
سيظل يوم 23 مارس حدثا مميزا بالنسبة للشعب المغربي و قواه الحية، باعتباره يؤرخ لانتفاضة شعبية خلخلت النظام المغربي وجعلته يكشر عن أنيابه، قبل أن يستعمل الرصاص في مواجهة طلبة و تلاميذ، و لما تمخض عنه من تأسيس حركة ثورية، ستعطي فيما بعد تنظيما سياسيا وهو منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي ساهمت في تخليق الحياة السياسية وكانت لها الجرأة في طرح العديد القضايا التي ظلت في حكم الطابو منها معتقل تازمامرت، فضلا عن تجميع الكتلة الديمقراطية، مع أحزاب: الاستقلال، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الاتحاد اشتراكي للقوات الشعبية، التقدم و الاشتراكية فضلا عن المنظمة، قبل ان تندمج هذه الأخيرة مع مكونات اليسار الراديكالي في إطار الحزب الإشتراكي الموحد.- انتفاضة شعبية بالبيضاء وتدخل دموي عنيف للسلطاتكان يوم 22 مارس يوم احتجاج وإضراب، حيث تفرق التلاميذ المتظاهرون في شوارع المدينة هاتفين "التعليم لأبناء الشعب"... كان سن المتظاهرين يتراوح بين 10 سنوات و 17 سنة ، في البداية كانت الإنطلاقة من مدينة الدرالبيضاء من مجموعة من المدارس ... والثانويات كثانوية محمد الخامس ، الخوارزمي ، عبد الكريم لحلو ، الأزهر وغيرها... والتحقت بهم الجماهير ليتحول الإضراب إلى انتفاضة شعبية، وإثر ذلك تدخل رجال الشرطة وأفراد القوات الإحتياطية لتفريق تجمعات التلاميذ وتشتيت مظاهراتهم السلمية ، و كان رجال الأمن والسيمي والقوة قاسيين في معاملتهم للمتظاهرين، حيث واجهوهم بالضرب الوحشي وفي كل مكان من أجسادهم مما جعل المتظاهرين يدافعون عن أنفسهم، خصوصا بعدما بوشرت عدة اعتقالات جماعية في صفوفهم . وفيما بعد تدخل عموم المواطنين للدفاع عن أبنائهم وبناتهم ، فما كان من قوات القمع إلا أن تتمادى في معاملاتهم الوحشية مستهدفين الجميع بما فيهم الآباء والأمهات . في صباح اليوم الموالي، أصبح الجو متوترا، حيث استمر الإضراب ومظاهرات التلاميذ المحتجين ضد قرار الطرد من المدارس ، كما أن هذه الإجراءات مست الآلاف من العائلات في جميع مدن المغرب، وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع هذه الإنتفاضة، وسرعان ما عززت صفوف المتظاهرين بآلاف من الشباب. وفيما بعد اطلقت المسيرات الإحتجاجية للتلاميذ والطلبة في بعض المدن المغربية كالرباط، فاس و مراكش . انفجر غضب الجماهير في انتفاضة شعبية عارمة ، ركزت هذه الجماهير الثائرة في الدارالبيضاء هجوماتها على السجن المدني ، وعلى مراكز الشرطة ، وأضرمت النيران على مخازن التمويل . وتوقف العمال عن العمل وأغلقت المتاجر وكانت إضرابات شاملة وعامة والجميع يصب غضبه واستنكاره للقمع والتعسف الذي شمل كل شرائح المجتمع . و رفعت شعارات تندد بقمع الطلاب مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين رجال القوة وعموم السكان، حيث كانت مدينة الدارالبيضاء وبعض المدن المغربية بعد ظهر يوم 23 مارس مسرحا لأحداث خطيرة ، واجهها النظام المغربي بالقوة والقمع والعنف ، حيث تدخلت قوات الأمن بإشراف الجنرال محمد أوفقير بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الأحياء الشعبية . حيث كان يتتبع الأحداث عبر مروحية تجوب أجواء الدارالبيضاء ويعطي الأوامر باستعمال النار على المتظاهرين. خلف استعمال الرصاص الحي وتدخل القوات المساعدة ، سقوط العديد من القتلى ومئات من الجرحى واعتقالات واسعة في صفوف التلاميذ والطلبة وعموم المواطنين . واكتسحت الدبابات ليلة 23 مارس الشوارع وفتكت بمئات العمال والشباب والعاطلين نساء ورجال. - تنظيم سياسي خلوي يعتمد السرية بألقاب حركيّةكانت حلقة فاس النواة الأولى لحركة 23 التي لا زال أعضاءها الرئيسيون يمارسون العمل السياسي اليساري ك محمد الحبيب طالب،محمد المريني، ومصطفى مسداد وعلال الأزهر،بالإضافة إلى رفاق توفوا كمحمد حمامة والحسين كوار،مشيرا إلى أن الحركة تشكلت نواتها الأساسية من حلقة حرزني وحلقة أسيدون. بعد تأسيس الحركة سنة 1970 جعلت أولى اهتماماتها توحيد الحركة الماركسية بالمغرب لكن بعد سنة 1972 اشتد القمع خصوصا بعد اعتقال حرزني ومجموعة من المناضلين بالبيضاء، وخروج كل من الطالبي،مسداد والمريني إلى الخارج،حيث بقي الكرفاتي قبل أن ينضاف إلى المكتب السياسي علال الأزهر رفقة رشيد فكاك الذي مكلفا بالإشراف على قطاع التلاميذ والطلبة، بعد ذلك أضيف إبراهيم ياسين الذي لعب دورا كبيرا بعد خروج الرفاق للخارج، وفي مرحلة لاحقة عبد السلام المؤذن هذه المجموعة حاولت الصمود بالتنظيم. رغم أن العمل التنظيمي للحركة لم يراكم خبرة كبيرة ،. وظل عفويا وتلقائيا و محصورا بالعمل السري ، انصب الاهتمام على الواجهة الطلابية والتلاميذية حيث تمكنت منظمتي ( أ و ب ) من قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،لينتقل الطلبة الذين كانوا خلال سنة 1970 بالجامعة إلى الاشتغال بالتعليم ومن تمة استغلال الواجهة النقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل ( قطاع التعليم رفقة الغوالي وطليمات أحمد وآخرين ) ولجنة الفلاحين التي تكلف بها الأزهر بعد اعتقال حرزني ، وفئة قليلة من العمال تحت إشراف جبيهة رحال،وهي المرحلة التي كلفت الأزهر التوفيق بين عمله بالتعليم بمنطقة أمزميز، والتنسيق مع اللجنة المحلية بمراكش ثم الانتقال للبيضاء لحضور اجتماعات المكتب السياسي، دون أن ينسى الدور الريادي الذي لعبته النقابة الوطنية للتلاميذ في إشعاع المنظمة رغم طبيعة العمل السري،مناهضة عملية التجنيد،والتنديد بما تعرضت له المناضلة فاطنة البيه. وعن بداية 23 مارس بمراكش يقول الأزهر إن العمل التلاميذي كان طلائعيا تحت إشراف كل من محمد بلمقدم،موحى وهبي بالإضافة إلى محمد الحبيب الموفق قبل أن ينتقلوا لاستكمال الدراسة الجامعية بالرباط ، بالإضافة إلى العمل النقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل،من خلال تكوين لجان المؤسسات والتعبئة لإضراب 1972 الذي لقي نجاحا كبيرا جعل المنظمة تعرف امتدادا كبيرا وسط فئة من رجال التعليم. و لازال الأزهر يتذكر عودة كل من بلمقدم وركيز للمشاركة في مسيرة احتجاجية للتنديد باعتقالات سنة 1972 شارك فيها رفقة طليمات وكانا يشتغلان بقطاع التعليم بالمدينة. بعد اعتقالات 1973 مجموعة 33 بالبيضاء ضمنهم حسن تيريدة ،تمت متابعة الأزهر بداية مارس اضطر إلى الانتقال إلى البيضاء للعمل السري،وهي الفترة التي تركز الاشتغال فيها ـ يضيف الأزهر ـ رفقة عبد السلام المؤذن على ندوات تكوينية داخل منازل سرية يكتريها بعض الرفاق بشكل عادي خصوصا أولئك الذين لم يفتضح أمرهم بالنسبة للأمن كجبيهة رحال الذي كان يشتغل بمعمل كارنو للتصبير حيث استقر معه الأزهر قبل أن ينتقل إلى الاستقرار مع المؤذن بمنطقة كراج علال وكان فكري المكلف باللجنة التقنية يتردد على المنزل إلى حين اعتقال المؤذن والأزهر، خلال الانتقال للعمل السري ـ يقول الأزهر ـ " تكلف العربي مفضال بالإشراف على مدينة مراكش ولم تعد لي صلة كبيرة بالمدينة رغم أنني أعلم العمل الذي تقوم به الخلية المشرفة على قطاع التعليم،والدور الذي يلعبه الطلبة الذين تتبعوا دراستهم الثانوية بمراكش قبل الالتحاق بالكلية ". وعن الفترة ما بعد اعتقال الأزهر ( 1974 ) يقول محمد رشيد السيدي عضو النقابة الوطنية للتلاميذ بمراكش أن العمل داخل المنظمة اعتمد على خلايا تنظيمية لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أعضاء يتواصلون عبر أسماء حركية،وشكلت السنة الدراسية البيضاء (1970 ـ 1971) فرصة للالتقاء التلاميذ بطلبة جامعيين منظمين داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كسحنون، بلمقدم وموحا وهبي الذي كان مسؤولا عن القطاع التلاميذي رغم أنه التحق بالوظيفة العمومية وقتئذ وكان يمارس سرية صارمة جدا. في هذه الفترة بدأت نقاشات لتأسيس حركة تلاميذية لمواجهة المناهج التقليدية وكنا ـ يضيف السيدي ـ نتلقى كتب ومراجع من لدن طلبة جامعيين أهما منشورات دار التقدم ودار الطليعة كان لها ارتباط بالحركة الماركسية. ولا زال السيدي يتذكر أول لقاء في إطار النقابة الوطنية للتلاميذ سنة 1971 أبريل ) ـ بعد أن اكتسح الرفاق العمل بالأنشطة التعاونية بالمؤسسات التعليمية ومن بينهم حسن إدكروم، المتصدق البوخاري ـ كان بغابة الشباب بمنطقة باب الجديد حضره بعض الأسماء كعبد الفتاح الصوفي، أحداف، شنطيط ، السامي وكان المسؤول عن الخلية السيد عبد الله بلمقدم، وحلقة أخرى كان يشرف عليها محمد إيمان، وكانت المجموعة تتوصل بنشرة إخبارية تسمى المناضل،و يتلقى جريدة 23 مارس إلا العنصر الذي تم الحسم في عضويته رفاقيا حيث ترفع تقارير إلى الجهات المسؤولة محليا ومركزيا. السنة المقبلة عملت المجموعة على التفكير في الارتباط بالجماهير وتنظيم حلقات بساحة جامع الفنا وباب دكالة بعدها تنطلق مسيرات بشعارات ضد الرجعية وضد الأحزاب،وكانت أول حركة جماهيرية يتذكرها السيدي انطلقت من ثانوية محمد الخامس خلفت قمعا شديدا،بالإضافة إلى مظاهرة يوم عيد الأضحى بعد الحظر الذي فرضته السلطات على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان تحت مسؤولية الجبهة ( 23 مارس و إلى الأمام ) بالإضافة إلى مسيرة بمنطقة باب دكالة بمشاركة بعض الفلاحين والعمال. بعد هذه الفترة شهدت الحركة ركودا أو تراجعا تكتيكيا،انصب خلاله الاهتمام على العمل الجمعوي ( المسرح النادي السينمائي وكل الجمعيات الثقافية ومن أهمها جمعية الضياء، كما التحق بعض الرفاق بشبيبة الحمراء. بعد ذلك قررت الحركة من خلال القطاع التلاميذ الخروج للشارع وتوزيع مناشير بالدروب والأزقة بالليل من خلال تقنية مضبوطة لمدة لا تتجاوز خمسة عشرة دقيقة،خلال هذا المرحلة ـ يتذكر السيدي ـ أنه يمكن أن يلتقي مناضلان لا تربطهما علاقة تنظيمية ويتنكر كل واحد للآخر نظرا لطبيعة العمل السري كان خلالها حسن إدكروم منسقا بين عدة خلايا،أول منشور حول اعتقالات الطلبة وكان الهدف الأساسي من المناشير تأجيج الصراع والإشعار بتواجد تنظيم سياسي. وأوضح السيدي أن المقرات التنظيمية لا يرتادها إلا الأعضاء المسؤولون بالحركة ومن ضمنها المقر الذي اعتقل به حسن إدكروم في نونبر 1974 بعد اعتقال القيادة بالبيضاء،والذي كان يتواجد بالدرب الذي يسكنه السيدي ( درب سيدي بوعمر بزاوية لحضر ) وكان يكتريه الموفق الذي كان مشرفا على القطاع التلاميذي بالحركة،وكان يشتغل كاتبا للضبط بمنطقة شيشاوة. وأوضح السيدي أن حركة 23 مارس بمراكش عرفت إشعاعا تنظيميا كبيرا خصوصا وسط التلاميذ مشيرا إلى أن كل فصل دراسي كان يضم خلية بأهم المؤسسات التعليمية التي كانت تحمل هي الأخرى أسماء حركية ( ابن عباد،محمد الخامس، أبو العباس السبتي ودار البارود ابن يوسف ودار المنبهي ). وأبرز السيدي أن اللقاءات بين الرفاق كانت تتم بواسطة (كود ) وهو يتذكر لقاء برفيق بالقرب من مسبح الكتبية حيث تقرر أن يحمل السيدي جريدة البيان في حين سيحمل الرفيق الآخر علبة غسيل ( تيد ) بالقرب من الشجرة الثالثة وسيسال السيدي عن شارع المقاومة في الوقت الذي سيتحدث الآخر عن شارع عبد الكريم الخطابي. ويتذكر السيدي كذلك درجة اليقظة والسرية بعد الاعتقالات التي طالت تلاميذ مؤسسة ابن يوسف ( دار البارود ) و كيف توصل من الكوميسارية بورقة جد صغيرة لا يجب عليه قراءتها بل نقلها رفقة المدني إدكروم إلى جليل طليمات الذي تسلمها واطلع عليها بشكل فردي ثم طلب منهما العودة قبل أن يخبرهما في الغد بانعقاد لقاء حضره كل من شقيقيه عبد الحفيظ الذي لم تكن بينهما أية رابطة تنظيمية،بالإضافة إلى المحجوب الزاكي،وآخرين بغابة الشباب حيث التقوا بعضو يجهله لحد الآن،وكان اللقاء لإعادة الارتباط، حيث تكلف بالتنسيق محمد الزهراوي،في الوقت الذي ارتبط المنسق الوطني بعلاقات أخرى مع مجموعة أخرى على رأسهم المرحوم عبد العزيز بنسماعيل وآخرين. وبعد اعتقال مجموعة 1976 تم تجديد الاتصال بين الرفاق وكان هناك توجيه لإعادة ربط الاتصال بكل من له علاقة بالحركة لدعم محاكمة رموز اليسار نهاية 1977، عن طريق الرفيق الصوفي الذي كان على اتصال بالرفيق ( حنا ) المصطفى بوعزيز والذي شغل مهمة منسق وطني. يتضح من حديث كل من العضو القيادي علال الأزهر و محمد رشيد السيدي وهو من الجيل الثاني للحركة أن منظمة 23 مارس كتنظيم سياسي جاءت بداية السبعينيات حيث انطلقت شرارة بإيقاع ثوري انطلاقا من ثلاث محطات عالمية كبرى أولها الهزيمة العربية حزيران 1967، الثورة الثقافية لماو تسي تونغ، والمعركة الطلابية بباريس،هذه التحولات أعطت توجها جديدا على المستوى الفكري وانطلق تأسيس جديد على أنقاض الفكر التقليدي،كما تولد انعدام للثقة بالأحزاب المسؤولة وقتئذ على اعتبار أن القيادات الحزبية وقتئذ تفاوضت على جثث ضحايا انتفاضة 23 مارس 1965،تشكلت الحركة من حلقات وامتدت وسط التلاميذ والطلبة بل وصلت للطبقة العاملة والفلاحين اعتمادا على خلايا سرية يلقب أعضاءها بأسماء حركية ما لبث المخزن أن وصل إليها،والزج بأغلب أطرها بالسجن بعد معاناة بالمخفر السري درب مولاي الشريف وغيره ومع ذلك استمرت المنظمة واستمر إشعاعها بأشكال وألوان مختلفة.
سيظل يوم 23 مارس حدثا مميزا بالنسبة للشعب المغربي و قواه الحية، باعتباره يؤرخ لانتفاضة شعبية خلخلت النظام المغربي وجعلته يكشر عن أنيابه، قبل أن يستعمل الرصاص في مواجهة طلبة و تلاميذ، و لما تمخض عنه من تأسيس حركة ثورية، ستعطي فيما بعد تنظيما سياسيا وهو منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي ساهمت في تخليق الحياة السياسية وكانت لها الجرأة في طرح العديد القضايا التي ظلت في حكم الطابو منها معتقل تازمامرت، فضلا عن تجميع الكتلة الديمقراطية، مع أحزاب: الاستقلال، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الاتحاد اشتراكي للقوات الشعبية، التقدم و الاشتراكية فضلا عن المنظمة، قبل ان تندمج هذه الأخيرة مع مكونات اليسار الراديكالي في إطار الحزب الإشتراكي الموحد.- انتفاضة شعبية بالبيضاء وتدخل دموي عنيف للسلطاتكان يوم 22 مارس يوم احتجاج وإضراب، حيث تفرق التلاميذ المتظاهرون في شوارع المدينة هاتفين "التعليم لأبناء الشعب"... كان سن المتظاهرين يتراوح بين 10 سنوات و 17 سنة ، في البداية كانت الإنطلاقة من مدينة الدرالبيضاء من مجموعة من المدارس ... والثانويات كثانوية محمد الخامس ، الخوارزمي ، عبد الكريم لحلو ، الأزهر وغيرها... والتحقت بهم الجماهير ليتحول الإضراب إلى انتفاضة شعبية، وإثر ذلك تدخل رجال الشرطة وأفراد القوات الإحتياطية لتفريق تجمعات التلاميذ وتشتيت مظاهراتهم السلمية ، و كان رجال الأمن والسيمي والقوة قاسيين في معاملتهم للمتظاهرين، حيث واجهوهم بالضرب الوحشي وفي كل مكان من أجسادهم مما جعل المتظاهرين يدافعون عن أنفسهم، خصوصا بعدما بوشرت عدة اعتقالات جماعية في صفوفهم . وفيما بعد تدخل عموم المواطنين للدفاع عن أبنائهم وبناتهم ، فما كان من قوات القمع إلا أن تتمادى في معاملاتهم الوحشية مستهدفين الجميع بما فيهم الآباء والأمهات . في صباح اليوم الموالي، أصبح الجو متوترا، حيث استمر الإضراب ومظاهرات التلاميذ المحتجين ضد قرار الطرد من المدارس ، كما أن هذه الإجراءات مست الآلاف من العائلات في جميع مدن المغرب، وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع هذه الإنتفاضة، وسرعان ما عززت صفوف المتظاهرين بآلاف من الشباب. وفيما بعد اطلقت المسيرات الإحتجاجية للتلاميذ والطلبة في بعض المدن المغربية كالرباط، فاس و مراكش . انفجر غضب الجماهير في انتفاضة شعبية عارمة ، ركزت هذه الجماهير الثائرة في الدارالبيضاء هجوماتها على السجن المدني ، وعلى مراكز الشرطة ، وأضرمت النيران على مخازن التمويل . وتوقف العمال عن العمل وأغلقت المتاجر وكانت إضرابات شاملة وعامة والجميع يصب غضبه واستنكاره للقمع والتعسف الذي شمل كل شرائح المجتمع . و رفعت شعارات تندد بقمع الطلاب مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين رجال القوة وعموم السكان، حيث كانت مدينة الدارالبيضاء وبعض المدن المغربية بعد ظهر يوم 23 مارس مسرحا لأحداث خطيرة ، واجهها النظام المغربي بالقوة والقمع والعنف ، حيث تدخلت قوات الأمن بإشراف الجنرال محمد أوفقير بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الأحياء الشعبية . حيث كان يتتبع الأحداث عبر مروحية تجوب أجواء الدارالبيضاء ويعطي الأوامر باستعمال النار على المتظاهرين. خلف استعمال الرصاص الحي وتدخل القوات المساعدة ، سقوط العديد من القتلى ومئات من الجرحى واعتقالات واسعة في صفوف التلاميذ والطلبة وعموم المواطنين . واكتسحت الدبابات ليلة 23 مارس الشوارع وفتكت بمئات العمال والشباب والعاطلين نساء ورجال. - تنظيم سياسي خلوي يعتمد السرية بألقاب حركيّةكانت حلقة فاس النواة الأولى لحركة 23 التي لا زال أعضاءها الرئيسيون يمارسون العمل السياسي اليساري ك محمد الحبيب طالب،محمد المريني، ومصطفى مسداد وعلال الأزهر،بالإضافة إلى رفاق توفوا كمحمد حمامة والحسين كوار،مشيرا إلى أن الحركة تشكلت نواتها الأساسية من حلقة حرزني وحلقة أسيدون. بعد تأسيس الحركة سنة 1970 جعلت أولى اهتماماتها توحيد الحركة الماركسية بالمغرب لكن بعد سنة 1972 اشتد القمع خصوصا بعد اعتقال حرزني ومجموعة من المناضلين بالبيضاء، وخروج كل من الطالبي،مسداد والمريني إلى الخارج،حيث بقي الكرفاتي قبل أن ينضاف إلى المكتب السياسي علال الأزهر رفقة رشيد فكاك الذي مكلفا بالإشراف على قطاع التلاميذ والطلبة، بعد ذلك أضيف إبراهيم ياسين الذي لعب دورا كبيرا بعد خروج الرفاق للخارج، وفي مرحلة لاحقة عبد السلام المؤذن هذه المجموعة حاولت الصمود بالتنظيم. رغم أن العمل التنظيمي للحركة لم يراكم خبرة كبيرة ،. وظل عفويا وتلقائيا و محصورا بالعمل السري ، انصب الاهتمام على الواجهة الطلابية والتلاميذية حيث تمكنت منظمتي ( أ و ب ) من قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،لينتقل الطلبة الذين كانوا خلال سنة 1970 بالجامعة إلى الاشتغال بالتعليم ومن تمة استغلال الواجهة النقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل ( قطاع التعليم رفقة الغوالي وطليمات أحمد وآخرين ) ولجنة الفلاحين التي تكلف بها الأزهر بعد اعتقال حرزني ، وفئة قليلة من العمال تحت إشراف جبيهة رحال،وهي المرحلة التي كلفت الأزهر التوفيق بين عمله بالتعليم بمنطقة أمزميز، والتنسيق مع اللجنة المحلية بمراكش ثم الانتقال للبيضاء لحضور اجتماعات المكتب السياسي، دون أن ينسى الدور الريادي الذي لعبته النقابة الوطنية للتلاميذ في إشعاع المنظمة رغم طبيعة العمل السري،مناهضة عملية التجنيد،والتنديد بما تعرضت له المناضلة فاطنة البيه. وعن بداية 23 مارس بمراكش يقول الأزهر إن العمل التلاميذي كان طلائعيا تحت إشراف كل من محمد بلمقدم،موحى وهبي بالإضافة إلى محمد الحبيب الموفق قبل أن ينتقلوا لاستكمال الدراسة الجامعية بالرباط ، بالإضافة إلى العمل النقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل،من خلال تكوين لجان المؤسسات والتعبئة لإضراب 1972 الذي لقي نجاحا كبيرا جعل المنظمة تعرف امتدادا كبيرا وسط فئة من رجال التعليم. و لازال الأزهر يتذكر عودة كل من بلمقدم وركيز للمشاركة في مسيرة احتجاجية للتنديد باعتقالات سنة 1972 شارك فيها رفقة طليمات وكانا يشتغلان بقطاع التعليم بالمدينة. بعد اعتقالات 1973 مجموعة 33 بالبيضاء ضمنهم حسن تيريدة ،تمت متابعة الأزهر بداية مارس اضطر إلى الانتقال إلى البيضاء للعمل السري،وهي الفترة التي تركز الاشتغال فيها ـ يضيف الأزهر ـ رفقة عبد السلام المؤذن على ندوات تكوينية داخل منازل سرية يكتريها بعض الرفاق بشكل عادي خصوصا أولئك الذين لم يفتضح أمرهم بالنسبة للأمن كجبيهة رحال الذي كان يشتغل بمعمل كارنو للتصبير حيث استقر معه الأزهر قبل أن ينتقل إلى الاستقرار مع المؤذن بمنطقة كراج علال وكان فكري المكلف باللجنة التقنية يتردد على المنزل إلى حين اعتقال المؤذن والأزهر، خلال الانتقال للعمل السري ـ يقول الأزهر ـ " تكلف العربي مفضال بالإشراف على مدينة مراكش ولم تعد لي صلة كبيرة بالمدينة رغم أنني أعلم العمل الذي تقوم به الخلية المشرفة على قطاع التعليم،والدور الذي يلعبه الطلبة الذين تتبعوا دراستهم الثانوية بمراكش قبل الالتحاق بالكلية ". وعن الفترة ما بعد اعتقال الأزهر ( 1974 ) يقول محمد رشيد السيدي عضو النقابة الوطنية للتلاميذ بمراكش أن العمل داخل المنظمة اعتمد على خلايا تنظيمية لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أعضاء يتواصلون عبر أسماء حركية،وشكلت السنة الدراسية البيضاء (1970 ـ 1971) فرصة للالتقاء التلاميذ بطلبة جامعيين منظمين داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كسحنون، بلمقدم وموحا وهبي الذي كان مسؤولا عن القطاع التلاميذي رغم أنه التحق بالوظيفة العمومية وقتئذ وكان يمارس سرية صارمة جدا. في هذه الفترة بدأت نقاشات لتأسيس حركة تلاميذية لمواجهة المناهج التقليدية وكنا ـ يضيف السيدي ـ نتلقى كتب ومراجع من لدن طلبة جامعيين أهما منشورات دار التقدم ودار الطليعة كان لها ارتباط بالحركة الماركسية. ولا زال السيدي يتذكر أول لقاء في إطار النقابة الوطنية للتلاميذ سنة 1971 أبريل ) ـ بعد أن اكتسح الرفاق العمل بالأنشطة التعاونية بالمؤسسات التعليمية ومن بينهم حسن إدكروم، المتصدق البوخاري ـ كان بغابة الشباب بمنطقة باب الجديد حضره بعض الأسماء كعبد الفتاح الصوفي، أحداف، شنطيط ، السامي وكان المسؤول عن الخلية السيد عبد الله بلمقدم، وحلقة أخرى كان يشرف عليها محمد إيمان، وكانت المجموعة تتوصل بنشرة إخبارية تسمى المناضل،و يتلقى جريدة 23 مارس إلا العنصر الذي تم الحسم في عضويته رفاقيا حيث ترفع تقارير إلى الجهات المسؤولة محليا ومركزيا. السنة المقبلة عملت المجموعة على التفكير في الارتباط بالجماهير وتنظيم حلقات بساحة جامع الفنا وباب دكالة بعدها تنطلق مسيرات بشعارات ضد الرجعية وضد الأحزاب،وكانت أول حركة جماهيرية يتذكرها السيدي انطلقت من ثانوية محمد الخامس خلفت قمعا شديدا،بالإضافة إلى مظاهرة يوم عيد الأضحى بعد الحظر الذي فرضته السلطات على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان تحت مسؤولية الجبهة ( 23 مارس و إلى الأمام ) بالإضافة إلى مسيرة بمنطقة باب دكالة بمشاركة بعض الفلاحين والعمال. بعد هذه الفترة شهدت الحركة ركودا أو تراجعا تكتيكيا،انصب خلاله الاهتمام على العمل الجمعوي ( المسرح النادي السينمائي وكل الجمعيات الثقافية ومن أهمها جمعية الضياء، كما التحق بعض الرفاق بشبيبة الحمراء. بعد ذلك قررت الحركة من خلال القطاع التلاميذ الخروج للشارع وتوزيع مناشير بالدروب والأزقة بالليل من خلال تقنية مضبوطة لمدة لا تتجاوز خمسة عشرة دقيقة،خلال هذا المرحلة ـ يتذكر السيدي ـ أنه يمكن أن يلتقي مناضلان لا تربطهما علاقة تنظيمية ويتنكر كل واحد للآخر نظرا لطبيعة العمل السري كان خلالها حسن إدكروم منسقا بين عدة خلايا،أول منشور حول اعتقالات الطلبة وكان الهدف الأساسي من المناشير تأجيج الصراع والإشعار بتواجد تنظيم سياسي. وأوضح السيدي أن المقرات التنظيمية لا يرتادها إلا الأعضاء المسؤولون بالحركة ومن ضمنها المقر الذي اعتقل به حسن إدكروم في نونبر 1974 بعد اعتقال القيادة بالبيضاء،والذي كان يتواجد بالدرب الذي يسكنه السيدي ( درب سيدي بوعمر بزاوية لحضر ) وكان يكتريه الموفق الذي كان مشرفا على القطاع التلاميذي بالحركة،وكان يشتغل كاتبا للضبط بمنطقة شيشاوة. وأوضح السيدي أن حركة 23 مارس بمراكش عرفت إشعاعا تنظيميا كبيرا خصوصا وسط التلاميذ مشيرا إلى أن كل فصل دراسي كان يضم خلية بأهم المؤسسات التعليمية التي كانت تحمل هي الأخرى أسماء حركية ( ابن عباد،محمد الخامس، أبو العباس السبتي ودار البارود ابن يوسف ودار المنبهي ). وأبرز السيدي أن اللقاءات بين الرفاق كانت تتم بواسطة (كود ) وهو يتذكر لقاء برفيق بالقرب من مسبح الكتبية حيث تقرر أن يحمل السيدي جريدة البيان في حين سيحمل الرفيق الآخر علبة غسيل ( تيد ) بالقرب من الشجرة الثالثة وسيسال السيدي عن شارع المقاومة في الوقت الذي سيتحدث الآخر عن شارع عبد الكريم الخطابي. ويتذكر السيدي كذلك درجة اليقظة والسرية بعد الاعتقالات التي طالت تلاميذ مؤسسة ابن يوسف ( دار البارود ) و كيف توصل من الكوميسارية بورقة جد صغيرة لا يجب عليه قراءتها بل نقلها رفقة المدني إدكروم إلى جليل طليمات الذي تسلمها واطلع عليها بشكل فردي ثم طلب منهما العودة قبل أن يخبرهما في الغد بانعقاد لقاء حضره كل من شقيقيه عبد الحفيظ الذي لم تكن بينهما أية رابطة تنظيمية،بالإضافة إلى المحجوب الزاكي،وآخرين بغابة الشباب حيث التقوا بعضو يجهله لحد الآن،وكان اللقاء لإعادة الارتباط، حيث تكلف بالتنسيق محمد الزهراوي،في الوقت الذي ارتبط المنسق الوطني بعلاقات أخرى مع مجموعة أخرى على رأسهم المرحوم عبد العزيز بنسماعيل وآخرين. وبعد اعتقال مجموعة 1976 تم تجديد الاتصال بين الرفاق وكان هناك توجيه لإعادة ربط الاتصال بكل من له علاقة بالحركة لدعم محاكمة رموز اليسار نهاية 1977، عن طريق الرفيق الصوفي الذي كان على اتصال بالرفيق ( حنا ) المصطفى بوعزيز والذي شغل مهمة منسق وطني. يتضح من حديث كل من العضو القيادي علال الأزهر و محمد رشيد السيدي وهو من الجيل الثاني للحركة أن منظمة 23 مارس كتنظيم سياسي جاءت بداية السبعينيات حيث انطلقت شرارة بإيقاع ثوري انطلاقا من ثلاث محطات عالمية كبرى أولها الهزيمة العربية حزيران 1967، الثورة الثقافية لماو تسي تونغ، والمعركة الطلابية بباريس،هذه التحولات أعطت توجها جديدا على المستوى الفكري وانطلق تأسيس جديد على أنقاض الفكر التقليدي،كما تولد انعدام للثقة بالأحزاب المسؤولة وقتئذ على اعتبار أن القيادات الحزبية وقتئذ تفاوضت على جثث ضحايا انتفاضة 23 مارس 1965،تشكلت الحركة من حلقات وامتدت وسط التلاميذ والطلبة بل وصلت للطبقة العاملة والفلاحين اعتمادا على خلايا سرية يلقب أعضاءها بأسماء حركية ما لبث المخزن أن وصل إليها،والزج بأغلب أطرها بالسجن بعد معاناة بالمخفر السري درب مولاي الشريف وغيره ومع ذلك استمرت المنظمة واستمر إشعاعها بأشكال وألوان مختلفة.
ملصقات
ساحة

ساحة

ساحة

ساحة

سياسة

سياسة

سياسة

سياسة

