ساحة

عبد الله أبو إياد العلوي: بناء نموذج تنموي قوي رهين بالاستثمار في الرأسمال البشري


كشـ24 نشر في: 7 مارس 2021

د. عبد الله أبوإياد العلوييظل الاستثمار في ثروة الرأسمال البشري، وبناء قدراته من خلال التعليم الجيد والتكوين البناء، كفيلا ببناء نموذج تنموي قوي الذي يظل رهينا بتحقيق عدة مرتكزات رئيسة وحيوية، ترتبط أساسا بالحد من الفوارق المجالية والتقليل منها، على أساس المساواة أمام جميع المواطنات والمواطنين، وأن يتخذ هذا النموذج طابعا شموليا ينفذ لكل المجالات خصوصا التعليم والصحة والشغل.كما يقتضى هذا النموذج التنموي، المساهمة في إرساء جهوية متقدمة تعيد الاعتبار لكل جهة حسب الموارد الاقتصادية والطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها،. بهدف إعطاء نفس جديد للتنمية المرجوة، وتجاوز العراقيل التي تعيق تطورها، ومعالجة نقط الضعف والاختلالات، التي أبانت عنها التجربة ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر جهود جميع الأطراف المتدخلة.وإن كان أي نموذج تنموي يشهد إبان ظهوره إشادة وتنويه من طرف المختصين والفاعلين في المجال، فإنه سرعان ما تثبت حقائق البحث العلمي الدقيق عن ثغراته التي تفصح عن ضرورة إعمال الروية والتفكير في سياقاته ورهاناته. وبالرجوع إلى النموذج التنموي المغربي الحالي شهد هو الآخر، بمجرد ظهوره، تسليطا للأضواء التي أعلت من قيمته ونوهت به. غير أن واقع الممارسة والتطبيق الواقعي أبان عن نقائصه وثغراته.ولعل من أهم الأسباب التي دفعت الملك محمد السادس إلى الإقرار خلال خطابه بمناسبة افتتاح دورة أكتوبر التشريعية لسنة 2017، بضرورة إرساء دعائم نموذج تنموي جديد بناء على ما أكدته مجموعة من التقارير وما شهده المجتمع المغربي على مستوى الأنساق الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والسياسية من تداعيات وأزمات، ليعطي بذلك انطلاقة إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي يوم 12 ديسمبر 2019، بتعيين شكيب بنموسى رئيسا للجنة، و ذلك يوم 19 نونبر 2019.وتتجلى خصوصية هذه اللجنة في القيام بمهمة ثلاثية، تتمثل في إعادة التقويم ضمن منهجية استباقية واستشرافية من أجل تمكين البلاد من الاتجاه نحو المستقبل بكل ثقة، مع الاعتماد على مختلف المكاسب التي حققها الاقتصاد المغربي خلال العشرين سنة الماضية، والأخذ بعين الاعتبار التوجهات الرئيسة للإصلاحات التي تم تنفيذها في مختلف القطاعات، لاسيما التعليم والصحة والفلاحة والاستثمار والنظام الضريبي.لقد ارتكزت مهام اللجنة المحدثة، في طابع استشاري حددت معالمه في غلاف زمني، عملت من خلاله على رسم ملامح نموذج تنموي جديد وفق مقاربة تشاركية شمولية كمرتكز أساس قائم على التشخيص الدقيق والموضوعي للوضع الحالي المبني على النموذج المعتمد إبان إنجاز مهامها، للتعبير بكل جرأة وموضوعية عن الواقع بما يعج به من اختلالات يتم رصدها بهدف تصحيحها وتعديلها وتحديد معالم القوة من اجل تعزيزها، في أفق صياغة مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ.غير أن التفكير في بناء نموذج تنموي جديد، يعد تحديا حقيقيا، بالنظر إلى طبيعة الموضوع وتعقده وبالنظر أيضا إلى تعدد مستويات التحليل، لأنه يرتبط في الآن نفسه بسياق التحديات العالمية المنبثقة عن إطار مجريات الاقتصاد العالمي وما يفرزه من عقبات وصعوبات وكذا تطلعات الشعب المغربي بآماله وطموحاته، إلا أن نموذج النمو الحالي لم يعد قادرا على ضمان تطور مطرد للنشاط الاقتصادي يسمح بخلق الثروة وفرص الشغل.من جهة أخرى، نجد أن مراكمة رأس المال المادي كمحرك للنمو، واكبها انخفاض في مردودية الاستثمار (ارتفع المعامل الحدي لإنتاجيـة رأس المـال  ICOR بحوالي 8 نقط،) فيما كانت مساهمة الصادرات الصافية إما مساهمة سلبية أو ذات وقع إيجابي ضئيل جدا على نمو الناتج الداخلي الإجمالي، بالإضافة إلى أن مستوى تطور محتوى الصادرات يبقى غير كاف (المرتبة 99من أصل 124بلدا حسب مؤشر التشعب الاقتصادي.)إن هذه الهشاشة التي تطبع الاقتصاد المغربي تعيق قدرته على تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، كما نجحت في ذلك بعض الدول الصاعدة، مثل تركيا. وتتجلى أوجه الضعف الماكرواقتصادي لنموذج النمو الحالي أيضا في وضعية المقاولة المغربية التي لا تزال تعاني من ضعف قدرتها التنافسية.لذا أصبحت الحاجة اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات كثيرة منها ما يرتبط بالتغيرات الطبيعية والتأثيرات المناخية ونذرة الموارد الطبيعية، ومنها ما يرتبط بالخصائص الاجتماعية كالنمو الديموغرافي وعلاقته بالمجال الاقتصادي وخلق فرص الشغل أمام تزايد البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في ترابط بين كافة المكونات والمجالات.وتواجه مع ما اكتساه النموذج الحالي من تحقيق لمجموعة من المنجزات، فإنه مع ذلك يعاني عجزا على مستوى الحكامة العمومية، لم يمكن من الاستجابة للحاجيات والانتظارات المتزايدة للسكان والتصدي للتحديات المهمة التي تواجه كلا من المحلي والجهوي والدولي، فلم يسهم في التقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية أو التخفيف والحد من العجز الاجتماعي، بالإضافة إلى تحصين المكتسبات في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة العجز الحاصل في المجال الاجتماعي، ومشكلة استمرار اتساع دائرة الفوارق الاجتماعية والمجالية، والضعف في مستوى الحكامة العمومية، يجب على النموذج التنموي الجديد أن يكون قادرا على مواجهة التحديات الكبرى في العقود القادمة.لابد من الإشارة إلى أن الأزمة التي سببها وباء كوفيد -19، والتي شلت الاقتصاد الوطني والدولي، أخرت الموعد النهائي لتقديم تقرير النموذج التنموي الجديد وبالوقوف على أبرز ركائز اختلالات النموذج التنموي الحالي يبدو جليا أن رهان تحقيق نموذج تنموي جديد فعال ومثمر قوامه الارتكاز على دعائم البحث في سبل خلق الثروة ولكن وبشكل جوهري البحث في سبل التتوزيع العادل والمتكافئ لثمارها من أجل خلق عدالة اجتماعية ومجالية هادفة.من هنا يمكن اعتبار النموذج التنموي بمثابة الاستراتيجية الوطنية التنموية الشاملة، كاستراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية كلية على المدى القريب والمتوسط، ثم البعيد، كأفق يعد بإشراك جميع المتدخلين الرسميين وغير الرسميين في هذه الإستراتيجي يقتضي التفكير في سياق تنموي ملائم تحقيق عدة متطلبات منها على الخصوص الالتزام قبل كل شيء بالعامل الزمني المبرمج في التخطيط للمشاريع التنموية، لترتبط في تفعيلها بالتزامن كي تكون ذات جدوى وفعالية واسترجاع الثقة لدى المواطن عبر تعزيز آليات الحكامة الترابية والمؤسساتية وإشراك المواطنين عبر إرساء دعائم الديمقراطية المحلية والتشاركية والاستثمار في الرأسمال البشري كرافعة لتحقيق نموذج تنموي فعال.كما يقتضى الأمر توفير خدمات اجتماعية ومرافق عمومية جهوية، تساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي لدى المواطنات والمواطنين. خاصة في ظل الفوارق التي تعرفها الجهات، وعدم التكافؤ الحاصل على مستوى الاستفادة من المرافق العمومية وفسح المجال أمام الكفاءات، لتحقيق مشاركة فعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مع توزيع الثروة بشكل عادل، من أجل التشجيع على الاستثمار وخلق مشاريع خاصة تساهم في تدني نسب البطالة، وتشكل دعامة للنهوض بالشباب وإصلاح النظام الضريبي ومحاربة التهرب والفساد وإدماج فئات واسعة من السكان في سوق شغل بخلق فرصه فضلا عن ا لتدبير العقلاني للموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة لتحقيق التنمية، والمساهمة في مشروع النموذج التنموي والمساهمة في الارتقاء الاجتماعي بالقضاء على الفوارق الاجتماعية وتحقيق تكافؤ الفرص.

د. عبد الله أبوإياد العلوييظل الاستثمار في ثروة الرأسمال البشري، وبناء قدراته من خلال التعليم الجيد والتكوين البناء، كفيلا ببناء نموذج تنموي قوي الذي يظل رهينا بتحقيق عدة مرتكزات رئيسة وحيوية، ترتبط أساسا بالحد من الفوارق المجالية والتقليل منها، على أساس المساواة أمام جميع المواطنات والمواطنين، وأن يتخذ هذا النموذج طابعا شموليا ينفذ لكل المجالات خصوصا التعليم والصحة والشغل.كما يقتضى هذا النموذج التنموي، المساهمة في إرساء جهوية متقدمة تعيد الاعتبار لكل جهة حسب الموارد الاقتصادية والطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها،. بهدف إعطاء نفس جديد للتنمية المرجوة، وتجاوز العراقيل التي تعيق تطورها، ومعالجة نقط الضعف والاختلالات، التي أبانت عنها التجربة ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر جهود جميع الأطراف المتدخلة.وإن كان أي نموذج تنموي يشهد إبان ظهوره إشادة وتنويه من طرف المختصين والفاعلين في المجال، فإنه سرعان ما تثبت حقائق البحث العلمي الدقيق عن ثغراته التي تفصح عن ضرورة إعمال الروية والتفكير في سياقاته ورهاناته. وبالرجوع إلى النموذج التنموي المغربي الحالي شهد هو الآخر، بمجرد ظهوره، تسليطا للأضواء التي أعلت من قيمته ونوهت به. غير أن واقع الممارسة والتطبيق الواقعي أبان عن نقائصه وثغراته.ولعل من أهم الأسباب التي دفعت الملك محمد السادس إلى الإقرار خلال خطابه بمناسبة افتتاح دورة أكتوبر التشريعية لسنة 2017، بضرورة إرساء دعائم نموذج تنموي جديد بناء على ما أكدته مجموعة من التقارير وما شهده المجتمع المغربي على مستوى الأنساق الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والسياسية من تداعيات وأزمات، ليعطي بذلك انطلاقة إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي يوم 12 ديسمبر 2019، بتعيين شكيب بنموسى رئيسا للجنة، و ذلك يوم 19 نونبر 2019.وتتجلى خصوصية هذه اللجنة في القيام بمهمة ثلاثية، تتمثل في إعادة التقويم ضمن منهجية استباقية واستشرافية من أجل تمكين البلاد من الاتجاه نحو المستقبل بكل ثقة، مع الاعتماد على مختلف المكاسب التي حققها الاقتصاد المغربي خلال العشرين سنة الماضية، والأخذ بعين الاعتبار التوجهات الرئيسة للإصلاحات التي تم تنفيذها في مختلف القطاعات، لاسيما التعليم والصحة والفلاحة والاستثمار والنظام الضريبي.لقد ارتكزت مهام اللجنة المحدثة، في طابع استشاري حددت معالمه في غلاف زمني، عملت من خلاله على رسم ملامح نموذج تنموي جديد وفق مقاربة تشاركية شمولية كمرتكز أساس قائم على التشخيص الدقيق والموضوعي للوضع الحالي المبني على النموذج المعتمد إبان إنجاز مهامها، للتعبير بكل جرأة وموضوعية عن الواقع بما يعج به من اختلالات يتم رصدها بهدف تصحيحها وتعديلها وتحديد معالم القوة من اجل تعزيزها، في أفق صياغة مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ.غير أن التفكير في بناء نموذج تنموي جديد، يعد تحديا حقيقيا، بالنظر إلى طبيعة الموضوع وتعقده وبالنظر أيضا إلى تعدد مستويات التحليل، لأنه يرتبط في الآن نفسه بسياق التحديات العالمية المنبثقة عن إطار مجريات الاقتصاد العالمي وما يفرزه من عقبات وصعوبات وكذا تطلعات الشعب المغربي بآماله وطموحاته، إلا أن نموذج النمو الحالي لم يعد قادرا على ضمان تطور مطرد للنشاط الاقتصادي يسمح بخلق الثروة وفرص الشغل.من جهة أخرى، نجد أن مراكمة رأس المال المادي كمحرك للنمو، واكبها انخفاض في مردودية الاستثمار (ارتفع المعامل الحدي لإنتاجيـة رأس المـال  ICOR بحوالي 8 نقط،) فيما كانت مساهمة الصادرات الصافية إما مساهمة سلبية أو ذات وقع إيجابي ضئيل جدا على نمو الناتج الداخلي الإجمالي، بالإضافة إلى أن مستوى تطور محتوى الصادرات يبقى غير كاف (المرتبة 99من أصل 124بلدا حسب مؤشر التشعب الاقتصادي.)إن هذه الهشاشة التي تطبع الاقتصاد المغربي تعيق قدرته على تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، كما نجحت في ذلك بعض الدول الصاعدة، مثل تركيا. وتتجلى أوجه الضعف الماكرواقتصادي لنموذج النمو الحالي أيضا في وضعية المقاولة المغربية التي لا تزال تعاني من ضعف قدرتها التنافسية.لذا أصبحت الحاجة اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات كثيرة منها ما يرتبط بالتغيرات الطبيعية والتأثيرات المناخية ونذرة الموارد الطبيعية، ومنها ما يرتبط بالخصائص الاجتماعية كالنمو الديموغرافي وعلاقته بالمجال الاقتصادي وخلق فرص الشغل أمام تزايد البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في ترابط بين كافة المكونات والمجالات.وتواجه مع ما اكتساه النموذج الحالي من تحقيق لمجموعة من المنجزات، فإنه مع ذلك يعاني عجزا على مستوى الحكامة العمومية، لم يمكن من الاستجابة للحاجيات والانتظارات المتزايدة للسكان والتصدي للتحديات المهمة التي تواجه كلا من المحلي والجهوي والدولي، فلم يسهم في التقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية أو التخفيف والحد من العجز الاجتماعي، بالإضافة إلى تحصين المكتسبات في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة العجز الحاصل في المجال الاجتماعي، ومشكلة استمرار اتساع دائرة الفوارق الاجتماعية والمجالية، والضعف في مستوى الحكامة العمومية، يجب على النموذج التنموي الجديد أن يكون قادرا على مواجهة التحديات الكبرى في العقود القادمة.لابد من الإشارة إلى أن الأزمة التي سببها وباء كوفيد -19، والتي شلت الاقتصاد الوطني والدولي، أخرت الموعد النهائي لتقديم تقرير النموذج التنموي الجديد وبالوقوف على أبرز ركائز اختلالات النموذج التنموي الحالي يبدو جليا أن رهان تحقيق نموذج تنموي جديد فعال ومثمر قوامه الارتكاز على دعائم البحث في سبل خلق الثروة ولكن وبشكل جوهري البحث في سبل التتوزيع العادل والمتكافئ لثمارها من أجل خلق عدالة اجتماعية ومجالية هادفة.من هنا يمكن اعتبار النموذج التنموي بمثابة الاستراتيجية الوطنية التنموية الشاملة، كاستراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية كلية على المدى القريب والمتوسط، ثم البعيد، كأفق يعد بإشراك جميع المتدخلين الرسميين وغير الرسميين في هذه الإستراتيجي يقتضي التفكير في سياق تنموي ملائم تحقيق عدة متطلبات منها على الخصوص الالتزام قبل كل شيء بالعامل الزمني المبرمج في التخطيط للمشاريع التنموية، لترتبط في تفعيلها بالتزامن كي تكون ذات جدوى وفعالية واسترجاع الثقة لدى المواطن عبر تعزيز آليات الحكامة الترابية والمؤسساتية وإشراك المواطنين عبر إرساء دعائم الديمقراطية المحلية والتشاركية والاستثمار في الرأسمال البشري كرافعة لتحقيق نموذج تنموي فعال.كما يقتضى الأمر توفير خدمات اجتماعية ومرافق عمومية جهوية، تساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي لدى المواطنات والمواطنين. خاصة في ظل الفوارق التي تعرفها الجهات، وعدم التكافؤ الحاصل على مستوى الاستفادة من المرافق العمومية وفسح المجال أمام الكفاءات، لتحقيق مشاركة فعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مع توزيع الثروة بشكل عادل، من أجل التشجيع على الاستثمار وخلق مشاريع خاصة تساهم في تدني نسب البطالة، وتشكل دعامة للنهوض بالشباب وإصلاح النظام الضريبي ومحاربة التهرب والفساد وإدماج فئات واسعة من السكان في سوق شغل بخلق فرصه فضلا عن ا لتدبير العقلاني للموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة لتحقيق التنمية، والمساهمة في مشروع النموذج التنموي والمساهمة في الارتقاء الاجتماعي بالقضاء على الفوارق الاجتماعية وتحقيق تكافؤ الفرص.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة