

ساحة
جمال المحافظ يكتب.. هولدينغ اعلامي ونموذج تنموي انفصال أم اتصال ..!!
د. جمال المحافظانضاف مشروع النموذج التنموي الجديد، الى ما سبقه من مشاريع أخرى، من تهميش واضح لمسألة الاعلام والاتصال، الذي أضحى معادلة حاسمة في أي تطور مجتمعي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وزادت أهميته في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة بفضل الثورة الرقمية، في الوقت الذي اكتفى ببضعة أسطر الى قضية الاعلام. نموذج تنموي خارج زمن الاعلاموهكذا اقتصر التقرير على الإشارة الى أهمية دور الاعلام " كأداة للإخبار والنقاش العام، وتحيين السياسة العمومية للاتصال من أجل تحديد نطاق المرفق العام لوسائل الاعلام، وتحديد الحكامة وطرق التمويل التي يجب أن تسمح باعتماد نموذج اقتصادي، تتوفر له فرص الاستمرار، وأن يشكل إطارا فعالا للتعاون مع الحكومة واستقلالية التسيير، ومواكبة تحوله الرقمي، والتحفيز على الابتكار والجودة مع تقوية العرض الإعلامي الجهوي..".وعلى الرغم من هذا "التقصير" الواضح من لدن لجنة شكيب بنموسي وزير الداخلية السابق، وسفير المغرب بباريس، فان المشروع لم يطرح السبل الكفيلة بجعل الاعلام مستقبلا، أداة للإخبار وفضاء يتيح الفرص لكافة الفاعلين والحساسيات للتعبير عن آرائهم وفضاء للنقاش العمومي، وقبل ذلك تحديد بوضوح مكامن الضعف القائم في السياسات العمومية في ميدان الاعلام، والحكامة والاستقلالية التحريرية، والجودة والعرض الاعلامي.هولدينغ الاعلام والنموذج التنموي جزر معزولةومما يزيد الطين بلة، غياب " الربط الجدلي" ما بين تصورات هذه" المشاريع" الإعلامية في مقدمتها الهولدينغ الإعلامي الجديد الذي تزامن الإعلان عن مشروعه مع تقديم تقرير النموذج التنموي الجديد الى الملك محمد السادس.، فإنه يلاحظ – وهذا ما يثير الاستغراب- غياب عنصري الملائمة والتنسيق بين التوجهات العامة التي يقتضيها بناء المشاريع من هذا القبيل، مما أنتج "جزرا" متباعدة لا رابط وانسجام بينهما .وإذا كان الاعلام، بمختلف وسائله وتوجهاته قد رحب على العموم، بما حفل به النموذج التنموي الجديد، وانعكس ذلك على على المواد المخصصة له في السمعي البصري والصحافة المكتوبة والالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي، فإنه بالمقابل وعلى العكس من ذلك، لم يثير الهولدينغ الاعلامي الذي يضم كلا من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية، وميدي 1 تيفى، كثير اهتمام لهذا المشروع، الذي يتطلب الوقوف على مدى نجاعته وقدرته على توفير معايير الجودة والمهنية والتنوع والتنافسية، وتدعيم قيم الديمقراطية والمواطنة والاستقلالية التحريرية، حسب ما كتب واضعو هذا المشروع الحكومي بعنوان " استراتيجية تنمية السمعي البصري العمومي الجديد" الذي يرمي الى الجمع بين شركة "صورياد دوزيم" و" ميدي 1 تيفي" تحت لواء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كشركة قابضة. نموذج وهولدينغ : تركيز على النتائج وإهمال لأسباب الفشلفالأمر يتطلب الانكباب أولا عن تقييم هذه المؤسسات الإعلامية على مستوى مدى جدواها وتقييم مردوديتها الاقتصادية والمهنية، وذلك من أجل تقويم الاختلالات التي تعتريها في التدبير والتسيير والحكامة، بهدف إصلاحها وتأهيلها، حتى يشكل انضمامها الى الهولدينغ قيمة مضافة. كما يلاحظ أن كلا من النموذج التنموي الجديد ومؤسسات السمعي البصري المقرر تجميعها في الهولدينغ، ركزا على النتائج وأهمل كليهما البحث عن أسباب الفشل الذي آلت اليه تجربتهما السابقة.وفي افتتاحية بعنوان "نص هادئ لمغرب يغلى"، قال نور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية " الأيام"، إن تقرير النموذج التنموي الجديد " أريد له أن يكون سكانير حقيقي لأمراض بنيوية من أجل وصفة علاج جذرية، وليست تخفيفية أو تسكينية "، متسائلا في هذا السياق هل المشروع " حقق هذا المبتغى؟.وإن كان مفتاح ، قد عبر في معرض جوابه على سؤاله السابق عن اعتقاده الراسخ، بأن النموذج التنموي الجيد، " (..) لم يستطع الوصول الي المطلب الملكي، برفع الحقيقة، فإنه أقر مع ذلك بوجود " أفكار جيدة"، وعلى رأسها الدولة القوية، والمجتمع القوي والميثاق التنموي، وآلية المتابعة ودعم الاقتصاد الاجتماعي" وذلك على الرغم من تسجيل بأن " هناك احتشاما في طرح مسائل جوهرية" حددها في " الحسم في الاختيار الديمقراطي على الأرض، أو ما سبق أن سماه اليوسفي (..) بازدواجية الحكومة والدولة في المغرب".التغيير يحدث عبر مناهج بيداغوجيةفهل يمكن ان تتدارك اللجنة، ما قد يظهر من "ثغرات" كالانتقادات الموجهة الى تقرير النموذج التنموي الجديد، منها التصريحات التي استقتها جريدة " الأيام" من فاعلين ومختصين ونشرتها في ملف خاص بعددها الأخير، الذي تصدر غلافه، عنوان عريض مضمونه، " هل قال بنموسى كل الحقيقة القاسية التي طلبها منه الملك ؟ وهل توفق في " إحداث قطيعة مع المنهجية" التي اعتمدت في إعداد تقرير النموذج التنموي القديم، الذي اعتمد في تحريره " لغة محتشمة" وغياب " تشريح قوي لعوائق التنمية، واقتراحات مبتكرة لحلها. وإن كان المشروع لجأ واضعوه الى النهل من " قاموس تقدمي، في الصياغة، ولكن في المقابل تم افراغ مفاهيمه من محتواها، كما حصل مع " مفاهيم السيادة والوطنية واقتصاد الريع والعدالة الاجتماعية" و"افتقاد التقرير الجرأة" الكافية وذلك ب" عدم المس بالخطوط الحمراء.." وتجنب الخوض في القضايا التي تمس عمق المشاكل، وهو ما جعل تشريحه للواقع كان " صائبا"، الا أن " اقتراحاته ظلت مجرد متمنيات.."، كما يرى خبراء.الحاجة لمخطط وطني شامل بديل لمخططات قطاعيةوإن كان هناك من يسجل ( نجيب أقصبي الاستاذ والخبير الاقتصادي، في مقال نشرته منابر إعلامية )، أن غياب الانسجام في المخططات، يعود الى أن كل مخطط يحضر بشكل معزول عن باقي القطاعات، وبالتالي، " تكون النتيجة المنطقية، هي أن منهجية المخططات القطاعية ليست صائبة"، وهو ما يتطلب إعادة الاعتبار للمخطط الوطني الشامل.فالعجز المالي المزمن الذي ظلت تعاني منه مؤسسات الاعلام السمعي البصري، وذلك بسبب غياب نموذج اقتصادي حديث، وعجز مالي مزمن، و" شح الموارد، وارتفاع تكاليف الإنتاج والمضامين"، فإنه مع ذلك، لا يعفى المرء، من التأكيد على ضرورة، تحسين المنتوج، والارتقاء به على مستوى المضامين والمحتوى، مع فتح نقاش عمومي، تساهم فيه كافة الأطراف المتدخلة والمعنية بالشأن الإعلامي والثقافي، باعتباره ذلك السبيل الكفيل بتحقيق تلك النقلة النوعية التي يحتاجها الإعلام السمعي البصري العمومي ، حتى يكون بمقدوره في المرحلة الراهنة الاستجابة لتطلعات الجمهور .وإن كان اصلاح الإعلام السمعي البصري العمومي، يظل مطلبا مشروعا، فإن التغيير المنشود، يجب أن يحدث، عبر مناهج بيداغوجية، بآليات حديثة، وبواسطة الإقناع، عوض الاكتفاء بالعزف المنفرد على وثيرة " الضائقة المالية" التي يعاني منها، بدعوى أن هذه المعوقات، ستحول دون " انجاح القفزة المستقبلية، المرجوة من هذا التحول الإعلامي الجديد"، حسب ما جاء في تصريح سابق للمسؤول الأول عن هذا القطب السمعي البصري العمومي، أمام احدى لجان مجلس النواب.
د. جمال المحافظانضاف مشروع النموذج التنموي الجديد، الى ما سبقه من مشاريع أخرى، من تهميش واضح لمسألة الاعلام والاتصال، الذي أضحى معادلة حاسمة في أي تطور مجتمعي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وزادت أهميته في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة بفضل الثورة الرقمية، في الوقت الذي اكتفى ببضعة أسطر الى قضية الاعلام. نموذج تنموي خارج زمن الاعلاموهكذا اقتصر التقرير على الإشارة الى أهمية دور الاعلام " كأداة للإخبار والنقاش العام، وتحيين السياسة العمومية للاتصال من أجل تحديد نطاق المرفق العام لوسائل الاعلام، وتحديد الحكامة وطرق التمويل التي يجب أن تسمح باعتماد نموذج اقتصادي، تتوفر له فرص الاستمرار، وأن يشكل إطارا فعالا للتعاون مع الحكومة واستقلالية التسيير، ومواكبة تحوله الرقمي، والتحفيز على الابتكار والجودة مع تقوية العرض الإعلامي الجهوي..".وعلى الرغم من هذا "التقصير" الواضح من لدن لجنة شكيب بنموسي وزير الداخلية السابق، وسفير المغرب بباريس، فان المشروع لم يطرح السبل الكفيلة بجعل الاعلام مستقبلا، أداة للإخبار وفضاء يتيح الفرص لكافة الفاعلين والحساسيات للتعبير عن آرائهم وفضاء للنقاش العمومي، وقبل ذلك تحديد بوضوح مكامن الضعف القائم في السياسات العمومية في ميدان الاعلام، والحكامة والاستقلالية التحريرية، والجودة والعرض الاعلامي.هولدينغ الاعلام والنموذج التنموي جزر معزولةومما يزيد الطين بلة، غياب " الربط الجدلي" ما بين تصورات هذه" المشاريع" الإعلامية في مقدمتها الهولدينغ الإعلامي الجديد الذي تزامن الإعلان عن مشروعه مع تقديم تقرير النموذج التنموي الجديد الى الملك محمد السادس.، فإنه يلاحظ – وهذا ما يثير الاستغراب- غياب عنصري الملائمة والتنسيق بين التوجهات العامة التي يقتضيها بناء المشاريع من هذا القبيل، مما أنتج "جزرا" متباعدة لا رابط وانسجام بينهما .وإذا كان الاعلام، بمختلف وسائله وتوجهاته قد رحب على العموم، بما حفل به النموذج التنموي الجديد، وانعكس ذلك على على المواد المخصصة له في السمعي البصري والصحافة المكتوبة والالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي، فإنه بالمقابل وعلى العكس من ذلك، لم يثير الهولدينغ الاعلامي الذي يضم كلا من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية، وميدي 1 تيفى، كثير اهتمام لهذا المشروع، الذي يتطلب الوقوف على مدى نجاعته وقدرته على توفير معايير الجودة والمهنية والتنوع والتنافسية، وتدعيم قيم الديمقراطية والمواطنة والاستقلالية التحريرية، حسب ما كتب واضعو هذا المشروع الحكومي بعنوان " استراتيجية تنمية السمعي البصري العمومي الجديد" الذي يرمي الى الجمع بين شركة "صورياد دوزيم" و" ميدي 1 تيفي" تحت لواء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كشركة قابضة. نموذج وهولدينغ : تركيز على النتائج وإهمال لأسباب الفشلفالأمر يتطلب الانكباب أولا عن تقييم هذه المؤسسات الإعلامية على مستوى مدى جدواها وتقييم مردوديتها الاقتصادية والمهنية، وذلك من أجل تقويم الاختلالات التي تعتريها في التدبير والتسيير والحكامة، بهدف إصلاحها وتأهيلها، حتى يشكل انضمامها الى الهولدينغ قيمة مضافة. كما يلاحظ أن كلا من النموذج التنموي الجديد ومؤسسات السمعي البصري المقرر تجميعها في الهولدينغ، ركزا على النتائج وأهمل كليهما البحث عن أسباب الفشل الذي آلت اليه تجربتهما السابقة.وفي افتتاحية بعنوان "نص هادئ لمغرب يغلى"، قال نور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية " الأيام"، إن تقرير النموذج التنموي الجديد " أريد له أن يكون سكانير حقيقي لأمراض بنيوية من أجل وصفة علاج جذرية، وليست تخفيفية أو تسكينية "، متسائلا في هذا السياق هل المشروع " حقق هذا المبتغى؟.وإن كان مفتاح ، قد عبر في معرض جوابه على سؤاله السابق عن اعتقاده الراسخ، بأن النموذج التنموي الجيد، " (..) لم يستطع الوصول الي المطلب الملكي، برفع الحقيقة، فإنه أقر مع ذلك بوجود " أفكار جيدة"، وعلى رأسها الدولة القوية، والمجتمع القوي والميثاق التنموي، وآلية المتابعة ودعم الاقتصاد الاجتماعي" وذلك على الرغم من تسجيل بأن " هناك احتشاما في طرح مسائل جوهرية" حددها في " الحسم في الاختيار الديمقراطي على الأرض، أو ما سبق أن سماه اليوسفي (..) بازدواجية الحكومة والدولة في المغرب".التغيير يحدث عبر مناهج بيداغوجيةفهل يمكن ان تتدارك اللجنة، ما قد يظهر من "ثغرات" كالانتقادات الموجهة الى تقرير النموذج التنموي الجديد، منها التصريحات التي استقتها جريدة " الأيام" من فاعلين ومختصين ونشرتها في ملف خاص بعددها الأخير، الذي تصدر غلافه، عنوان عريض مضمونه، " هل قال بنموسى كل الحقيقة القاسية التي طلبها منه الملك ؟ وهل توفق في " إحداث قطيعة مع المنهجية" التي اعتمدت في إعداد تقرير النموذج التنموي القديم، الذي اعتمد في تحريره " لغة محتشمة" وغياب " تشريح قوي لعوائق التنمية، واقتراحات مبتكرة لحلها. وإن كان المشروع لجأ واضعوه الى النهل من " قاموس تقدمي، في الصياغة، ولكن في المقابل تم افراغ مفاهيمه من محتواها، كما حصل مع " مفاهيم السيادة والوطنية واقتصاد الريع والعدالة الاجتماعية" و"افتقاد التقرير الجرأة" الكافية وذلك ب" عدم المس بالخطوط الحمراء.." وتجنب الخوض في القضايا التي تمس عمق المشاكل، وهو ما جعل تشريحه للواقع كان " صائبا"، الا أن " اقتراحاته ظلت مجرد متمنيات.."، كما يرى خبراء.الحاجة لمخطط وطني شامل بديل لمخططات قطاعيةوإن كان هناك من يسجل ( نجيب أقصبي الاستاذ والخبير الاقتصادي، في مقال نشرته منابر إعلامية )، أن غياب الانسجام في المخططات، يعود الى أن كل مخطط يحضر بشكل معزول عن باقي القطاعات، وبالتالي، " تكون النتيجة المنطقية، هي أن منهجية المخططات القطاعية ليست صائبة"، وهو ما يتطلب إعادة الاعتبار للمخطط الوطني الشامل.فالعجز المالي المزمن الذي ظلت تعاني منه مؤسسات الاعلام السمعي البصري، وذلك بسبب غياب نموذج اقتصادي حديث، وعجز مالي مزمن، و" شح الموارد، وارتفاع تكاليف الإنتاج والمضامين"، فإنه مع ذلك، لا يعفى المرء، من التأكيد على ضرورة، تحسين المنتوج، والارتقاء به على مستوى المضامين والمحتوى، مع فتح نقاش عمومي، تساهم فيه كافة الأطراف المتدخلة والمعنية بالشأن الإعلامي والثقافي، باعتباره ذلك السبيل الكفيل بتحقيق تلك النقلة النوعية التي يحتاجها الإعلام السمعي البصري العمومي ، حتى يكون بمقدوره في المرحلة الراهنة الاستجابة لتطلعات الجمهور .وإن كان اصلاح الإعلام السمعي البصري العمومي، يظل مطلبا مشروعا، فإن التغيير المنشود، يجب أن يحدث، عبر مناهج بيداغوجية، بآليات حديثة، وبواسطة الإقناع، عوض الاكتفاء بالعزف المنفرد على وثيرة " الضائقة المالية" التي يعاني منها، بدعوى أن هذه المعوقات، ستحول دون " انجاح القفزة المستقبلية، المرجوة من هذا التحول الإعلامي الجديد"، حسب ما جاء في تصريح سابق للمسؤول الأول عن هذا القطب السمعي البصري العمومي، أمام احدى لجان مجلس النواب.
ملصقات
