ساحة

يونس التايب يكتب: كورونا حي … وفي تجاهله خطر انتكاسة جديدة 


كشـ24 نشر في: 1 يوليو 2021

وأنا أسير في شوارع مدننا أو ألج فضاءات عمومية مختلفة، للتنزه أو التسوق أو في طريقي إلى العمل، أصبحت قريبا من الاقتناع أن منظمة الصحة العالمية، ربما، قد تكون أعلنت أن فيروس كورونا اختفى من على سطح الكرة الأرضية، و أنا و معي بعض الحالات الفردية النادرة، لا نزال لم نسمع عن تلك المعلومة شيئا.لذلك، رجاء أخبروني هل انتهت كل المخاطر المرتبطة بالفيروس و لم تعد تظهر سلالات جديدة خطيرة، متحورة عن الفيروس الأصلي ؟ نعم أم لا ... ؟طيب، إذا كان الجواب هو لا، لماذا نرى غالبية الناس قد تحللوا من واجب حفظ أنفسهم من خطر العدوى، و توقفوا عن احترام أبسط الإجراءات الاحترازية الوقائية ؟ ألم تخبرنا السلطات العمومية المغربية، و مصالح وزارة الصحة، في بداية الحملة الوطنية للتلقيح، أنه لا حل للأزمة الوبائية إلا بالانتهاء من تلقيح كل المواطنين، أو على الأقل نسبة تتجاوز 80% ؟ ألم يقولوا لنا بوضوح أنه لا يجب العودة للتصرف بشكل عادي و طبيعي كامل، قبل تحقق شرط التلقيح الشامل و المناعة الجماعية ؟ماذا تعني، إذن، كل السلوكات التي نراها في الشارع و الفضاءات العامة، بينما الواقع هو أن الناس لا زالوا يموتون بسبب فيروس كورونا، في بلادنا و في العالم ؟ كيف يعقل أن يكون وعينا المجتمعي ب "قصوحية الراس" التي تجعلنا متشبثين بعدم التعامل و لو بالحد الأدنى المطلوب من احترام إجراءات وقائية بسيطة لمواجهة مخاطر وباء لا يزال يجري بيننا ؟لماذا نرفض الاستثمار بشكل ذكي في ما حصلنا عليه من "ظروف التخفيف" من الحجر الصحي، و ما صاحبه من رفع لعدة قيود على الحركة، حتى نساهم في أن تستمر الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بوتيرة مقبولة في انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها كليا ؟ لماذا نرفض إبقاء الحيطة و اليقظة من الفيروس في سلوكاتنا في الحياة العامة و نترك الناس "تاكل طرف الخبز" بهدوء ؟ ألهذا الحد نحن مصرون على عدم الاستفادة من دروس الجائحة الوبائية التي أصابتنا، و أصابت العالم، منذ بداية 2020 ؟مرة أخرى، يظهر أن المشكل الذي عانينا منه منذ بداية الجائحة، على مستوى التواصل المجتمعي، لا زال مستمرا بشكل غريب، و أن وعي المواطنين بالمسؤوليات التي تقع على كاهلهم، و إدراكهم لالتزاماتهم في الحرب القائمة ضد جائحة كوفيد19، يظل في مستويات ضعيفة لا تعي أن خطر عودة الوباء بقوة ليتسيد الواقع و يوقف الحياة من جديد، و تعود معه القرارات الصارمة الضرورية لتضييق الحركة و فرض قيود مختلفة لحماية صحة المواطنين، هو خطر قائم و محتمل الحدوث إذا استمر ما نلاحظه يوميا.صراحة، رغم كل التفاؤل الذي أحاول أن أحمله و أنشره، أجدني قلقا من إمكانية أن تفاجئنا أرقام إصابات مهمة، خلال النصف الثاني من شهر يوليوز و بداية شهر غشت، بسبب الأجواء الحالية لفترة العطلة وكثرة التحرك داخل المدن و بينها، والتكدس الحاصل في الفضاءات العامة و في أماكن التنزه و الاستجمام، دون أي احترام لواجب التباعد الجسدي أو على الأقل وضع الكمامة في حالة الازدحام، و ذلك أضعف الإيمان. بل أظن أن هنالك، من الآن، مؤشرات على عودة منحى ارتفاع طفيف في الإحصائيات، و قد يكون القادم أكثر إثارة.لذلك، يجب أن يفهم الناس أن الحقيقة العلمية الوحيدة الثابتة حتى اليوم، هي أن الفيروس متمرد على كل القواعد الوبائية المعروفة، و هو مصر على الظهور في شكل سلالات متحورة جديدة، في عدة مناطق من العالم، بشكل بدأ معه الحديث عن احتمال عودة قوية للجائحة في الخريف القادم في عدة بلدان. كما أن هنالك نقاشا عالميا بشأن قدرة التلقيحات الحالية على الحماية من السلالات الجديدة من الفيروس. و مع ما نلمسه في سلوكات غالبية مواطنينا، من غفلة عن هذا الأفق المحتمل جدا، يجعلني أجزم أن هنالك حاجة مستعجلة للعودة لاعتماد خطوات تواصلية قوية، عبر قنوات جديدة و نوعية، لعلنا نستطيع أن نرفع درجات وعي الناس بضرورة الاستمرار في وضع الكمامة و اجتناب الازدحام و تنظيف اليدين بحرص شديد.إذا تحركنا الآن، بالقوة اللازمة و الاحترافية الضرورية، ربما ينالنا بعض الحظ و نتمكن من إقناع مواطنينا بأننا لن ننجو إلا بذكاء اجتماعي يجعل سلوكاتنا أفضل، كي ندبر بأمان ما بقي من عمر أزمة وبائية لم تنته و من واجبنا أن لا نضيع الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية لمحاصرتها، و نقنع الناس أن علينا نمنح الحملة الوطنية للتلقيح ما يكفي من مساحة زمنية لتحقق الأثر المطلوب، ثم بعد ذلك نعود لما نريده، و ليفعل كل منا ما يشاء.المسؤولية الأخلاقية و الوطنية تفرض علينا الوعي بدقة هذا الموضوع، و تستوجب التحرك بسرعة على عدة مستويات، إذا كنا نريد عودة الحياة العادية بشكل دائم. أما إذا لم نتحرك في الاتجاه الإيجابي، فعلينا أن ننتظر خطوات صارمة ضرورية لحماية سلامة المجتمع و صحة الأفراد. و لن يهم كثيرا أن أفق تلك القرارات قد لا يعجب مواطنين حصلوا على فرصة الاستفادة من تخفيف القيود المرتبطة بالحجر الصحي، و لم يحسنوا استثمارها بشكل ذكي و مسؤول.

وأنا أسير في شوارع مدننا أو ألج فضاءات عمومية مختلفة، للتنزه أو التسوق أو في طريقي إلى العمل، أصبحت قريبا من الاقتناع أن منظمة الصحة العالمية، ربما، قد تكون أعلنت أن فيروس كورونا اختفى من على سطح الكرة الأرضية، و أنا و معي بعض الحالات الفردية النادرة، لا نزال لم نسمع عن تلك المعلومة شيئا.لذلك، رجاء أخبروني هل انتهت كل المخاطر المرتبطة بالفيروس و لم تعد تظهر سلالات جديدة خطيرة، متحورة عن الفيروس الأصلي ؟ نعم أم لا ... ؟طيب، إذا كان الجواب هو لا، لماذا نرى غالبية الناس قد تحللوا من واجب حفظ أنفسهم من خطر العدوى، و توقفوا عن احترام أبسط الإجراءات الاحترازية الوقائية ؟ ألم تخبرنا السلطات العمومية المغربية، و مصالح وزارة الصحة، في بداية الحملة الوطنية للتلقيح، أنه لا حل للأزمة الوبائية إلا بالانتهاء من تلقيح كل المواطنين، أو على الأقل نسبة تتجاوز 80% ؟ ألم يقولوا لنا بوضوح أنه لا يجب العودة للتصرف بشكل عادي و طبيعي كامل، قبل تحقق شرط التلقيح الشامل و المناعة الجماعية ؟ماذا تعني، إذن، كل السلوكات التي نراها في الشارع و الفضاءات العامة، بينما الواقع هو أن الناس لا زالوا يموتون بسبب فيروس كورونا، في بلادنا و في العالم ؟ كيف يعقل أن يكون وعينا المجتمعي ب "قصوحية الراس" التي تجعلنا متشبثين بعدم التعامل و لو بالحد الأدنى المطلوب من احترام إجراءات وقائية بسيطة لمواجهة مخاطر وباء لا يزال يجري بيننا ؟لماذا نرفض الاستثمار بشكل ذكي في ما حصلنا عليه من "ظروف التخفيف" من الحجر الصحي، و ما صاحبه من رفع لعدة قيود على الحركة، حتى نساهم في أن تستمر الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بوتيرة مقبولة في انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها كليا ؟ لماذا نرفض إبقاء الحيطة و اليقظة من الفيروس في سلوكاتنا في الحياة العامة و نترك الناس "تاكل طرف الخبز" بهدوء ؟ ألهذا الحد نحن مصرون على عدم الاستفادة من دروس الجائحة الوبائية التي أصابتنا، و أصابت العالم، منذ بداية 2020 ؟مرة أخرى، يظهر أن المشكل الذي عانينا منه منذ بداية الجائحة، على مستوى التواصل المجتمعي، لا زال مستمرا بشكل غريب، و أن وعي المواطنين بالمسؤوليات التي تقع على كاهلهم، و إدراكهم لالتزاماتهم في الحرب القائمة ضد جائحة كوفيد19، يظل في مستويات ضعيفة لا تعي أن خطر عودة الوباء بقوة ليتسيد الواقع و يوقف الحياة من جديد، و تعود معه القرارات الصارمة الضرورية لتضييق الحركة و فرض قيود مختلفة لحماية صحة المواطنين، هو خطر قائم و محتمل الحدوث إذا استمر ما نلاحظه يوميا.صراحة، رغم كل التفاؤل الذي أحاول أن أحمله و أنشره، أجدني قلقا من إمكانية أن تفاجئنا أرقام إصابات مهمة، خلال النصف الثاني من شهر يوليوز و بداية شهر غشت، بسبب الأجواء الحالية لفترة العطلة وكثرة التحرك داخل المدن و بينها، والتكدس الحاصل في الفضاءات العامة و في أماكن التنزه و الاستجمام، دون أي احترام لواجب التباعد الجسدي أو على الأقل وضع الكمامة في حالة الازدحام، و ذلك أضعف الإيمان. بل أظن أن هنالك، من الآن، مؤشرات على عودة منحى ارتفاع طفيف في الإحصائيات، و قد يكون القادم أكثر إثارة.لذلك، يجب أن يفهم الناس أن الحقيقة العلمية الوحيدة الثابتة حتى اليوم، هي أن الفيروس متمرد على كل القواعد الوبائية المعروفة، و هو مصر على الظهور في شكل سلالات متحورة جديدة، في عدة مناطق من العالم، بشكل بدأ معه الحديث عن احتمال عودة قوية للجائحة في الخريف القادم في عدة بلدان. كما أن هنالك نقاشا عالميا بشأن قدرة التلقيحات الحالية على الحماية من السلالات الجديدة من الفيروس. و مع ما نلمسه في سلوكات غالبية مواطنينا، من غفلة عن هذا الأفق المحتمل جدا، يجعلني أجزم أن هنالك حاجة مستعجلة للعودة لاعتماد خطوات تواصلية قوية، عبر قنوات جديدة و نوعية، لعلنا نستطيع أن نرفع درجات وعي الناس بضرورة الاستمرار في وضع الكمامة و اجتناب الازدحام و تنظيف اليدين بحرص شديد.إذا تحركنا الآن، بالقوة اللازمة و الاحترافية الضرورية، ربما ينالنا بعض الحظ و نتمكن من إقناع مواطنينا بأننا لن ننجو إلا بذكاء اجتماعي يجعل سلوكاتنا أفضل، كي ندبر بأمان ما بقي من عمر أزمة وبائية لم تنته و من واجبنا أن لا نضيع الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية لمحاصرتها، و نقنع الناس أن علينا نمنح الحملة الوطنية للتلقيح ما يكفي من مساحة زمنية لتحقق الأثر المطلوب، ثم بعد ذلك نعود لما نريده، و ليفعل كل منا ما يشاء.المسؤولية الأخلاقية و الوطنية تفرض علينا الوعي بدقة هذا الموضوع، و تستوجب التحرك بسرعة على عدة مستويات، إذا كنا نريد عودة الحياة العادية بشكل دائم. أما إذا لم نتحرك في الاتجاه الإيجابي، فعلينا أن ننتظر خطوات صارمة ضرورية لحماية سلامة المجتمع و صحة الأفراد. و لن يهم كثيرا أن أفق تلك القرارات قد لا يعجب مواطنين حصلوا على فرصة الاستفادة من تخفيف القيود المرتبطة بالحجر الصحي، و لم يحسنوا استثمارها بشكل ذكي و مسؤول.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة