الخطاب الملكي السامي وأزمة الاحزاب السياسية المغربية
كشـ24
نشر في: 25 أغسطس 2013 كشـ24
مجمل القول أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة ثورة الملك والشعب 20 غشت 2013، التي صادفت عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قويا وصريحا، دبج بمجموعة من الاشارات القوية، اعتبرها المحللون السياسيون خريطة طريق فيما يخص قطاع التعليم الابتدائي ،الاعدادي، والثانوي أو التعليم العالي .
إلا أن بعض فقرات الخطاب احتوت ايضا بعض الاشارات الصريحة أو ضمنية فيما يخص الاحزاب السياسية التي اعتبر فيها الملك محمد السادس، أن فشل المنظومة التعليمية بالمغرب ناتج عن الصراعات السياسوية والخطابات الشعبوية لجل الاحزاب المغربية، ان لم نقل كلها حينما قال في خطابه السامي، "أن خادمكم الوفي لا ينتمي الى أي حزب سياسي، وأن الحزب الذي ينتمي اليه هو حزب المغرب، وان كل المغاربة سواسية"، ضاربا بذلك عصفورين بحجر واحد .
إذ الاول هو اخراص السنة السوء وإعادتها الى جحورها لما تقدم عليه في كل مناسبة من انتقادات لاذعة بفعل السياسات الهجينة للأحزاب السياسية بكل أطيافها التي لم تعد قادرة على مجارات الاحدات الوطنية والدولية، وأصبحت مقتصرة على اجترار ماضيها والبكاء على أطلالها التي فعلت فيها عوامل التعرية الطبيعية من تكلس وتصحر ما لم يعد خافيا على اي مواطن مغربي له ذرة من التفكير السليم .
والثاني هو أن كل الاحزاب المسماة ادارية التي ابتكرها قديما أقوى وزير للداخلية في المغرب "ادريس البصري" ولا حتى حديثا للدفاع عن المؤسسات الدستورية لم يبقى لها مجالا للاختباء وراء ظهر جلالته، وأكل الثوم بفمه، وذلك بتوجيه خطابه في شقه العلني الصريح الى اعادة النظر في سياساتها المتبعة لأنها لم تعد أحزابا منتجة لا للبرامج السياسية الناجعة لتجاوز الازمات الاجتماعية او الاقتصادية والثقافية، ولا للنخب السياسية من العيار الثقيل التي أسدت الكثير من الخدمات الى هذا الوطن .
بل باتت أحزابا تنخر جسمها العديد من الامراض كالزبونية والمحسوبية، وأحزاب العائلات بعيدة عن دورها الريادي كالأحزاب العريقة في الدول الديمقراطية في يأطير الشعب وفتح أبواب المنافسة لابتكار برامج فعالة لحل المشاكل العويصة التي تتخبط فيها البلاد من هشاشة اجتماعية وبطالة الشباب المثقف والمديونية، وغير ذلك من المشاكل الاخرى لا مجال لذكرها .
أما الخطاب في شقه الضمني فقد احتوى تأسفا كبيرا و تنبيها لايخلو من الجرأة الصادقة والصراحة الكبيرة قل نظيرها في عصرنا الحالي في خطابات ملوك ورؤساء الدول حتى الديمقراطية منها، الى السلوكيات السياسية التي ينتجها الفاعلون السياسيون للأحزاب المغربية التي شاخت وتكلست عقولها ولم تعد قادرة إلا على افراز النقاشات السياسوية والشعبوية ، والخطابات العقيمة التي تجاوزها الزمن .
فذلك رسالة واضحة لما يجري بين المكونات الحزبية بكل شيعها، أو بين الاغلبية المترهلة والمعارضة الغائبة داخل البرلمان بمجلسيه . حيث يبدو من خلال الخطاب السامي ان الفاعلين السياسيين و أحزابهم ليبراليين كانوا أو يساريين وحتى الاسلاميين، باتوا مشكلة كبيرة تؤرق ليس فقط الملك بصراعاتهم السياسوية اللامحسوبة العواقب ولكن ايضا مشكلة كبيرة بالنسبة للشعب المغربي وحجرة عثرة في نموه الاقتصادي، وذلك لان الوطن يبدو أنه يعيش حالة سياسية مضمونها أن سقف الدولة وسقف مطالب المجتمع المغربي شعبا وملكا تجاوزت بكثير سقف وسلوكيات ما ينتجه الفاعلون السياسيون .
وأن الاحزاب السياسية المغربية، حسب فهمنا لبعض فقرات الخطاب السامي قد تجاوزها التاريخ ويجدر بنا القول أن صلاحيتها قد انتهت ومكانها الحقيقي هي مزبلة التاريخ، وترك المجال للشباب الطموح بفكره الثاقب وبإبداعاته الخلاقة لخوض التجربة السياسية من أبوابها الواسعة لمرافقة عاهل البلاد في العشرية القادمة لبناء ملحمة ثورة ملك وشعب جديدة ثورة البناء والنماء والازدهار بنكران الذات.
مجمل القول أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة ثورة الملك والشعب 20 غشت 2013، التي صادفت عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قويا وصريحا، دبج بمجموعة من الاشارات القوية، اعتبرها المحللون السياسيون خريطة طريق فيما يخص قطاع التعليم الابتدائي ،الاعدادي، والثانوي أو التعليم العالي .
إلا أن بعض فقرات الخطاب احتوت ايضا بعض الاشارات الصريحة أو ضمنية فيما يخص الاحزاب السياسية التي اعتبر فيها الملك محمد السادس، أن فشل المنظومة التعليمية بالمغرب ناتج عن الصراعات السياسوية والخطابات الشعبوية لجل الاحزاب المغربية، ان لم نقل كلها حينما قال في خطابه السامي، "أن خادمكم الوفي لا ينتمي الى أي حزب سياسي، وأن الحزب الذي ينتمي اليه هو حزب المغرب، وان كل المغاربة سواسية"، ضاربا بذلك عصفورين بحجر واحد .
إذ الاول هو اخراص السنة السوء وإعادتها الى جحورها لما تقدم عليه في كل مناسبة من انتقادات لاذعة بفعل السياسات الهجينة للأحزاب السياسية بكل أطيافها التي لم تعد قادرة على مجارات الاحدات الوطنية والدولية، وأصبحت مقتصرة على اجترار ماضيها والبكاء على أطلالها التي فعلت فيها عوامل التعرية الطبيعية من تكلس وتصحر ما لم يعد خافيا على اي مواطن مغربي له ذرة من التفكير السليم .
والثاني هو أن كل الاحزاب المسماة ادارية التي ابتكرها قديما أقوى وزير للداخلية في المغرب "ادريس البصري" ولا حتى حديثا للدفاع عن المؤسسات الدستورية لم يبقى لها مجالا للاختباء وراء ظهر جلالته، وأكل الثوم بفمه، وذلك بتوجيه خطابه في شقه العلني الصريح الى اعادة النظر في سياساتها المتبعة لأنها لم تعد أحزابا منتجة لا للبرامج السياسية الناجعة لتجاوز الازمات الاجتماعية او الاقتصادية والثقافية، ولا للنخب السياسية من العيار الثقيل التي أسدت الكثير من الخدمات الى هذا الوطن .
بل باتت أحزابا تنخر جسمها العديد من الامراض كالزبونية والمحسوبية، وأحزاب العائلات بعيدة عن دورها الريادي كالأحزاب العريقة في الدول الديمقراطية في يأطير الشعب وفتح أبواب المنافسة لابتكار برامج فعالة لحل المشاكل العويصة التي تتخبط فيها البلاد من هشاشة اجتماعية وبطالة الشباب المثقف والمديونية، وغير ذلك من المشاكل الاخرى لا مجال لذكرها .
أما الخطاب في شقه الضمني فقد احتوى تأسفا كبيرا و تنبيها لايخلو من الجرأة الصادقة والصراحة الكبيرة قل نظيرها في عصرنا الحالي في خطابات ملوك ورؤساء الدول حتى الديمقراطية منها، الى السلوكيات السياسية التي ينتجها الفاعلون السياسيون للأحزاب المغربية التي شاخت وتكلست عقولها ولم تعد قادرة إلا على افراز النقاشات السياسوية والشعبوية ، والخطابات العقيمة التي تجاوزها الزمن .
فذلك رسالة واضحة لما يجري بين المكونات الحزبية بكل شيعها، أو بين الاغلبية المترهلة والمعارضة الغائبة داخل البرلمان بمجلسيه . حيث يبدو من خلال الخطاب السامي ان الفاعلين السياسيين و أحزابهم ليبراليين كانوا أو يساريين وحتى الاسلاميين، باتوا مشكلة كبيرة تؤرق ليس فقط الملك بصراعاتهم السياسوية اللامحسوبة العواقب ولكن ايضا مشكلة كبيرة بالنسبة للشعب المغربي وحجرة عثرة في نموه الاقتصادي، وذلك لان الوطن يبدو أنه يعيش حالة سياسية مضمونها أن سقف الدولة وسقف مطالب المجتمع المغربي شعبا وملكا تجاوزت بكثير سقف وسلوكيات ما ينتجه الفاعلون السياسيون .
وأن الاحزاب السياسية المغربية، حسب فهمنا لبعض فقرات الخطاب السامي قد تجاوزها التاريخ ويجدر بنا القول أن صلاحيتها قد انتهت ومكانها الحقيقي هي مزبلة التاريخ، وترك المجال للشباب الطموح بفكره الثاقب وبإبداعاته الخلاقة لخوض التجربة السياسية من أبوابها الواسعة لمرافقة عاهل البلاد في العشرية القادمة لبناء ملحمة ثورة ملك وشعب جديدة ثورة البناء والنماء والازدهار بنكران الذات.