ساحة

لحسن حداد يكتب: سيادة المغرب على الصحراء وقرار ترمب التاريخي


كشـ24 نشر في: 18 ديسمبر 2020

نزل الخبر كالبرق عبر ثلاث تغريدات للرئيس دونالد ترمب يوم الخميس الماضي. تقول التغريدة الأولى إن الرئيس ترمب أصدر إعلاناً يعترف فيه بـ«سيادة المغرب على الصحراء الغربية»، ولشرح ذلك يضيف أن فكرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تبقى المقترح الوحيد «الجاد والصادق والواقعي» من أجل الوصول إلى حل يضمن «سلاماً دائماً».قد يتساءل البعض: لماذا استعمل ترمب آلية الإعلان وليس الأمر التنفيذي؟يجيب المحلل السياسي الدكتور سمير بنيس من واشنطن (في حديث خاص مع الكاتب) بأنه حسب لجنة العمليات الحكومية بمجلس النواب فإن «الأوامر التنفيذية والإعلانات هي توجيهات أو إجراءات تصدر عن الرئيس. وحينما يعتمدها الرئيس بناءً على سلطته المستمَدة من الدستور أو النظام الأساسي، قد يكون لها قوة وتأثير القانون». هذا ما يتعلق بالقوة القانونية للقرار.أشادت التغريدة الثانية بكون المغرب وإسرائيل، اللذين يعدهما ترمب «صديقين كبيرين»، وافقا على وضع الأسس لـ«علاقات دبلوماسية» وأنّ هذا يشكل انتصاراً كبيراً للسلام في الشرق الأوسط.إذا كانت إسرائيل حليفاً استراتيجياً فوق العادة للولايات المتحدة، فإن التغريدة الثالثة تشرح لماذا يعد ترمب المغرب بلداً صديقاً وحليفاً: «المغرب اعترف بالولايات المتحدة سنة 1777، ولذلك فمن الطبيعي أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية». ما لم يضفه ترمب أن المغرب كان أول بلد يعترف بالولايات المتحدة في وقت كانت بلداً فتياً يقاوم جيوش دول عظمى مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وهو أمر تعرفه النخبة السياسية في الولايات المتحدة ووتر حساس في علاقات الولايات المتحدة التاريخية مع المغرب. هذا التقعيد التاريخي أعطى للقرار بُعداً يتجاوز الآنيّة والمنهجية «المقايضاتية» التي يعتمدها الرئيس ترمب في هكذا قرارات.الأهم من ذلك هو أن نص البيان الذي أصدره ترمب أكد مصداقية مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، وأن «دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليست حلاً واقعياً، وأن حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد» للخلاف. هذا مُعطى تعرفه الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، ولكن الرئيس ترمب هو الوحيد الذي كانت له الشجاعة الكافية للجهر بالحقيقة التي يُبطِنُها الآخرون. إذ حَسَمَ في مسألة السيادة بالاعتراف الرسمي بسيادة المغرب والإعلان عن «فتح قنصلية في الداخلة بالصحراء لتنمية فرص الاقتصاد والأعمال في المنطقة».من الجانب المغربي، أصدر القصر الملكي بالرباط بيانين في يوم واحد (10 ديسمبر/ كانون الأول 2020) لهما دلالة دقيقة. البيان الأول حول مكالمة الملك محمد السادس مع الرئيس ترمب والذي أكد فيه أن الاعتراف بالسيادة هو ثمرة جهود استمرت لسنوات. العائق الذي كان يَحول دون التعجيل بهذا الأمر هو السيناتور جيم أينهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، والمعروف بمساندته القوية لجبهة البوليساريو.الخلاف الذي طرأ بين السيناتور أينهوف وترمب حول أحد بنود قانون الدفاع حرَّر هذا الأخير للمضي قُدُماً في تنفيذ الاتفاق مع المغرب. هذا ما تأكد في الرد القوي ضد قرار ترمب الذي قام به أينهوف (انظر ماريان لفين، «أينهوف ينتقد بقوة سياسة إدارة ترمب حول الصحراء الغربية»، «بوليتيكو»، 12 ديسمبر 2020).تحدث بيان القصر الملكي عن جهود حثيثة لمدة طويلة ودور جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب ومستشاره، وهو ما يؤكد ما صدر من بُعد عن وجود صراع قوي بين أينهوف، صديق الجزائر، الذي كان ضد الاعتراف، وكوشنر ومجموعة من المساندين.في مقال لباراك رافيد («الجفاء بين ترامب وسيناتور أميركي جعل الاتفاق بين المغرب وإسرائيل ممكناً»، «أكسيوس»، 12 ديسمبر 2020)، تحدث الكاتب عن ثلاث سنوات من الأخذ والرد شارك فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب كوشنر، المبعوث الخاص أفي بركوفيتز، ومسؤول أمني إسرائيلي سابق رام بنباراك، ورجل أعمال يهودي مغربي ياريف الباز، والمبعوث الخاص السابق جيسون غرينبلات، بالإضافة إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومستشاري بنيامين نتنياهو في الأمن القومي.ووفق المقال ذاته فإن التوصل إلى اتفاق حصل قبل أكثر من سنة ولكن جون بولتون مستشار الأمن القومي، والسيناتور أينهوف عارضاه بقوة. هذا إذن مدلول الجهود الحثيثة لمدة سنوات التي تحدث عنها البيان الملكي.ما يعنيه هو أن هذا القرار لم يأتِ اعتباطاً ولكنه ثمرة جهود متواصلة لمدة سنوات وأتى في هذا الوقت (أي أربعين يوماً قبل مغادرة ترمب البيت الأبيض) للأسباب الموضوعية سالفة الذكر. بل من وجهة نظر أعمق فإنه أتى ليكرس مسلسلاً رأى فيه جُلّ الرؤساء من بوش الابن إلى باراك أوباما إلى ترمب ومعهم مئات من النواب والشيوخ من الغرفتين، المقترح المغربي «واقعياً وصادقاً» وكفيلاً بضمان سلام دائم في الصحراء.بل إن الكونغرس أصدر قراراً وقّعه الرئيس أوباما في 2014 يقضي بتوسيع المساعدات الأميركية للمغرب على سكان الصحراء، وهو القرار الذي ما زال ساري المفعول حتى الآن. وسيتوج بفتح قنصلية في الداخلة لدعم الفرص الاقتصادية في المنطقة، كما أكد ذلك بيان الديوان الملكي المغربي.على مستوى إعادة العلاقات مع إسرائيل فإن الجانب المغربي وضع العديد من الاحتياطات: أولاً، نتنياهو لم يكن طرفاً في المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي والرئيس الأميركي، ولم يكن متفقاً على بعض مضامين البيانات الصادرة (وهذا كان سبباً لانزعاجه، حسب باراك رافيد «المقال أعلاه»).ثانياً، الجانب المغربي أكد أنه لا محيد عن حل الدولتين والطابع الخاص للقدس وكذا عن استعداد المغرب لفتح الأجواء في وجه اليهود المغاربة للسفر من إسرائيل مباشرةً إلى المغرب وكذا فتح قنوات الحوار (عبر مكاتب الاتصال) للتعاون مع الجانب الإسرائيلي على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي (بيان القصر الملكي).إعادة ربط العلاقات بشكل متدرج وحَذِر كأنها مشروطة بالتقدم في الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما أكده الملك محمد السادس لمحمود عباس في نفس اليوم (البيان الثاني للقصر الملكي، 10 ديسمبر). عكس ما يقوله البعض، لم تتم التضحية بالقضية الفلسطينية بل إن العاهل المغربي أكد أنها في مصافّ قضية المغرب الأولى، أي قضية الصحراء (المصدر نفسه).إنني أعتقد جازماً أنها فرصة لا تعوَّض: المغرب وحده القادرُ على التأثير على الفلسطينيين (بحكم رئاسة ملك المغرب للجنة القدس)، وعلى الإسرائيليين، بحكم وجود أكثر من مليون يهودي مغربي في إسرائيل لهم علاقات وطيدة مع بلدهم الأصلي، لتقريب وجهات النظر وتحقيق ما لم يتحقق من قبل: سلام دائم في إطار حل الدولتين، واحترام الوضع الخاص للقدس كمكان مقدس بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث.لحسن حداد وزير مغربي سابق ونائب في البرلمان

نزل الخبر كالبرق عبر ثلاث تغريدات للرئيس دونالد ترمب يوم الخميس الماضي. تقول التغريدة الأولى إن الرئيس ترمب أصدر إعلاناً يعترف فيه بـ«سيادة المغرب على الصحراء الغربية»، ولشرح ذلك يضيف أن فكرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تبقى المقترح الوحيد «الجاد والصادق والواقعي» من أجل الوصول إلى حل يضمن «سلاماً دائماً».قد يتساءل البعض: لماذا استعمل ترمب آلية الإعلان وليس الأمر التنفيذي؟يجيب المحلل السياسي الدكتور سمير بنيس من واشنطن (في حديث خاص مع الكاتب) بأنه حسب لجنة العمليات الحكومية بمجلس النواب فإن «الأوامر التنفيذية والإعلانات هي توجيهات أو إجراءات تصدر عن الرئيس. وحينما يعتمدها الرئيس بناءً على سلطته المستمَدة من الدستور أو النظام الأساسي، قد يكون لها قوة وتأثير القانون». هذا ما يتعلق بالقوة القانونية للقرار.أشادت التغريدة الثانية بكون المغرب وإسرائيل، اللذين يعدهما ترمب «صديقين كبيرين»، وافقا على وضع الأسس لـ«علاقات دبلوماسية» وأنّ هذا يشكل انتصاراً كبيراً للسلام في الشرق الأوسط.إذا كانت إسرائيل حليفاً استراتيجياً فوق العادة للولايات المتحدة، فإن التغريدة الثالثة تشرح لماذا يعد ترمب المغرب بلداً صديقاً وحليفاً: «المغرب اعترف بالولايات المتحدة سنة 1777، ولذلك فمن الطبيعي أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية». ما لم يضفه ترمب أن المغرب كان أول بلد يعترف بالولايات المتحدة في وقت كانت بلداً فتياً يقاوم جيوش دول عظمى مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وهو أمر تعرفه النخبة السياسية في الولايات المتحدة ووتر حساس في علاقات الولايات المتحدة التاريخية مع المغرب. هذا التقعيد التاريخي أعطى للقرار بُعداً يتجاوز الآنيّة والمنهجية «المقايضاتية» التي يعتمدها الرئيس ترمب في هكذا قرارات.الأهم من ذلك هو أن نص البيان الذي أصدره ترمب أكد مصداقية مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، وأن «دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليست حلاً واقعياً، وأن حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد» للخلاف. هذا مُعطى تعرفه الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، ولكن الرئيس ترمب هو الوحيد الذي كانت له الشجاعة الكافية للجهر بالحقيقة التي يُبطِنُها الآخرون. إذ حَسَمَ في مسألة السيادة بالاعتراف الرسمي بسيادة المغرب والإعلان عن «فتح قنصلية في الداخلة بالصحراء لتنمية فرص الاقتصاد والأعمال في المنطقة».من الجانب المغربي، أصدر القصر الملكي بالرباط بيانين في يوم واحد (10 ديسمبر/ كانون الأول 2020) لهما دلالة دقيقة. البيان الأول حول مكالمة الملك محمد السادس مع الرئيس ترمب والذي أكد فيه أن الاعتراف بالسيادة هو ثمرة جهود استمرت لسنوات. العائق الذي كان يَحول دون التعجيل بهذا الأمر هو السيناتور جيم أينهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، والمعروف بمساندته القوية لجبهة البوليساريو.الخلاف الذي طرأ بين السيناتور أينهوف وترمب حول أحد بنود قانون الدفاع حرَّر هذا الأخير للمضي قُدُماً في تنفيذ الاتفاق مع المغرب. هذا ما تأكد في الرد القوي ضد قرار ترمب الذي قام به أينهوف (انظر ماريان لفين، «أينهوف ينتقد بقوة سياسة إدارة ترمب حول الصحراء الغربية»، «بوليتيكو»، 12 ديسمبر 2020).تحدث بيان القصر الملكي عن جهود حثيثة لمدة طويلة ودور جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب ومستشاره، وهو ما يؤكد ما صدر من بُعد عن وجود صراع قوي بين أينهوف، صديق الجزائر، الذي كان ضد الاعتراف، وكوشنر ومجموعة من المساندين.في مقال لباراك رافيد («الجفاء بين ترامب وسيناتور أميركي جعل الاتفاق بين المغرب وإسرائيل ممكناً»، «أكسيوس»، 12 ديسمبر 2020)، تحدث الكاتب عن ثلاث سنوات من الأخذ والرد شارك فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب كوشنر، المبعوث الخاص أفي بركوفيتز، ومسؤول أمني إسرائيلي سابق رام بنباراك، ورجل أعمال يهودي مغربي ياريف الباز، والمبعوث الخاص السابق جيسون غرينبلات، بالإضافة إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومستشاري بنيامين نتنياهو في الأمن القومي.ووفق المقال ذاته فإن التوصل إلى اتفاق حصل قبل أكثر من سنة ولكن جون بولتون مستشار الأمن القومي، والسيناتور أينهوف عارضاه بقوة. هذا إذن مدلول الجهود الحثيثة لمدة سنوات التي تحدث عنها البيان الملكي.ما يعنيه هو أن هذا القرار لم يأتِ اعتباطاً ولكنه ثمرة جهود متواصلة لمدة سنوات وأتى في هذا الوقت (أي أربعين يوماً قبل مغادرة ترمب البيت الأبيض) للأسباب الموضوعية سالفة الذكر. بل من وجهة نظر أعمق فإنه أتى ليكرس مسلسلاً رأى فيه جُلّ الرؤساء من بوش الابن إلى باراك أوباما إلى ترمب ومعهم مئات من النواب والشيوخ من الغرفتين، المقترح المغربي «واقعياً وصادقاً» وكفيلاً بضمان سلام دائم في الصحراء.بل إن الكونغرس أصدر قراراً وقّعه الرئيس أوباما في 2014 يقضي بتوسيع المساعدات الأميركية للمغرب على سكان الصحراء، وهو القرار الذي ما زال ساري المفعول حتى الآن. وسيتوج بفتح قنصلية في الداخلة لدعم الفرص الاقتصادية في المنطقة، كما أكد ذلك بيان الديوان الملكي المغربي.على مستوى إعادة العلاقات مع إسرائيل فإن الجانب المغربي وضع العديد من الاحتياطات: أولاً، نتنياهو لم يكن طرفاً في المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي والرئيس الأميركي، ولم يكن متفقاً على بعض مضامين البيانات الصادرة (وهذا كان سبباً لانزعاجه، حسب باراك رافيد «المقال أعلاه»).ثانياً، الجانب المغربي أكد أنه لا محيد عن حل الدولتين والطابع الخاص للقدس وكذا عن استعداد المغرب لفتح الأجواء في وجه اليهود المغاربة للسفر من إسرائيل مباشرةً إلى المغرب وكذا فتح قنوات الحوار (عبر مكاتب الاتصال) للتعاون مع الجانب الإسرائيلي على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي (بيان القصر الملكي).إعادة ربط العلاقات بشكل متدرج وحَذِر كأنها مشروطة بالتقدم في الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما أكده الملك محمد السادس لمحمود عباس في نفس اليوم (البيان الثاني للقصر الملكي، 10 ديسمبر). عكس ما يقوله البعض، لم تتم التضحية بالقضية الفلسطينية بل إن العاهل المغربي أكد أنها في مصافّ قضية المغرب الأولى، أي قضية الصحراء (المصدر نفسه).إنني أعتقد جازماً أنها فرصة لا تعوَّض: المغرب وحده القادرُ على التأثير على الفلسطينيين (بحكم رئاسة ملك المغرب للجنة القدس)، وعلى الإسرائيليين، بحكم وجود أكثر من مليون يهودي مغربي في إسرائيل لهم علاقات وطيدة مع بلدهم الأصلي، لتقريب وجهات النظر وتحقيق ما لم يتحقق من قبل: سلام دائم في إطار حل الدولتين، واحترام الوضع الخاص للقدس كمكان مقدس بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث.لحسن حداد وزير مغربي سابق ونائب في البرلمان



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة