ساحة

جمال المحافظ يكتب عن الاعلام بين زمني الانتقال الديمقراطي والتناوب


كشـ24 نشر في: 23 مارس 2021

د. جمال المحافظكثيرا ما يحلو للعديد من السياسيين والباحثين ومعهم جمهور من المتتبعين المغاربة، القيام بمقارنات ما بين التجربة المغربية خلال حكومة " التناوب التوافقي" ما بين 1998 و2002 وفترة الانتقال الديمقراطي بإسبانيا ما بين 1975  1978 على الرغم من أن الجارة الشمالية للمغرب، حققت انتقالها في فترة وجيزة، بينما التناوب لم يكتمل، وتوقف مع " الخروج عن المنهجية الديمقراطية" آنذاك.وبغض النظر عن الاختلافات ما بين تجربتي الملكيتين المغربية الواقعة شمال افريقيا والاسبانية بجنوب أوروبا على المستويات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية، فإن ما جمع بين تجربتين الانتقال والتناوب، الى حد ما التشابه في طبيعة المرحلة التاريخية التي مرت بهما كلا التجربتين وسمتهما المشتركة المتمثلة في رغبة الفاعلين من مختلف المواقع معارضة وموالاة لتجاوز وضعية الاستبداد والحكم الفردي الى تحقيق انتقال ديمقراطي سلمي وسلس مبني على قاعدة التوافق بين الطبقة السياسية لطي صفحة الماضي الأليم والتوجه نحو المستقبل عبر الديمقراطية.فبمقتضى تدبير أعده الجنرال فرانكو الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لأزيد من 40 سنة، استلم الملك خوان كارلوس سنة 1975 قيادة الدولة، وتوافقت القوى السياسية يمينها ويسارها للمضي قدما بالانتقال الديمقراطي مع ترك الخلافات والصراعات جانبا والتوجه نحو المستقبل الذي توج بالمصادقة على دستور جديد، في حين أن التناوب الذي كان " ثمرة تفاهم وتوافق سياسي" بين الملك الراحل الحسن الثاني و( الكتلة الديمقراطية ) " صفقة تفاهم سياسي، مبني على الثقة، أكثر منه تعاقد مسطر" من أبرز نتائجها قبول قائد المعارضة عبد الرحمان اليوسفي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تشكيل الحكومة رقم 25 في تاريخ المغرب المعاصر.توافق بين حكومة ديمقراطية ناشئة، والاعلام تعدديبالمقابل يعود الانتقال الديمقراطي بإسبانيا، الى"  ثلاثة لا عبين رئيسيين"، هم الملك خوان كارلوس الأول الذي قرر التوجه نحو الديمقراطية مباشرة وأضولفو صواريث، أول رئيس حكومة منتخب ديمقراطيا، والاشتراكي فليبي غونواليس الذي قضى في رئاسة الحكومة 13 سنة. وشكلت هذه التجربة حالة فريدة للتوافق بين حكومة ديمقراطية ناشئة، وبين وسائل الاعلام متعددة التوجهات ( فرانكوية، اشتراكية، جهوية ...). وبعد اجراء انتخابات 15 يونيو 1977، تعزز الانتقال الديمقراطي، باتخاذ عدة قرارات جريئة منها على الخصوص اعلان العفو العام، والاعتراف بكل الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي، واعداد دستور جديد وإلغاء الرقابة على الصحافة وحذف وزارة الاعلام وإحداث محلها وزارة للثقافة.وتجدر الإشارة الى أن  الانتقال الديمقراطي يعد دعامة الاتصال السياسي الذي يتأسس من واقع التفاعل في ما بين وسائل الاعلام والسياسة والمواطنات والمواطنين مما يجعله ينطوي على قواعد وتوقعات معيارية تبدو جد معقدة.فعلى خلاف المغرب، ساهمت وسائل الاعلام  الاسبانية، بدور حاسم في احتضان الانتقال الديمقراطي، واجتهدت الصحافة في ترويج خطاب جديد في مجالي السياسة والثقافة، مسايرة بذلك تطور النقاش السياسي في القضايا العامة، في الوقت الذي كان الإعلام في مرحلة ديكتاتورية فرانكو ينزع الطابع السياسي عن اهتمامات الجمهور، مع التركيز على قضايا بعيدة عن انشغالات الرأي العام.الاعلام في زمن التناوب علاقة ملتبسةوإذا كان هذا واقع حال الاعلام بإسبانيا بعد مرحلة فرانكو، فإن " التناوب التوافقي"، وإن حظي بترحيب وطني ودولي، فإن التأييد الذي لقيته هذه التجربة في بدايتها من وسائل الاعلام،، سرعان ما تحول الى انتقاد لأدائها على صفحات الجرائد، خاصة بعدما "فشلت" الحكومة في إحداث تغيير عميق في قطاع الصحافة والإعلام والعمومي، وفي ظل عجز الطبقة السياسية على فهم متطلبات هذا القطاع الاستراتيجي وخصوصياته المهنية.فالمغرب وإن عرف على المستوى السياسي والدستوري والحقوقي، دينامية متواصلة زمن التناوب، إلا أن العلاقة مع وسائل الاعلام ظلت دائما تشكل فضاء للتوتر بين الدولة والصحافة، على الرغم من أن التحول الى الديمقراطية، غالبا ما يفضى الى نزاعات أساسية بين الحكومات والاعلام . كما أن الاختلاف حول مفاهيم حماية القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والأمن القومي والنظام العام، والتي ما تتخذ في الغالب كذرائع ، لتبرير التدخل السياسي في الصحافة.وعلى الرغم من ذلك، انتعشت الكتابة الصحفية، في مرحلة التناوب حول الذاكرة السياسية الوطنية بشكل ملحوظ، وتميز ما كانت تنشره الصحف، بجرأة كبيرة في تناول قضايا كانت تعد من المحرمات الى حين، بسبب "الخطوط الحمراء" والإفراط في ممارسة الرقابة الذاتية لدى معالجة ملفات التاريخ السياسي الوطني . وتنافست الصحافة المكتوبة، في هذا الصدد على تقليب صفحات الماضي، وحظيت هذه الحفريات الاعلامية  باهتمام متزايد من لدن الطبقة السياسية ومعها فئات واسعة من الرأي العام، وهو ما مكن من احداث نقلة نوعية في التفكير والبحث.كما سجل انتعاش ملحوظ في الاقبال على الصحافة، وعرف الأداء المهني نتيجة ذلك تطورا، مع الاستناد في تحليل المادة الصحفية على مقاربات تسند على قواعد المنهج التوثيقي، وتعزز المشهد الصحفي والاعلامي أيضا بالتحاق جيل جديد من الشباب ب" مهنة المتاعب"، من المتوفرين على تكوين عال.الصحافة تخلخل يقينيات أحداث الماضيوإذا كانت الصحافة قد تمكنت من أن نفض الغبار عن ملفات الماضي، بالتساؤلات حول ظروف وتداعيات بعض الأحداث، فإنها أثارت في المقابل جدلا واسعا، حول وظائف الصحافة، ودور الصحفي في تناول هذه الأحداث، التي عادة من اختصاص المؤرخين، لأن تحرير المادة الصحفية، تختلف عن الكتابة التاريخية، لتعامل الصحافة الفوري مع الأحداث بمنهجية اعلامية وتحويلها الى مادة صحفية، حتى تكون في مستوى ادراك فئات واسعة من القراء والمشاهدين والمستمعين. هذه التحولات خلقت على مستوى أداء الاعلام، واقعا جديدا، وتخلخلت بموجبها يقينيات سادت لردح من الزمن حول فصول من أحداث الماضي التي طرحت وفق مقاربات مستجدة، وأعيد قراءتها وتحليلها بدون قيود في مرآة الصحافة. وخلقت هذه الوقائع المنشورة جدلا واسعا بين مختلف الأطراف الحزبية والحكومية والإعلامية، ومعها طرحت اشكاليات متعددة من قبيل ماهي حدود التماس بين الفاعل السياسي والصحافة، ودور الاعلام في زمن التناوب التوافقي .الانتقال الديمقراطي: الصحافة أداة اتصال مستقلة وإذا كانت الصحافة الاسبانية، تمكنت خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي من التحول الى أدوات اتصال مستقلة عن الحكومة وذات خط تحريري يعكس توجهات القائمين عليها بفضل أجواء الحرية ما بعد فرانكو، وساعد الاعلام على ترسيخ الديمقراطية، والارتقاء بمستوى العمل الصحافي، فإنه على العكس من ذلك ساد التوتر زمن التناوب ما بين الصحافة والدولة، وانصب الجدل حول العلاقة الملتبسة في مراحل الانتقال الديمقراطي بين الفاعل السياسي والفاعل الإعلامي. فالتناوب وإن " لم يكن تلك العصا السحرية التي تحقق المعجزات"، فإن وسائل الاعلام، جعلت قطاعات عريضة من المجتمع المغربي، تتوق الى "استعادة السنوات الضائعة"، لكن ابتداء من أواخر سنة 2000، وبعد" الخروج عن المنهجية الديمقراطية " في 2002 بتعيين وزير أول تكنوقراطي من خارج الأحزاب السياسية، "وقع احكام للقبضة من جديد على الصحافة"، حيث تعرضت ثلاثة من الجرائد للمنع من الصدور، ليس بحكم قضائي، وإنما بقرار حكومي.

د. جمال المحافظكثيرا ما يحلو للعديد من السياسيين والباحثين ومعهم جمهور من المتتبعين المغاربة، القيام بمقارنات ما بين التجربة المغربية خلال حكومة " التناوب التوافقي" ما بين 1998 و2002 وفترة الانتقال الديمقراطي بإسبانيا ما بين 1975  1978 على الرغم من أن الجارة الشمالية للمغرب، حققت انتقالها في فترة وجيزة، بينما التناوب لم يكتمل، وتوقف مع " الخروج عن المنهجية الديمقراطية" آنذاك.وبغض النظر عن الاختلافات ما بين تجربتي الملكيتين المغربية الواقعة شمال افريقيا والاسبانية بجنوب أوروبا على المستويات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية، فإن ما جمع بين تجربتين الانتقال والتناوب، الى حد ما التشابه في طبيعة المرحلة التاريخية التي مرت بهما كلا التجربتين وسمتهما المشتركة المتمثلة في رغبة الفاعلين من مختلف المواقع معارضة وموالاة لتجاوز وضعية الاستبداد والحكم الفردي الى تحقيق انتقال ديمقراطي سلمي وسلس مبني على قاعدة التوافق بين الطبقة السياسية لطي صفحة الماضي الأليم والتوجه نحو المستقبل عبر الديمقراطية.فبمقتضى تدبير أعده الجنرال فرانكو الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لأزيد من 40 سنة، استلم الملك خوان كارلوس سنة 1975 قيادة الدولة، وتوافقت القوى السياسية يمينها ويسارها للمضي قدما بالانتقال الديمقراطي مع ترك الخلافات والصراعات جانبا والتوجه نحو المستقبل الذي توج بالمصادقة على دستور جديد، في حين أن التناوب الذي كان " ثمرة تفاهم وتوافق سياسي" بين الملك الراحل الحسن الثاني و( الكتلة الديمقراطية ) " صفقة تفاهم سياسي، مبني على الثقة، أكثر منه تعاقد مسطر" من أبرز نتائجها قبول قائد المعارضة عبد الرحمان اليوسفي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تشكيل الحكومة رقم 25 في تاريخ المغرب المعاصر.توافق بين حكومة ديمقراطية ناشئة، والاعلام تعدديبالمقابل يعود الانتقال الديمقراطي بإسبانيا، الى"  ثلاثة لا عبين رئيسيين"، هم الملك خوان كارلوس الأول الذي قرر التوجه نحو الديمقراطية مباشرة وأضولفو صواريث، أول رئيس حكومة منتخب ديمقراطيا، والاشتراكي فليبي غونواليس الذي قضى في رئاسة الحكومة 13 سنة. وشكلت هذه التجربة حالة فريدة للتوافق بين حكومة ديمقراطية ناشئة، وبين وسائل الاعلام متعددة التوجهات ( فرانكوية، اشتراكية، جهوية ...). وبعد اجراء انتخابات 15 يونيو 1977، تعزز الانتقال الديمقراطي، باتخاذ عدة قرارات جريئة منها على الخصوص اعلان العفو العام، والاعتراف بكل الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي، واعداد دستور جديد وإلغاء الرقابة على الصحافة وحذف وزارة الاعلام وإحداث محلها وزارة للثقافة.وتجدر الإشارة الى أن  الانتقال الديمقراطي يعد دعامة الاتصال السياسي الذي يتأسس من واقع التفاعل في ما بين وسائل الاعلام والسياسة والمواطنات والمواطنين مما يجعله ينطوي على قواعد وتوقعات معيارية تبدو جد معقدة.فعلى خلاف المغرب، ساهمت وسائل الاعلام  الاسبانية، بدور حاسم في احتضان الانتقال الديمقراطي، واجتهدت الصحافة في ترويج خطاب جديد في مجالي السياسة والثقافة، مسايرة بذلك تطور النقاش السياسي في القضايا العامة، في الوقت الذي كان الإعلام في مرحلة ديكتاتورية فرانكو ينزع الطابع السياسي عن اهتمامات الجمهور، مع التركيز على قضايا بعيدة عن انشغالات الرأي العام.الاعلام في زمن التناوب علاقة ملتبسةوإذا كان هذا واقع حال الاعلام بإسبانيا بعد مرحلة فرانكو، فإن " التناوب التوافقي"، وإن حظي بترحيب وطني ودولي، فإن التأييد الذي لقيته هذه التجربة في بدايتها من وسائل الاعلام،، سرعان ما تحول الى انتقاد لأدائها على صفحات الجرائد، خاصة بعدما "فشلت" الحكومة في إحداث تغيير عميق في قطاع الصحافة والإعلام والعمومي، وفي ظل عجز الطبقة السياسية على فهم متطلبات هذا القطاع الاستراتيجي وخصوصياته المهنية.فالمغرب وإن عرف على المستوى السياسي والدستوري والحقوقي، دينامية متواصلة زمن التناوب، إلا أن العلاقة مع وسائل الاعلام ظلت دائما تشكل فضاء للتوتر بين الدولة والصحافة، على الرغم من أن التحول الى الديمقراطية، غالبا ما يفضى الى نزاعات أساسية بين الحكومات والاعلام . كما أن الاختلاف حول مفاهيم حماية القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والأمن القومي والنظام العام، والتي ما تتخذ في الغالب كذرائع ، لتبرير التدخل السياسي في الصحافة.وعلى الرغم من ذلك، انتعشت الكتابة الصحفية، في مرحلة التناوب حول الذاكرة السياسية الوطنية بشكل ملحوظ، وتميز ما كانت تنشره الصحف، بجرأة كبيرة في تناول قضايا كانت تعد من المحرمات الى حين، بسبب "الخطوط الحمراء" والإفراط في ممارسة الرقابة الذاتية لدى معالجة ملفات التاريخ السياسي الوطني . وتنافست الصحافة المكتوبة، في هذا الصدد على تقليب صفحات الماضي، وحظيت هذه الحفريات الاعلامية  باهتمام متزايد من لدن الطبقة السياسية ومعها فئات واسعة من الرأي العام، وهو ما مكن من احداث نقلة نوعية في التفكير والبحث.كما سجل انتعاش ملحوظ في الاقبال على الصحافة، وعرف الأداء المهني نتيجة ذلك تطورا، مع الاستناد في تحليل المادة الصحفية على مقاربات تسند على قواعد المنهج التوثيقي، وتعزز المشهد الصحفي والاعلامي أيضا بالتحاق جيل جديد من الشباب ب" مهنة المتاعب"، من المتوفرين على تكوين عال.الصحافة تخلخل يقينيات أحداث الماضيوإذا كانت الصحافة قد تمكنت من أن نفض الغبار عن ملفات الماضي، بالتساؤلات حول ظروف وتداعيات بعض الأحداث، فإنها أثارت في المقابل جدلا واسعا، حول وظائف الصحافة، ودور الصحفي في تناول هذه الأحداث، التي عادة من اختصاص المؤرخين، لأن تحرير المادة الصحفية، تختلف عن الكتابة التاريخية، لتعامل الصحافة الفوري مع الأحداث بمنهجية اعلامية وتحويلها الى مادة صحفية، حتى تكون في مستوى ادراك فئات واسعة من القراء والمشاهدين والمستمعين. هذه التحولات خلقت على مستوى أداء الاعلام، واقعا جديدا، وتخلخلت بموجبها يقينيات سادت لردح من الزمن حول فصول من أحداث الماضي التي طرحت وفق مقاربات مستجدة، وأعيد قراءتها وتحليلها بدون قيود في مرآة الصحافة. وخلقت هذه الوقائع المنشورة جدلا واسعا بين مختلف الأطراف الحزبية والحكومية والإعلامية، ومعها طرحت اشكاليات متعددة من قبيل ماهي حدود التماس بين الفاعل السياسي والصحافة، ودور الاعلام في زمن التناوب التوافقي .الانتقال الديمقراطي: الصحافة أداة اتصال مستقلة وإذا كانت الصحافة الاسبانية، تمكنت خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي من التحول الى أدوات اتصال مستقلة عن الحكومة وذات خط تحريري يعكس توجهات القائمين عليها بفضل أجواء الحرية ما بعد فرانكو، وساعد الاعلام على ترسيخ الديمقراطية، والارتقاء بمستوى العمل الصحافي، فإنه على العكس من ذلك ساد التوتر زمن التناوب ما بين الصحافة والدولة، وانصب الجدل حول العلاقة الملتبسة في مراحل الانتقال الديمقراطي بين الفاعل السياسي والفاعل الإعلامي. فالتناوب وإن " لم يكن تلك العصا السحرية التي تحقق المعجزات"، فإن وسائل الاعلام، جعلت قطاعات عريضة من المجتمع المغربي، تتوق الى "استعادة السنوات الضائعة"، لكن ابتداء من أواخر سنة 2000، وبعد" الخروج عن المنهجية الديمقراطية " في 2002 بتعيين وزير أول تكنوقراطي من خارج الأحزاب السياسية، "وقع احكام للقبضة من جديد على الصحافة"، حيث تعرضت ثلاثة من الجرائد للمنع من الصدور، ليس بحكم قضائي، وإنما بقرار حكومي.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة