إشتقت للكتابة، لكن ماذا سأكتب؟ أفكاري تبعثرت وقلمي انقضى مداده وأوراقي بالغبار تلطخت.. أريد أن أعبر عما بداخلي، لكن هل من جدوى أم السكوت أفضل ؟ لا، لما أصمت فأنا والكتابة قصة عشق لا تنتهي.
سأكتب عن شعب لم يعد يرى سوى عيوب غيره، أصبح يعشق التفرقة والتفاهة.. لطالما عشنا في بلدنا بتعدد أجناسه و توجهاته الدينية و السياسية وإديولوجياته المختلفة، فما الجديد اليوم؟!
من نحن حتى نحاسب مثلي فاس بتلك الطريقة ؟ فهو يبقى مواطن يحمل الجنسية المغربية شِئْنا أم أبيْنا له حقوقه وعليه واجبات. لا أنا ولا أنت لنا دخل فيها.
الحديث النبوي يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، نحن رعية راعٍ حسب الدين الاسلامي وهو المسؤول عنا جميعا.
وحسب المنظور الحديث للدولة فهناك قانون وحكومة في البلاد تفصل وتحكم بين المواطنين، لهذا ليس لنا الحق في معاتبته ولا ضربه بتلك الطريقة لأن ذلك مرفوض حتى من الجانب الإنساني. وهذا ينطبق على حركة 'ماصيمينش' كذلك، فديننا لا يقتصر على الصيام فقط فلا صيام لمن لا صلاة له.. و إن أردنا تطبيق حدود الله سنبدأ بالكاذب مرورا بالزاني فشارب الخمر ثم قاتل النفس.
لن أقول ان الصيام حرية، بلى. هو فرض من آلله عز وجل لكن هم أحرار أن يصوموا أو لا يصوموا، ولهذا خلقت الجنة و النار. أما بالنسبة لمن يراها استفزازا فأنا أقول له اخي في الله هناك أمورا اكثرا استفزازا، فبماذا تبرر سكوتك ؟! أم تريد الإثارة فقط ؟ أرى أن هناك أمورا أكثر أهمية من المثليين و 'ماصيمينش' والصاية..
كفانا تفاهة، بلادنا تحتاج منا أن نكون يدا واحدة رغم اختلاف نظرتنا للحياة. عندنا مشاكل خارجية كثيرا ولوبيات تحاول تفريق اتحادنا. نحن في غنى عن مثل هاته السلوكات التي ستؤدي بِنَا لما لا تحمد عقباه. لا أتمنى أن نصبح مثل دول تفرقت بالحروب الأهلية والعرقية، نحن دولة باختلاف ثقافتها عرفت و بسلمها اشتهرت ..