

ساحة
الاندلسي يكتب.. شكرا ألمانيا العظيمة وشكرا لكل الدول !
قراءة الخطاب السياسي تحتاج إلى الكثير من المفاتيح وخصوصا تلك التي تربط الحاضر بالماضي وتفكك تقاطع المصالح وتضاربها وكثيرا من التواضع للنزول إلى واقع حمى البراكين التي لم تتوقف يوما و خصوصا حين يتعلق الأمر بالمصالح الإقتصادية .إتفاقية برلين التي تجاوز عمرها 135 سنة أسست لتاطير الفعل الاستعماري و شهدت توزيع الغنيمة في عدة قارات و خصوصا في بأفريقيا. هذه الإتفاقية لا يمكن فصلها عن تطور النظام الرأسمالي و فرض أولوية احتياجاته من المواد الطبيعية و الأراضي و الأسواق على أهل القرار السياسي و العسكري و حتي الثقافي و الديني. رفعت شعارات إخراج شعوب من التخلف إلى الحضارة و أخرى من عبادة الأوثان و الأشجار إلى عبادة المسيح و دخل الإستعمار إلى بلداننا بإسم الحضارة و الدين.وناضلت شعوب من أجل الإستقلال و قال المستعمر سأخرج من الباب لعلمي أن النوافذ التي صنعتها ستوفر دخولا مجانيا إلى اسواقكم و قراراتكم و إلى احزابكم و جمعياتكم. و بالفعل خرج الإستعمار كسلطة مباشرة و لكنه فعل الكثير من أجل استدامة مصالحه.ربط بنيات الإنتاج بسوقه و جعل من الثروات الطبيعية للمستعمرات موردا لصناعاته و مزروعاته. تكلم كثيرا عن الحريات و المساواة و الديمقراطية فصدقته الكثير من النخب. و بمجرد أن وصل موديبو كيتا و باتريس لومونبا و جمال عبد الناصر و سوكارنو و غيرهم إلى قيادة بلدانهم و عبروا عن إرادة بناء جديد، أصبحوا اعداءا الحرية و الحضارة في نظر الغرب.هكذا يتجدد الغباء في أدمغة من منا لا زال رهينة مقاييس غربية في الحكم على مسارات هدفها بناء إقتصاد و الخروج من بنيات تخلف طالما انتقدها الغرب. و والأدهى من ذلك أن هذا الغرب يحب الكرم و يسخر مؤسساته كصناديق التنمية الفرنسية و الألمانية و غيرها لتمويل مشاريع لا أثر لها على الواقع. و الأكثر من كل هذا أن ما يعتبر مساعدات تقنية و دعم للمؤسسات يخلق طبقة من المغاربة الذين يسمون أنفسهم خبراء لكي تعيش على فتات الدراسات و الدعم المؤسسي و تطبل للغرب في كل مناسبة.ولقد عشنا تجارب جعلتنا نرى هزالة نتائج ما يسمى بتمويل توماءات بين إدارات مغربية و أخرى من بلدان أوروبية بتمويل من الإتحاد الأوروبي. وقد أعترف الكثير من خبراء أوروبا بضعفهم أمام الأطر المغربية و لكنهم اعترفوا أيضا بالعيش الرغيد الذي منحهم إياه راتب يتجاوز رواتب مجموعة من الوزراء . و كلما سمع صوت رافض لهزالة مضمون هذا التعاون "الخاوي " سارع أصحاب القرار إلى تنظيم رحلات تكوينية و الترفيهية لبعض الأطر لكي يسود الحمد بالفعل السحري للتوامة المكلفة ماليا و الفارغة من كل آثار على فاعلية المؤسسات و على الإقتصاد.المساعدات الخارجية هي نوع من الرشوة الموجهة إلى هيئات و إلى مقاولات تستهدف أسواقنا. و هي نوع من الرشوة الموجهة إلى الأطر الوطنية لكي تسبح بإسم الغرب و شركاته و مؤسساته. و بمجرد أن تصبح سياسات البلدان متحررة من إملاءات الغرب تتحرك اللوبيات لكي تضعف أي إرادة لبناء إقتصاد قوي.بالأمس سمعنا عن إهتمام دول الغرب بالمناخ و بالتوازنات الطبيعية و ظننا أن الأمر يتعلق ببلدانهم التي حطمت كل الأرقام في تدمير التوازنات الإيكولوجية. و لكننا نسمع اليوم أن بلداننا يجب أن تلتزم أكثر من بلدانهم بالآثار البيئية لكل مشاريع التنمية الزراعية و الصناعية. خلقوا مزارع الأسماك في مياهنا و استفادوا من رخص الصيد و لا زالوا يتكلمون بإسم أجدادهم الذين أسسوا للفعل الاستعماري.حتى ألمانيا التي كان يظن البعض منا أنها طوت صفحة النازية و أنها لا تخاف من توجهات بلدان نحو التنمية المستدامة نزعت القناع لتقول أننا نشكل خطرا على غرب قديم لمجرد أننا نريد بناء إقتصاد صاعد. و يتحرك سفير إلى ترابنا في مليلية المحتلة لكي يبين عن الوجه الحقيقي للغرب و لبلد نيتشه و ماركس و غيره من وجوه التعبير عن رفض إستغلال الشعوب و ثرواتهم.الغرب لا يرحم و يسعى إلى استدامة مصالحه عبر التصدير المربح و الاستيراد المربح ولا ينظر بعين الرضى لكل سياسة تستهدف خلق القيمة المضافة وتطوير البنيات الأساسية و وتشجيع الإنتاج من أجل تخفيف الضغط على الميزان التجاري. و في سبيل ذلك يتم إستخدام كل الأسلحة لكي تسود سياسة الاستيراد و ضمان الأسواق و محاربة كل مشروع يهدف إلى خلق دينامية جهوية للتكامل الاقتصادي في أفريقيا مثلا. المتواضعة ميركيل الألمانية عرت عن ساقيها لكي تستهدف المغرب ووحدته و مؤسساته لأنها لا تريد أن تنبعث تجربة تركيا في غرب البحر الأبيض المتوسط.لقد سبق لعاهل البلاد أن دعا "أن يكثر آلله حسادنا " وظهر الحق. الحساد بالمعنى الإستراتيجي للكلمة هم دول و مسؤولون يرون في كل خطوة يخطوها المغرب فتح مسار أكبر في طريق كبير نحو تنمية و صعود. كنا نتمنى أن يكون إخواننا خير صديق في هذا الطريق لكنهم تخلفوا عن موعد مع التاريخ و مع شعوبهم.و لا زال الأمل قائما لكي يصبح المغرب الكبير حقيقة إقتصادية متكاملة الأركان. ومن رأى في الغرب حبيبا الآن فلن تنفعه موارد البترول و الغاز لكي يبني غده. المهم في خاتمة الكلام هو أن الغرب يريد ان يرانا حفاة عراة لكي يتدفق عطفه و حنانه ولأنه يكره أن نتبع خطاه في الخلق و الإبداع لكي نكون مثله فاعلين و غير مفعول بهم.
قراءة الخطاب السياسي تحتاج إلى الكثير من المفاتيح وخصوصا تلك التي تربط الحاضر بالماضي وتفكك تقاطع المصالح وتضاربها وكثيرا من التواضع للنزول إلى واقع حمى البراكين التي لم تتوقف يوما و خصوصا حين يتعلق الأمر بالمصالح الإقتصادية .إتفاقية برلين التي تجاوز عمرها 135 سنة أسست لتاطير الفعل الاستعماري و شهدت توزيع الغنيمة في عدة قارات و خصوصا في بأفريقيا. هذه الإتفاقية لا يمكن فصلها عن تطور النظام الرأسمالي و فرض أولوية احتياجاته من المواد الطبيعية و الأراضي و الأسواق على أهل القرار السياسي و العسكري و حتي الثقافي و الديني. رفعت شعارات إخراج شعوب من التخلف إلى الحضارة و أخرى من عبادة الأوثان و الأشجار إلى عبادة المسيح و دخل الإستعمار إلى بلداننا بإسم الحضارة و الدين.وناضلت شعوب من أجل الإستقلال و قال المستعمر سأخرج من الباب لعلمي أن النوافذ التي صنعتها ستوفر دخولا مجانيا إلى اسواقكم و قراراتكم و إلى احزابكم و جمعياتكم. و بالفعل خرج الإستعمار كسلطة مباشرة و لكنه فعل الكثير من أجل استدامة مصالحه.ربط بنيات الإنتاج بسوقه و جعل من الثروات الطبيعية للمستعمرات موردا لصناعاته و مزروعاته. تكلم كثيرا عن الحريات و المساواة و الديمقراطية فصدقته الكثير من النخب. و بمجرد أن وصل موديبو كيتا و باتريس لومونبا و جمال عبد الناصر و سوكارنو و غيرهم إلى قيادة بلدانهم و عبروا عن إرادة بناء جديد، أصبحوا اعداءا الحرية و الحضارة في نظر الغرب.هكذا يتجدد الغباء في أدمغة من منا لا زال رهينة مقاييس غربية في الحكم على مسارات هدفها بناء إقتصاد و الخروج من بنيات تخلف طالما انتقدها الغرب. و والأدهى من ذلك أن هذا الغرب يحب الكرم و يسخر مؤسساته كصناديق التنمية الفرنسية و الألمانية و غيرها لتمويل مشاريع لا أثر لها على الواقع. و الأكثر من كل هذا أن ما يعتبر مساعدات تقنية و دعم للمؤسسات يخلق طبقة من المغاربة الذين يسمون أنفسهم خبراء لكي تعيش على فتات الدراسات و الدعم المؤسسي و تطبل للغرب في كل مناسبة.ولقد عشنا تجارب جعلتنا نرى هزالة نتائج ما يسمى بتمويل توماءات بين إدارات مغربية و أخرى من بلدان أوروبية بتمويل من الإتحاد الأوروبي. وقد أعترف الكثير من خبراء أوروبا بضعفهم أمام الأطر المغربية و لكنهم اعترفوا أيضا بالعيش الرغيد الذي منحهم إياه راتب يتجاوز رواتب مجموعة من الوزراء . و كلما سمع صوت رافض لهزالة مضمون هذا التعاون "الخاوي " سارع أصحاب القرار إلى تنظيم رحلات تكوينية و الترفيهية لبعض الأطر لكي يسود الحمد بالفعل السحري للتوامة المكلفة ماليا و الفارغة من كل آثار على فاعلية المؤسسات و على الإقتصاد.المساعدات الخارجية هي نوع من الرشوة الموجهة إلى هيئات و إلى مقاولات تستهدف أسواقنا. و هي نوع من الرشوة الموجهة إلى الأطر الوطنية لكي تسبح بإسم الغرب و شركاته و مؤسساته. و بمجرد أن تصبح سياسات البلدان متحررة من إملاءات الغرب تتحرك اللوبيات لكي تضعف أي إرادة لبناء إقتصاد قوي.بالأمس سمعنا عن إهتمام دول الغرب بالمناخ و بالتوازنات الطبيعية و ظننا أن الأمر يتعلق ببلدانهم التي حطمت كل الأرقام في تدمير التوازنات الإيكولوجية. و لكننا نسمع اليوم أن بلداننا يجب أن تلتزم أكثر من بلدانهم بالآثار البيئية لكل مشاريع التنمية الزراعية و الصناعية. خلقوا مزارع الأسماك في مياهنا و استفادوا من رخص الصيد و لا زالوا يتكلمون بإسم أجدادهم الذين أسسوا للفعل الاستعماري.حتى ألمانيا التي كان يظن البعض منا أنها طوت صفحة النازية و أنها لا تخاف من توجهات بلدان نحو التنمية المستدامة نزعت القناع لتقول أننا نشكل خطرا على غرب قديم لمجرد أننا نريد بناء إقتصاد صاعد. و يتحرك سفير إلى ترابنا في مليلية المحتلة لكي يبين عن الوجه الحقيقي للغرب و لبلد نيتشه و ماركس و غيره من وجوه التعبير عن رفض إستغلال الشعوب و ثرواتهم.الغرب لا يرحم و يسعى إلى استدامة مصالحه عبر التصدير المربح و الاستيراد المربح ولا ينظر بعين الرضى لكل سياسة تستهدف خلق القيمة المضافة وتطوير البنيات الأساسية و وتشجيع الإنتاج من أجل تخفيف الضغط على الميزان التجاري. و في سبيل ذلك يتم إستخدام كل الأسلحة لكي تسود سياسة الاستيراد و ضمان الأسواق و محاربة كل مشروع يهدف إلى خلق دينامية جهوية للتكامل الاقتصادي في أفريقيا مثلا. المتواضعة ميركيل الألمانية عرت عن ساقيها لكي تستهدف المغرب ووحدته و مؤسساته لأنها لا تريد أن تنبعث تجربة تركيا في غرب البحر الأبيض المتوسط.لقد سبق لعاهل البلاد أن دعا "أن يكثر آلله حسادنا " وظهر الحق. الحساد بالمعنى الإستراتيجي للكلمة هم دول و مسؤولون يرون في كل خطوة يخطوها المغرب فتح مسار أكبر في طريق كبير نحو تنمية و صعود. كنا نتمنى أن يكون إخواننا خير صديق في هذا الطريق لكنهم تخلفوا عن موعد مع التاريخ و مع شعوبهم.و لا زال الأمل قائما لكي يصبح المغرب الكبير حقيقة إقتصادية متكاملة الأركان. ومن رأى في الغرب حبيبا الآن فلن تنفعه موارد البترول و الغاز لكي يبني غده. المهم في خاتمة الكلام هو أن الغرب يريد ان يرانا حفاة عراة لكي يتدفق عطفه و حنانه ولأنه يكره أن نتبع خطاه في الخلق و الإبداع لكي نكون مثله فاعلين و غير مفعول بهم.
ملصقات
