

ساحة
تكناوي يكتب عن : التعليم في الزمن الكوروني.. تدريس أم تعليم عن بعد؟؟؟
محمد تكناوي :اتخذت السلطات المغربية منذ 16 مارس 2020 قرار اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد؛ ولتأمين السيرورة البيداغوجية كان لابد من ايجاد مخرجات تمكن التلاميذ من متابعة دروسهم في المنزل، فتم تفعيل التعليم عن بعد كإجراء احترازي عبر اعتماد تقنيات التواصل الحديثة كإطلاق البوابات الالكترونية ومنصات تفاعلية وانتاج موارد رقيمة وانشاء اقسام افتراضية، كما دعت الوزارة الوصية على قطاع التعليم الاطر التربوية الى التواصل الإلكتروني مع التلاميذ، فبادر جل المدرسين كل حسب قدراته وامكاناته والوسائل الخاصة التي يتحوز عليها على تبني مسطحات وصفحات الفايسبوك واحداث مجموعات الواتساب وغيرها من التقنيات.والتعليم عن بعد هو ليس مستجد على الساحة التربوية فقد عرفته عدد من الدول خاصة المتقدمة منذ او اخر السبعينيات من القرن الماضي لكن تفشي جائحة فيروس كورونا عمل على تسليط مزيدا من الاضواء الكاشفة عليه واعادته للواجهة بقوة في العديد من دول المعمور، وبالنسبة للمغرب فقد تمت الاشارة الى التعليم عن بعد في مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر سنة 1999 حيث تم التنصيص على الاستعانة بالتعليم عن بعد في مستوى الاعدادي والثانوي في المناطق المعزولة، وارتقى التصور حوله في الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 حيث نصت الفقرة الرابعة من الدعامة التاسعة عشرة على ضرورة التعزيز التدريجي لصيغ التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد عبر اعتماد برامج ووسائط رقمية تفاعلية ، كما تم استحضاره ايضا في القانون الاطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي الذي كان يروم ادماج تكنولوجيا المعرفة الرقمية كنظام يتوجه صوب الدمقرطة والتأهيل والتكوين وذلك من خلال العمل على تطوير التعلم الذاتي، كما دعى هذا القانون الجهات المسؤولة الى اتخاد جميع التدابير اللازمة والمناسبة لتمكين مؤسسات التربية والتعليم من تعزيز ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للنهوض بجودة التعلمات وانتاج الموارد الرقمية وتنمية وتطوير التعلم عن بعد . الى انه ونظرا لاعتبارات عديدة لعل اهمها غياب ارضية صلبة لإرساء هذا النظام لم تعمل وزارة التعليم او بالأحرى لم تتمكن من تنزيل هذه المقتضيات وتفعيل رقمنة التعليم الذي بقي مجرد منظومة مكملة للتعليم الحضوري وليس تعليما قائما بذاته.فإكراه جائحة كورونا اذن فرضت على وزارة التربية الوطنية تبني التدريس عن بعد لسد فجوة توقف الدراسة بالاعتماد على تقنيات التواصل الحديثة، وهنا اود الاشارة الى اهمية التمييز بين التعليم عن بعد والذي اصبح مصطلحا شائعا والتدريس عن بعد، فالتدابير والاجراءات المتخذة كانت تروم استمرارية البيئة التعليمية لكن في العالم الافتراضي؛وفي الاطار اعتقد ان هذا التدبير الاستثنائي هو تدريس عن بعد ينبغي تمييزه عن التعليم عن بعد، فماذا نقصد بالتدريس عن بعد والتعليم عن بعد ؟؟وعملية التدريس عن بعد هو اجراء استثنائي يتم اللجوء اليه في حالة الطوارئ وهو عبارة عن تحول مؤقت لنقل التدريس من النظام التقليدي الى التعليم عن بعد من خلال التكنولوجيا على أن يعود التدريس الى ما كان عليه قبل حالات الطوارئ، بعبارة اخرة فالتدريس عن بعد في حالة الطوارئ وجد من اجل توفير التعليم وضمان السيرورة البيداغوجية والتواصل بطريقة سريعة ينتهي بانتهاء او برفع حالة الطوارئ، ايضا العنصر الاساسي في التعلم عن بعد او التعليم الالكتروني هو التلميذ او الطالب ولكن في وضعية التدريس عن بعد بقي المعلم او المدرس هو محور العملية التعليمية ومصدر المعلومات باعتباره ملقن في حين يكون دوره في التعليم عن بعد منشط او موجه..اما التعليم عن بعد فهو نظام تقوم به مؤسسات تعليمية تعمل على ايصال المادة التعليمية الى اولئك الذين حرموا من الوصول اليه او الاستمرار فيه في اماكنه المعتادة اي المؤسسات التعليمية والجامعات سواء كان ذلك راجع لأسباب مهنية او تعليمية او جغرافية او اجتماعية او بسبب اعاقة جسدية او غيرها في اي مكان وفي اي وقت وعن طريق وسائل اتصال متعددة مثل الاقمار الاصطناعية او اشرطة الفيديو وغيرها وقد تعددت وتنوعت طرق هذا النوع من التعليم كالتعليم بالمراسلة او التعليم المنزلي او التعليم المفتوح ...وهو يتيح مرونة في التعلم.ومهما يكن فقد ابانت تجربة حالة الطوارئ الصحية التي اعتمدتها السلطات المغربية منذ 20 مارس الماضي عن اهمية التدريس عن بعد، ويجب الاستفادة منها لتحسين التعلم والرفع من وثيرته والعمل على سد الفجوات في فرص التعليم وضمان حصول كل الاطفال المغاربة على فرص تعليم جيدة ومتساوية، كما نامل ان تستمر جدوة هذا التعليم عن بعد وان لا تخبوا وتعود الى مسارها المعتاد بمجرد رفع الحجر الصحي وعودة الحياة الى طبيعتها العادية.
محمد تكناوي :اتخذت السلطات المغربية منذ 16 مارس 2020 قرار اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد؛ ولتأمين السيرورة البيداغوجية كان لابد من ايجاد مخرجات تمكن التلاميذ من متابعة دروسهم في المنزل، فتم تفعيل التعليم عن بعد كإجراء احترازي عبر اعتماد تقنيات التواصل الحديثة كإطلاق البوابات الالكترونية ومنصات تفاعلية وانتاج موارد رقيمة وانشاء اقسام افتراضية، كما دعت الوزارة الوصية على قطاع التعليم الاطر التربوية الى التواصل الإلكتروني مع التلاميذ، فبادر جل المدرسين كل حسب قدراته وامكاناته والوسائل الخاصة التي يتحوز عليها على تبني مسطحات وصفحات الفايسبوك واحداث مجموعات الواتساب وغيرها من التقنيات.والتعليم عن بعد هو ليس مستجد على الساحة التربوية فقد عرفته عدد من الدول خاصة المتقدمة منذ او اخر السبعينيات من القرن الماضي لكن تفشي جائحة فيروس كورونا عمل على تسليط مزيدا من الاضواء الكاشفة عليه واعادته للواجهة بقوة في العديد من دول المعمور، وبالنسبة للمغرب فقد تمت الاشارة الى التعليم عن بعد في مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر سنة 1999 حيث تم التنصيص على الاستعانة بالتعليم عن بعد في مستوى الاعدادي والثانوي في المناطق المعزولة، وارتقى التصور حوله في الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 حيث نصت الفقرة الرابعة من الدعامة التاسعة عشرة على ضرورة التعزيز التدريجي لصيغ التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد عبر اعتماد برامج ووسائط رقمية تفاعلية ، كما تم استحضاره ايضا في القانون الاطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي الذي كان يروم ادماج تكنولوجيا المعرفة الرقمية كنظام يتوجه صوب الدمقرطة والتأهيل والتكوين وذلك من خلال العمل على تطوير التعلم الذاتي، كما دعى هذا القانون الجهات المسؤولة الى اتخاد جميع التدابير اللازمة والمناسبة لتمكين مؤسسات التربية والتعليم من تعزيز ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للنهوض بجودة التعلمات وانتاج الموارد الرقمية وتنمية وتطوير التعلم عن بعد . الى انه ونظرا لاعتبارات عديدة لعل اهمها غياب ارضية صلبة لإرساء هذا النظام لم تعمل وزارة التعليم او بالأحرى لم تتمكن من تنزيل هذه المقتضيات وتفعيل رقمنة التعليم الذي بقي مجرد منظومة مكملة للتعليم الحضوري وليس تعليما قائما بذاته.فإكراه جائحة كورونا اذن فرضت على وزارة التربية الوطنية تبني التدريس عن بعد لسد فجوة توقف الدراسة بالاعتماد على تقنيات التواصل الحديثة، وهنا اود الاشارة الى اهمية التمييز بين التعليم عن بعد والذي اصبح مصطلحا شائعا والتدريس عن بعد، فالتدابير والاجراءات المتخذة كانت تروم استمرارية البيئة التعليمية لكن في العالم الافتراضي؛وفي الاطار اعتقد ان هذا التدبير الاستثنائي هو تدريس عن بعد ينبغي تمييزه عن التعليم عن بعد، فماذا نقصد بالتدريس عن بعد والتعليم عن بعد ؟؟وعملية التدريس عن بعد هو اجراء استثنائي يتم اللجوء اليه في حالة الطوارئ وهو عبارة عن تحول مؤقت لنقل التدريس من النظام التقليدي الى التعليم عن بعد من خلال التكنولوجيا على أن يعود التدريس الى ما كان عليه قبل حالات الطوارئ، بعبارة اخرة فالتدريس عن بعد في حالة الطوارئ وجد من اجل توفير التعليم وضمان السيرورة البيداغوجية والتواصل بطريقة سريعة ينتهي بانتهاء او برفع حالة الطوارئ، ايضا العنصر الاساسي في التعلم عن بعد او التعليم الالكتروني هو التلميذ او الطالب ولكن في وضعية التدريس عن بعد بقي المعلم او المدرس هو محور العملية التعليمية ومصدر المعلومات باعتباره ملقن في حين يكون دوره في التعليم عن بعد منشط او موجه..اما التعليم عن بعد فهو نظام تقوم به مؤسسات تعليمية تعمل على ايصال المادة التعليمية الى اولئك الذين حرموا من الوصول اليه او الاستمرار فيه في اماكنه المعتادة اي المؤسسات التعليمية والجامعات سواء كان ذلك راجع لأسباب مهنية او تعليمية او جغرافية او اجتماعية او بسبب اعاقة جسدية او غيرها في اي مكان وفي اي وقت وعن طريق وسائل اتصال متعددة مثل الاقمار الاصطناعية او اشرطة الفيديو وغيرها وقد تعددت وتنوعت طرق هذا النوع من التعليم كالتعليم بالمراسلة او التعليم المنزلي او التعليم المفتوح ...وهو يتيح مرونة في التعلم.ومهما يكن فقد ابانت تجربة حالة الطوارئ الصحية التي اعتمدتها السلطات المغربية منذ 20 مارس الماضي عن اهمية التدريس عن بعد، ويجب الاستفادة منها لتحسين التعلم والرفع من وثيرته والعمل على سد الفجوات في فرص التعليم وضمان حصول كل الاطفال المغاربة على فرص تعليم جيدة ومتساوية، كما نامل ان تستمر جدوة هذا التعليم عن بعد وان لا تخبوا وتعود الى مسارها المعتاد بمجرد رفع الحجر الصحي وعودة الحياة الى طبيعتها العادية.
ملصقات
