شكلت هذه الوجهة من النظر خطاب نشاز ،لم يحترم مقتضيات الإجماع التي أعلنت عنها كافة الفعاليات في المدينة ،ومن ثمة يمكن اعتبارها لغما قابلا للانفجار يتحمل أصحابه وحدهم تبعاته ،تقول هذه الوجهة من النظر :" وللأسف الشديد فقصة جنان الحارثي مملوءة بالمغالطات والمزايدات وسوء النية التي يغذيها الجهل بأبسط شروط العمل الثقافي كرافعة اقتصادية ".في انتظار إظهار هذه المغالطات والمزايدات وسوء النية ،سنتحدث عما فتح الله به من علم على أصحابها صحبة من يحيونهم من" فريق العمل من المبتكرين الشباب الذين يحملون المشروع "،وعن لعنة الجهل التي أصابت غيرهم ،فعميت قلوبهم قبل أبصارهم فحالت غشاوتها عن رؤية ما رأوه ومعرفة ما تعرفوا عليه .فنقول : ليعلم أصحاب المتحفية أن مصطلح مجتمع المعرفة كما ظهر مع الأمريكي دانييل بيل عام 1973 ،وهو يصف التحول الاقتصادي من اقتصاد صناعي قائم على الصناعة يركز على إنتاج السلع وتسويقها ،إلى اقتصاد معرفي قائم على المعرفة يركز على إنتاجها وتطبيقها ،هو الذي أفرز في أدبيات علم الاقتصاد مصدرا رابعا من مصادر الثروة بعد الأرض ورأس المال والقوة العاملة ،إنه المعرفة واقتصادها بالحمولة الدلالية أعلاه .ومفاهيم الصناعة الثقافية الخلاقة ،والعمل الثقافي كرافعة اقتصادية ،والعمل الصناعي الثقافي الوطني ،كما وردت في الخطاب النشاز ، لا يمكن أن تنتجها المتاحف ،تحديدا متحف الشاي والتوابل ،وإنما تنتجها عوامل عدة في المجتمعات التي تعيش المرحلة إياها ،مرحلة مجتمعات المعرفة غير المنفصلة عن عصر العولمة ،وفي مقدمتها التقدم الصناعي وليس الاستهلاكي في مجال التقنيات الحديثة وكل مستتبعاتها ومتعلقاتها .فهلا تم التساؤل هل نعيش عصر عولمة حقا ،ومجتمع معرفة أصلا ،أو نوهم أنفسنا بذلك ،بل ماذا عن المراحل السابقة عن هذه ،وما منجزاتنا الكونية بصددها ؟ولهذا إذا كان هناك من مغالطات فإنها تتمثل في الفهم القاصر والمبتور للمفاهيم عن مرجعياتها من جهة ،وفي الادعاءات المجانية والتسويق الاستهلاكي لنبوءات تدعي أن المتحف سيطهر الحارثي من رجس متقادم من جهة ثانية .إنه وقبل الحديث عن مفاهيم الصناعة الثقافية ،يجدر بنا الحديث عن منظومة القيم التي تصدر عنها ،ولا أعتقد جازما أن من يختم خطابه النشاز بالقول "لذا ينبغي أن يدعم بآراء ذوي الأهلية ويتم بين من أتى الله بقلب سليم " سيسهم من بعيد أو قريب في هذه الصناعة أو في غيرها من الصناعات .بيان ذلك عبارة وليس إشارة أن دعاة المتحفية لم يقرؤوا رسالة الأستاذ أحمد شحلان بإمعان إذ يقول :"فلتفتحوا هذا المتحف في مكان آخر بعيدا عن جنان الحارثي ،ولا أحد من أمثالي يتدخل في شأنكم "إذا لم يكن الأستاذ أحمد شحلان وهنا سأضطر للألقاب والصفات مؤرخا ومترجما من العبرية إلى العربية وأستاذا في علم الأديان المقارن وفيلولوجيا في اللغات القديمة من ذوي الأهلية فمن سيكون أهلا لذلك ؟لقد كان الأجدر بدعاة المتحفية احترام رموز ومثقفي المدينة ، وليس الركوب على أحصنتهم ولمزهم بتسخير أدبياتهم لكتابة أو صياغة الرسائل ،ذوو الأهلية في المدينة اشتغلوا وما يزالوا في صمت ،بعيدا عن أي بهرجة كلامية أو إعلامية ،لا يدعون العلم ولا يلقنون الدروس ولا يصفون غيرهم بالجهل لا ينزعون جلدة ويرتدون أخرى طمعا ،ولا يتقربون تزلفا ،ولا ينشرون تملقا ، أعمالهم تدل عليهم ،والأسماء في هذا المجال متعددة ،يضيق المجال هنا لحصرها .إن الخطاب النشاز مجرد شعرة في عجين ستستل ،وقد استلت بقرار والي الجهة ،وسيستمر جنان الحارثي معلمة تاريخية سنناضل لإعادة مجدها وروائها ، وبهذه المناسبة نتوجه من هذا المنبر إلى جميع من يهمهم حفظ ذاكرتنا الثقافية ،أشخاصا ومؤسسات ،أن ينتفضوا لهذه المهمة ،إذ لا أحد يستطيع أن ينوب عنهم فيها ،وهي مهمة لا محالة تجمع بين النضالي والعلمي ،قبيل الفلكلوري والسياحي بالمعنى القدحي وليس بالمعنى الإيجابي للكلمتين .
شحيمة عبد الصادق
شكلت هذه الوجهة من النظر خطاب نشاز ،لم يحترم مقتضيات الإجماع التي أعلنت عنها كافة الفعاليات في المدينة ،ومن ثمة يمكن اعتبارها لغما قابلا للانفجار يتحمل أصحابه وحدهم تبعاته ،تقول هذه الوجهة من النظر :" وللأسف الشديد فقصة جنان الحارثي مملوءة بالمغالطات والمزايدات وسوء النية التي يغذيها الجهل بأبسط شروط العمل الثقافي كرافعة اقتصادية ".في انتظار إظهار هذه المغالطات والمزايدات وسوء النية ،سنتحدث عما فتح الله به من علم على أصحابها صحبة من يحيونهم من" فريق العمل من المبتكرين الشباب الذين يحملون المشروع "،وعن لعنة الجهل التي أصابت غيرهم ،فعميت قلوبهم قبل أبصارهم فحالت غشاوتها عن رؤية ما رأوه ومعرفة ما تعرفوا عليه .فنقول : ليعلم أصحاب المتحفية أن مصطلح مجتمع المعرفة كما ظهر مع الأمريكي دانييل بيل عام 1973 ،وهو يصف التحول الاقتصادي من اقتصاد صناعي قائم على الصناعة يركز على إنتاج السلع وتسويقها ،إلى اقتصاد معرفي قائم على المعرفة يركز على إنتاجها وتطبيقها ،هو الذي أفرز في أدبيات علم الاقتصاد مصدرا رابعا من مصادر الثروة بعد الأرض ورأس المال والقوة العاملة ،إنه المعرفة واقتصادها بالحمولة الدلالية أعلاه .ومفاهيم الصناعة الثقافية الخلاقة ،والعمل الثقافي كرافعة اقتصادية ،والعمل الصناعي الثقافي الوطني ،كما وردت في الخطاب النشاز ، لا يمكن أن تنتجها المتاحف ،تحديدا متحف الشاي والتوابل ،وإنما تنتجها عوامل عدة في المجتمعات التي تعيش المرحلة إياها ،مرحلة مجتمعات المعرفة غير المنفصلة عن عصر العولمة ،وفي مقدمتها التقدم الصناعي وليس الاستهلاكي في مجال التقنيات الحديثة وكل مستتبعاتها ومتعلقاتها .فهلا تم التساؤل هل نعيش عصر عولمة حقا ،ومجتمع معرفة أصلا ،أو نوهم أنفسنا بذلك ،بل ماذا عن المراحل السابقة عن هذه ،وما منجزاتنا الكونية بصددها ؟ولهذا إذا كان هناك من مغالطات فإنها تتمثل في الفهم القاصر والمبتور للمفاهيم عن مرجعياتها من جهة ،وفي الادعاءات المجانية والتسويق الاستهلاكي لنبوءات تدعي أن المتحف سيطهر الحارثي من رجس متقادم من جهة ثانية .إنه وقبل الحديث عن مفاهيم الصناعة الثقافية ،يجدر بنا الحديث عن منظومة القيم التي تصدر عنها ،ولا أعتقد جازما أن من يختم خطابه النشاز بالقول "لذا ينبغي أن يدعم بآراء ذوي الأهلية ويتم بين من أتى الله بقلب سليم " سيسهم من بعيد أو قريب في هذه الصناعة أو في غيرها من الصناعات .بيان ذلك عبارة وليس إشارة أن دعاة المتحفية لم يقرؤوا رسالة الأستاذ أحمد شحلان بإمعان إذ يقول :"فلتفتحوا هذا المتحف في مكان آخر بعيدا عن جنان الحارثي ،ولا أحد من أمثالي يتدخل في شأنكم "إذا لم يكن الأستاذ أحمد شحلان وهنا سأضطر للألقاب والصفات مؤرخا ومترجما من العبرية إلى العربية وأستاذا في علم الأديان المقارن وفيلولوجيا في اللغات القديمة من ذوي الأهلية فمن سيكون أهلا لذلك ؟لقد كان الأجدر بدعاة المتحفية احترام رموز ومثقفي المدينة ، وليس الركوب على أحصنتهم ولمزهم بتسخير أدبياتهم لكتابة أو صياغة الرسائل ،ذوو الأهلية في المدينة اشتغلوا وما يزالوا في صمت ،بعيدا عن أي بهرجة كلامية أو إعلامية ،لا يدعون العلم ولا يلقنون الدروس ولا يصفون غيرهم بالجهل لا ينزعون جلدة ويرتدون أخرى طمعا ،ولا يتقربون تزلفا ،ولا ينشرون تملقا ، أعمالهم تدل عليهم ،والأسماء في هذا المجال متعددة ،يضيق المجال هنا لحصرها .إن الخطاب النشاز مجرد شعرة في عجين ستستل ،وقد استلت بقرار والي الجهة ،وسيستمر جنان الحارثي معلمة تاريخية سنناضل لإعادة مجدها وروائها ، وبهذه المناسبة نتوجه من هذا المنبر إلى جميع من يهمهم حفظ ذاكرتنا الثقافية ،أشخاصا ومؤسسات ،أن ينتفضوا لهذه المهمة ،إذ لا أحد يستطيع أن ينوب عنهم فيها ،وهي مهمة لا محالة تجمع بين النضالي والعلمي ،قبيل الفلكلوري والسياحي بالمعنى القدحي وليس بالمعنى الإيجابي للكلمتين .