…هكذا جمعت “أليس” عجائبها الثمانية و حملتها خلفها و هي تمضي و في يدها جواز سفر و تأشيرة و تذكرة ذهاب دون عودة…. – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
السبت 19 أبريل 2025, 22:12

ساحة

…هكذا جمعت “أليس” عجائبها الثمانية و حملتها خلفها و هي تمضي و في يدها جواز سفر و تأشيرة و تذكرة ذهاب دون عودة….


كشـ24 نشر في: 2 يونيو 2015

...هكذا جمعت
"أليس" في بلاد العجائب

كانت مغامرات," أليس" في بلاد العجائب ملاذا يوميا لنا بعد يوم متعب في فصول الدراسة، لم يكن تعبه نتيجة لكثرة التحصيل العلمي أو كثافة الدروس، إنما كان بسبب ثقل وزن محفظة قوست
ظهورنا جيئة و ذهابا، و أيضا بسبب اللعب و "التنقاز" على الطاولات فوق رؤوس قلة قليلة من المجتهدين أصحاب الصفوف الأمامية على اعتبارهم أعين غالبية أساتذتنا الأجلاء و أستاذاتنا الفاضلات حين غيابهم المستمر عن موقعهم الطبيعي أمام السبورة، لانشغالاتهم بأحاديث فيما بينهم تلامس كل شيء إلا وظيفتهم، و حتى حين حضورهم كأجساد دون روح يبدو عليهم الغرق في أفكارهم الخاصة لكثرة همومهم اليومية...
 مرت السنين، كبرنا و كبر القسم معنا حتى صار حجمه بحجم الوطن، و ظلت" أليس" برمزيتها متواجدة في كل واحد منا... لتعيش "أليسنا" عجائب كل يوم، كل ساعة، كل لحظة في بلادها... بلاد العجائب.

 العجب الأول:- التناقض-  دولة الحق و القانون، هذا الشعار الذي ترعرعنا معه بعد أن ناضل من أجله جيل شباب الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي، ما هو اليوم سوى
مصطلح فضفاض فقد كنهه لكنه مازال به بريق يظهر جليا حين يلمعه الساسة عندما يرومون الوصول إلى كرسي مريح... قرارات مناقضة لروحه و عمق الدستور الذي نادينا يوما بالتصويت له بنعم... دستور يكفل حرية التعبير و قانون عرفي و رسمي يمنعه، دستور يضمن حرية المعتقد، و تيار شعبي (غير رسمي) يدينه كما تفعل نصوص القانون... تناقض غير مفهوم البتة، لا صورة أقرب منه خير من جملة شهيرة لها أكثر من دلالة أطلقها مواطن نصب نفسه وصيا على الناس ذات وقفة أمام البرلمان "هادي بلاد الإسلام آ ولاد العاهرات"... فعلا و نعم الصورة عن خلق الإسلام الذي يطالب صاحبنا بتفعيلها، متناسيا أن جملته تبقى صحيحة إن نحن قلبنا عباراتها "هادي بلاد العاهرات آ ولاد الإسلام" فكلتاهما صحيحتان و كلتاهما تترجمان تناقضا نعيشه.
 العجب الثاني:- النفاق- لا أكبر من أن تنافق نفسك، حينها تنافق الجميع... هكذا كانت ملاحظة" أليس" الأولية عن العجب الثاني الذي تعيشه دون قدرة عن التعايش معه... شباب يناقش الحلال في الحانات، بعضهم يقول الحمد لله بعد آخر رشفة من كأس نبيذ أو قنينة بيرة، أشخاص مجتمعون حول طاولة في مطعم "ماكدونالدز" يضعون آخر اللمسات على تفاصيل وقفتهم المقررة غدا للتنديد بالرأسمالية و بعدوان أمريكي أو إسرائيلي على مكان ما، أناس ينددون بالدعارة علنا، و بقدرة قادر يصيرون زبائن في الخفاء حين يخيم الظلام... قوم ينعم بالسباحة في التخلف و الرجعية، يقصي المخالف له بالعنف (اللفظي و الجسدي و النفسي) و يحلم بتأشيرة إقامة في السويد؟؟؟ 160 ألف شخص يحضرون عرض" جينيفر لوبيز" مباشرة و الملايين تتابعه عبر القنواة الرسمية... نفس العدد يطالب برأس "نبيل عيوش" و" لبنى ابيضار"... وزير يمنع السينما و ينقل في التلفزيون... ملايين رفعت رقم مشاهدات افلام البورنو بالمغرب ليحتل مكانة ضمن الأوائل في العالم، نفس الملايين تنادي بالأخلاق... فهم تتسطى...

 العجب الثالث:- العاهات- الكبت اولها و منتهاها، فهو سبب مباشر في التحرش و الاغتصاب و زنا المحارم، و استغلال الأطفال جنسيا في محل بقالة أو مسجد أو مسيد أو بيت... هذا فقط ما نسمع عنه يوميا من حوادث يضبط أصحابها، و ما خفي كان اعظم. و الكبت ليس فقط قمعا لرغبة دون فعلها، فالفعل موجود يمارس بشكل واسع الانتشار، سواء في إطار ما يسمونه علاقات "غير شرعية" خارج إطار الزواج، أو باللجوء إلى بائعات الهوى بل هو -الكبت- تحويل فكرة الجنس إلى بعبع يتم التفكير فيه و التفعيل لممارسته في الخفاء، و كأنه جرم ليتم الحديث عنه علنا باستهجان و استنكار... عاهة أخرى لا تقل انتشارا عن سابقتها، وقفت أمامها "أليس" في عجب و هي القبح... فأينما ولت "أليس" وجهها تم قبح تتعرف بسهولة على أوجهه التسعة و التسعين... الأشكال
قبيحة، التصرفات قبيحة، الأذواق قبيحة، حتى القبح قبيح عنيف لا يرحم.

 العجب الرابع:- الجهل- الجهل بأبسط القيم الإنسانية هو أخطر أنواع الجهل، قيم هدفها الرقي بالانسان و تشريفه و تكريمه بعيدا عن كل تصنيف ضيق مبني على خانات مؤقتة زائفة تتنوع بين العرق و الدين و الايديولوجيا و النوع و الطبقة و غيرها... هذا الجهل الذي لا يراه أصحابه هكذا، هو الأصل أيضا في رفض الإختلاف و تصريفه بطرق لا تمس للإنسان و حضارته بأي صلة... ليصير بهذا معنى "الجاهل" في اللغة العربية الفصحى منطبقا على صاحبه بالمعنى الدارج أيضا... هكذا يجمع صفتان ينكرهما عن نفسه...
 العجب الخامس:- الخبرة- تعجبت أليس في موسوعية سكان البلاد و غياب مفهوم التخصص عن قواميسهم الكثيرة، فلم تستيقض بعد من تأثيرات العجب السابق حتى صفعها هذا العجب الذي نحن بصدده، الكل يفهم في كل شيء، خبرة في الرياضة و الرياضيات، قدرة على التحليل السياسي، كفاءة في النقذ السينمائي و الفني، مؤهلات في التحليل السوسيولوجي و البسيكولوجي، درجة دوكتوراه في الطب، و إحاطة بالدين تخول إصدار الفتاوى، آراء عميقة في الفيزياء و الفلك و الهندسة و الكيمياء تستحق كلها جائزة نوبل... كفاءات و خبرات مجتمعة في نفس الشخص... الجاهل.
 العجب السادس: -"نا"- الدالة على الجماعة الانتماء حاجة نفسية لكل إنسان، و من حق أي كان الانتماء لأي جماعة أو فئة مهما كانت شرط الاقتناع بها، لكن المصيبة تتجلى بعد هذا الانتماء باستعمال "نا" الدالة على الجماعة لضم الجميع لما تنتمي إليه، على اعتبار انك و جماعتك "الحق" و "الأصل" و ما يجب أن يكون، في حين غيرك من المخالفين لقناعاتك و انتمائك مجرد خطأ وجب تصويبه، هكذا إما تقصيه، و إما تفرض عليه بقوة لم تستوعب" أليس" من أين تستمد مشروعيتك في استعمالها لتجعله نقطة من نائك الدالة على جماعتك...

العجب السابع: الوصاية لم تعرف" أليس" أين تصنف هذا العجب، هل في خانة المرض النفسي أم الظاهرة الاجتماعية، حيث سرعان ما أنهت حلقة هذا العجب و تقززت بسرعة من اولئك الذين أقالوا الله و نصبوا أنفسهم خليفة له يحاسبون و يوزعون تذاكر الجنة و جهنم على من فرضوا وصايتهم عليهم، و اولئك الذين ضربوا في الصفر مفاهيم كالمجتمع و التعدد و الاختلاف و التنوع
ليصيروا هم رعاته و حماته...

 العجب الثامن: روح المسؤولية لا أحد مسؤول عن السلبي ممن خاطبوا "أليس" في بلاد العجائب أو التقتهم، لكن جميعهم صاحب الفضل في نقط الضوء الإيجابية المعدودة على أصابع اليد الواحدة، هكذا بدت المسكينة حزينة لعدم قدرة منطقها على تقبل فكرة: كيف للوقت أن يمضي؟ كيف للحائط ان يضرب؟ كيف للباب أن يغلق؟ كيف للكأس أن ينتحر بكسر نفسه؟ لم تفهم من هم ال "هم" الذين يقترن ذكرهم بالمسؤولية... هكذا جمعت "أليس" عجائبها الثمانية و حملتها خلفها و هي تمضي و في يدها جواز سفر و تأشيرة و تذكرة ذهاب دون عودة....

...هكذا جمعت
"أليس" في بلاد العجائب

كانت مغامرات," أليس" في بلاد العجائب ملاذا يوميا لنا بعد يوم متعب في فصول الدراسة، لم يكن تعبه نتيجة لكثرة التحصيل العلمي أو كثافة الدروس، إنما كان بسبب ثقل وزن محفظة قوست
ظهورنا جيئة و ذهابا، و أيضا بسبب اللعب و "التنقاز" على الطاولات فوق رؤوس قلة قليلة من المجتهدين أصحاب الصفوف الأمامية على اعتبارهم أعين غالبية أساتذتنا الأجلاء و أستاذاتنا الفاضلات حين غيابهم المستمر عن موقعهم الطبيعي أمام السبورة، لانشغالاتهم بأحاديث فيما بينهم تلامس كل شيء إلا وظيفتهم، و حتى حين حضورهم كأجساد دون روح يبدو عليهم الغرق في أفكارهم الخاصة لكثرة همومهم اليومية...
 مرت السنين، كبرنا و كبر القسم معنا حتى صار حجمه بحجم الوطن، و ظلت" أليس" برمزيتها متواجدة في كل واحد منا... لتعيش "أليسنا" عجائب كل يوم، كل ساعة، كل لحظة في بلادها... بلاد العجائب.

 العجب الأول:- التناقض-  دولة الحق و القانون، هذا الشعار الذي ترعرعنا معه بعد أن ناضل من أجله جيل شباب الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي، ما هو اليوم سوى
مصطلح فضفاض فقد كنهه لكنه مازال به بريق يظهر جليا حين يلمعه الساسة عندما يرومون الوصول إلى كرسي مريح... قرارات مناقضة لروحه و عمق الدستور الذي نادينا يوما بالتصويت له بنعم... دستور يكفل حرية التعبير و قانون عرفي و رسمي يمنعه، دستور يضمن حرية المعتقد، و تيار شعبي (غير رسمي) يدينه كما تفعل نصوص القانون... تناقض غير مفهوم البتة، لا صورة أقرب منه خير من جملة شهيرة لها أكثر من دلالة أطلقها مواطن نصب نفسه وصيا على الناس ذات وقفة أمام البرلمان "هادي بلاد الإسلام آ ولاد العاهرات"... فعلا و نعم الصورة عن خلق الإسلام الذي يطالب صاحبنا بتفعيلها، متناسيا أن جملته تبقى صحيحة إن نحن قلبنا عباراتها "هادي بلاد العاهرات آ ولاد الإسلام" فكلتاهما صحيحتان و كلتاهما تترجمان تناقضا نعيشه.
 العجب الثاني:- النفاق- لا أكبر من أن تنافق نفسك، حينها تنافق الجميع... هكذا كانت ملاحظة" أليس" الأولية عن العجب الثاني الذي تعيشه دون قدرة عن التعايش معه... شباب يناقش الحلال في الحانات، بعضهم يقول الحمد لله بعد آخر رشفة من كأس نبيذ أو قنينة بيرة، أشخاص مجتمعون حول طاولة في مطعم "ماكدونالدز" يضعون آخر اللمسات على تفاصيل وقفتهم المقررة غدا للتنديد بالرأسمالية و بعدوان أمريكي أو إسرائيلي على مكان ما، أناس ينددون بالدعارة علنا، و بقدرة قادر يصيرون زبائن في الخفاء حين يخيم الظلام... قوم ينعم بالسباحة في التخلف و الرجعية، يقصي المخالف له بالعنف (اللفظي و الجسدي و النفسي) و يحلم بتأشيرة إقامة في السويد؟؟؟ 160 ألف شخص يحضرون عرض" جينيفر لوبيز" مباشرة و الملايين تتابعه عبر القنواة الرسمية... نفس العدد يطالب برأس "نبيل عيوش" و" لبنى ابيضار"... وزير يمنع السينما و ينقل في التلفزيون... ملايين رفعت رقم مشاهدات افلام البورنو بالمغرب ليحتل مكانة ضمن الأوائل في العالم، نفس الملايين تنادي بالأخلاق... فهم تتسطى...

 العجب الثالث:- العاهات- الكبت اولها و منتهاها، فهو سبب مباشر في التحرش و الاغتصاب و زنا المحارم، و استغلال الأطفال جنسيا في محل بقالة أو مسجد أو مسيد أو بيت... هذا فقط ما نسمع عنه يوميا من حوادث يضبط أصحابها، و ما خفي كان اعظم. و الكبت ليس فقط قمعا لرغبة دون فعلها، فالفعل موجود يمارس بشكل واسع الانتشار، سواء في إطار ما يسمونه علاقات "غير شرعية" خارج إطار الزواج، أو باللجوء إلى بائعات الهوى بل هو -الكبت- تحويل فكرة الجنس إلى بعبع يتم التفكير فيه و التفعيل لممارسته في الخفاء، و كأنه جرم ليتم الحديث عنه علنا باستهجان و استنكار... عاهة أخرى لا تقل انتشارا عن سابقتها، وقفت أمامها "أليس" في عجب و هي القبح... فأينما ولت "أليس" وجهها تم قبح تتعرف بسهولة على أوجهه التسعة و التسعين... الأشكال
قبيحة، التصرفات قبيحة، الأذواق قبيحة، حتى القبح قبيح عنيف لا يرحم.

 العجب الرابع:- الجهل- الجهل بأبسط القيم الإنسانية هو أخطر أنواع الجهل، قيم هدفها الرقي بالانسان و تشريفه و تكريمه بعيدا عن كل تصنيف ضيق مبني على خانات مؤقتة زائفة تتنوع بين العرق و الدين و الايديولوجيا و النوع و الطبقة و غيرها... هذا الجهل الذي لا يراه أصحابه هكذا، هو الأصل أيضا في رفض الإختلاف و تصريفه بطرق لا تمس للإنسان و حضارته بأي صلة... ليصير بهذا معنى "الجاهل" في اللغة العربية الفصحى منطبقا على صاحبه بالمعنى الدارج أيضا... هكذا يجمع صفتان ينكرهما عن نفسه...
 العجب الخامس:- الخبرة- تعجبت أليس في موسوعية سكان البلاد و غياب مفهوم التخصص عن قواميسهم الكثيرة، فلم تستيقض بعد من تأثيرات العجب السابق حتى صفعها هذا العجب الذي نحن بصدده، الكل يفهم في كل شيء، خبرة في الرياضة و الرياضيات، قدرة على التحليل السياسي، كفاءة في النقذ السينمائي و الفني، مؤهلات في التحليل السوسيولوجي و البسيكولوجي، درجة دوكتوراه في الطب، و إحاطة بالدين تخول إصدار الفتاوى، آراء عميقة في الفيزياء و الفلك و الهندسة و الكيمياء تستحق كلها جائزة نوبل... كفاءات و خبرات مجتمعة في نفس الشخص... الجاهل.
 العجب السادس: -"نا"- الدالة على الجماعة الانتماء حاجة نفسية لكل إنسان، و من حق أي كان الانتماء لأي جماعة أو فئة مهما كانت شرط الاقتناع بها، لكن المصيبة تتجلى بعد هذا الانتماء باستعمال "نا" الدالة على الجماعة لضم الجميع لما تنتمي إليه، على اعتبار انك و جماعتك "الحق" و "الأصل" و ما يجب أن يكون، في حين غيرك من المخالفين لقناعاتك و انتمائك مجرد خطأ وجب تصويبه، هكذا إما تقصيه، و إما تفرض عليه بقوة لم تستوعب" أليس" من أين تستمد مشروعيتك في استعمالها لتجعله نقطة من نائك الدالة على جماعتك...

العجب السابع: الوصاية لم تعرف" أليس" أين تصنف هذا العجب، هل في خانة المرض النفسي أم الظاهرة الاجتماعية، حيث سرعان ما أنهت حلقة هذا العجب و تقززت بسرعة من اولئك الذين أقالوا الله و نصبوا أنفسهم خليفة له يحاسبون و يوزعون تذاكر الجنة و جهنم على من فرضوا وصايتهم عليهم، و اولئك الذين ضربوا في الصفر مفاهيم كالمجتمع و التعدد و الاختلاف و التنوع
ليصيروا هم رعاته و حماته...

 العجب الثامن: روح المسؤولية لا أحد مسؤول عن السلبي ممن خاطبوا "أليس" في بلاد العجائب أو التقتهم، لكن جميعهم صاحب الفضل في نقط الضوء الإيجابية المعدودة على أصابع اليد الواحدة، هكذا بدت المسكينة حزينة لعدم قدرة منطقها على تقبل فكرة: كيف للوقت أن يمضي؟ كيف للحائط ان يضرب؟ كيف للباب أن يغلق؟ كيف للكأس أن ينتحر بكسر نفسه؟ لم تفهم من هم ال "هم" الذين يقترن ذكرهم بالمسؤولية... هكذا جمعت "أليس" عجائبها الثمانية و حملتها خلفها و هي تمضي و في يدها جواز سفر و تأشيرة و تذكرة ذهاب دون عودة....


ملصقات


اقرأ أيضاً
محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

“الحق المهني المسلوب”: من يُسكت صوت المرشدين السياحيين؟
في قطاع يُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والوطني، يجد مئات المرشدين السياحيين بجهة مراكش-آسفي أنفسهم في مواجهة تحديات مهنية وإدارية متزايدة. وسط غياب آليات فعالة لحماية حقوقهم، تتعالى أصواتهم مطالبة بالإصلاح، لكن هل من مجيب؟ هذا المقال يعكس انشغالات مجموعة من المهنيين الذين يرون أن الممارسات التنظيمية الحالية تُقصيهم بدل أن تدمجهم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المهنة، وهذا نص المقال:"في قلب القطاع السياحي بمراكش-آسفي، يعيش مئات المرشدين حالة من التهميش الممنهج، في ظل تراكم ممارسات إدارية وتنظيمية غير متوازنة، وغياب الآليات الفعالة التي تضمن العدالة المهنية. الوضع الحالي يفرض علينا طرح أسئلة جريئة: من يُراقب؟ من يُحاسب؟ ومن يُنصف من لا صوت له؟جمعية في وضعية مخالفة... بلا محاسبةللسنة الثالثة على التوالي، لم تعقد الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين أي جمع عام، ولم تُعرض أي تقارير مالية أو أدبية، ومع ذلك تواصل تحصيل واجبات الانخراط، وتسليم الشهادات وكأن شيئاً لم يكن.أين دور المراقبة؟ من يتحمل مسؤولية تفعيل آليات الشفافية الداخلية؟ أليس استمرار هذا الوضع يمثل خرقاً لمبادئ الحكامة المهنية؟التكوين الرقمي: برنامج غير منصف لفئة واسعةفرض شهادة التكوين الرقمي ضمن وثائق تجديد الاعتماد جاء بهدف التأهيل، لكنه لم يُرفق، حسب عدد من المهنيين، بآليات واقعية لضمان مشاركة حقيقية ومتساوية، مما خلق شعوراً بالإقصاء لدى شريحة واسعة من المرشدين:مشاركات شكلية أو بالنيابة.غياب دعم فعلي للفئات غير المتمكنة من التكنولوجيا.شهادة تُمنح دون تأكيد فعلي لاكتساب المهارات.النتيجة؟ تكوين تحوّل إلى عبء إداري لا يراعي خصوصية الميدان.تجديد الرخصة: منطق الورق أم منطق الكفاءة؟المرشدون يقدمون ملفاتهم كاملة، لكن العديد منهم يُدرك أن ما يُطلب ليس بالضرورة انعكاساً حقيقياً للخبرة أو القدرة. شهادات انخراط صادرة عن جمعيات غير مفعلة تنظيمياً، وشهادات تكوين دون مضمون فعلي، فهل هذه مؤشرات تأهيل حقيقية؟ أم مجرد إجراء شكلي؟الشهادة الطبية: سؤال حول العدالة المهنيةيشكل شرط الشهادة الطبية عائقاً أمام عدد من المرشدين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية مؤقتة. فهل العجز المؤقت أو الإعاقة الخفيفة تعني بالضرورة عدم الأهلية؟ وهل من العدل أن يُقصى شخص فقط لأنه يخضع لعلاج منتظم أو يعيش مع إعاقة بسيطة لا تمنعه من أداء مهامه؟الضمان الاجتماعي: بين التعقيد والإجحافيعاني عدد من المرشدين السياحيين من صعوبات متزايدة في تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في ظل غياب مواكبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة عملهم المستقل وغير المنتظم. ومن أبرز الإشكالات المطروحة:تعقيد مساطر الانتظام وتسديد المستحقات القديمة.تراكم مبالغ يصعب سدادها دفعة واحدة.وجود اقتطاعات بنكية غير دقيقة في بعض الحالات.تعرض المرشدين مزدوجي الجنسية لأداء مزدوج للواجبات دون تنسيق واضح بين الدول.هذا الوضع يُفاقم الهشاشة الاجتماعية للمرشدين، ويُفرغ التغطية الاجتماعية من مضمونها، ويُرسخ الإقصاء بدل الإدماج.مطالب مهنية ملحةافتحاص إداري ومالي للجمعية الجهوية ضماناً للشفافية.مراجعة آليات استخراج شهادات التكوين والانخراط.تيسير شروط الشهادة الطبية بشكل إنساني وعادل.فتح حوار مهني موسع لتصحيح المسار التنظيمي دون توتر أو صدام.رسالة مفتوحة لكل ضمير مهنيهذا المقال ليس مجرد وصف لاختلالات مهنية، بل هو نداء صادق يلامس كرامة كل مرشد سياحي. لسنا بصدد مطالب تعجيزية، بل نطالب فقط بما يضمن الاستمرارية في العمل بكرامة: تنظيم شفاف، تمثيلية شرعية، تكوين فعلي، وحماية اجتماعية عادلة.لقد طال الصمت، وكثُر التغاضي، وحان الوقت لنُعيد للمهنة صوتها ومكانتها. صوت المرشد ليس هامشيًا... إنه صوت الثقافة، والتاريخ، والانتماء."
ساحة

يونس مجاهد يكتب: مصداقية الخبر وطُعم النقرات
موضوع مصداقية الأخبار ليست جديدا في ثقافتنا، بل إنه متجذر فيها، وهناك مرجعيات كثيرة تحيلنا على الأهمية القصوى التي أوليت للفرق بين الخبر الصادق والخبر الكاذب في تراثنا، و لا أدل على ذلك من الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ". فالعودة لهذه المرجعيات سيكون مفيدا في مقاومة المد الجارف للتضليل والأخبار الملفقة والإثارة الرخيصة، التي يسعى تجار شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعلها وسيلة للتشهير والإساءة، ومصدر اغتناء، غير عابئين بالقيم النبيلة التي من المفترض أن نتقاسمها كمجتمع. إن العودة إلى مرجعيتنا الحضارية والثقافية كفيل بأن يساهم إلى حد كبير في توفير وسائل وأدوات مقاومة الإتجار الرخيص في حرية التعبير، ففي مقدمة ابن خلدون التي أسست لعلم العمران البشري، هناك تدقيق مذهل لضرورة التمحيص في الأخبار، حيث يقول إنه من الضروري التمحيص والنظر في الخبر، حتى يتبين صدقه من كذبه، لأن الابتعاد عن الانتقاد والتمحيص يقع في قبول الكذب ونقله. ويضيف أن من الأسباب المقتضية للكذب في الأخبار، أيضا، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح. ومنها الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب. إن ابن خلدون، الذي سبق عصره، يتحدث هنا عن مصادر الأخبار، التي يعتبر أنه من غير الممكن تصديق ما تنقله بدون إعمال العقل النقدي. وهو من صميم العمل الصحافي، حيث أن التأكد من مصادر الأخبار ومدى مصداقيتها، هو جوهر المهنة، وهو أيضا ما يدرس اليوم في التربية على الإعلام، إذ أن أهم مبدأ يوصى به هو عدم تصديق أي "خبر"، إلا بعد التأكد من المصادر، أولا، ثم التمحيص والنظر في هذا الخبر، كما يقول ابن خلدون، ثانيا، لغربلته وإخضاعه للعقل والمنطق. وفي هذا الإطار، تؤكد التجربة، أنه لا يمكن للمجتمعات أن تستغني عن الصحافة المهنية، في تداول الأخبار، لأنها تكون صادرة عن صحافيين محترفين، يتوفرون على تكوين وخبرة ومستوى علمي، والأهم من ذلك، أنهم يشتغلون في بيئة صحافية، أي ضمن هيئة تحرير وميثاق أخلاقيات وقواعد العمل الصحافي. ولا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أوما يسمي ب"المؤثرين"، أن تعوض العمل الصحافي الاحترافي، بحجة أنها "صحافة مستقلة"، فليس هناك إلا صحافة واحدة، إما أن تكون احترافية موضوعية وذات مصداقية، تعمل طبقا لأساسيات مهنة الصحافة وتقاليدها، أو لا تكون. الصحافي الحقيقي، كالمؤرخ، يقول عبد الله العروي، في كتابه "مفهوم التاريخ"، إذ يعتبر أن العديد من الملاحظين يشبهون الصحافي بالمؤرخ، فيقال إن الأول مؤرخ اللحظة، بينما الثاني صحافي الماضي، كلاهما يعتمد على مخبر، وكلاهما يؤول الخبر ليعطيه معنى، الفرق بينهما هو المهلة المخولة لكل واحد منهما، إذا ضاقت تحول المؤرخ إلى صحافي، وإذا عاد الصحافي إلى الأخبار وتأملها بعد مدة تحول إلى مؤرخ، أما إشكالية الموضوعية وحدود "إدراك الواقع كما حدث"، فهي واحدة بالنسبة لهما معا. والمقصود هنا، حسب العروي، هو أن كلا من الصحافي والمؤرخ، عليهما تحري الدقة في الأخبار والحوادث المنقولة، واعتماد المصادر الموثوقة، مثل التغطية الميدانية وشهود العيان أو معايشة الأحداث، بالإضافة إلى الوثائق والآثار الدالة على ما حصل... هذه هي الصحافة المستقلة، عن التلفيق والكذب والإثارة المجانية واستجداء عدد النقرات. ويعتبر اليوم "طُعم النقرات "clickbait، من الآفات الكبرى التي أصابت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد ممن يسعون إلى تحقيق الأرباح، بأية وسيلة، اللجوء إلى تشويه الحقيقة وتقويض القيم الصحفية التقليدية، مثل الدقة والموضوعية والشفافية، همهم الوحيد هو الدخول في مهاترات وجدل عقيم، و اعتماد عناوين مثيرة، و كتابة أو بث كل ما يمكن أن يثير الفضول بدون معنى أو محتوى و بدون مصدر موثوق، كتاباتهم أو احاديثهم تتضمن تناقضات كثيرة، لكن كل ذلك يهون، بالنسبة لهم، أمام ما يمكن أن يحققونه من مداخيل. لذلك رفعت العديد من التنظيمات الصحافية في تجارب دولية، شعار؛ "لا تنقر"، أي تجنب طُعم الإثارة التجارية الرخيصة، التي تشوه الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 19 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة