Category Details – الصفحة 28 – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الثلاثاء 22 أبريل 2025, 21:59
شامة درشول تكتب عن إضعاف العثماني للقوة الناعمة للمغرب في اسرائيل
لأسباب مهنية محضة لم يعد مسموحا لي بالحديث، او تحليل، او نشر، اي معطيات عن المغرب، واسرائيل، والإمارات، وقطر، وعدد من المناطق التي تدخل في مجال عملي، لكني سأخرق بعض بنود الاتفاق لأقول للعثماني، ومن معه: قبل أن تبرر في النسخة الفرنسية لموقع le 360 بأن تصريحاتك باسم الملك، والحكومة، والشعب، بشأن الوضع المستقبلي مع اسرائيل، والتي بررتها بأنك قدمتها كأمين عام حزبك، وليس كرئيس حكومة، عليك أن تعلم أنك تسببت في:-إضعاف القوة الناعمة للمغرب في اسرائيل وبالتالي اضعاف ضغط المغرب على نتنياهو-ساهمت في تقوية الإمارات حديثة العهد بالعلاقات الاسرائيلية على حساب المغرب الذي يعيش دوليا انعزالا لم نشهد مثله من قبل منذ عقود طويلة-تسببت في تفضيل اليهود المغاربة وكذلك اليهود المشرقيين هناك السياحة في الامارات بديلا عن المغرب الذي كان وجهتهم المفضلة-تسببت في قطع الخيط الذي نحاول تقويته بين المغرب والاجيال الصاعدة من يهود المغرب وزرع فكرة "اننا بلد اسمه المغرب متعدد الثقافات وبلد التعايش والتسامح" وحولته أنتبتصريحك الغبي الى مجرد "مغرب عربي اسلامي يقبل ان تكون لتركيا علاقات مع اسرائيل، وتفاوض باسم العرب من اجل فلسطين، ويرفض ان يقوم المغرب بهذا الدور.بغض النظر انه ليس من حقك دستوريا الحديث عن العلاقات الدولية، وبغض النظر على محاولتك احراج القصر من خلال تصريحك ذاك امام شبيبة حزبك، وبغض النظر على تلاعبك بالكلمات ومحاولة تبرير موقفك ل 360 ومن يملك 360، وبغض النظر على انك في اليوم الموالي خرجت تصرح إنك تفخر بملك المغرب "الإصلاحي"، في محاولة ل"كوي لقصر وبخ عليه"، أذكرك أنك قبل ايام من تصريحك ذاك امام شبيبة حزبك غردت على حسابك بمقتطف من موقف باسم الملك من مسجد الاقصى، واستعملته من أجل اقناع اخوانك في حماس وغير حماس بأن هذا موقف المغرب الوحيد، (اذن مالك على لكدوب ومحاولة الهروب والتملص من تبعات تصريحك غير المحسوب؟؟!!!)علما اسي العثماني، كان عليك اكمال "الآية"، أن المغرب الذي يدعم حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني هو نفسه مغرب إمارة المؤمنين الذي لا يمكنه التخلي عن مليون و360 ألف مواطن يهودي مغربي يتواجدون في اسرائيل، وملايين أخرى في العالم، وتواجدوا في المغرب لثلاثة ألف سنة، هذا تاريخ لن يستطيع نفاقك للقصر أن يمحوه بتغريدات، وتصريحات... آه...نسيت مقولتلكش : تذكر انه في 2016 دخل يهود مغاربة يحملون الجنسية الاسرائيلية في حوار معك باعتبار انك "الاكثر انفتاحا على الحوار معهم بين قومك وللصدف اصبحت بعد هذا اللقاء بشهور قليلة رئيس الحكومة" شيء آخر...لو تعلم ما فعله القصر ليمنع ضغط الامارات عليه من أجل التخلص منكم، والثمن الباهظ الذي دفعه ويدفعه المغرب بسبب دفاعه عنكم، وتشبثه بعدم المساس بشؤون البلد الداخلية، لاستحيت، واستحى إخوانك، وأعتقد انك لا تستحي إلا امام كوشنر الذي سيحل بيننا الاسبوع القادم، وعنداك تنسى وتقوليه كلاما خلاف ما قلته امام شبيبتك وفي تغريداتك!!!!محاولتكم إضعاف إمارة المؤمنين زادت عن حدها، وعندك زهر اني ممنوعة من الحديث عن تفاصيل أكثر، وأني في فترة نقاهة، والا كنت صبنتك تصبينة لغدايد
ساحة

الدخول المدرسي في زمن كورونا.. أو الدخول بصيغة اختيارين أحلاهما مر
لـيـس من شك أن الرأي العام الوطني كان ينتظر القرارات التي ستخرج بها وزارة التربية التعليم بخصوص تدبير الدخول المدرسي برسم الموسم الدراسي 2020ـ2021 والذي يحل في ظروف تعرف تفشي غير مسبوق لفيروس كورونا المستجد في جميع جهات وأقاليم المغرب يوازيه ارتفاع لعـدد الوفيات اليومية وضغط كبير على المستشفيات وأقسام العناية المركزة بالإضافة إلى إغلاق أكبر المدن المغربية والتي تعرف تجمعات سكانية كبيرة جدا.وبالفعل، أصدرت الوزارة مساء يوم السبت 22 غشت 2020 بلاغا يتضمن مجموعة من القرارات المُؤطِرة لعملية الدخول المدرسي المقبل، وهي القرارات التي أثارت مجموعة من ردود الفعل على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر عن تخوف أولياء الأمور وغموض الرؤية بشكل عام، على اعتبار أن القرارات المذكورة سَتَـطـرَحُ عددا من الإشكاليات العملية التي من شأنها المساس بعملية التحصيل الدراسي ومبدأ تكافؤ الفرص وجودة التعليم والتكوين.تتمثل أولى هذه الإشكاليات في إقرار الاعتماد على "التعليم عن بُعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 2020ـ2021 والذي سينطلق بتاريخ 7 شتنبر 2020، حيث أبانت التجربة السابقة لهذا النوع من التعليم علىضعف جودته بشكل كبير وعدم استفادة نسبة كبيرة من التلاميذ منه لا سيما أولئك المنتمين للفئات الفقيرة والهشة غير المرتبطين بشبكة الانترنيت أو غير المتوفرين على حاسوب أصلا وكذا تلاميذ المناطق النائية الذين تعرف مناطقهم من عدم وجود صبيب للانترنيت بل وانعدام شبكة الربط بالكهرباء أصلا، كما أن فئة كبيرة من التلاميذ لا تسمح ظروف سكناهم بالدراسة حيث يتواجدون بأحياء شعبية تتميز بكثرة الضجيج والمرافق المشتركة بين العائلات و عادات وتقاليد الاختلاط الاجتماعي بسبب أو بدونه.كذلك، من بين القرارات المتخذة، هناك تخيـيـر أولياء الأمور بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، وهو ما سيطرح إشكاليات أخرى لعل أبرزها هو انعدام مبدأ تكافؤ الفرصبين التلاميذ لا سيما في ظل انعدام جودة التعليم عن بُعد وصعوبات استفادة الجميع منه على قدم المواساة، بل الأكثر من ذلك فقد اشترطت الوزارة على الراغبين في الاستفادة من الـتعـلـيـم الحضوري التعــبـيـر اختيار هذه الصيغة على أن يتم وضع آلية تمكن الأسـر الراغبة في ذلك من التعبير عن هذا الاختيار، بمعنى أن ولي الأمر الراغب في متابعة ابنه للتعليم حضوريا سيكون مُلزما بالتوقيع على وثيقة يتحمل بموجبها تبعات هذا الاختيار مما من شأنه إعفاء الوزارة بالنسبة لقطاع التعليم العمومي و مؤسسات التعليم الخصوصي بالنسبة للقطاع الخاص من تحمل مسؤولية إصابة التلاميذ بمؤسساتهم بعدوى فيروس كورونا المستجد لا قدر الله، لأن الوزارة و معها مؤسسات التعليم الخصوصي ستدفع أمام القضاء بمقتضيات الفصل 230 من قانون الالتزامات و العقود و قاعدة العقد شريعة المتعاقدين...في نفس السياق، ستطرح إمكانية الاختيار المُتاحة لأولياء الأمور إشكاليات أخرى تتعلق بنتائج هذا الاختيار، وكمثال على ذلك يمكن طرح الأسئلة التالية : ماذا لو قام 90%من أولياء الأمور في منطقة تعرف تواجد عدد من الأحياء الشعبية المكتظة بالساكنة باختيار التعليم الحضوري ؟ فهل من الممكن عمليا فرض إجراءات التباعد الاجتماعي بين الطاولات داخل الأقسام وكفاية الطاة الاستيعابية للمؤسسة المعنية ؟ وماذا عن الأساتذة الذين سيكون مضطرين في نفس الوقت إلى تلقين الدروس حضوريا وعن بُعد في ظل اختيار محتمل لمجموعة من أولياء الأمور لصيغة التعليم عن بُعد لأبنائهم ؟ ثم إنه بالنسبة للدوس التطبيقية التي تتطلب حضور التلاميذ بالمختبرات لا سيما ما يتعلق بدروس الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية فكيف يمكن تصور إستفادة التلاميذ من هذه الدروس التطبيقية عن بُعد ؟ وثم على النقيض من ذلك، ماذا لو اختار 95% من أولياء الأمور صيغة التعليم عن بُعد لأبنائهم بمؤسسة تعليمية معينة فهل سيتم تدريس 5% المتبقية من التلاميذ حضوريا وتشغيل المؤسسة التعليمية وأطرها التدريسية والتربوية من أجل تدريس ومراقبة عدد قليل جدا من التلاميذ ؟ أما بالنسبة لقطاع التعليم الخصوصي فهل من المتصور قبول أولياء الأمور لصيغة التدريس عن بُعد من جديد في ظل النزاعات التي تسبب فيها هذا النوع من التعليم لما طالب أرباب المدارس الخصوصية أولياء الأمور بأداء واجبات التمدرس و النقل والمطعمة طيلة فترة الحجر الصحي التي عرفت اعتماد صيغة التعليم عن بُعد، وهي النزاعات التي ما فتئت تـتـزايد في الأسابيع الأخيرة من خلال تسجيل دعاوى استعجالية من طرف أولياء الأمور في مواجهة المدارس الخصوصية التي رفضت تمكينهم من شواهد المغادرة والنتائج المتعلقة بأبنائهم التلاميذ ؟ ثم إن أغلب أولياء الأمور الذين يلجأون للتعليم الخصوصي فإن من بين الأسباب الدافعة لذلك هي رغبتهم في تكليف المؤسسة الخاصة بحضانة أبنائهم و مراقبتهم طيلة اليوم بينما هم في مقرات عملهم، وهو الأمر غير الممكن مع التعليم عن بُعـد.. إلى غير ذلك من الإشكاليات العملية التي ستُطرح في الأيام والأسابيع المقبلة.من ناحية أخرى، قـررت الوزارة تأجيل امتحانات الأولى باكالوريا إلى وقت لاحق، بعدما كانت مقررة في بداية شهر شتنبر المقبل، وبررت الوزارة في بلاغها قرارها هذا بالحالة الوبائية المقلقة التي تعيشها بلادنا، وهو القرار الذي سيطرح إشكالية عملية أخرى بحيث سيجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم تائهين بين التركيز على تحضيرات مواد امتحان الأولى باكالوريا – الامتحان الجهوي الموحد ـ المؤجل إلى وقت لاحق وغير مسمى، وبين متابعة دروس السنة الثانية باكالوريا التي ستنطلق في شتنبـر.كذلك، يُلاحظ إغفال الوزارة اتخاذ أي قرار بخصوص الدخول الجامعي إذ لا زال الطلبة في انتظار يطبعه الخوف بخصوص مستقبلهم الجامعي لا سيما أنهم لم يجتازوا أصلا امتحانات الدورة الربيعية من الموسم الجامعي الماضي، زد على ذلك عدم وضوح الرؤية بخصوص طريقة وصيغة متابعتهم للدروس بالنسبة للموسم الجامعي المقبل الذي تفصلنا عنه أيام قليلة..إذن، وأمام هذه الإشكاليات التي َستُـــمَـيِـز الدخول المدرسي المقبل، فإن المتتبع لأوضاع البلاد والقرارات المتخذة منذ بدء الرفع التدريجي للحجر الصحي سَيُلاحِظَ أن حال بلادنا وما وصلت إليه ما هو إلا نتيجة عادية لمجموعة من القرارات التي أعطت الأسبقية للثانوي على حساب الضروري، ذلك أن التطور المهور لأعداد المصابين والوفيات من جراء فيروس كورونا والضغط الذي تعرفه المستشفيات، حيث كان من الأجدر منع ولوج الشواطئ وإغلاق المطاعم والمقاهي التي لا تحترم البروتوكل الوقائي بشكل صارم ـ وما أكثرها ـ، كما كان من الأجدر عدم إقامة عيد الأضحى هذه السنة باعتباره سُنَة مؤكدة ـ أي غير واجبة شرعا حتى في الظروف العادية ـ وبالتالي تفادي الطقوس المرتبطة بهذه المناسبة التي تتميز بكثرة التنقلات بين المدن والقرى والاختلاط في الأسواق والتجمعات العائلية، مما تسبب في انتشار واسع للفيروس التاجي في أقاليم ومدن وقرى كانت إلى الأمس القريب في منأى عنه كما هو الحال بالنسبة لبني ملال وصفرو وتازة وتادلة وسيدي قاسم والحسيمة والرباط وسطات والحاجب إلى غير ذلك، بالإضافة إلى تأزيم الوضعية الوبائية للمدن الكبرى التي كانت موبوءة فيما قبل كالدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة .. وبالتالي فإن إهمال الضروري ( تحضير الدخول المدرسي.. ) في مقابل التمسك بالثانوي ( العيد و العطلة و العادات و التقاليد المجتمعية البالية..) لا يمكن إلا أن يؤدي للوضع الوبائي المقلق الذي تعيشه البلاد و الذي سيطرح إشكاليات عملية متعددة سَـتُـصعِـبُ كثيرا من عملية الدخول المدرسي لهذا الموسم. بقلم : الأسـتـاذ مـروان اغـربـاوي
ساحة

الصديق الصباحي يكتب: الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء: ملاحظات أولية
الصديق الصباحي -مهندس باحث في الطاقات الجديدة والتنمية المستدامةبمجرد صدور مرسوم تعيين أعضاء الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء بالجريدة الرسمية في عدد 10 غشت 2020، ثارت ضجة في أوساط المتتبعين للشأن السياسي، وذلك نظرا للانتماء السياسي للأعضاء الستة الذين يعينهم رئيسا غرفتي البرلمان، إذ أن كلا من هذين الأخيرين قد أصدر قرار تعيين الأعضاء الثلاثة من الحزب الذي ينتمي إليه، مما أعطى صورة سيئة جدا لهذه الهيأة ذات الدور الرئيس في تحرير سوق إنتاج الطاقة الكهربائية خاصة من مصادر متجددة تفعيلا للاستراتيجية الطاقية الوطنية، وقد طفا على السطح - إثر ضجة التعيينات - مرسوم تعويضات أعضاء مجلس الهيأة مما زاد الصورة سوداوية وأدى إلى تشكيك الرأي العام في جدوى إحداث هذه الهيئة من الأصل.إن كل متتبع لمسار تنفيذ الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي أطلقت سنة 2009 يدرك الحاجة الملحة لتقنين سوق إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة ونقلها وتوزيعها لتمكين المستثمرين والمقاولات المختصة من ولوج سوق حرة لإنتاج الكهرباء. في هذا السياق صدرت ترسانة تشريعية أهمها قانون 13.09 الصادر في فبراير 2010 والمتعلق بالطاقات المتجددة، حيث خول لأول مرة لأشخاص معنويين خاضعين للقانون العام أو القانون الخاص أو أشخاص ذاتيين إمكان إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة إضافة إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بعدما كان هذا الأخير - المكتب الوطني للكهرباء حين إحداثه - منفردا بتهيئة وسائل إنتاج الطاقة الكهربائية التي تفوق قوتها 300 كليوواط. كما صدرت قوانين أخرى لتعديل القانون المشار إليه - القانون رقم 58.15 ومسودة مشروع القانون رقم 40.19 - أو لإحداث المؤسسات المكلفة بتطوير مشاريع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتنفيذها وتمويلها إضافة إلى مؤسسات البحث والابتكار.في هذا الإطار، صدر القانون رقم 48.15 في شهر ماي 2016 في قسمين، حيث خصصت مواد قسمه الأول لمبادئ ضبط قطاع الكهرباء وتضمنت تحديد مهام مسير الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل ومسيري الشبكات الكهربائية للتوزيع - والتركيز هنا على شبكات الجهد المتوسط - إضافة إلى مواد تضبط الولوج للشبكات وموارد مسيري الشبكات ومحددات تعريفة استعمال شبكة النقل وشبكة التوزيع ذات الجهد المتوسط، أما القسم الثاني لذات القانون فقد خصص لإحداث "الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء" وتحديد مهامها وأجهزتها وتنظيمها المالي والمحاسباتي إضافة لمقتضيات أخرى، وقد حددت مهمتها الرئيسة في السهر على ضمان حسن سير السوق الحرة للكهرباء وتولي ضبط ولوج المنتجين الذاتيين إلى الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل.وبغض النظر عن معايير اختيار أعضاء مجلس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، فإنه باكتمال تعيين هياكل الهيئة يبدأ العمل الفعلي لتحرير سوق إنتاج الكهرباء الذي طالما انتظره الفاعلون في قطاع الطاقات المتجددة منذ إطلاق الاستراتيجية الطاقية الوطنية سنة 2009، ومع أهمية هذه المحطة التي تأخرت كثيرا، إذ أن عقدا واحدا يفصلنا عن سنة 2030 لبلوغ %52 من حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني، تشوب الصيغة التي خرجت بها الهيئة والنص القانوني لإحداثها نواقص تجدر الإشارة إليها على أمل اغتنام الفرصة الحالية لتعزيز الدور الضبطي المنوط بها والضروري لتحقيق رؤية الاستراتيجية الطاقية الوطنية، خاصة وأن هذه الأخيرة تحتاج لتحيين يناسب المرحلة الراهنة، فالحاجة صارت ملحة لبلورة مخطط جديد للانتقال الطاقي كما ورد في الوثيقة التي أصدرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي خلال شهر يونيو 2020 مبديا رأيه في "تسريع الانتقال الطاقي لوضع المغرب على مسار النمو الأخضر".أولى هذه الملاحظات وأهمها تظهر في اسم الهيئة ومهامها التي حصرت أدوارها الضبطية في قطاع الكهرباء، ظل هذا الاختزال في الوقت التي يوصي فيه خبراء قطاع الطاقة وطنيا ودوليا بوضع مخططات لتحقيق انتقال طاقي شامل يضم جميع أنواع الطاقة المستخدمة كمواد أولية وكاستعمال نهائي بما فيها قطاع المحروقات، خاصة أن هذا الأخير يعرف اختلالات كبيرة على رأسها مشكل الأسعار وغياب شروط المنافسة بين فاعلي القطاع، الشيء الذي أدى بمجلس المنافسة إلى إصدار تقرير يتضمن غرامات جزائية لشركات المحروقات التي ثبتت في حقها ممارسات مخالفة لقانون حرية المنافسة والأسعار، هذا القرار الذي عرف خلافا بين رئيس المجلس وأعضائه أدى إلى تحكيم ملكي بتعيين للجنة متخصصة للنظر في هذا النزاع، وقد سبق لذات المجلس أن أصدر رأيا حول تسقيف هوامش ربح شركات المحروقات في فبراير 2019 بطلب من وزير الحكامة والشؤون الاقتصادية حينئذ تضمن توصية بوضع آلية لنظامة سوق المحروقات مع منح هذا الاختصاص "للهيئة الوطنية لتقنين الطاقة" كما سميت في تقرير مجلس المنافسة، توصية مماثلة جاءت في الرأي المشار إليه أعلاه للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث أوصى هذا الأخير في الفقرة الخاصة بقطاع المحروقات بتوسیع نطاق اختصاصات "الھیئة الوطنیة لضبط الكھرباء" إلى "ھیئة ضبط الطاقة" بجمیع مكوناتھا لتشمل أيضا متطلبات النجاعة الطاقية في ميادين البناء والصناعة والنقل والإنارة وغيرها.الملاحظة الثانية متعلقة بجوانب هامة لم يشملها قانون ضبط قطاع الكهرباء، أهمها تخزين الطاقة الذي لا يزال يعاني من فراغ قانوني وضبطي باستثناء الإشارات النادرة التي وردت في المرسوم رقم 2-14-541 الذي يحدد اختصاصات وتنظيم قطاع الطاقة والمعادن بالوزارة الوصية لكنه لا يتعلق بالضرورة بتخزين الكهرباء، إضافة إلى معايير تقنية أصدرها المعهد المغربي للتقييس IMANOR، إلا أن مشاريع المنشآت الكبرى لتخزين الطاقة الكهربائية على نطاق واسع، والضرورية للمساهمة في توازن الإنتاج والطلب، تبقى في حاجة ملحة لإطار تشريعي يحدد مقتضيات الترخيص لها واستغلالها بتخزين الفائض في أوقات الذروة لاستخدامه في أوقات الحاجة أو ضخه في الشبكة الوطنية مع ضبط التسعيرة حسب الفترات المتفاوتة في الإنتاج والطلب. ينضاف إلى ذلك حصر مهام هيئة الضبط بالنسبة لشبكة توزيع الكهرباء ذات الجهد المتوسط مما يبقي شبكة الجهد المنخفض خارج التقنين - كما ورد في رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي - رغم الحاجة لذلك لتشجيع الأفراد والمقاولات على الاستثمار في الطاقات المتجددة مع ضخ فائض إنتاجهم في شبكة التوزيع لربح الفارق في فاتورة الكهرباء.الملاحظة الثالثة متعلقة بالتعيينات في مجلس الهيئة من زاوية التخصصات المطلوبة، إذ أن القسم الثاني من القانون رقم 48.15 حدد أعضاء مجلس الهيئة في تسعة أعضاء، ثلاثة منهم يعينون بمرسوم مع اشتراط توفر الكفاءة القانونية في العضو الأول، والمالية في الثاني، والكفاءة في مجال الطاقة في الثالث، بينما الأعضاء الستة الذين يعينون مناصفة بقرار من رئيسي غرفتي البرلمان فقط اشترط فيهم التوفر على كفاءة في القانون أو المالية أو الطاقة، مما يفهم منه إمكان غياب كفاءة أو اثنتين في كل الأعضاء الستة نظرا للصيغة التي يفهم منها التخيير، وقد طرح بشأن التعيينات الأخيرة تساؤلات بشأن مدى إلمام بمجال الطاقة الكهربائية بين الأعضاء الستة، مما يضعف من حضور الكفاءة الطاقية في مجلس الهيئة المعنية بضبط الكهرباء - مع الأمل في ضبط كل قطاع الطاقة أخذا بالتوصيات المذكورة آنفا - علما أن التخصص في الطاقة في حد ذاته تخصصات، مما يتطلب خبرات في توليد الكهرباء من مصادر متجددة أو أحفورية بما فيه التوليد المتوزع (اللامركزي - décentralisé)، وأخرى في شبكات النقل والتوزيع بما فيها الشبكات الذكية (Smart grids)، وتخصصا في التخزين، إضافة إلى التوجه المستقبلي لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة الذي تتطلع فيه المملكة إلى الريادة فيه.تتعدد الملاحظات حول الصيغة التي خرجت بها الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، الشيء الذي يتطلب فتح نقاش بين المتخصصين في المجال إلى جانب النقاش العمومي الذي يجري حاليا، كل ذلك يصب في مصلحة تقوية دور هذه الهيئة ونجاعة ضبط قطاع الكهرباء، والطاقة بمفهومها الأشمل، خاصة وأن المغرب بصدد مراجعة استراتيجيته الطاقية بعد مرور أكثر من عقد على انطلاقها، وذلك من أجل الخروج بمخطط طاقي شامل يضمن استمرار تحقيق الأهداف المحددة سالفا مع تعزيزها بمستجدات تفتح بابا واسعا لريادة المملكة في إنتاج الكهرباء النظيفة والجزيئات الخضراء لبلوغ نمو اقتصادي ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، مع تخطيط متآزر بين جميع القطاعات في نموذج تنموي جديد يجعل المواطن في مركز السياسات العمومية للبلاد.المراجع :1- الجريدة الرسمية عدد 6472 الصادر بتاريخ 9 يونيو 2016 والمتضمن لمشروع القانون رقم 48.15 المتعلق بضبط قطاع الكهرباء وإحداث الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء.2- الجريدة الرسمية عدد 6831 الصادر بتاريخ 18 نوفمبر 2019 والمتضمن للمرسوم رقم 2.19.873 بشأن التعويضات المخولة لفائدة أعضاء مجلس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء.3- الجريدة الرسمية عدد 6907 الصادر بتاريخ 10 أغسطس 2019 والمتضمن للمرسوم رقم 2.20.564 بتعيين أعضاء مجلس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء.4- الجريدة الرسمية عدد 5822 الصادر بتاريخ 18 مارس 2010 والمتضمن للقانون رقم 13.09 المتعلق بالطاقات المتجددة وقانوني إحداث الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والوكالة الوطنية للطاقة الشمسية.5- الجريدة الرسمية عدد 6433 الصادر بتاريخ 25 يناير 2016 والمتضمن للقانون رقم 58.15 القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 13.09 المتعلق بالطاقات المتجددة.6- مسودة مشروع القانون رقم 40.19 المغير والمتمم للقانون رقم 13.09 المتعلق بالطاقات المتجددة بموقع الأمنة العامة للحكومة.7- الجريدة الرسمية عدد 6502 الصادر بتاريخ 22 سبتمبر 2016 والمتضمن للقانون رقم 37.16 و38.16 و39.16 المتعلقة بتغيير في قوانين إحداث ا"لوكالة الوطنية للطاقة المستدامة" و"المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" و"الوكالة الوطنية للنجاعة الطاقية".8- رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي : "تسريع الانتقال الطاقي لوضع المغرب على مسار النمو الأخضر"، يونيو 2020.9- رأي مجلس المنافسة حول مشروع قرار الحكومة بشأن تسقيف هوامش ربح المحروقات السائلة.10- مقال "Stockage d’énergie à grande échelle au maroc : état des lieux et perspectives"، الصديق الصباحي، منشور بتاريخ 7 يناير 2020 على موقع EcoActu.ma.11- مقال "Legislative framework for renewable energy in Morocco"، الصديق الصباحي، منشور بتاريخ 10 مارس 2019 على موقع Renewable Energy World.
ساحة

خواطر صحفي مغربي عايش انفجار بيروت
لم أفلح منذ يوم "كارثة بيروت" حتى الآن، في لملمة واستجماع ما تشتت وتشظى في داخلي من أشلاء ومزق، تناثرت وتكورت في كريات دمي، ذابت في دورتي الدموية ذوبان الدم الفاسد وتجلطه في شرايين موتى محنطين ومنسيين في التاريخ غير المدون.لم أعُد أميز بين أفعال الماضي وأفعال الآتي، كلها تحضر ناتئة متورمة في قواميس الدمار، تتخشب تحت الألسن وتتشظى فعلا واحدا تحت سطوة الخراب والقتل والضياع والفقدان. ** ربما اللغة العربية، أو سواها من لغات البشر الإنسان، لا تحتمل توصيفا دقيقا لما جرى وحدث ونزل ودوّى ثم انفجر ودمّر وخرّب وروّع وقتل، فسوّى كارثة عظمى.يبقى فعل الكارثة حاضرا ناقصا. ما حدث تتبرأ منه اللغة. تنكره الطبيعة. ليس زلزالا ولا فيضانا ولا إعصارا. فعل حاضر يمضي ناقصا لا يقوى على تشريح المعنى. لا يحتمل تجنيده لدى ميليشيات “كان وأخواتها”. هو جُمَلَةٌ لا إسمية ولا فعلية. لا فِعْلَ فيها ولا اسم لها. جملةٌ كشفت سر كل الأفعال والأسماء في أقل من ثانية. وسط دخانها الطاعن في الهواء والسماء يحاول الفاعل التخفي والتستر، كأنه يقول: ها أنا ذا خذوني.من يجرؤ على الاقتراب منه والإشارة إلى قمقمه وتسميته، يعميه الدخان. يحرقه الدخان. يشنقه خيط دخان.هو الدخان فقط، فما بالك.لكن من أنتم؟ من أنتم؟ تقذف بكم لغة المقبور وتهدد موتكم بموت أشد مكرا وموتا.“أيها الطاعنون في الموت.. في الموت”. أيُها القادمُون من منافي الطوائف ومن لغات الأزل والتغزل بحياة الوطن بالأناشيد وبالقوافي.أدخلوا صدوركم وتعلموا البكاء. أحزان جديدة تنتظركم. فلتحتموا بسر النشيد. وانسجوا المراثي المطرزة بالذهب لمواكب الضحايا القادمين.ولكم بعضٌ من الوقتِ لكي ترددوا أذان الله أكبر بنشيد الموتى، وتغنوا مع فيروز “سلاما لبيروت”، ولتكفوا مع نزار قباني وماجدة الرومي عن حث بيروت أن تقوم من تحت الردم.. لأنكم أنت بيروت وأنتم من تحت الردم! فمتى موعد القيامة؟ ** كان يوما قائظا من أيام بيروت الصيفية. يوم مشبع بالرطوبة والتلوث العالي بدرجات لا تقاس إلا بتلوث نخبة سياسية وطائفية مهيمنة.قبل لحظة الانفجار، كان يتردد في النزول إلى بحر بيروت، قال لقرينه: لعلك تتمشى قليلا على رصيف الشاطئ فينقص بعض وزنك، المشي والهرولة يعوضان التدريب الرياضي في القاعات المكيفة. أنظر إلى بطنك زادته قلة الحركة، وزاده المكوث في البيت احترازا من “كوفيد 19″، انتفاخا.لكنه قيظ الصيف. ويغلب الكسل لينهي التردد.أتمدد على الأريكة، أفتح شاشة التلفزيون، أتلهى بالتنقل ما بين الفضائيات المتناسلة بلا حد.لا شيء يعجبني. أفكر في فتح كتاب.واقفا أمام خزانة الكتب أبحث عما يناسب حالتي ومزاجي الصيفي. عناوين كثيرة قرأتها وأخرى تنتظر، يشدني الحنين لتلك التي أحببتها. رواية للبيروفي ماريو بارغاس يوسا بعنوان: “دفاتر دون ريغو بيرتو”، من ترجمة الراحل صالح علماني، ونشرها “دار الفارابي” في بيروت. رواية يمزج كاتبها السياسة بالعبث، ويحبكها بسرد مشوق يحاكي الأدب البوليسي، فيروي لنا عن الثورة والارتداد اليساري. رواية تمتلئ بالخيال وتستدرج قارئها بإبداع ساحر كي ينهي صفحاتها التي تربو على الأربعمائة صفحة (بأحرف صغيرة). قصة رجل مرهف الإحساس وإنساني، لكنه يبدو سخيفا بعض الشيء. هو من منح اسمه الكامل للرواية.ابتسمت. جال بخاطري لعلي أكون أتقاسم مع ريغو بيرتو الإنسانية والسخافة.ما أسخف الإنسان! ما أخسره! ** تنقطع الكهرباء، ويتأخر تشغيل المولد. كأني قلت “شربت كوب ماء”، أو “دخنت سيجارة”. لا شيء يدهش هنا. بل المدهش حد الإثارة الكبرى هو اشتغال الكهرباء طيلة ساعات اليوم الأربع والعشرين من دون انقطاع. الكهرباء معضلة تهدد لبنان الأنوار بالظلام وبالعتمة. ** وأنا في حالة تشبه انتظارا كذاك الذي صاغه بعبث جاد الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيث، سأحس بالبناية كأنها تمايلت، وربما اهتزت. كأنه زلزال. ارتطمت النوافذ والأبواب واهتزت الأرفف، وسمعت ضجة قوية. تسارع الجيران للإطلال من الشرفات والنوافذ. تحمل وجوههم نظرات تزدحم بالأسئلة والفزع وتغوص عميقا في مرأى الهشاشة.سيتحدث البعض عن خرق لجدار الصوت. هذا أمر بات سخيفا، فإسرائيل تعودت على استباحة سماء لبنان وقتما خطر لطائراتها العسكرية ذلك.لم تمض دقائق حتى وصل الخبر ممن لم نزود. وصلت مكالمات هاتفية، وتنافست فيديوهات وصور عبر الأنترنت والواتساب على شرح ما جرى وما حدث. “الزلزال” و”خرق جدار الصوت” لهما اسم آخر. انفجار في مرفأ بيروت. هيروشيما جديدة أطلت.ألكل قرن قنبلته النووية في انتظار ساعة الفناء العظيم؟ ** بدأت القصص تتوالى. قصة انفجار بآلاف القصص والروايات وبآلاف المآسي. أكثر من عدد القتلى والضحايا والمفقودين. ولكل شهيد ما شاء من القصص والحكايات. من قصة علي مشيك حمال في المرفأ، أنهى عمله اليومي الشاق ثم عاد مسرعا إلى شقاوته من أجل خمسة آلاف ليرة. بسعر الدولار الجديد أقل من دولار، وبسعره القديم دولارين ونصف. ربطة خبز. كأن الكاتب الأمريكي بول بولز، وهو في غرب المتوسط كان يعني شرقه، لما نقل رواية المغربي محمد شكري كان يعلم. لذلك أصدر طبعتها الأمريكية بعنوان: “من أجل الخبز وحده”.وإلى قصة ألكسندرا نجار، الطفلة ذات الثلاث سنوات ونصف. وكأن الانفجار يميز بين صغير وكبير. كانت ألكسندرا من ضمن أصغر المشاركين في “ثورة 17 تشرين” تحمل العلم وترتقي فوق كتفي والدها، فتفردت بالخبر لتصبح أصغر شهداء انفجار مرفأ بيروت وارتقت بعيدا صوب السماوات والعلى. ** شكر البعض المسافات، كانوا بعيدين لحظة الانفجار. هي التي أنجتهم وأبقتهم أحياء، لكن قريبين في أتون المأساة ووسط تداعيات الكارثة.هاتفت صديقي سفير المغرب الدكتور محمد غرين، طمأنني، وحكى لي قصة نجاته بأعجوبة. وكان قريبا من مكان الفاجعة الكارثية بالأشرفية. ** في اليوم الثاني خرجت أتفقد الخراب الذي ضرب الميناء والأحياء القريبة. هزني هول الدمار الهائل. واستعادت أوصالي صوت الدوي العظيم.التقيت بمجموعة من الشابات والشبان يحملون المكانس والرفوش، وقد هرعوا لمسح أثر الاعتداء على مدينتهم الجميلة، متطوعين لإزالة الردم الذي طال الأحياء المتضررة. تبادلت كلمات التحية والتضامن مع بعضهم، فتحلقوا حولي لالتقاط صورة بعدما علموا بكوني من المغرب.كم مرة أبكاني مشهد المرأة التائهة أمام الكاميرات تسأل عن ابنها.. “شفتُو لي ابني.. وينك يا ماما.. ابني حلو ومَنيِح وعيونو عسلية.. وكان عندي مدلل مغنج. حدا شافوا”. قلب هذه الأم المكلومة يعلم كقلوب الأمهات. لكنها لم ترد تصديق الخبر الأليمفي أسبوع الكارثة، نزلتُ مع اللبنانيين الباكين الغاضبين المجروحين المكلومين.. ولهم كل أسماء الثورة الحسنى. اجتمعوا قرب المرفأ، عند نصب المغترب اللبناني. وكثيرون يفكرون في الهرب والهجرة. قرأوا النشيد جماعة وهتفوا بأسماء الشهداء، وشجعوا مع ماجدة مدينتهم على الانبعاث من جديد كما عودتهم: “يا بيروت.. قومي من تحت الردم كزهرة لوز في نيسان”.ثم مشوا في مسيرة حاشدة وبالأيادي شموع الشهداء.. غايتهم ساحة الشهداء. شهداء في مواكب الشهداء.ظلت أشلائي صارخة كزجاج جارح يمزق دواخلي ويذبح.كم مرة أبكاني مشهد المرأة التائهة أمام الكاميرات تسأل عن ابنها.. “شفتُو لي ابني.. وينك يا ماما.. ابني حلو ومَنيِح وعيونو عسلية.. وكان عندي مدلل مغنج. حدا شافوا”.قلب هذه الأم المكلومة يعلم كقلوب الأمهات. لكنها لم ترد تصديق الخبر الأليم.كان ابنها حمد العطار من عمال مرفأ بيروت، ثم أصبح في قوائم المفقودين قبل العثور على جثمانه تحت الركام.اعتقدت أنها تختصر كل مآسي الكارثة لكن كل مأساة تنسيك أختها. فكم من البكاء. كم من الألم. كم من الدم. ** في الليلة نفسها، اتصل بي الأهل من الدار البيضاء، وتواصلت مع الأصدقاء في جل مدن المغرب، ومع الأهل والأصدقاء في الدياسبورا بالمنافي الباردة. يطمئنون علي، يسألونني عن تفاصيل القيامة اللبنانية التي لم يذكرها مراسلو التلفزيونات والإذاعات، ينصحني بعضهم بالهروب وبالتعجيل بالعودة.وضعت اسمي ضمن أسماء الناجين في الصفحة الخاصة التي فتحتها خدمة الفيس بوك. تذكرت نفس الخدمة في انفجار 11 سبتمبر وكوارث إنسانية غيرها.هي الحرب تتواصل بشكل آخر وبأسلحة أخرى، أشد فتكا وإبادة. نترات الأمونيوم واحدة منها، والسياسات المذهبية الطائفية المافيوزية من أساليبها وأصابع يدها المغلولة المجتمعة حول الزر والزناد.هي قصة من يحكم لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي تحولت إلى حرب متحدة ومقدسة ضد كل الشعب بجميع طبقاته وفئاته وشرائحه وطوائفه. ** كل يوم افتح فيه عيني أمارس الحداد على الموتى. أتضامن مع الضحايا، وأبكي مع الباكين. وكل منهم لا يبكون مثل أخيه أو ابنه أو عزيزه. وأحيانا أبكي لوحدي وما يبكون مثل “وحدي”. أرفض أن يكون مثل هذا العذاب موجودا على الأرض، فماذا تركوا لعذابات الجحيم وجهنم الموعودة للكافرين. وما حدث أفظع من كل نيران الجحيم. ** في الهاتف، يلح صديق عليّ أن أعود إلى المغرب. أراه في كاميرا الواتساب حليق الرأس، يقترح علي العودة من الحدود البرية. أذكره إني في بلد يطوقه الماء والحروب والأعداء ولا مفر. لا يريد أن يسمعني. يواصل: تعالى من أبو ظبي عبر باريس. كأنه لم يسمع أن من بات هناك وغلق الأبواب.. وهيت لك.ينقطع الاتصال الهاتفي. أتساءل وحدي، من قال إني أرغب في الهرب؟ ** في الأسطر الأخيرة من صفحة النهاية في رواية ماريو بارغاس يوسا، أقرأ:“في الحقيقة لا أعرف كيف يبدو لي الأمر يا ريغو بيرتو. من المؤكد أنه ليس مضحكا. أهو مبك؟ أمر يدعو إلى الغضب؟ حسن، فلنغضب إذا كان هذا هو ما علينا عمله. أهذا ما ستفعله غدا؟ هز ريغو بيرتو كتفيه. وكانت به رغبة إلى الضحك أيضا. وأحس بأنه أخرق”.أنا أيضا مثل ريغو بيرتو أحس بالسخافة وبالضياع ولا أفهم ما علي عمله غدا.لكني في بيروت، مع بيروت ووسط أهل بيروت.أبكي وأضحك.لا حزنا ولا فرحا.كشاهد خطّته أسطر يوميات القيامة.. فانْمَحى.بقلم: عبد الرحيم التوراني
ساحة

تكناوي يكتب عن الزمن الكوروني وسيكولوجية المدرس
محمد تكناوي :أظهرت جائحة كورونا أن الشأن التربوي والتكويني أضحى حاليا اختيار يحتاج الى الاحترافية التي بدورها تحتاج الى امكانيات تقنية وتواصلية و بنيوية ولوجيستيكية كبيرة، طبعا الى جانب خلق مسارات تربوية وتعليمية بديلة، ليس من الدولة فقط ولكن أيضا من الجماعات الترابية والمجتمع المدني ومن كل الفاعلين والمتدخلين في المجال التعليمي، والأكيد أنه لا يمكن تلمس هذا التغيير المطلوب ومطالبة هيئة التدريس بالانخراط فيه دون إخراج المدرس من هشاشة الوضعية وانسداد الافق الذي يعيش فيه فلابد من إعادة التفكير في طرق وسبل التدريس لما بعد زمن كورونا خاصة وان الجهات الوصية على قطاع التعليم تؤكد ان التعليم عن بعد أو التعليم الرقمي لن بعود خيار بديل او تكميلي بل سيصبح مندمج في المنظومة التربوية، تقتضي هذه المستجدات أيضا مراجعة طرق التأطير التربوي وطرق التعامل الاداري وطرق التسيير المؤسساتي ومنهج التسيير التربوي ومراجعة الاستهلاك المدرسي اليومي، و اعادة الاعتبار للفضاء المدرسي وطبيعة الميكنزمات والاليات القادرة على دمج الوظيفة المدرسية بشكل ملموس وحقيقي في قلب المتغيرات التي عرفها المجتمع المغربي خلال ازمة جائحة كورونا، واعادة التفكير بعمق في الروابط بين الرقمنة والتعليم، كلها حقائق تستدعي بل وفي اعتقادي تحتم مراجعة سيكولوجية المدرس هذا الكائن الذي يرتبط بالمدرسة منذ صغره الى غاية سن التقاعد وذلك بالتفكير في مقوماته وخصوصياته النفسية والاجتماعية والمعرفية والتربوية والادارية امور بدونها يستحيل التحدث عن مدرسة منفتحة فاعلة لما بعد زمن كورونا.فكثيرا ما ننسى أو نتناسى ونحن في خضم الغوص في اعماق كينونة رجل التعليم في محاولات لسبر أغوار طباعه وطرق تفكيره ان هذا المدرس دخل المدرسة منذ ان كان عمره ست سنوات واحيانا قبل ذلك ليمكث فيها الى سن التقاعد بتعبير اخر انه تربى بين فضاءاتها وأحضانها طفلا ومراهقا وشابا وكهلا فتشبعت دواخله بممارسات وسلوكات ومعارف وعادات تجعله إلى حد بعيد يختلف عن غيره ممن غادروها في وقت مبكر.ويعتبر عدد من المهتمين والدراسين لسيكولوجية المدرسين ان حب رجال التعليم للمدرسة كفضاء للاشتغال يتحول مع الزمن الى مجرد واجب يومي يغترف في سيرورته من الرتابة والمراقبة المملة، الادارية من طرف المديرين و المراقبة التربوية من طرف المفتشين والذين يتحول وجودهم الوظيفي بدورهم الى مجرد حراس يتناوبون داخل نظام زمني معين يومي ودوري لحراسة المدرس سواء عن قرب اوعن بعد؛ ليصير المدرس ايضا مخلوق مدرسي يعمل بدوره على حراسة من هم اصغر منه سنا وحجما فيتحول الاطار العام الى مجرد لعبة لملا الفراغات .فعالم المدرس هي المدرسة كما سلف القول حيث قضى فيها معظم وقته وبين الاطفال ممن ظل دائما يحاول التقرب اليهم لإنجاح العملية الإيصالية التعليمية التعلمية رغم شساعة المسافة البيولوجية بينه وبينهم فاصبح يجد صعوبة في تملك القدرة على التفاهم مع الكبار فقد تعود على طرق ومناهج الحوار مع الصغار دخل عالمهم واصبح منهم فلهذا لا يجد مكانا وسط الكبار اي من هم في سنه فلهذا يكثر الخلاف ويصعب التفاهم خارج هذا الاطار.و يذهب بعض الدراسين لسيكولوجية رجال التعليم أن المدرس هو انسان لا يعرف من الامكنة بعد المدرسة سوى النقابة والبيت والمقهى والحانة والمسجد كل حسب ظرفية شخصيته فضاءات يمارس فيها لازمته وهواجسه التي لا تبرح مطالبه الاساسية او ازمته الثلاثية المرتبطة بالزمن: ماضي – حاضر- مستقبل ( سلم. سكن . سلف.) فتحول الى كائن سلطوي رافض لكل شيء لأنه اصبح كائنا معلبا كالجذاذة النمطية لدرس من دروسه اليومية وكائن مبرمج كمذكرته اليومية يحكمه هاجس المراقبة والحرص والضبط .بل أن الزمن الكوروني كلحظة استثنائية عمق الشعور لدى المدرس بتراجع هيمنة سلطته المعرفية وتضخم لديه الاحساس بالزوال مع ظهور جيل جديد من الاهداف والبرامج والمسارات تستجيب لمتطلبات التعليم الرقمي؛ من هنا نبدأ ندرك اي تعثر مدرسي محتمل او خلل مستقبلي في المنظومة التعليمية يعود الى المدرس صانع التربية والتعليم فبدونه لا يمكن تحقيق اي تطور تعليمي بمدرستنا مدرسة ما بعد زمن كورونا، ما يستلزم كما أسلفنا أعلاه الإسراع بإعادة النظر في مقوماته وخصوصياته النفسية والاجتماعية والمعرفية والتربوية والادارية، و إعادة لمهنة التعليم رمزيتها وسموها وقيمتها الاعتبارية داخل المجتمع.
ساحة

هل ضاعت حقيقة كورونا بين الإشاعة والمؤامرة؟
تقوم نظرية المؤامرة حسب العالم السياسي مايكل باركون على نظرة ان الكون محكوم بتصميم،كما تقوم هذه النظرية على مبادئ ثلاث:" لا شيئ يحدث بالصدفة ، و لا شيئ يكون كما يبدو عليه ، و كل شيئ مرتبط ببعضه"، و لا تقوم في غالب الأحيان هذه النظرية على أدلة و براهين ، بل على إستنتاجات و تخمينات تغديها في غالب الأحيان عجز البشرية على تقبل الحقائق البسيطة او الروايات الرسمية الصادرة عن الحكومات .و يمكن الجزم بأن هذه النظرية تحتاج الى الكثير من الإيمان ، و الذي قد يعوض الإجتهاد الفكري و العلمي ، كما هو الشأن نفسه في جدلية العقل و النقل التي ارتبطت ب"علم الكلام "، بداية من فرقة المعتزلة منذ السنة 80 ه و الى غاية 130 ه، و هي الفرقة التي إشتهرت في التاريخ الاسلامي بتغليب العقل على النقل ، بينما كان الأصل هو تغليب النقل على العقل ، و منذ ذلك مازالت هذه الإشكالية ترخي بظلالها على العديد من المؤلفات و الكتب ، كما ان حاجة العقل البشري لتفسير كل الظواهر التي تحيط به ، تفرض عليه تغليب العقل و المنطق بدل تقبل التفسيرات الجاهزة و التي يتعين الإيمان بها كما هي .على العموم فإن الغاية تبقى دائما هي نفسها ، لا بالنسبة للحكومات و الأنظمة التي تزود الشعوب ببعض المعلومات قصد تكوين وعي مجتمعي و أيضا ذاكرة مجتمعية قائمة على تصريحات رسمية و روايات معينة قد تكون مدعمة بدلائل و حجج لتخاطب العقل البشري أينما كان ، و على عكس ذلك تقوم نظرية المؤامرة على نفس الغاية و هي مخاطبة الشعوب و تكوين وعي مجتمعي قد يكون ضد الروايات الرسمية ، و ذلك بأعتماد المبادئ الرسمية لهذه النظرية دائما .من اجل هذا الوعي المجتمعي تقوم الحرب الكلامية ، و يتجدد في كل مرة الصراع ، و تكون المعلومة هي السلاح سواء كانت صحيحة أم خاطئة ، و بينما تؤكد الحكومات انها مصدر موثوق للمعلومات الصحيحة و الموثوقة ، يقوم رواد نظرية المؤامرة بتفنيد ذلك ، و دعوة العامة إلى الإيمان بأن كل شيئ مرتبط و ان المعلومات التي تدعي الحكومات انها صحيحة ، ما هي إلا معلومات تهدف إلى إخفاء الحقيقة .سخرية القدر ، و سخرية الزمان ، نراها حينما تنقلب الادوار و تصبح الحكومات تبرر بعض مواقفها او قراراتها بناءاً على نظرية المؤامرة و قد شاهدنا ذلك في دعوة جورش بوش الابن للحرب في العراق ، حين عجز عن تحصيل قرار لمجلس الامن للقيام بذلك ، كما شاهدنا مثلاً الرئيس الحالي لأمريكا حين يتحدث عن جمهورية الصين و مؤامرتها العظيمة في ما يتعلق بكورونا و حول ما إذا كانت أخفت بعض المعلومات حول الفيروس ، و هكذا فقط ... نحن نعيش اليوم حرب المعلومة و حرب الحقيقة الضائعة ، بين قوة الإشاعة و ضعف المعلومة الصحيحة.و على الرغم من أن هذه الحروب ليست بجديدة في ذاكرة التاريخ ، فإن المنتصر فيها اليوم قد يكون حاكم العالم سياسياً و عسكرياً و إقتصادياً ، و إن كان لدينا شك في ذلك ، فما علينا سوى مراجعة تاريخ الحرب الباردة بين القطب الشرقي و الغربي و أساساً بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية ، و منذ ذلك الحين تبقى حرب المعلومة هي السائدة و هي أساس كل الحروب الاخرى ، و هكذا قد يكون منشور على صفحة الفايسبوك يحمل معلومة ما ، أبلغ من إطلاق رصاصة على الحدود ، هذا يذكرني شخصيا بالمقاومة الفلسطينية حينما استعانت بالكتابة على الجدران و اطلاق النكت و القصص القصيرة ضد الكيان الإسرائيلي الذي يحمل بنادق أمامهم ، فما كان تأثير تلك المقاومة الأدبية أبلغ للتعريف بالقضية و إقناع العالم بوحشية الكيان الصهيوني و جبروثه .ختاماً ، يصعب مما لا شك فيه تحديد المعلومة الصحيحة اليوم ، ليس فقط بخصوص فيروس كورونا او غيره ، بل بكل القطاعات و الميادين ، لأن الجميع منخرط اليوم في هذه الحرب المعلوماتية القذرة سواء بعلم او دونه ، كما ان تصرف بسيط عبر مواقع التواصل الإجتماعية مثل " تسجيل الإعجاب" او " نشر منشور" او التبليغ عن منشور سيئ " قد يكون حسب نظرية الفوضى حاسماً في تقرير مصير الأمم دون مبالغة تذكر .عادل أيت بوعزة
ساحة

عمر اربيب يكتب عن العيد بين حرية العقيدة وعقيدة السوق
دائما اتفادى الخوض في القضايا المرتبطة بالخصوصيات والقناعات الشخصية، لان النقاش فيها يبقى رهين منطق ذهنية التحريم ،وان الدعوة الى احترام معتقدات الناس وتحريرها من الوصاية لتصبح شأنا خاصا خالصا قد يجعلك تخوض ربما في سجال بوليميكي غير منتج.لكن هذه المرة في ظل الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة والتي هشمت ما تبقى من المقومات المادية لاغلبية الاسرة التي زج بها في ثلوث العطالة والتهميش والفقر، فان الجهر بان حقيقة عيد الاضحى كما ترسخت في الوجدان والضمير المجتمعي ، قد اصبحت فرضا عينيا وشعيرة لا مناص منها حتى لو وصل الامر للتضحية بالنزر القليل من باقي مقومات العيش .هذا الترسخ يستند على ابعاد متعددة ،دينية ، ثقافية ، اجتماعية، اقتصادية، كل بعد يكمل او يتبث الاخر ويجدره، لهذا فالدعوة لحرية المعتقد وجعل الدولة لا دين لها، وان يبقى الدين شانا مرتبط بالقناعات الفردية، وتكون وظيفة الدولة السهر على ممارسات الجميع لحرياتهم وشعائرهم بشكل علني او سري ، فردي او جماعي، بعيدا عن التدخل او الاجبار او الإقصاء. نقول ان البعد الديني المغيب لحرية الاختيار ،ساهم في تشكل نخب ثقافية تبريرية او داعمة لنبذ الحرية ومجابهتها، مما جعل من بعض الطقوس ظواهر اجتماعية ، ومع انغراس المرجعات التقليدانية المحافظة تحولت الظواهر الى واقع اجتماعي من الصعب وقف زحفه، مما جعل الاقتصاد بدوره يبحث عن موقع له في المعادلة، فاصبح مثلا عيد الاضحى اكبر مناسبة لضخ ملايير الدراهم في جيوب الفلاحين الكبار ،وجزئ من هذا المال قد يتحول الى البوادي لتأمين دورة الانتاج الفلاحي خاصة الموجه للتصدير والاستهلاك الموسمي الداخلي،والذي لا يساهم في تأمين الامن والاكتفاء الذاتي الغذائي.ان ما شهدناه اليوم في عز الازمة التي عمقتها حالة الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي فيروس كوروانا، يؤكد ان السماسرة والوسطاء والشناقة، استهدفوا بالدرجة الاولى الفلاحين الصغار والكسابة منهم اساسا، وبسهولة يمكننا ان نلمس تلاعبهم بالاسعار ، وخططهم الخطيرة للاستحواد على السوق والتحكم فيه ،اشعلوا النار في اسعار الاضاحي، وان المواطن الذي استبيح جيبه قد يلجأ الى استباحة المحظور لتوفير الاضحية ،ليس لانها سنة ، ولكن لانها فرض عين كما جرى ترسيخها وكما تم استيعاب ذلك من طرف المجتمع.كل هذا يتم تحت رعاية السلطات، فغياب المراقبة ، واللجوء الى الرفع الصاروخي للاثمان، والعمل على افراغ الاسواق من الاغنام في لحظات معينة، وتهريب الاكباش وفق خطط تعتمد التنسيق والتواصل الدائم لضبط حركية السوق ،وغيرها من الإجراءات والالاعيب برهنت على ان التحكم في السوق والاثمان يعود للرأسماليين والمضاربينوالاحتكاريين، ويبرز الفشل الواضح للدولة والحكومة في تدبير السوق ويؤكد ان الخطابات حول وفرة الاضاحي وجودتها ، واثمنتها التي تم تقديمها انها في المتناول، كانت خطابات للطمأنة ولاظهار ان الامور " تحت السيطرة " ،هذه الجملة العجيبة التي تخفي الكوارث والازمات وتبين الارتجالية والتسيب وعجز المسؤولين.لم تكن للحكومة الجراة على اتخاذ قرار إلغاء الاضحية ،علما انها تتوفر على كل المعطيات التي تبين العجز الاحتماعي، فيكفي النظر العودة الى تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمندوبية السامية للتخطيط، واعداد الاسرة التي استفادت من الدعم الهزيل لصندوق كورونا، واعداد المقصيات والمقصيين من اي دعم، واعداد الشركات والمقاولات المغلقة او التي تشتغل باقل من طاقتها من اليد العاملة، وعدد العمال والعاملات المسرحين، والجفاف الذي عمق فقر الفلاحين الصغار والمعدمين والعمال العاملات، نقول يكفي الاستناد على هذه المعطيات لتقرر الحكومة إلغاء الاضاحي.اننا في الواقع نؤدي ثمن الارتباط بين الدين والسياسية، وخدمة كلاهما للاقتصاد. فالاستكانة للعادات وتمجيدها وعدم القدرة على طرح البدائل العقلانية ، والقصور في الدفاع عن الديمقراطية الحقيقية والقيم الكونية الانسانية الشاملة، ومنها حرية المعتقد والضمير والوجدان، واستقلالية القرار السياسي وانفصاله عن الدين، وفصل الدولة عن الدين، جعلنا نعيش حالة غير مسبوقة امتزج فيها الفشل السياسي لتدبير ازمة صحية طارئة بتدبير الحقل الديني ، لتقوية عقيدة السوق والاحتكار والدفع فئات عريضة من الشعب للتأزيم ان لم اقل اكثر من ذلك.عمر اربيب
ساحة

تكناوي يكتب عن كوميدي الهامش الراحل محمد الكريمي
غيب الموت صباح يومه السبت 11 يوليوز الفنان الكوميدي محمد بلحجام المعروف اعلاميا وفي الاوساط الشعبية بالكريمي بعد تعرضه لحادثة سير مميتة دخل اثرها في غيبوبة لم يستفق منها؛.الراحل محمد الكريمي فنان الهامش الذي عاش ومات وهو قابض على الجمر، اثث لسنوات طويلة فرحا جماعيا مع بسطاء وفقراء مناطق الكريمات وسيد المختار والحنشان و الشياظمة قبل أن يتمدد في كل الجغرافيات الواسعة لهذا الوطنفنان اسس لسخرية سوداء فريدة في فن الفكاهة تسخر بأسلوب بسيط متفرد منفرد سلس من ناهبي المال العام و من التماسيح والعفاريت ومن سارقي فرح البسطاء والفقراء ، سخر من الرشوة والاستغلال والاحتيال والزبونية ، فنان نهل من معين الحلقة ومن سمر احراش اولاد الدوار ومن قفشات الاعراس و طرائف حفلات البادية.فنان عبر عن هموم وقضايا هامش الانسان البدوي المغربي اينما تواجد بعيدا عن مقاس العروبي والفاسي والشلح والجبلي والمراكشي ، فنان رسم الابتسامة على الوجوه بعفوية وتلقائية وبطريقة الطرول التي كان احد مبدعيها، امتلك ثروة فكاهية راقية تعالت عن الضحك المرضي و عن الميوعة، فكاهة تأسس لضحك تلقائي جماعي يبشر بالحب والبساطة والفرح والمساواة والعدالة.الكوميدي المرحوم الكريمي هو وثيقة صوتية أنثروبولوجية تعكس في ابداعها التنوع المدهش لهذه المناطق ونمط عيشها وتمثلاتها وعلاقتها بالأرض والانسان- في اسمى تجليات مفارقاتها وتقابل مفاهيمها المتناقضة.الراحل رائد الاضحاك التلقائي المرتجل الذي يمتح من معجم البادية كان صرخة جميلة عفوية في وجه الرداءة وضد ضحك المغربي على نفسه حيث يضحك الفاسي من غباء العروبي والرباطي عن تخلف الجبلي. فكاهي عاش في الظل تمتع بخجل الكبار فكان بحق صرخة عميقة ضد القبح وضد فقدان الذاكرة وتأصيل لعمق تمغرابيت التي نحملها جميعا .عاش في الظل بعيدا عن عدسات الاعلام الرسمي التي لم تمنحه حقه لكن الجمهور اعطاه كل الحب والتقدير الذي يستحقه.رحم الله محمد الكريمي فكاهي الهامش والناطق الرسمي الساخر باسم الفقراء والبسطاء.محمد تكناوي
ساحة

هل تملك وزارة الثقافة استراتيجية لحماية المبدعين وتنميتهم؟
محمد أديب السلاوي-1-المتامل في الساحة الفنية المغربية، بما تحتضنه من فنون وابداعات سيجدها تعج بالجمال، تساهم بقوة في التعبير عن خصوصيات المغرب العريق، المغرب الراهن والمغرب المتطلع للالفية التالتة/سيجدها تساهم في التعبير عن الكائن والممكن بالحياة المغربية.ان الرسم والتصوير والخط والهندسة والتصميم وفن العمارة والنحت والفنون التطبيقية والموسقى والغناء والرقص والسينما والمسرح والشعر والحكايات والتراتيل والتجويد والفن الحركي والسيرك والالعاب السحرية والبهلوانيات والتهريج ومسرح الميم هي ابداعات هذه الساحة الواسعة التي تستقطب المبدعين والمهندسين والكتاب والشعراء والعمال والتقنيين، والتي تكمن اهميتها الاقتصادية في خلق فرص للعمل وفي الاسهام في زيادة الناتج المحلي الاجمالي وتنمية اقتصاد البلاد.من جانب اخر تشكل الساحة الفنية المغربية بابداعها المتنوع بابا واسعا ومؤترا لنقل المعارف وتعميق التواصل مع الشعوب والثقافات والمساهمة في توطيد العلاقات والمشاعر الانسانية بيننا وبين الاخرين، فهي تبين للعالم جمال الريشة والصوت والحركة والكلمة والنغمة. اعطت/تعطي لمسالة الحوار بين المغرب والعالم مفاهيمه العريقة التي نبدت دائما كل ما يمت الى العنصرية والارهاب والعنف والاستعمار بصلة..-2- نعم، ان النشاط الفني بمختلف جوانبه يشكل مساحة واسعة للابداع وللمعرفة وللحس الجمالي/مساحة تعكس مظاهر متفوقة من مظاهر الحضارة بقيمها، فهي لذلك تحتل اهمية كبرى في تقدير الامم والشعوب لقيمها ولحسها الجمالي.الفنون كالعلوم الانسانية والفلسفة والادب والترجمة وعلم الاجتماع والاعمال الفكرية، تمتل حجر الزاوية لازهار وتقدم اي حضارة انسانيةوالفنون بكل اصنافها اضافة الى ذلك تمتل نواة لصناعة مجتمع متقدم، متحضر، تقوده ابداعاته الفنية الى التطور، حيت تساهم هذه الابداعات في صناعة وعيه وانفتاحه على العالم وحضاراته من اجل انتاج مناخ مجتمعي /راقي يتسم بالاستقرار النفسي والاجتماعي.مغربيا،كانت الفنون على مر التاريخ بكل اصنافها وابداعاتها، تساهم في التطور الحضاري ، عملت /وتعمل دائما من اجل حضارة مغربية متفردة. ،اذ كانت الفنون باستمرار نواة اساسية من مكونات تقافتنا الانسانية/ كانت ايضا الوسيلة المتلى لحفظ هويتنا ولحوارنا الحسي مع العالم.-3-في خضم دفاع الساحة الفنية المغربية عن هويتها وهي تنتمي الى كل الازمنة والعصور، والى كل الجدور واللغات المحلية المترابطة على الجسد الوطني، برزت اسئلة على مستوى كبير من الاهمية حول علاقتها بالثقافة الوطنية وقيمهاوقضاياها الفكرية.على مستوى البحت العلمي كانت الثقافة والفنون تعكسان دائما كافة الحقائق التي تدور حول الذات وحول العالم تساهمان في بناء شخصية الفرد وتقوية وتنمية قدراته وتكيفه مع الابداعات المتعددة وعلى استيعاب الثقافات المختلفة والتواصل معها.وعلى مستوى الواقع الحي عندما ترتبط الفنون بثقافة المجتمع وبالقضايا التي تسوده تصبح الفنون اداة فاعلة لتحسين جودة الحياة/لتحسين الصحة العقلية والنفسية لتعزيز المشاركة المدنية..من اجل وضع الفن في موقعه الثقافي الصحيح لاداء دوره الريادي رفعت الحركة الفنية المغربية مند امد بعيد الى جانب الحركة الثقافية المغربية شعارات تنادي بالحرية والعدالة وحقوق الانسان، وببت مشاعر الهوية المغربية في كل برامج ومناهج واستراتيجيات وزارة الثقافة في المغرب الراهن. وهو ما يعني ان وظائف جديدة اضافيةاخدت تناط بالثقافةوالفنون، في عصرنا الحديت، منها صيانة الذاكرة والمخيلة المبدعة والاسهام في بناء مجتمع المعرفة وتقوية اساسياته والارتقاء بالوعي الفردي والجماعي والتشبع بقيم الجمال والخير ومبادئ المواطنة.-4-السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة على الساحة الفنية المغربية اليوم وهي تعاني من الاهمال والتهميش وانعدام التخطيط العلمي، يقاسي العديد من روادها، كتاب ومبدعين من التهميش القاتل : ماهي استراتيجية وزارة الثقافة لتنمية هذه الساحة وتأهيلها للقيام بادوارها وانقاذ روادها....؟نعتقد ان كل شئ اصبح واضحا اليوم امام المسؤولين، وان احداث مجلس اعلى للفنون ، وصندوق للانقاد اصبحا ضرورة ملحة لقيام الفن المغربي بادواره ومهماته الثقافية والاجتماعية والحضارية.افلا تنظرون......؟
ساحة

تكناوي يكتب: زمن كورونا.. وأفول الخطاب السياسي الشعبوي
من نافلة القول أن فيروس كورونا الذي صنفته منظمة الامم المتحدة على انه جائحة عالمية، لم تكن له تأثيرات مباشرة على العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدولية الراهنة فقط، بل كانت له أيضا تداعيات على استمرار و مستقبل التيارات السياسية الشعبوية التي هيمنت خلال العقدين الاخيرين، والتي تمكن زعمائها و قاداتها من الوصول الى السلطة في عدد من البلدان المتقدمة وحتى بعض الدول النامية.وقد ساهم الانتشار السريع لهذه الجائحة التي عصفت بالبشرية جمعاء، في كشف موقف القادة الشعبويين من العلم والمعرفة ، كما اظهر مدى استهتارهم بالتنبيهات والتحذيرات العلمية حول خطورة هذا الفيروس الأحمر، الشيء الذي يفسر تأخر عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة الامريكية وانجلترا وغيرها، على تبني اجراءات وتدابير استباقية لتطويقه مما عمق حجم الخسائر ورفع عدد الضحايا والذين كان بالإمكان تجنبهما.والشعبوية كما هو معلوم مصطلح جد شائع ، تم تداوله بشكل واسع خلال العقود الاخيرة كما سلف الذكر، خاصة بعد انحسار دور دولة الرعاية الاجتماعية، و بروز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي اصابت عدد من الدول نظرا لارتفاع نسبة البطالة والهجرة  وتدني مستوى القطاعات الخدماتية و كذلك زحف وهيمنة العولمة.يحدد قاموس بوتي روبير الشعبوية بانها "خطاب سياسي موجه الى الطبقات الشعبية، قائم على انتقاد النظام ومسؤوليه والنخب". اما الباحث الامريكي مارك فلورباي فيحددها هي "البحث من قبل سياسيين يحظون بكريزما عن دعم شعبي مباشر في خطاب عام يتحدى المؤسسات التقليدية الديمقراطية". وكما يتضح فهذه تعريفات غامضة وعائمة وتفتقد الدقة، وهو ما دفع عدد من الباحثين للإقرار بصعوبة تحديد معناها ؛أيضا الشعبوية هي كلمة تثير تجاذبات فكرية وتعني ظواهر في غاية الاختلاف، والصعوبة تكمن ايضا حسب البعض الاخر في كونها استعملت او استخدمت للتنديد وليس للتوضيح ، وهي مصطلحا وليست مفهوما.ولعل الشيء الوحيد الذي تجمع عليه هذه التعريفات او الجامع المشترك بينها انها تتفق على أن الشعبوية تدعوا الى الشك في النخب والسياسة السائدة و العداء للمؤسسات القائمة.وهناك من رأى في الشعبوية ايديولوجية، ومن رأى فيها حركة سياسية، وباستحضار عدد من الدلالات والاستعمالات التي يحيل اليها هذا المصطلح، فالشعبوية قد ترمز الى كل ما هو ضد المؤسسات بصرف النظر عن العمق الايديولوجي، ومن جهة اخرى يتم في احايين كثيرة الربط بين الشعبوية ومشاعر الغضب والتذمر اتجاه النخب؛ويمكن اعتبار أن مصطلح الشعبوية استعمل في البداية لوصف حركات سياسية مختلفة ظهرت منذ تسعينيات القرن الماضي، حركات تم منحها هذه الوصفة الجديدة في عالم السياسة حيث تم تداولها بين باحثين واعلاميين ومعلقين سياسيين، تمثلت في جبهة لوبيز في فرنسا وروس بيرو وبوشانون في الولايات المتحدة الامريكية وبرلسكوني في ايطاليا، وقد حاول باحثين في علم السياسة سبر اغوار ظاهرة الشعبوية وطرح استفهامات حولها من قبيل هل هي حكر على اليمين هل شكلت تهديد للديمقراطية وهل هي جزء من اللعبة السياسية في زمننا المعاصر وهل كانت الشعبوية حكرا على النازيين والفاشيين واليمين المتطرف واليسار الرديكالي الى غيرها من التساؤلات ؛وبالنسبة للمغرب اعتقد ان بروز الشعبوية كان ثمرة فشل المشروع المجتمعي المسطر في برامج الاحزاب والاجندات السياسية وتمريره عبر المؤسسات الرسمية، فلا غرابة ان يصل الى مركز القيادة خلال الحقبة الاخيرة في عدد من الاحزاب اشخاص مثل شباط ولشكر وابن كيران والياس العماري، والانتصار أو بالأحرى الانتشار الذي حققه الخطاب الشعبوي مرده أن القوى السياسية لم تكن قادرة على انتاج قيم فكرية تواكب متطلبات وانتظارات الشعب المغربي، كما ان للوصولية والانتهازية جزء من هذا الحضور حيث ان الثقافة النفعية ادت الى خلق جمود تنظيمي ومذهبي للأحزاب ، "حزب العدالة والتنمية الذي استفاد من الحراك الذي أحدثته حركة 20 فبراير واستغل مخاوف النظام وامال شرائح مجتمعية واسعة في تغيير اصلاحي حقيقي" ليهيمن على المشهد السياسي المغربي.و ختاما لما قبل يمكن الجزم ان الخطاب الشعبوي الذي غزا عدد من البلدان خاصة بأوروبا، لم تستطع كثير من دولها الصمود امام ضربات كورونا ، فعجز زعماءها على التعامل بما تقتضيه الظرفية مع تداعيات هذه الجائحة، فظهرت معارضة شرسة لهذا الخطاب الذي كان حتى وقت غير بعيد رنانا وجذابا للعديد من الشرائح الاجتماعية واصبح خطابا مستفزا للراي العام، وتم التراجع عن الكثير من القناعات والمفاهيم ، خاصة وأن من بين دعائم الخطاب الشعبوي هو عدم ايمانه بمبادئ حقوق الانسان وتسعيره للعنصرية وشيطنة الاخر المختلف عرقيا او دينيا ونشره غرائز الخوف والكراهية وسخريته من قيم المساواة والتسامح والاحترام، في حين جعلت جائحة كورونا البشر متساوين امام العدوى وامام الموت، فأعادت للعالم وحدته وترابط مصائر مجتمعاته، وعرت سطحية التيارات الشعبوية الحاكمة بعد فشلها في مواجهة هذه الجائحة وعجزها عن التخفيف من اضرارها وكذلك سطحية ولا واقعية الحلول التي اقترحتها ، واعلانها انهزام قيم الفردانية وانبعاث قيم التضامن الاجتماعي والانساني وتجسير العلاقة بين المجتمع والدولة.والاكيد ان عهد ما بعد جائحة كورونا سيكون مختلف عن عهد ما قبلها.
ساحة

تكناوي ينتقد تصريحات رئيس رابطة التعليم الخاص
محمد تكناوي :حبلت البرامج الاذاعية والاستضافات التلفزية ومنصات التواصل الاجتماعي في المدة الاخيرة بسلسلة من اللقاءات التفاعلية عن بعد تضمنت الوجوه والاسماء نفسها التي تحضر كل اللقاءات وتدلي برايها في المواقف والقضايا والحوارات نفسها حول التوتر القائم بين التعليم المدرسي الخصوصي والأسر، وهي تردد التصريحات علينا، التي حفظها الجميع عن ظهر قلب الصورة بئيسة وتدعو الى القلق حين تعجز عن التقاط الاشارة من اللحظة المفصلية التي تمر منها المنظومة التعليمية والتربوية المغربية في ضل جائحة كورونا.مناسبة هذا التقديم هو مجريات برنامج " أسئلة عن فيروس كورونا " الذي بتته القناة الثانية ليلة أمس الاربعاء 17 يونيو 2020 والذي استضاف من خلاله منشط البرنامج صلاح الدين الغماري مرة أخرى عبد السلام عمور رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب المثير للجدل الى جانب نور الدين عكوري رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات الآباء، ومسؤول مركزي بوزارة التعليم. وقد تتبعت كما تتبع المغاربة باستهجان كبير تصريحات رئيس رابطة التعليم الخصوصي المتزامنة والمتكاملة بين الجشع والتهافت واللهطة والجهل بأبسط قواعد التواصل وأدبيات الحوار.فالسيد رئيس ما يسمى رابطة التعليم الخاص وطيلة دقائق البرنامج حاول الركون بل الهروب الى الحلول البسيطة وعرض اجراءات عامة مستهلكة غير حاسمة والاستكانة الى تكريس ظاهر الخلاف . فكانت تدخلاته هجينة وهشة وعاجزة عن اطفاء الحرائق التي استعرت بين المدارس الخاصة والاسر في كل جغرافية من جغرافيات هذا الوطن.فكما عودنا السي عبد السلام عمور الذي استفاد من مساحات زمنية ممتدة على وسائل الاعلام الرسمية والإلكترونية حيث بقي وفيا لقواعد ودوافع اطروحة مول الشكارة الموغلة في السطحية والاختزالية والضحالة والسخافة. كنا ننتظر منه في هذه الخرجة ان يقدم على خطوات كتعبير عن حسن النية لتهدئة الاوضاع بعيدا عن منطق المنهزم والمنتصر لكنه اصر مرة أخرى على التغريد خارج السرب وعلى اوثار تكرس تكرار واجترار تصوراته الجاهزة التي تعبر عن اضطراب الرؤية وغياب الجهد الذي تفرضه تجاذبات وتطورات هذا النزاع القديم الجديد بين الاسر والمدارس الخاصة.و المتتبع لكرونولوجيا تطور وتشعب هذا الخلاف لا بد وان تستوقفه جهود الفيدرالية الوطنية لجمعيات امهات وآباء وأولياء التلاميذ ومعها الاطياف الجمعوية الأخرى التي أبانت عن قدر كبير من النضج والوعي والادراك والشعور بالحس الوطني التضامني عبر استحضار كل الحيثيات والواقع الاخلاقي والقانوني والانساني وبما تستدعيه مستلزمات المرحلة التي تقتضي التعاضد وجعل مصلحة الناشئة ومصلحة الوطن فوق كافة الاعتبارات الاخرى كيفما كانت؛ ونعت السي العموري لهذه الجمعيات في ذات البرنامج بعدم المسؤولية نعتبره انزلاق غير محسوب العواقب لن يعمل سوى على صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة بين الاسر وهذه المؤسسات. ونسف ما تبقى من جسور التواصل والتقارب.وبغض النظر عن المبررات اللحظية التي ساقها رئيس رابطة التعليم الخاص والتي لا تلزم سوى شخصه واللوبي الذي يمثله ، اعتبر شخصيا أن مطالب المؤسسات الخاصة بأداء مستحقات اشهر الجائحة، هي تفتقر الى السند القانوني فالسي عمور يعرف ربما اكثر من غيره ان المستحقات الشهرية تؤدى مقابل خدمات مادية واقعية وليست افتراضية كما هو متفق عليه، والخدمات المقدمة حاليا من طرف هذه المؤسسات غير مستوفية لشروطها التنظيمية والقانونية بغض النظر عن مدى استيفاءها للمستلزمات البيداغوجية والتحصيلية، وبالتالي فمن المنطقي والعادي ان يتم الاعفاء التام للأسر المتضررة واداء نصف المستحقات بالنسبة للباقي.وفي الختام ان نقطة الضوء الوحيدة في مرور السي عبد السلام عمور في برنامج القناة الثانية التي لم تكن موفقة هو اقراره ان احتدام الصراع بين الاسر ومؤسسات التعليم الخصوصي ليس جديدا بل هو نزاع قديم له امتدادات في الماضي وجائحة كورونا عجلت بإخراجه الى العلن و هو غيض من فيض واجبات التسجيل الباهظة وتعريفات التامين والرسوم الشهرية وغيرها ، وفعلا وكما قال اخواننا التونسيين لقد هرمنا من اجل هذه اللحظة التاريخية التي انتظرناها طويلا والتي ستعيد التعليم المدرسي الخصوصي الى حجمه الطبيعي وجعله تعليم خاص مواطن متشبع بمبادئ وبروح المرفق العمومي قريب من انتظارات وامكانات وتطلعات الاسر المغربية.
ساحة

أربيب يكتب : من الازمة الصحية إلى أزمة حقوق الطفل
بكل  تأكيد  نلمس أن وضعية الاطفال خارج اهتمامات وبرامج الحكومة في زمن الحجر الصحي، وهو انعكاس لما كانت عليه حقوق الطفل قبل الجائحة، إلا أن الوضع تعمق واستفحل بشكل قد يؤدي الى الكثير من الاضرار ،  بما فيها النكوص والتراجع على ما تراكم من مكتسبات جزية ، بفض عمل بعض المنظات المهتمة و ضغط الامم المتحدة وبعض وكالاتها والبرامج الدولية  التي فرضت استدماج برامج موجهة للطفل في السياسات العمومبة للدول ، اننا نخشى نكوصا غير معلنا  لحقوق الطفل وتقلصا في المشاريع الموجهة لخدمته و تنامي الظواهر الاجتماعية السلبية، وتسريع بروز المخاطر على الطفولة، فمعاناة الاطفال لا تثير اي نقاش او اهتمام او حتى التفاتة من طرف المسؤولين وحتى المجتمع ونخبه التي يبدو ان لها انشغالات اخرى وتنظر لقطف تضحيات المواطنين والمواطنات ،والتزامهم رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية بالاجراءات والتدابير التي فرضتها الجائحة.ففي الدول التي تحترم نفسها ،فان اولى الإجراءات لتخفيف الحجر الصحي كانت في اتجاه تخفيفه على الاطفال عبر تمتيعهم بالتنزه والترفيه وارتياد الحدائق العمومية، والابداع في طرق التخفيف من ضغوطات الحجر الى درجة توجيه نداءات للاباء والامهات لحثهم على إعطاء مزيد من الرعاية لابناءهم ، وتقليص مدة تعاطيهم مع الدروس التعليمية عن بعد ، ووضع اليات للاستشارات في مختلف المجالات، والدفع في انتاج وتعميم برامج اعلامية موجهة للطفولة لاخراجها من الروتين اليومي وطقوس الجائحة .المشكل عندنا ان الدولة فرضت على الاطفال ان يعيشوا يوم بيوم بل دقيقة بدقيقة تفاصيل واكراهات الجائحة.غاب عن الحكومة بلورة برامج موجهة للاطفال  عبر وسائل ووسائط الاتصال، كما انها كانت عاجزة عن صيانة حقهم في الترفيه واللعب ولو جزئيا ، الا انها ابدعت في في الرفع من معاناتهم النفسية الى درجة اصابات في صفوف بعضهم بالاكتئاب.الحكومة ومؤسسات الدولة ،عمقت من معاناة الفئات الهشة داخل المجتمع ومنها الاطفال في وضعية صعبة ، او كما يحلوا ان ينعتهم ب" اطفال الشوارع"، وكما افضل ان اسميهم الاطفال ضحايا السياسة الاجتماعية، اطفال بدون مأوى  وبدون أية رعاية اجتماعية.قد انسى المراحل الصعبة لحالة الطوارئ والحجر الصحي ، وقد اتناسا مخلفاتها الجائحة  على النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لكني لن انسى صورة ، طفل يافع يحمل بين دراعيه زميله في المعاناة ويتبعهما طفل اخر يحمل امتعة رفيقه، والكل متوجه لمستشفى ابن طفل بمراكش لعرض الطفل على الطبيب، وتحديد حالة صحية وربما كان مصابا بفيروس فيروس كوفيد  19.لن انسى هذه الصورة لما تحمله من معاني ورمزية الصدق والوفاء للصداقة وللمصير المشترك.انها صورة ستبقى خالدة في ذهني وجوارحي وتعلمني الكثير ،لانها بكل بساطة  تجسد قمة النبل الانساني، وتساءل ضمائرنا ما العمل اتجاه هذه الفئة من ابنائنا وبناتنا، فئة غالبا ينظر اليها بازدراء واحتقار، وانها مجموعة من المنحرفين ، وكأنها هي من اختارت هذا الوضع،  ومن رسمت معالمه بوعي وتخطيط مسبق ، فبدل مساءلة السياسة العمومية وافلاسها نتوجه بجلد الضحية وانكار حقوقها، وتحميلها مسؤولية وضع فرض عليها قسرا مصحوبا بعنف متعدد الاوجه والاشكال.ان فئة  الاطفال تعد من اكثر المتضررين ومعاناة بعضهم مضاعفة ، فالاطفال المتخلى عنهم ،اي الذين يعيشون بالشارع تم ايواء بنسبة  ضئيلة منهم في مراكز تفتقد فعلا للرعاية ، وفئة أوجزء منهم تم اعتقاله ، وبمادرة من رئاسة النيابة العامة تم تسليمهم لاسرهم وعلى الاقل لم تتم متابعته قضائيا باعتبارهم في نزاع مع القانون، والواقع انهم في نزاع مع الفقر والتهميش والاقصاء.تدبير النيابة العامة لم تواكبه ولو إجراء واحد يمكن هؤلاء الاطفال من الاستقرار  داخل اسرهم ، والعمل على اعادة ادماجهم في المجتمع. كما ان الغالبية العظمى من هذه الشريحة بقيت تعيش وضعية الشارع دون ان تلتفت لها الوزارة المكلفة بالاسرة والتضامن والرعاية الاجتماعية، ودون اي اهتمام من المجالس المنتخبة التي قام بعضها بعمل جد محدود ومحتشم .هناك فئة اخرى تعاني دون اكثراث من طرف المسؤولين وقد تحولت  معناتها الى مأسات ،انها فئة الاطفال في وضعية اعاقة ، واطفال التوحد،فقد حرموا من المواكبة الصحية والعلاج وتقويم السلوك ، والحق في التعليم ولو عن بعد الذي فطنت له الحكومة بشكل متأخر، ناهيك عن حرمانهم من الرعاية الاجتماعية وكل مستلزمات العيش الكريم، لقد عاشت اسر الاطفال والمعاقين واطفال التوحد، صعوبة في تلبية حاجياتهم  المتعددة والحرمان بدورهم من  الحق في الترفيه واللعب، فتقييد حركتهم، خلق ازمات نفسية  انضافت إلى  اعاقتهم ، وجعلت الآباء والامهات امام سيل جارف من الاسئلة المقلقة والمحرجة خاصة بالنسبة للحالات التي تحتاج للمرافة والمتابعة الطبية الدائمة.ومن الظواهر التي تفاقمت في ظل الجائحة وما فرضته من إجراءات وطوارئ وحجر صحي، تنامي العنف الاسري  سواء بشكل مباشر في حق الاطفال ، وبشكل ضمني من خلال العنف اتجاه النساء والذي غالب ما يتأثر به الطفل، ورغم محاولات الدولة معالجة شكاوي العنف الزوجي او الطرد من بيت الزوجية او الاحتجاز بها ، فان الإجراءات المتخدة أبانت عن قصور واضح ، وان التبليغ عبر المنصات المحدثة من طرف النيابة العامة لم تكن كافية ، لان اغلب النساء ليس لهن العلم بها او لا يتوفرن على امكانيات التشكي عن بعد، واما انهن لا يسمح لهن بذلك من طرف الزوج ، اضافة الى عدم اخذ كل الشكاوي بالجدية اللازمة، عبر فتح التحقيقات الضرورية وباقصى درجات الاستعجال. كما ان غياب المواكبة الطبية والنفسية والاجتماعية للنساء المعنفات اثر بشكل واضح على الاطفال، الى  تشريدهم وامهاتهم او القبول مجبرين بالعنف  واثاره  المدمرة لنموهم الجسدي والفكري والعاطفي.ان اطفالنا يؤدون ثمن فشل السياسات العمومية، ثمن اتساع دائرة الفقر والتهميش، ثمن الحرمان من مستوى معيشي لائق لأسرهم ولهم. اطفالنا بقوا خارج اهتمامات الحكومة ولم تلتفت لهم في عز الجائحة، كثيرون حرموا من التعليم عن بعد وبالتالي انقطعوا عن الدراسة، ولا اعتقد انهم كلهم سيعودون لفصول التعلم، لان منهم من بدأ في عمالة الاطفال خاصة من المهن الزراعية  باجر او بدون اجر، كالجني، والرعي، ومنهم ومنهن من منهمك في جلب الماء الشروب، ومنهم من يتم تسخيره، ومنهم من ينتظر تحريك عجلةالاقتصاد وخاصة غير المهكل والاقتصاد الموسمي لينخرط في عمالة الاطفال لمساعدة اسرته التي فقد معيلها الشغل سواء بصفة مؤقتة والذي لا يتوفر على اية حماية اجتماعية ، او فقد عمله بصفة نهائيا. وقد يكون الاطفال المقصيين والمحرومين  من الرعاية والحماية ا الاجتماعية هدفا للاستغلال البشع في الاعمال المشبوهة وغير المشروعة.ان اطفالنا حتى في حالات الرفع التدريجي للحجر الصحي بشروط محددة لن يستفيدوا من اللعب والترفيه، لان ببساطة تفتقد مدننا للفضاءات المخصصة لذلك، لان مدننا وفق السياسة العمرانية ،هي عبارة عن اكوام من الاسمنت المسلح، فجشع الملاكين العقاريين واستخفاف الجهات المسؤولة عن التعمير  بالفضاءات الخضراء ومركبات اللعب والترفيه العمومية، وحدها كافية لتبيان ان المصلحة الفضلى للطفل واحترام حقه في اللعب والترفيه لا يعترف بها في قاموس وبرامج المسؤولين،اما المجالس الجماعية الموكول لها هذه المهمة فتعتبرها ثانوية وغير ذي جدوى ولا تستحق البناء والعناية والصيانة لان كلفة ذاك بما فيها المساحات التي تتضمنا التصاميم سرعان ما يتم تحويلها للبناء.لا اريد ان اعرف عدد الاطفال الذين مسهم الوباء، ولكن يهمني  مصير الذين فقدوا ابائهم  او امهاتهم، لانهما مهما المعيلان  والساهران  عليه  حتى لوكانا  يفتقدان لابسط مقومات ذلك  بفضل جهود وانكار حكومة لمسؤوليتها في توفير الامن والامنان والرعاية الاجتماعية والخدمات الاساسية للاسرة وللطفل.لم يعد مقبولا اقصاء غالبية الاطفال من الرعاية الاجتماعية ،خاصة ما  يتعلق بالتعويضات العائلية التي تمنح للاجراء في القطاعين العام والخاص الذين يتمتعون بالحماية رغم ضءالتها.على الحكومة  تخصيص تعويضات عائلية حتى لأبناء الفئات العاملة  في القطاع غير المهيكل، او الذين لا يتم التصريح بهم لذى صناديق الرعاية الاجتماعية، بل على الحكومة ان تخصص تعويضات عالية بالنسبة للفئات الهشة والفقيرة  اعلى من باقي الفئات، وان تسهر على ضمان حق هؤلاء الاطفال في التعليم وتوفر لهم الدعم  المطلوب ، وان تسهر على تمتيعهم بحقهم في الصحة بدءا  من التلقيح الذي بالمناسبة تعطل عند بداية الجائحة، وان تحميهم من الاستغلال الجنسي الذي اصبح ظاهرة مخيغة ، والاستعمال الاستغلال في مواد محظورة والاتجار في البشر   ، والاستغلال الاقتصادي عبر حظر عمالة الاطفال .وان تضع استراتيجية مبنية على اهداف واضحة ومحددات علمية  ، واجرأتها  وتخصيص كل الامكانيات المالية والبشرية لتنميتها، فلم يعد مقبولا التخلي عن الاطفال وتركهم لمصيرهم وهم  الذين من المفروض بحكم سنهم ووضعهم ان يتمتعوا برعاية الدولةوالمجتمع والاسرة المفروض ان تتوفر لها سبل العيش الكريم ودخل يسمح لها بتوفير المسكن والمأكل والعلاج والتعليم . عبر سن سياسات عمومية وفق إستراتيجية واضحة تكفل الإعمال  الصريح والفعلي لحقوق الأطفال والطفلات، و معالجة الاختلالات العميقة المنتجة والمولدة للتفاوت الاجتماعي ، عبر اقتصادية تروم تحقيق العيش الكريم وإحقاق العدالة الاجتماعية؛واختصارا نرى ان الدولة مطالبة  بتقويم سياساتها الموجهةللطفولة عموما ، وتغييرها جذريا لما فيه المصلحةةالفضلى للطفل وجعلها نقطة محوية تخترق جميع المجالات وحاضرة بقوة في السياسات العمومية.عمر اربيبناشط حقوقي
ساحة

تكناوي يكتب: فيروس كورونا يقلص من عدد المغاربة اليهود
محمد تكناويأبرزت مصادر إعلامية موثوقة أن عدد اليهود المغاربة الذين فقدوا حياتهم جراء اصابتهم بفيروس كورونا بلغ 12 حالة وفاة أي بنسبة اقل من 6% من مجموع الوفيات بالمغرب الذي يبلغ لحد الأن 211  وفاة؛ وهناك مخاوف من تزايد عدد الوفيات خاصة وان نسبة كبيرة منهم من كبار السن، و كما أوعزت بعض الدراسات فإن عدد المغاربة اليهود شهد تقلصا ملفتا في السنوات الأخيرة، فكم يبلغ عددهم حاليا !!!!من الصعب الحديث حاليا عن عدد اليهود المغاربة الذين فضلوا الاستقرار بالمغرب في ضل غياب ارقام رسمية، فيمكن الجزم كما ذهبت إلى ذلك دراسات قامت بها بعض المعاهد المتخصصة في الديانات وحقوق الاقليات أن عدد اليهود المغاربة حاليا لا يتجاوز 0.1 من عدد سكان المغرب أي أقل من 5 الاف يهودي يتوزعون على المدن المغربية الرئيسية الدار البيضاء والصويرة و مراكش بل ان نصفهم فقط يقيم بشكل دائم في المغرب، وتضم مدينة الدار البيضاء لوحدها اكثر من نصف هذا العدد؛ وكما هو معروف فالمغاربة اليهود ينقسمون الى قسمين المغوراشيم وهم اليهود الذين نزحوا من الاندلس والبرتغال والطشابيم وهم الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الاسلامي وترجع اصول الكثير منهم الى الامازيغ الذين تحولوا الى اليهودية.واليهود المغاربة كانوا موزعين على جميع المدن والأرياف المغربية وكان عددهم يفوق 250 ألف خلال حقبة الاربعينات من القرن الماضي، و حاليا يقتصر وجودهم على حواضر محددة وبأعداد قليلة، نسبة كبيرة منها من كبار السن وتعود أسباب تقلص اليهود في المغرب كما هو معلوم إلى سلسلة الهجرات الفردية والجماعية منذ نهاية عقد الثلاثينات خاصة بعد الاعلان عن تأسيس دولة اسرائيل سنة 1948 بينما ارتبطت باقي الهجرات بالحروب العربية الاسرائيلية 1968و 1973 وغيرها. اضافة ايضا الى ظروف العيش والعمل فأطفال العائلات اليهودية لم يعد بامكانها الاختلاط بالأطفال المسلمين طبعا لأسباب دينية وثقافية سائدة وبالتالي فهم يدرسون في مدارس البعثات الاجنبية خاصة الفرنسية منها، ويقبلون على الهجرة بمجرد أنهاء دراساتهم الثانوية، ونزيف الهجرة لم يتوقف بالرغم من تعدد المبادرات الحكومية في المغرب الرامية إلى إعادة الاعتبار للمكون اليهودي كترميم الكنائس اليهودية وإعادة الأسماء اليهودية للأحياء التي كانوا يقطنون بها.و يحرص اليهود المغاربة على التكتل في مؤسسات و جمعيات مغلقة من ابرزها مجلس الجاليات الإسرائيلية بالمغرب ولذي يتولى امانته العامة سيرج بيرديغو وزير السياحة المغربي الاسبق ورئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة والطوائف اليهودية بالمغرب، ويتوافد على المغرب كل سنة المئات من هؤلاء اليهود المغاربة المهاجرون كسياح لزيارة عائلاتهم التي لا زالت تقطن بالمغرب و لزيارة مدافن اجدادهم ومعابد تتواجد في عدد من المدن والقرى المغربية من تنفو في ضواحي زاكورة وجان ضواحي اكادير الى اوريكة جنوب مراكش وتارودانت والصويرة موكادور التي توجد بها اكبر مقبرة لليهود بالمغرب الى جانب الحرص السنوي الشديد على احياء اهم الاعياد الدينية اليهودية كيبور وبسياح وشافوعت، ومن نافلة القول أن السياق الثقافي للحضارة المغربية كان له تأثير قوي على الممارسة الشعائرية والدينية لليهود.ولليهود المغاربة حضور دائم في مؤسسات الدولة المغربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ استقلال المملكة وإن بدأ في التواري، ولعل ابرزهم على الساحة السياسية حاليا المستشار الملكي اندريه ازولاي وسيرج بيرديغو وزير السياحة سابقا وشمعون ليفي القيادي في صفوف حزب التقدم والاشتراكية علما ان اول يهودي شغل مقعدا برلماني كان هو جو حنا عن حزب الاتحاد الدستوري سنة 1984 وشغل ايضا منصب امين صندوق رئاسة البرلمان ، بل كان منهم معارضين امثال ابراهام السرفاتي وسيدون أضافة إلى أعلام الطرب والغناء اليهودي مثل سليم الهلالي وسامي المغربي وزهرة الفاسية وماكسيم كروتشي وغيرهم.ويعتبر عدد من المهتمين بحقوق الاقليات أن السكان المغاربة اليهود لم يعد أمامهم سوى سنوات قليلة للعيش وينتهي معهم الوجود اليهودي ومعه ثرات تاريخي وثقافي عريق.
ساحة

لحسن حداد يكتب عن محدودية الحلول التكنوقراطية في المغرب
دعا البعض أخيراً في المغرب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ أو حكومة تكنوقراطية لمواجهة المشكلات التي خلّفتها وستخلّفها جائحة «كورونا». عادةً ما يتم تشكيل حكومات وحدة وطنية حين تكون هناك أزمة سياسية عميقة أو تنافر واضح بين رؤى الفرقاء السياسيين أو خطر خارجي يهدد البلاد. قد لا يختلف الكثير على أن المغرب، مثله مثل كثير من الدول يمر بأزمة اقتصادية ستكون لها عواقب عميقة على البطالة والفقر والنسيج المقاولاتي ومناعة الاقتصاد وتنافسيته، ولكنها لا ترقى، على الأقل في الوقت الحالي، إلى أزمة سياسية تستوجب حكومة وحدة وطنية.من جانب آخر، فإن الحل التكنوقراطي الذي يقول به البعض بقي ملازماً للخطاب السياسي حول التدبير الحكومي في المغرب منذ زمان، وحتى قبل جائحة «كورونا». وهذه أسطوانة يرددها البعض ممن يظنون أن العملَ السياسي هدرٌ للزمن في وقت تحتاج فيه البلاد إلى سرعة الإنجاز، وأن النقاش السياسي هو صخَبٌ في زمن نحتاج فيه إلى الفعل لا القول، وأن السياسة هي ذَوْدٌ عن المصلحة الخاصة عوض المصلحة العامة. التكنوقراطية هي سيف ديموقليس المسلط على رقاب الأحزاب والساسة يتم التلويح به دائماً، تارةً لتبخيس العمل السياسي وتارةً للتقليل من جاذبيته، وتارةً لوجود إيمان راسخ لدى البعض بأن مشكلات المغرب تقنية، تدبيرية قبل أن تكون سياسية.دعونا نفكك الخطاب التكنوقراطي شيئاً ما لنرى لماذا هو أسطورة بقدر ما يتم ترديدها بقدر ما قد تصبح عند البعض حقيقة راسخة لا غبار عليها. أولاً، الخوف من السياسة هو أمر متجذر في الواقع على الأقل منذ صراعات ما بعد الاستقلال على السلطة وطبيعة النظام. السياسة كانت مرادفة في العقود الموالية للاستقلال للعمل المعارض للنظام أو العمل السري أو الانتماء لمجموعات معروفة بانخراطها في نقد حالة الاستثناء (1965 - 1977) ورفض قمع الأصوات المعارضة أو المطالِبة بالحقوق والحريات. عدم مزاولة السياسة كان (وما زال) سلوكاً له حمولة قيمية في سوق التباري على المناصب والتعيينات في المراكز الحساسة والاستراتيجية.ولكن أسطورة الحلول التكنوقراطية تختزل التدبير العمومي في الجانب التدبيري فقط. كأن العمل العمومي هو فقط عملية تخطيط وتنفيذ وتقييم لا غير. وهو أمر ينطوي على افتراضات خاطئة يجب تفكيكها. التدبير العمومي هو عملية معقدة تعقيداً لا يمكن لأشخاص مهما كبُرت خبرتهم التقنية وتجربتهم في التدبير المقاولاتي ونجاحهم في ميدان الأعمال أن يتقنوه وينجحوا فيه. عملية التخطيط والتنفيذ والتقييم هي فقط جزء صغير من عملية معقدة تقتضي فهم النسق السياسي الاقتصادي، وما يحتاج إليه من إصلاح وتغيير، ووضع الخطط لمباشرة التغيير، ووضع السياسات والقوانين والدفاع عنها، وخلق شروط التنفيذ عبر وضع حلفاء ومساندين داخل الحكومة والبرلمان وأمام الرأي العام، ووضع خطط للتواصل والرصد والتقييم.التكنوقراطيون الذين نجحوا، لم ينجحوا لأنهم تكنوقراط ولكن لأنهم تشبعوا بروح العمل السياسي من داخل العمل الحكومي، وكانت لهم تغطية سياسية داخل حكومات سياسية، فخططوا وعبأوا وتواصلوا ووضعوا تحالفات عريضة لإنجاح سياسات عمومية معينة. من بقوا تكنوقراطيين خالصين بقوا حبيسي نظرة تقنية ضيقة ينظرون إلى المؤسسة العمومية كأنها مقاولة تعمل بمنطق التخطيط والتنفيذ والتقييم لا غير.من ينظرون في المغرب للتدبير العمومي كأنه عبارة عن تسيير مقاولة خاصة تقتضي تدبيراً من منطق إدارة الأعمال يختزلون الفعل العمومي في تدبير المُدخلات وتقييم المخرجات؛ بينما التدبير العمومي هو تقييم للواقع من زاوية تصور عام للمجتمع ومحاولة تغيير هذا الواقع ليقترب من النظرة التوقعية عبر قوانين وسياسات وقرارات. والتغيير يقتضي التعبئة والمرافعة والتواصل السياسي وهي كفايات لا يتقنها التكنوقراط، لأنهم لا يحتكون بصخب الواقع وتداخل مصالحه وتنافر الفاعلين فيه وتعقيداته الآيديولوجية والسياسية والاقتصادية.السياسة تدبير للتغيير في واقع معقد، بينما العمل التكنوقراطي هو تدبير تقني لواقع يتم اختصاره في مشروع أو إنجاز أو مصنع. تدبير التغيير من أعقد الأمور التي تواجه رواد الأعمال ومن ينجحون في ذلك داخل المقاولة هم من يقتبسون من السياسة كفايات لتدبير التحول، وهذه الكفايات هي القدرة على فهم الواقع ووضع خطط لتغييره وتعبئة الفاعلين والتواصل بشأنه والتتبع والرصد. ليست السياسة التي تقتبس من نجاعة التدبير الخاص فقط، ولكن التدبير الخاص يقتبس من التدبير العمومي كفايات لا تتوفر لدى رائد الأعمال المقتنع فقط بمنطق المدخلات والمخرجات.من يقولون بمنطق الحل التكنوقراطي في المغرب يدفعون بذلك من منطق التبسيط: تبسيط العملية السياسية واختصارها وربح الوقت. ولكن تعقيدات العملية السياسية يجب ألا تكون أمراً منبوذاً، ولكن أمر مرغوب فيه. المجتمع حسب عالم الاجتماع الأميركي تالكوت بارسونز («النظام الاجتماعي» 1951)، هو تداخل أنظمة (ثقافية واجتماعية) في منظومة معقدة تعطي استقراراً للمجتمعات. في نظري فإن المجتمعات التي تعرف استقراراً كبيراً هي التي تعرف تعقيداً كبيراً، والتعقيد هنا، هو كما بيّن ذلك الفيلسوف الفرنسي إدغار موران («العلم والوازع الأخلاقي»، 1982) هو تداخل التعقيد المنظم والتعقيد غير المنظم.من يقولون بضرورة تبسيط العمل السياسي واختزاله في عملية تقنية لا يفهمون أن تعقيد المجتمع يحتاج لعمل تدبيري معقّد أي مقاربة سياسية. علينا، حسب الفيلسوف الإسباني دانييل إنيراريتي، «أن نطوّر ثقافة سياسية تتجاوز التبسيطات الخطابية، ثقافة تبلغ درجة من التعقيد يمكن عن طريقها ضحد الطروحات المانوية والحلول السهلة شبه السحرية». من هذا المنظور، فالتكنوقراطية هي ضرب من ضروب الشعبوية، أي تبسيط العمل السياسي في مشكلات واضحة وحلول سهلة، وهي أمور لا يريدها السياسيون، لأن لهم أجندات خفية يدافعون عنها، حسب المدافعين عن الأطروحة التكنوقراطية.السياسة ليست في الأصل دفاعاً عن المصالح، كما يحلو للبعض قوله، أكثر منها دفاعاً عن رؤى وأفكار عن المجتمع. لا يجب إسقاط الفساد الذي ساد عند بعض السياسيين والمنتخبين على الفعل السياسي المفترض فيه أن يكون فعلاً نبيلاً يقتضي تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. فساد السياسة يقتضي إصلاح الفعل السياسي لا التلويح بالحل التكنوقراطي، الذي هو وسيلة للتبسيط تؤجل الأمور المعقدة بدل حلها.مشكلات المغرب هي مشكلات سياسية أولاً قبل أن تكون تقنية أو تدبيرية. ضعف منظومة الحكامة هو أمر سياسي، ووصول النموذج التنموي مداه هو قضية اختيارات سياسية، وتعثر ورش الجهوية هو نقص في التدبير السياسي لتقاسم سلطة القرار بين المركز والهامش، وضعف المؤسسات التمثيلية هو حصيلة لسياسة إرادية قوَّت دور المؤسسات غير المنتخبة على حساب المؤسسات المنتخبة. هذه أمور تقتضي معالجة سياسية لا تدبيراً تكنوقراطياً. الحلول التكنوقراطية أبانت عن محدوديتها في عدة مناسبات، ولا يجب استغلال الجائحة لإعادة طرحها، لأنها هي مصدر الهدر الحقيقي للزمن السياسي، لا العكس.لحسن حداد
ساحة

الغلوسي ينتقد ضخامة تعويضات مؤسسات الحكامة ويكشف عن تفاصليها
لعل المتتبع لتعويضات وأجور أعضاء ورؤساء مؤسسات الحكامة ببلادنا سيقف عند ضخامة حجمها والتي تؤدى من المال العام ،وهي في عمقها وجوهرها إستجابة صريحة لسيلان لعب بعض النخب على الريع وتعطشها الزائد للتسلق الإجتماعي وفق ما افاد به المحامي والحقوقي محمد الغلوسي.وقال رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام أنه بإلقاء نظرة سريعة على بعض أجور وتعويضات هذه المؤسسات سيتبين حجم الهدر والإستنزاف الذي يتعرض له المال العام مع أن هناك مؤسسات لا يعرفها المغاربة ولم يسمعوا عنها أي شيء وهناك مؤسسات أخرى يظل أثرها محدودا وضعيفا ،مع أن المفروض في هذه المؤسسات دستوريا وقانونيا وأخلاقيًا هو أن تشكل سلطة مضادة في وجه الإحتكار والريع والمساس بمبادئ وأسس دولة الحق والقانون وحماية مقومات المنافسة الحرة ومبادئ الحكامة والنزاهة والشفافية وحريات وحقوق الناسواستعرض الغلوسي تفاصيل بعض أجور وتعويضات أعضاء هذه المؤسسات مشيرا ان أعضاء مجلس المنافسة :يتقاضون مبلغ 62618درهم شهريا إلى جانب تعويض عن الإجتماعات قدره 17143درهم بالنسبة لرئيس المجلس و 5714،29درهم حسب فئات العضوية وتعويضا عن المأموريات بمبلغ 700درهم داخل المغرب و2000درهم خارج المغرباما الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء :يتقاضى أعضاء الهيئة 62618درهم شهريا يضاف اليه تعويض عن الإجتماعات بمبلغ 7142,86درهم للرئيس و 5714,29درهم لباقي الأعضاء في حدود أربعة إجتماعات عن كل شهر الى جانب تعويض عن المأموريات بمبلغ 700درهم داخل المغرب و2000درهم خارج المغربوبالنسبة للهيئة العليا للإتصال السمعي البصري (الهاكا):يتقاضى أعضاؤها مبلغ 36000درهم شهريا وهو نفس التعويض الممنوح لأعضاء البرلمان يضاف اليه تعويض عن المأموريات في مبلغ 1000 درهم داخل المغرب و2500درهم خارج المغرباما المجلس الوطني لحقوق الإنسان :حدد مقرر رئيس المجلس تعويض الأعضاء بمبلغ 16000درهم شهريا و 20000درهم لرؤساء اللجن الجهوية ،الى جانب تعويض 2000درهم عن كل اجتماع بمعدل عشرة اجتماعات كل شهر مع تعويض عن المأموريات بمبلغ700درهم داخل المغرب و2000درهم خارج المغربالمجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي : يتقاضى أعضاؤه مبلغ 12900درهم شهريا في حالة حضور الإجتماع،وتعويض عن ايام العمل يتراوح مابين 2200درهم و3600درهم في حدود ثمانية اجتماعات كل شهر ،الى جانب تعويض عن كتابة التقارير بمبلغ 32300درهم في حدود أربعة تقارير في السنة وتعويض عن المأموريات بمبلغ 700درهم داخل المغرب و2000درهم خارج المغربوبالنسبة للمجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي :يتقاضى أعضاؤه مبلغ 7142,86درهم شهريا مع تعويض عن ايام العمل يتراوح مابين 2142,86درهم و3571,43درهم حسب فئات الاعضاء يضاف اليه تعويض عن كتابة التقارير يتراوح مابين 14285,71 درهم و57142,86درهم مرة واحدة في السنة وكذلك تعويض عن المأموريات بمبلغ 1500درهم داخل المغرب و1000درهم خارجهومن الناحية المبدئية يقول الغلوسي، لايمكن أن نكون ضد تعويضات وأجور أعضاء هذه المؤسسات شريطة أن تكون معقولة وموضوعية ،لكن الأرقام والمبالغ اعلاه تفيد أن تلك التعويضات تجاوزت الحد المعقول وتشكل هدرا للمال العام وإستمرارا لسياسة الريع والإمتيازات وتتناقض مع الخطاب الرسمي حول الشفافية والحكامة وترشيد النفقات وسياسة التقشف التي تدعي الحكومة نهجها ويبدو أنها تطبقها فقط عندما يتعلق الامر بالفئات المقهو رةويضيف الغلوسي، أن المثير أكثر في هذه التعويضات أن هناك من يجمع بينها وبين تعويضات مؤسسات أخرى وأجر الوظيفة التي يزاولها ومداخيل مهن حرة بالنسبة للبعض الاخر مما يجعل تعويضات وأجور هؤلاء الأعضاء متضخمة تتجاوز كل الحدود ،وتساهم في نزيف هدر المال العام و في تشكل نخب هجينة وريعية بإصطفافات غير طبيعية مما يهددكل مقومات الإصلاح ببلادنا وينسف أسس أي تحول ديمقراطي والذي تشكل مثل هذه النخب تهديدا حقيقيا له
ساحة

1 28 53

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة