بالرغم من صخب الموسيقى والأهازيج التي تملأ سماء ساحة جامع الفناء بقلب مراكش النابض، وبالرغم من عروض مروضي الثعابين والقردة التي تجتذب زوار الساحة، وبالرغم من الأدخنة التي تملأ فضاء الساحة ليلا، الممزوجة بالروائح الشهية للأطعمة المختلفة، فإنه وحده مشروب "خودنجال" الذي يعد المنافس القوي لكل هذا السحر الذي تقدمه هذه الساحة العجائبية.
"زيد ني واحد الكاس ألملعم"، عبارة يرددها كل من ارتشف كأسا من هذا المشروب الساحر في هذا الطقس البارد بالمدينة الحمراء، وهي نفس العبارة التي تتكرر من طرف المقبلين على بائعي "الحلزون"، والذين يحتسون كميات إضافية من مرقه.
سحر هذه المشروبات الشعبية وإقبال زوار الساحة عليها، مغاربة وأجانب، خصوصا خلال فصل الشتاء وقساوة البرد الذي يجتاح المدينة الحمراء، يجد جوابه في الأعشاب المختلفة التي تعطر هذه السوائل الشتوية، والتي تشعل حرارة الجسم بعد الإرتجافات التي تعتريها جراء الطقس البارد، والذي يزيده برودة تهاطل الثلوج على قمم وسفوح جبال الأطلس الكبير القريبة من مراكش.
التجول بساحة جامع الفناء التاريخية في الفترات المسائية، خلال فصل الشتاء أصبح مقرونا عند زوار الساحة سواء المغاربة والأجانب، بتناول الحلزون وشربته ذات الرائحة المنسمة بالأعشاب الطبيعية، والتي تضم أزيد من عشرة أصناف من الأعشاب حسب بائعي الحلزون.
وتتميز هذه الأطباق التي تنتشر في ساحة جامع الفناء التاريخية، وفي عدد من الأحياء الشعبية، خلال فصل الشتاء، باحتوائها على التوابل والمواد الدسمة التي تؤمن للجسم سعرات حرارية مرتفعة وعناصر غذائية متنوعة، حيث يتزايد الاقبال عليها في فصل الشتاء التي ينتشر فيها أمراض الزكام، ونزلات البرد الحادة، خاصة وأن الاعتقاد السائد لدى مستهلكي هذه الأطباق، أنها تقاوم البرد وتمنح حرارة وطاقة للجسم بفعل التوابل التي يتم فيها طبخ الحلزون، والخودنجال، وتضم أعشاب مختلفة وحارة.
يقول محمد الغزاوي بائع خودنجال الذي ورث الحرفة عن أبيه بساحة جامع الفنا منذ سنة 1981، خلال حديثه ل"كش 24" عن كيفية إعداد المشروب بمنزله بمساعدة افراد اسرته، بعد عملية شراء خودنجال وهو عبارة عن نبات عشبي دو أزهار بيضاء وحمراء، يجري طبخه جيدا في "طنجرة" كبيرة، بعد ذلك يجري إضافة القرنفل والقرفة والسكر وإعادة طبخه جيدا، ليكون بعد ذلك جاهزا للاستهلاك، وتقديمه للزبائن.
وأضاف الغزاوي وهو في بداية عقده الخامس، أن الإقبال على مشروب خودنجال يكون ضعيفا في فصل الصيف، في حين يزداد الإقبال عليه خلال فصل الشتاء، مشيرا الى أنه يجري بيع مابين 30 و40 لتر يوميا خلال أيام فصل الشتاء، وما بين 10 و15 لتر يوميا خلال فصل الصيف.
من جانبه، يشرح حسن بائع الحلزون بساحة جامع الفناء، لـ"كش 24" كيفية التحضير لطبخ الحلزون، التي تبتدأ منذ الساعات الأولى من الليل، بعد الانتهاء من غسل الحلزون لمرات عديدة، حرصا منه على سلامة وصحة المستهلكين، بعد ذلك يجري طبخه بإضافة مجموعة من الاعشاب من قبيل عرق سوس ، ورقة سيدنا موسى ، قعقلا، بسيبيسة، الكوزة، الزعتر، فليو، العرق الأصفر، الزنجبيل.
لطهي الحلزون، يقوم حسن بوضع كميات كبيرة من الحلزون داخل طنجرة كبيرة مملوء بالماء، ويتركها على نار هادئة مع تحريكه الخليط باستمرار للتخلص من رغوته، وحين تبدأ بالغليان يضيف الكثير من أنواع الأعشاب المنسمة، قبل أن تصبح جاهزة للاستهلاك.
في هذا السياق قال أحد المهتمين بفنون القول بجامع الفنا، زهير الوردي، إن مجموعة من المهن التي ارتبطت بهذا الفضاء الفني بدأت تختفي، ربما كان دلك موسميا، مثل بائعي التين الشوكي، الذين يتكاثرون في فصل الصيف ويجدون في فضاء جامع الفنا متنفسا لبيع فاكهتهم الموسمية، ألا أن تجارة خودنجال فهي تجارة تمتد على طول الموسم، ويكثر الاقبال عليها خلال ايام فصل الشتاء ولها زبناؤها الكثيرون، حيث يتذوقه حتى زوار المدينة من المغاربة والأجانب، وهنا في جامع الفنا لا يقتصر الحال على هذه المهن بل هناك مهن أخرى وتجارة لا تعرف البوار في الصيف والشتاء إنها تجارة بيع الحلزون، التي يقوى عليها الطلب في فصل الشتاء لاستعمالها في معالجة نزلات البرد، كما أنها تدفئ الجسم، ونرى أقبالا مبيرا على تناول "البابوش"، وتحتوي على أعشاب صحية، يشعر المرئ بالدفء والراحة، ويساعد مشروبه على مواجهة نزلات البرد الشديدة.
ويرجع الشاب رشيد من مواليد 1979، أهمية مشروب خودنجال خصوصا خلال فصل الشتاء، الى تحضيرها بأعشاب قوية المفعول ، مشيرا الى أن العرب استعمل الخودنجال، منذ القدم حيث كانت تعلف به جيادها لتزداد حرارة ويشربونه مغليا مع الحليب ضد البرد والسعال ولتقوية الباءة.
وحسب الأبحات التي أجريت في الميدان الغدائي، فإن القيمة الغذائية للحلزون غنية وتحتوي على الأملاح الدقيقة مثل المغنيزيوم، والفوسفور،والبوتسيوم ، والزنك والنحاس والسيلينيوم، ومن بين الفيتامينات التي يمتاز بها الحلزون النياسين والفيتامين E و B2 والفيتامين B6 والفيتامين B12وحمض الفولك، كما يحتوي على البروتين بنسبة 16 بالمائة، والماء بنسبة تقارب 80 بالمائة.
بالرغم من صخب الموسيقى والأهازيج التي تملأ سماء ساحة جامع الفناء بقلب مراكش النابض، وبالرغم من عروض مروضي الثعابين والقردة التي تجتذب زوار الساحة، وبالرغم من الأدخنة التي تملأ فضاء الساحة ليلا، الممزوجة بالروائح الشهية للأطعمة المختلفة، فإنه وحده مشروب "خودنجال" الذي يعد المنافس القوي لكل هذا السحر الذي تقدمه هذه الساحة العجائبية.
"زيد ني واحد الكاس ألملعم"، عبارة يرددها كل من ارتشف كأسا من هذا المشروب الساحر في هذا الطقس البارد بالمدينة الحمراء، وهي نفس العبارة التي تتكرر من طرف المقبلين على بائعي "الحلزون"، والذين يحتسون كميات إضافية من مرقه.
سحر هذه المشروبات الشعبية وإقبال زوار الساحة عليها، مغاربة وأجانب، خصوصا خلال فصل الشتاء وقساوة البرد الذي يجتاح المدينة الحمراء، يجد جوابه في الأعشاب المختلفة التي تعطر هذه السوائل الشتوية، والتي تشعل حرارة الجسم بعد الإرتجافات التي تعتريها جراء الطقس البارد، والذي يزيده برودة تهاطل الثلوج على قمم وسفوح جبال الأطلس الكبير القريبة من مراكش.
التجول بساحة جامع الفناء التاريخية في الفترات المسائية، خلال فصل الشتاء أصبح مقرونا عند زوار الساحة سواء المغاربة والأجانب، بتناول الحلزون وشربته ذات الرائحة المنسمة بالأعشاب الطبيعية، والتي تضم أزيد من عشرة أصناف من الأعشاب حسب بائعي الحلزون.
وتتميز هذه الأطباق التي تنتشر في ساحة جامع الفناء التاريخية، وفي عدد من الأحياء الشعبية، خلال فصل الشتاء، باحتوائها على التوابل والمواد الدسمة التي تؤمن للجسم سعرات حرارية مرتفعة وعناصر غذائية متنوعة، حيث يتزايد الاقبال عليها في فصل الشتاء التي ينتشر فيها أمراض الزكام، ونزلات البرد الحادة، خاصة وأن الاعتقاد السائد لدى مستهلكي هذه الأطباق، أنها تقاوم البرد وتمنح حرارة وطاقة للجسم بفعل التوابل التي يتم فيها طبخ الحلزون، والخودنجال، وتضم أعشاب مختلفة وحارة.
يقول محمد الغزاوي بائع خودنجال الذي ورث الحرفة عن أبيه بساحة جامع الفنا منذ سنة 1981، خلال حديثه ل"كش 24" عن كيفية إعداد المشروب بمنزله بمساعدة افراد اسرته، بعد عملية شراء خودنجال وهو عبارة عن نبات عشبي دو أزهار بيضاء وحمراء، يجري طبخه جيدا في "طنجرة" كبيرة، بعد ذلك يجري إضافة القرنفل والقرفة والسكر وإعادة طبخه جيدا، ليكون بعد ذلك جاهزا للاستهلاك، وتقديمه للزبائن.
وأضاف الغزاوي وهو في بداية عقده الخامس، أن الإقبال على مشروب خودنجال يكون ضعيفا في فصل الصيف، في حين يزداد الإقبال عليه خلال فصل الشتاء، مشيرا الى أنه يجري بيع مابين 30 و40 لتر يوميا خلال أيام فصل الشتاء، وما بين 10 و15 لتر يوميا خلال فصل الصيف.
من جانبه، يشرح حسن بائع الحلزون بساحة جامع الفناء، لـ"كش 24" كيفية التحضير لطبخ الحلزون، التي تبتدأ منذ الساعات الأولى من الليل، بعد الانتهاء من غسل الحلزون لمرات عديدة، حرصا منه على سلامة وصحة المستهلكين، بعد ذلك يجري طبخه بإضافة مجموعة من الاعشاب من قبيل عرق سوس ، ورقة سيدنا موسى ، قعقلا، بسيبيسة، الكوزة، الزعتر، فليو، العرق الأصفر، الزنجبيل.
لطهي الحلزون، يقوم حسن بوضع كميات كبيرة من الحلزون داخل طنجرة كبيرة مملوء بالماء، ويتركها على نار هادئة مع تحريكه الخليط باستمرار للتخلص من رغوته، وحين تبدأ بالغليان يضيف الكثير من أنواع الأعشاب المنسمة، قبل أن تصبح جاهزة للاستهلاك.
في هذا السياق قال أحد المهتمين بفنون القول بجامع الفنا، زهير الوردي، إن مجموعة من المهن التي ارتبطت بهذا الفضاء الفني بدأت تختفي، ربما كان دلك موسميا، مثل بائعي التين الشوكي، الذين يتكاثرون في فصل الصيف ويجدون في فضاء جامع الفنا متنفسا لبيع فاكهتهم الموسمية، ألا أن تجارة خودنجال فهي تجارة تمتد على طول الموسم، ويكثر الاقبال عليها خلال ايام فصل الشتاء ولها زبناؤها الكثيرون، حيث يتذوقه حتى زوار المدينة من المغاربة والأجانب، وهنا في جامع الفنا لا يقتصر الحال على هذه المهن بل هناك مهن أخرى وتجارة لا تعرف البوار في الصيف والشتاء إنها تجارة بيع الحلزون، التي يقوى عليها الطلب في فصل الشتاء لاستعمالها في معالجة نزلات البرد، كما أنها تدفئ الجسم، ونرى أقبالا مبيرا على تناول "البابوش"، وتحتوي على أعشاب صحية، يشعر المرئ بالدفء والراحة، ويساعد مشروبه على مواجهة نزلات البرد الشديدة.
ويرجع الشاب رشيد من مواليد 1979، أهمية مشروب خودنجال خصوصا خلال فصل الشتاء، الى تحضيرها بأعشاب قوية المفعول ، مشيرا الى أن العرب استعمل الخودنجال، منذ القدم حيث كانت تعلف به جيادها لتزداد حرارة ويشربونه مغليا مع الحليب ضد البرد والسعال ولتقوية الباءة.
وحسب الأبحات التي أجريت في الميدان الغدائي، فإن القيمة الغذائية للحلزون غنية وتحتوي على الأملاح الدقيقة مثل المغنيزيوم، والفوسفور،والبوتسيوم ، والزنك والنحاس والسيلينيوم، ومن بين الفيتامينات التي يمتاز بها الحلزون النياسين والفيتامين E و B2 والفيتامين B6 والفيتامين B12وحمض الفولك، كما يحتوي على البروتين بنسبة 16 بالمائة، والماء بنسبة تقارب 80 بالمائة.