عدة أحزاب وطنية قد اختبرت السياسة منذ مطلع الإستقلال ودبرت الشأن المحلي لم تستطع الحفاظ على رصيدها التاريخي والنضالي الذي راكمته على ما يزيد عن أربعين سنة، وفي المقابل هناك أحزاب حديثة العهد بالسياسة والتدبير المحلي قد تمكنت من الحصول على المراتب الأولى، وهذا يعود إلى عدة عوامل.
في هذا السياق أفاد حسن المازوني دكتور في الدراسات والحضارات الشرقية وتخصص في تحليل الخطابات السياسية، أن صاحب الجلالة محمد السادس، سبق وأن خصص من خطابه الأخير جزءا هاما للإنتخابات ودور المنتخب والمواطنين في اختيار من يمثلهم، "أعتقد بأن بعض الأحزاب السياسية لم تفهم الإشارات الملكية التي جاءت في خطاب صاحب الجلالة. وإذا عدنا إلى الحملة الإنتخابية وما شابها من فوضى وبعض الممارسات اللااخلاقية في استمالة المواطنين العاديين واستغلال الأطفال في حملات دعائية لا يفهمون أبعادها مقابل قميص وطربوش وبعض الدريهمات التي ان حصلوا عليها لا يفهمون مصدرها .ساقف عند نقطة واحدة والمرتبطة بجهة مراكش آسفي وتتعلق بطريقة اختيار الاحزاب لمن يمثلهم في تدبير الشأن المحلي".
ولعل السؤال المطروح وهو كيف يعقل أن تختار أحزاب مرشحين لازالت ملفاتهم لم يحسم فيها القضاء بشكل نهائي. المواطن العادي بمجرد ما يسمع ان مرشحا متورطا في قضايا مرتبطة بالشأن المحلي فهو غير جدير بالثقة ولا يمكن التصويت عليه مرة أخرى.
وأكد المازوني "ان فشل هؤلاء المنتخبين في اكتساح الصناديق كما كان في السابق يرجع إلى وعي المواطنين وعدم قيام الأحزاب السياسية بتجديد نخبها وعدم محاسبة مناضليها ومرشحيها وعدم تواصلهم مع من صوت عليهم وتقصيرهم في خدمة المواطنين".
وهنا أتساءل المازوني، كيف يعقل ان تمنح التزكية لمرشحين لا يتواصلون مع من المواطنين ولا يهتمون بمشاكلهم، إن غياب المصداقية واختيار الإنسان المناسب، وغياب التواصل ووضوح البرامج كان سببا رئيسيا لمعاقبة المواطنين لهؤلاء الأحزاب.
والأخير أقر حسن المازوني في حديثه لـ"كشـ24" أن بعض الأحزاب السياسية قد استفادت من هذه الوضعية إضافة الى ارتباطها بالمواطنين وسياسة القرب في حل مشاكل المواطنين بالرغم من حادثة تجربتها السياسية ونقص الحنكة في تدببر الشأن المحلي، مضيفا "أن المواطن قد أعطاها ثقته وصوت لصالح المرشح النظيف الذي يؤمن بتخليق الحياة العامة واحترام المال العام وصيانته والتشبت بتوابث الأمة المتمثلة في المذهب السني المالكي والعقيدة الأشعرية وإمارة المومنين".