ساحة

لحسن حداد يكتب عن الحاجة لقراءة مشتركة للتاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا


كشـ24 نشر في: 29 ديسمبر 2021

لحسن حداد برلماني ووزير مغربي سابقيقرأ المغاربة، ومعهم المسلمون قاطبة، سقوط غرناطة في الثاني من يناير (كانون الثاني) 1492 في أيدي القوات المشتركة لمملكتي أراغون وقشتالة على أنه نهاية وجود عَمَّر 8 قرون، عرف فترات مشرقة من التحضر والتقدم، بينما يقرأها الإسبان على أنها قمة الانتصار بعد قرون من المحاولات لاسترجاع الأندلس إلى حظيرة الكنيسة الكاثوليكية وتحريرها من قبضة «(الموروس) ذوي الأخلاق والنوايا المُريبة».من جانب آخر، ينظر المغاربة إلى محاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود في القرن السادس عشر (تحديداً، بدأت رسمياً في 1478 ولم تنتهِ إلا في 1834) على أنها تترجم رغبة جنونية في الانتقام والتطهير العرقي ومحاولة محو آثار المسلمين في إسبانيا، بينما يراها الإسبان على أنها تترجم نوعاً من الحماس والتطرف الديني، وكانت تستهدف ما تراه الكنيسة على أنه هرطقة، ولم تكن أبداً تستهدف فقط المسلمين واليهود.3 قرون بعد ذلك، شنّ الإسبان حرباً على مدينة تطوان سنة 1860، يقرأها الإسبان على أنها كانت تهدف إلى ردع هجمات القوات المغربية على مدينتي سبتة ومليلية، بينما يرى فيها المغاربة استمراراً لأطماع استعمارية إسبانية ستصل أوجها حين احتلت إسبانيا الصحراء المغربية عام 1888 والشمال المغربي (ما عدا طنجة) في 1912.«حرب الريف» لم تسلم كذلك من القراءات المتضاربة للطرفين. يرى فيها المغاربة ملحمة من ملاحم النضال ضد الاستعمار، بينما يقرأها الإسبان على أنها انتفاضة مارقة من طرف أمازيغ، «يسكنون الجبال ويتصرفون بطريقة وحشية».صعود الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وانتصاره على الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) لم يُسْتَثْنَ كذلك من التفسيرات والتأويلات التي تنضاف إلى الأحكام الجاهزة حول الآخر. يرى الإسبان في وجود متطوعين مغاربة، جنَّدهم الجنرال فرانكو من مناطق الشمال المغربي، أنها محاولة مغربية لضرب الديمقراطية الصاعدة في إسبانيا، بينما يقول المغاربة إن المغرب كان آنذاك مستعمَرة فرنسية وإسبانية، وكان دور الملك، وممثله في المنطقة الخاضعة للحكم الإسباني، صورياً ولم تكن له القدرة تماماً للتحكم في عملية التجنيد التي قام بها فرانكو في الشمال، ولا التي قامت بها فرنسا في مناطق الوسط خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الهند الصينية.ما زاد الطين بلة هو المسيرة الخضراء، التي استرجع من خلالها المغرب صحراءه في 1975، وقراءة الإسبان لها على أنها إذلال لبلدهم، في وقت كان فيه فرانكو يحتضر، وبوادر الفراغ الدستوري بدأت تلوح في الأفق، بينما يراه المغاربة على أنه تفاعل مع قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1975، الذي يقول إن الصحراء المغربية لم تكن «أرضاً خلاء» حين استعمرها الإسبان عام 1888، وإن روابط البيعة كانت تجمع بين القبائل الصحراوية والملوك المغاربة على مرّ القرون.من وجهة نظر الإسبان، فإن المسيرة الخضراء، واسترجاع الصحراء، وأحداث جزيرة ليلى (2002)، وإصدار قانون من طرف المغرب يحدد بموجبه مياهه الإقليمية سنة 2019، وقراره وضع حد لأنشطة تهريب البضائع من سبتة ومليلية بإغلاقه للحدود مع المدينتين المحتلتين، والأزمة التي وقعت على إثر السماح لإبراهيم غالي (الذي يقود الحركة الانفصالية) الدخول لإسبانيا بهوية مزورة، وما تبعتها من محاولات للهجرة الجماعية إلى سبتة في مايو (أيار) 2021، والحضور المتزايد للمغاربة في إسبانيا، كلها أحداث ووقائع ليست من وجهة نظر الإسبان سوى عملية متأنية لتنفيذ خطة توسعية على المدى الطويل، تهدف إلى إعادة بناء المغرب الكبير الممتد من موريتانيا جنوباً إلى الأندلس شمالاً، مروراً بالصحراء المغربية والصحراء الشرقية غرب الجزائر.من جهته، ينظر المغرب إلى تنصُّل إسبانيا من التزاماتها بشأن اتفاقية مدريد، 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، التي استرجع بموجبها المغرب سيادته على الصحراء، وتماديها في تجاهل كون الصحراء هي قضية حياة أو موت بالنسبة للمغاربة، ومساندتها الشعبية والحزبية والإعلامية لجبهة البوليساريو الانفصالية، وتلكؤها في فتح نقاش حول سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، واعتبارها انفلاتات الهجرة غير النظامية ابتزازاً مغربياً لإسبانيا، وقلقها من تحديد المغرب لحدوده البحرية، ونظرتها المشكِّكة في جهود المغرب لتحديث ترسانته الدفاعية، واعتبارها أن «الخطر والشرّ كله يأتيها من الجار الجنوبي»، ينظر المغرب إلى كل هذا على أنه محاولة حثيثة من طرف إسبانيا لإضعاف المغرب، وتحجيم دوره وكبح جماح اطلاعه إلى تحقيق أهدافه الجيوستراتيجية والحيوية شمالاً وغرباً وجنوباً.كل هذا يعني أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تغلب عليها التفسيرات المتضاربة والمتناقضة. لكل سَرْدُه وحَكيُه، وهما حَكيان متضادان، لأن الأفكار الجاهزة والآراء القارة حول الآخر مترسخة لدى الطرفين منذ القرون الوسطى. وتبقى المفارقة هي أن العلاقات التجارية والاقتصادية أصبحت متطورة بشكل كبير، والعلاقات الاجتماعية والثقافية عميقة بين الشعبين، لكن الحوار السياسي يبقى عقيماً وتغلب عليه النظرة الضيقة للمصالح والحسابات التكتيكية، داخلية كانت أو خارجية.لهذا، يجب العمل على إعادة قراءة التاريخ المشترك قراءة موضوعية وأكاديمية بعيداً عن الأفكار الجاهزة ومحاسبة النوايا. وهذا يتطلب علماء تاريخ لهم من الخبرة والتجربة والتجرد للتقعيد لآليات فهم دلالة إعادة الغزو المسيحي لإسبانيا، وكذلك عملية التهجير الجماعي، ودور محاكم التفتيش، وفهم الماضي الكولونيالي لإسبانيا فهماً نقدياً وعلاقته بحرب الريف ومآسيها وقضية الصحراء وسبتة ومليلية، وإلقاء الضوء على دور المغرب والمغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، وكذا القيام بتشريح نقدي لفترة خروج إسبانيا من شمال المغرب، وبعدها من طرفاية، ثم سيدي إفني، ثم الصحراء، وعلاقتها مع نهاية حكم فرانكو، ومدى صحة استغلال المغرب لمرض فرانكو لفرض الأمر الواقع على إسبانيا.إعادة قراءة التاريخ لا تعني تحديد من كان مخطئاً، ومن كان على صواب، ولكن وضع الآليات لفهم مشترك لوقائع حقيقية موثقة، ومتأكد حدوثها عبر كتابة تاريخية متأنية ومجردة. وهذه القراءة لا تعني السكوت عن مآسي الماضي، ولا إيجاد الأعذار والتبريرات لها. ما يهم هو سبر أغوار التاريخ للتصالح معه بمآسيه وأحزانه وأحداثه المفجعة ووضع الأسس لتعامل معقد ونقدي (بالمعنى الفلسفي لإدغار موران ودانييل إنيراريتي) مع مخلفاته وآثاره. على الطرفين، القيام بتفكيك فلسفي وتاريخاني ومفهوماتي للأفكار الجاهزة والنظرات القارة والقوالب اللغوية والبروتوكولات البلاغية لكل طرف حول الآخر، من أجل خلق فضاء رحب للنقاش النقدي حول المشترك، حول الماضي بمآسيه، والحاضر بتحدياته، والمستقبل بآماله ووعوده.

لحسن حداد برلماني ووزير مغربي سابقيقرأ المغاربة، ومعهم المسلمون قاطبة، سقوط غرناطة في الثاني من يناير (كانون الثاني) 1492 في أيدي القوات المشتركة لمملكتي أراغون وقشتالة على أنه نهاية وجود عَمَّر 8 قرون، عرف فترات مشرقة من التحضر والتقدم، بينما يقرأها الإسبان على أنها قمة الانتصار بعد قرون من المحاولات لاسترجاع الأندلس إلى حظيرة الكنيسة الكاثوليكية وتحريرها من قبضة «(الموروس) ذوي الأخلاق والنوايا المُريبة».من جانب آخر، ينظر المغاربة إلى محاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود في القرن السادس عشر (تحديداً، بدأت رسمياً في 1478 ولم تنتهِ إلا في 1834) على أنها تترجم رغبة جنونية في الانتقام والتطهير العرقي ومحاولة محو آثار المسلمين في إسبانيا، بينما يراها الإسبان على أنها تترجم نوعاً من الحماس والتطرف الديني، وكانت تستهدف ما تراه الكنيسة على أنه هرطقة، ولم تكن أبداً تستهدف فقط المسلمين واليهود.3 قرون بعد ذلك، شنّ الإسبان حرباً على مدينة تطوان سنة 1860، يقرأها الإسبان على أنها كانت تهدف إلى ردع هجمات القوات المغربية على مدينتي سبتة ومليلية، بينما يرى فيها المغاربة استمراراً لأطماع استعمارية إسبانية ستصل أوجها حين احتلت إسبانيا الصحراء المغربية عام 1888 والشمال المغربي (ما عدا طنجة) في 1912.«حرب الريف» لم تسلم كذلك من القراءات المتضاربة للطرفين. يرى فيها المغاربة ملحمة من ملاحم النضال ضد الاستعمار، بينما يقرأها الإسبان على أنها انتفاضة مارقة من طرف أمازيغ، «يسكنون الجبال ويتصرفون بطريقة وحشية».صعود الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وانتصاره على الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) لم يُسْتَثْنَ كذلك من التفسيرات والتأويلات التي تنضاف إلى الأحكام الجاهزة حول الآخر. يرى الإسبان في وجود متطوعين مغاربة، جنَّدهم الجنرال فرانكو من مناطق الشمال المغربي، أنها محاولة مغربية لضرب الديمقراطية الصاعدة في إسبانيا، بينما يقول المغاربة إن المغرب كان آنذاك مستعمَرة فرنسية وإسبانية، وكان دور الملك، وممثله في المنطقة الخاضعة للحكم الإسباني، صورياً ولم تكن له القدرة تماماً للتحكم في عملية التجنيد التي قام بها فرانكو في الشمال، ولا التي قامت بها فرنسا في مناطق الوسط خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الهند الصينية.ما زاد الطين بلة هو المسيرة الخضراء، التي استرجع من خلالها المغرب صحراءه في 1975، وقراءة الإسبان لها على أنها إذلال لبلدهم، في وقت كان فيه فرانكو يحتضر، وبوادر الفراغ الدستوري بدأت تلوح في الأفق، بينما يراه المغاربة على أنه تفاعل مع قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1975، الذي يقول إن الصحراء المغربية لم تكن «أرضاً خلاء» حين استعمرها الإسبان عام 1888، وإن روابط البيعة كانت تجمع بين القبائل الصحراوية والملوك المغاربة على مرّ القرون.من وجهة نظر الإسبان، فإن المسيرة الخضراء، واسترجاع الصحراء، وأحداث جزيرة ليلى (2002)، وإصدار قانون من طرف المغرب يحدد بموجبه مياهه الإقليمية سنة 2019، وقراره وضع حد لأنشطة تهريب البضائع من سبتة ومليلية بإغلاقه للحدود مع المدينتين المحتلتين، والأزمة التي وقعت على إثر السماح لإبراهيم غالي (الذي يقود الحركة الانفصالية) الدخول لإسبانيا بهوية مزورة، وما تبعتها من محاولات للهجرة الجماعية إلى سبتة في مايو (أيار) 2021، والحضور المتزايد للمغاربة في إسبانيا، كلها أحداث ووقائع ليست من وجهة نظر الإسبان سوى عملية متأنية لتنفيذ خطة توسعية على المدى الطويل، تهدف إلى إعادة بناء المغرب الكبير الممتد من موريتانيا جنوباً إلى الأندلس شمالاً، مروراً بالصحراء المغربية والصحراء الشرقية غرب الجزائر.من جهته، ينظر المغرب إلى تنصُّل إسبانيا من التزاماتها بشأن اتفاقية مدريد، 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، التي استرجع بموجبها المغرب سيادته على الصحراء، وتماديها في تجاهل كون الصحراء هي قضية حياة أو موت بالنسبة للمغاربة، ومساندتها الشعبية والحزبية والإعلامية لجبهة البوليساريو الانفصالية، وتلكؤها في فتح نقاش حول سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، واعتبارها انفلاتات الهجرة غير النظامية ابتزازاً مغربياً لإسبانيا، وقلقها من تحديد المغرب لحدوده البحرية، ونظرتها المشكِّكة في جهود المغرب لتحديث ترسانته الدفاعية، واعتبارها أن «الخطر والشرّ كله يأتيها من الجار الجنوبي»، ينظر المغرب إلى كل هذا على أنه محاولة حثيثة من طرف إسبانيا لإضعاف المغرب، وتحجيم دوره وكبح جماح اطلاعه إلى تحقيق أهدافه الجيوستراتيجية والحيوية شمالاً وغرباً وجنوباً.كل هذا يعني أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تغلب عليها التفسيرات المتضاربة والمتناقضة. لكل سَرْدُه وحَكيُه، وهما حَكيان متضادان، لأن الأفكار الجاهزة والآراء القارة حول الآخر مترسخة لدى الطرفين منذ القرون الوسطى. وتبقى المفارقة هي أن العلاقات التجارية والاقتصادية أصبحت متطورة بشكل كبير، والعلاقات الاجتماعية والثقافية عميقة بين الشعبين، لكن الحوار السياسي يبقى عقيماً وتغلب عليه النظرة الضيقة للمصالح والحسابات التكتيكية، داخلية كانت أو خارجية.لهذا، يجب العمل على إعادة قراءة التاريخ المشترك قراءة موضوعية وأكاديمية بعيداً عن الأفكار الجاهزة ومحاسبة النوايا. وهذا يتطلب علماء تاريخ لهم من الخبرة والتجربة والتجرد للتقعيد لآليات فهم دلالة إعادة الغزو المسيحي لإسبانيا، وكذلك عملية التهجير الجماعي، ودور محاكم التفتيش، وفهم الماضي الكولونيالي لإسبانيا فهماً نقدياً وعلاقته بحرب الريف ومآسيها وقضية الصحراء وسبتة ومليلية، وإلقاء الضوء على دور المغرب والمغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، وكذا القيام بتشريح نقدي لفترة خروج إسبانيا من شمال المغرب، وبعدها من طرفاية، ثم سيدي إفني، ثم الصحراء، وعلاقتها مع نهاية حكم فرانكو، ومدى صحة استغلال المغرب لمرض فرانكو لفرض الأمر الواقع على إسبانيا.إعادة قراءة التاريخ لا تعني تحديد من كان مخطئاً، ومن كان على صواب، ولكن وضع الآليات لفهم مشترك لوقائع حقيقية موثقة، ومتأكد حدوثها عبر كتابة تاريخية متأنية ومجردة. وهذه القراءة لا تعني السكوت عن مآسي الماضي، ولا إيجاد الأعذار والتبريرات لها. ما يهم هو سبر أغوار التاريخ للتصالح معه بمآسيه وأحزانه وأحداثه المفجعة ووضع الأسس لتعامل معقد ونقدي (بالمعنى الفلسفي لإدغار موران ودانييل إنيراريتي) مع مخلفاته وآثاره. على الطرفين، القيام بتفكيك فلسفي وتاريخاني ومفهوماتي للأفكار الجاهزة والنظرات القارة والقوالب اللغوية والبروتوكولات البلاغية لكل طرف حول الآخر، من أجل خلق فضاء رحب للنقاش النقدي حول المشترك، حول الماضي بمآسيه، والحاضر بتحدياته، والمستقبل بآماله ووعوده.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة