برزت في المشهد السياحي المغربي، مجموعة من الأسماء التي كان لها دور محوري في النهوض بهذا القطاع، من خلال مشاريع رائدة ورؤى استراتيجية ساهمت في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، ومن بين هؤلاء، تميز كل من عبد الهادي العلمي، وعبد اللطيف القباج، وعلي بلفلاح، بمسارات مختلفة وتوجهات متباينة، غير أن القاسم المشترك بينهم كان الإصرار على الابتكار وتطوير البنية التحتية السياحية في المغرب عموما، وبمدينة مراكش على الخصوص.
ويستعرض هذا المقال المسارات المهنية والإنجازات البارزة لكل من هؤلاء الفاعلين الثلاثة، بدءا بمسيرة عبد الهادي العلمي من وزارة المالية إلى الاشراف على تدبير سلسلة فنادق بالتعاون مع شركة فرنسية مرموقة، مرورا بتجربة عبد اللطيف القباج الذي أسس مجموعة "كنزي للفنادق" التي تحولت إلى واحدة من أبرز الفاعلين في مجال الفندقة الفاخرة، ووصولا إلى قصة علي بلفلاح، المرشد السياحي الذي تحول إلى رمز من رموز السياحة الفولكلورية في مراكش بعد لقاء مصيري مع جلالة الملك الحسن الثاني.
ويرصد هذا المقال، محطات بارزة وشهادات موثقة تكشف عن جوانب من تطور القطاع السياحي بمدينة مراكش والمغرب عموما، من خلال تجارب شخصية صنعت الفارق وأسهمت في رسم ملامح السياحة المغربية الحديثة.
وسنبدأ مقالنا، بعبد الهادي العلمي، الذي كان مفتشا بوزارة المالية، وكان مكلفا بمالية المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الفندقة "ماروك توريست"، كما قام بإحضار شركة فرنسية معروفة تُسمى "PLM"، وهي اختصار لمدن فرنسية: باريس، ليون، ومارسيليا، وقد حصل منها على "فرانشايز"، فأصبحت "Dounia Hotel PLM"، بعد أن كانت الشركة المغربية "Dounia Hotel" تسير فنادق مغربية، قبل أن يتعاقد العلمي مع الشركة الفرنسية ويحصل منها على حق الامتياز، أي "فرانشايز".
ومن خلال الشركة الجديدة "Dounia Hotel PLM"، توسع نشاط العلمي وتمكن من توسيع قاعدة الفنادق التي يشرف على تسييرها، حيث عمل على تسيير جميع الفنادق بالجنوب، بمدن ورزازات، تالوين، زاكورة، أكادير، وفندق واحد بمراكش "توبقال".
وبعدما شيد صندوق الإيداع والتدبير مجموعة من الفنادق، أوكل مهمة تسييرها إلى شركة "ماروك توريست"، ومن بين هذه الفنادق: فندق المريديان بمدينة مراكش، فندق "ليدين دور" وفندق الأمويين بمدينة أكادير، وأوكلت مهمة تسييرها إلى العلمي، الذي كان مديرا للشركة، وقام بتغيير اسم فندق المريديان إلى "Dounia PLM Le Méridien N'Fis".
كما أشرف العلمي على تسيير فندق "كرم" بمدينة ورزازات، الذي نزل به المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني أثناء زيارته للجنوب الشرقي، بعدما قام العلمي بتحضير أجنحة ملكية خاصة بصاحب الجلالة، الذي أُعجب بطريقة الاستقبال وشكل الفندق ونظافته، خاصة لكونه يتواجد بإحدى مدن الجنوب الشرقي، وهذه الفرصة أحسن العلمي استغلالها، حيث قدم أمام أيدي جلالة الملك "ماكيت" قصر المؤتمرات التي قام بتحضيرها من قبل، واقترح على جلالة المغفور له الحسن الثاني تشييده بمدينة أكادير، قبل أن يأمره صاحب الجلالة بتشييده بمدينة مراكش، وذلك استعدادا لمؤتمر المنظمة العالمية للسياحة، وفق ما أورده الخبير في المجال السياحي الرئيس السابق للجمعية الجهوية والوطنية للمرشدين السياحيين، جمال السعدي في تصريحه لموقع كشـ24.
وتمكن العلمي من الحصول على الأرض التي شيد فوقها قصر المؤتمرات من طرف بلدية مراكش التي كان يرأسها آنذاك محمد الوفا، بدرهم رمزي، بعد قرار ملكي، وتم بناء هذه المعلمة وتدشينها سنة 1989، كما قام بضم أرض بجانب القصر كان يتواجد بها مقر نادي الكوكب المراكشي، بالإضافة إلى ذلك شيد العلمي فندق المنصور الذهبي.
وترأس العلمي خلال مسيرته المهنية الجمعية الجهوية لمهنيي السياحة بمراكش، كما تم توشيحه بالعديد من الأوسمة والجوائز الوطنية، ففي أبريل 1974، تم توشيحه بوسام الرضى، وفي ماي 1982، حصل على وسام العرش من درجة فارس.
وفشل العلمي في الحصول على مقعد برلماني بعد دخوله غمار الانتخابات بحزب التجمع الوطني للأحرار، والترشح بدائرة المدينة جليز، ليغادر المجال السياسي باكرا، بعدما خسر أموالا كثيرة في الانتخابات، كما واجه العلمي عدة مشاكل، من بينها صراعه مع شركة "أكور" الفرنسية، التي سلبت منه فندق المنصور الذهبي، قبل أن يستعيده عن طريق المحكمة ليبيعه في الأخير.
أما بالنسبة للشخصية الثانية، عبد اللطيف القباج، ففي عام 1991 أسس شركة "كنزي للفنادق" برأسمال قدره مليون درهم، وذلك بعد انفصاله عن عبد الهادي العلمي الذي عمل معه لسنوات.
وبدأت الشركة بإدارة الفنادق المتعثرة، حيث كان أول عملائها فندق الصحراء في أكادير وفندق بلير في ورزازات، وسرعان ما توسعت الشركة معتمدة على نماذج تشغيل متعددة مثل التأجير، والإدارة لحساب الغير، والإدارة الحرة، ومع مرور الوقت، بدأت كنزي للفنادق في امتلاك فنادق خاصة، ثم اتجهت إلى إدارة الفنادق الفاخرة.
ومن أبرز نجاحاته في هذا المجال، افتتاح فندق "كنزي تاور"، وهو فندق خمس نجوم فاخر يقع في "التوين سنتر" في الدار البيضاء، إلى جانب فندق "كنزي أكدال" الفاخر من خمس نجوم بمراكش، ويضم كنزي تاور 237 غرفة وجناحا، بينما يحتوي كنزي أكدال على 236 غرفة، بالإضافة إلى سبا بمساحة 1800 متر مربع، وذلك فق معطيات نشرتها صحيفة السياحة الخليجية.
وتدير حاليا مجموعة كنزي للفنادق، التي يمتلكها القباج، حوالي عشرة فنادق تضم ما يقارب 2100 غرفة، وتوظف حوالي 2000 شخص، مع خطط توسعية طموحة.
إلى جانب إنجازاته المهنية، يعد عبد اللطيف قباج شخصية بارزة في العمل الجمعوي المهني، حيث شغل عدة مناصب قيادية، منها: رئيس جمعية صناعة الفنادق المغربية (AIH)، ورئيس جمعية مهنيي السياحة في مراكش (APOTM، والتي أصبحت لاحقًا التجمع الجهوي لصناعة السياحة (GRIT)، كما شغل أيضا منصب رئيس المجلس الجهوي للسياحة في مراكش (CRT)، ومنصب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة (CNT.
أما الشخصية الثالثة في مقالنا، علي بلفلاح، ابن منطقة دكالة، عمل تقنيا في الطاقة مع محطة لاسامير لتكرير البترول، وبعد ذلك انتقل مع شركة إيطالية إلى دولة إيطاليا للحصول على تكوين في المجال، وتعرف فيها على زوجته الإيطالية، بعد ذلك عاد إلى المغرب واستقر بمدينة المحمدية، قبل ان ينتقل إلى مدينة مراكش.
وبصم بلفلاح العمل النقابي بعد تجربته الرائدة مع الاتحاد المغربي للشغل، والتي تسببت في طرده من محطة لاسامير، لتتم دعوته من طرف شركة إيطالية للسياحة بمدينة مراكش، التي انضم إليها، بسبب إتقانه للغة الإيطالية، وذلك بعد اجتيازه لمباراة أعلنت عنها وزارة السياحة المغربية آنذاك، وأصبح مرشدا سياحيا باللغة الإيطالية مع شركة "KTI" "قصبة تور انترناسيونال" بمدينة مراكش.
وبعد سوء تفاهم حدث لعلي بلفلاح مع مندوب السياحة بمدينة مكناس، عرض على مجلس تأديبي وتم توقيفه عن ممارسة مهنة الإرشاد السياحي، وسُلبت منه بطاقته المهنية، وبعد تفكير عميق، قرر بلفلاح إنشاء مشروعه الخاص، بدوار أولاد بلعكيد على تراب جماعة واحة سيدي إبراهيم، حيث قام بتشييد أربع "خيم" تقليدية، إحدى هذه الخيم جعل منها مطبخا، وأخرى لكبار الشخصيات، بينما الخيمتين المتبقيتين فقد تم تخصيصهما للمجموعات، كما قام ببناء فرن تقليدي.
وبدأ مرشدون سياحيون بمدينة مراكش في مساعدة بلفلاح بأخذ السياح إليه لتقديم وجبة الغذاء لهم بعدما كان يقدم وجبة العشاء فقط، قبل أن يعقد شراكات مع مجموعة من الشركات السياحية، التي كانت تبيع السهرة الفلكلورية التي يقدمها فضاء بلفلاح للسياح الذين يرغبون في اكتشاف المزيد من الطقوس والتقاليد المغربية ومشاهدة فن التبوريدة التقليدية، والتعرف أكثر على الفن المغربي.
وبالصدفة، كان المغفور له الحسن الثاني متوجها بطائرته الخاصة إلى منطقة سيدي بوعثمان من أجل ممارسة رياضة القنص، ليلقي نظره على الفلكلور والتبوريدة التي كان يحتضنها مطعم علي، دون مناسبة، على اعتبار أن هذا الاحتفال كان ينظم خلال الأعياد الدينية والوطنية فقط، ولا يمكن تنظيمه بدون مناسبة، وبعد إخبار صاحب الجلالة المغفور له أن هذه العروض يقدمها مستثمر سياحي، أمر جلالته ربان الطائرة بالنزول إليه، والتقى بعلي بلفلاح، وبعد ذلك فتحت في وجه بلفلاح أبواب الخير من كل حدب وصوب بعد لقائه بجلالة المغفور له الحسن الثاني.
وبعد فترة من الزمن تم استدعاء بلفلاح ليقوم بتنظيم حفلة عيد ميلاد فوربس، وهو أحد أغنياء العالم آنذاك، الذي كان يقطن بمدينة طنجة، ولحدود الساعة توجد بمطعم عند علي خيمة باسم "فوربس"، وبعد ذلك نظم بلفلاح مجموعة من الحفلات بمدينة مراكش، ومن ثم بدأ رحلته في القطاع السياحي.
وتوفي علي بلفلاح، وفق مصادرنا، في حادثة سير بعد اصطدام سيارته بشاحنة لنقل المستخدمين، تابعة له، في الطريق المؤدية إلى مؤسسته السياحية.
برزت في المشهد السياحي المغربي، مجموعة من الأسماء التي كان لها دور محوري في النهوض بهذا القطاع، من خلال مشاريع رائدة ورؤى استراتيجية ساهمت في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، ومن بين هؤلاء، تميز كل من عبد الهادي العلمي، وعبد اللطيف القباج، وعلي بلفلاح، بمسارات مختلفة وتوجهات متباينة، غير أن القاسم المشترك بينهم كان الإصرار على الابتكار وتطوير البنية التحتية السياحية في المغرب عموما، وبمدينة مراكش على الخصوص.
ويستعرض هذا المقال المسارات المهنية والإنجازات البارزة لكل من هؤلاء الفاعلين الثلاثة، بدءا بمسيرة عبد الهادي العلمي من وزارة المالية إلى الاشراف على تدبير سلسلة فنادق بالتعاون مع شركة فرنسية مرموقة، مرورا بتجربة عبد اللطيف القباج الذي أسس مجموعة "كنزي للفنادق" التي تحولت إلى واحدة من أبرز الفاعلين في مجال الفندقة الفاخرة، ووصولا إلى قصة علي بلفلاح، المرشد السياحي الذي تحول إلى رمز من رموز السياحة الفولكلورية في مراكش بعد لقاء مصيري مع جلالة الملك الحسن الثاني.
ويرصد هذا المقال، محطات بارزة وشهادات موثقة تكشف عن جوانب من تطور القطاع السياحي بمدينة مراكش والمغرب عموما، من خلال تجارب شخصية صنعت الفارق وأسهمت في رسم ملامح السياحة المغربية الحديثة.
وسنبدأ مقالنا، بعبد الهادي العلمي، الذي كان مفتشا بوزارة المالية، وكان مكلفا بمالية المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الفندقة "ماروك توريست"، كما قام بإحضار شركة فرنسية معروفة تُسمى "PLM"، وهي اختصار لمدن فرنسية: باريس، ليون، ومارسيليا، وقد حصل منها على "فرانشايز"، فأصبحت "Dounia Hotel PLM"، بعد أن كانت الشركة المغربية "Dounia Hotel" تسير فنادق مغربية، قبل أن يتعاقد العلمي مع الشركة الفرنسية ويحصل منها على حق الامتياز، أي "فرانشايز".
ومن خلال الشركة الجديدة "Dounia Hotel PLM"، توسع نشاط العلمي وتمكن من توسيع قاعدة الفنادق التي يشرف على تسييرها، حيث عمل على تسيير جميع الفنادق بالجنوب، بمدن ورزازات، تالوين، زاكورة، أكادير، وفندق واحد بمراكش "توبقال".
وبعدما شيد صندوق الإيداع والتدبير مجموعة من الفنادق، أوكل مهمة تسييرها إلى شركة "ماروك توريست"، ومن بين هذه الفنادق: فندق المريديان بمدينة مراكش، فندق "ليدين دور" وفندق الأمويين بمدينة أكادير، وأوكلت مهمة تسييرها إلى العلمي، الذي كان مديرا للشركة، وقام بتغيير اسم فندق المريديان إلى "Dounia PLM Le Méridien N'Fis".
كما أشرف العلمي على تسيير فندق "كرم" بمدينة ورزازات، الذي نزل به المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني أثناء زيارته للجنوب الشرقي، بعدما قام العلمي بتحضير أجنحة ملكية خاصة بصاحب الجلالة، الذي أُعجب بطريقة الاستقبال وشكل الفندق ونظافته، خاصة لكونه يتواجد بإحدى مدن الجنوب الشرقي، وهذه الفرصة أحسن العلمي استغلالها، حيث قدم أمام أيدي جلالة الملك "ماكيت" قصر المؤتمرات التي قام بتحضيرها من قبل، واقترح على جلالة المغفور له الحسن الثاني تشييده بمدينة أكادير، قبل أن يأمره صاحب الجلالة بتشييده بمدينة مراكش، وذلك استعدادا لمؤتمر المنظمة العالمية للسياحة، وفق ما أورده الخبير في المجال السياحي الرئيس السابق للجمعية الجهوية والوطنية للمرشدين السياحيين، جمال السعدي في تصريحه لموقع كشـ24.
وتمكن العلمي من الحصول على الأرض التي شيد فوقها قصر المؤتمرات من طرف بلدية مراكش التي كان يرأسها آنذاك محمد الوفا، بدرهم رمزي، بعد قرار ملكي، وتم بناء هذه المعلمة وتدشينها سنة 1989، كما قام بضم أرض بجانب القصر كان يتواجد بها مقر نادي الكوكب المراكشي، بالإضافة إلى ذلك شيد العلمي فندق المنصور الذهبي.
وترأس العلمي خلال مسيرته المهنية الجمعية الجهوية لمهنيي السياحة بمراكش، كما تم توشيحه بالعديد من الأوسمة والجوائز الوطنية، ففي أبريل 1974، تم توشيحه بوسام الرضى، وفي ماي 1982، حصل على وسام العرش من درجة فارس.
وفشل العلمي في الحصول على مقعد برلماني بعد دخوله غمار الانتخابات بحزب التجمع الوطني للأحرار، والترشح بدائرة المدينة جليز، ليغادر المجال السياسي باكرا، بعدما خسر أموالا كثيرة في الانتخابات، كما واجه العلمي عدة مشاكل، من بينها صراعه مع شركة "أكور" الفرنسية، التي سلبت منه فندق المنصور الذهبي، قبل أن يستعيده عن طريق المحكمة ليبيعه في الأخير.
أما بالنسبة للشخصية الثانية، عبد اللطيف القباج، ففي عام 1991 أسس شركة "كنزي للفنادق" برأسمال قدره مليون درهم، وذلك بعد انفصاله عن عبد الهادي العلمي الذي عمل معه لسنوات.
وبدأت الشركة بإدارة الفنادق المتعثرة، حيث كان أول عملائها فندق الصحراء في أكادير وفندق بلير في ورزازات، وسرعان ما توسعت الشركة معتمدة على نماذج تشغيل متعددة مثل التأجير، والإدارة لحساب الغير، والإدارة الحرة، ومع مرور الوقت، بدأت كنزي للفنادق في امتلاك فنادق خاصة، ثم اتجهت إلى إدارة الفنادق الفاخرة.
ومن أبرز نجاحاته في هذا المجال، افتتاح فندق "كنزي تاور"، وهو فندق خمس نجوم فاخر يقع في "التوين سنتر" في الدار البيضاء، إلى جانب فندق "كنزي أكدال" الفاخر من خمس نجوم بمراكش، ويضم كنزي تاور 237 غرفة وجناحا، بينما يحتوي كنزي أكدال على 236 غرفة، بالإضافة إلى سبا بمساحة 1800 متر مربع، وذلك فق معطيات نشرتها صحيفة السياحة الخليجية.
وتدير حاليا مجموعة كنزي للفنادق، التي يمتلكها القباج، حوالي عشرة فنادق تضم ما يقارب 2100 غرفة، وتوظف حوالي 2000 شخص، مع خطط توسعية طموحة.
إلى جانب إنجازاته المهنية، يعد عبد اللطيف قباج شخصية بارزة في العمل الجمعوي المهني، حيث شغل عدة مناصب قيادية، منها: رئيس جمعية صناعة الفنادق المغربية (AIH)، ورئيس جمعية مهنيي السياحة في مراكش (APOTM، والتي أصبحت لاحقًا التجمع الجهوي لصناعة السياحة (GRIT)، كما شغل أيضا منصب رئيس المجلس الجهوي للسياحة في مراكش (CRT)، ومنصب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة (CNT.
أما الشخصية الثالثة في مقالنا، علي بلفلاح، ابن منطقة دكالة، عمل تقنيا في الطاقة مع محطة لاسامير لتكرير البترول، وبعد ذلك انتقل مع شركة إيطالية إلى دولة إيطاليا للحصول على تكوين في المجال، وتعرف فيها على زوجته الإيطالية، بعد ذلك عاد إلى المغرب واستقر بمدينة المحمدية، قبل ان ينتقل إلى مدينة مراكش.
وبصم بلفلاح العمل النقابي بعد تجربته الرائدة مع الاتحاد المغربي للشغل، والتي تسببت في طرده من محطة لاسامير، لتتم دعوته من طرف شركة إيطالية للسياحة بمدينة مراكش، التي انضم إليها، بسبب إتقانه للغة الإيطالية، وذلك بعد اجتيازه لمباراة أعلنت عنها وزارة السياحة المغربية آنذاك، وأصبح مرشدا سياحيا باللغة الإيطالية مع شركة "KTI" "قصبة تور انترناسيونال" بمدينة مراكش.
وبعد سوء تفاهم حدث لعلي بلفلاح مع مندوب السياحة بمدينة مكناس، عرض على مجلس تأديبي وتم توقيفه عن ممارسة مهنة الإرشاد السياحي، وسُلبت منه بطاقته المهنية، وبعد تفكير عميق، قرر بلفلاح إنشاء مشروعه الخاص، بدوار أولاد بلعكيد على تراب جماعة واحة سيدي إبراهيم، حيث قام بتشييد أربع "خيم" تقليدية، إحدى هذه الخيم جعل منها مطبخا، وأخرى لكبار الشخصيات، بينما الخيمتين المتبقيتين فقد تم تخصيصهما للمجموعات، كما قام ببناء فرن تقليدي.
وبدأ مرشدون سياحيون بمدينة مراكش في مساعدة بلفلاح بأخذ السياح إليه لتقديم وجبة الغذاء لهم بعدما كان يقدم وجبة العشاء فقط، قبل أن يعقد شراكات مع مجموعة من الشركات السياحية، التي كانت تبيع السهرة الفلكلورية التي يقدمها فضاء بلفلاح للسياح الذين يرغبون في اكتشاف المزيد من الطقوس والتقاليد المغربية ومشاهدة فن التبوريدة التقليدية، والتعرف أكثر على الفن المغربي.
وبالصدفة، كان المغفور له الحسن الثاني متوجها بطائرته الخاصة إلى منطقة سيدي بوعثمان من أجل ممارسة رياضة القنص، ليلقي نظره على الفلكلور والتبوريدة التي كان يحتضنها مطعم علي، دون مناسبة، على اعتبار أن هذا الاحتفال كان ينظم خلال الأعياد الدينية والوطنية فقط، ولا يمكن تنظيمه بدون مناسبة، وبعد إخبار صاحب الجلالة المغفور له أن هذه العروض يقدمها مستثمر سياحي، أمر جلالته ربان الطائرة بالنزول إليه، والتقى بعلي بلفلاح، وبعد ذلك فتحت في وجه بلفلاح أبواب الخير من كل حدب وصوب بعد لقائه بجلالة المغفور له الحسن الثاني.
وبعد فترة من الزمن تم استدعاء بلفلاح ليقوم بتنظيم حفلة عيد ميلاد فوربس، وهو أحد أغنياء العالم آنذاك، الذي كان يقطن بمدينة طنجة، ولحدود الساعة توجد بمطعم عند علي خيمة باسم "فوربس"، وبعد ذلك نظم بلفلاح مجموعة من الحفلات بمدينة مراكش، ومن ثم بدأ رحلته في القطاع السياحي.
وتوفي علي بلفلاح، وفق مصادرنا، في حادثة سير بعد اصطدام سيارته بشاحنة لنقل المستخدمين، تابعة له، في الطريق المؤدية إلى مؤسسته السياحية.
ملصقات
سياحة

سياحة

سياحة

سياحة

مراكش

مراكش

مراكش

مراكش
