

ساحة
بوشعاب يكتب: انبعاث الإمبراطورية العثمانية في الحقل السياحي المغربي
من منا لا يعرف، ولو أبجديات، توسع الإمبراطورية العثمانية آن ذاك وتغلغلها في عدة رقع جغرافية الى حدود الغرب المغاربي وصدها من طرف رجالات المغرب لبسط سيطرتها على التراب المغربي في وقت كانت هذه الإمبراطورية يحسب لها الف حساب وحساب .توالت الأحداث بعد ذالك وانفرد المغرب الأقصى باستماثة رجالاته على جميع المستويات دينية كانت أو عسكرية أو فكرية ليبقى في عزلة عن هذا الامتداد العثماني الذي أتى على الأخضر واليابس وانحنت لامتداده شعوبا عدة، قهرًا ،عاجزين على وقف هذا التغلغل الفكري والعسكري والديني يعكس بسالة وحنكة أسلافنا في هذا الوطن الحبيب.ومع مر العصور وتقدم التكنولوجيا أصبحت آليات التوسع لا تحتاج الى اجتياح عسكري أو قوة بل لفكرة يمكن تدبيرها بنقرة واحدة من شانها ان تهيمن على شعب كامل.تركيا أصبحت اليوم مثال يحتدى به على جميع المستويات ؛ دولة بكامل قواها الاقتصادية والفكرية والدينية والعلمانية والسوسيوثقافية وأصبحت دولة متقدمة تنافس القوى الاقتصادية العالمية وأصبح مؤشر نموها الاقتصادي يتجاوز بعض الدول المتقدمة مما يجعلها تنفتح على العالم وتتنافس مع كبريات القوى الاقتصادية . فالتوسع اما ان يكون عسكريا، سياسيا، اقتصاديا، فكريًا اوحتى سياحيًا كما هو الشأن مما يعرفه المغرب من تغلغل تركي في الحقل السياحي المغربي . فمنذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المغربية وتركيا اصبح المجال السياحي يعرف رويدا رويدا استفحال ظاهرة التواجد التركي في المجال السياحي من حيث الكم والكيف .كانت البداية مع وكالة الأسفار Genius والتي توعدت بجلب اكثر من خمسين الف سائح بموجب اتفاقية مع وزارة السياحة والتي كان لها اثارا إيجابية وسلبية في نفس الوقت. فجلب هذا العدد من السواح ، في إطار الاستثمار، يعد قيمةً إضافية للقطاع السياحي بالمغرب الا انه وفي نفس الوقت ترك اثارا سلبية على قطاع الارشاد السياحي وخاصة فئة المرشدين السياحيين الناطقين با للغة الألمانية و الذين وجدوا أنفسهم معطلين أمام تواجد مرافقين اتراك يرافقون الأفواج السياحية في ضرب سافر لقانون الارشاد السياحي الذي لا يسمح الا للمغاربة المرخصون للقيام بهذه المهنة. ومازاد الطين بلة هو ان المرافقين السياحيين المغاربة والناطقين باللغة الألمانية وجدوا أنفسهم عاجزين عن صد هذا التغلغل التركي أمام مرأى ومسمع الوزارة الوصية التي تركت الأتراك يصولون ويجولون بدون حسيب ولا رقيب مطعمين ببعض المرشدين الذين ليس لهم الحق في ارشاد السواح واعطائهم الشروحات اللازمة مما يمس بكرامةً الوطن ، فكيف للمرشد التركي الذي لا يعرف شيئا عن المغرب ان يرافق السواح على امتداد التراب المغربي ، وكيف له ان يتحدث عن الاقتصاد والسياسة وان يدافع عن الملة وعن القضية الوطنية ؟ قد يكون محصول عدد السواح الذين جلبتهم Genesis من العملة الصعبة له تاثير إيجابي على صندوق الدولة على حساب سمعة الوطن التي لاتهم المرافقين الأتراك في شيئ بقدر ما يهمهم ما يأخذونه من جيوب هؤلاء السواح داخل المغرب من العملة الصعبة والتي قد تغادر الحدود بطريقة اواخرى . فالاستثمار التركي في المجال السياحي ان على مستوى الارشاد السياحي أو الصناعة التقليدية من محلات الزرابي والمجوهرات اصبح ينافس بشكل واضح الصناعة التقليدية المحلية مما يعود بآثار سلبية على الصانع التقليدي المغربي وعلى مداخيل الخزينة المغربية من العملة الصعبة. فلا المرشدين السياحيين المغاربة الناطقين بالالمانية استفادوا من Genesis ولا الصانع التقليدي استفاد من توافد سواحهم اللهم آلاما كان من الأقلية القليلة التي اشتغلت رغم انفها بمدخول جد جد هزيل نظرا لتراجع عدد السواح الفرنسيين والإيطاليين وغيرهم مما حتم على هذه الفئة من المرشدين الاشتغال كمرشد مساعد مع الأتراك بدون ان ينطق ولو بكلمة واحدة أو يعطي شروحات للسواح الذين يرافقهم .والطامة الكبرى ان وكالة أخرى بمدينة اكادير تجلب السواح الألمان فرضت على مرشديها فوجا اخر من الأتراك حل بمدينةً اكادير مؤخرا لكي يرافقوا المرشدين المغاربة تحت ذريعة تعليمهم تقنيات البيع كأن المرشدين المغاربة الذين عمروا اكثر من ثلاثة عقود يجهلون هذه التقنيات .هذا من حيثً الشكل ، وانا من حيث المضمون فان هذا الزحف الثاني من الأتراك سيستعين بالمرشدين المغاربة خلال الجولات السياحية حتى يتعلموا منهم بعض الشروحات وبعد ذالك يستغنون عنهم أو يجبرونهم على الاشتغال بقوانين مجحفة قد تكون اكثر سلبية من قوانين Genesis.ان انفتاح المغرب على أسواق خارجيةً في إطار الاستثمار وتبادل الخبرات والتجارة الحرة امر إيجابي ومن شانه ان يحرك عجلة الاقتصاد ويخلق التنافسية الشريفة ويجلب الخبرات والعملة الصعبة ان كان مشروطا بقوانين تحمي القطاع السوسيواقتصادي والاجتماعي ويرفع من الذخل الفردي والقدرةًالشرائيةً ويحافظ على سمعةً البلد اما إذا كان لهذا الانفتاح اثارا سلبية على الاقتصاد المحلي وعلى اليد العاملة فلابد من اعادة النظر فيه خوفا من ان يزعزع التوازنات الاجتماعية ويسبب في نخر المنتوج المحلي ويرفع البطالة فلابد ، إذا، والحالة هذه ان تتدخل وزارة السياحة لوقف هذا الزحف التركي المقنع تحت قناع الاستثمار وان تتدخل وزارةًالذاخلية لزجر كل إخلال بقانون الارشاد السياحي المغربي خاصة وان الزحف الصيني قادم هو كذالك وبشدة.* بوشعاب محمدمرشد سياحي
من منا لا يعرف، ولو أبجديات، توسع الإمبراطورية العثمانية آن ذاك وتغلغلها في عدة رقع جغرافية الى حدود الغرب المغاربي وصدها من طرف رجالات المغرب لبسط سيطرتها على التراب المغربي في وقت كانت هذه الإمبراطورية يحسب لها الف حساب وحساب .توالت الأحداث بعد ذالك وانفرد المغرب الأقصى باستماثة رجالاته على جميع المستويات دينية كانت أو عسكرية أو فكرية ليبقى في عزلة عن هذا الامتداد العثماني الذي أتى على الأخضر واليابس وانحنت لامتداده شعوبا عدة، قهرًا ،عاجزين على وقف هذا التغلغل الفكري والعسكري والديني يعكس بسالة وحنكة أسلافنا في هذا الوطن الحبيب.ومع مر العصور وتقدم التكنولوجيا أصبحت آليات التوسع لا تحتاج الى اجتياح عسكري أو قوة بل لفكرة يمكن تدبيرها بنقرة واحدة من شانها ان تهيمن على شعب كامل.تركيا أصبحت اليوم مثال يحتدى به على جميع المستويات ؛ دولة بكامل قواها الاقتصادية والفكرية والدينية والعلمانية والسوسيوثقافية وأصبحت دولة متقدمة تنافس القوى الاقتصادية العالمية وأصبح مؤشر نموها الاقتصادي يتجاوز بعض الدول المتقدمة مما يجعلها تنفتح على العالم وتتنافس مع كبريات القوى الاقتصادية . فالتوسع اما ان يكون عسكريا، سياسيا، اقتصاديا، فكريًا اوحتى سياحيًا كما هو الشأن مما يعرفه المغرب من تغلغل تركي في الحقل السياحي المغربي . فمنذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المغربية وتركيا اصبح المجال السياحي يعرف رويدا رويدا استفحال ظاهرة التواجد التركي في المجال السياحي من حيث الكم والكيف .كانت البداية مع وكالة الأسفار Genius والتي توعدت بجلب اكثر من خمسين الف سائح بموجب اتفاقية مع وزارة السياحة والتي كان لها اثارا إيجابية وسلبية في نفس الوقت. فجلب هذا العدد من السواح ، في إطار الاستثمار، يعد قيمةً إضافية للقطاع السياحي بالمغرب الا انه وفي نفس الوقت ترك اثارا سلبية على قطاع الارشاد السياحي وخاصة فئة المرشدين السياحيين الناطقين با للغة الألمانية و الذين وجدوا أنفسهم معطلين أمام تواجد مرافقين اتراك يرافقون الأفواج السياحية في ضرب سافر لقانون الارشاد السياحي الذي لا يسمح الا للمغاربة المرخصون للقيام بهذه المهنة. ومازاد الطين بلة هو ان المرافقين السياحيين المغاربة والناطقين باللغة الألمانية وجدوا أنفسهم عاجزين عن صد هذا التغلغل التركي أمام مرأى ومسمع الوزارة الوصية التي تركت الأتراك يصولون ويجولون بدون حسيب ولا رقيب مطعمين ببعض المرشدين الذين ليس لهم الحق في ارشاد السواح واعطائهم الشروحات اللازمة مما يمس بكرامةً الوطن ، فكيف للمرشد التركي الذي لا يعرف شيئا عن المغرب ان يرافق السواح على امتداد التراب المغربي ، وكيف له ان يتحدث عن الاقتصاد والسياسة وان يدافع عن الملة وعن القضية الوطنية ؟ قد يكون محصول عدد السواح الذين جلبتهم Genesis من العملة الصعبة له تاثير إيجابي على صندوق الدولة على حساب سمعة الوطن التي لاتهم المرافقين الأتراك في شيئ بقدر ما يهمهم ما يأخذونه من جيوب هؤلاء السواح داخل المغرب من العملة الصعبة والتي قد تغادر الحدود بطريقة اواخرى . فالاستثمار التركي في المجال السياحي ان على مستوى الارشاد السياحي أو الصناعة التقليدية من محلات الزرابي والمجوهرات اصبح ينافس بشكل واضح الصناعة التقليدية المحلية مما يعود بآثار سلبية على الصانع التقليدي المغربي وعلى مداخيل الخزينة المغربية من العملة الصعبة. فلا المرشدين السياحيين المغاربة الناطقين بالالمانية استفادوا من Genesis ولا الصانع التقليدي استفاد من توافد سواحهم اللهم آلاما كان من الأقلية القليلة التي اشتغلت رغم انفها بمدخول جد جد هزيل نظرا لتراجع عدد السواح الفرنسيين والإيطاليين وغيرهم مما حتم على هذه الفئة من المرشدين الاشتغال كمرشد مساعد مع الأتراك بدون ان ينطق ولو بكلمة واحدة أو يعطي شروحات للسواح الذين يرافقهم .والطامة الكبرى ان وكالة أخرى بمدينة اكادير تجلب السواح الألمان فرضت على مرشديها فوجا اخر من الأتراك حل بمدينةً اكادير مؤخرا لكي يرافقوا المرشدين المغاربة تحت ذريعة تعليمهم تقنيات البيع كأن المرشدين المغاربة الذين عمروا اكثر من ثلاثة عقود يجهلون هذه التقنيات .هذا من حيثً الشكل ، وانا من حيث المضمون فان هذا الزحف الثاني من الأتراك سيستعين بالمرشدين المغاربة خلال الجولات السياحية حتى يتعلموا منهم بعض الشروحات وبعد ذالك يستغنون عنهم أو يجبرونهم على الاشتغال بقوانين مجحفة قد تكون اكثر سلبية من قوانين Genesis.ان انفتاح المغرب على أسواق خارجيةً في إطار الاستثمار وتبادل الخبرات والتجارة الحرة امر إيجابي ومن شانه ان يحرك عجلة الاقتصاد ويخلق التنافسية الشريفة ويجلب الخبرات والعملة الصعبة ان كان مشروطا بقوانين تحمي القطاع السوسيواقتصادي والاجتماعي ويرفع من الذخل الفردي والقدرةًالشرائيةً ويحافظ على سمعةً البلد اما إذا كان لهذا الانفتاح اثارا سلبية على الاقتصاد المحلي وعلى اليد العاملة فلابد من اعادة النظر فيه خوفا من ان يزعزع التوازنات الاجتماعية ويسبب في نخر المنتوج المحلي ويرفع البطالة فلابد ، إذا، والحالة هذه ان تتدخل وزارة السياحة لوقف هذا الزحف التركي المقنع تحت قناع الاستثمار وان تتدخل وزارةًالذاخلية لزجر كل إخلال بقانون الارشاد السياحي المغربي خاصة وان الزحف الصيني قادم هو كذالك وبشدة.* بوشعاب محمدمرشد سياحي
ملصقات
