التعليقات مغلقة لهذا المنشور
ساحة
لعبة خطرة: بنكيران والملكية في المغرب
نشر في: 5 يناير 2014
قلناها مراراً، وحذرنا منها مراراً، التّساهل مع الأسلوب الشّعبوي الذي ينتهجه رئيس الوزراء الإخواني المغربي عبد الإله بنكيران في دفاعه عن الملكية واختبائه خلفها لكي يواري عجزه ويخفي إخفاقه، أسلوب لا ينفع الملكية بأي حال من الأحوال، وإنما يضرّها من حيث يحتسب أو لا يحتسب.
نعم، لقد مكّنه أسلوبه الإسلامو- مخزني الذي يتقنه من النّأي بنفسه وبحزبه وبسائر الإسلاميين عن الغضب الشعبي، بعد أن اتّخذ قرارات أَضرّت بنحو غير مسبوق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأجهزت على الكثير من المكتسبات الاجتماعية. لكن ليس هذا بسبب أي مهارات خارقة؛ إنّ الرّجل استعمل في المقابل أسلوباً ماكراً استلهمه من صميم “المكر السياسوي المغربي” الذي أتقنه وبزّ فيه الجميع : لقد نجح في تسويق نفسه باعتباره الرّجل الأكثر قدرة على تجسيد الإرادة الملكية “الطيبة”، ما أثار عليه حفيظة من يسميهم بـ”التماسيح والعفاريت” والمحيطين بالملك (أمير المؤمنين) والذين يتآمرون على حكومته “الفاضلة” ويزرعون الشوك في طريقها.
في المقابل، نجح بنكيران أيضاً في مراوغة الجميع حين نأى بحزبه (حزب العدالة والتنمية) عن أي اصطدام أو مجرّد خصام مع الحزب الإسلاموي الأكثر شعبية في المغرب (العدل والإحسان)، وبذلك أمّن للإسلامويين تساكناً هو أقرب إلى توزيع الأدوار منه إلى أي شيء آخر.
وإن كانت المقارنة أدناه مبرّرة ومكرّرة أيضاً، فإننا بمعاودة المقارنة بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي اليسارية (فيما سمي بحكومة التناوب 1998) وحكومة عبد الإله بنكيران الإخوانية الحالية، نلاحظ أن عبد الرحمان اليوسفي قد أسدى للملكية المغربية خدمة جليلة في لحظة كان المغرب خلالها يوشك على “السكتة القلبية” وفق توصيف دقيق للملك الرّاحل الحسن الثاني، وكان العرش وقتها يحتاج إلى انتقال سلس. كانت التّجربة ثمرة تعاهد تاريخي بين رجلين اصطدما بشراسة، ثم توافقاً في لحظة فارقة ثم تعكر الصفو بعدها، والحكاية معروفة. ومقابل ما قدمه عبد الرحمان اليوسفي من نفع للملكية فإنه لم ينفع حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بأي شيء، بل أضعفه من حيث لم يحتسب، وكان الثمن مكلفاً. وفي كل الأحوال ثمة معطى لا يجب نسيانه، خلاف الحكومة الحالية فقد كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي (والتي لم تكن تسمي نفسها بحكومة صاحب الجلالة) هدفاً “سهلا” لقيام الإسلامويين بتجييش الشارع مرددين أن العلمانيين قد وسوسوا للملك، وكلنا نذكر الشعار الذي كان يرفعه أتباع العدالة والتنمية: لا إله إلا الله اليوسفي عدوّ الله.
غير أن الذي فعله عبد الإله بنكيران هو العكس تماماً: إنه يحافظ على حزبه (العدالة والتنمية) ويحافظ على الحزب الإسلاموي الأكثر قوة وشعبية (العدل والإحسان) كبديل استراتيجي، ومقابل ذلك فإنه يحدث ضررا بليغا في صورة الملكية حين يختبئ خلفها لكي يتفادى انتقادات الشارع. وفعلا فقد استطاع هذا الرجل الذي لم يحمله الكثيرون على محمل الجد أن يحشر الجميع في الزّاوية.
والآن، لعل المغاربة صابرين على أذى حكومة عبد الإله بنكيران كما لم يصبروا على أي حكومة سابقة، لا يحتجون كما ينبغي أو ليس بعد، غير أن المعضلة الكبرى أنهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتصورون أنّ الملك هو الكل في الكل، سواء في السرّاء أحياناً أو في الضرّاء كثيراً. إنها لعبة قد تستهوي الكثيرين لخلفيات مختلفة، لكنها لعبة خطرة بكل المقاييس.
نعم، لقد مكّنه أسلوبه الإسلامو- مخزني الذي يتقنه من النّأي بنفسه وبحزبه وبسائر الإسلاميين عن الغضب الشعبي، بعد أن اتّخذ قرارات أَضرّت بنحو غير مسبوق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأجهزت على الكثير من المكتسبات الاجتماعية. لكن ليس هذا بسبب أي مهارات خارقة؛ إنّ الرّجل استعمل في المقابل أسلوباً ماكراً استلهمه من صميم “المكر السياسوي المغربي” الذي أتقنه وبزّ فيه الجميع : لقد نجح في تسويق نفسه باعتباره الرّجل الأكثر قدرة على تجسيد الإرادة الملكية “الطيبة”، ما أثار عليه حفيظة من يسميهم بـ”التماسيح والعفاريت” والمحيطين بالملك (أمير المؤمنين) والذين يتآمرون على حكومته “الفاضلة” ويزرعون الشوك في طريقها.
في المقابل، نجح بنكيران أيضاً في مراوغة الجميع حين نأى بحزبه (حزب العدالة والتنمية) عن أي اصطدام أو مجرّد خصام مع الحزب الإسلاموي الأكثر شعبية في المغرب (العدل والإحسان)، وبذلك أمّن للإسلامويين تساكناً هو أقرب إلى توزيع الأدوار منه إلى أي شيء آخر.
وإن كانت المقارنة أدناه مبرّرة ومكرّرة أيضاً، فإننا بمعاودة المقارنة بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي اليسارية (فيما سمي بحكومة التناوب 1998) وحكومة عبد الإله بنكيران الإخوانية الحالية، نلاحظ أن عبد الرحمان اليوسفي قد أسدى للملكية المغربية خدمة جليلة في لحظة كان المغرب خلالها يوشك على “السكتة القلبية” وفق توصيف دقيق للملك الرّاحل الحسن الثاني، وكان العرش وقتها يحتاج إلى انتقال سلس. كانت التّجربة ثمرة تعاهد تاريخي بين رجلين اصطدما بشراسة، ثم توافقاً في لحظة فارقة ثم تعكر الصفو بعدها، والحكاية معروفة. ومقابل ما قدمه عبد الرحمان اليوسفي من نفع للملكية فإنه لم ينفع حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بأي شيء، بل أضعفه من حيث لم يحتسب، وكان الثمن مكلفاً. وفي كل الأحوال ثمة معطى لا يجب نسيانه، خلاف الحكومة الحالية فقد كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي (والتي لم تكن تسمي نفسها بحكومة صاحب الجلالة) هدفاً “سهلا” لقيام الإسلامويين بتجييش الشارع مرددين أن العلمانيين قد وسوسوا للملك، وكلنا نذكر الشعار الذي كان يرفعه أتباع العدالة والتنمية: لا إله إلا الله اليوسفي عدوّ الله.
غير أن الذي فعله عبد الإله بنكيران هو العكس تماماً: إنه يحافظ على حزبه (العدالة والتنمية) ويحافظ على الحزب الإسلاموي الأكثر قوة وشعبية (العدل والإحسان) كبديل استراتيجي، ومقابل ذلك فإنه يحدث ضررا بليغا في صورة الملكية حين يختبئ خلفها لكي يتفادى انتقادات الشارع. وفعلا فقد استطاع هذا الرجل الذي لم يحمله الكثيرون على محمل الجد أن يحشر الجميع في الزّاوية.
والآن، لعل المغاربة صابرين على أذى حكومة عبد الإله بنكيران كما لم يصبروا على أي حكومة سابقة، لا يحتجون كما ينبغي أو ليس بعد، غير أن المعضلة الكبرى أنهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتصورون أنّ الملك هو الكل في الكل، سواء في السرّاء أحياناً أو في الضرّاء كثيراً. إنها لعبة قد تستهوي الكثيرين لخلفيات مختلفة، لكنها لعبة خطرة بكل المقاييس.
قلناها مراراً، وحذرنا منها مراراً، التّساهل مع الأسلوب الشّعبوي الذي ينتهجه رئيس الوزراء الإخواني المغربي عبد الإله بنكيران في دفاعه عن الملكية واختبائه خلفها لكي يواري عجزه ويخفي إخفاقه، أسلوب لا ينفع الملكية بأي حال من الأحوال، وإنما يضرّها من حيث يحتسب أو لا يحتسب.
نعم، لقد مكّنه أسلوبه الإسلامو- مخزني الذي يتقنه من النّأي بنفسه وبحزبه وبسائر الإسلاميين عن الغضب الشعبي، بعد أن اتّخذ قرارات أَضرّت بنحو غير مسبوق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأجهزت على الكثير من المكتسبات الاجتماعية. لكن ليس هذا بسبب أي مهارات خارقة؛ إنّ الرّجل استعمل في المقابل أسلوباً ماكراً استلهمه من صميم “المكر السياسوي المغربي” الذي أتقنه وبزّ فيه الجميع : لقد نجح في تسويق نفسه باعتباره الرّجل الأكثر قدرة على تجسيد الإرادة الملكية “الطيبة”، ما أثار عليه حفيظة من يسميهم بـ”التماسيح والعفاريت” والمحيطين بالملك (أمير المؤمنين) والذين يتآمرون على حكومته “الفاضلة” ويزرعون الشوك في طريقها.
في المقابل، نجح بنكيران أيضاً في مراوغة الجميع حين نأى بحزبه (حزب العدالة والتنمية) عن أي اصطدام أو مجرّد خصام مع الحزب الإسلاموي الأكثر شعبية في المغرب (العدل والإحسان)، وبذلك أمّن للإسلامويين تساكناً هو أقرب إلى توزيع الأدوار منه إلى أي شيء آخر.
وإن كانت المقارنة أدناه مبرّرة ومكرّرة أيضاً، فإننا بمعاودة المقارنة بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي اليسارية (فيما سمي بحكومة التناوب 1998) وحكومة عبد الإله بنكيران الإخوانية الحالية، نلاحظ أن عبد الرحمان اليوسفي قد أسدى للملكية المغربية خدمة جليلة في لحظة كان المغرب خلالها يوشك على “السكتة القلبية” وفق توصيف دقيق للملك الرّاحل الحسن الثاني، وكان العرش وقتها يحتاج إلى انتقال سلس. كانت التّجربة ثمرة تعاهد تاريخي بين رجلين اصطدما بشراسة، ثم توافقاً في لحظة فارقة ثم تعكر الصفو بعدها، والحكاية معروفة. ومقابل ما قدمه عبد الرحمان اليوسفي من نفع للملكية فإنه لم ينفع حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بأي شيء، بل أضعفه من حيث لم يحتسب، وكان الثمن مكلفاً. وفي كل الأحوال ثمة معطى لا يجب نسيانه، خلاف الحكومة الحالية فقد كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي (والتي لم تكن تسمي نفسها بحكومة صاحب الجلالة) هدفاً “سهلا” لقيام الإسلامويين بتجييش الشارع مرددين أن العلمانيين قد وسوسوا للملك، وكلنا نذكر الشعار الذي كان يرفعه أتباع العدالة والتنمية: لا إله إلا الله اليوسفي عدوّ الله.
غير أن الذي فعله عبد الإله بنكيران هو العكس تماماً: إنه يحافظ على حزبه (العدالة والتنمية) ويحافظ على الحزب الإسلاموي الأكثر قوة وشعبية (العدل والإحسان) كبديل استراتيجي، ومقابل ذلك فإنه يحدث ضررا بليغا في صورة الملكية حين يختبئ خلفها لكي يتفادى انتقادات الشارع. وفعلا فقد استطاع هذا الرجل الذي لم يحمله الكثيرون على محمل الجد أن يحشر الجميع في الزّاوية.
والآن، لعل المغاربة صابرين على أذى حكومة عبد الإله بنكيران كما لم يصبروا على أي حكومة سابقة، لا يحتجون كما ينبغي أو ليس بعد، غير أن المعضلة الكبرى أنهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتصورون أنّ الملك هو الكل في الكل، سواء في السرّاء أحياناً أو في الضرّاء كثيراً. إنها لعبة قد تستهوي الكثيرين لخلفيات مختلفة، لكنها لعبة خطرة بكل المقاييس.
نعم، لقد مكّنه أسلوبه الإسلامو- مخزني الذي يتقنه من النّأي بنفسه وبحزبه وبسائر الإسلاميين عن الغضب الشعبي، بعد أن اتّخذ قرارات أَضرّت بنحو غير مسبوق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأجهزت على الكثير من المكتسبات الاجتماعية. لكن ليس هذا بسبب أي مهارات خارقة؛ إنّ الرّجل استعمل في المقابل أسلوباً ماكراً استلهمه من صميم “المكر السياسوي المغربي” الذي أتقنه وبزّ فيه الجميع : لقد نجح في تسويق نفسه باعتباره الرّجل الأكثر قدرة على تجسيد الإرادة الملكية “الطيبة”، ما أثار عليه حفيظة من يسميهم بـ”التماسيح والعفاريت” والمحيطين بالملك (أمير المؤمنين) والذين يتآمرون على حكومته “الفاضلة” ويزرعون الشوك في طريقها.
في المقابل، نجح بنكيران أيضاً في مراوغة الجميع حين نأى بحزبه (حزب العدالة والتنمية) عن أي اصطدام أو مجرّد خصام مع الحزب الإسلاموي الأكثر شعبية في المغرب (العدل والإحسان)، وبذلك أمّن للإسلامويين تساكناً هو أقرب إلى توزيع الأدوار منه إلى أي شيء آخر.
وإن كانت المقارنة أدناه مبرّرة ومكرّرة أيضاً، فإننا بمعاودة المقارنة بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي اليسارية (فيما سمي بحكومة التناوب 1998) وحكومة عبد الإله بنكيران الإخوانية الحالية، نلاحظ أن عبد الرحمان اليوسفي قد أسدى للملكية المغربية خدمة جليلة في لحظة كان المغرب خلالها يوشك على “السكتة القلبية” وفق توصيف دقيق للملك الرّاحل الحسن الثاني، وكان العرش وقتها يحتاج إلى انتقال سلس. كانت التّجربة ثمرة تعاهد تاريخي بين رجلين اصطدما بشراسة، ثم توافقاً في لحظة فارقة ثم تعكر الصفو بعدها، والحكاية معروفة. ومقابل ما قدمه عبد الرحمان اليوسفي من نفع للملكية فإنه لم ينفع حزبه (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بأي شيء، بل أضعفه من حيث لم يحتسب، وكان الثمن مكلفاً. وفي كل الأحوال ثمة معطى لا يجب نسيانه، خلاف الحكومة الحالية فقد كانت حكومة عبد الرحمان اليوسفي (والتي لم تكن تسمي نفسها بحكومة صاحب الجلالة) هدفاً “سهلا” لقيام الإسلامويين بتجييش الشارع مرددين أن العلمانيين قد وسوسوا للملك، وكلنا نذكر الشعار الذي كان يرفعه أتباع العدالة والتنمية: لا إله إلا الله اليوسفي عدوّ الله.
غير أن الذي فعله عبد الإله بنكيران هو العكس تماماً: إنه يحافظ على حزبه (العدالة والتنمية) ويحافظ على الحزب الإسلاموي الأكثر قوة وشعبية (العدل والإحسان) كبديل استراتيجي، ومقابل ذلك فإنه يحدث ضررا بليغا في صورة الملكية حين يختبئ خلفها لكي يتفادى انتقادات الشارع. وفعلا فقد استطاع هذا الرجل الذي لم يحمله الكثيرون على محمل الجد أن يحشر الجميع في الزّاوية.
والآن، لعل المغاربة صابرين على أذى حكومة عبد الإله بنكيران كما لم يصبروا على أي حكومة سابقة، لا يحتجون كما ينبغي أو ليس بعد، غير أن المعضلة الكبرى أنهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتصورون أنّ الملك هو الكل في الكل، سواء في السرّاء أحياناً أو في الضرّاء كثيراً. إنها لعبة قد تستهوي الكثيرين لخلفيات مختلفة، لكنها لعبة خطرة بكل المقاييس.
ملصقات
اقرأ أيضاً
ادريس الاندلسي يكتب لـ”كشـ24″: ميناء ” الخزيرات” ومعركة منافسة طنجة المتوسط
ساحة
ساحة
نهضة بركان يفك ارتباطه بالمدرب أمين الكرمة
ساحة
ساحة
جعفر الكنسوسي يكتب.. المدينة العتيقة، ميراث من الماضي وكنز للمستقبل
ساحة
ساحة
المحطة الطرقية العزوزية.. مآل الإفتتاح ضائع بين حماس المتفائلين و أسئلة المتشائمين
ساحة
ساحة
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتوج أفضل رياضيي سنة 2023
ساحة
ساحة
في اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. يدير اكيندي يكتب عن الاجتهادات القضائيّة بالمغرب
ساحة
ساحة
الدكتور حمضي يكشف تفاصيل عن الدواء الجديد لعلاج السمنة
ساحة
ساحة