجسا من العصر الرقمي الجديد. لكن غالبية الانتفاضات الشعبية التي استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي، " فشلت بسبب الافتقار إلى قيادة فعّالة"، وحافظت التنظيمات السياسية والعسكرية على موقعها بوصفها صاحبة اليد العليا، وبدأت هذه الأنظمة فيما بعد تمارس السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتوظفها لتحقيق أهدافها الخاصة يقول كوفي عنان الذي استدرك بالقول: لكن هذه الوسائل ليست أول ثورة اتصالات تتحدى الأنظمة السياسية، بل كان" الاعلام التقليدي" من صحافة مكتوبة وإذاعة وتلفزيون وسينما " وسائل ثورية" وقت ظهورها. معتبر " لا يجوز لنا أن نبقى خاملين؛ فهناك قِلة من اللاعبين الأساسيين، في وادي السيلكون وأماكن أخرى- يتحكمون في مصائرنا. ولكن إذا تمكنا من إشراكهم، فسيصبح بوسعنا معالجة أوجه القصور التي تعيب النظام الحالي". التكنولوجيا والسراب وفي " زمن للايقين" والذكاء الاصطناعي، من المؤكد أن لقرار السويد إيجابيات وسلبيات منها أن الألواح والشاشات الالكترونية قد " لا يعزز مهارة القراءة.. ويضيع الانتباه والتركيز" خاصة بالنسبة للفئات الناشئة. بيد أن من يظن أن الشركات التكنولوجية " بريئة من اللعبة، وأنها لا تروج لمنتجاتها وكأنها الخلاص الأكبر، يكون مخطئاً" مما يجعل المراجعة السريعة واجبة، وأن المبالغة في تعليق الآمال على الآلات والذكاء الصناعي، وعبقرية التطبيقات لتغيير وجه الحياة، لا تعدو أن تكون " مجرد سراب وأضغاث أحلام"، كما ترى الصحافية اللبنانية سوسن الأبطح في مقال بعنوان " الرعب من التخلف" نشرته إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن، لاحظت فيه كذلك بأن "غالبية تلامذتنا، يقرأون بتعثر ويكتبون، كما لو أنهم لم يغادروا الصفوف الابتدائية، حتى وهم يستعدون للحصول على الثانوية، وتلك كارثة تنبهت لها السويد، فيما نرفض نحن كعرب الإقرار بأن من يتعثر بلغته كتابة وقراءة، هو أمي رسمياً، حتى وإن أجاد كتابة الخوارزميات وتشغيل التطبيقات". بيد أن مجمل هذه المتغيرات المتسارعة، تجري في ظل " زمن اللايقين" أو الارتياب، الذي أصبح مفهوما أكثر تداولا وتحول إلى نموذج تفسيري وبراديغم ارشادي جديد. وانتقل بعد تشكله في دائرة الفيزياء، الى الحياة السياسية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية. تقنية للهيمنة وجعلت التحولات التكنولوجية، الحدود تنهار، ما بين وسائل الاعلام ووسائط التواصل التي أضحت موجها لطريقة تمثلنا للعالم، وأصبحت العلاقات، لا تتم وفق التجربة المباشرة للأفراد والجماعات، بل تتم وفق ما تقدمه وسائل الإعلام والاتصال لنا جاهزة. وإذا كانت التكنولوجيا، أتاحت فرص الحصول على المعلومات ومضاعفة التبادل والتفاعل، فإنها أدت بالمقابل الى تغيير جذري في البيئة الإعلامية، ومهنة الصحافة. وتجسد شركات التكنولوجيا الواسعة الانتشار (..غوغل وأمازون وآبل وفيسبوك ومايكروسوفت.. )، العلاقة القائمة ما بين عالم المال والصحافة عبر جسرِ التقنية التي وظيفتها لبناء تقنية للهيمنة للتأثير على استهلاك الصحافة ، كما جاء في كتاب جايسون واتاكر بعنوان " عمالقة التقنية والذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة" الصادر سنة 2019. ويثير صاحب الكتاب الانتباه الى تحديات رقمنة الصحافة، وهيمنة الخوارزميات عليها، وهو ما يتطلب وعيا أكبر، وتأهيلا للعنصر البشري، للتفاعل مع التحديات التي يفرضها تغول التقنية، مع جعل البرمجة، وسيلة لمساعدة الذكاء البشري في فهم العالم وتحويله لما يمكنُ أن ينفع البشرية بدلا من تركه، يتحول إلى أداة لن تكون ضد الصحافة فقط، ولكن ضد البشرية كذلك. غير أن التكنولوجيات الرقمية، لا تعدو، إلا أن تكون انعكاسا للاستعمال الذي يقوم به المرء، فهي لم تضع حدا لعدم المساواة في الاستخدام، ولم تخفف من سوء التفاهم بين البشر، ولم تقلص كذلك من النزاعات والحروب، لكنها بالمقابل وفرت ولوجا غير محدود للمعرفة، ورفعت من القدرة على التبادل والمشاركة، وأصبح الفضاء الرمزي -كالقراءة - لا يخضع للرقابة. لكن يظل السؤال مطروحا حول مدى إيجابية وسلبية الذكاء الاصطناعي وهل هو نعمة أم نقمة وتلك قصة أخرى؟.
ساحة
البشيكري يتساءل.. هل يؤثر إعلام مراكش على صانعي القرار؟
إن المتتبع للشأن العام سيرى لا محالة أن الاعلام يلعب دورا كبيرا في التأثير على عملية صنع السياسات العمومية، و يكون هذا الدور أكثر فعالية وقوة في الدول الديمقراطية حيث يكون فيها للصحافي و الصحافة بصفة عامة هامشا أكبر للتعبير، ويتراجع هذا الدور في البلدان أقل ديمقراطية نظراً للرقابة الصارمة التي تفرضها الحكومات على قطاع الصحافة وبالتالي قوة التأثير في صناعة القرار تكون أقل فعالية.ليس من القائم تصور العملية السياسة بدون عملية تواصلية موازية لها أو قائمة بصلبها، و لكن الناظر لحال مدينة مراكش نموذجا و علاقة المسؤولين و المنتخبين بالاعلام، تقتصر فقط على التقاط صور و مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي بدواعي الانفتاح و التواصل، والواقع أن العلاقة بين طرفي المعادلة هي علاقة جدلية بكل المقاييس، تختلف دائرة التأثير بينهما باختلاف المسؤول، فالنظامان، أي التواصل والسياسة، كلاهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه، وإن كان التأثير الذي يمارسه النظام السياسي على نظام الاتصال في البلدان النامية بشكل خاص، أكبر من تأثير الاتصال على النظام السياسي.ومدينة مراكش انموذجا تعتمد على عملية استقطاب وسائل الإعلام من لدن المسؤولين و الوجوه السياسية، إما بغرض توظيفها للدعاية، أو من أجل اعتمادها كوسيلة لتجميل صورة المنتخبين، مقابل ذلك أو على نقيضه، نجد أن وسائل الإعلام والصحافة النزيهة و المواطنة، هي التي تمارس ضغطها على صناع القرار السياسي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالشؤون العامة للمواطنات و المواطنين.وكباحث في فالإعلام و السياسات العمومية فإن هذا الأخير بات يضطلع بدور ريادي لما يكتسبه من أهمية في تجسيد العديد من المخططات والبرامج التنموية التي تهم بعض المشاكل الحياتية من خلال المقترحات و التوصيات عن طري المواد الاعلامية التي يتم تناولها، و انطلاقا من الدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطنات و المواطنين والسهر عليها، وصولا إلى التنمية البشرية المنشودة، باعتبار أن الإعلام يشكل وسيلة لتحسيس المواطنات و المواطنين وتوعيتهم بمدى أهمية مساهمتهم للانخراط في مسلسل التنمية، و مهما وصل الإعلام من حداثة وتقدم، فلا يمكن أن يخرج من كونه مجرد وسيلة لخدمة القضايا المجتمعية. وطبعا لا يخفى على أحد منا، أن الإعلام الجاد و المسؤول بمختلف أشكاله المقروءة والمرئية والمسموعة، يمكنه أن يؤثر سلبا أو إيجابا على السياسات العمومية، نظرا للمهام والوظائف التي يحظى بها من حيث التأثير على الرأي العام، ومن حيث مسايرة مختلف الأنشطة المجتمعية التي تقوم بها المجالس المنتخبة والتي تتعلق بإعداد وتنفيذ السياسات العمومية. وفي حديثنا هذا لابد من أن ندفع القارئ ليستشف من بعض الأحداث التي ارتج لها المجتمع المغربي، أن الإعلام قد رفع أصوات الرأي العام للمسؤولين، و أنه ساهم بشكل كبير في تغيير مجريات هذه الأحداث، فمثلا لما صادقت لجنة العدل وحقوق الإنسان لدى مجلس النواب بالإجماع على قانون يقضي بحذف الفقرة الثانية من الفصل 475 من القانون الجنائي، حيث كانت تسمح بزواج المغتصب أو المختطف أو المغرر بهـا مـن من اختطفهـا أو غرر بهـا . و نؤكد في الأخير على أن الاعلام يلعب دورا كبيرا في التأثير على أجندة السياسات العمومية وعلى الرأي العام بشكل عام و يمكننا استحضار أربعة أمثلة لهذا التأثير، وكيف ساهم الاعلام في تحويل سياسات عمومية و ممارسة الضغط على صناعها، ففي دجنبر 2014، نشرت المواقع الإلكترونية ومستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً وتقارير تتعلق بفضيحة فساد أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، رغم صرف الوزارة 22 مليار سنتيم على إصلاحها، وتداولت صحف وقنوات دولية كبرى هذا الحدث كما ان بعضها تناولته بشكل مسيء لسمعة الدولة، وتدخل الملك في المرحلة الأولى وامر بإجراء تحقيق انتهى بإقالة بعض المسؤولين في الوزارة وإعفاء وزير الشباب والرياضة في يناير 2015.وخلال الفترة نفسها، كشف الإعلام المغربي، فضيحة اقتناء كمية من الشوكولاتة الرفيعة من ميزانية وزارة الوظيفة العمومية بالإضافة إلى بعض المقتنيات بمناسبة حفل عقيقة ابنة الوزير المعني، ليتم بعده إعفاء الوزير من منصبه، وهو نفس القرار الذي اتخذ في حق وزيرين بسبب «فضيحة أخلاقية» لكن هذه القرارات اتخذت دون محاسبة المعنيين بها، ممايلزمنا كصحافيين القيام بالمطالبة بمحاسبة كافة المتورطين في نهب المال العام، و المثال الثالث هو تحول خبر نشرته الصحف المغربية في 2016، بشأن منح حكومة المغرب رخصة استيراد 2500 طن من النفايات الإيطالية، وسط حملة تحت إسم "المغرب ليس مزبلة" إلى قضية رأي عام، أثرت على هذا القرار الذي اتخذته الوزارة المكلفة بقطاع البيئة، وقد انتقل الموضوع إلى البرلمان حيث استدعت فرق برلمانية رئيس الحكومة ووزير البيئة من أجل المساءلة لتقديم التوضيحات في هذا الشأن حيال حيثيات دخول هذه الشحنة من النفايات للمغربوبعد مرور أسابيع قليلة أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة أن المجلس الحكومي ناقش الموضوع واتفق على عدم استعمال هذه الشحنة من النفايات، كما أن الحكومة أصدرت قرارا يتمثل في وقف استيراد النفايات من الخارج، بالإضافة إلى أن المرسوم المنظم لعملية تصدير واستيراد النفايات جرى تعليقه ولم يعرف طريقه للنشر في الجريدة الرسمية، وكآخر حادث يمكن أن أستشهد به في هذا المقال هو حادثة الطفل ريان الذي سقط ببئر بنواحي شفشاون حيث أدت التغطية الإعلامية المحلية والوطنية والدولية إلى إعطاء الحادث طابعا دوليا جعل العالم كله يترقب مآل الطفل أثناء عملية الحفر لإنقاذه، وبعد وفاة الطفل بأقل من 48 ساعة صدر قرار لوزارة التجهيز لوكالات الأحواض المائية بالمغرب يقضي بجرد شامل للآبار العشوائية التي قد تمثل خطرا على سلامة المواطنين.بهذا الشكل يمكننا إظهار العلاقة بين الاعلام و السياسات العمومية و الرأي العام، و من هنا يمكننا أن نطلق سهام النار على المحسوبين على مهنة الجلالة بأفعالهم المنافية للصواب و بتحوير دور الصحافة و الاعلام من كونها متتبعة و تساهم في تقييم السياسات العمومية، إلى كونها محل ماكياج للمسؤولين و المنتخبين و أداة دعاية و كسب التعاطف من طرف المواطنات و المواطنين، على الرغم من أن ما آلت إليه الأوضاع بمدينة مراكش يندى له الجبين و هذه المدينة العالمية تسائل الجميع و تضع وصمة عار على جميع من ساهم و يساهم في تأخرها و بقائها على ما هي عليه.زكرياء البشيكري
ساحة
1
…
3
…
54
الطقس
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
°
°
أوقات الصلاة
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
الاثنين 02 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
صيدليات الحراسة