

ساحة
حين نشبع ننظم مهرجان موازين..!
حملة المقاطعة بارتيادها أفاق أخرى غير المنتوجات الاستهلاكية تكون قد تجاوزت مرحلة التجاهل وعدم الاكتراث والخرجات غير محسوبة العواقب من طرف الجهات المسؤولة الى مرحلة الاهتمام وجعلها موضوع نقاش عمومي وهو يعد تحول نوعي في التعاطي مع الشأن العام من طرف المغاربة.وبوصلة المقاطعة التي امتدت للدورة 17 من مهرجان موازين " خليه يغني بوحدو" تبرز أن الأمر أضحى يتعلق بمطالب لها أبعاد وخلفيات اقتصادية وليس فقط قضايا اجتماعية لها علاقة بمستوى عيش المواطنين وقدرتهم الشرائية، وقد حاولت تدوينات بعض الاطراف الفاعلة في الحقل الاعلامي والثقافي التقليل من مقاطعة مهرجان موازين على اعتبار أنه لا يمثل رهان اقتصادي مقارنة مع المواد الاستهلاكية.ورغم ذلك فجل زوايا النظر تتقاطع في معطى واحد هو أن تنظيم موازين في هذه الظروف يعتبر مؤشرا على الاستفراد بالقرار وعدم الانصات لنبض الشارع في ظل ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي وتصاعد حدة الاحتجاجات بعدد من المناطق في المغرب الحسيمة وجرادة ...وهدر للمال العام أمام التزايد المقلق لنسب الفقر والارتفاع المهول للأسعار، وحتى لو افترضنا كما يحاول البعض تسويق ذلك أن المهرجان لا يمول من أموال دافعي الضرائب بل من طرف شركات خاصة فهو مردود عليه فهذه الشركات المتحدث عنها من المفروض أنها شركات لها علاقة بهذا الوطن وبهموم الشعب فكيف تصرف مبالغ مالية ضخمة في حين أن البلاد تعاني من مشاكل جمة في البطالة والصحة والتعليم فكيف يستقيم الفرح مع كل هذه الماسي.تدوينات أخرى ذهبت أبعد من ذلك بدعوتها إلى ضرورة استمرار موازين حتى يحافظ المغرب على روحه المنفتحة. والأكيد أن التنوير والانفتاح يتأتى من التصدي لتمييع الواقع المغربي، الانفتاح الحقيقي هو أن نبحث عن حلول لجحافل المعطلين والتعويض عن البطالة ومن يفترشون الارض ويطالبون بحقهم في الصحة وفي التعليم والى تعزيز البنية التحتية و الخدمات الاجتماعية ، الانفتاح الحقيقي هو في التصدي للفوارق الاجتماعية هو أن نعري شجرة الزيتون من كل الغصون الزائفة، الانفتاح الحقيقي هو أن نفكر في إقامة أنشطة هادفة ملتزمة بقضايانا وواقعنا ولا تكلفنا هذه المبالغ الفلكية نحن في حاجة إلى مسارح إلى مدارس إلى دور الثقافة إلى مستوصفات هذا هو الانفتاح وتنوير العقول، الانفتاح ليس هو هدر المال العام ووضع العكر على الخنونة بل بتقديم برامج شاملة ومندمجة ومستدامة لمعالجة الاختلالات، الانفتاح لا يعني أن تستقدم كل سنة طوابير من المغنيين لملأ حقائبهم بأموالنا لكي نقول للعالم أننا دولة منفتحة وبخير وعلى خير.حين نقاطع موازين لا يعني ذلك بأي شكل من الأشكال أننا ضد هؤلاء الفنانين وليس لنا موقف عدائي لهم ولا لخصوصياتهم ولا لفنهم كيفما كان لكننا فقط نقول أن الكرش إلا شبعات تقول للرأس غني وحين نشبع ونشفى ونتعلم حين ذاك نغني ونرقص وننظم موازين.بقلم محمد تكناوي
حملة المقاطعة بارتيادها أفاق أخرى غير المنتوجات الاستهلاكية تكون قد تجاوزت مرحلة التجاهل وعدم الاكتراث والخرجات غير محسوبة العواقب من طرف الجهات المسؤولة الى مرحلة الاهتمام وجعلها موضوع نقاش عمومي وهو يعد تحول نوعي في التعاطي مع الشأن العام من طرف المغاربة.وبوصلة المقاطعة التي امتدت للدورة 17 من مهرجان موازين " خليه يغني بوحدو" تبرز أن الأمر أضحى يتعلق بمطالب لها أبعاد وخلفيات اقتصادية وليس فقط قضايا اجتماعية لها علاقة بمستوى عيش المواطنين وقدرتهم الشرائية، وقد حاولت تدوينات بعض الاطراف الفاعلة في الحقل الاعلامي والثقافي التقليل من مقاطعة مهرجان موازين على اعتبار أنه لا يمثل رهان اقتصادي مقارنة مع المواد الاستهلاكية.ورغم ذلك فجل زوايا النظر تتقاطع في معطى واحد هو أن تنظيم موازين في هذه الظروف يعتبر مؤشرا على الاستفراد بالقرار وعدم الانصات لنبض الشارع في ظل ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي وتصاعد حدة الاحتجاجات بعدد من المناطق في المغرب الحسيمة وجرادة ...وهدر للمال العام أمام التزايد المقلق لنسب الفقر والارتفاع المهول للأسعار، وحتى لو افترضنا كما يحاول البعض تسويق ذلك أن المهرجان لا يمول من أموال دافعي الضرائب بل من طرف شركات خاصة فهو مردود عليه فهذه الشركات المتحدث عنها من المفروض أنها شركات لها علاقة بهذا الوطن وبهموم الشعب فكيف تصرف مبالغ مالية ضخمة في حين أن البلاد تعاني من مشاكل جمة في البطالة والصحة والتعليم فكيف يستقيم الفرح مع كل هذه الماسي.تدوينات أخرى ذهبت أبعد من ذلك بدعوتها إلى ضرورة استمرار موازين حتى يحافظ المغرب على روحه المنفتحة. والأكيد أن التنوير والانفتاح يتأتى من التصدي لتمييع الواقع المغربي، الانفتاح الحقيقي هو أن نبحث عن حلول لجحافل المعطلين والتعويض عن البطالة ومن يفترشون الارض ويطالبون بحقهم في الصحة وفي التعليم والى تعزيز البنية التحتية و الخدمات الاجتماعية ، الانفتاح الحقيقي هو في التصدي للفوارق الاجتماعية هو أن نعري شجرة الزيتون من كل الغصون الزائفة، الانفتاح الحقيقي هو أن نفكر في إقامة أنشطة هادفة ملتزمة بقضايانا وواقعنا ولا تكلفنا هذه المبالغ الفلكية نحن في حاجة إلى مسارح إلى مدارس إلى دور الثقافة إلى مستوصفات هذا هو الانفتاح وتنوير العقول، الانفتاح ليس هو هدر المال العام ووضع العكر على الخنونة بل بتقديم برامج شاملة ومندمجة ومستدامة لمعالجة الاختلالات، الانفتاح لا يعني أن تستقدم كل سنة طوابير من المغنيين لملأ حقائبهم بأموالنا لكي نقول للعالم أننا دولة منفتحة وبخير وعلى خير.حين نقاطع موازين لا يعني ذلك بأي شكل من الأشكال أننا ضد هؤلاء الفنانين وليس لنا موقف عدائي لهم ولا لخصوصياتهم ولا لفنهم كيفما كان لكننا فقط نقول أن الكرش إلا شبعات تقول للرأس غني وحين نشبع ونشفى ونتعلم حين ذاك نغني ونرقص وننظم موازين.بقلم محمد تكناوي
ملصقات
