ادانت الغرفة الجنحية العادية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بداية الاسبوع الذي نودعه، الحكواتي "محمد باريز" الرئيس السابق لجمعية حرفيي الحلقة للفرجة والتراث بساحة جامع الفنا، بثلاثة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 1000 درهم، مع الحكم عليه بأدائه  تعويض مدني قدره 20 ألف درهم للمطالبين بالحق المدني، بعد متابعته طبقا لملتمسات وكيل الملك بتهمة خيانة الأمانة واختلاس أموال الحلايقية، في حين قضت هيئة الحكم ببراءة اثنين من أعضاء الجمعية المذكورة.
 

وكان الحكواتي محمد باريز انسحب من الجمعية دون سابق إعلام أو عقد الجمع العام لتقديم التقررين الأدبي والمالي، خصوصا بعدما كثر الحديث في أوساط الحلايقية، عن اختلاسات، همت مداخيل أكبر طنجية جرى إعدادها من طرف الجمعية برعاية عدد من الممولين.
 

وأحسب مصادر مطلعة، فإن حوالي 128 حلايقي منخرط بالجمعية المذكورة، تقدموا بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بخصوص الاختلاسات المالية التي استهدفت صندوق الجمعية، يطالبون من خلالها بفتح تحقيق في موضوع الأموال المختلسة، وتقديم المتورطين إلى العدالة.
 

وكان مجموعة من المهتمين بالتراث الثقافي، نبهوا في وقت سابق، إلى أن الفاعلين بساحة جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش يعيشون على إيقاع غليان يتطلب احتواؤه جلوس الأطراف المعنية إلى طاولة الحوار، والحد من مجموع السلوكات والتجاوزات الموقدة لفتيل الفتنة والصراعات الذاتية والموضوعية التي تضر بسمعة المدينة، وبالتالي استحضار أهمية ساحة جامع الفنا العالمية التي يضعها العالم تحت المجهر، كما سبق التنبيه  لما يمكن أن يترتب عن سوء  توزيع الإعانات المادية على الفاعلين بساحة جامع الفنا، لأن من شان ذلك أن يذكي روح التفرقة التي تصل إلى حد التصادم والتنافر.