ساحة

تكناوي يكتب: توظيف أساتذة التعليم الخصوصي بين النص القانوني والممارسة الميدانية


كشـ24 نشر في: 26 ديسمبر 2021

استاثرت في المدة الأخيرة الشروط الجديدة التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أمام المترشحين لاجتياز مباراة توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بالحيز الاهم من النقاش العمومي، حيث شكل فرصة لتسليط مزيدا من الأضواء الكاشفة على الشروط الواجب توافرها في الممارس البيداغوجي، باعتباره حجر الزاوية في كل تجديد و إصلاح تربوي، و باعتباره أيضا المنفذ الأول لجل الخطط الاستراتيجية المرسومة من أجل تحسين وضعية الممارسة البيداغوجية ، والارتقاء بالتوظيف و دعم جاذبية مهن التربية والتكوين.و ارتباطا بهدا الموضوع الدي اسال الكثير من المداد من مشايع ومنتقد، ينتصب التساؤل عن المعايير الواجب توفرها في أساتذة التعليم المدرسي الخصوصي، و هل تحرص الوزارة فعلا على التطبيق السليم لهذه الشروط.تنص المادة 14، من القانون رقم 06.00 بمثابة النظام الأساسي للتعليم المدرسي الخصوصي للتعليم المدرسي الخصوصي، انه يشترط في المدرس بمؤسسة التعليم المدرسي الخصوصي أن يكون مغربي الجنسية، وأن لا يقل عمره عن 18 سنة، وأن يثبت بشهادة طبية مصادق عليها من لدن السلطات الطبية المختصة سلامته الصحية والعقلية لمزاولة هذه المهنة.ويشترط ايضا في المدرس بمؤسسة التعليم المدرسي الخصوصي كذلك، أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية، وأن يكون متوفرا على المؤهلات التربوية المحددة بنص تنظيمي، ويجوز للأكاديمية أن ترخص وفق الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما لأشخاص غير مغاربة للقيام بمهام التدريس، وفق النظام الأساسي.و تدبير قطاع أساتذة التعليم الخاص يخضع دائما حسب الاجراءات المنصوص عليها في القانون رقم 06.00 ، الذي يشترط شهادة الباكالوريا بالنسبة للمدرسين بالتعليم الابتدائي، والإجازة بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي.كما أن المدرسات والمدرسين العاملين بالتعليم الخصوصي يخضعون لدورات تكوينية تنظمها المديريات الإقليمية، والأكاديميات الجهوية، في إطار التكوين المستمر، كما يخضعون لعملية التفتيش والمراقبة التربوية، شأنهم في ذلك شأن نظرائهم في التعليم العمومي.الى جانب الشق التربوي والبيداغوجي هناك الشق القانوني الخاص بمدرسي التعليم الخصوصي، كتحديد الحد الأدنى للأجر، والواجبات والحقوق، وغيرها والتي يخضعون فيها لما هو منصوص عليه في مدونة الشغل، باعتبارهم أجراء.و من المفروض توفر المدرس على ملف يتم إيداعه لدى المكاتب المختصة بالمديريات الإقليمية، يتضمن مجموعة من الوثائق، مثل الشهادات الأكاديمية المحصل عليها، ووثيقة حسن السيرة والسلوك، ونسخة من عقد العمل، الذي يحدد العلاقة بين المشغل والمدرس.و يتم اخضاع جميع المدرسات والمدرسين العاملين بالتعليم الخصوصي، لنوع من المراقبة التربوية والتأطير، من طرف المفتشات والمفتشين على صعيد المقاطعات التربوية، حيث لا يكون هناك تمييز بين مؤسسات التعليم الخاص أو العام.والملاحظ أنه بالرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من أجل التوعية بأهمية العناية بوضعية العاملين بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي وتكوينهم تكوينا مناسبا ، واعتماد المراقبة الإدارة والتربوية لقطاع التعليم الخصوصي بناء على المادة 22 من القانون 00-06 فإن مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي ينبغي أن تخضع لنوعين من المراقبة: مراقبة تربوية وتتمثل في السهر على تطبيق البرامج والمناهج الوطنية والتحقق من حسن استعمال التجهيزات التربوية ووسائل التعلم، ومؤهلات المدرسين والكتب والمراجع المستعملة ويتولى القيام بها مفتشو التعليم العمومي. أما المراقبة الإدارية فتنصب على مطابقة البنايات والتجهيزات لما هو مرخص به، وفحص ملفات الفتح والتسيير وفحص ملفات التلاميذ والعاملين بالمؤسسة وسيارات النقل المدرسي، وتتولى القيام بها لجان للمراقبة الإدارية تحدث لهدا الغرض على مستوى المديريات الإقليمية.اقول بالرغم من هده الجهود، فهي تبقى غير كافية حسب راي العديد من الفاعلين في هدا القطاع، فالمراقبة الإدارية حاليا على مستوى المديريات و الأكاديميات، تشوبها العديد من نواحي القصور، خاصة على مستوى ضعف منسوب الانجاز ، بل أنها تذهب احيانا لملامسة مجالات من اختصاص قطاعات حكومية أخرى لا تعنيها، ايضا رصد صعوبة إحداث لجن دائمة للمراقبة على صعيد المديريات الإقليمية بسبب عدم تفرغ موظفي هده المكاتب لهذه العملية فقط ، بل ان دورها يكاد يقف على تسجيل المخالفات دون تفعيل الإجراءات الزجرية المقررة قانونا في حق المؤسسات التي تسجل في حقها مخالفات بفعل غياب هيأة المحلفين التي أوكل إليها القانون مهمة معاينة المخالفات، وبالتالي تبقى هذه المراقبة دون فاعلية وعاجزة عن تطبيق الجزاءات القانونية.وعلى مستوى اخضاع مدرسات ومدرسي التعليم المدرسي الخصوصي لدورات تكوينية , فقد سجل المهنيون العاملون في القطاع عن مجموعة من المشاكل المرتبطة بالاليات المعتمدة في برمجتها، فقد اسر ا لنا مصدر رفض الافصاح عن هويته، انه على مستوى المديرية الإقليمية لمراكش على سبيل الذكر، لم يستفيد اطر هده المؤسسات من اي تكوين خلال السنة الدراسية المنصرمة، وهده السنة اقتصر على استدعاء منسقي الأندية والتربوية، لتكوين على مدى يومين مع تحديد استاذ عن كل مؤسسة مع تسجيل عدم ملائمة توقيت برمجته، كما تم إقصاء مدراء هده المؤسسات من التكوين الدي استفاد منه مدراء التعليم العمومي مؤخراً حول التربية الدامجة، و هده الأمثلة هي غيض من فيض ممارسات تتعارض من شعارات التعميم الشامل والمنصف للتعليم ، وتجويد العرض التربوي في إطار تكافؤ الفرص وفي تكامل مع التعليم العمومي، ومن إمكانية تطوير قدرات العاملين في هدا القطاع وتاهيلهم والرفع من اداءهم وكفاءتهم المهنية.

استاثرت في المدة الأخيرة الشروط الجديدة التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أمام المترشحين لاجتياز مباراة توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بالحيز الاهم من النقاش العمومي، حيث شكل فرصة لتسليط مزيدا من الأضواء الكاشفة على الشروط الواجب توافرها في الممارس البيداغوجي، باعتباره حجر الزاوية في كل تجديد و إصلاح تربوي، و باعتباره أيضا المنفذ الأول لجل الخطط الاستراتيجية المرسومة من أجل تحسين وضعية الممارسة البيداغوجية ، والارتقاء بالتوظيف و دعم جاذبية مهن التربية والتكوين.و ارتباطا بهدا الموضوع الدي اسال الكثير من المداد من مشايع ومنتقد، ينتصب التساؤل عن المعايير الواجب توفرها في أساتذة التعليم المدرسي الخصوصي، و هل تحرص الوزارة فعلا على التطبيق السليم لهذه الشروط.تنص المادة 14، من القانون رقم 06.00 بمثابة النظام الأساسي للتعليم المدرسي الخصوصي للتعليم المدرسي الخصوصي، انه يشترط في المدرس بمؤسسة التعليم المدرسي الخصوصي أن يكون مغربي الجنسية، وأن لا يقل عمره عن 18 سنة، وأن يثبت بشهادة طبية مصادق عليها من لدن السلطات الطبية المختصة سلامته الصحية والعقلية لمزاولة هذه المهنة.ويشترط ايضا في المدرس بمؤسسة التعليم المدرسي الخصوصي كذلك، أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية، وأن يكون متوفرا على المؤهلات التربوية المحددة بنص تنظيمي، ويجوز للأكاديمية أن ترخص وفق الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما لأشخاص غير مغاربة للقيام بمهام التدريس، وفق النظام الأساسي.و تدبير قطاع أساتذة التعليم الخاص يخضع دائما حسب الاجراءات المنصوص عليها في القانون رقم 06.00 ، الذي يشترط شهادة الباكالوريا بالنسبة للمدرسين بالتعليم الابتدائي، والإجازة بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي.كما أن المدرسات والمدرسين العاملين بالتعليم الخصوصي يخضعون لدورات تكوينية تنظمها المديريات الإقليمية، والأكاديميات الجهوية، في إطار التكوين المستمر، كما يخضعون لعملية التفتيش والمراقبة التربوية، شأنهم في ذلك شأن نظرائهم في التعليم العمومي.الى جانب الشق التربوي والبيداغوجي هناك الشق القانوني الخاص بمدرسي التعليم الخصوصي، كتحديد الحد الأدنى للأجر، والواجبات والحقوق، وغيرها والتي يخضعون فيها لما هو منصوص عليه في مدونة الشغل، باعتبارهم أجراء.و من المفروض توفر المدرس على ملف يتم إيداعه لدى المكاتب المختصة بالمديريات الإقليمية، يتضمن مجموعة من الوثائق، مثل الشهادات الأكاديمية المحصل عليها، ووثيقة حسن السيرة والسلوك، ونسخة من عقد العمل، الذي يحدد العلاقة بين المشغل والمدرس.و يتم اخضاع جميع المدرسات والمدرسين العاملين بالتعليم الخصوصي، لنوع من المراقبة التربوية والتأطير، من طرف المفتشات والمفتشين على صعيد المقاطعات التربوية، حيث لا يكون هناك تمييز بين مؤسسات التعليم الخاص أو العام.والملاحظ أنه بالرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من أجل التوعية بأهمية العناية بوضعية العاملين بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي وتكوينهم تكوينا مناسبا ، واعتماد المراقبة الإدارة والتربوية لقطاع التعليم الخصوصي بناء على المادة 22 من القانون 00-06 فإن مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي ينبغي أن تخضع لنوعين من المراقبة: مراقبة تربوية وتتمثل في السهر على تطبيق البرامج والمناهج الوطنية والتحقق من حسن استعمال التجهيزات التربوية ووسائل التعلم، ومؤهلات المدرسين والكتب والمراجع المستعملة ويتولى القيام بها مفتشو التعليم العمومي. أما المراقبة الإدارية فتنصب على مطابقة البنايات والتجهيزات لما هو مرخص به، وفحص ملفات الفتح والتسيير وفحص ملفات التلاميذ والعاملين بالمؤسسة وسيارات النقل المدرسي، وتتولى القيام بها لجان للمراقبة الإدارية تحدث لهدا الغرض على مستوى المديريات الإقليمية.اقول بالرغم من هده الجهود، فهي تبقى غير كافية حسب راي العديد من الفاعلين في هدا القطاع، فالمراقبة الإدارية حاليا على مستوى المديريات و الأكاديميات، تشوبها العديد من نواحي القصور، خاصة على مستوى ضعف منسوب الانجاز ، بل أنها تذهب احيانا لملامسة مجالات من اختصاص قطاعات حكومية أخرى لا تعنيها، ايضا رصد صعوبة إحداث لجن دائمة للمراقبة على صعيد المديريات الإقليمية بسبب عدم تفرغ موظفي هده المكاتب لهذه العملية فقط ، بل ان دورها يكاد يقف على تسجيل المخالفات دون تفعيل الإجراءات الزجرية المقررة قانونا في حق المؤسسات التي تسجل في حقها مخالفات بفعل غياب هيأة المحلفين التي أوكل إليها القانون مهمة معاينة المخالفات، وبالتالي تبقى هذه المراقبة دون فاعلية وعاجزة عن تطبيق الجزاءات القانونية.وعلى مستوى اخضاع مدرسات ومدرسي التعليم المدرسي الخصوصي لدورات تكوينية , فقد سجل المهنيون العاملون في القطاع عن مجموعة من المشاكل المرتبطة بالاليات المعتمدة في برمجتها، فقد اسر ا لنا مصدر رفض الافصاح عن هويته، انه على مستوى المديرية الإقليمية لمراكش على سبيل الذكر، لم يستفيد اطر هده المؤسسات من اي تكوين خلال السنة الدراسية المنصرمة، وهده السنة اقتصر على استدعاء منسقي الأندية والتربوية، لتكوين على مدى يومين مع تحديد استاذ عن كل مؤسسة مع تسجيل عدم ملائمة توقيت برمجته، كما تم إقصاء مدراء هده المؤسسات من التكوين الدي استفاد منه مدراء التعليم العمومي مؤخراً حول التربية الدامجة، و هده الأمثلة هي غيض من فيض ممارسات تتعارض من شعارات التعميم الشامل والمنصف للتعليم ، وتجويد العرض التربوي في إطار تكافؤ الفرص وفي تكامل مع التعليم العمومي، ومن إمكانية تطوير قدرات العاملين في هدا القطاع وتاهيلهم والرفع من اداءهم وكفاءتهم المهنية.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة