ساحة

التكناوي يكتب عن رقابة القضاء الإداري على نقط الإمتحان الوطني الموحد للبكالوريا


كشـ24 نشر في: 3 يوليو 2021

تميز الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا لهذه السنة بالاحتقان الذي خلفه قرار وزارة التربية الوطنية بتوسيع تطبيق مقتضيات القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات حتى الى عملية تصحيح اوراق الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا او ما وسم قانونا " بالضبط اللاحق " وعدم الاكتفاء فقط بالغش الاجرائي الذي يتم رصده في فضاء الامتحان، وهدا التوجه لوزارة التربية الوطنية اعتبر عمل جريء يهدف حسب الفاعلين والمهتمين بمجال التقويم الى تطوير الممارسة الامتحانية وتكييفها مع المستجدات التي عرفها نظام التربية والتكوين والاجرأة العملية لقيم الديمقراطية والانصاف وتكافؤ الفرص والاستحقاق كقيم يجب ان تكون مؤسسات التربية والتكوين اداة لإشعاعها وتصريفها وتجديرها كقناعات وممارسات في اوساط مجموع الفاعلين التربويين.وقد سبق لنا في مقال سابق ان أثرنا عدد من التساؤلات و الاستفهامات التأطيرية التي يطرحها بداهة رصد الغش في تصحيح اوراق الامتحان أو الغش خارج حالة التلبس و التي دفعت بعدد من المتمدرسات والمتمدرسين الراسبين واولياء امورهم للقيام بوقفات احتجاجية وايضا لجوء كثير منهم لتدبيج طلبات استعطافية لإعادة تصحيح اوراق الامتحان، والتراجع عن قرار اعتبارهم راسبين في امتحان البكالوريا.هي عوامل ضمن اخرى تدفع في اعتقادي الى تأصيل مشروعية مطلب اعادة النظر في مقتضيات فقرات القانون 02.13 وتحيينه خاصة في الشق المتعلق باثبات قرينة الغش الكلي او الجزئي في اوراق الامتحان والتي يعتبرها بعض الحقوقيين لا تعد سند او دليل قد يطمئن اليه لاثبات الاتهام بالغش وكذا اهمية تجريب واعتماد مقاربة جديدة في انجاز عملية التصحيح بهدف توحيد للمعايير وتقريب اكثر في تقديرات المصححين اضافة الى اعتماد اليات لاستثمار نتائج الامتحان تمكن من تشخيص مكتسبات الممتحنين وكذا تقويم درجة جودة مواضيع الامتحان ومدى توفرها لمواصفات الملائمة والتمثيلية والمطابقة والموثوقية.والضجة الاعلامية التي خلفتها عملية رصد الغش في اوراق الامتحان واحتجاجات اولياء امور التلاميذ قد تدخل فصلا جديدا يتمثل في لجوء عدد منهم كما تداولت ذلك عدد من المواقع الاخبارية الى القضاء الاداري. علما ان طلبات استعطاف اعادة تصحيح الاوراق الامتحان هي تتعلق اساسا بالجانب المادي اي التأكد من سلامة مجاميع النقط الجزئية وعن عدم اغفال تنقيط بعض الاجابات من طرف المصحح وكذا التأكد من سلامة عملية مسك النقط لكن الجديد المستفحل هذه السنة هو مستجد الغش في اوراق الامتحان حيث يتم استبعاد نقطة المادة التي رصد فيها الغش وتكون هذه العملية مؤطرة ومقننة بإجراءات مرفقة براي المصحح وتأكيدها من طرف لجنة جهوية مختصة يتم احداثها من طرف مدير الاكاديمية ، ورقابة القضاء الاداري انطلاقا من حيثيات عدد من السوابق القضائية في هذا الشأن لا تمتد الى تقدير مدى صحة الاجابة باعتبارها من الاعمال الفنية التي لا يملك القضاء ان يحل نفسه محل الجهة الادارية المختصة دون ان ينفي ذلك حق المترشح في تصحيح كافة اجاباته وان يعطي النقطة المقررة له وان تكون مجموعها ومحصلتها صحيحة. وقد طبقت المحكمة الادارية بالرباط في ملف رقم 2013-711-351 بتاريخ 2013 القاعدة التالية :النقط المحصل عليها في الامتحان هي عنوان للحقيقة الفكرية والقدرات العلمية للطالب اثناء اجتيازه للامتحان لافتراض الموضوعية في التنقيط وما تقتضيه من نزاهة وامانة علمية من طرف الاستاذ المصحح وهو امر يستقيم والنظام البيداغوجي المرتبط بتقييم عمل الطالب وهو لا يقبل الرقابة القضائية.كما اعتبرت في تعليل أحكام مماثلة أن طلب اعادة التصحيح يستند على محض اعتقاد المتمدرس المجرد اتجاه خطا احتمالي دون الارتكاز على اي واقعة ثابتة تثير الشك في مصداقية التنقيط الذي حصل عليه ودون اثارة اي وسيلة جدية بخصوص الظروف التي تكتنفها عملية التصحيح ورقن النقط بما يمكن ان يؤثر على سلامتها الامر الذي ينتفي معه اي مبرر لإعادة تصحيح اوراق الاجوبة. وبالتالي فان التقييم الذي يبديه المصححون لأوراق الامتحانات يضل خاضعا للسلطة التقديرية للمصحح ولا رقابة للقضاء الاداري في هذا المجال الا من زاوية التثبت من وجود عيب الانحراف في استعمال السلطة والتحقق من اختصاص الجهة التي قامت بالتصحيح، بكلمة واحدة النقطة في الامتحانات لا تقبل الرقابة القضائية فهي عنوان الحقيقة الفكرية وسلطة المصحح مطلقة في هذا الباب.وهذا في اعتقادي ينسحب حتى على الغش في اوراق الامتحان فالمادة الاولى من القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات تعتبر من بين حالات الغش الحالات المستندة على قرائن والتي يتم رصدها من طرف المصححين اثناء عملية تصحيح اوراق الامتحان والتي يتم تحرير تقرير للغش بشأنها و يتم ابلاغها عبر البريد الالكتروني في منظومة مسار بتعبير اخر فوقائع الغش في الامتحان لا يلزم فيها حالات التلبس وانما يتصور اكتشافها بعد أداء الامتحان من خلال وجود تطابق بين اجابات الممتحنين او مواضيع تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي وهدا التطابق طبقا الفقرة الأولى من القانون 02.13 تقطع لوقوع حالات الغش.كما ان مقرر وزير التربية الوطنية في شان تنظيم امتحانات نيل شهادة البكالوريا دورة 2021 نصت على انه يتم عرض حالة الغش التي تم ضبطها اثناء اجراء الامتحان واثناء التصحيح على انظار اللجنة الجهوية قصد اتخاذ العقوبات التأديبية، و المادة 7 من القانون 02.13 تعتبر ان الاعلان عن النتائج النهائية للامتحانات يعتبر بمثابة قرار تربوي غير قابل للطعن.و بديهي ان الأكاديميات تستند في ترتيب وتحديد إجراءات الغش في أوراق تصحيح الإمتحان على سلطتها التقديرية التي أصبحت ضرورية في الإدارة حاليا لأن المشرع لا يستطيع ولا يمكنه وان يسن جميع القواعد القادرة وعلى مواجهة كل التغيرات التي تحصل في المجتمع وحتى سلطة القاضي الإداري تكون ضيقة ومقيدة عندما تتمتع الإدارة بسلطة تقديرية ومع دلك فشخصيا اعتقد ان ترتيب المشرع جزاءات على الممتحن بقرينة قيامه بعملية غش واعتباره راسبا في جميع مواد الامتحان قد يكون مجحف احيانا فاسناد قرار الاتهام بالغش في أوراق تصحيح الإمتحان يجب ان يقوم على اليقين وليس على مجرد الظن والتخمين فمطابقة أوراق التصحيح قد لا تنبأ عن حالة الغش بسبب تقارب مستوى حفظ وعاء بعض الدروس خاصة في مواد معينة كالفلسلفة والانجليزية و غيرها و من مدكرات مبسطة يتم اعدادها بحسب الإجابات النموذجية التي يتم استظهارها وحفظها وتداولها قبل الامتحانات بين المترشحين لامتحان البكالوريا .

محمد تكناوي

تميز الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا لهذه السنة بالاحتقان الذي خلفه قرار وزارة التربية الوطنية بتوسيع تطبيق مقتضيات القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات حتى الى عملية تصحيح اوراق الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا او ما وسم قانونا " بالضبط اللاحق " وعدم الاكتفاء فقط بالغش الاجرائي الذي يتم رصده في فضاء الامتحان، وهدا التوجه لوزارة التربية الوطنية اعتبر عمل جريء يهدف حسب الفاعلين والمهتمين بمجال التقويم الى تطوير الممارسة الامتحانية وتكييفها مع المستجدات التي عرفها نظام التربية والتكوين والاجرأة العملية لقيم الديمقراطية والانصاف وتكافؤ الفرص والاستحقاق كقيم يجب ان تكون مؤسسات التربية والتكوين اداة لإشعاعها وتصريفها وتجديرها كقناعات وممارسات في اوساط مجموع الفاعلين التربويين.وقد سبق لنا في مقال سابق ان أثرنا عدد من التساؤلات و الاستفهامات التأطيرية التي يطرحها بداهة رصد الغش في تصحيح اوراق الامتحان أو الغش خارج حالة التلبس و التي دفعت بعدد من المتمدرسات والمتمدرسين الراسبين واولياء امورهم للقيام بوقفات احتجاجية وايضا لجوء كثير منهم لتدبيج طلبات استعطافية لإعادة تصحيح اوراق الامتحان، والتراجع عن قرار اعتبارهم راسبين في امتحان البكالوريا.هي عوامل ضمن اخرى تدفع في اعتقادي الى تأصيل مشروعية مطلب اعادة النظر في مقتضيات فقرات القانون 02.13 وتحيينه خاصة في الشق المتعلق باثبات قرينة الغش الكلي او الجزئي في اوراق الامتحان والتي يعتبرها بعض الحقوقيين لا تعد سند او دليل قد يطمئن اليه لاثبات الاتهام بالغش وكذا اهمية تجريب واعتماد مقاربة جديدة في انجاز عملية التصحيح بهدف توحيد للمعايير وتقريب اكثر في تقديرات المصححين اضافة الى اعتماد اليات لاستثمار نتائج الامتحان تمكن من تشخيص مكتسبات الممتحنين وكذا تقويم درجة جودة مواضيع الامتحان ومدى توفرها لمواصفات الملائمة والتمثيلية والمطابقة والموثوقية.والضجة الاعلامية التي خلفتها عملية رصد الغش في اوراق الامتحان واحتجاجات اولياء امور التلاميذ قد تدخل فصلا جديدا يتمثل في لجوء عدد منهم كما تداولت ذلك عدد من المواقع الاخبارية الى القضاء الاداري. علما ان طلبات استعطاف اعادة تصحيح الاوراق الامتحان هي تتعلق اساسا بالجانب المادي اي التأكد من سلامة مجاميع النقط الجزئية وعن عدم اغفال تنقيط بعض الاجابات من طرف المصحح وكذا التأكد من سلامة عملية مسك النقط لكن الجديد المستفحل هذه السنة هو مستجد الغش في اوراق الامتحان حيث يتم استبعاد نقطة المادة التي رصد فيها الغش وتكون هذه العملية مؤطرة ومقننة بإجراءات مرفقة براي المصحح وتأكيدها من طرف لجنة جهوية مختصة يتم احداثها من طرف مدير الاكاديمية ، ورقابة القضاء الاداري انطلاقا من حيثيات عدد من السوابق القضائية في هذا الشأن لا تمتد الى تقدير مدى صحة الاجابة باعتبارها من الاعمال الفنية التي لا يملك القضاء ان يحل نفسه محل الجهة الادارية المختصة دون ان ينفي ذلك حق المترشح في تصحيح كافة اجاباته وان يعطي النقطة المقررة له وان تكون مجموعها ومحصلتها صحيحة. وقد طبقت المحكمة الادارية بالرباط في ملف رقم 2013-711-351 بتاريخ 2013 القاعدة التالية :النقط المحصل عليها في الامتحان هي عنوان للحقيقة الفكرية والقدرات العلمية للطالب اثناء اجتيازه للامتحان لافتراض الموضوعية في التنقيط وما تقتضيه من نزاهة وامانة علمية من طرف الاستاذ المصحح وهو امر يستقيم والنظام البيداغوجي المرتبط بتقييم عمل الطالب وهو لا يقبل الرقابة القضائية.كما اعتبرت في تعليل أحكام مماثلة أن طلب اعادة التصحيح يستند على محض اعتقاد المتمدرس المجرد اتجاه خطا احتمالي دون الارتكاز على اي واقعة ثابتة تثير الشك في مصداقية التنقيط الذي حصل عليه ودون اثارة اي وسيلة جدية بخصوص الظروف التي تكتنفها عملية التصحيح ورقن النقط بما يمكن ان يؤثر على سلامتها الامر الذي ينتفي معه اي مبرر لإعادة تصحيح اوراق الاجوبة. وبالتالي فان التقييم الذي يبديه المصححون لأوراق الامتحانات يضل خاضعا للسلطة التقديرية للمصحح ولا رقابة للقضاء الاداري في هذا المجال الا من زاوية التثبت من وجود عيب الانحراف في استعمال السلطة والتحقق من اختصاص الجهة التي قامت بالتصحيح، بكلمة واحدة النقطة في الامتحانات لا تقبل الرقابة القضائية فهي عنوان الحقيقة الفكرية وسلطة المصحح مطلقة في هذا الباب.وهذا في اعتقادي ينسحب حتى على الغش في اوراق الامتحان فالمادة الاولى من القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات تعتبر من بين حالات الغش الحالات المستندة على قرائن والتي يتم رصدها من طرف المصححين اثناء عملية تصحيح اوراق الامتحان والتي يتم تحرير تقرير للغش بشأنها و يتم ابلاغها عبر البريد الالكتروني في منظومة مسار بتعبير اخر فوقائع الغش في الامتحان لا يلزم فيها حالات التلبس وانما يتصور اكتشافها بعد أداء الامتحان من خلال وجود تطابق بين اجابات الممتحنين او مواضيع تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي وهدا التطابق طبقا الفقرة الأولى من القانون 02.13 تقطع لوقوع حالات الغش.كما ان مقرر وزير التربية الوطنية في شان تنظيم امتحانات نيل شهادة البكالوريا دورة 2021 نصت على انه يتم عرض حالة الغش التي تم ضبطها اثناء اجراء الامتحان واثناء التصحيح على انظار اللجنة الجهوية قصد اتخاذ العقوبات التأديبية، و المادة 7 من القانون 02.13 تعتبر ان الاعلان عن النتائج النهائية للامتحانات يعتبر بمثابة قرار تربوي غير قابل للطعن.و بديهي ان الأكاديميات تستند في ترتيب وتحديد إجراءات الغش في أوراق تصحيح الإمتحان على سلطتها التقديرية التي أصبحت ضرورية في الإدارة حاليا لأن المشرع لا يستطيع ولا يمكنه وان يسن جميع القواعد القادرة وعلى مواجهة كل التغيرات التي تحصل في المجتمع وحتى سلطة القاضي الإداري تكون ضيقة ومقيدة عندما تتمتع الإدارة بسلطة تقديرية ومع دلك فشخصيا اعتقد ان ترتيب المشرع جزاءات على الممتحن بقرينة قيامه بعملية غش واعتباره راسبا في جميع مواد الامتحان قد يكون مجحف احيانا فاسناد قرار الاتهام بالغش في أوراق تصحيح الإمتحان يجب ان يقوم على اليقين وليس على مجرد الظن والتخمين فمطابقة أوراق التصحيح قد لا تنبأ عن حالة الغش بسبب تقارب مستوى حفظ وعاء بعض الدروس خاصة في مواد معينة كالفلسلفة والانجليزية و غيرها و من مدكرات مبسطة يتم اعدادها بحسب الإجابات النموذجية التي يتم استظهارها وحفظها وتداولها قبل الامتحانات بين المترشحين لامتحان البكالوريا .

محمد تكناوي



اقرأ أيضاً
هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

“الحق المهني المسلوب”: من يُسكت صوت المرشدين السياحيين؟
في قطاع يُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والوطني، يجد مئات المرشدين السياحيين بجهة مراكش-آسفي أنفسهم في مواجهة تحديات مهنية وإدارية متزايدة. وسط غياب آليات فعالة لحماية حقوقهم، تتعالى أصواتهم مطالبة بالإصلاح، لكن هل من مجيب؟ هذا المقال يعكس انشغالات مجموعة من المهنيين الذين يرون أن الممارسات التنظيمية الحالية تُقصيهم بدل أن تدمجهم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المهنة، وهذا نص المقال:"في قلب القطاع السياحي بمراكش-آسفي، يعيش مئات المرشدين حالة من التهميش الممنهج، في ظل تراكم ممارسات إدارية وتنظيمية غير متوازنة، وغياب الآليات الفعالة التي تضمن العدالة المهنية. الوضع الحالي يفرض علينا طرح أسئلة جريئة: من يُراقب؟ من يُحاسب؟ ومن يُنصف من لا صوت له؟جمعية في وضعية مخالفة... بلا محاسبةللسنة الثالثة على التوالي، لم تعقد الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين أي جمع عام، ولم تُعرض أي تقارير مالية أو أدبية، ومع ذلك تواصل تحصيل واجبات الانخراط، وتسليم الشهادات وكأن شيئاً لم يكن.أين دور المراقبة؟ من يتحمل مسؤولية تفعيل آليات الشفافية الداخلية؟ أليس استمرار هذا الوضع يمثل خرقاً لمبادئ الحكامة المهنية؟التكوين الرقمي: برنامج غير منصف لفئة واسعةفرض شهادة التكوين الرقمي ضمن وثائق تجديد الاعتماد جاء بهدف التأهيل، لكنه لم يُرفق، حسب عدد من المهنيين، بآليات واقعية لضمان مشاركة حقيقية ومتساوية، مما خلق شعوراً بالإقصاء لدى شريحة واسعة من المرشدين:مشاركات شكلية أو بالنيابة.غياب دعم فعلي للفئات غير المتمكنة من التكنولوجيا.شهادة تُمنح دون تأكيد فعلي لاكتساب المهارات.النتيجة؟ تكوين تحوّل إلى عبء إداري لا يراعي خصوصية الميدان.تجديد الرخصة: منطق الورق أم منطق الكفاءة؟المرشدون يقدمون ملفاتهم كاملة، لكن العديد منهم يُدرك أن ما يُطلب ليس بالضرورة انعكاساً حقيقياً للخبرة أو القدرة. شهادات انخراط صادرة عن جمعيات غير مفعلة تنظيمياً، وشهادات تكوين دون مضمون فعلي، فهل هذه مؤشرات تأهيل حقيقية؟ أم مجرد إجراء شكلي؟الشهادة الطبية: سؤال حول العدالة المهنيةيشكل شرط الشهادة الطبية عائقاً أمام عدد من المرشدين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية مؤقتة. فهل العجز المؤقت أو الإعاقة الخفيفة تعني بالضرورة عدم الأهلية؟ وهل من العدل أن يُقصى شخص فقط لأنه يخضع لعلاج منتظم أو يعيش مع إعاقة بسيطة لا تمنعه من أداء مهامه؟الضمان الاجتماعي: بين التعقيد والإجحافيعاني عدد من المرشدين السياحيين من صعوبات متزايدة في تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في ظل غياب مواكبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة عملهم المستقل وغير المنتظم. ومن أبرز الإشكالات المطروحة:تعقيد مساطر الانتظام وتسديد المستحقات القديمة.تراكم مبالغ يصعب سدادها دفعة واحدة.وجود اقتطاعات بنكية غير دقيقة في بعض الحالات.تعرض المرشدين مزدوجي الجنسية لأداء مزدوج للواجبات دون تنسيق واضح بين الدول.هذا الوضع يُفاقم الهشاشة الاجتماعية للمرشدين، ويُفرغ التغطية الاجتماعية من مضمونها، ويُرسخ الإقصاء بدل الإدماج.مطالب مهنية ملحةافتحاص إداري ومالي للجمعية الجهوية ضماناً للشفافية.مراجعة آليات استخراج شهادات التكوين والانخراط.تيسير شروط الشهادة الطبية بشكل إنساني وعادل.فتح حوار مهني موسع لتصحيح المسار التنظيمي دون توتر أو صدام.رسالة مفتوحة لكل ضمير مهنيهذا المقال ليس مجرد وصف لاختلالات مهنية، بل هو نداء صادق يلامس كرامة كل مرشد سياحي. لسنا بصدد مطالب تعجيزية، بل نطالب فقط بما يضمن الاستمرارية في العمل بكرامة: تنظيم شفاف، تمثيلية شرعية، تكوين فعلي، وحماية اجتماعية عادلة.لقد طال الصمت، وكثُر التغاضي، وحان الوقت لنُعيد للمهنة صوتها ومكانتها. صوت المرشد ليس هامشيًا... إنه صوت الثقافة، والتاريخ، والانتماء."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 02 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة