اليوم العالمي للمرأة... أيُّ النساءِ تقصدون !!!! من تشتغل 22 ساعة أَمْ التي تتقاضى فقط 2 فرانك ... اليوم الذي لا يحتفي بالمرأة القروية المناضلة في أعالي الجبال، التي سهرت وربت الأجيال بأقل الإمكانيات ،التي لم تحس يوماً بأُنوثتها فشُغلها الشاق أنساها..تستيقظ في السادسة صباحا لتحضير الفطور لابنائها ,لترسلهم ليتعلمو آملةً لهم في غدٍ أحسن، فيه ابسطُ حقوقهم بيتٌ لائق للسكن فصحةٌ جيدة ثُم ظروفاً معيشية أفضل تحفَظ كرامتهُم، .. لمدرسة تبعد بالكيلومترات عن مسكنهم ،لا بل مخبئهم لكن عن أيِ مخبأ أتكلم والشتاء والبرد القارس يختبأ معهم فيه ! آسفة لن أقول "هابي وُمَن داي " عن اي يوم سعيد سأكتب والمرأة لازالت تقاسي الأمرّين..فزوجة داك الجندي أحد القدماء المحاربين الذي اهدى كل ما يملك من اجل هذا الوطن تركها حامل بجنين لا يعرف جِنسه ولبّى النداء، لم يعش معه لا طفولته ولا شبابه.. فهي كانت له الأم بحنانها وعطفها والأب بأمانه وخوفه ، تشتغل بالداخل والخارج لتوفر لابنائها ما تقدر عليه ..عاشت سلسلة من المعانات ولازالت نعم انها سنة 2016!!!! ..لكنها اليوم بمعاشٍ ضعيف تصرف على ابنها الذي عانت من اجله وهو اليوم موجَز مع إيقاف التنفيذ.. هذه المرأة فقط نقطة من بحر نساءنا المغربيات المكافحات الجديرات بالتكريم اللاتي يجب الاعتزاز بهن اللاتي لا يعرفن أصلا ماهو 8 مارس !! يوم لا تعرفه سوى اللاتي تبحَثْن عن مصالحهن وتأخذُ الدفاع عن حقوق المرأة غاية لجمع المال والشهرة .........
المرأة نصف المجتمع هذه حقيقة لايمكن تجاوزها لها قيمة أبدية فضلها الله واستوصى الرسول(ص) بها خيرا فهي أتبثت وجودها بفكرها وعملها الجاد، فهي الام التي ربت وسهرت من أجل تربية أجيال، هي من تقاسمت مع الرجل منذ القدم مصاعب الحياة ومشاقها، من ساندته و كانت رفيقة دربه سواء أماً أختاً او زوجةً..........
مشكلتنا تلك النظرة النمطية التي لاطالما عانت منها المرأة، لحد الآن لم تعطى للمرأة القيمة التي تستحق باعتبارها إنسان قبل أي إعتبار كيفما كان فهي ليست فقط جسد بل روح هي وأنت أيها الرجل تكوّنان المجتمع تكملك بمشاعرها المرهفة وتكملها بخوفك عليها فرجولتك لم ولن تقلل منها يوما نعم أنت الرجل لكن.....هي المرأة.......
متى سنتخلى عن معتقداتنا الثقافية التي ترى المرأة دائما مذنبة هناك أكبر من ماهو تقاليد وعادات فالوازع الديني مثلما أعطى الرجل حقوق وواجبات فالمرأة كذلك لنرتقي بفكرنا فالعذرية تخص الاثنين والطلاق أبغض الحلال عند الله على كليهما......
أنا إمرأة لا أريد مساواتك أيها الرجل لكن أريدك أن تراني المرأة الإنسان قبل أي شيء فهذا يكفيني أما ذاتي سأحققها بإصراري.......