

ساحة
افتحوا جيدا بصركم و بصيرتكم، فأنتم لستم فوق الإنسان،… فالكل سواسية بمنطق الإنسانية

أجمل بلد في العالم
للحظات غالبتني فكرة الكتابة عما يعجب"هُم"، لكن شيطاني سرعان ما تمرد عليها بطردها في لمح البصر، "أنّا لك أن تردد كالببغاء ما يستهويهم سماعه؟!" هكذا قال و هو ينظر إلي بعجب... أجبته دون تردد: "صدقت." رغم ذلك ظل ملَك يوسوس لي "العام زين"، ما دفعني للتفكير مليا في ما يحاول زرعه في رأسي من أفكار، تحديته كما تحديت قلمي أن يخط على ورقة بيضاء خمسة أمور جيدة ستجعلني أفتخر بجمال وطني و أردد بأعلى صوتي بعدها: "المغرب أجمل بلد في العالم". هكذا مرت ساعات، جف الحبر و ماتت الورقة بداء الإنتظار و لم أجد مؤشرا واحدا أخطه أو أكتب عنه، بل كلما وجدت أمرا سرعان ما تلتصق به مفردة "كان" ليصير الجميل بالأمس القريب قبيحا اليوم، فأتقمص دور الجدة الراوية لحكايات أسطورية عاشتها، أبدأ إرهاصات الفكرة بكان في سالف العصر و الأوان لأنهيها بحسرة و تخوف، حسرة على الوادي الذي أخذ القصة و شخوصها، و تخوف من اختناق داخل نفق مسدود مظلم حشرنا فيه البعض ممن
توسمنا فيهم الشهامة لإنقاذ الوطن، أو على الأقل الحفاظ عليه، متواطئين مع ألسن اكتراها الشرق، أو حياد سلبي لشياطين خرساء تتفرج من بعيد مصفقة سرا و جهرا لضامن مصلحتها...
هو إذن النكوص، تراجع خطير و غير مفهوم فيما يتعلق بالحريات، و ردود الفعل التي تنفجر في وجه من تجرأ مجاهرا باختلافه، هكذا يعوض العنف الحوار، و النبذ قبول الآخر، ليصير الترهيب قاعدة أركانها زعزعة العقيدة، و الإساءة للمجتمع... تهمة مضحكة حدّ البكاء، ضحك من سذاجتها، و بكاء على كونها جلبابا فضفاضا فصلوه على هواهم... ففي منظوري هي مجرد حجة واهية، بل دريعة يمتطون صهوتها لفرض الوصاية، فالعقيدة إذا كانت هشة قابلة للتزعزع باستمرار، لا تصلح في شيء، و الفرد أو الجماعات التي ستتغير قناعة أفرادها بعد "فعل مزعزع" لا صفة تحويهم في خانتها غير كونهم عديمي الشخصية لا عقل لهم، لا بصر ولا بصيرة توجههم، فالله لم يعد يختار رسلا تنوب عنه لحماية وصاياه، كما أنه لم يفوض أحدا بصلاحية الحساب و الرقابة و توزيع تذاكر الجنة و النار... و في الختام، أتوجه لكم معشر المتشدقين بالفضيلة، المطلقين أحكامكم على الناس، أنتم يا من تحملون قوالب تشكلون بها البشر، يا من تعتقدون أن لكم غربالا تغربلون به الصالح من الطالح، لكم أقول: لا سلطة لكم على العقل، افتحوا جيدا بصركم و بصيرتكم، فأنتم لستم فوق الإنسان، و لا يمكن أن تكونوا كذلك، فالكل سواسية بمنطق الإنسانية بعيدا عن كل تصنيف، و تذكروا أنه قبلكم اعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار، كما زعمتم انكم خير أمة أخرجت للناس، و بعدكم دعا هيتلر قومه بأرقى عرق في العالم، وقبل كل هذا و ذاك الكثير من التفاضل و التفاخر في قصص الإغريق و الفراعنة و الرومان و غيرهم... استيقظوا فقد طال السبات، أزيلوا تلك الغشاوة التي تحد نظركم، حاولوا الانطلاق من أنفسكم و تصويب ما تعتقدون أنه الخطأ فيكم، و فيكم فقط، و انطلقوا للأمام، جروا قاطرة البلاد بالعلم و العمل، هكذا –ربما- نصنع جميعا وطنا به مكان للجميع، لا عنف فيه لا ترهيب لا خوف...

أجمل بلد في العالم
للحظات غالبتني فكرة الكتابة عما يعجب"هُم"، لكن شيطاني سرعان ما تمرد عليها بطردها في لمح البصر، "أنّا لك أن تردد كالببغاء ما يستهويهم سماعه؟!" هكذا قال و هو ينظر إلي بعجب... أجبته دون تردد: "صدقت." رغم ذلك ظل ملَك يوسوس لي "العام زين"، ما دفعني للتفكير مليا في ما يحاول زرعه في رأسي من أفكار، تحديته كما تحديت قلمي أن يخط على ورقة بيضاء خمسة أمور جيدة ستجعلني أفتخر بجمال وطني و أردد بأعلى صوتي بعدها: "المغرب أجمل بلد في العالم". هكذا مرت ساعات، جف الحبر و ماتت الورقة بداء الإنتظار و لم أجد مؤشرا واحدا أخطه أو أكتب عنه، بل كلما وجدت أمرا سرعان ما تلتصق به مفردة "كان" ليصير الجميل بالأمس القريب قبيحا اليوم، فأتقمص دور الجدة الراوية لحكايات أسطورية عاشتها، أبدأ إرهاصات الفكرة بكان في سالف العصر و الأوان لأنهيها بحسرة و تخوف، حسرة على الوادي الذي أخذ القصة و شخوصها، و تخوف من اختناق داخل نفق مسدود مظلم حشرنا فيه البعض ممن
توسمنا فيهم الشهامة لإنقاذ الوطن، أو على الأقل الحفاظ عليه، متواطئين مع ألسن اكتراها الشرق، أو حياد سلبي لشياطين خرساء تتفرج من بعيد مصفقة سرا و جهرا لضامن مصلحتها...
هو إذن النكوص، تراجع خطير و غير مفهوم فيما يتعلق بالحريات، و ردود الفعل التي تنفجر في وجه من تجرأ مجاهرا باختلافه، هكذا يعوض العنف الحوار، و النبذ قبول الآخر، ليصير الترهيب قاعدة أركانها زعزعة العقيدة، و الإساءة للمجتمع... تهمة مضحكة حدّ البكاء، ضحك من سذاجتها، و بكاء على كونها جلبابا فضفاضا فصلوه على هواهم... ففي منظوري هي مجرد حجة واهية، بل دريعة يمتطون صهوتها لفرض الوصاية، فالعقيدة إذا كانت هشة قابلة للتزعزع باستمرار، لا تصلح في شيء، و الفرد أو الجماعات التي ستتغير قناعة أفرادها بعد "فعل مزعزع" لا صفة تحويهم في خانتها غير كونهم عديمي الشخصية لا عقل لهم، لا بصر ولا بصيرة توجههم، فالله لم يعد يختار رسلا تنوب عنه لحماية وصاياه، كما أنه لم يفوض أحدا بصلاحية الحساب و الرقابة و توزيع تذاكر الجنة و النار... و في الختام، أتوجه لكم معشر المتشدقين بالفضيلة، المطلقين أحكامكم على الناس، أنتم يا من تحملون قوالب تشكلون بها البشر، يا من تعتقدون أن لكم غربالا تغربلون به الصالح من الطالح، لكم أقول: لا سلطة لكم على العقل، افتحوا جيدا بصركم و بصيرتكم، فأنتم لستم فوق الإنسان، و لا يمكن أن تكونوا كذلك، فالكل سواسية بمنطق الإنسانية بعيدا عن كل تصنيف، و تذكروا أنه قبلكم اعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار، كما زعمتم انكم خير أمة أخرجت للناس، و بعدكم دعا هيتلر قومه بأرقى عرق في العالم، وقبل كل هذا و ذاك الكثير من التفاضل و التفاخر في قصص الإغريق و الفراعنة و الرومان و غيرهم... استيقظوا فقد طال السبات، أزيلوا تلك الغشاوة التي تحد نظركم، حاولوا الانطلاق من أنفسكم و تصويب ما تعتقدون أنه الخطأ فيكم، و فيكم فقط، و انطلقوا للأمام، جروا قاطرة البلاد بالعلم و العمل، هكذا –ربما- نصنع جميعا وطنا به مكان للجميع، لا عنف فيه لا ترهيب لا خوف...
ملصقات
