

ساحة
وجهة نظر في رسالة من تمساح بن عفريت الديناصوري الى بنكيران

صغت هذه الرسالة يوما واحدا قبل رد صهرك –على اعتبار أبوتك للمناضلين والمناضلات في حزبك وقد كان مطلعها: "المحترم السيد عبد الإله بن كيران"..
وأما الآن وبعد أن نشرت على بوابة حزبك الرسمية احتقارا للمغاربة من طرف كاتب بالإيجار يشاطركم الهوى و"الهوية" والهوايات أيضا، وأبرزها كما قرأت منه و شاهدت منكم : "دعس المغاربة بحذائكم" والمغاربة هنا يقصد بها من لم يبرز الخضوع والخنوع لمذهبكم السوفسطائي...
على إثر ما سلف سأعيد صياغة الجملة الأولى من رسالتي فقط تاركا باقي النص على حاله، كونه مجموع قناعات شكلتها بتراكم زلاتكم و خطاياكم في حق الوطن، و "كُم" هنا لا أقصد بها أبدا تضخيم شخصك، بل هي ضمير غائب يجمعك و جماعتك...
إليك نص الرسالة:
عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب البيجيدي،
أخاطبك بصفتك الحزبية كونها ما تجيد، و أيضا حتى تنوب عني في تلاوتها لتابعيك، لهذا تفاديت مراسلتك بصفتك الدستورية المؤقتة، معتقدا أن لا ضير في ذلك ما دمت قد اقتديت بك هذه المرة فقط في كسر الدستور...
سيدي، هناك سبب آخر جعلني أترفع عن مناداتك بتلك الصفة، كون هذا الوطن أكبر منك، واسع عليك و إن اجتمعت أنت و شرذمتك آلاف المرات، و أُذكرك أنه ليس حزبا يدار كما تدير قطيعك... فالوطن ليس مجالا ينخرط في البعض عن قناعة و اختيار بعد التوقيع على قانون الخضوع الداخلي، و الموافقة القبلية على ما تنص قوانينكم عليه، و إلا كان الطرد مصير من يخالف... الوطن أعمق و أبلغ من أن تفهموا معناه و أنتم بدوركم السائرون في طريق رسمه لكم أسيادكم ممن يمولونكم و يدعمونك بسلطة الدين السياسي...
سيدي، هذا الوطن متعدد... حر... منفتح... هكذا عهدناه أو تخيلناه، و هكذا نريده، و بالتالي أنصحك بالتفرغ لحزبك و اصنع ما شئت بين الإخوة و الأخوات فيه، المناضلين و المناضلات منهم... بارك زيجاتهم المتعددة العرفي منها أو الرسمي، و احرص على أن لا تفلت وليمة، و اسهر أيضا على توزيع وصية "إذا ابتليتم فاستتروا" فقط داخله حين يتعلق الأمر باختلاط علاقات أعضاء طائفتك الايديولوجية... سيدي أمامك عمل جبار في حياكة جلابيبهم المتشابهة و المصنوع ثوبها من الدين و خيطها من السياسة و "سفيفتها" من نفاق...
سيدي، أستغل فرصة مكاتبتك لأسألك متوسما الموضوعية في جوابك: "ما الذي يمتلكه زميلك/قدوتك رجب طيب أردوغان ولا تملكه أنت؟" أعلم جيدا أنه سؤال جد صعب جوابه عليك... لهذا سأعكسه مادا يد المساعدة لك، حتى لا تعتقد اني متحامل عليك: "ما الأشياء التي تراها أنت و لا يراها صاحبك؟"
حسن جدا سيدي، هي تماسيحك و عفاريتك، دام عزك و بطولتك و شهامتك لمحاربتها، في خيالك، طبعا مثلما أوجدتها فيه و زرعتها في رؤوس تابعيك حتى لا أقول عقولهم لشكي في توفركم على أدمغة صالحة... أرجوك زد في التسلية تسلية، و أضف التنين و الديناصورات إلى لائحة أعدائك... قلها فقط و سيصفقون لك تصديقا، و يرفعون حناجرهم كالعادة لك صراخا: "آمين".
بنكيران، لقد جردتك من كل لقب الآن و علمي يقين أن هذا لن يضر في شيء... و لم الألقاب و أنت تشبهني كثيرا لدرجة الشعور و كأني أخاطب نفسي، و أنا التافه، الكاذب، الناكث لعهده، المتملص من وعوده و الغير كفء، الفاشل في كل الأفعال باستثناء الكتابة و الخطابة حين أجعلها عاطفية شعبوية...
بنكيران... راجع نفسك و اتق ربك في وطنك إن أنت فعلا تمتلك ذرة غيرة عليه، و تريده حرا، لا جزءا من مخطط إخواني فاشي... أذكرك أن جنسيتك مغربية ليست قطرية، أو سعودية أو مصرية أو تركية أو إخوانية... أذكرك أن الوطن وحدة أجزاؤها متكاملة مجتمعة، تكوّن مجموعة بشرية منصهرة قوتها الاختلاف، لا جماعة وجودها رهين بفكرة الشيخ و المريدين، أو مبدأ الأمر و الطاعة و الولاء...
بنكيران... لا داعي لأذكرك كيف وصلت، فأنت الأعلم مني بذلك، لكن دعني أصارحك أنك لا تمثل المغاربة كلهم، و أن المغاربة ليسوا فقط أولئك الذين استقويت بهم حين استملتهم بخطاب حنون، لعبت موسيقاه التصويرية على وتر الدين الحساس الذي يصيبهم في مقتل...
بنكيران... قيادة وطن لا تختزل في ارتداء ربطة العنق التي تزينت بها مكرها كما قلت، بل قيادة الوطن تعني إعادة الاعتبار للمستضعفين، و الشعب و أقلياته كما تصنفونهم، و حمايتهم قبل الأغلبية... حينها البس ما شئت.
بنكيران... أرجوك، راجع نفسك و أصدقاءك في الحكومة، و على رأسهم صاحبك الخلفي، و الآخر الرميد، فأنتم و غيركم تسيرون بهذا الوطن إلى الخلف و هو مشتعل حتى يصير رمادا... و تفعلون ذلك باقتدار...
ذكّر الخلفي أن الإعلام أداة عمومية أساسية للرقي بالذوق العام و تشكيل وعي الشعوب، و أن الفن مرآتها، و انصحه بالصمت خجلا –على اعتباره ناطقا رسميا باسم حكومتك الفاشلة-... ذكّره بالحديث القائل: "من لم يقل طيبا فليصمت" عساه يفهم... ذكّر زميلك صاحب التعليم، أن قطاعه هو رهان كل الأمم المتقدمة، قل له أن يبذل قليلا من الجهد في حفر الأساسات عوض تبذير الوقت في تلميع الواجهة الزجاجية...
و لا تنس الجلوس مطولا مع وزير العدل و الحريات، أخبره أن العدل معناه توزيع الوطن بالتساوي على كل حامل لجنسية البلد... و أنه لا يمكن استثناء المخالف في الرأي بمعاقبته، لأن الدستور الذي حملك و حمله يضمن حق حرية المعتقد للجميع... و أما الحريات، فانصحه بإزالتها لأنها تستهلك حبرا كثيرا في أوراقه الرسمية، و تشكل بذلك عبئا على ميزانيتك، ما دمتم لا تعرفونها ولا تعترفون بها، و إن كنتم متشبثين بها كشعار، فأنصحكم بإضافة حرف الواو حتى تتماشى مع مبادئكم لتصير وزارة العدل و الحوريات، التي تحاولون إخفاءها إلى حين...
بنكيران... تحمل مسؤوليتك فيما تبقى لك من وقت، ولا تعول على هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي شكّلتَ أذرعها و أجهزتها، و جيشتها بآلاف المتطوعين، لا تعول عليهم ليعيدوك للحكم بالقوة و العنف بعد خسارة الأصوات في لعبة الديموقراطية... فهنا ليست مصر ولا وجود لميدان رابعة... هنا المغرب إن نسيت نفسك أو تناسيت...
أخيرا أعتذر إن شممت رائحة ما في رسالتي... أطمئنك أنني لست عميلا لأي دولة... ولست لسانا لا لتمساح أو عفريت... أنا فقط مواطن مغربي لا يروق له تسييرك... مواطن خائف من الطريق التي تقودنا فيها بتواطئك مع القعر، مواطن لا يرى فيك الكفاءة لتمثيله... و أما فيما يخص الرائحة، فأرجو المعذرة كوني صغتها في المرحاض...
و السلام
تمساح بن عفريت الديناصوري

صغت هذه الرسالة يوما واحدا قبل رد صهرك –على اعتبار أبوتك للمناضلين والمناضلات في حزبك وقد كان مطلعها: "المحترم السيد عبد الإله بن كيران"..
وأما الآن وبعد أن نشرت على بوابة حزبك الرسمية احتقارا للمغاربة من طرف كاتب بالإيجار يشاطركم الهوى و"الهوية" والهوايات أيضا، وأبرزها كما قرأت منه و شاهدت منكم : "دعس المغاربة بحذائكم" والمغاربة هنا يقصد بها من لم يبرز الخضوع والخنوع لمذهبكم السوفسطائي...
على إثر ما سلف سأعيد صياغة الجملة الأولى من رسالتي فقط تاركا باقي النص على حاله، كونه مجموع قناعات شكلتها بتراكم زلاتكم و خطاياكم في حق الوطن، و "كُم" هنا لا أقصد بها أبدا تضخيم شخصك، بل هي ضمير غائب يجمعك و جماعتك...
إليك نص الرسالة:
عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب البيجيدي،
أخاطبك بصفتك الحزبية كونها ما تجيد، و أيضا حتى تنوب عني في تلاوتها لتابعيك، لهذا تفاديت مراسلتك بصفتك الدستورية المؤقتة، معتقدا أن لا ضير في ذلك ما دمت قد اقتديت بك هذه المرة فقط في كسر الدستور...
سيدي، هناك سبب آخر جعلني أترفع عن مناداتك بتلك الصفة، كون هذا الوطن أكبر منك، واسع عليك و إن اجتمعت أنت و شرذمتك آلاف المرات، و أُذكرك أنه ليس حزبا يدار كما تدير قطيعك... فالوطن ليس مجالا ينخرط في البعض عن قناعة و اختيار بعد التوقيع على قانون الخضوع الداخلي، و الموافقة القبلية على ما تنص قوانينكم عليه، و إلا كان الطرد مصير من يخالف... الوطن أعمق و أبلغ من أن تفهموا معناه و أنتم بدوركم السائرون في طريق رسمه لكم أسيادكم ممن يمولونكم و يدعمونك بسلطة الدين السياسي...
سيدي، هذا الوطن متعدد... حر... منفتح... هكذا عهدناه أو تخيلناه، و هكذا نريده، و بالتالي أنصحك بالتفرغ لحزبك و اصنع ما شئت بين الإخوة و الأخوات فيه، المناضلين و المناضلات منهم... بارك زيجاتهم المتعددة العرفي منها أو الرسمي، و احرص على أن لا تفلت وليمة، و اسهر أيضا على توزيع وصية "إذا ابتليتم فاستتروا" فقط داخله حين يتعلق الأمر باختلاط علاقات أعضاء طائفتك الايديولوجية... سيدي أمامك عمل جبار في حياكة جلابيبهم المتشابهة و المصنوع ثوبها من الدين و خيطها من السياسة و "سفيفتها" من نفاق...
سيدي، أستغل فرصة مكاتبتك لأسألك متوسما الموضوعية في جوابك: "ما الذي يمتلكه زميلك/قدوتك رجب طيب أردوغان ولا تملكه أنت؟" أعلم جيدا أنه سؤال جد صعب جوابه عليك... لهذا سأعكسه مادا يد المساعدة لك، حتى لا تعتقد اني متحامل عليك: "ما الأشياء التي تراها أنت و لا يراها صاحبك؟"
حسن جدا سيدي، هي تماسيحك و عفاريتك، دام عزك و بطولتك و شهامتك لمحاربتها، في خيالك، طبعا مثلما أوجدتها فيه و زرعتها في رؤوس تابعيك حتى لا أقول عقولهم لشكي في توفركم على أدمغة صالحة... أرجوك زد في التسلية تسلية، و أضف التنين و الديناصورات إلى لائحة أعدائك... قلها فقط و سيصفقون لك تصديقا، و يرفعون حناجرهم كالعادة لك صراخا: "آمين".
بنكيران، لقد جردتك من كل لقب الآن و علمي يقين أن هذا لن يضر في شيء... و لم الألقاب و أنت تشبهني كثيرا لدرجة الشعور و كأني أخاطب نفسي، و أنا التافه، الكاذب، الناكث لعهده، المتملص من وعوده و الغير كفء، الفاشل في كل الأفعال باستثناء الكتابة و الخطابة حين أجعلها عاطفية شعبوية...
بنكيران... راجع نفسك و اتق ربك في وطنك إن أنت فعلا تمتلك ذرة غيرة عليه، و تريده حرا، لا جزءا من مخطط إخواني فاشي... أذكرك أن جنسيتك مغربية ليست قطرية، أو سعودية أو مصرية أو تركية أو إخوانية... أذكرك أن الوطن وحدة أجزاؤها متكاملة مجتمعة، تكوّن مجموعة بشرية منصهرة قوتها الاختلاف، لا جماعة وجودها رهين بفكرة الشيخ و المريدين، أو مبدأ الأمر و الطاعة و الولاء...
بنكيران... لا داعي لأذكرك كيف وصلت، فأنت الأعلم مني بذلك، لكن دعني أصارحك أنك لا تمثل المغاربة كلهم، و أن المغاربة ليسوا فقط أولئك الذين استقويت بهم حين استملتهم بخطاب حنون، لعبت موسيقاه التصويرية على وتر الدين الحساس الذي يصيبهم في مقتل...
بنكيران... قيادة وطن لا تختزل في ارتداء ربطة العنق التي تزينت بها مكرها كما قلت، بل قيادة الوطن تعني إعادة الاعتبار للمستضعفين، و الشعب و أقلياته كما تصنفونهم، و حمايتهم قبل الأغلبية... حينها البس ما شئت.
بنكيران... أرجوك، راجع نفسك و أصدقاءك في الحكومة، و على رأسهم صاحبك الخلفي، و الآخر الرميد، فأنتم و غيركم تسيرون بهذا الوطن إلى الخلف و هو مشتعل حتى يصير رمادا... و تفعلون ذلك باقتدار...
ذكّر الخلفي أن الإعلام أداة عمومية أساسية للرقي بالذوق العام و تشكيل وعي الشعوب، و أن الفن مرآتها، و انصحه بالصمت خجلا –على اعتباره ناطقا رسميا باسم حكومتك الفاشلة-... ذكّره بالحديث القائل: "من لم يقل طيبا فليصمت" عساه يفهم... ذكّر زميلك صاحب التعليم، أن قطاعه هو رهان كل الأمم المتقدمة، قل له أن يبذل قليلا من الجهد في حفر الأساسات عوض تبذير الوقت في تلميع الواجهة الزجاجية...
و لا تنس الجلوس مطولا مع وزير العدل و الحريات، أخبره أن العدل معناه توزيع الوطن بالتساوي على كل حامل لجنسية البلد... و أنه لا يمكن استثناء المخالف في الرأي بمعاقبته، لأن الدستور الذي حملك و حمله يضمن حق حرية المعتقد للجميع... و أما الحريات، فانصحه بإزالتها لأنها تستهلك حبرا كثيرا في أوراقه الرسمية، و تشكل بذلك عبئا على ميزانيتك، ما دمتم لا تعرفونها ولا تعترفون بها، و إن كنتم متشبثين بها كشعار، فأنصحكم بإضافة حرف الواو حتى تتماشى مع مبادئكم لتصير وزارة العدل و الحوريات، التي تحاولون إخفاءها إلى حين...
بنكيران... تحمل مسؤوليتك فيما تبقى لك من وقت، ولا تعول على هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي شكّلتَ أذرعها و أجهزتها، و جيشتها بآلاف المتطوعين، لا تعول عليهم ليعيدوك للحكم بالقوة و العنف بعد خسارة الأصوات في لعبة الديموقراطية... فهنا ليست مصر ولا وجود لميدان رابعة... هنا المغرب إن نسيت نفسك أو تناسيت...
أخيرا أعتذر إن شممت رائحة ما في رسالتي... أطمئنك أنني لست عميلا لأي دولة... ولست لسانا لا لتمساح أو عفريت... أنا فقط مواطن مغربي لا يروق له تسييرك... مواطن خائف من الطريق التي تقودنا فيها بتواطئك مع القعر، مواطن لا يرى فيك الكفاءة لتمثيله... و أما فيما يخص الرائحة، فأرجو المعذرة كوني صغتها في المرحاض...
و السلام
تمساح بن عفريت الديناصوري
ملصقات
