تبا لك
لن يغريني موت ملون رغم سواد الحياة ولن أستلم مفاتيح قبر فخم في مقبرة تغري الناظرين - طبعا مقبرة لغير المسلمين لأن مقابرهم لا تروق ذوقا ولا يستصيغها نظر سليم... فما زلت متشبتا بآخر شهقة مادام في قلمي حبر كاف للبوح عما يؤلم الأصبع الممسك به... أعلم أن الألسن هنا لاتسكت, كما أنها لاتعبر كما يفعل مدادي حينما يغتصب بياض الورق... لن أغادر جسدي لأرتكب حماقة ارتداء جسد غير مكتمل كاللذي ترتدونه... جسد لايعترف بالجمال ولايعرف معاني الحب أو الاختلاف أو جوهر الانسان لايلزمني في شيء و إن أنا أعلم يقيناً أني برفضي سأظل عاريا لايهم فهكذا ولدت.
لن انصهر في بوثقتكم, عذراً, فأنا أكن كرها لاحدود له لكل المعادن الرخيصة ولو غطى بريقها الخداع قيمتها المشابهة لصفركم يسار كل الأعداد الصحيحة, أو يمين رقم وراء الفاصلة... فالفواصل لاتعنين هي الأخرى, لا أؤمن بمبدأ التقريب فإما هذا أو ذاك, ولا شئ بينهما... فعصاكم التي طالما مسكتموها من المنتصف لتنزلو بها على ظهور لم ترقكم صلابتها لم تعد تشعرني بالألم, بل صارت سعادة أدمنتها, تخبرني كل مرة لامستني بصوتها المطرب أني مازلت في طريق رسمته ضد تيار لم ولن يستهويني مساره, عازما السباحة ضده حتى النبع الداني الدني عكس ماتعتقدون.
سأظل عاشقا لليل لا لظلامه و ظلمته لنجومه البراقة لا لخصوصية فيه يضمنها لبدره الفضاح لا لسترته. لن اختم بطلب الإعتذار أو بالاستغفار, فذنبي في نظركم لا يغتفر وانا له ان يكون كذلك وأنتم الخصم و الحكم... و جرمي في أعينكم أكبر الكبائر لكن ببساطة أقول: تبا لكم... تبا لكل الزهور البلاستيكية رغم دوامها, تبا لكل الوجوه المختبئة خلف قناع ما, تبا لكل المشاعر المزيفة, تبا لكل كلمة لا تعبر عما يخالج الفؤاد, تبا للساسة و السياسة على اعتبارها الكذب الصادق, تبا للنفاق و الكياسة, تبا لعملة اشترت الزمانو المكان, تبا للذوق القبيح, تبا لدموع التماسيح, تبا لمن صلى التراويح فقط في شهر مقدس ليتخذ بعده و قبله قبلة جديدة كل يوم, تبا للمقدس و المدنس, تبا لحلال أو حرام يراد منه باطل... و إن كنت أنت من تقرأ قد وجدت نفسك في خانة أو خانات سابقة الذكر تبا لك... ولك طبعاً حق الرد.