ساحة
مجتمع

الصناعة التقليدية المغربية: حكاية موت بطيء


ادريس الاندلسي نشر في: 11 يناير 2022

ادريس الاندلسيخلال لقاء مع أحد أعمدة الصناعة التقليدية بالمغرب و أحد من لهم لمسات إبداعية في مجال الخزف و هو المعلم مولاي أحمد السرغيني، شرح لي كيف هو حال الصناعة التقليدية و الأزمة الخانقة التي يعيشها المعلمين و الصناع و كل من يوجد مصدر رزقه في هذا الميدان. كان يتكلم بكثير من الحرقة على أوضاع زملاءه و هو الذي كان رئيسا لغرفتهم بمدينة أسفي . المسألة تحتاج حسب قوله إلى قرارات سياسية مبتكرة. حافة الإفلاس قريبة جدا تزيدها بعض الأحكام القضائية ضد بعض" المعلمين" حدة. الموضوع اثارني لأنه حيوي بالنسبة لقطاع يمثل الشخصية المغربية ذات الجذور القديمة . صحيح أن أزمة الكوفيد عمقت أزمة الصناعة التقليدية، لكن غياب نظرة إستراتيجية تظل السبب الرئيسي في إستفحال اوضاعها.لمسات الجمال ولدت من رحمها، مواهب صناع ابتكرت في تطويرها، آلاف الصناع عاشوا في كنفها و ملايين المنتوجات تدفقت في الأسواق بفعل مجهودات امتدت على مئات السنين لتساهم في صنع شخصية المفربي المعتز ببيته و ملبسه و مطبخه و زينة محيطه و بهاء طلعته في حفلات اعراسه و افراحه و حتى في التعبير عن لحظات أحزانه. مشهد لا تعبر عن غناه و تنوعه إلا ما نسميه منذ زمان و ربما تحت تأثير المستعمر بالصناعة التقليدية.آثارنا و قصورنا و مدننا و مداشرنا و كل مكان يجمعنا هو ذلك المعرض الذي يجسد إبداع الصانع التقليدي. كان الفعل الوحيد الذي جعل من صناعنا نساءا و رجالا حاضرين في أسواقنا و بيوتنا بل و حتى في بيوت من زاروا مغربنا كسياح ذلك الجهد الذي بذلوه بفن ابتكروه و جعلوه محبوبا مرغوبا لأنه مغربي و جميل. إنها الصناعة التقليدية وأكاد أرفض أنها صناعة تقليدية لأنها صناعة عصرية بامتياز و لأنها تعيش في توافق مع القرن الواحد و العشرين و لها من الأسرار ما يجعلها قادرة على إختراق الأزمان.و الآن في هذا الحاضر المتأزم نعيش أزمة المحافظة على مكون أساسي لوجودنا كصناع للغد المغربي المتجدد.صمدت الصناعة التقليدية رغم أزمات أصابتها في القلب. مرت حرب الخليج الأولى و الثانية و أرخت بظلالها على قوت و وواقع الصناع التقليديين و تجرعوا الصدمات و صمدوا. و جاءت الأزمة المالية ثم الإقتصادية لسنة 2008 فاصابت الإقتصاد الإجتماعي بعنف و قاوم الصناع التقليديون قدر الإفلاس وواجهوا مخاطر الإفلاس و صمدوا. و لكنهم اليوم أصبحوا على شفى حفرة من إعلان افلاسهم لأنهم وجدوا أن الأزمة الحالية و غياب التجاوب الحكومي مع واقعهم مبعث اقتناع أنهم يقتقدون إلى أي دعم أو سند لمواجهة هول ما يواجهونه لوحدهم في غياب سياسة حكومية قد تمكن من الحفاظ على مكنون ثقافي و رأسمال لا يمكن فصل أثاره عن الآثار التي تحدثها قطاعات إقتصادية كصناعة السيارات و الصناعة التحويلية للفوسفاط و حتي لما يتم إنجازه على مستوى قطاع الخدمات.الصناعة التقليدية تحتضر و تحتاج أن تدخل إلى غرفة الإنعاش. صناع في أوج عطاءاتهم الإبداعية يجدون أنفسهم خارج دائرة الإهتمام. الكل يعلم أن الصانع التقليدي يعيش بجهده اليومي ليضمن قوت أسرته. و الكل يعرف أيضا أن المقاولة العاملة في مجال الصناعة التقليدية تعيش في مجال الهشاشة و لا تتمكن من ربط تكاليف استمراريتها بالطلبات الواردة إليها من سوق متذبذب. العلاقة بين الصانع و المعلم ليست علاقة عامل مهني في مجال الصناعة بصاحب مصنع موجهة منتوجاته لسوق خارجية أو داخلية في إطار برنامج طلبيات في إطار متوسط المدى. المشكل أن الصانع التقليدي مهما كانت قدرته يظل يعيش في إطار الأمد القصير.اليوم، و في ظل آثار أزمة الكوفيد ، يجد الصانع التقليدي نفسه أمام حالات عسر كبيرة. له علاقات نفسية و مهنية مع العاملين لديه و هو الذي يوجد في وضعية هشاسة لا تميزه عن العاملين في ورشته. حكى بعض " المعلمين " أنهم صدموا حين رأوا أن بعض الصناع الماهرين فضلوا بيع النعناع و بعض الخضر و الفواكه على الإستمرار في العمل في ورشة لدى ذلك "المعلم " الذي لم تعد له القدرة على تأمين دخل يمكنهم من ملىء قفة عيش لأبنائهم. ووجد بعض أصحاب الورش المهن التقليدية أنفسهم أمام حدة الأزمة الصحية الحالية و آثارها و حدة أحكام قضائية لفائدة من بعض من كانوا يشتغلون في ورشاتهم. فهم الذين لا إمكانية لديهم لكي يستمروا في إنتاج السجاد و الحقيبة والقفطان و الفخار أصبحوا في مواجهة أحكام قضائية لا قدرة لهم على مواجهة تكاليفها. و قد يفضلون الحكم بافلاسهم بدل إخلاء منازلهم لكي تباع في مزاد علني. قال بعض " المعلمين " أن احكاما صدرت ضدهم في زمن الكوفيد تفرض عليهم أداء تعويضات لمن كانوا بالنسبة لهم مساهمين في ابداعاتهم و ليسوا مجرد عاملين بأجر شهري.الصناعة التقليدية رأسمال أمة و شعب لا يمكن التفريط فيه. لكل هذا و لكل ما سبق، أصبح من الواجب الاستيقاظ من سبات أصاب بعض التقنوقراط الذين لا قدرة لهم و لهن على فهم ما جرى و ما سوف يجري في قطاع اقتصادي يتأثر سريعا بما يتم اتخاذه من قرارات. الصناعة التقليدية هي في الأصل ثقافة تبنى على الحرص على تمكين الشباب من رأسمال كبير يتمثل في التكوين و التثقيف و نقل التجربة من جيل إلى جيل.ولأن بعض الممارسات السياساوية تسربت إلى جسم الصناعة التقليدية، فقد أصبح بعض رؤساء الغرف من ممتهني حرف لا علاقة لها بالصناعة التقليدية. و للعلم فقد ترأس مصورون و فوتوغرافيون و أصحاب مقاهي وأصحاب حمامات و من لا علاقة لهم بالمنتج التقليدي مهام رؤساء لغرف مهنية بتواطؤ حزبي مقيت و تحكموا في مصير الكثير ممن ينتمون فعلا للصناعة التقليدية. ووصل بعضهم إلى البرلمان و الحكومة و هم لا يعرفون أي شيء عن الصناعة التقليدية. و كل هذا تم في ظل تواطؤ كبير بين الكثير من محترفي السياسة و بعض الصناع التقليديين. و لقد أصبح من اللازم اجلاء المتطفلين على الصناعة التقليدية عن هذا المجال الذي لا يجب أن يدخله غير المبدعين.و الأكثر من هذا، أصبح الولوج إلى منصب وزير أو وزيرة الصناعة التقليدية متاحا لكل من رشحه حزبه للمنصب دون أن يكون له إلمام بما يتطلبه هذا المنصب. و يتناوب الوزراء على المنصب و يعلنون بصخب عن عزم و إرادة لانصاف الصانع التقليدي. يسافرون و يحضرون حفلات في الخارج و الداخل ثم يرحلون إلى مناصب أخرى و تظل الصناعة التقليدية على ما هي عليه.اليوم صعب و عصيب و يتطلب قرارات تحافظ على الصناعة التقليدية. الصناع التقليديون لا يطلبون هدايا و لكنهم يطلبون الإنصاف بالمقارنة مع حصل عليه الفلاحون و الصناعيون و التجار الكبار. هؤلاء استفادوا و لا زالوا يستفيدون من تسهيلات ضريبية و تمويلية في الوقت الذي تختنق فيه الصناعة التقليدية تحت ضغط أزمة السوق و هشاشة التغطية الإجتماعية و ضعف التمويل وغياب التحفيز الضريبي و ضغط الأحكام القضائية. و يزيد الضغط على الصناع التقليديين من خلال تغييب دورهم التنموي و استغلالهم من طرف وسطاء لا يهمهم سوى الربح السريع أو تسجيل مواقف غير ذات أثر على استمرار الإبداع في مجال الصناعة التقليدية.و سيظل السؤال الذي يتطلب جوابا عبر سياسة قطاعية حقيقية هو: هل نريد أن نحافظ على الموروث الثقافي المتمثل في الصناعة التقليدية أم هناك بعض منا لا يهمه أن يفقد المغرب كنزا من كنوز ثقافته. المؤكد أن ملوك المغرب عبر التاريخ لم يفرطوا أبدأ في إبداع الصانع التقليدي. خذوا العبرة من سلوك الملوك المغاربة منذ قرون و المغاربة الاقحاح يا من لهم سلطة القرار في تنفيذ السياسات العمومية. وجب أن نأخذ المثال و العبرة و النظرة الاستراتيجية من الراحل الكبير الحسن الثاني الذي ساعد على إحياء حرف قديمة من خلال بناء معلمات كبرى تجسدت في ضريح محمد الخامس و مسجد حمل إسمه و لا زال شامخا و مطلا بهيبته و جماله على ما سمي قديما ببحر الظلمات. ووجه المهندسين المعماريين بالمحافظة على كنوز الإبداع المغربي و أستمر هذا الإبداع بفعل عاهل البلاد الملك محمد السادس الذي أسس لسياسة إعادة إعمار المدن العتيقة و أثر بكثير من الوعي في مشاريع بناء الفنادق و القرى السياحية. و لولا هذه الإرادة لما عاشت مهن كثيرة تضفي الكثير من الجمال على الإبداع المغربي.و السؤال يا أصحاب القرار هو مدى معرفتكم بما ستؤول إليه مهن الصناعة التقليدية. بإمكانكم التحكم في مصير الآلاف من العاملين في استمرار إبداع مغربي أصيل. الصانع التقليدي لا يريد هبة او صدقة بل سياسة قطاعية تهتم بحماية المنتوج الوطني و تسد الباب أمام أجانب يريدون تشويه أعمال عمرها يمتد إلى قرون مضت دون أن تستسلم أمام مغريات سوق أصبح بعض الأجانب يتحكمون في آليات. القرار قراركم و المسؤولية مسؤوليتكم و صناع مجد المغرب ينتظرون من يفهمون ارتباط المغربي بالجميل من إبداع اجداده. القرار بين أيديكم لكي تكونوا حصنا ضد اضعاف منتجاتنا التقليدية الجميلة و حماية المبدعين من الهشاشة . الصانع التقليدي يحتاج إلى حماية اجتماعيه حقيقية تقيه من دفن تجربته و اللجوء إلى بيع النعناع بدل كره ذلك اليوم الذي ولج فيه إلى تعلم حرفة اوصلته إلى الهشاشة الإجتماعية.

ادريس الاندلسيخلال لقاء مع أحد أعمدة الصناعة التقليدية بالمغرب و أحد من لهم لمسات إبداعية في مجال الخزف و هو المعلم مولاي أحمد السرغيني، شرح لي كيف هو حال الصناعة التقليدية و الأزمة الخانقة التي يعيشها المعلمين و الصناع و كل من يوجد مصدر رزقه في هذا الميدان. كان يتكلم بكثير من الحرقة على أوضاع زملاءه و هو الذي كان رئيسا لغرفتهم بمدينة أسفي . المسألة تحتاج حسب قوله إلى قرارات سياسية مبتكرة. حافة الإفلاس قريبة جدا تزيدها بعض الأحكام القضائية ضد بعض" المعلمين" حدة. الموضوع اثارني لأنه حيوي بالنسبة لقطاع يمثل الشخصية المغربية ذات الجذور القديمة . صحيح أن أزمة الكوفيد عمقت أزمة الصناعة التقليدية، لكن غياب نظرة إستراتيجية تظل السبب الرئيسي في إستفحال اوضاعها.لمسات الجمال ولدت من رحمها، مواهب صناع ابتكرت في تطويرها، آلاف الصناع عاشوا في كنفها و ملايين المنتوجات تدفقت في الأسواق بفعل مجهودات امتدت على مئات السنين لتساهم في صنع شخصية المفربي المعتز ببيته و ملبسه و مطبخه و زينة محيطه و بهاء طلعته في حفلات اعراسه و افراحه و حتى في التعبير عن لحظات أحزانه. مشهد لا تعبر عن غناه و تنوعه إلا ما نسميه منذ زمان و ربما تحت تأثير المستعمر بالصناعة التقليدية.آثارنا و قصورنا و مدننا و مداشرنا و كل مكان يجمعنا هو ذلك المعرض الذي يجسد إبداع الصانع التقليدي. كان الفعل الوحيد الذي جعل من صناعنا نساءا و رجالا حاضرين في أسواقنا و بيوتنا بل و حتى في بيوت من زاروا مغربنا كسياح ذلك الجهد الذي بذلوه بفن ابتكروه و جعلوه محبوبا مرغوبا لأنه مغربي و جميل. إنها الصناعة التقليدية وأكاد أرفض أنها صناعة تقليدية لأنها صناعة عصرية بامتياز و لأنها تعيش في توافق مع القرن الواحد و العشرين و لها من الأسرار ما يجعلها قادرة على إختراق الأزمان.و الآن في هذا الحاضر المتأزم نعيش أزمة المحافظة على مكون أساسي لوجودنا كصناع للغد المغربي المتجدد.صمدت الصناعة التقليدية رغم أزمات أصابتها في القلب. مرت حرب الخليج الأولى و الثانية و أرخت بظلالها على قوت و وواقع الصناع التقليديين و تجرعوا الصدمات و صمدوا. و جاءت الأزمة المالية ثم الإقتصادية لسنة 2008 فاصابت الإقتصاد الإجتماعي بعنف و قاوم الصناع التقليديون قدر الإفلاس وواجهوا مخاطر الإفلاس و صمدوا. و لكنهم اليوم أصبحوا على شفى حفرة من إعلان افلاسهم لأنهم وجدوا أن الأزمة الحالية و غياب التجاوب الحكومي مع واقعهم مبعث اقتناع أنهم يقتقدون إلى أي دعم أو سند لمواجهة هول ما يواجهونه لوحدهم في غياب سياسة حكومية قد تمكن من الحفاظ على مكنون ثقافي و رأسمال لا يمكن فصل أثاره عن الآثار التي تحدثها قطاعات إقتصادية كصناعة السيارات و الصناعة التحويلية للفوسفاط و حتي لما يتم إنجازه على مستوى قطاع الخدمات.الصناعة التقليدية تحتضر و تحتاج أن تدخل إلى غرفة الإنعاش. صناع في أوج عطاءاتهم الإبداعية يجدون أنفسهم خارج دائرة الإهتمام. الكل يعلم أن الصانع التقليدي يعيش بجهده اليومي ليضمن قوت أسرته. و الكل يعرف أيضا أن المقاولة العاملة في مجال الصناعة التقليدية تعيش في مجال الهشاشة و لا تتمكن من ربط تكاليف استمراريتها بالطلبات الواردة إليها من سوق متذبذب. العلاقة بين الصانع و المعلم ليست علاقة عامل مهني في مجال الصناعة بصاحب مصنع موجهة منتوجاته لسوق خارجية أو داخلية في إطار برنامج طلبيات في إطار متوسط المدى. المشكل أن الصانع التقليدي مهما كانت قدرته يظل يعيش في إطار الأمد القصير.اليوم، و في ظل آثار أزمة الكوفيد ، يجد الصانع التقليدي نفسه أمام حالات عسر كبيرة. له علاقات نفسية و مهنية مع العاملين لديه و هو الذي يوجد في وضعية هشاسة لا تميزه عن العاملين في ورشته. حكى بعض " المعلمين " أنهم صدموا حين رأوا أن بعض الصناع الماهرين فضلوا بيع النعناع و بعض الخضر و الفواكه على الإستمرار في العمل في ورشة لدى ذلك "المعلم " الذي لم تعد له القدرة على تأمين دخل يمكنهم من ملىء قفة عيش لأبنائهم. ووجد بعض أصحاب الورش المهن التقليدية أنفسهم أمام حدة الأزمة الصحية الحالية و آثارها و حدة أحكام قضائية لفائدة من بعض من كانوا يشتغلون في ورشاتهم. فهم الذين لا إمكانية لديهم لكي يستمروا في إنتاج السجاد و الحقيبة والقفطان و الفخار أصبحوا في مواجهة أحكام قضائية لا قدرة لهم على مواجهة تكاليفها. و قد يفضلون الحكم بافلاسهم بدل إخلاء منازلهم لكي تباع في مزاد علني. قال بعض " المعلمين " أن احكاما صدرت ضدهم في زمن الكوفيد تفرض عليهم أداء تعويضات لمن كانوا بالنسبة لهم مساهمين في ابداعاتهم و ليسوا مجرد عاملين بأجر شهري.الصناعة التقليدية رأسمال أمة و شعب لا يمكن التفريط فيه. لكل هذا و لكل ما سبق، أصبح من الواجب الاستيقاظ من سبات أصاب بعض التقنوقراط الذين لا قدرة لهم و لهن على فهم ما جرى و ما سوف يجري في قطاع اقتصادي يتأثر سريعا بما يتم اتخاذه من قرارات. الصناعة التقليدية هي في الأصل ثقافة تبنى على الحرص على تمكين الشباب من رأسمال كبير يتمثل في التكوين و التثقيف و نقل التجربة من جيل إلى جيل.ولأن بعض الممارسات السياساوية تسربت إلى جسم الصناعة التقليدية، فقد أصبح بعض رؤساء الغرف من ممتهني حرف لا علاقة لها بالصناعة التقليدية. و للعلم فقد ترأس مصورون و فوتوغرافيون و أصحاب مقاهي وأصحاب حمامات و من لا علاقة لهم بالمنتج التقليدي مهام رؤساء لغرف مهنية بتواطؤ حزبي مقيت و تحكموا في مصير الكثير ممن ينتمون فعلا للصناعة التقليدية. ووصل بعضهم إلى البرلمان و الحكومة و هم لا يعرفون أي شيء عن الصناعة التقليدية. و كل هذا تم في ظل تواطؤ كبير بين الكثير من محترفي السياسة و بعض الصناع التقليديين. و لقد أصبح من اللازم اجلاء المتطفلين على الصناعة التقليدية عن هذا المجال الذي لا يجب أن يدخله غير المبدعين.و الأكثر من هذا، أصبح الولوج إلى منصب وزير أو وزيرة الصناعة التقليدية متاحا لكل من رشحه حزبه للمنصب دون أن يكون له إلمام بما يتطلبه هذا المنصب. و يتناوب الوزراء على المنصب و يعلنون بصخب عن عزم و إرادة لانصاف الصانع التقليدي. يسافرون و يحضرون حفلات في الخارج و الداخل ثم يرحلون إلى مناصب أخرى و تظل الصناعة التقليدية على ما هي عليه.اليوم صعب و عصيب و يتطلب قرارات تحافظ على الصناعة التقليدية. الصناع التقليديون لا يطلبون هدايا و لكنهم يطلبون الإنصاف بالمقارنة مع حصل عليه الفلاحون و الصناعيون و التجار الكبار. هؤلاء استفادوا و لا زالوا يستفيدون من تسهيلات ضريبية و تمويلية في الوقت الذي تختنق فيه الصناعة التقليدية تحت ضغط أزمة السوق و هشاشة التغطية الإجتماعية و ضعف التمويل وغياب التحفيز الضريبي و ضغط الأحكام القضائية. و يزيد الضغط على الصناع التقليديين من خلال تغييب دورهم التنموي و استغلالهم من طرف وسطاء لا يهمهم سوى الربح السريع أو تسجيل مواقف غير ذات أثر على استمرار الإبداع في مجال الصناعة التقليدية.و سيظل السؤال الذي يتطلب جوابا عبر سياسة قطاعية حقيقية هو: هل نريد أن نحافظ على الموروث الثقافي المتمثل في الصناعة التقليدية أم هناك بعض منا لا يهمه أن يفقد المغرب كنزا من كنوز ثقافته. المؤكد أن ملوك المغرب عبر التاريخ لم يفرطوا أبدأ في إبداع الصانع التقليدي. خذوا العبرة من سلوك الملوك المغاربة منذ قرون و المغاربة الاقحاح يا من لهم سلطة القرار في تنفيذ السياسات العمومية. وجب أن نأخذ المثال و العبرة و النظرة الاستراتيجية من الراحل الكبير الحسن الثاني الذي ساعد على إحياء حرف قديمة من خلال بناء معلمات كبرى تجسدت في ضريح محمد الخامس و مسجد حمل إسمه و لا زال شامخا و مطلا بهيبته و جماله على ما سمي قديما ببحر الظلمات. ووجه المهندسين المعماريين بالمحافظة على كنوز الإبداع المغربي و أستمر هذا الإبداع بفعل عاهل البلاد الملك محمد السادس الذي أسس لسياسة إعادة إعمار المدن العتيقة و أثر بكثير من الوعي في مشاريع بناء الفنادق و القرى السياحية. و لولا هذه الإرادة لما عاشت مهن كثيرة تضفي الكثير من الجمال على الإبداع المغربي.و السؤال يا أصحاب القرار هو مدى معرفتكم بما ستؤول إليه مهن الصناعة التقليدية. بإمكانكم التحكم في مصير الآلاف من العاملين في استمرار إبداع مغربي أصيل. الصانع التقليدي لا يريد هبة او صدقة بل سياسة قطاعية تهتم بحماية المنتوج الوطني و تسد الباب أمام أجانب يريدون تشويه أعمال عمرها يمتد إلى قرون مضت دون أن تستسلم أمام مغريات سوق أصبح بعض الأجانب يتحكمون في آليات. القرار قراركم و المسؤولية مسؤوليتكم و صناع مجد المغرب ينتظرون من يفهمون ارتباط المغربي بالجميل من إبداع اجداده. القرار بين أيديكم لكي تكونوا حصنا ضد اضعاف منتجاتنا التقليدية الجميلة و حماية المبدعين من الهشاشة . الصانع التقليدي يحتاج إلى حماية اجتماعيه حقيقية تقيه من دفن تجربته و اللجوء إلى بيع النعناع بدل كره ذلك اليوم الذي ولج فيه إلى تعلم حرفة اوصلته إلى الهشاشة الإجتماعية.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

اعتقال 4 أشخاص من عصابات السرقة عن طريق الخطف
أحالت مصالح الشرطة بمنطقة أمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء على النيابة العامة المختصة، صباح اليوم الأحد 11 ماي الجاري، أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالسرق باستعمال ناقلة ذات محرك. وكان أحد المشتبه فيهم قد أقدم، رفقة شخص آخر، على ارتكاب عملية للسرقة باستعمال دراجة نارية بالشارع العام بمدينة الدار البيضاء، وهي الأفعال الإجرامية التي شكلت موضوع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن تشخيص هويتهما وتوقيف واحد منهما. كما مكنت الأبحاث والتحريات المتواصلة في هذه القضية من حجز سلاح أبيض والدراجة النارية المستعملة في هذا النشاط الإجرامي قبل إيداعها بالمحجز البلدي، علاوة على توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في حيازة الأشياء المتحصلة من عملية السرقة. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم الأربعة لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف المشتبه فيه الخامس بعدما تم تحديد هويته الكاملة.
مجتمع

بالصور.. حملة أمنية جديدة تستهدف مقاهي الشيشا بمراكش
شنت مصالح الامن بمراكش ليلة امس السبت 10 ماي، حملة جديدة استهدفت مقاهي الشيشا بمجموعة من المناطق المحسوبة على مجال نفوذ المنطقة الامنية الاولى. وحسب مصادر "كشـ24 فقد شاركت في الحملة عناصر من الشرطة القضائية والاستعلامات العامة، وعناصر الامن التابعة للدوائر الامنية الاولى و 16 و 22 والتي توجد المقاهي المستهدفة في مجال نفوذها.وقد شملت الحملة 6 مقاهي بالمناطق المذكورة، و اسفرت الحملة عن حجز 120 نرجيلة، و 90 رأس معبأ، الى جانب كيلوغرام و نصف من مادة المعسل المهرب.كما تم عقب الحملة الامنية اقتياد مسيري المقاهي الستة المعنية الى مقرات الداوائر المذكورة كل حسب مجال نفوذه، حيث تم الاستماع اليهم في محاضر رسمية.  
مجتمع

درك بنجرير يُطيح بزعيم إحدى أخطر عصابات سرقة المواشي بالمغرب
تمكّنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير، صباح السبت 10 ماي، من توقيف زعيم عصابة إجرامية مصنّفة ضمن أخطر الشبكات المتورطة في سرقة المواشي، والمعروف بالأحرف الأولى "ع.ك"، والبالغ من العمر 39 سنة، والمبحوث عنه بموجب أكثر من 12 مذكرة بحث وطنية. وتمّت العملية الأمنية في حالة تلبّس، بعد أن رصدت المصالح الدركية المعني وهو بصدد نقل 21 رأساً من الأغنام المسروقة على متن سيارة من نوع "تويوتا بيكوب"، عقب تنفيذ عملية سرقة بجماعة سكورة الحدرة، عمد خلالها وأفراد عصابته إلى تقييد الراعي وسلبه قطيع المواشي. ومباشرة بعد توصل المصالح الأمنية بإشعار من أسرة الضحية، باشرت دورية للدرك عملية مطاردة دقيقة، انتهت بحي "الرياض 2" في مدينة ابن جرير، بعدما اصطدمت سيارة المشتبه فيه بعمود كهربائي. ورغم محاولته الفرار، فقد تم توقيفه في وقت وجيز بفضل التدخل السريع لرجال الدرك وخلال تفتيش المركبة، تم العثور على مجموعة من الأدلة التي تعزز فرضية ارتباط العصابة بعمليات إجرامية مماثلة، من بينها أسلحة بيضاء، أقنعة، ولوحات ترقيم مزورة. وقد جرى وضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في وقت تتواصل فيه الأبحاث لتوقيف باقي أفراد الشبكة.
مجتمع

نادي قضاة المغرب يستعد لتجديده مكتبه
أعلن رئيس "نادي قضاة المغرب"، عبد الرزاق الجباري، عن قرب انتهاء الولاية الخامسة للأجهزة المسيرة للنادي، والمقررة أن تنقضي في 4 يونيو 2025، وذلك وفقاً لمقتضيات القانون الأساسي للنادي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الجمعية، عبر الجباري عن اعتزازه بما تحقق خلال هذه الولاية، مشيداً بالتطورات التي شهدتها الجمعية على مختلف الأصعدة، كما أشاد بإيجابية “روح التعاون التي طبعت علاقة نادي قضاة المغرب بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية”، مشيدا بـ”التفاعل الإيجابي للمجلس مع العديد من الطلبات والمقترحات والأفكار ذات الصلة باستقلال القضاء وتعزيز منظومة تخليقه”. ودعا الجباري أعضاء النادي إلى المشاركة الفاعلة في الجمع العام السادس الذي سيعقد في 17 ماي 2025، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركة باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ النادي، تمهد لاختيار الأجهزة الجديدة التي ستقود النادي في المرحلة القادمة. وأكد رئيس "نادي قضاة المغرب" أن الجمع العام المقبل سيشكل مناسبة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتجديد العهد مع الأهداف النبيلة التي تجمع جميع القضاة في سبيل خدمة قضاء قوي، مستقل، ونزيه.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

ساحة

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة