الثلاثاء 22 أبريل 2025, 17:00
أخبار
وطني
جهوي
دولي
مراكش
أخبار
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
ثقافة-وفن
ساحة
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
علوم
دين
منوعات
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
البحث عن:
أخبار
رجوع
وطني
جهوي
دولي
مراكش
إقتصاد
مجتمع
حوادث
سياسة
سياحة
ساحة
رجوع
ثقافة-وفن
صحافة
رياضة
صحة
منوعات
رجوع
علوم
دين
للنساء
فيديو
مغاربة العالم
ساحة
عادل أيت بوعزة يكتب: حرية “صوفيا”، بين الفضاء العام و الفضاء الخاص
يقصد بالحريات الفردية ، تلك الحريات التي تثبت للفرد بوصفه فردا و يكون التمتع بها دون إشراك الغير كحرية الإعتقاد و حرية الرأي و التنقل و غيرها ، و قد إعترفت المرجعيات الدينية و الفلسفية و الإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بالحريات بإعتبارها لصيقة بالإنسان و ترتبط ممارستها بالقيام بالمسؤولية و تخضع لضوابط و حدود ينبغي إحترامها خصوصا عند الممارسة .و يرجع دفاعنا عن الحريات الفردية ، بسبب إيماننا بعدة مرجعيات أهمها المرجعية الدينية الإسلامية ، بحيث جعل الله عز و جل الحرية أساس الإيمان به ، و يتضح ذلك من قصة خلق ادم عليه السلام ، حيث خير الله تعالى الإنس و الجن و الكائن الإبليسي بحرية التصرف سلباً و إيجاباً ، إلتزاماً و امتناعاً ، كما ان الله تعالى لم يحجر على إبليس في التعبير عن الموقف و المجادلة بشأنه و أمهل جزاؤه الى يوم الدين ، و هكذا جعل الله تعالى الحرية أساس الإرادة التي يتحقق بها الإيمان مصداقاً لقوله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ" سورة الكهف ، الأية 29 .أما المرجعية الثانية فهي المنظومة الدولية لحقوق الانسان و التي جعلت مبدأ الحرية قيمة عليا و ذلك كما جاء في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية و السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، و كذا اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة و اتفاقية حقوق الطفل و اتفاقية الاشخاص ذوي الإعاقة و غيرها من المرجعيات، دون الوقوف على المواد الموضحة .غير أن الدفاع عن الحريات الفردية لا يستقيم دون الحديث عن تلازم الحرية و المسؤولية ، و ذلك ليس من باب الترف الفكري بل من اجل تسليط الضوء على ما قد تنتج عنه الحرية المطلقة من خراب و فوضى في المجتمع و لهذا إقتضى الحال تنزيل الديانات و وضع الشرائع و القوانين لتحديد ضوابط السلوك المدني و تنظيم الحريات و تبيان الحقوق و الواجبات ، فعلى الرغم من أن الحرية هي الاصل فلا يستوي ذلك حتى ينضبط فيها مزيان الحرية و المسؤولية و إقتران إحقاق الحقوق بالقيام بالواجبات.و هنا إختلفت الامم و الدول و التشبيكات بشأن هامش و نطاق ممارسة الحرية بين امم تضيق عليها و بين امم موسعة فيها و امم اخرى بين هذا و ذاك ، لكن الواضح أن كل الامم وضعت حدودا لممارسة الحرية وفقا لمنظوماتها المرجعية القيمية و في إطار شرعي ينظمه القانون ، و ذلك من اجل ضبط العلاقات و العيش المشترك في الفضاءات العامة .و إذا كانت المنظومة المرجعية لحقوق الانسان قد إعترفت بمبدأ الحرية كقيمة انسانية مشتركة فإنها أقرت ايضا بالاختلافات القيمية و دعت الى حمايتها و الحفاظ عليها بإعتبارها جزء من حقوق الإنسان ، لذلك فإن جعل ممارسة الأفراد لحرياتهم يخضع للقيود التي يقرها القانون ، و على سبيل الذكر فإن المغرب قرر الحجر على كافة المواطنين و هو ما يتعارض مع حرية التنقل المنصوص عليها في الدستور و في المواثق الدولية لحقوق الإنسان خصوصا المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، غير أن هذا القرار يبرره حماية حق المجتمع و الحق في الحياة و المصلحة العامة و ضمان العيش المشترك ، حيث تهدد حرية التنقل بشكل كامل الحقوق العامة للمواطنين و لو بشكل استثنائي و مؤقت .و هنا اقف و ارجع إلى عنوان الموضوع ، حيث تواصل او يواصل المدعو " صوفيا طالوني " او " نوفل " ، إستغلال الحق في التعبير و الفهم الخاطئ للحريات الفردية ، و ذلك من اجل نشر الإيباحية و الخلاعة و الكلام الساقط في المجتمع المغربي عبر الوسائل المتاحة له من شبكات التواصل الإجتماعي " انستجرام " و " سناب شات" ، و حيث ان البعض يعتبر ان هذا النشر يخضع لحماية التعبير ، فإنه هذه الحرية مقننة في المادة 19 للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ، حيث نصت الفقرة الثانية من المادة على إخضاع هذه الحرية لبعض القيود لاحترام حقوق الاخرين و سمعتهم و حماية الأمن القومي و النظام العام و الصحة العامة و الاداب العامة ، و هكذا فإن المدعو " صوفيا " يساهم من خلال ما يقوم به ضرب سمعة الاخرين و التشهير بهم و كذلك يزعزع الاداب العامة و هو ما يخالف مضامين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان كما أشرت إليها .علاوة على ذلك فإن إعتراف بعض الدول بالمثلية الجنسية على قلتها ، يوازيه في المقابل رفضها لتعدد الزوجات على سبيل المثال على الرغم من أن هذه العلاقات هي بدورها علاقات رضائية ، كما ان المواثق الدولية لا تعترف إلا بالعلاقات بين الرجل و المرأة كما جاء في المادة 16 من الإعلان العالي لحقوق الانسان و المادة 23 من العهد الدولي لحقوق الانسان كما ان الدستور المغربي قام على هذا النهج حيث نص الفصل 32 على أن الأسرة القائمة على زواج شرعي هي الخلية الأساسية للمجتمع ... الخ .هكذا نلاحظ أن الدفاع عن الحريات الفردية لا يوازيه أبدا الدفاع عن هذه النماذج التي تسيئ لكرامة المغاربة و سمعة المغربيات خصوصا عند الحديث عنهم في المجامع الخليجية ، بل إن ما يقوم به أو تقوم به " صوفيا " يهدد الفضاء العام و يعتبر جرماً تعاقب عليه القوانين الدولية و الوطنية .
ساحة
الدرس السوسيولوجي الذي تقدمه جائحة كورونا حول الزمن الاجتماعي
يمثل الحجر الصحي في مواجهة جائحة كورونا، لحظة اجتماعية كثيفة، من شأنها أن تعيد التفكير في مفهوم الزمن كقوام للحقيقة الاجتماعية، وهي فرصة لإعادة الاعتبار كذلك لفكرابن خلدون، الذي جعل الوقائع عوض الظواهر الاجتماعية موضوعا لعلم الاجتماع (واقعة جائحة كورونا مثلا)، بالنظر إلى أهمية البعد التاريخي في صياغة الواقع الاجتماعي، وهي أهمية حد بهآ نذاك لكي يفرد فصلا حول علم التاريخ قبل أن يتناول موضوع علم العمران البشري في مقدمته الشهيرة.لقد انبجست فروع جديدة لعلم الاجتماع، تأكيدا لأهمية العنصر الزمني في مقاربة قضايا المجتمع، كما هو الحال بالنسبة لسوسيولوجيا الزمن الاجتماعي، التي تمكن من خلال مساهمة مفكرين كثر أمثال روجي سو، رودولف ريتشوهاز،لوك بولطانسكي وغيرهم،من النظر إلى زمن الحجر الصحي عبر عدة زوايا:زمن الحجر الصحي كتأمين جمعي من المخاطر بلغة إلريخ بيك:ذلك أن المخاطر هي تركيبة يلعب العنصر البشري دورا هاما في تمفصلها سلبيا أو إيجابيا حسب باحثين كثر أمثال جوليان وزبن، لهذا فدور المجتمع في درء المخاطر جعل بعض الباحثين كجوناس هانس يعتبرون أن سوسيولوجيا المخاطر هي في الأصل سوسيولوجيا الوقاية واتخاذ الاحتياطات، ولاشك أن فرض الحجر الصحي من قبل المملكة المغربية فضلا عن الإجراءات الاستباقية العظيمة التي قامت بها لمواجهة جائحة كورونا، تعزز كذلك بالتساند الوظيفي، بلغة الاتجاه الوظيفي،الذي عبرت عنه كل فئات المجتمع المغربي، عبر الامتثال لقواعد الحجر الصحي والتباعد، هذا التساند الذي ارتفع منسوبه بفضل دور السلطات كمؤسسات اجتماعية إلى جانب المؤسسات الاجتماعية التقليدية كالأسرة والمؤسسة التعليمية.زمن الحجر الصحي كحصيلة للتمثلات الاجتماعية: ويعتمد هذاالتحديد على التمثلات الاجتماعية التي يضفيها الأفراد على الزمن،و باستعمالنا لتعريف جون كلود بريك للتمثلات،بيد أن هذه الأخيرة، كتصورات مبنينة، لعبت دورا هاما في تثبيت رؤيتنا الإيجابية للزمن الاجتماعي أثناء الحجر الصحي، بما هو زمن يوفر غطاء متينا للحماية ودرء المخاطر،لأن هذه التصورات تمركزت في النواة الصلبة للتمثلات، وليس في منطقة الحواشي المتحركة التي تناسب القضايا العابرة، إنها نواة تتميز بالثبات، مما مكن إلى حد كبير من استقرار آرائنا وبالتالي تصرفاتنا امتثالا لزمن الحجر الصحي.لقد عملت منظومة القيم كالقيم الوطنية،الاجتماعية...دورا هاما في استقرار وثبات التمثلات الاجتماعية الإيجابية حول زمن الحجر الصحي،كما قامت العادات الاجتماعية هي الأخرى بتثبيتها إيجابيا،لأن العادات الاجتماعية كما حددها بول كيوم هي أفعال اجتماعية تبرمج عن طريق عمل العقل من خلال التكرار، ولا شك أن ظروف الحجر الصحي ساهمت وتساهم في تثبيت هذه العادات في أقل وقت ممكن بفعل تكرارها المستمر كما هو الحال بالنسبة لعادة التنظيف والتعقيم والتباعد، كما أنها تمكن من تعديل بعض العادات الاجتماعية التي طالها الخلل كما هو الشأن بالنسبة للعادات الغذائية، حيث تتشكل فرصة العودة إلى التراث الغذائي المغربي أثناء الحجر الصحي،خاصة أن العادات الغذائية المغربية هي عادات اقتصادية صديقة للبيئة وحاملة للهوية المغربية.زمن الحجر الصحي كمورد زمني:من خلال اعتبار الزمن أثناء الحجر الصحي كميزانية ينبغي إنفاقها بشكل معقلن ومجدي، عبر تحديد أهداف يومية من المكوث في البيت،فضلا عن إمكانية الرصد النسقي للخلل الوظيفي للسلوكات الاجتماعية (الخاصة بفئة الأطفال مثلا)بحكم المعايشة المكثفة التي تختصر وتجود زمن التنشئة الاجتماعية إلى أبعد الحدود.كما تسمح مقاربة زمن الحجر الصحي كممارسة من الرجوع إلى التقسيم التقني للوقت من أجل الاستفادة من كل قسماته، عبر الاهتمام بإطلاق كرونومتر للأفعال الاجتماعية من أجل مراقبة فعاليتها والتخلص من العادات السيئة، لأن زمن الحجر يعتبر فرصة لإعادة برمجة إيقاع الروتين اليومي من شكله الطولي ( من البيت إلى العمل أو الدراسة) إلى شكله الدائري العمل والدراسة من البيت، من خلال التعامل مع الزمن كمعطى كيفي وليس كمي، أو جعل كمية الزمن للرفع من كيفيته، حيث أثبتت الدراسات أنه يحصل هدر كبير للزمن في العادة لأننا لا نرصد لمهامنا أو تحركاتنا وقتا محددا بدقة، وأعتقد أن زمن الحجر الصحي هو تمرين حقيقي في حياتنا من أجل الاستعمال الأمثل للزمن كمورد اجتماعي ثمين.الدكتورة نعيمة المدنيأستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة القاضي عياض مراكش
ساحة
أحمد عصيد يكتب عن ظاهرة الدكاترة ـ المشايخ
هذه محاولة لقراءة ظاهرة سلبية من ظواهر التخلف الذي تتخبط فيه بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، التي تجمع بينها وضعية الفشل في بناء نماذج تنموية ناجحة، فظلت عالقة بين الماضي والحاضر، ما جعل المستقبل يظلّ أسئلة حيرى ومزيجا من القلق والتوجس.كانت بداية الظاهرة في مصر المحروسة، حيث بفضل ريادة هذا البلد إقليميا، عرف ظهور أكبر عدد من الدكاترة المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة، وخاصة منها العلوم الدقيقة. وكثير من هؤلاء حصل على شهادته الجامعية من بلد أجنبي متقدم، ما يجعل منه إطارا تعقد عليه الآمال في المساهمة في تطوير البحث العلمي في وطنه.لكن ما حصل هو أن بعض أولائك الدكاترة انعطفوا من العمل في تخصصاتهم العلمية إلى الانشغال بالدعوة الدينية، بعد أن وقع استقطابهم من طرف حركات الإسلام السياسي، التي عملت على اختراق كل المجالات استعدادا لمشروعها الطوباوي الكبير : استعادة الدولة الإسلامية بمقوماتها القديمة.في هذا السياق بالذات حدث أن قام الرئيس المصري أنور السادات بالتحالف مع الإخوان المسلمين في بداية السبعينيات ضدا على بقايا الناصرية، كما سمح للرأسمال السعودي بالدخول لمصر مصحوبا بالسلفية الوهابية، ما أدى إلى جعل الإسلام السياسي سوقا رائجة ومربحة بالنسبة للدكاترة من ذوي الاختصاص في العلوم.وقد أدى الانخراط الإيديولوجي لهؤلاء الدكاترة إلى دفعهم إلى محاولة جعل تكوينهم العلمي في خدمة الهدف السياسي للجماعات الدينية الإخوانية أو السلفية الوهابية.وبما أن المعارف العلمية التي يحملونها ليست لها أية صبغة دينية كما أنها لا تقبل بطبيعتها أي تأويل من خارج التخصص الدقيق الذي تنتمي إليه، فقد اضطر هؤلاء الدكاترة إلى القيام بجهد في محاولة توظيف معارفهم العلمية في خدمة أغراض "الدعوة"، عبر محاولة تقريبها من بعض المضامين الدينية، التي لا علاقة لها في الحقيقة بالمجال العلمي، أو عبر البحث في الدين عن مضامين يحاولون تبريرها علميا دون أن تكون مبررة فعلا. ما أدى بهم إلى بذل جهود كبيرة دون أن يضيفوا أي شيء إلى المجال العلمي.نحن هنا أمام أشخاص يحملون ألقابا علمية منحتها إياهم جامعات أجنبية، يكونون بلا شك مفيدين عندما يتحدثون في دائرة اختصاصهم العلمي، لكنهم يفضلون مغادرة تكوينهم العلمي الأصلي نحو الاهتمام بقضايا خارجة عن نطاق العلم الذي درسوه، مما أدى إلى مجازفات أحدثت أضرارا بليغة في عقول الناس، أبسطها إلهاءهم عن العناية بالعلوم الحقيقية وتطويرها محليا، ودفعهم إلى اللهاث وراء خرافات وأساطير لا أساس لها، كما كانت لهذه التوظيفات الإيديولوجية انعكاسات سلبية حتى على صحة المواطنين ومصالحهم.وبسبب انتقال الإيديولوجيا الإسلاموية من المشرق إلى المغرب، فقد انتقلت معها جميع الظواهر المرتبطة بها ومنها ظاهرة "الدكاترة ـ المشايخ".عندما نحاول تحليل هذه الظاهرة فسنجد أنها تعكس مأزقا حضاريا كبيرا تعاني منه البلدان الإسلامية، فأول مشكل يعترضنا هو ضعف هذه البلدان في إنتاج المعرفة العلمية محليا بمعاييرها الكونية، حيث لا تخصص لهذا النوع من الأبحاث الدقيقة إلا ميزانيات ضئيلة تتراوح بين % 1،0 و %8،0 لا غير، ما يجعل الدكاترة المتخصصين عاجزين عن الإسهام الفعلي في تطوير البحث العلمي في أوطانهم بسبب نقص الإمكانيات الضرورية، وانعدام المناخ المشجع على العمل المختبري والتجريبي، ومن نتائج هذا الوضع انقسام هؤلاء الدكاترة إلى ثلاث فئات:ـ فئة تعود من حيث أتت، لكي تساهم في مختبرات البحث العلمي الغربية، وتحصل على جنسية تلك الدول وتسجل اجتهاداتها واكتشافاتها باسم بلدان أجنبية. وهذا يدخل ضمن نزيف الأدمغة الذي يُعدّ من أسباب ترسيخ بنيات التخلف الفكري والصناعي والتقني في البلدان الإسلامية.ـ فئة تضطر إلى قبول الأمر الواقع والاشتغال في معاهد الوطن وجامعاته في حدود الإمكانيات المتاحة، وبمردودية ضئيلة.ـ وفئة ثالثة تتحول إلى "المشيخة" وتفضل الانخراط في مشروع الإسلام السياسي، مما يؤدي بها إلى التخلي عن تخصصها الأصلي جزئيا نحو الاهتمام أكثر بالتأطير الإيديولوجي باستعمال الدين.هذه العينة الأخيرة من الدكاترة التي تتمتع بلا شك بكفاءة وتكوين علميين في مجال تخصصها، لا تضع نصب أعينها تنمية المعارف العلمية عند الآخرين، بل يصبح همها الرئيسي تأويل العلوم في خدمة الإيديولوجيا الدينية، وتأويل بعض المضامين الدينية لإعطائها شرعية علمية، بعد أن بدأت تهتز في عصر العلوم والتكنولوجيا والثورات الديمقراطية وحقوق الإنسان.وسوف نلاحظ بأن المضامين الدينية التي يتم الاهتمام بها من طرف الدكاترة ـ المشايخ لإعطائها شرعية علمية هي تلك المضامين بالذات التي أصبحت تهتز أمام المعارف العلمية في عصرنا، وخاصة منها ما يتعلق بالمجال الطبي مثلا، كما هو الحال عندما يتحدث مختصّ في علوم التغذية عن بول البعير أو روثه بشكل إيجابي، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية خطورة تلك المواد السامة على صحّة المسلمين، وعوض أن يقوم الدكتور الشيخ بجهد تنويري لتنبيه المجتمع إلى الموقف الطبي الدولي بوصفه عالما متخصصا، جعل هدفه الأسمى الانتصار لأخبار البخاري ومسلم التي تعود إلى 1200 سنة، باستعمال قناع العالم المتخصص، وهنا يحصل الضرر الذي لا يمكن تفاديه، حيث يذهب كثير من المواطنين ضحية ثقتهم في "علم" الدكتور وتخصصه، لا ضحية مشيخته التي لا مصداقية لها.وقد يُصبح الأمر أكثر خطورة عندما يعاكس الدكتور ـ الشيخ نصائح الأطباء والعلماء الحقيقيين، بل وحملة الدولة نفسها التي تهدف إلى حماية صحّة المواطنين، بالقول مثلا إنه يمكن للمرضى بالسكري وبأمراض أخرى مزمنة صيام رمضان بدون اكتراث بنصائح أطبائهم، بل يمكنهم "الصيام على حسابه"، أي أن النتائج مضمونة مائة بالمائة، كما لو أنها خرجت للتو من مختبر تجريبي، بينما يتعلق الأمر بموقف متهور لا يتمتع صاحبه بأي شعور بالمسؤولية.إن شرعنة الشعوذة والخرافة باللقب العلمي هو من أسوأ أعمال الدكاترة ـ المشايخ، الذين استفادوا من الرواج التجاري لكلامهم في سوق "الدعوة"، لكنهم لم يسبق لأي منهم أن نشر موقفه ذاك في أية مجلة من المجلات العلمية المتخصصة، لأن المجتمع العلمي لا يمكن له قبولها، كما لم يسبق لأي منهم أن تقدم بأطروحاته الدينية لنيل جوائز العلوم الكبرى، التي يستأثر بها العلماء الحقيقيون، وتخضع لمعايير علمية صارمة.إن ظاهرة الدكاترة المشايخ هي من الحلول التي أوجدها الإسلام السياسي لمعادلة التأخر التي تعاني منها بلدان المنطقة، فإرساء أسس النهضة العلمية بأسسها الكونية ليس في صالح الإسلام السياسي، لأنه يساهم في نشر المعارف العلمية في المجتمع، كما أنه مرتبط بالنظم والاختيارات الديمقراطية ويشكل حزاما واقيا من الخرافة والتفسيرات القديمة، بينما يعمل الإسلام السياسي اعتمادا على الفقه القديم، وكل ما يرتبط به من روايات وثوابت ومنهج تفكير، وهذا ما أدى به إلى اللجوء إلى التلفيق عبر محاولة إلباس علوم الغرب وابتكاراته لبوسا دينيا، ما يؤدي في النهاية إلى فقدان الإثنين، فقدان العلم والسقوط في الخرافة، وفقدان الدين بتعريضه للنقد والتحليل المنهجي.والنتيجة استمرار هذه البلدان في استيراد التكنولوجيا المصنعة والأسلحة بأثمان باهظة، وإغراقها في مظاهر التدين السطحي التي أفقدت هذه المجتمعات قيم المواطنة وأخلاقها النبيلة، كما أفشلت مسلسل انتقالها إلى دمقرطة سياسية مترسخة.يدخل عمل الدكاترة المشايخ في دائرة معاكسة الإسلام السياسي للغرب المتقدم، ومحاولة تملك المعارف العلمية وتوظيفها لصالحه، لكن النتيجة أن تلك المعارف عندما يتم توظيفها في غير مجالها وبغير منطقها تنقلب إلى ضدّها تماما، أي أنها تصبح ثرثرة فاقدة لأية مصداقية.
ساحة
اسماعيل حريملة يكتب: السيد يونس بنسليمان.. “لقد جئت شيئا فريا”
لقد اطلعت على ما سمي بـ" بيان توضيحي لمن يهمه الأمر"، الصادر عن السيد يونس بنسليمان، النائب الأول لعمدة مراكش ورئيس مقاطعة مراكش-المدينة، بعدما تفضل مجموعة من الزملاء بإرساله إلي على تطبيق "وات ساب"، مباشرة بعد توصلهم به من طرف المعني. وبعد قراءته أثارتني بعض المعطيات غير الصحيحة، وبما أنني كنت طرفا فيها وحضرت أطوارها فإنني أجدني مجبرا من الناحية الأخلاقية على الإدلاء للرأي العام بالتوضيحات التالية:إن بيان السيد يونس بنسليمان الذي وصف فيه الزميل عزيز باطراح، بـ"الصحفي الفاشل" وبـ" صاحب السوابق القضائية"، والمطرود من جريدة الأحداث المغربية و جريدة الأخبار، الذي تسبب في إثقال كاهلها ماديا بسبب الدعاوى القضائية" قد جانب الصواب بتقديم معطيات لا أساس لها من الصحة.فالزميل عزيز باطراح، المشهود له بكفاءته المهنية العالية، ونبل أخلاقه واحترام أخلاقيات المهنة، وبحكم أن يومية الأحداث المغربية كانت تجمعنا، معا، لسنوات، بمكتبها الجهوي بمراكش، قبل انتقالي إلى مكتبها الجهوي بمدينة أكادير سنة 2006، حيث كنت على اتصال دائم بالصديق والزميل عزيز باطراح، وخلال شهر ماي من نفس السنة، أخبرني قبل أي زميل آخر أو حتى إدارة الأحداث المغربية، بأنه عازم على تقديم استقالته وإنشاء جريدة جهوية أسبوعية تحت اسم "أصوات مراكش" وليس "الحدث" .وقد كان موقفي على مبادرته هذه، هو الرفض.. لأنه في ظل غياب سوق إشهار شفاف ومؤسس بالمغرب و بجهة مراكش بشكل خاص، لا يمكن أن تواصل أية تجربة إعلامية أداء رسالتها النبيلة. وتحت اصراره الشديد بعد نقاش امتد أزيد من 3 أشهر، انتهى بأن قدم استقالته للأستاذ محمد لبريني الذي كان يدير المؤسسة حينها، ليباشر عمله بجريدته، فيما قررت إدارة الأحداث المغربية نقلي مكانه إلى مكتب الجريدة بمراكش.أما فيما يخص يومية الأخبار، وبحكم أن الزميل عزيز باطراح لم يكن زميلا لي فقط، وإنما صديقا مقربا جدا، أخبرني منذ قرابة سنة، بأنه سوف يغادر هذه اليومية من أجل تأسيس جريدة جهوية، وكان دائما موقفي هو الرفض كما في السابق. قبل أن يباغتني مطلع شهر دجنبر 2019، بنسخة من استقالته ويباشر في التحضير لتأسيس صحيفة "المراكشي".وإذ أدلى بهذه المعلومات والمعطيات، فإنني أعتبر نفسي ملزم أخلاقيا بتقديمها للرأي العام، كشهادة للتاريخ و تصويبا للمعطيات والمعلومات التي تقدم بها السيد يونس بنسليمان.أما من حيث موقفي المبدئي كأحد المنتمين لمهنة المتاعب مما تقدم به السيد يونس بنسليمان في حق الزميل عزيزباطراح ، فلا يسعني إلا التعبير عن تضامني المطلق و اللامشروط مع الصديق والزميل عزيز باطراح ، مع التأكيد على حقه في تبليغ المعلومة والخبر للرأي العام المحلي والوطني باعتبار ذلك يدخل في صلب الرسالة الإعلامية.و إن ما قام به من نشر خبر المتابعة القضائية في حق السيد يونس بنسليمان بصفته واحدا من مدبري الشأن المحلي بمراكش، يدخل في صميم واجبه المهني، وبالتالي فان توزيع الادعاءات الكاذبة حول الزميل عزيز باطراح، من أجل المس والحط بشرفه واعتباره، لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الأباطيل الرامية الى المس بسمعة زميل صحفي مارس واجبه بكل مهنية، محترما في ذلك أعراف وأخلاقيات المهنة، كما دأب على ذلك، خلال مساره المهني الممتد لأزيد من 25 سنة.
ساحة
منير أزناي يكتب : مغرب اليوم وسؤال ما بعد الجائحة
يعيش المغرب اليوم كما يعيش العالم أجمع أزمة صحية واقتصادية كنتيجة حتمية لجائحة كورونا حيث نعيش لأزيد من شهر ظروفا صعبة وواقعا يفرض علينا التفكير الملي في الوسائل والخطط اللازمة للخروج بأقل الخسائر الممكنة، حيث لا يكفي أن ننكب جميعا على رصد النتائج الآنية لتفشي الوباء وطنيا من خسائر في الأرواح و أضرار في الاقتصاد، بل ويفرض هذا الواقع تفكيرا مليا في المرحلة المقبلة والتي قد تكون أصعب، وهي مرحلة ما بعد الوباء، وعلى هذا الأساس فإننا ينبغي أن نكون قادرين من الآن على استصدار إجراءات عملية تضمن تخفيفا للخسائر الاقتصادية والاجتماعية لهذا العطل الذي سيصيب السير العام الذي اعتدناه لوطننا، والتي يمكن أن نقترح بعضا منها حسب المجالات والمستويات الآتية : - على مستوى التعليم : التأخر الحاصل اليوم في نظام التعليم عن بعد وإن كان ممتازا مقارنة مع ما توقعه الجميع في البداية من فشل لهذا الإجراء غطى عليه الحس الإنساني الكبير والتفاني الكبير الذي أبان عنه رجال التعليم في تدبير هاته المرحلة بالوسائل البسيطة المتاحة و رغبتهم الكبيرة في الاشتغال مع تلامذتهم وهيئاتهم الإدارية لضمان سير جيد للعملية التعليمية، هذا التأخر يفرض اليوم تفكيرا عميقا في تدبير السنة الدراسية المقبلة التي من الممكن جدا أن تمر بأقسام فارغة وبنهج لسياسة التعليم عن بعد إذا واصل الوباء في التفشي دون اكتشاف للدواء أو لا قدر الله مع تطوره الذي سيفرض نهجا لنفس آليات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، وبالتالي فإن التفكير في تأهيل وتطوير جودة التعليم عن بعد توقعا وتحسبا لسنة دراسية مقبلة بحجرات فارغة أو حالات طوارئ من نوع أخر، ضرورة ملحة وجب الإلحاح والتذكير الدائم بضرورة العمل عليها وهو ما ينبغي أن نساهم فيه جميعا، من مواطنين و حملة مشاريع و مهندسين و رجال أعمال إلى جانب الدولة في شخص وزارة التعليم. - على مستوى الاقتصاد : وهو الجانب ربما الذي سيتضرر أكثر من غيره في ظل ركود كبير وتوقف شبه كلي لمختلف القطاعات، ما يفرض علينا أيضاً صياغة جديدة لنموذج اقتصادي وتنموي مختلف عما كنا نسعىَ إليه، مفتوح على جميع الاحتمالات، قادر على حماية الأمن الاقتصادي للمواطنين وقادر على ضمان التزويد العادي للأسواق بمختلف المنتوجات والخدمات التي يحتاجها المغاربة أيا كانت الظروف سواء تجاوزنا الهاجس الصحي للجائحة أم لم نتجاوزه، وبتفكير كبير في إمكانية توقف العلاقات التجارية والتبادلية للمغرب مع دول أخرى أو تحالفات دولية ما سيأثر على عدد من القطاعات أو سيعطل تزويدها. وينبغي العمل اقتصاديا على دعم المشاريع الشبابية والطاقات التقنية و التكنولوجية التي يتوفر المغرب على خزان مهم منها، ولعل واحد منها قادر على الدفع بعجلة الصناعة الوطنية وخلق فرص شغل حقيقية و منح شحنة للصناعة الوطنية أفضل من دعم آلاف المشاريع الفردية التي تغلب عليها المقاربة التضامنية والتي لا يكون دعمها بالمردود الاقتصادي الكافي لتحقيق إقلاع تنموي حقيقي في ظل توقعات لخسائر كبيرة سيتكبدها الاقتصاد العالمي قدرها البنك الدولي في 9 ترليون دولار بين سنتي 2020 و 2021. دون إغفال أهمية تشجيع المغاربة على استهلاك المنتوج الوطني وتحفيزهم على استثمار أموالهم المدخرة في إطار منتوجات بنكية أو مشاريع استثمارية وتقديم كافة التسهيلات و الضمانات على ذلك من أجل انخراط وطني شامل في تشجيع الاقتصاد الوطني والاستثمارات الشبابية خصوصا في العالم القروي الذي يعاني من نقص كبير في تشجيع الطاقات الشابة في مجالات الصناعة الفلاحية ذات الإنتاجية العالية. - على المستوى الروحي : ينبغي الانكباب على توفير جو من الطمأنينة العامة تغلب خطابات اليأس والتهويل وتساهم في بث ثقة المغاربة في دولتهم و إدارتها وتقطع الطريق على الأفكار المتطرفة والاستئصالية التي تنشط بشكل كبير في الأزمات وتشتت انتباه الأجهزة الأمنية التي تشتغل ليل نهار في ظروف صعبة يفرضها واقع دولي لسنا بعيدين عنه، وهو ما يتأتى بحضور المؤسسات الدينية الرسمية القوي في الحيز الزمني للإعلام العمومي وعدم تهميش دورها خاصة وأن الدين يشكل حيزا كبيرا من حياة المغاربة وقد يلعب دورا كبيرا في توعية المواطنين أو تشجيعهم على اتخاد اجراء صحي أو اقتصادي يصب في المصلحة العامة. - على المستوى الأمني : ستكون المرحلة المقبلةشديدة الحساسية ستتطلب مجهودا أكبر على مستوى تطوير المؤسسة الأمنية بالمغرب بكافة أشكالها و أسلاكها والنجاح في تقديمها كمؤسسة شريكة في نجاح التنمية الوطنية، قريبة من المواطن، حريصة على سلامته، داعمة لنجاحه، مساهمة في كافة أشكال التطور الذي نرغب به في مغرب ما بعد الجائحة، وهو ما يبدو جليا من خلال التفاف المغاربة وتقديرهم الكبير لكافة رجال ونساء الأمن الوطني والسلطات المحلية و القوات المسلحة الذين أبانوا عن وطنية كبيرة و رغبة أكيدة في بذل الغالي و النفيس من أجل تقديم صورة مشرفة عن المؤسسة الأمنية بالمغرب، وهو ما يتطلب ترسيخا لهذا المكتسب و دفاعا عليه وعملا على تطويره مؤسساتيا وتواصليا و قانونيا. - على المستوىَ التواصلي : وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة تواصليا والجهد الكبير الذي قام به الكثير من الفاعلين التواصليين، من صحفيين و مؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي و فاعلين ثقافيين و جمعويين و مثقفين، إلا أن التواصل الرسمي للدولة يبقىَ ضعيفا ويحتاج الكثير من التطوير ليكون في مستوىَ تطلعات المواطنين المغاربة، وهنا أذكر على سبيل المثال الخرجات غير المسحوبة للسيد رئيس الحكومة التي شكلت مادة دسمة لنقاش كبير يدور في مختلف الفضاءات التواصلية، يطرح سؤالا كبيرا عن مدى قدرة الفاعل السياسي بالمغرب على تقديم مواد تواصلية قادرة على تدبير أزمة ربما هي الأضخم من نوعها في المغرب بعد الاستقلال أو بعد حرب الرمال بلغة بسيطة و مفهومة تحترم هوية المغاربة و تنوعن الثقافي والحضاري خصوصا مع بروز لغة جديدة إعلاميا في ظل هاته الأزمة تميزت بعاميتها وبساطتها وقربها من المواطن البسيط. - على المستوى السياسي والحكومي : لاحظنا غيابا صارخا للأحزاب السياسية والمؤسسات الموازية لها و فشلا كبيرا وظهورا باهتا لأغلب المؤسسات الحزبية و كثير من الهيئات الحكومية التي إنتظر المغاربة منها الشيء الكثير في أزمة نحتاج فيها جهد الجميع، وهو ما يتطلب حسب تقديري إعادة ترتيب للهيكلة العامة للمؤسسات الحكومية نكتفي من خلالها بالمؤسسات الحكومية الضرورية ونستغني بها عن كل مؤسسة لا تلعب دورا فاعلا في السير العام للبلاد بل وتثقل كاهلها ماليا و إداريا. كما سنحتاج بعد الجائحة إرادة سياسية قوية لتجديد نفس الفعل السياسي بالمغرب والاستغناء عن الخطابات الإيديولوجية التي لا تنفع ولا تقدم أي إضافة للمسار التنموي للمغرب والدفع بمشاريع سياسية مشببة، جادة وحقيقية تعتمد على الرؤى الاقتصادية والإصلاحية والاجتماعية والثقافية الخالية من الحسابات الإيديولوجية. - على المستوى الفني و الثقافي : هذا الجانب يحتاج منا انشغالا كبيرا لأنه ورش وطني ينبغي أن يفتح عاجلا وبدون تأخير، لأن الثقافة و الفنون مرآة المجتمعات، وللأسف أبانت هاته الأزمة عن غياب كبير للنخب الفنية و الثقافية عن الموعد، حيث ساهم الكثير من الفنانين في تأثيث الفضاء السمعي البصري للمواطنين خصوصا في فضاءات التواصل الاجتماعي بمحتويات ضعيفة وتافهة لا تعكس حجم اللحظة التي يعيشها المغرب ولا تسير وفق تطلعات المغاربة لمغرب يحترم تاريخه الحضاري و الثقافي، وهو واقع نتمنى أن تراجع فيه الهيئات الحكومية الوصية على قطاع الثقافة و الفنون بالمغرب حساباتها وتطور آلياتها لتقديم محتوىَ فني وثقافي يحترم الوطن ويحترم المواطنين. إن أزمة المغرب اليوم، لحظة مفصلية وباب مهم ينبغي أن نعرف جيدا كيف نفتحه، ومع من ندخله وكيف، وأن نضبط أنفاسنا بشكل جماعي ونفهم أن العالم اليوم يخرج من عنق زجاجة، وأننا ينبغي لزاما أن نخرج منها أيضاً بوعي مشترك ونقاش عمومي جاد يشارك فيه الجميع، وتقوده الهيئات الوصية وهنا أود أن أشدد على ضرورة اشتغال اللجنة الوطنية لصياغة النموذج التنموي، فقد عرّت الجائحة كل مشاكل المغرب، وكشفتها وكشفت معها حضورا قوية للدولة ورغبة كبيرة منها في الإصلاح وسلوكيات وطنية لرجال الأعمال والتزاما جميلا للمواطنين والتفافا للجميع حول الوطن، وهنا لم يعد ينقصنا إلى التخطيط الجاد والتنفيذ المخلص والثقة الكبيرة في أنفسنا وقدرتنا على الإنتاج و الصناعة و الإبداع و التفكير و التسيير و قيادة هذا الوطن بثقة و التزام نحو فترة أخرى من تاريخه ينبغي بكل تأكيد أن تكون أحسن بكثير من سابقاتها، خاصة مع الإرادة السياسية الكبيرة لمغرب اليوم في ضمان تدبير جيد لتبعات الجائحة، هاته الإرادة التي وجبت تحيتها بشكل قوي مع كل الاجراءات الشجاعة و المواطنة التي قامت بها بلادنا، والتي ندافع من أجل ترسيخها والدفع بها كلحظة اخرى من لحظات نجاح المغرب في كافة التحديات التي يواجهها ملكا وحكومة وشعبا. إنالمغرب والعالم غدا لن يعودا كما كانا عليه في السابق وأن الحياة التي عهدناها لن تعود بنفس الواقع الذي اعتدناه، وربما قد تعود أحسن من السابق اذا التزمنا جميعا بالعمل كل من موقعه في سبيل مغرب جديد يسعنا جميعا.
ساحة
عادل أيت بوعزة يكتب : الجِِِِدَال مع الفَايد … بدون فَائدة
لست من ذوي الإختصاص و لا أفتي علاجاً و دواءاً ، و حتى النقاش و الجدال مع خبير التغدية و الطب و كل شيئ ، أعتبره بلا فائدة و بلا نتيجة ، و الحال أن علمي في هذا المجال ضعيف جداً و أملك معرفة المريض و لا أفرق بين "أسبجيك" و "دوليبران"و ”المخينزة ” ، غير أن الوضع الصحي في البلاد و تجند الجميع من أجل مواجهة الجائحة المسماة كوفيد 19 ، جعلني أطرح سؤالا على أحد العشابين حين قام بالمرور مباشرة على صفحته بالفايسبوك ، و كان سؤالي مباشراً : هل تشليلة الفم بالقرنفل او القرفة تقضي على كورونا؟ فكان جوابه مشكوراً كالتالي :" إن قول ذلك من الخرافة و فيروس كورونا ليس له علاج سوى الجلوس في البيت " ، بعدها انتقل الى توجيه النصائح في مواضيع اخرى . كان ذلك الجواب كافياً بالنسبة لي للتفكير في هذا الموضوع بشكل جدي ، و البحث قليلاً في كل مصدر و مرجع ، فقرأت أجوبة أطباء مختصين داخل المغرب و خارجه و إكتشفت شيئا مهما ، ان الطب كعلم لا يقبل بمعالجة المرضى من أي مرض بشكل مباشر ، و يمنع إعطاء الوصفات الطبية للمرضى دون إجراء فحص كامل ، و يمنع الصيادلة أيضا بإعطاء جل الأدوية دون وصفات من الطبيب ، فكانت الحكمة في كل هذا هو ان المرضى يختلفون و لو كان المرض واحداً ، و تختلف الجرعات من عمر محدد لاخر، و من حجم لاخر ، و من حالة لأخرى ، و من مرحلة الى أخرى ، و هناك مواد تمنع على المرأة الحامل و هناك مواد تمنع على حساسيات معينة ، و هناك مواد تمنع على من يعاني من أمراض أخرى ، كما فهمت من خلال بحثي الذي لا يمكن ان يكون الا معلومات أولوية تعطى ما قبل الحصة الأولى في كلية الطب ، أن تشخيص الحالات ينبني على إجراءات تحليلات مخبرية و فحوصات كبيرة منها ما نتوفر عليه في المغرب و ما لا نتوفر عنه. كذلك رأيت ، في بعض مسلسلات الطب أهمها " دكتور هاوس" و الذي شاهدت كل حلقاته في ما سبق ، ان الطبيب عليه ان يتعرف على التاريخ الطبي للمريض ، و أن يسأله على الكثير من المعلومات قبل بداية الفحوصات او التحليلات و ان الخطأ في التقدير قد يؤدي للموت . كل هذه المعلومات لا تجعلني مؤهلا حتى للدخول في نقاش طبي ، لكنها معلومات تجعلني افرق بين الطبيب و منتحل الصفة ، فالطبيب لا يتعامل مع مرضاه بالمثل ، و لا يعطي وصفة واحدة لكل نوع من المرضى و يعممها على الجميع ، الطبيب لا يفتي في غير تخصصه ، و الطبيب المتخصص لا ينصح كل مرضاه بنصيحة واحدة تعمل في كل زمان و مكان . أما كوفيد 19 فهو فيروس مستجد ، و مازال العلماء حول العالم يحاولون فهمه و كل العلاجات المقترحة تعالج فقط الأعراض و قد لا تفلح في بعض المرات ، لذلك فإننا الفيروس مازال يفرقنا عن العديد من الأفراد الذين نشاركهم الكرة الأرضية ،و حتى العلماء الذين إقترحوا وصفات يقولون انها أظهرت نتائج واعدة او جيدة و لا احد منهم يقول انها نتائج حاسمة . ما يخيف في هذا الفيروس هو انه جديد ، و لا يمكن التعاطي معه إلا من خلال العلم و التجربة ،و الفتوى عنه او عليه باطلة و لا تصلح لكل زمان و مكان مهما كانت ، لذلك فأنا اتساءل و أسأل اخينا الدكتور الفايد ما إذا كانت نصائحه مبنية على أسس علمية تجريبية على مرضى كورونا أم أنه يعامل الفيروس كباقي الفيروسات ؟ ، هل قام بإجراء تجارب على أناس قاموا بالصيام و قام بتعريضهم لفيروس كورونا فيما بعد ، حتى استنتج ان الصيام يقوي المناعة ضد الفيروس ؟ هل قام الدكتور الفايد بتسطير برنامج تغدية لمتطوعين و بعد ذلك قام بتعريضهم للفيروس؟ و استنتج ان التغدية كفيلة لوحدها لمواجهة الفيروس . إنها أسئلة لا فائدة منها ، و نقاش عقيم لا فائدة منه ، و المحاججة في كل هذا دون فائدة ، كما ان مقالي بدوره زائد لا فائدة ترجى منه ، لولا أن الوزير السابق أغلق بويا عمر.
ساحة
من الحجر الصحي.. تكناوي يكتب عن صاحب “الكلام المرصع”
محمد تكناوي :توافق هذه الايام الذكرى السابعة لرحيل سلطان الزجل المغربي محمد شهرمان الذي رحل عنا يوم الخميس 4 ابريل من سنة 2013 ، ذكرى رحيل تحمل الكثير من المعاني وتضع على اعناق المهتمين بالموروث الثقافي الجزء البسيط في رد الدين لهذه القامة الابداعية، ذكرى تطل وفي طياتها وفاء لمبدع شامخ رحل في هدوء منكسرا ومنطويا على نفسه تاركا وراءه ابداعات مسرحية وكلام مرصع يوصي بالوفاء والحب والكرامة .محمد شهرمان مراكشي الاصل والمولد ازداد سنة 1948 بحي سيدي بن سليمان الجزولي بالمدينة العتيقة، هو سيد الزجالين بامتياز بلكنته المراكشية الاصيلة وبلغته الموزونة الجميلة التي كانت تتدفق من ثنايا فمه عذبة رقراقة بجزالتها وجمال تركيبها وبساطة اسلوبها البعيدة عن كل تكلف او تصنع، الراحل شهرمان كان عاشقا للعبارة الجميلة، كلامه منظوم شعرا وحديثه موزون، لا يتحدث الا مدركا معنى الكلام، انيق متزن رزانة الحكماء تقاسيم وجهه مشرقة على الدوام، خفيف الظل يداعب الكلمات بأسلوب خفيف يصنع صورا شعرية متعددة الابعاد يمتع الاذان شعرا و ادبا ويروح عن النفوس بروحه الفكاهية محبوب المعاشرة والمصاحبة تسلل الى عوالم الابداع عن موهبة مولوع بالمسرح الذي شكل عشقه الابدي والذي ارتبط به اشد الارتباط منذ شبابه وعانق الخشبة التي سحرته فكان وفيا لها تفنن وامتع، كرس معظم وقته لركح المسرح فكان معلما واستاذا للعديد من الوجوه ورموز المسرح المغربي.محمد شهرمان زجال اغنى الموروث الثقافي المراكشي و المغربي بمجموعة من الازجال التي تغنى بها الكل الصغير قبل الكبير وحفظها ورددها جيل بأكمله ، ازجال استلهمت فضول المجموعات الغنائية نواس الحمراء وجيل جيلالة ولرصاد ، فاشبعها نظما كان ابرز هاته الكلمات "الكلام المرصع" سنة 1972 و"العيون عينيا" سنة 1975 و"دارت بنا الدورة" سنة 1976 كلمات ساهمت في توهج مجموعة جيل جيلالة ؛ بل أن هذه الازجال ضلت صامدة امام الثورة الغنائية الشبابية بل واستطاعت ان تحيى مرة اخرى بعد ان عاود توزيعها او غنائها الكثير من الفنانين الشباب كالدوزي ونبيلة معن اللذين اعادا غناء العيون عينيا. و تغنت ايضا مجموعة الارصاد بكلمات "قوارب الموت" و " اعتاق اعتاق" كما تغنى بكلماته الفنان البشير عبده ومحمد علي وكتب ايضا للثنائي الساخر بزيز وباز.محمد شهرمان فنان وخطاط حروف كلماته ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية كنقش على الرخام تسلل الى قلوب عشاق المسرح في بداية الستينيات من القرن الماضي صنع لنفسه مكانة بين الرواد بعناوين خالدة في التاريخ بأعمال متميزة كمسرحية "خدوج" و"التكعكيعة" ومسرحية "نكسة ارقام" و"الرهوط" و ايقونة ابداعاته "الضفادع الكحلة" التي نال من خلالها احسن نص مسرحي سنة 1972 اسهامات عديدة شكلت لبنات اساسية في تطور المسرح المغربي .مسار حافل وسخاء في العطاء منذ سنة 1969 الى حدود سنة 2009 راكم خلالها تجارب من قبيل دواوين "احمر واخضر" "الشموع" "فرحة الشباب" و"فلتان" "بابا عقربة" "الاقزام في الشبكة" و"عمي مشقاف" ومن انتاجاته التلفزيونية الخالدة مسرحيات "خدوج" و"السي مشوار" و"فروج وفروجة".كما قام بإخراج تلاث مسرحيات " حكاية سين ونون و " خد ليك مشوار" " مذكرات فلتان".وقد اصاب احد النقاد الذي اعتبر رحيل شهرمان نهاية اكيدة للكلام المرصع وللزجل الموزون والكلمة التي تنحت في النفوس مخلفة اثرا حميدا ورهبة ممزوجة بالاطمئنان والفرح .
ساحة
الغلوسي يكتب: مهنة المتاعب في الواجهة وأصحابها في حاجة إلى الإنصاف
لايحتاج المرء إلى كثير من الجهد أو الرجوع إلى التاريخ للتدليل على أهمية ودور الصحافة في المجتمعات ،فالصحافة لعبت ولازالت تلعب دورا مهمافي تنوير الرأي العام والمساهمة في نشر قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وتعرية الوجه القبيح للسلطة والفساد ،ولذلك فأهل الحال لاينظر ون إليها بعين الرضا لكونهاسلطة مضادة ومزعجة.ويواجه الصحفيون والصحفيات معاناة جمة في سبيل البحث عن الخبر اليقين وعن الحقيقة فيصتدومون في سبيل ذلك بجدار من الإسمنت تارة بإسم السرية وتارة أخرى بإسم التعليمات وأحيانا كثيرة بعقليات تعتبر المسوؤلية العمومية إرثا ومكسبا شخصيا وكل انتقاد لها هو إنتقاد للشخص بذاته.وقد أتيحت لي فرص الإحتكاك بالصحفيين وشاهدت كم هي حجم الصعوبات والإكراهات التي يواجهونه في سبيل أداء رسالتهم، وشخصيا لا أترددفي خدمة كل الأصدقاء والصديقات الصحفيين الذين أكن لهم كامل التقدير والإحترام والذين أتجاوب معهم بدون تردد لأنني أحب هذه المهنة النبيلة ،وأشعر بفخر وأنا أمدهم ببعض المعلومات التي قد تكون وصلت إلى علمي بشكل يقيني بحكم نشاطي الحقوقي ولا أنسى كيف ساهمت الصحافة في فضح وتعرية الفساد والمفسدين وناهبي المال العام وكانت سندا للنضال الحقوقي في هذا المجال.وتزداد الصعوبات في هذه الظرفية الصعبةالتي تواجه فيه بلادنا كبقية بلدان العالم أزمة وباء غير مسبوقة ،ففي مثل هذه الظروف والتي تشبه ظروف حرب غير مرئية والعدو فيها عبارة عن شبح مخيف يضطر الصحفيون إلى مواجهة الموت بحثا عن الخبر والمعلومة والسبق الصحفي إنهم في الواجهة الأمامية للمعركة بمعية متدخلين آخرين.لقد حان الوقت لإنصاف أصحاب مهنة المتاعب وتحسين ظروف إشتغالهم والإعتناء بأوضاعهم الماد ية والإجتماعية المزرية.محمد الغلوسي
ساحة
الطالبي يكتب: بعد كورونا.. عسى الوطن لا يلقانا لقاء الغرباء
عبد الواحد الطالبي - مراكشكشفت جائحة كورونا في المغرب معادن بعض الناس الذين لا يُفَوتون الفرصة دون انتهازها لمصلحة خاصة في عز الحاجة للإيثار وللتضامن والتلاحم من أجل الصحة والحياة. كما كشفت معادنَ آخرين انطوَواْ على أنفسهم وبلعوا ألسنتَهم وجعلوها في أمعدتهم وكانوا بالثرثرة مشغولين في مقدمة الصفوف واعظين مرشدين مُفتين ما تنقصهم سوى الرسالات ليصيروا أنبياء. وهؤلاء مثلُ أولئك ومعهُم رهْطُ انتهازيين تفقَّعوا مثل الفِطر في السهل الضحْل تناسلوا بَكتيرْيا جائحة في زخم الوباء يسابقون الفيروس للالتصاق كما يلتصق الذُّباب بِذائبِ حُلوِ الْعفَن، كلُّهم سواء. فمنهم مراوغٌ جبانٌ كذاكَ الذي صار يحرض على العصيان يدعو نساء ورجال التعليم لمقاطعة إنجاز دروس التعليم عن بعد، متحججا بخصم مبلغ من راتبه وكأنه يوما لم يَغْنَ في بلد غضَّ عنه للغياب عن العمل في مهام لم ينجزها وتلاميذ لم يدرسهم وواجب لم يقم به وشغل لم يحسنه وترقية لا يستحقها. وكذاكَ المنافقُ المحْتال الذي يخادع الناس بالعمامة على الرأس والمِئزر على الكسدة والسبحة بين السبابة والإبهام، يختلف بين البيوت الى كل وليمة يَضْرع الى الله بيدين مرفوعتين وقلب خبيث وعينين زانيتين وفي وجهه ضوء من هاتف مُشرَّع على سوق المتاجرة بالدِّين، حتى إذا وقعت الواقعة بُهت وارتجف وأصابه العي، لا أكفٌّ يرفعها الى السماء ولا لسان يلهج به خاشعا ذاكرا متوسلا، ولا خروج الى الناس بما كان يفعل مُطِلا من شاشة او مُرتقيا منبرا بلحية أو حليقا يخطب بفصاحة منقولة او منحولة. والكذاب الأشِر توارى متخفيا بالحظر يتحين الساعة الأخيرة متربصا متوثبا للانقضاض على الفريسة عند لحظة الانتصار الذي لم يصنعه ليظهر بطلا بربطة عنق وبدلة ظلت طي الدولاب على مدى صراع الشعب مع الموت والفيروس؛ أمام الأضواء والعدسات يفضح وجه منتخَب جفَّ كزيتونة ضربها الصقيع من بهتانٍ وزيفٍ ومكرٍ واحتيالٍ. ومنهم الأهْوَج الأرْعَن الذي يتعيَّشُ من الهشاشة يقْتاتُ بفقر الشعب ويغتني من معاناتهم كِسوَتُه من حرير العرق المجفف على جسدٍ منهكٍ فَتَكَ به الأجر الزهيد، يُدَفئُ الناس بشعارات الأفْق الذي يفقأ النظر ويسقيهم شَهْد البيانات التي تتقطَّر بِمُرِّ العسل ويطعمهم ضريع الكلام الذي لا يقبَل ان يكون ممارسة واقعية، ذلك السياسي الذي انفضح عِنّيناً بلا فحولة وانكشفت مواقفه على حقيقتها في طريق البحث عن النجاة سراباً مُخادعا. ومثلهم النجم الذي افتقدته الليلة الظلماء، والحنجرة التي بحَّتْ في يوم الحشر عن النداء، والجسدُ الذي تمطّى كَسَلًا والشعب بالأثقال أناءَ، والثريُّ الذي لاذَ برغْد العيش في فِناء ودونَهُ مُعدَم بلا سقف يأويه ولا ما يشبعه من إدامٍ في إِناء…جميعهم تخلفوا عن موعد وطن يلْأمُ الجرج ويَكْمدُ الألم ويُليّن البأس ويرفع الغمة عن الأمة تَعبَّأ المواطنون المخلصون فيه لتطويق الجائحة شعارُهم نموت ويحيا الوطن. أين من هؤلاء الأطباء في المشافي بين أنياب الفيروس ينهش مرضاهم على أَسِرَّةٍ تتأرجح بين الْهُنا والْهُناك تداعبها ملائكة من لحم ودم تقبض على الرَّدى بأناملَ لا ترتعش. أين منهم جنود السلطة والأمن والإدارة في مطاردة الخفافيش وتقصير أجنحة السنونو، ما يكادون يَطمئنون على الأكنة حتى يفتنهم الريش يَغْدون ويُمسون ثِقالاً بِهَمٍّ يبيتون عليه في شوارع ودروب مدنٍ تعشق الصخب والازدحام والموت في الضوضاء… أين من هؤلاء رسل التربية الذين ائتمنوا أطفالنا على مستقبل بلادنا يحرسونه بالعلم وحسن الأدب، هَبّوا طواعية يُشَيّدون فصول التعليم الافتراضية ويلقنون المعرفة بما تيسر لديهم من وسائل ينهجون كل السبل متجنبين حسابات الأرقام للربح والخسارة تسعدهم فقط كلمة شكر. أين منهم افراد جالية المغرب بالخارج، وليس للوطن عليهم في رقبتهم سوى دَيْن الانتماء، فيهم الرياضي والفنان والعامل والكادح وذي السلطان غنيهم وفقيرهم كلُّهم قلبٌ على البلد ينبض عطاءا وفيرا وخيرا كثيرا من المال أو الحب أو التضامن او الدعاء مما جَمَّ من أقوى الإيمان او مما نَذَر من أضعف الإيمان… أما الذين سبق عليهمُ الْقولُ وهُم دائماً من مُعْتَلي المنصات فيهم العلماء الفقهاء الأغنياء الأثرياء الموظفون الوزراء سامي الشخصيات سياسيون ونقابيون وفيهم الفنانون المطربون المغنون المادحون والرسامون التشكيليون والنحاتون والراقصون والراقصات والممثلون والممثلات…فقطعوا أيديهم لا هم من القوم الذين غلوها إلى أعناقهم ولا من القوم الذين بسطوا أيديهم. حين استصرخ الوطن بأبنائه لنجدة ما تبقى من روح الانتماء، سمع الشعب لدى فئات منه رجع الصدى كدوي الصوت بين الفجاج لا من يرد النداء سوى أولئك الذين أنعموا بقليل الفيئ الذي توزع بينهم وغير بعض ذوي الأريحية من نبتة ثرى الأحرار ومشرق الأنوار… ليس كل حاجة الوطن من المال وإن كان ضروريا لربح رهان الصحة والحياة في مواجهة الوباء العالمي كوفيد-19، فالمغرب متوقف اليوم وأكثر من أي وقت سبق في تاريخه، الى بعث روح الانتماء في مَنْ تبقى من شعبٍ نهشته التفاهة والاتكالية والجشع والفقر والجهل والاستغلال على مدى نصف قرن ونيف، ثلثا أفراده أحياء ولا يعيشون والباقي كأنهم جِيَفٌ، أجسامٌ بلا أرواح. حاجة الوطن اليوم إلى إرادة الموج الذي يتناثر على الصخر رذاذا وما يفتأ يعيد الكرَّة ثم يتفتت الصخر ويستحيل رملا والموج على الساحل كَرَّةً بعد كَرَّةٍ، هكذا يحتاج الوطن الى لملمة كل إراداته الصادقة لتجاوز ستين سنة من عمر لا يقاس بالسنين لتجديد الحياة بالتنمية الحقيقية وبناء صروحها بالسواعد المخلصة لاقرار العدالة المجالية والاجتماعية والانسانية في مختلف نواحي الحياة التي ورطت كورونا بلادَنا امام هشاشة بنياتها. وطني! نِداكَ جوابُهُ عند الذين تراهم اليوم في المستشفيات وفي الشوارع والحواري وداخل بيوتهم وفي الفصول والأقسام ولدى كل من مد اليك اليد البيضاء فعساك غدا ألا تتنكر إذ يحكم القضاء وتلقى الخُلّصَ من أبنائك لقاء الغرباء!.
ساحة
الغلوسي: أزمة كورونا تكشف عن الوجه القبيح لليبرالية المتوحشة
قال الناشط الحقوقي محمد الغلوسي، إن أزمة كورونا كشفت عن الوجه القبيح للبيرالية المتوحشة وأكدت لمن يحتاج إلى تأكيد أنها لن تشكل مستقبل البشرية ولن تخلصها من المعضلات الإجتماعية والإقتصادية".وأضاف رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن "أزمة كورونا أعادت الإعتبار للمثل والقيم الإنسانية الإيجابية من تضامن وتآزر والإستعداد للتضحية لإنقاد الناس من الموت، وفي مقابل ذلك بينت كيف أن الإتحاد الأوروبي كتكتل إقتصادي رأسمالي قد تخلى عن كل شعارات الثورة البورجوازية وترك دوله تواجه المصير لوحدها وبدا واضحا تفككه الواقعي في انتظار تفككه المؤسساتي والقانوني في المنظور القريب"، كما أكدت الأحداث وفق اعتقاد الغلوسي "تخلي الدولة في شكلها الليبرالي الحالي عن دورها الإجتماعي واستهدفت كل المكتسبات من تقاعد ودعم إجتماعي للطبقات الإجتماعية الهشة وتجميد للأجور وضرب للخدمات والقطاعات العمومية وغيرها، كما انهكت بسياساتها المعادية للطبقات الشعبية قطاع التعليم والصحة وظهر ت أزمة هذا الأخير بشكل مكشوف خلال هذه المحنة وما تواجهه ايطاليا واسبانيا وفرنسا إلا خير نموذج على تهاوي دور الدولة الإجتماعي مقابل حماية خاصة لأصحاب الرأسمال وأرباب العمل" .وبينت هذه المرحلة في اعتقادي المتواضع، يردف المحامي بهيئة مراكش، "حصول قطيعة نهائية مع الدور الوطني للبورجوازية في أروبا وأمريكا حيث تخلت الطبقات الحاكمة في هذه الدول عن كل الشعارات التي أسست لمرحلة التنوير ومبادئ وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحولت النخب المتنفذة السياسة والعلاقات بين الدول إلى سمسرة وتجارة مربحة، ولعل خطابات ترامب وابتزازه للدول في واضحة النهار، يقول الغلوسي، المؤشر الواضح على هذا التحول العميق لكن في عمق هذه التحولات وفي خضم هذه الأزمة الوبائية يبدو أن هناك توجها جديدا قيد التشكل يعيد الإعتبار لدور الدولة الإجتماعي ولقيم التضامن والمساواة والكرامة ويمكن أن يساعد على تراجع الدور الهيمني للرأسمال المتوحش وينقل مركز النفوذ والقوة والسلطة إلى محور الشرق الذي يبدو أن الصين مؤهلة لقيادته".
ساحة
الخضراوي يكتب: الآثار القانونية لـ كورونا على الالتزامات التعاقدية
بقدر ما أصبح هاجس فيروس كورونا المستجد موضوع تتبع دقيق ويومي من طرف المجتمع الدولي بكل مواقعه ومسؤولياته، بالنظر إلى تهديده الواضح للصحة العالمية، فانه يقتضي منا التعامل مع كل جوانبه و آثاره الأخرى الممكنة والمحتملة بكثير من الجدية والموضوعية والمسؤولية بعيدا عن الهلع و القلق و التهويل.فقد أثارت مخاطر الأوبئة والأمراض خلال العشرين سنة الأخيرة العديد من الإشكالات ذات الأبعاد القانونية والاقتصادية والاجتماعية في ارتباطها بالأمن الصحي العالمي وبالعوائق والإكراهات الناجمة عنها في مجال تبادل السلع والخدمات، وذلك مرورا بوباء SRASسنة 2003 و(H1N1) سنة 2009 أو (EBOLA)سنة 2014 ليتجدد النقاش اليوم على المستوى الدولي بخصوص آثار فيروس(CORONA)المستجد على بعض المعاملات التجارية والعقود الشغلية والالتزامات المالية والضريبية، حيث دفعت عدد من المؤسسات والشركات العالمية خاصة الصينية والأمريكية منها المتخصصة في مجالات مختلفة مثل صناعات السيارات والنقل الجوي والمعلوميات والمواد البترولية والغازية، بوجود حالة ( القوة القاهرة ) من أجل التحلل من التزاماتها التعاقدية تجاه زبنائها وعدم أداء غرامات التأخير أو التعويض عن التأخير في التنفيذ أو عن استحالته. وهو ما جعل عددا من الدول تبادر خلال الأيام القليلة الماضية إلى تبني هذا الموقف ودعمه حيث أعلن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي يوم 28 فبراير الماضي بعد اجتماع مع الشركاء الاقتصاديين أن فيروس كورونا يعد قوة قاهرة بالنسبة للمقاولات، مؤكدا أنهم لن يطبقوا غرامات التأخير في التنفيذ على الشركات المرتبطة بعقود مع الدولة، وطرح إمكانية اللجوء إلى الخدمات الجزئية وإعطاء مهل لأداء الأعباء الاجتماعية والضريبية بالنسبة للمقاولات التي يثبت تضررها من آ ثار هذا الوباء، والكل بهدف حماية الاستقرار بشكل مسؤول وعدم السقوط في مغبة القلق والهلع الاقتصادي.كما أكدت هيئة تنمية التجارة الدولية الصينية أنها ستمنح شهادات (القوة القاهرة) للشركات الدولية التي تكافح من أجل التأقلم مع تأثيرات عدوى فيروس كورونا خاصة الشركات التي ستستطيع تقديم مستندات موثقة لإثبات التأخير أو تعطل وسائل المواصلات وعقود التصدير وإعلانات الجمارك وغيرها. مبادرات وإجراءات لا تحجب عن المتتبعين ظهور بوادر جدل ونقاش قانوني اقتصادي حول موضوع القوة القاهرة الذي يعد من المواضيع المعقدة التي تحتمل كثيرا من التأويلات واختلاف وجهات النظر حول مدى توافر شروط هذه القوة القاهرة من عدمه، خاصة عندما نكون أمام وباء صحي عالمي تختلف آثاره بين السلبية والايجابية باختلاف المواقع والمؤسسات، وباختلاف الظروف المحيطة بالتعاقدات المتنازع بشأنها، إذ أن بعض القطاعات على خلاف الباقي عرفت نموا كبيرا بسبب انتشار هذا الفيروس خاصة تلك المتعلقة بالتجارة الالكترونية.والأكيد أن عددا من المقاولات المغربية في علاقاتها الاقتصادية ومبادلاتها التجارية والدولية ستصطدم بكثير من هذه المطبات التي يتعذر الخوض في تفاصيلها التقنية والمالية، والتي ستؤثر سلبا على عدد من التزاماتها وإنتاجياتها وخدماتها،حيث طالعنا عبر عدد من الجرائد والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي إخبارا عن إلغاء و تأجيل عددا من الرحلات الجوية والأسفار السياحية (العمرة)، والأنشطة واللقاءات والتظاهرات مما تضرر معه الشركاء والمؤسسات المعنية بها، فضلا عن المقاولات التي ترتبط أنشطتها التجارية بشكل كبير بالمقاولات الصينية (الصين ثالث مشارك تجاري للمغرب) التي بدأت تشكي من ركود معاملاتها، مما سيثير النقاش مجددا حول نظريتي القوة القاهرة والظروف الطارئة ومدى إمكانية استفادة هذه المقاولات منها للتحلل من التزاماتها العقدية وتعديلها أو التخفيف منها.إننا إذن أمام إشكال قانوني اقتصادي يفرض علينا الوقوف على بعض مداخله الأساسية. المدخل الأول: كرونا والقوة الملزمة للعقد أي علاقة؟ لا شك أن فكرة “العقد شريعة المتعاقدين” تنبني على ثلاث أسس، أولها قانوني قوامه مبدأ سلطان الإرادة وثانيها، أخلاقي يتمثل في احترام العهود و المواثيق و ثالثها ذو طابع اجتماعي و اقتصادي يترجمه وجوب استقرار المعاملات. وهي فكرة توجب احترام مضمون العقد سواء من طرف المتعاقدين أو من جانب القضاء. لكن الأوبئة الصحية كواقعة مادية صرفة تكون لها آثار سلبية واضحة يمكن رصد ملامحها على العلاقات القانونية بوجه عام و العلاقات التعاقدية على وجه الخصوص حيث تتصدع هذه الروابط نتيجة ركود يصيب بعض القطاعات الاستثمارية مما يجعل من المستحيل أو على الأقل من الصعب تنفيذ بعض الالتزامات أو يؤخر تنفيذها. وهو وضع قد يمس المؤسسات الصناعية و التجارية الخاصة والعامة، الصغيرة والكبيرة والمتوسطة على السواء، بالنظر للارتباط الكبير والوثيق بين أنشطتها حيث يكفي أن تصاب إحداها بأزمة اقتصادية لكي تهدد الأخريات بدورها .ومن هنا تبنى الفكر القانوني والاجتهاد القضائي عبر العالم آليتين تعتبران من الوسائل الحمائية للمدينين الذين يصبحون مهددين بالإفلاس أو على الأقل أصبحت ذمتهم المالية مصابة بتصدع خطير. هاتان الآليتان هما نظريتا القوة القاهرة و الظروف الطارئة التي ترميان إلى علاج الحالات التي يصير فيها الالتزام التعاقدي مستحيل التنفيذ (القوة القاهرة) أو صعب التنفيذ (الظروف الطارئة). وهما في الأصل يعدان تطبيقا لمبدأ أخلاقي عام مفاده أنه لا تكليف بمستحيل أو لا تكليف بما يتجاوز الطاقة العادية للإنسان. ومن الناحية الموضوعية – كما أكد على ذلك الفقه القانوني- فهما ترجمة للعلاقة الوطيدة بين القانون و الاقتصاد من جهة أولى ومبادئ الأخلاق من جهة أخرى. فلكي يسأل المدين عقديا يجب أن يكون قد أخل بالتزامه العقدي، ومن صور ذلك الإخلال ، عدم التنفيذ في الوقت المتفق عليه وهو ما يتم وصفه بالتماطل. غير أن هذه المسؤولية العقدية قد ترتفع عن صاحبها إذا ما تمسك بأحد الأسباب الأجنبية عنه و التي تمثل في جوهرها كل الظروف والوقائع المادية أو القانونية التي يمكن للمدعى عليه في دعوى المسؤولية المدنية أن يستند إليها لكي يثبت أن الضرر لا ينسب إليه ولا دخل له فيه وإنما هو نتيجة حتمية لذلك السبب . وتمثل القوة القاهرة أهم صور هذا السبب الأجنبي. المدخل الثاني: هل يعد فيروس كورونا أحد تطبيقات القوة القاهرة؟ما مفهوم وشروط القوة القاهرة؟ عرفها المشرع المغربي في الفصل 269 من ظهير الالتزامات والعقود كالآتي: “القوة القاهرة هي كل أمر لا يستطيع الإنسان أن يتوقعه، كالظواهر الطبيعية، (الفيضان والجفاف والعواصف والحرائق والجراد)، وغارات العدو وفعل السلطة، ويكون من شانه أن يجعل تنفيذ الالتزام مستحيلا”. أما شروطها التشريعية الرئيسية فهي ثلاث: – أولا: عدم التوقع. – ثانيا: استحالة الدفع. – ثالثا: عدم صدور خطأ من المدين المتمسك بالقوة القاهرة. وكل شرط من هذه الشروط اختلفت بشأن تطبيقه النظريات الفقهية والتشريعات المقارنة، لكن من الناحية المبدئية يمكن أن نستخلص منها أن انتشار وباء صحي كواقعة مادية قد تكون قوة قاهرة كلما كان لها تأثير مباشر على عدم تنفيذ الالتزام التعاقدي من طرف المدين إذا ما توفر لها شرطان أساسيان وهما عدم التوقع واستحالة الدفع بالكيفية التي سبق توضيحها أما الشرط الثالث المتمثل في خطأ المدين فيظل في هذه الحالة بالخصوص حالة فيروس كورونا عنصرا غير مطلوب منطقيا. بل إن الظروف المحيطة بانتشار فيروس كورونا او تلك المتولدة عنه بصفة مباشرة أو غير مباشرة قد تكون بدورها عبارة عن قوة قاهرة ومن ذلك مثلا وقف استراد بعض المواد الأولية أو رفع أسعار بعضها الأخر. فالقوة القاهرة لم تعد محصورة على وقائع محددة دون غيرها فكل واقعة تحققت بشأنها الشروط وجعلت التنفيذ مستحيلا إلا وعدت حالة من حالات القوة القاهرة. ويبقى بطبيعة الحال المدين هو الملزم بإثبات توافر هذه الشروط. إثبات يكون على سبيل اليقين لا الشك والاحتمال وتتشدد عادة المحاكم العليا في مراقبتها لقضاة الموضوع أثناء تعليلهم لسلطتهم التقديرية، وهو ما أكدته محكمة النقض المغربية في عدد من قراراتها ومنها قرار عدد 7/54 بتاريخ 4/2/2014 وقرارها عدد 24/1 بتاريخ 10/01/2019. المدخل الثالث: موقف القضاء المقارن من تأثير الأوبئة والأمراض على تنفيذ الالتزامات العقدية (إشكاليات الزمان والمكان)إشكالية الزمن: السؤال الذي يطرح نفسه هو متى يتم تقدير شرط “عدم توقع الحدث” اي فيروس كورونا من طرف القضاء؟ مبدئيا يتم ذلك بالنظر إلى تاريخ إبرام العقد وهو ما قررته محكمة النقض الفرنسية بتاريخ 29/12/2009 بمناسبة قضية تتعلق بوباء (chukungunya) الذي ظهر شهر يناير 2006 معتبرة أن شرط “عدم التوقع” الذي يبرر فسخ العقد لم يتحقق مادام أن الاتفاق تم شهر غشت سنة 2006 أي بعد ظهور الوباء بأشهر. توجه قضائي نستشف منه أن هذا الإشكال لن يطرح الآن بمناسبة فيروس كورونا بالنسبة للعقود القديمة لكن التساؤل سيطرح بالنسبة للعقود التي أبرمت بعد ظهور هذا الوباء،وهنا ايضا نتوقع حدوث نقاش جاد حول التاريخ الواجب اعتماده لاعلان ظهور فيروس كورونا، هل تاريخ إعلانه بالصين؟ أم بالبلد الذي توجد به الشركة التي تتمسك بالقوة القاهرة؟ أم التاريخ الذي حددته منظمة الصحة العالمية؟إشكالية تحديد المناطق المصابة بالوباء؟ إن مسألة تحديد المناطق هاته ليست بالسهلة أو اليسيرة لاختلاف المعايير، وقد أثير هذا الإشكال سابقا في نزاعات تتعلق بقضايا الأسفار حيث تم رفض السفر إ.لى مناطق قريبة، ومحاذية لاماكن وصفت بالخطيرة لانتشار وباء صحي بها، حيث اعتبرت محكمة باريس أن الخطر الصحي لم يكن قاهرا وموجودا بدولة التايلاند وأنه لم يكن مقبولا اعتبار السفر إلى هذا البلد مستحيلا (حكم بتاريخ 4/5/2004). وفي حكم آخر بتاريخ 25/7/1998 أكدت نفس محكمة باريس أن توقف الطائرة ببلد مجاور لمنطقة تعرف انتشار وباء الطاعون لا يشكل خطرا يفسر انه قوة قاهرة.إننا إذن أمام وضع صحي عالمي يثير الكثير من التساؤلات، والإشكالات ذات بعد اقتصادي وقانوني وتتطلب منا مقاربة حكيمة تضمن التوازن العقدي وتكرس الدور الأساسي للقضاء في تحقيق الأمن القانوني والاجتماعي المنشود.
ساحة
لمهيمر يكتب: المخزن يصنع قيادات جديدة لإمتصاص غضب الشارع في موسم جاف
ادريس لمهيمر - شيشاوةبات من الشبه المؤكد أن جل الأحزاب التي لصقت بها " تيكيت" التمخزن ستجدد دماءها سيرا على سنة حزب الأصالة والمعاصرة، وستسلم مفاتيح سفينتها الغارقة في الوحل السياس المائع، على الأقل إلى قيادات لها توجهات تتماشى ونبض الشارع وتحظى بحظ قليل من المصداقية لدى الرأي العام ،الذي اضحى يعيش احتقانا وسخطا على الأحزاب ومؤسسات الدولة،وذلك بعد ورود تقارير سرية ، أنجزت في الموضوع تصب نتائجها في مرمى واحد ألا وهو السخط وفقدان الثقة في بعض مؤسسات الدولة خاصة المنتخبة منها والدعوة إلى مقاطعة كل ما هو انتخابي ، وتتصدر رائحة الفساد في هذه التقارير التي توازي في جديتها ونزاهتها ما يقوم به رجال قضاة المجلس الجهوي للحسابات في ردهات بعض الإدارات والمؤسسات العمومية التي أضحت مصدر غناء فاحش وعاث فيها المسؤلين الكبار فسادا،وتحولوا بقدرة قادر منافسون أشداء لعلية القوم في المال والأعمال بعد ان دخلوها آمنين مطمئنين، وظنوا ان الأمر سيبقى كذلك سيرا على من سبقوهم في آيام الغفلة،قبل ان تحرك الأجهزة آلياتها الجهنمية لمحسابات مصاصي الدماء وتبهديلهم أمام قضاة محاكم جرائم الأموال الذين تلقوا إشارات من جهات عليا بتسريع وثيرة ملفات الفساد لإعادة الهيبة للدولة والقطع مع الهروب من المسؤلية .ولإمتصاص كذلك الغضب الشعبي الشاذ،والحد من انتشار دائرة السخط خصوصا وأن الأجواء المناخية الجافة لهذه السنة ستزيد الوضع سوء، وستؤجج من بؤر التوتر في مختلف مناطق هذا الوطن الجريح خاصة وأن شبح الجفاف أضحى يهدد استقرار الطبقات الكادحة من الفلاحين الصغار والعمال الموسمين تلذين يعيشون أوضاع كارثية مزرية، مما سيخل بالتوزنات ويزيد من شدة السخط والاحتقان.وفي الضفة الأخرى تتسابق الأجهزة لمواجهة هذا الشبح المخيف، والذي قد تكون عواقبه وخيمية وواردة الحدوث ،وهي أكثر خطورة من الورقة التي يلوحها كبير البواجدة " الربيع مازال يدور"واصفا نفيه بصمام الأمان وبارشوك حام من الصدمات اسيدي راه الربيع مشا وجا الخريف . لكن تباشير الخريف ستكون عواقبها أقوى ما لم يُنصَت إلى الاستغاثات التي ترسل من هنا وهناك لمواجهة هذا العدو الفتاك ،كنذرة المياه والشح القاتل بسبب الجفاف الذي يرخي بضلاله بشكل مخيف .فالتسويق للمشاريع المختشمة وإلهاء الشباب بخطة تتشابه ومبادرات تنموية سابقة فاشلة في الغاية والمرامي لم تحقق أهدافها لغياب نوايا خقيقية للدفع بالعجلة "المفشوشة" إلى الأمام ،وهي عملية أشبه بالظمأن الذي يتراءى له السراب... ولما يبلغه يزداد احباطا وينهكه التعب المظني ويجد نفسه وجه لوجه مع المقاومة والإستمرار أو الإستسلام للموت والقدر المحتوم.أضع نقطة وأعود لبداية الموضوع، يتبين أنه من بين القيادات التي يجوز إبعادها حالا مع تساقط أوراق الخريف "مول الحمام الزاجل"الذي أضحى الرهان عليه خاسرا بعد فضائح واقعة "الزرود" وزلات اللسان المتكررة للرجل،فشتان بين التعامل بالأرقام المالية الخالية التي تصب في الارصدة كالماء الزلل ، والخرجات السياسية المميتة ،فالسياسة كلعب القمار،ممكن أن تربح في ضربة حظ واحدة،وممكن ان تخسر كل شي في آن واحد أذا لم تعرف قواعد اللعبة وما يستوجبه الأمر من حسن البديهة وحمولة من "الكاريزما" وليس قراءة الخطب على الشاشات ،فلا يمكن ان تصنع من الجحش حصانا يشق الغبار ويطوي ملتويات الجبال الوعرة. فالربيع انتهى بتسمين "المغرغرين" لكن الخريف،قد يطول ويطول ما لم يستوعب درس الربيع.الذي يجب أن ينطلق من المصالحة الحقيقية مع كل المظلومين والمقهورين المعتقلين ظلما في هذا الوطن لتفادي المزيد من الإحتقان.
ساحة
إدريس لمهيمر يكتب: صواريخ جطو بدأت القصف
بعد أن كثر الحديث والجدال، وارتفع منسوب الإنتقاذات الموجهة لتقارير المجلس الاعلى للحسابات، بمنصات التواصل الإجتماعي الذي بات اليوم يشكل قوة تعبيرية حقيقية عما يخالج نفسية المواطن المغربي، وأضحى يشكل "تيرموميتر" حقيقي لقياس شدة الاختناق الذي يستشعره المواطن تجاه السياسات العامة للدولة، وشرعت حرارة اللهيب في الارتفاع، إثر الردة الحقوقية والاجتماعية التي تعرفها الساحة على مختلف الأصعدة، وباث الوضع السياسي يغلي رويدا رويدا، وهي الرسالة التي إلتقطها صناع القرار، والقائمين على قياس قاعدة الأمن الاجتماعي، وأمام غياب "باشوك جديد" يقي الأجهزة من قوة الصدمة المنتظرة، أمام تزايد شدة الإحتقان، وهنا أستحضر إحدى مقولات صاحب التقاعد السمين "غرغري أو لا تغرغري " لما قال في إحدى خطبه السيزيفية "إن الربيع العربي لازال يحوم ويدور فوق رؤوسنا....قبل أن يختفي هذا الربيع من قاموس لغته الإسلامية التهديدية التي يستعملها كفزاعة للنظام، وأختفى الربيع فجأة من لغته كما تمر سحابة الصيف العابرة، بعد أن قضى وطره من السياسة و"الكوانب" الذين يثقون في خطابه الفاشي "المفروش"، لم يعد هناك الحديث عن إستحضار لا الربيع ولا الخريف بعد فضيحة التقاعد السمين... وقد كان أحد مدراء الجرائد الوطنية الكبرى محقا في حثنا لمواجهة هذا المشروع الاسلاموي، لما طلب منا كمراسلين صحافيين الإنكباب على مهاجمتهم، وترصد هفواتهم وكشف عوراتهم، ولكن "سخونية" رأسي، ونظرا لعلاقات الزمالة التي كانت تربطني بعدد من الاصدقاء بهذا الطيف السياسي فضلت الانسحاب من اللعبة، ومغادرة الجريدة التي أبانت عن تحيز كبير لخدمة أجندة سياسية معينة على حساب أخرى ومعادتها بمل السبل، وسيكون فيها ثمن مصداقيتنا الإعلامية الحرة والمستقلة غاليا جدا.. وحبر قلمنا سيسيل مداده كسيل الدم المغدور وإخترت الإنسحاب على زيف الحقائق ونقل الزور.مرت الشهور والسنون لأكتشف أن المدير الانتهازي الذي باع الضمير والشرف كان محقا في توقعاته من الإسلاميون الجدد، وكنت شخصيا حينها متحمسا لتجربتهم في ترجمة وعودهم التي رفعوا لها شعار، من قبيل القطع مع الفساد والريع والاستبداد، وكنا نمني النفس أن الوضع سيتغير وان واقع الحال سيتبدل، وتصورنا ان صقورهم سيحلقون بنا عاليا في سماء العدالة الاجتماعية والمجالية، والقطع مع الريع لنتفاجئ في آخر الأشواط أن الحكم باع "الماتش " وأن لاشي تغير وإنما الذين جاءوا للحُكم هم أنفسهم من تغيروا.يتبع...إدريس لمهيمر (الحلقة الأولى)
ساحة
بوشعاب يكتب.. هل المرشدون السياحيين المغاربة أميون ؟
"انتم أميون لا تفهمون اي شئ"هذا ماقاله احد المحجرين ( بكسر الجيم) على الارشاد السياحي والقيمين عليه في الإدارة الوصية جوابًا على احد الزملاء بمراكش الاسبوع الماضي حينما سأله الزميل عن مآل الارشاد السياحي بالمغرب بعد الإفراج عن النصوص التطبيقية المجحفةالمتعلقة بالمهنة والتي تحدد مدة اعتمادها الى ثلاثً سنوات بعد ان كانت دائمة.نعت المرشدين السياحيين بالأمية هو أولا وقبل كل شئ قذف ،ولو كان بزلة لسان، ينم عن سوء نية وعن غيض دفين لفئة من الشعب المغربي الأصيل والمتؤصل سماه صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني شعب السفراء .ان زلة اللسان هذه ، وان كانت كذالك، تعد امر خطير جدا وضرب سافر في منظومات الحكومات المغربية برمتها الساهرة على التربية والتكوين والتأطير خاصة حينما يرى مسؤول ان سفراء البلد ( المرشدون السياحيون ) أميون !فإذا سلمنا بذالك ، فكيف إذًا يعقل ان تحمل الدولة على عاتقها مخاض الأعباء المادية والمعنوية واللوجيستيكية والتربوية والتكوينية لتلد أميون وتنيط بهم مهنة اقل ما يقال عنها انها لسان المغرب في حقل الديبلوماسية الموازية ومعادلة لايستهان بها في الحركية الاقتصادية . وهنا تكمن الخطورة التي لم يدركها السيد المسؤول حينما نعتنا بالأميون ناسيا انه كذالك داخل في خانة هذه المهنة وخريج بعض المعاهد المغربية المختصة في نفس المجال.وهنا ارى ان المعادلة ليست صعبة بعدم وجود الفارق بين المحجر ( بكسر الجيم) والمحجر عليه( بفتح الجيم) ويجب ان يوضع في قفص الاتهام من خولت له نفسه ان يعطي اعتمادات الارشاد السياحي لمن وصفهم بالأميين لانه لا يتماشى والقانون المنظم للمهنة ويضرب في نفس الوقت المنظومة التعليمية بالمغرب منذ الاستقلال لانها أعطت زهاء أربعة آلاف شخص دبلومات وشواهد ليعتبروا أميون في آخر المطاف مما قد يعتبر ريعًا .أربعة آلاف مابين مرشدي المدن والمدارات والفضاءات الطبيعية تستنكر وبشدة هذه النعوتات التي كان لها وقع نفسي اكثر منه معنوي عليهم حينما ادركوا ان كل ما ضحوا من اجله من تعليم وتكوين وممارسة ميدانية لخصه مسؤول في كلمة واحدة ( أميون) يقينا منه انه لا يمكن الرد عليه مخافة الزجر مادام يرعى حسب اعتقاده أمة من الأميين أو انه يعبد الطريق لزيادة عدد الأميين في مهنة الشرف ،الارشاد السياحي المغربي . مرشد سياحي أمي
ساحة
الطالبي: بوريطة أكثر صدقية ومن انتقدوه خانتهم ذاكرة الصراع العربي – الإسرائيلي
عبد الواحد الطالبي -في كلام السيد ناصر بوريطة أمام البرلمان بشأن صفقة القرن كثير من الصدقية، فالمغاربة لن يكونوا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين ويقصد بلا شك أولئك الذين خبرتهم دهاليز السياسة وأروقة الديبلوماسية ومنابر الخطابة وجعلوا القضية في مزاد المتاجرة للمساومة على المناصب وعلى المال وكل الامتيازات بقضية فلسطين.لا أحد اليوم أكثر من بوريطة إدراكا ووعيا بثقل الكلمة ووزنها في اللسان الديبلوماسي لاسيما حين يتعلق الموضوع بأمر للولايات المتحدة الأمريكية به اهتمام، ولها فيه دخل وأحرى أن يكون البيت الأبيض معنيا به مباشرة.كان يدري وزير خارجية المغرب ما يقول دون إغفال لمنصبه بصفته وزيرا في حكومة جلالة الملك رئيس لجنة القدس وعلى قطاع سيادي ودون إغفال كذلك للمقام الذي يتحدث فيه وأمام ممثلي الأمة في البرلمان الذي له لدى دول الغرب في أعرافها السياسية وأخلاقها الديمقراطية قدسية وشرعية تكتسب منها الحكومات صفة التمثيل أمام نظيراتها في بلدان الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وبقية دول العالم.وحين أكد بوريطة أن الوحدة الترابية للمغرب هي القضية الأولى بَطَّنَ بذلك مقولته برسالة خاضعة لذاتها في تأدية معناها لمن تلقاها وبعدئذ تجاوب معها؛ فيما أثارت مقالات وتغريدات وبيانات نقعا كثيرا حجب رؤية الدلالات السياسية للجملة التي ما أطلقها على عواهنها ديبلوماسي لم يأت الى منصبه بالسياسة قدر ما ارتقى اليه مما تحمله من مسؤوليات بوزارة الخارجية والتعاون الدولي والشؤون الافريقية.فرؤية الرئيس دونلد ترامب للسلام بالشرق الأوسط ليست شرا مطلقا وهي صفقة مطروحة أمام الفلسطينيين كما تم قبلها طرح عدد من المبادرات العربية والدولية والثنائية الفلسطينية/العربية- الاسرائيلية برعاية أمريكية أو أوربية ما يفتأ الفلسطينيون يقبلون بها حتى ينقلبون.لم يثبت الفلسطينيون الذين يتنازعهم الصراع على السلطة وتمثيل الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ويمزقهم الاقتتال بالوكالة عن أطراف تتسابق على النفوذ الإقليمي والسيطرة السياسية والمذهبية في المنطقة والمحكومة بأجندة دولية وبحسابات ظرفية، على موقف يطمئن إليه الشعب الفلسطيني التواق في الشتات وداخل الاراضي المحتلة الى الاستقرار والى السلم والى التنمية والبناء وقبل كل ذلك الى الوحدة في إطار دولة تطمس كل تناقضات الفئوية والطائفية.وإن رؤية "صفقة القرن"للسلام في الشرق الأوسط على ما فيها من نقاط الخلاف التي اقنع ترامب بقبولها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنجامين نتن ياهو ومعارضه السياسي بيني جانتس لدى استقبالهما الاثنين الماضي في البيت الأبيض، والأخرى التي أسرع الجانب الفلسطيني الى رفضها جملة وتفصيلا، لهي تطور إيجابي غير مسبوق في تبني الإدارة الامريكية لحل الدولتين كخيار للسلام يمكن التقدم بآليات تنزيله في إطار إجماع فلسطيني-عربي ومفاوضات سياسية وحوار دبلوماسي.الذين ينتقدون الموقف الرسمي للخارجية المغربية لم يستحضروا محطات تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي أصبح الفلسطينيون بعد كل عقد من الزمان يطالبون في كل محطة لاحقة بأقل الذي كان بين أيديهم في المحطة السابقة.وقد سئم الشعب الفلسطيني التغذية على منابر الخطابة بالشعارات الرنانة والأيديولوجيات التي استسلم عهدها لعصر الواقعية البراغماتية في ظل العالم الجديد الذي تقوده المنهجية الأمريكية في أسلوب الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.ومثل الشعب الفلسطيني تزداد حاجة الشعوب العربية الى الحرية والكرامة والى الأمن والاستقرار والتنمية الحقيقية التي لا يمكن إرساؤها في ظل مناصبة العداء للولايات المتحدة الأمريكية ومعارضة مصالحها الاستراتيجية في الشرق الاوسط والخليج او بقية دول العالم.والشعب المغربي الذي تواجهه تحديات عديدة إن على مستوى الوحدة الترابية في الاقاليم الجنوبية وفي الشمال بمدينتي سبتة ومليلة والجزر التابعة لهما وإن على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإقرار الديمقراطية واستكمال بناء المؤسسات إضافة الى تأمين استقراره وتحصين حدوده البحرية والبرية في منطقة زحفت نحوها الحروب وتترب بثرواتها الأطماع، لمدعوة حكومته الى تمثل الوضع الدولي في إطار الأحادية القطبية التي تهيمن فيها السياسة الامريكية وحلفاؤها الغربيون.وكان يكون الانتقاد أجدر وأحق لو انتحى رئيس الديبلوماسية المغربية جهة جبهة الرفض واصطف معها سوى لأن الخطة أمريكية والطرف الفلسطيني يرفضها، وتبنى باسم المغرب موقفا راديكاليا يميل ميلا سياسيا بلا ذاكرة قادرة على استرجاع رسالة الملك الراحل الحسن الثاني الى أحزاب الصف الوطني الديمقراطي لما دعوا الى التضامن مع العراق ومع الرئيس المعدوم صدام حسين عند اجتياحه الكويت فيما أمريكا تعبئ التحالف الدولي لغزو العراق منبها الى أنه في ظل هذا التضامن لا يمكنه اسناد حقيبة الخارجية لأي حزب سياسي من هذا الصف في الحكومات المقبلة...أما وأن بوريطة لانَ لسانُه موفَّقا بسلاسة التلميح دون التصريح فيها استجابة بلا قبول ورفض بلا امتناع، محيلا بلباقة ديبلوماسية الى مسؤولية الفلسطينيين في دوائر القرار الى ما يتعين عليهم مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني فيه خلال فرصة أخيرة أتاحها الرئيس الأمريكي قبل الإجهاز النهائي على ما تبقى من غزة- أريحا بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبعد الذي تشهده المنطقة في العراق وسوريا ولبنان والأردن لإعادة تشكيل الخريطة وتفصيل الحدود… فإن وزير خارجية المغرب يستحق التنويه على النباهة والحصافة.وعلى خلاف الذين اعتبروا تصريح رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني بشأن "صفقة القرن"ردا على ما وصفوا به تعبير وزير الخارجية ناصر بوريطة أنه "ملتبس"، فإن العثماني زكى سياسيا الموقف الديبلوماسي للمغرب مع ما يقتضيه الانتماء الحزبي لرئيس الحكومة من تجاوب مع عواطف الشارع الذي ستصدح حناجره يوم الاحد المقبل بشعارات الرفض والشجب والتنديد والاستنكار وينفجر بالأحاسيس القومية التي ولاشك سيكون لصدى صوتها بين فجاج العاصمة الرباط مسمع في البيت الابيض وفي كل منتديات السياسة الدولية والإعلام العربي والأجنبي.لاشك ان المغرب جميعا مع حق الشعب الفلسطيني في إقرار دولته في اطار الشرعية الدولية ولكن مع اعتبار المتغيرات التي يشهدها العالم وانقلاب الموازين وتغليب المصالح الوطنية على ما عداها…ودون ذلك فأي موقف له ما يليه من تبعات الجهل بنتائج العولمة وبالصراع الدولي الجاري على تقاسم مناطق النفوذ وفرض السيطرة الاقتصادية والمالية التي تبيح استعمال كل أسلحة الهيمنة. (انتهى)
ساحة
1
…
30
…
53
الطقس
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
°
°
أوقات الصلاة
مراكش
أكادير
الدار البيضاء
فاس
طنجة
العيون
الرباط
آسفي
وجدة
زاكورة
الصويرة
وارزازات
الداخلة
الجديدة
الراشيدية
الكويرة
الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
صيدليات الحراسة