محمد نجيب كومينة يكتب.. الريسوني وثقافته ومثقفوه – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الثلاثاء 22 أبريل 2025, 03:37

ساحة

محمد نجيب كومينة يكتب.. الريسوني وثقافته ومثقفوه


كشـ24 نشر في: 26 مارس 2018

عندما توفي كارل ماركس لم يمش في جنازته إلا 11 فردا، لكن فكره بقي حاضرا في جميع أنحاء العالم إلى اليوم في ميادين الفلسفة والتاريخ والاقتصاد والسياسة والقانون وعلم الاجتماع وغير ذلك، وما يزال ذلك الفكر يخضع للدراسة من طرف المقتنعين به والمعارضين له، ولو مات الريسوني اليوم لكان الحضور في جنازته بالآلاف، لكن الخزعبلات التي كتبها ستنسى في اليوم الموالي وربما تمت الإشارة إليها بعد حين من طرف المؤرخين باعتبارها علامة بارزة من علامات النكوص واحتجاب العقل لفائدة تجار جعلوا من الدين سلعة مربحة في سوق رأسمالية متوحشة، وقدموا بتجارتهم تلك خدمة للقوى التي يزعمون، والزعم هو الكذب الذي ينكشف بسرعة كما تنكشف العورات في لحظة قضاء الحاجات، أنهم غرب وكفار ....هذا مايقودنا إلى القول بأن ماورد في المقال التافه والتحريضي الذي نشره أحمد الريسوني بشأن المثقف يؤكد أن "الفقيه"، الذي يوصف بالمقاصدي زورا، ذو ثقافة محدودة وأحادية قائمة على العنعنة والتكرار والجدل التكفيري الذي ينزع إلى "تصفية" المختلف ومحو أثره ( أحيل هنا على حوار مشيل فوكو حول شخصية المجادل Le polémiste) وهي الثقافة التي تجعله يتيه دائما عندما يجد نفسه مضطرا لاستعمال كلمات ومصطلحات تم ابتداعها بحمولتها في نطاق وسياق لايدركهما حق الإدراك ويتورط في منطق الفتوى المغلقة الذي يستحضر النص مغلقا ومفصولا عن تاريخانيته ويلغي الواقع العيني بتطوراته وتفاعلاته التاريخية التي هدمت القبيلة البدائية وجعلت المدنية الحديثة بكل مكوناتها ، ذات الأصل الغربي، تزحف وتستوعب مادونها. والريسوني بجلبابه، ذي الأصل الغربي وليس النجدي أو الحجازي، مستوعب من أخمص الرجلين إلى أطول شعرة في رأسه، فهو يحصل على التعويضات القطرية اليوم كما كان يحصل على التعويضات السعودية بالأمس بالدولار الأمريكي ويعيش عيشة مرفهة ليس لها شبه بعيشة السلف وأبي هريرة والبخاري ومسلم ولا حتى بعيشة حسن البنا وسيد قطب.ذلك أن حديثه عن المقفين ينطوي على سوء فهم يصل إلى حد الجهل المركب ومن شأنه أن يقود القارئ غير المكتسب لمناعة المعرفة إلى الخلط. فمفهوم المثقفين كفئة ذات خصوصية مفهوم فرنسي حديث بدأ مع أميل زولا وأعطاه سارتر وفوكو و بورديو.....امتدادا، وهو يحيل على أشخاص معروفين بإبداعهم أو أبحاثهم وكتاباتهم الفلسفية وغيرها ورسومهم وأفلامهم ...وبتأثيرهم في النقاش العمومي دون سعي إلى السلطة أو انخراط صريح في المنافسة الحزبية، إنهم يشبهون إلى حد كبير عبدالله العروي وعبدالكبير الخطيبي ومحمد عابد الجابري (بعدما تفرغ لمشروعه) وكذلك عدد من الأدباء ....، والمثقفون يكتسبون هذه الصفة ليس لأن جمهورا كبيرا يتبع لهم في الزوايا والمساجد وغيرها بسبب المفعول التدويخي للخطب الفارغة والخطابات الملفقة التي تستفز لديه الغرائز البدائية وتشحنه بالعدوانية والحقد الأعمى على كل ما يتعارض مع القبيلة الغارقة في تأخرها، والمقتنعة بأن ذلك التأخر شرط لنيل رضى الله والدخول إلى الجنة، بل يكتسبونها لأنهم لايكفون عن طرح الأسئلة وتجديدها وعدم الاطمئنان للجواب الجاهز والواحد ولا يعتبرون الاختلاف والتعدد خروجا عن الجماعة وانحرافا عن سبيل قويم وهمي وإنما تعبيرا عن تعدد المقاربات والمناهج والآفاق وعن غنى ومثلما لايخيفهم الانشقاق عن الجماعة-المجتمع والتمرد على ما تواطأت عليه وكرسته كقواعد مرعية وقيم ثابثة ومعتقدات فإنهم لايترددون في استكشاف المستقبل والسعي إليه حتى لو كانوا أقلية صغيرة، ولا يخشون كذلك الردات والانتكاسات واستقواء قوى المحافظة والنكوص بالجمهور الذي تعامله ك"قطيع" وتمارس عليه جراء ذلك أسوأ الإهانات بتجريده من إنسانيته وتنويم وعيه وتجميد ذكائه.وفي هذا السياق، واعتبارا لصدور مقال الريسوني مزامنا لوفاة الفيلسوف والباحث الموسوعي الإيراني داريوش شايغان، فإنني ارتأيت أن استعير منه ردا على هراء الفقيه مول الرزة، وإن كان المقام ليس المقام والمعرفة ليست المعرفة حتى بأمور الدين والفقه والأصول، إذ كتب في مؤلفه الأشهر مالثورة الدينية، الحضارات التقليدية في مواجهة الحداثة مايلي : "ربما أن الفكر الغربي منفتح على كل الأسئلة، فالغربي "مثقف" وليس حكيما، ومن السهل من ناحية أخرى إقامة علاقة مع المثقف. إن هذا الأخير يهتم بكل شئ. ولأنه ساذج يأخذ كل شئ مأخذ الجد : الخرافات الأكثر بدائية والطقوس الأكثر بطلانا واللغات الأكثر بلى، كل شئ يعنيه وجدير بأن يدرس طالما هو متعلق بالظاهرة الإنسانية.وفيما يتعلق بهذه الظاهرة الإنسانية الدائعة الصيت، فإن كل واحد له رأيه فيها. فهي تارة ذلك الوجه البعيد الذي يطل علينا من مرحلة ماقبل التاريخ ومن القردة التي تشبه الإنسان ومن إنسان أستراليا البدائي وإنسان نياندرتال وإنسان غرومانيون وتارة هو إنسان مخلوق على صورة الله، وأحيانا هو ذلك الحيوان العامل الذي سيغير يوما ما وجه العالم. إنه في نهاية الأمر كائن مبهم لأن أي مقولة لاتطوله، إذ يتبخر في سحابة من التعريفات المتضاربة.المثقف ساذج لأنه لم يتوصل لتجاوز رؤيته وإلى النظر إلى لعبة العالم نظرة تأملية. فهو يختنق بفعل فقده للهواء والضحك تحت وطأة وغزارة وحيوية جدليته الذاتية. إزاء هذا الفكر الشغيل والحيوي لايملك عالمنا البائس (العالم الإسلامي-من عندي) شيئا عدا كنوز ماضينا الروحية. فبماذا يمكن أن نقابل هذا الإنسان المقدام الذي يستغل بمهارة بواطن الأرض والصناعات الفلكية ويأتي بالمعجزات بفضل العلم؟ أبأسطورة الإنسان الكامل والحي المحرر أو بما يلهمه أيانا الإشراق الصاعق من مفارقات" (ص 176 الترجمة العربية د محمد الرحموني، دار الساقي،)عندما يحسم الريسوني في مسألة الإرث بالتعصيب برأيه القطعي، غير القابل للنقاش، ويحرض ضد الموقعين على عريضة المطالبة باتهامهم بالتعدي على نص القرآن بصيغة تكفيرية شبيهة بالصيغ المستعملة في نشرة "دابق"، فإنه يضع نفسه في مرتبة خليفة المسلمين الذي لايرد له كلام، ولايناقش إلا في دائرة أهل الحل والعقد المغلقة والمتعالية، أو أكثر من ذلك، فإنه يضفي على نفسه صفة النبوة ويعطي لنفسه الحق المطلق في تفسير وتأويل الآيات بشكل حصري. وإسراعه بإصدار مقاله، مع الإشارة إلى حركة أصحابه وعريضتهم التي يبدي اتفاقا معها، يشير إلى أن الرجل يشعر أن له القدرة على الردع أو التهديد بالفتنة، ما يؤكد أن الرجل يعيش إلى اليوم في زمن رئاسة إخوانه في مصر أو أنه اختلط عليه البقر ونسي دروسه في الجغرافية نظرا للمدد الطويلة التي يقضيها بين قطر والسودان وتركيا، ومايؤكد كذلك أن الرجل لايعي أن ثقافته الفهية لاتجعل منه مثقفا بالمعنى الحديث للكلمة وإنما معنعن خارج من كتاب أصفر، فحتى الفقيه اليوم مطالب بانفتاح حقيقي على العلوم الإنسانية كي يكون قادرا على تجاوز الجبرتي وابن تيمية وغيرهما من رموز الانحطاط والرجعية الذين أغرقوا العالم العربي والإسلامي في مستنقع لم يتأت الخروج منه ولا مستقبل للمسلمين وللإسلام كدين إلا بالتحرر منه بدون تأخير الريسوني مثقف، يمكن من الثقايف (العقم الناتج عن العجز) 

عندما توفي كارل ماركس لم يمش في جنازته إلا 11 فردا، لكن فكره بقي حاضرا في جميع أنحاء العالم إلى اليوم في ميادين الفلسفة والتاريخ والاقتصاد والسياسة والقانون وعلم الاجتماع وغير ذلك، وما يزال ذلك الفكر يخضع للدراسة من طرف المقتنعين به والمعارضين له، ولو مات الريسوني اليوم لكان الحضور في جنازته بالآلاف، لكن الخزعبلات التي كتبها ستنسى في اليوم الموالي وربما تمت الإشارة إليها بعد حين من طرف المؤرخين باعتبارها علامة بارزة من علامات النكوص واحتجاب العقل لفائدة تجار جعلوا من الدين سلعة مربحة في سوق رأسمالية متوحشة، وقدموا بتجارتهم تلك خدمة للقوى التي يزعمون، والزعم هو الكذب الذي ينكشف بسرعة كما تنكشف العورات في لحظة قضاء الحاجات، أنهم غرب وكفار ....هذا مايقودنا إلى القول بأن ماورد في المقال التافه والتحريضي الذي نشره أحمد الريسوني بشأن المثقف يؤكد أن "الفقيه"، الذي يوصف بالمقاصدي زورا، ذو ثقافة محدودة وأحادية قائمة على العنعنة والتكرار والجدل التكفيري الذي ينزع إلى "تصفية" المختلف ومحو أثره ( أحيل هنا على حوار مشيل فوكو حول شخصية المجادل Le polémiste) وهي الثقافة التي تجعله يتيه دائما عندما يجد نفسه مضطرا لاستعمال كلمات ومصطلحات تم ابتداعها بحمولتها في نطاق وسياق لايدركهما حق الإدراك ويتورط في منطق الفتوى المغلقة الذي يستحضر النص مغلقا ومفصولا عن تاريخانيته ويلغي الواقع العيني بتطوراته وتفاعلاته التاريخية التي هدمت القبيلة البدائية وجعلت المدنية الحديثة بكل مكوناتها ، ذات الأصل الغربي، تزحف وتستوعب مادونها. والريسوني بجلبابه، ذي الأصل الغربي وليس النجدي أو الحجازي، مستوعب من أخمص الرجلين إلى أطول شعرة في رأسه، فهو يحصل على التعويضات القطرية اليوم كما كان يحصل على التعويضات السعودية بالأمس بالدولار الأمريكي ويعيش عيشة مرفهة ليس لها شبه بعيشة السلف وأبي هريرة والبخاري ومسلم ولا حتى بعيشة حسن البنا وسيد قطب.ذلك أن حديثه عن المقفين ينطوي على سوء فهم يصل إلى حد الجهل المركب ومن شأنه أن يقود القارئ غير المكتسب لمناعة المعرفة إلى الخلط. فمفهوم المثقفين كفئة ذات خصوصية مفهوم فرنسي حديث بدأ مع أميل زولا وأعطاه سارتر وفوكو و بورديو.....امتدادا، وهو يحيل على أشخاص معروفين بإبداعهم أو أبحاثهم وكتاباتهم الفلسفية وغيرها ورسومهم وأفلامهم ...وبتأثيرهم في النقاش العمومي دون سعي إلى السلطة أو انخراط صريح في المنافسة الحزبية، إنهم يشبهون إلى حد كبير عبدالله العروي وعبدالكبير الخطيبي ومحمد عابد الجابري (بعدما تفرغ لمشروعه) وكذلك عدد من الأدباء ....، والمثقفون يكتسبون هذه الصفة ليس لأن جمهورا كبيرا يتبع لهم في الزوايا والمساجد وغيرها بسبب المفعول التدويخي للخطب الفارغة والخطابات الملفقة التي تستفز لديه الغرائز البدائية وتشحنه بالعدوانية والحقد الأعمى على كل ما يتعارض مع القبيلة الغارقة في تأخرها، والمقتنعة بأن ذلك التأخر شرط لنيل رضى الله والدخول إلى الجنة، بل يكتسبونها لأنهم لايكفون عن طرح الأسئلة وتجديدها وعدم الاطمئنان للجواب الجاهز والواحد ولا يعتبرون الاختلاف والتعدد خروجا عن الجماعة وانحرافا عن سبيل قويم وهمي وإنما تعبيرا عن تعدد المقاربات والمناهج والآفاق وعن غنى ومثلما لايخيفهم الانشقاق عن الجماعة-المجتمع والتمرد على ما تواطأت عليه وكرسته كقواعد مرعية وقيم ثابثة ومعتقدات فإنهم لايترددون في استكشاف المستقبل والسعي إليه حتى لو كانوا أقلية صغيرة، ولا يخشون كذلك الردات والانتكاسات واستقواء قوى المحافظة والنكوص بالجمهور الذي تعامله ك"قطيع" وتمارس عليه جراء ذلك أسوأ الإهانات بتجريده من إنسانيته وتنويم وعيه وتجميد ذكائه.وفي هذا السياق، واعتبارا لصدور مقال الريسوني مزامنا لوفاة الفيلسوف والباحث الموسوعي الإيراني داريوش شايغان، فإنني ارتأيت أن استعير منه ردا على هراء الفقيه مول الرزة، وإن كان المقام ليس المقام والمعرفة ليست المعرفة حتى بأمور الدين والفقه والأصول، إذ كتب في مؤلفه الأشهر مالثورة الدينية، الحضارات التقليدية في مواجهة الحداثة مايلي : "ربما أن الفكر الغربي منفتح على كل الأسئلة، فالغربي "مثقف" وليس حكيما، ومن السهل من ناحية أخرى إقامة علاقة مع المثقف. إن هذا الأخير يهتم بكل شئ. ولأنه ساذج يأخذ كل شئ مأخذ الجد : الخرافات الأكثر بدائية والطقوس الأكثر بطلانا واللغات الأكثر بلى، كل شئ يعنيه وجدير بأن يدرس طالما هو متعلق بالظاهرة الإنسانية.وفيما يتعلق بهذه الظاهرة الإنسانية الدائعة الصيت، فإن كل واحد له رأيه فيها. فهي تارة ذلك الوجه البعيد الذي يطل علينا من مرحلة ماقبل التاريخ ومن القردة التي تشبه الإنسان ومن إنسان أستراليا البدائي وإنسان نياندرتال وإنسان غرومانيون وتارة هو إنسان مخلوق على صورة الله، وأحيانا هو ذلك الحيوان العامل الذي سيغير يوما ما وجه العالم. إنه في نهاية الأمر كائن مبهم لأن أي مقولة لاتطوله، إذ يتبخر في سحابة من التعريفات المتضاربة.المثقف ساذج لأنه لم يتوصل لتجاوز رؤيته وإلى النظر إلى لعبة العالم نظرة تأملية. فهو يختنق بفعل فقده للهواء والضحك تحت وطأة وغزارة وحيوية جدليته الذاتية. إزاء هذا الفكر الشغيل والحيوي لايملك عالمنا البائس (العالم الإسلامي-من عندي) شيئا عدا كنوز ماضينا الروحية. فبماذا يمكن أن نقابل هذا الإنسان المقدام الذي يستغل بمهارة بواطن الأرض والصناعات الفلكية ويأتي بالمعجزات بفضل العلم؟ أبأسطورة الإنسان الكامل والحي المحرر أو بما يلهمه أيانا الإشراق الصاعق من مفارقات" (ص 176 الترجمة العربية د محمد الرحموني، دار الساقي،)عندما يحسم الريسوني في مسألة الإرث بالتعصيب برأيه القطعي، غير القابل للنقاش، ويحرض ضد الموقعين على عريضة المطالبة باتهامهم بالتعدي على نص القرآن بصيغة تكفيرية شبيهة بالصيغ المستعملة في نشرة "دابق"، فإنه يضع نفسه في مرتبة خليفة المسلمين الذي لايرد له كلام، ولايناقش إلا في دائرة أهل الحل والعقد المغلقة والمتعالية، أو أكثر من ذلك، فإنه يضفي على نفسه صفة النبوة ويعطي لنفسه الحق المطلق في تفسير وتأويل الآيات بشكل حصري. وإسراعه بإصدار مقاله، مع الإشارة إلى حركة أصحابه وعريضتهم التي يبدي اتفاقا معها، يشير إلى أن الرجل يشعر أن له القدرة على الردع أو التهديد بالفتنة، ما يؤكد أن الرجل يعيش إلى اليوم في زمن رئاسة إخوانه في مصر أو أنه اختلط عليه البقر ونسي دروسه في الجغرافية نظرا للمدد الطويلة التي يقضيها بين قطر والسودان وتركيا، ومايؤكد كذلك أن الرجل لايعي أن ثقافته الفهية لاتجعل منه مثقفا بالمعنى الحديث للكلمة وإنما معنعن خارج من كتاب أصفر، فحتى الفقيه اليوم مطالب بانفتاح حقيقي على العلوم الإنسانية كي يكون قادرا على تجاوز الجبرتي وابن تيمية وغيرهما من رموز الانحطاط والرجعية الذين أغرقوا العالم العربي والإسلامي في مستنقع لم يتأت الخروج منه ولا مستقبل للمسلمين وللإسلام كدين إلا بالتحرر منه بدون تأخير الريسوني مثقف، يمكن من الثقايف (العقم الناتج عن العجز) 



اقرأ أيضاً
محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

“الحق المهني المسلوب”: من يُسكت صوت المرشدين السياحيين؟
في قطاع يُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والوطني، يجد مئات المرشدين السياحيين بجهة مراكش-آسفي أنفسهم في مواجهة تحديات مهنية وإدارية متزايدة. وسط غياب آليات فعالة لحماية حقوقهم، تتعالى أصواتهم مطالبة بالإصلاح، لكن هل من مجيب؟ هذا المقال يعكس انشغالات مجموعة من المهنيين الذين يرون أن الممارسات التنظيمية الحالية تُقصيهم بدل أن تدمجهم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المهنة، وهذا نص المقال:"في قلب القطاع السياحي بمراكش-آسفي، يعيش مئات المرشدين حالة من التهميش الممنهج، في ظل تراكم ممارسات إدارية وتنظيمية غير متوازنة، وغياب الآليات الفعالة التي تضمن العدالة المهنية. الوضع الحالي يفرض علينا طرح أسئلة جريئة: من يُراقب؟ من يُحاسب؟ ومن يُنصف من لا صوت له؟جمعية في وضعية مخالفة... بلا محاسبةللسنة الثالثة على التوالي، لم تعقد الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين أي جمع عام، ولم تُعرض أي تقارير مالية أو أدبية، ومع ذلك تواصل تحصيل واجبات الانخراط، وتسليم الشهادات وكأن شيئاً لم يكن.أين دور المراقبة؟ من يتحمل مسؤولية تفعيل آليات الشفافية الداخلية؟ أليس استمرار هذا الوضع يمثل خرقاً لمبادئ الحكامة المهنية؟التكوين الرقمي: برنامج غير منصف لفئة واسعةفرض شهادة التكوين الرقمي ضمن وثائق تجديد الاعتماد جاء بهدف التأهيل، لكنه لم يُرفق، حسب عدد من المهنيين، بآليات واقعية لضمان مشاركة حقيقية ومتساوية، مما خلق شعوراً بالإقصاء لدى شريحة واسعة من المرشدين:مشاركات شكلية أو بالنيابة.غياب دعم فعلي للفئات غير المتمكنة من التكنولوجيا.شهادة تُمنح دون تأكيد فعلي لاكتساب المهارات.النتيجة؟ تكوين تحوّل إلى عبء إداري لا يراعي خصوصية الميدان.تجديد الرخصة: منطق الورق أم منطق الكفاءة؟المرشدون يقدمون ملفاتهم كاملة، لكن العديد منهم يُدرك أن ما يُطلب ليس بالضرورة انعكاساً حقيقياً للخبرة أو القدرة. شهادات انخراط صادرة عن جمعيات غير مفعلة تنظيمياً، وشهادات تكوين دون مضمون فعلي، فهل هذه مؤشرات تأهيل حقيقية؟ أم مجرد إجراء شكلي؟الشهادة الطبية: سؤال حول العدالة المهنيةيشكل شرط الشهادة الطبية عائقاً أمام عدد من المرشدين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية مؤقتة. فهل العجز المؤقت أو الإعاقة الخفيفة تعني بالضرورة عدم الأهلية؟ وهل من العدل أن يُقصى شخص فقط لأنه يخضع لعلاج منتظم أو يعيش مع إعاقة بسيطة لا تمنعه من أداء مهامه؟الضمان الاجتماعي: بين التعقيد والإجحافيعاني عدد من المرشدين السياحيين من صعوبات متزايدة في تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في ظل غياب مواكبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة عملهم المستقل وغير المنتظم. ومن أبرز الإشكالات المطروحة:تعقيد مساطر الانتظام وتسديد المستحقات القديمة.تراكم مبالغ يصعب سدادها دفعة واحدة.وجود اقتطاعات بنكية غير دقيقة في بعض الحالات.تعرض المرشدين مزدوجي الجنسية لأداء مزدوج للواجبات دون تنسيق واضح بين الدول.هذا الوضع يُفاقم الهشاشة الاجتماعية للمرشدين، ويُفرغ التغطية الاجتماعية من مضمونها، ويُرسخ الإقصاء بدل الإدماج.مطالب مهنية ملحةافتحاص إداري ومالي للجمعية الجهوية ضماناً للشفافية.مراجعة آليات استخراج شهادات التكوين والانخراط.تيسير شروط الشهادة الطبية بشكل إنساني وعادل.فتح حوار مهني موسع لتصحيح المسار التنظيمي دون توتر أو صدام.رسالة مفتوحة لكل ضمير مهنيهذا المقال ليس مجرد وصف لاختلالات مهنية، بل هو نداء صادق يلامس كرامة كل مرشد سياحي. لسنا بصدد مطالب تعجيزية، بل نطالب فقط بما يضمن الاستمرارية في العمل بكرامة: تنظيم شفاف، تمثيلية شرعية، تكوين فعلي، وحماية اجتماعية عادلة.لقد طال الصمت، وكثُر التغاضي، وحان الوقت لنُعيد للمهنة صوتها ومكانتها. صوت المرشد ليس هامشيًا... إنه صوت الثقافة، والتاريخ، والانتماء."
ساحة

يونس مجاهد يكتب: مصداقية الخبر وطُعم النقرات
موضوع مصداقية الأخبار ليست جديدا في ثقافتنا، بل إنه متجذر فيها، وهناك مرجعيات كثيرة تحيلنا على الأهمية القصوى التي أوليت للفرق بين الخبر الصادق والخبر الكاذب في تراثنا، و لا أدل على ذلك من الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ". فالعودة لهذه المرجعيات سيكون مفيدا في مقاومة المد الجارف للتضليل والأخبار الملفقة والإثارة الرخيصة، التي يسعى تجار شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعلها وسيلة للتشهير والإساءة، ومصدر اغتناء، غير عابئين بالقيم النبيلة التي من المفترض أن نتقاسمها كمجتمع. إن العودة إلى مرجعيتنا الحضارية والثقافية كفيل بأن يساهم إلى حد كبير في توفير وسائل وأدوات مقاومة الإتجار الرخيص في حرية التعبير، ففي مقدمة ابن خلدون التي أسست لعلم العمران البشري، هناك تدقيق مذهل لضرورة التمحيص في الأخبار، حيث يقول إنه من الضروري التمحيص والنظر في الخبر، حتى يتبين صدقه من كذبه، لأن الابتعاد عن الانتقاد والتمحيص يقع في قبول الكذب ونقله. ويضيف أن من الأسباب المقتضية للكذب في الأخبار، أيضا، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح. ومنها الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب. إن ابن خلدون، الذي سبق عصره، يتحدث هنا عن مصادر الأخبار، التي يعتبر أنه من غير الممكن تصديق ما تنقله بدون إعمال العقل النقدي. وهو من صميم العمل الصحافي، حيث أن التأكد من مصادر الأخبار ومدى مصداقيتها، هو جوهر المهنة، وهو أيضا ما يدرس اليوم في التربية على الإعلام، إذ أن أهم مبدأ يوصى به هو عدم تصديق أي "خبر"، إلا بعد التأكد من المصادر، أولا، ثم التمحيص والنظر في هذا الخبر، كما يقول ابن خلدون، ثانيا، لغربلته وإخضاعه للعقل والمنطق. وفي هذا الإطار، تؤكد التجربة، أنه لا يمكن للمجتمعات أن تستغني عن الصحافة المهنية، في تداول الأخبار، لأنها تكون صادرة عن صحافيين محترفين، يتوفرون على تكوين وخبرة ومستوى علمي، والأهم من ذلك، أنهم يشتغلون في بيئة صحافية، أي ضمن هيئة تحرير وميثاق أخلاقيات وقواعد العمل الصحافي. ولا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أوما يسمي ب"المؤثرين"، أن تعوض العمل الصحافي الاحترافي، بحجة أنها "صحافة مستقلة"، فليس هناك إلا صحافة واحدة، إما أن تكون احترافية موضوعية وذات مصداقية، تعمل طبقا لأساسيات مهنة الصحافة وتقاليدها، أو لا تكون. الصحافي الحقيقي، كالمؤرخ، يقول عبد الله العروي، في كتابه "مفهوم التاريخ"، إذ يعتبر أن العديد من الملاحظين يشبهون الصحافي بالمؤرخ، فيقال إن الأول مؤرخ اللحظة، بينما الثاني صحافي الماضي، كلاهما يعتمد على مخبر، وكلاهما يؤول الخبر ليعطيه معنى، الفرق بينهما هو المهلة المخولة لكل واحد منهما، إذا ضاقت تحول المؤرخ إلى صحافي، وإذا عاد الصحافي إلى الأخبار وتأملها بعد مدة تحول إلى مؤرخ، أما إشكالية الموضوعية وحدود "إدراك الواقع كما حدث"، فهي واحدة بالنسبة لهما معا. والمقصود هنا، حسب العروي، هو أن كلا من الصحافي والمؤرخ، عليهما تحري الدقة في الأخبار والحوادث المنقولة، واعتماد المصادر الموثوقة، مثل التغطية الميدانية وشهود العيان أو معايشة الأحداث، بالإضافة إلى الوثائق والآثار الدالة على ما حصل... هذه هي الصحافة المستقلة، عن التلفيق والكذب والإثارة المجانية واستجداء عدد النقرات. ويعتبر اليوم "طُعم النقرات "clickbait، من الآفات الكبرى التي أصابت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد ممن يسعون إلى تحقيق الأرباح، بأية وسيلة، اللجوء إلى تشويه الحقيقة وتقويض القيم الصحفية التقليدية، مثل الدقة والموضوعية والشفافية، همهم الوحيد هو الدخول في مهاترات وجدل عقيم، و اعتماد عناوين مثيرة، و كتابة أو بث كل ما يمكن أن يثير الفضول بدون معنى أو محتوى و بدون مصدر موثوق، كتاباتهم أو احاديثهم تتضمن تناقضات كثيرة، لكن كل ذلك يهون، بالنسبة لهم، أمام ما يمكن أن يحققونه من مداخيل. لذلك رفعت العديد من التنظيمات الصحافية في تجارب دولية، شعار؛ "لا تنقر"، أي تجنب طُعم الإثارة التجارية الرخيصة، التي تشوه الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة