تتحول الامور اليوم بسرعة البرق، و تتغير الاحوال و حتى العقليات و السياسات بفعل المؤثرات الداخلية و الخارجية، و بفعل مجموع العوامل التي تتخذ انطلاقا من مواقع جغرافية و حضارية شكلا تطوريا يؤدي في نهاية المطاف إلى تحول جذري يمس الفكر، كما يمس العلاقات و السلوكات و الممارسات اليومية، مادام التطور يسير عبر خطوط منحنية وقفزات من الكم إلى النوع، و النظرة إلى العالم كنظام في التفاعلات المتغيرة باستمرار ، نبقى معه "نحن" و نحن متغيرين في نفس الوقت . و مع كل ما يشهده العالم اليوم من تحولات خلخلت الساكن و زلزلت التوابث، و دفعت بالعديد من الأنظمة إلى إعادة مراجعة و ترتيب أوراقها التي تبعثرت بفعل ثورات شعبية هنا و هناك و كأن التاريخ يعيد نفسه بشكل مغاير أكثر سرعة و أكثر تطورا و بتسميات متعددة و أشكال لها فعلها في اليوم كما في الحياة عامة. هل استوعبنا الدرس و فهمنا الحدث و تصالحنا مع ذاتنا و خلقنا مسافة بيننا و كل السلوكات و الممارسات التي تشل الحركة الفاعلة و تجعلنا لا نعي من أمسنا و غدنا شيئا. و نعيش راهننا و كأننا غير معنيين ؟ ما الذي حدث عندنا، و ما الذي يمكن أن يحدث ، و هل يمكن أن يحدث أي شيء؟ يتضح من خلال قراءتنا للأحداث ، و من خلال فهمنا المتواضع لراهن التحولات في العالم ، أننا بالفعل لازلنا قابعين ، في أماكننا إن لم نقل ساكنين سكون القبور ، رغم الصيحات و الاحتجاجات و الحركات هنا و هناك، و حتى و إن تجاوزنا هذا السكون /الجمود فسرعتنا سرعات . العقليات التي يمكن أن نعول عليها مازالت متشبثة بالماضي لا تبرحه رغم أنها تدعي الحداثة ، لا تفكر إلا في مقاومة أي إصلاح يمكن أن يمس كياننا و يؤدي إلى قفزنا الايجابي نحو الأفضل ، و هذه العقليات قد تلعب دورها في الكواليس من خلال خلق الحركات و الدفع بها إلى الاحتجاج و التظاهر في الشوارع بحجة الدفاع عن التغيير و الدمقرطة و حقوق الانسان ، و هي في الواقع لا تمتلك الرؤية الحداثية الحقيقية للمستقبل و لا تريد أن تتخلى عن مصالحها التي حصلت عليها في لحظة تاريخية ما، و كانت دوما في مقاومة أي تغير ، هذه العقليات يمكن أن نقول عنها هي جزء من نخبتنا السياسية، فلا غرابة أن يلتقي اليساري الجدري و الظلامي السلفي، في خندق واحد، و هذه سرعة إلى الوراء و ليس إلى الامام. الأحزاب السياسية عندنا و التي تبعثرت منذ زمن لم يعد لها أي دور في تأطير و تأهيل الجماهير كي تقوم بدورها الحقيقي، و أصبحت بفعل تجاوز التطور لها عبارة عن دكاكين انتخابية لا تلملم شتاتها و تخرج إلى الوجود إلا لحظة الاستحقاقات و كأنها وجدت أصلا من أجل ذلك. فتخلت عن مشاريعها المجتمعية و أصبح نضالها الذي كان فاعلا، نضالا من أجل الحصول على مقاعد وثيرة و التظاهر بأنها ذات مصداقية و ذات تاريخ، ولو أدى بها ذلك إلى البحث عن "الفنادقية" و "أصحاب الشكارات" كي يمثلونها في مجموع المؤسسات و تقول أنها تمثلك او تمثل الأغلبية و هي في الواقع لا تمثل إلا نفسها و تساهم في عرقلة التحول و التغيير أو فرملته... لقد كانت أحزابنا رحمها الله مدارس حقيقية لتكوين و تأهيل و تأطير الجماهير كي تكون صاحبة رأي و صاحبة فكر و لها إيمان بالمبادئ و قناعة راسخة نحو الأفضل صاحبة نظرة للمستقبل ، وفق مشروع مجتمعي حقيقي ، فأصبحت مدارس تفرخ الانتهازيين و أصحاب المصالح التي هي الاخرى إن تمكنت من مصلحة دافعت عنها من خلال تمسكها بها ولول أدى بها المطاف إلى خلق شبكات وحركات لمقاومة أي تحول أو تغيير ، و هذه سرعة أخرى إلى الوراء . و بالأمس القريب كان للنخب عندنا دور سياسي كبير و المشروع المجتمعي، و تساهم بشكل فاعل في التاريخ السياسي بلدنا ... نحن بحاجة إلى نخب جديدة أكثر حداثة و تنظر إلى المستقبل نظرة المتفائل و تصنع من لحظتها منطلقا يتبنى الاستفادة من التراكم لخلق النوع من خلال الانخراط الوظيفي فعليا في صنع اللحظة التاريخية الجديدة التي تشكل الرهان الأساسي ارتباطا بالمكون البشري كأساس و أولوية نحو الأفضل !!.
تتحول الامور اليوم بسرعة البرق، و تتغير الاحوال و حتى العقليات و السياسات بفعل المؤثرات الداخلية و الخارجية، و بفعل مجموع العوامل التي تتخذ انطلاقا من مواقع جغرافية و حضارية شكلا تطوريا يؤدي في نهاية المطاف إلى تحول جذري يمس الفكر، كما يمس العلاقات و السلوكات و الممارسات اليومية، مادام التطور يسير عبر خطوط منحنية وقفزات من الكم إلى النوع، و النظرة إلى العالم كنظام في التفاعلات المتغيرة باستمرار ، نبقى معه "نحن" و نحن متغيرين في نفس الوقت . و مع كل ما يشهده العالم اليوم من تحولات خلخلت الساكن و زلزلت التوابث، و دفعت بالعديد من الأنظمة إلى إعادة مراجعة و ترتيب أوراقها التي تبعثرت بفعل ثورات شعبية هنا و هناك و كأن التاريخ يعيد نفسه بشكل مغاير أكثر سرعة و أكثر تطورا و بتسميات متعددة و أشكال لها فعلها في اليوم كما في الحياة عامة. هل استوعبنا الدرس و فهمنا الحدث و تصالحنا مع ذاتنا و خلقنا مسافة بيننا و كل السلوكات و الممارسات التي تشل الحركة الفاعلة و تجعلنا لا نعي من أمسنا و غدنا شيئا. و نعيش راهننا و كأننا غير معنيين ؟ ما الذي حدث عندنا، و ما الذي يمكن أن يحدث ، و هل يمكن أن يحدث أي شيء؟ يتضح من خلال قراءتنا للأحداث ، و من خلال فهمنا المتواضع لراهن التحولات في العالم ، أننا بالفعل لازلنا قابعين ، في أماكننا إن لم نقل ساكنين سكون القبور ، رغم الصيحات و الاحتجاجات و الحركات هنا و هناك، و حتى و إن تجاوزنا هذا السكون /الجمود فسرعتنا سرعات . العقليات التي يمكن أن نعول عليها مازالت متشبثة بالماضي لا تبرحه رغم أنها تدعي الحداثة ، لا تفكر إلا في مقاومة أي إصلاح يمكن أن يمس كياننا و يؤدي إلى قفزنا الايجابي نحو الأفضل ، و هذه العقليات قد تلعب دورها في الكواليس من خلال خلق الحركات و الدفع بها إلى الاحتجاج و التظاهر في الشوارع بحجة الدفاع عن التغيير و الدمقرطة و حقوق الانسان ، و هي في الواقع لا تمتلك الرؤية الحداثية الحقيقية للمستقبل و لا تريد أن تتخلى عن مصالحها التي حصلت عليها في لحظة تاريخية ما، و كانت دوما في مقاومة أي تغير ، هذه العقليات يمكن أن نقول عنها هي جزء من نخبتنا السياسية، فلا غرابة أن يلتقي اليساري الجدري و الظلامي السلفي، في خندق واحد، و هذه سرعة إلى الوراء و ليس إلى الامام. الأحزاب السياسية عندنا و التي تبعثرت منذ زمن لم يعد لها أي دور في تأطير و تأهيل الجماهير كي تقوم بدورها الحقيقي، و أصبحت بفعل تجاوز التطور لها عبارة عن دكاكين انتخابية لا تلملم شتاتها و تخرج إلى الوجود إلا لحظة الاستحقاقات و كأنها وجدت أصلا من أجل ذلك. فتخلت عن مشاريعها المجتمعية و أصبح نضالها الذي كان فاعلا، نضالا من أجل الحصول على مقاعد وثيرة و التظاهر بأنها ذات مصداقية و ذات تاريخ، ولو أدى بها ذلك إلى البحث عن "الفنادقية" و "أصحاب الشكارات" كي يمثلونها في مجموع المؤسسات و تقول أنها تمثلك او تمثل الأغلبية و هي في الواقع لا تمثل إلا نفسها و تساهم في عرقلة التحول و التغيير أو فرملته... لقد كانت أحزابنا رحمها الله مدارس حقيقية لتكوين و تأهيل و تأطير الجماهير كي تكون صاحبة رأي و صاحبة فكر و لها إيمان بالمبادئ و قناعة راسخة نحو الأفضل صاحبة نظرة للمستقبل ، وفق مشروع مجتمعي حقيقي ، فأصبحت مدارس تفرخ الانتهازيين و أصحاب المصالح التي هي الاخرى إن تمكنت من مصلحة دافعت عنها من خلال تمسكها بها ولول أدى بها المطاف إلى خلق شبكات وحركات لمقاومة أي تحول أو تغيير ، و هذه سرعة أخرى إلى الوراء . و بالأمس القريب كان للنخب عندنا دور سياسي كبير و المشروع المجتمعي، و تساهم بشكل فاعل في التاريخ السياسي بلدنا ... نحن بحاجة إلى نخب جديدة أكثر حداثة و تنظر إلى المستقبل نظرة المتفائل و تصنع من لحظتها منطلقا يتبنى الاستفادة من التراكم لخلق النوع من خلال الانخراط الوظيفي فعليا في صنع اللحظة التاريخية الجديدة التي تشكل الرهان الأساسي ارتباطا بالمكون البشري كأساس و أولوية نحو الأفضل !!.