ساحة

الاندلسي يتساءل.. بصراحة كيف هو حال اقتصادنا؟


ادريس الاندلسي نشر في: 18 يوليو 2022

حين نطرح سؤال حالة اقتصاد بلادنا في ظرفية صعبة و محيط صعب و أسواق تتقلب بسرعة و خصوصا في مجال أسعار الطاقة، فالمقصود هو طرح سؤال كيف نحد من آثار الأزمات و التركيز أولا على ما يمكن أن نسيطر عليه بقرار داخلي. و كل عارف له من الدراية ما يجعله يفرق بين الآثار الخارجية و تلك التي تكون مرتبطة باقتصاد الريع و برغبة بعضنا من استغلال كل شيء له قيمة في السوق لاستغلال الوافدين على هذا السوق.سوق المواد الطاقية مشتعل عالميا و هذا لا يعني أن الشركات التي هي مجرد بنيات سمسرة تعمل في سوقنا الوطنيةو تراكم أرباح بالملايير بفعل وجودها كمجرد وسيط ذو قدرة ضعيفة في مجال تخزين السلعة الطاقية. الكل يعرف و بالطبع الحكومة تعرف أن الاستيراد و التوزيع و شيء قليل من التخزين يزيد من هشاشة الأمن الطاقي الوطني. قالت الوزيرة بن علي المكلفة بالطاقة أن مصفاة المحمدية لم تعد لها قيمة إستراتيجية و بيئية و أن التفكير يجب أن ينصب على بنيات للتكرير أكبر بكثير مما كانت تتيتحه محطة لاسامير التاريخية. فليكن، ولكن ماذا اعددنا من تجهيزات للتخزين في ظل أزمة اقتصادية و قد تكون غدا عسكرية لأن جار السوء الشرقي فقد بوصلة تشير إلى توقير العقل و آلياته. الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير الاستراتيجي.سوق الفلاحة تطرح الكثير من التساؤلات منذ سنين. منذ 2008 و نحن نسمع عن تمويلات تجاوزت 20 مليار درهم. و رأينا ورشا مؤسساتيا كبيرا لتنظيم سلاسل الإنتاج و مواكبتها بإعادة هيكلة الجمعيات المهنية. تم وضع أهداف رقمية لزيادة مساهمة القيمة المضافة الفلاحية إلى أكثر من 20 % و رفع رقم الصادرات من المنتجات النباتية و الحيوانية إلى ما يزيد عما نصدره و الذي يضر بتربتنا و مواردنا الماءية وطبعا وضعت أهداف أخرى تهم العقار الفلاحي و تنزيل سياسة عقلنة إستعمال مياه الري و المكننة الزراعية. كما تم وضع هدف التشغيل و الرفع من الدعامة الثانية في المخطط الأخضر المتعلقة بالزراعة التضامنية. و ماذا حققنا بعد سنوات من إستعمال ملايير صندوق التنمية الفلاحية و نظام ضريبي يحابي كبار أرباب الاستغلاليات الكبرى. كان من المفروض أن يتم تقييم المغرب الأخضر بموضوعية لرصد النجاحات و الاخفاقات و هذا لم يحصل. و بعد فترة تذبذب تقرر تغيير الإسم لكي يصبح المغرب الأخضر جيلا أخضرا. الفرق كبير بين المفهومين. و لا زالت الهشاشة عنوان قطاعنا الفلاحي اقتصاديا و اجتماعيا. كما لا زالت قدرة الكثير من التقنوقراط كبيرة للقضاء على فرشتنا المائية و تزيين الإفراط في تدمير مواردنا الطبيعية. أين فاعلية سلاسل الإنتاج و أين هو تأثير الركيزة الثانية للمخطط الأخضر على صغار الفلاحين. نريد دراسة آثار هذا المخطط بعقول مغربية معروفة بالكفاءة و ليس بواسطة مكاتب اجنبية لها تاريخ مع ضعف التقييم و التحليل.تميزت القيمة المضافة لقطاع الصناعة بفعل سياسة طويلة الأمد بدأت مع حكومة التناوب التوافقي التي قادها بهدوء رجل الدولة المرحوم اليوسفي و استمرت إلى أن وصلت مرحلة التسريع مع وزير نشيط لكنه سريع الغضب و الشعور بالتفوق و هو حفيظ العلمي. صحيح أننا دخلنا عالم ما سمي بمهن المغرب و سجلنا أرقاما في مجال التصدير و تملكنا خبرات للتطوير و حضورا في السوق الدولي. و لكن تأثير قطاع الصناعة على مستوى بنية التنمية لا زال عاديا جدا و لا يؤثر كثيرا على نسبة النمو. لا زالت الأمطار أكثر تأثيرا من الصناعات في مجالات التشغيل و النمو و الإستقرار الإجتماعي.و لكن الإستمرار في التواجد على ساحة الصناعات الجديدة و خصوصا في مجالات الطاقة و الأدوية و المستلزمات الطبية و الطائرات و الصناعة العسكرية و زيادة تثمين المنتجات الفوسفاطية و غيرها، لا زال من الأولويات التي تتطلب ثقافة هجومية تدعمها سياسة بحث علمي بتمويل مستمر. الأرقام المسجلة لحد الآن لا تمكن من الولوج إلى صفوف الإقتصاد ات الصاعدة. نسب النمو لا زالت ضعيفة وأسباب ضعفها متعددة و لها جذور في قطاعات التعليم و التكوين و التدبير الإداري. كثيرا ما طرح سؤال توطين حقيقي لهذه الصناعة ببلادنا عبر تقوية معدل ادماجها. قيل أن نسبة هذا الادماج تجاوزت ستين في المائة دون دراسة في الموضوع.قطاع الخدمات تأثر كثيرا بفعل جائحة كوفيد و على الخصوص في مجال السياحة و الخدمات المرتبطة بها. كثيرا ما ننسى أن السياحة ببلادنا لها ارتباط وثيق بالثقافة. و لأن جهل بعض التقنوقراط مزدوج الأوجه، فقد نسوا أن حفل زفاف قد يساهم في تشغيل 100 من الطباخين و الحلوانيين و ممتهني التنشيط الموسيقي و منسقي الملابس التقليدية. صحيح أن هذا المجال لا زال في أغلبه يمارس في القطاع غير المهيكل. لكنه يمكن أن يتحول إلى ثروة تحمي ثقافتنا و ثراتنا و تمكن من تنظيم التنشيط الموسيقي لكي يصبح المنشطون الفنانون من المساهمين في الضريبة على الدخل المهني. أما البنوك و شركات التأمين و شركات الإتصالات فقد أصبح من الواجب أن يتم التعامل معها بشكل مسؤول يعكس الضرورة إلى مساهمتها في تحملات ضريبية تعكس أرقام معاملاتها و معدلات ربحيتها. ولكن هذا القطاع ظل مسيطرا في مجال الربحية عبر البنوك و التأمينات و خصوصا شركات الإتصالات التي تستفيد من تعامل ضريبي تفضيلي بالنسبة للأبناك و شركات التأمين. أما مجال العقار ففيه العجب العجاب. أموال كثيرة توجه إليه من طرف القطاع البنكي و تسهيلات ضريبية تستمر في حماية شركات العقار من كل مكروه مالي. حين تحدث أزمة دورية يؤدي ثمنها المقتني للعقار و خزينة الدولة. و الغريب أن لوبي العقار يهيج المشاعر و يقوي صفوفه لكي لا يساهم بأي سنتيم للخروج من أزمته. فلو تفضل والي بنك المغرب و أمر بتحليل لبنية الأزمات المالية المرتبطة بقطاع العقار لوجد أن الخاسر في الموضوع خزينة الدولة و جيب الباحث عن منزل بسيط. و اليوم يتم التصويت بالإجماع في البرلمان لكي تستمر حصانة نظام تمويلي لا يهمه ذلك المواطن الطامع شرعا في الحصول قانونا على بيت يؤوي أسرته.و نرجع إلى سوق الشغل و نسبة البطالة للقول أن الاحصائيات الرسمية التي تبني على منهجية اقتصادية فيها كثير من العقل تظل بعيدة من الواقع. تجاوزنا نسبة 10% من نسبة العطالة و تراجعت نسبة إستخدام قوى الإنتاج لدينا. نسبة التشغيل في قطاع الزراعة تتأثر بالطابع الموسمي و لا تأثر على الإحصائيات. القطاع غير المهيكل هو صمام الأمان الإجتماعي رغم هشاشته و خطورته على الإحتياط الإجتماعي. صحيح أن برنامج تعميم الحماية الإجتماعية يشكل خطوة إستراتيجية كبرى في تاريخ المغرب. و لكنه يحتاج إلى الكثير من المواكبة المسؤولة في مجال المراقبة و التأهيل و تقوية العرض الصحي. التعميم مطلوب و تعميم العرض الصحي بكافة مكوناته أهم بكثير.و لنرجع إلى أهم شيء في الإقتصاد و هو خلق الثروات لنؤكد على أن الهدف الاستراتيجي الكبير لبلادنا لا زال هو خلق القيمة المضافة. لا خير ينتظر من اقتصاد يعيش على الكفاف و التضامن الأسري و إنتظار منحة من الدولة. الأهم هو خلق الثروات بالعلم و البحث و الإستثمار المنتج و التحرر من ثقافة غيبية تبرر التسول و إنتظار أن تمطر السماء ذهبا و فضة.سبق أن قلت للسيد بن كيران في برنامج إذاعي على راديو" مفم" أن وعد المغاربة بمعدل نمو مرتفع هو نوع من الكلام الذي يستوجب المحاسبة و اليوم لا يمكن أن نتساهل مع اخنوش و من والاه حكوميا في محاسبته، بعد سنين على كل المؤشرات الإقتصادية و الإجتماعية التي التزم بتحسينها. و لكن واقعنا المغربي غفور رحيم و ذو قدرة على نسيان الوعود. و ستظل الأسئلة الحارقة هي تلك التي تتعلق بمن استفاد من أزمة كوفيد و أزمة الطاقة و أزمة السكن و أزمة العقار و جميع الفرص التي تتيحها الأزمات. تم فرض الحجر الصحي و كسبت شركات الاتصالات كثيرا من الأرباح و كذلك شركات التأمين و كثير من المهن الطبية و على رأسها المختبرات. الخوف أكبر حافز على صرف الملايين لأداء فواتير الإنعاش و التحليلات و الاستشفاء. و لكن المواطن كان وحيدا في ظل تغول أصحاب رأس المال. و أصبحت الحكومة، كيفما كان لونها، تلجأ إلى الدين الداخلي و الخارجي للخزينة و المقاولات العمومية سواء حظيت بضمانة الدولة أو لا في ظل ما يسميه " القانون التنظيمي للمالية" بالقاعدة الذهبية كحل لضعف الموارد الذاتية و على رأسها الضريبة. خلال سنة 2022 سيتجاوز حجم الدين العمومي مبلغ الناتج الداخلي الإجمالي دون احتساب ديون المقاولات الخاصة بالعملات الأجنبية.في ظل هشاشة اقتصادية تبدأ بالقطاع الفلاحي الملتصق بالتساقطات المطرية، يحق لنا أن نسائل السيد رئيس الحكومة عن إنجازاته منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاما من التدبير. و من حقنا أن نسائل كل وزراء الإقتصاد و المالية الذين تناوبوا على تدبير المال العام على نتائجهم و كذلك كل الوزراء في قطاعات التعليم و الصحة غيرها من القطاعات. هل سنستمر في نسيان الاخفاقات و نترك الأمور تمضي لتدخل في دائرة النسيان. أظن أن هذه العادة السيئة أصبحت قاعدة في مجال التدبير العمومي. ثم يفلت الكثير من المحاسبة رغم أن الدستور يؤكد على المحاسبة. قال من كتبوا التقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد أن المرور إلى مرحلة القطائع ضرورية لخلق رجة كبيرة في كل المجالات. الكوفيد كانت له مزايا و لا يمكن أن ننكر ذلك. غير نمط حياتنا و عرى عن هشاشة مجتمعية و أظهر أن أنشطة اقتصادية جشعة تمنت استمراره و انتفعت كثيرا و خصوصا في مجالات المستلزمات الطبية و النقل و المعاملات الإدارية المتعلقة بالسفر. القطائع ضرورية في كل القطاعات الإقتصادية و الأمنية والقضاءية و الإجتماعية. أما السياسات القطاعية فلا معنى لها إذا ظلت خاضعة لتكنوقراط لا يعرفون اللاتمركز و لا الجهوية ، و إذا ظلت سجينة سياسيين جدد و قدماء يتقنون الكلام و يعيدون إنتاج كل الممارسات المقيتة لإبعاد المواطنين عن السياسة. هؤلاء يجدون كل الامكنة التي تتيح الميكرفون و يعيثون في الأرض فسادا بالفعل و الكلام و مراكمة الثروات و تزوير التاريخ.لكل ما سبق لا زال اقتصادنا محتاجا إلى المزيد من العمل و خصوصا إلى الكثير من التقييم و الكثير من المحاسبة. أطلق عاهل البلاد عدة سياسات و مشاريع كبرى و أشرف على متابعة إنجازها، و كم نتمنى أن يخذو حذوه من أصبحوا ينتجون التضخم السياسي بالكلام و تبرير الهشاشة المجتمعية و الحرص على إشاعة الرشوة الانتخابية بكافة أشكالها. لنا من الإمكانيات ما يفتح أمامنا باب الولوج إلى مصاف الدول الصاعدة و فتح هذا الباب رهين بالقطائع.

حين نطرح سؤال حالة اقتصاد بلادنا في ظرفية صعبة و محيط صعب و أسواق تتقلب بسرعة و خصوصا في مجال أسعار الطاقة، فالمقصود هو طرح سؤال كيف نحد من آثار الأزمات و التركيز أولا على ما يمكن أن نسيطر عليه بقرار داخلي. و كل عارف له من الدراية ما يجعله يفرق بين الآثار الخارجية و تلك التي تكون مرتبطة باقتصاد الريع و برغبة بعضنا من استغلال كل شيء له قيمة في السوق لاستغلال الوافدين على هذا السوق.سوق المواد الطاقية مشتعل عالميا و هذا لا يعني أن الشركات التي هي مجرد بنيات سمسرة تعمل في سوقنا الوطنيةو تراكم أرباح بالملايير بفعل وجودها كمجرد وسيط ذو قدرة ضعيفة في مجال تخزين السلعة الطاقية. الكل يعرف و بالطبع الحكومة تعرف أن الاستيراد و التوزيع و شيء قليل من التخزين يزيد من هشاشة الأمن الطاقي الوطني. قالت الوزيرة بن علي المكلفة بالطاقة أن مصفاة المحمدية لم تعد لها قيمة إستراتيجية و بيئية و أن التفكير يجب أن ينصب على بنيات للتكرير أكبر بكثير مما كانت تتيتحه محطة لاسامير التاريخية. فليكن، ولكن ماذا اعددنا من تجهيزات للتخزين في ظل أزمة اقتصادية و قد تكون غدا عسكرية لأن جار السوء الشرقي فقد بوصلة تشير إلى توقير العقل و آلياته. الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير الاستراتيجي.سوق الفلاحة تطرح الكثير من التساؤلات منذ سنين. منذ 2008 و نحن نسمع عن تمويلات تجاوزت 20 مليار درهم. و رأينا ورشا مؤسساتيا كبيرا لتنظيم سلاسل الإنتاج و مواكبتها بإعادة هيكلة الجمعيات المهنية. تم وضع أهداف رقمية لزيادة مساهمة القيمة المضافة الفلاحية إلى أكثر من 20 % و رفع رقم الصادرات من المنتجات النباتية و الحيوانية إلى ما يزيد عما نصدره و الذي يضر بتربتنا و مواردنا الماءية وطبعا وضعت أهداف أخرى تهم العقار الفلاحي و تنزيل سياسة عقلنة إستعمال مياه الري و المكننة الزراعية. كما تم وضع هدف التشغيل و الرفع من الدعامة الثانية في المخطط الأخضر المتعلقة بالزراعة التضامنية. و ماذا حققنا بعد سنوات من إستعمال ملايير صندوق التنمية الفلاحية و نظام ضريبي يحابي كبار أرباب الاستغلاليات الكبرى. كان من المفروض أن يتم تقييم المغرب الأخضر بموضوعية لرصد النجاحات و الاخفاقات و هذا لم يحصل. و بعد فترة تذبذب تقرر تغيير الإسم لكي يصبح المغرب الأخضر جيلا أخضرا. الفرق كبير بين المفهومين. و لا زالت الهشاشة عنوان قطاعنا الفلاحي اقتصاديا و اجتماعيا. كما لا زالت قدرة الكثير من التقنوقراط كبيرة للقضاء على فرشتنا المائية و تزيين الإفراط في تدمير مواردنا الطبيعية. أين فاعلية سلاسل الإنتاج و أين هو تأثير الركيزة الثانية للمخطط الأخضر على صغار الفلاحين. نريد دراسة آثار هذا المخطط بعقول مغربية معروفة بالكفاءة و ليس بواسطة مكاتب اجنبية لها تاريخ مع ضعف التقييم و التحليل.تميزت القيمة المضافة لقطاع الصناعة بفعل سياسة طويلة الأمد بدأت مع حكومة التناوب التوافقي التي قادها بهدوء رجل الدولة المرحوم اليوسفي و استمرت إلى أن وصلت مرحلة التسريع مع وزير نشيط لكنه سريع الغضب و الشعور بالتفوق و هو حفيظ العلمي. صحيح أننا دخلنا عالم ما سمي بمهن المغرب و سجلنا أرقاما في مجال التصدير و تملكنا خبرات للتطوير و حضورا في السوق الدولي. و لكن تأثير قطاع الصناعة على مستوى بنية التنمية لا زال عاديا جدا و لا يؤثر كثيرا على نسبة النمو. لا زالت الأمطار أكثر تأثيرا من الصناعات في مجالات التشغيل و النمو و الإستقرار الإجتماعي.و لكن الإستمرار في التواجد على ساحة الصناعات الجديدة و خصوصا في مجالات الطاقة و الأدوية و المستلزمات الطبية و الطائرات و الصناعة العسكرية و زيادة تثمين المنتجات الفوسفاطية و غيرها، لا زال من الأولويات التي تتطلب ثقافة هجومية تدعمها سياسة بحث علمي بتمويل مستمر. الأرقام المسجلة لحد الآن لا تمكن من الولوج إلى صفوف الإقتصاد ات الصاعدة. نسب النمو لا زالت ضعيفة وأسباب ضعفها متعددة و لها جذور في قطاعات التعليم و التكوين و التدبير الإداري. كثيرا ما طرح سؤال توطين حقيقي لهذه الصناعة ببلادنا عبر تقوية معدل ادماجها. قيل أن نسبة هذا الادماج تجاوزت ستين في المائة دون دراسة في الموضوع.قطاع الخدمات تأثر كثيرا بفعل جائحة كوفيد و على الخصوص في مجال السياحة و الخدمات المرتبطة بها. كثيرا ما ننسى أن السياحة ببلادنا لها ارتباط وثيق بالثقافة. و لأن جهل بعض التقنوقراط مزدوج الأوجه، فقد نسوا أن حفل زفاف قد يساهم في تشغيل 100 من الطباخين و الحلوانيين و ممتهني التنشيط الموسيقي و منسقي الملابس التقليدية. صحيح أن هذا المجال لا زال في أغلبه يمارس في القطاع غير المهيكل. لكنه يمكن أن يتحول إلى ثروة تحمي ثقافتنا و ثراتنا و تمكن من تنظيم التنشيط الموسيقي لكي يصبح المنشطون الفنانون من المساهمين في الضريبة على الدخل المهني. أما البنوك و شركات التأمين و شركات الإتصالات فقد أصبح من الواجب أن يتم التعامل معها بشكل مسؤول يعكس الضرورة إلى مساهمتها في تحملات ضريبية تعكس أرقام معاملاتها و معدلات ربحيتها. ولكن هذا القطاع ظل مسيطرا في مجال الربحية عبر البنوك و التأمينات و خصوصا شركات الإتصالات التي تستفيد من تعامل ضريبي تفضيلي بالنسبة للأبناك و شركات التأمين. أما مجال العقار ففيه العجب العجاب. أموال كثيرة توجه إليه من طرف القطاع البنكي و تسهيلات ضريبية تستمر في حماية شركات العقار من كل مكروه مالي. حين تحدث أزمة دورية يؤدي ثمنها المقتني للعقار و خزينة الدولة. و الغريب أن لوبي العقار يهيج المشاعر و يقوي صفوفه لكي لا يساهم بأي سنتيم للخروج من أزمته. فلو تفضل والي بنك المغرب و أمر بتحليل لبنية الأزمات المالية المرتبطة بقطاع العقار لوجد أن الخاسر في الموضوع خزينة الدولة و جيب الباحث عن منزل بسيط. و اليوم يتم التصويت بالإجماع في البرلمان لكي تستمر حصانة نظام تمويلي لا يهمه ذلك المواطن الطامع شرعا في الحصول قانونا على بيت يؤوي أسرته.و نرجع إلى سوق الشغل و نسبة البطالة للقول أن الاحصائيات الرسمية التي تبني على منهجية اقتصادية فيها كثير من العقل تظل بعيدة من الواقع. تجاوزنا نسبة 10% من نسبة العطالة و تراجعت نسبة إستخدام قوى الإنتاج لدينا. نسبة التشغيل في قطاع الزراعة تتأثر بالطابع الموسمي و لا تأثر على الإحصائيات. القطاع غير المهيكل هو صمام الأمان الإجتماعي رغم هشاشته و خطورته على الإحتياط الإجتماعي. صحيح أن برنامج تعميم الحماية الإجتماعية يشكل خطوة إستراتيجية كبرى في تاريخ المغرب. و لكنه يحتاج إلى الكثير من المواكبة المسؤولة في مجال المراقبة و التأهيل و تقوية العرض الصحي. التعميم مطلوب و تعميم العرض الصحي بكافة مكوناته أهم بكثير.و لنرجع إلى أهم شيء في الإقتصاد و هو خلق الثروات لنؤكد على أن الهدف الاستراتيجي الكبير لبلادنا لا زال هو خلق القيمة المضافة. لا خير ينتظر من اقتصاد يعيش على الكفاف و التضامن الأسري و إنتظار منحة من الدولة. الأهم هو خلق الثروات بالعلم و البحث و الإستثمار المنتج و التحرر من ثقافة غيبية تبرر التسول و إنتظار أن تمطر السماء ذهبا و فضة.سبق أن قلت للسيد بن كيران في برنامج إذاعي على راديو" مفم" أن وعد المغاربة بمعدل نمو مرتفع هو نوع من الكلام الذي يستوجب المحاسبة و اليوم لا يمكن أن نتساهل مع اخنوش و من والاه حكوميا في محاسبته، بعد سنين على كل المؤشرات الإقتصادية و الإجتماعية التي التزم بتحسينها. و لكن واقعنا المغربي غفور رحيم و ذو قدرة على نسيان الوعود. و ستظل الأسئلة الحارقة هي تلك التي تتعلق بمن استفاد من أزمة كوفيد و أزمة الطاقة و أزمة السكن و أزمة العقار و جميع الفرص التي تتيحها الأزمات. تم فرض الحجر الصحي و كسبت شركات الاتصالات كثيرا من الأرباح و كذلك شركات التأمين و كثير من المهن الطبية و على رأسها المختبرات. الخوف أكبر حافز على صرف الملايين لأداء فواتير الإنعاش و التحليلات و الاستشفاء. و لكن المواطن كان وحيدا في ظل تغول أصحاب رأس المال. و أصبحت الحكومة، كيفما كان لونها، تلجأ إلى الدين الداخلي و الخارجي للخزينة و المقاولات العمومية سواء حظيت بضمانة الدولة أو لا في ظل ما يسميه " القانون التنظيمي للمالية" بالقاعدة الذهبية كحل لضعف الموارد الذاتية و على رأسها الضريبة. خلال سنة 2022 سيتجاوز حجم الدين العمومي مبلغ الناتج الداخلي الإجمالي دون احتساب ديون المقاولات الخاصة بالعملات الأجنبية.في ظل هشاشة اقتصادية تبدأ بالقطاع الفلاحي الملتصق بالتساقطات المطرية، يحق لنا أن نسائل السيد رئيس الحكومة عن إنجازاته منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاما من التدبير. و من حقنا أن نسائل كل وزراء الإقتصاد و المالية الذين تناوبوا على تدبير المال العام على نتائجهم و كذلك كل الوزراء في قطاعات التعليم و الصحة غيرها من القطاعات. هل سنستمر في نسيان الاخفاقات و نترك الأمور تمضي لتدخل في دائرة النسيان. أظن أن هذه العادة السيئة أصبحت قاعدة في مجال التدبير العمومي. ثم يفلت الكثير من المحاسبة رغم أن الدستور يؤكد على المحاسبة. قال من كتبوا التقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد أن المرور إلى مرحلة القطائع ضرورية لخلق رجة كبيرة في كل المجالات. الكوفيد كانت له مزايا و لا يمكن أن ننكر ذلك. غير نمط حياتنا و عرى عن هشاشة مجتمعية و أظهر أن أنشطة اقتصادية جشعة تمنت استمراره و انتفعت كثيرا و خصوصا في مجالات المستلزمات الطبية و النقل و المعاملات الإدارية المتعلقة بالسفر. القطائع ضرورية في كل القطاعات الإقتصادية و الأمنية والقضاءية و الإجتماعية. أما السياسات القطاعية فلا معنى لها إذا ظلت خاضعة لتكنوقراط لا يعرفون اللاتمركز و لا الجهوية ، و إذا ظلت سجينة سياسيين جدد و قدماء يتقنون الكلام و يعيدون إنتاج كل الممارسات المقيتة لإبعاد المواطنين عن السياسة. هؤلاء يجدون كل الامكنة التي تتيح الميكرفون و يعيثون في الأرض فسادا بالفعل و الكلام و مراكمة الثروات و تزوير التاريخ.لكل ما سبق لا زال اقتصادنا محتاجا إلى المزيد من العمل و خصوصا إلى الكثير من التقييم و الكثير من المحاسبة. أطلق عاهل البلاد عدة سياسات و مشاريع كبرى و أشرف على متابعة إنجازها، و كم نتمنى أن يخذو حذوه من أصبحوا ينتجون التضخم السياسي بالكلام و تبرير الهشاشة المجتمعية و الحرص على إشاعة الرشوة الانتخابية بكافة أشكالها. لنا من الإمكانيات ما يفتح أمامنا باب الولوج إلى مصاف الدول الصاعدة و فتح هذا الباب رهين بالقطائع.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

ساحة

الاندلسي يتساءل.. بصراحة كيف هو حال اقتصادنا؟


ادريس الاندلسي نشر في: 6 يوليو 2022

حين نطرح سؤال حالة اقتصاد بلادنا في ظرفية صعبة و محيط صعب و أسواق تتقلب بسرعة و خصوصا في مجال أسعار الطاقة، فالمقصود هو طرح سؤال كيف نحد من آثار الأزمات و التركيز أولا على ما يمكن أن نسيطر عليه بقرار داخلي. و كل عارف له من الدراية ما يجعله يفرق بين الآثار الخارجية و تلك التي تكون مرتبطة باقتصاد الريع و برغبة بعضنا من استغلال كل شيء له قيمة في السوق لاستغلال الوافدين على هذا السوق.سوق المواد الطاقية مشتعل عالميا و هذا لا يعني أن الشركات التي هي مجرد بنيات سمسرة تعمل في سوقنا الوطنيةو تراكم أرباح بالملايير بفعل وجودها كمجرد وسيط ذو قدرة ضعيفة في مجال تخزين السلعة الطاقية. الكل يعرف و بالطبع الحكومة تعرف أن الاستيراد و التوزيع و شيء قليل من التخزين يزيد من هشاشة الأمن الطاقي الوطني. قالت الوزيرة بن علي المكلفة بالطاقة أن مصفاة المحمدية لم تعد لها قيمة إستراتيجية و بيئية و أن التفكير يجب أن ينصب على بنيات للتكرير أكبر بكثير مما كانت تتيتحه محطة لاسامير التاريخية. فليكن، ولكن ماذا اعددنا من تجهيزات للتخزين في ظل أزمة اقتصادية و قد تكون غدا عسكرية لأن جار السوء الشرقي فقد بوصلة تشير إلى توقير العقل و آلياته. الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير الاستراتيجي.سوق الفلاحة تطرح الكثير من التساؤلات منذ سنين. منذ 2008 و نحن نسمع عن تمويلات تجاوزت 20 مليار درهم. و رأينا ورشا مؤسساتيا كبيرا لتنظيم سلاسل الإنتاج و مواكبتها بإعادة هيكلة الجمعيات المهنية. تم وضع أهداف رقمية لزيادة مساهمة القيمة المضافة الفلاحية إلى أكثر من 20 % و رفع رقم الصادرات من المنتجات النباتية و الحيوانية إلى ما يزيد عما نصدره و الذي يضر بتربتنا و مواردنا الماءية وطبعا وضعت أهداف أخرى تهم العقار الفلاحي و تنزيل سياسة عقلنة إستعمال مياه الري و المكننة الزراعية. كما تم وضع هدف التشغيل و الرفع من الدعامة الثانية في المخطط الأخضر المتعلقة بالزراعة التضامنية. و ماذا حققنا بعد سنوات من إستعمال ملايير صندوق التنمية الفلاحية و نظام ضريبي يحابي كبار أرباب الاستغلاليات الكبرى. كان من المفروض أن يتم تقييم المغرب الأخضر بموضوعية لرصد النجاحات و الاخفاقات و هذا لم يحصل. و بعد فترة تذبذب تقرر تغيير الإسم لكي يصبح المغرب الأخضر جيلا أخضرا. الفرق كبير بين المفهومين. و لا زالت الهشاشة عنوان قطاعنا الفلاحي اقتصاديا و اجتماعيا. كما لا زالت قدرة الكثير من التقنوقراط كبيرة للقضاء على فرشتنا المائية و تزيين الإفراط في تدمير مواردنا الطبيعية. أين فاعلية سلاسل الإنتاج و أين هو تأثير الركيزة الثانية للمخطط الأخضر على صغار الفلاحين. نريد دراسة آثار هذا المخطط بعقول مغربية معروفة بالكفاءة و ليس بواسطة مكاتب اجنبية لها تاريخ مع ضعف التقييم و التحليل.تميزت القيمة المضافة لقطاع الصناعة بفعل سياسة طويلة الأمد بدأت مع حكومة التناوب التوافقي التي قادها بهدوء رجل الدولة المرحوم اليوسفي و استمرت إلى أن وصلت مرحلة التسريع مع وزير نشيط لكنه سريع الغضب و الشعور بالتفوق و هو حفيظ العلمي. صحيح أننا دخلنا عالم ما سمي بمهن المغرب و سجلنا أرقاما في مجال التصدير و تملكنا خبرات للتطوير و حضورا في السوق الدولي. و لكن تأثير قطاع الصناعة على مستوى بنية التنمية لا زال عاديا جدا و لا يؤثر كثيرا على نسبة النمو. لا زالت الأمطار أكثر تأثيرا من الصناعات في مجالات التشغيل و النمو و الإستقرار الإجتماعي. و لكن الإستمرار في التواجد على ساحة الصناعات الجديدة و خصوصا في مجالات الطاقة و الأدوية و المستلزمات الطبية و الطائرات و الصناعة العسكرية و زيادة تثمين المنتجات الفوسفاطية و غيرها، لا زال من الأولويات التي تتطلب ثقافة هجومية تدعمها سياسة بحث علمي بتمويل مستمر. الأرقام المسجلة لحد الآن لا تمكن من الولوج إلى صفوف الإقتصاد ات الصاعدة. نسب النمو لا زالت ضعيفة وأسباب ضعفها متعددة و لها جذور في قطاعات التعليم و التكوين و التدبير الإداري. كثيرا ما طرح سؤال توطين حقيقي لهذه الصناعة ببلادنا عبر تقوية معدل ادماجها. قيل أن نسبة هذا الادماج تجاوزت ستين في المائة دون دراسة في الموضوع.قطاع الخدمات تأثر كثيرا بفعل جائحة كوفيد و على الخصوص في مجال السياحة و الخدمات المرتبطة بها. كثيرا ما ننسى أن السياحة ببلادنا لها ارتباط وثيق بالثقافة. و لأن جهل بعض التقنوقراط مزدوج الأوجه، فقد نسوا أن حفل زفاف قد يساهم في تشغيل 100 من الطباخين و الحلوانيين و ممتهني التنشيط الموسيقي و منسقي الملابس التقليدية. صحيح أن هذا المجال لا زال في أغلبه يمارس في القطاع غير المهيكل. لكنه يمكن أن يتحول إلى ثروة تحمي ثقافتنا و ثراتنا و تمكن من تنظيم التنشيط الموسيقي لكي يصبح المنشطون الفنانون من المساهمين في الضريبة على الدخل المهني. أما البنوك و شركات التأمين و شركات الإتصالات فقد أصبح من الواجب أن يتم التعامل معها بشكل مسؤول يعكس الضرورة إلى مساهمتها في تحملات ضريبية تعكس أرقام معاملاتها و معدلات ربحيتها. ولكن هذا القطاع ظل مسيطرا في مجال الربحية عبر البنوك و التأمينات و خصوصا شركات الإتصالات التي تستفيد من تعامل ضريبي تفضيلي بالنسبة للأبناك و شركات التأمين.أما مجال العقار ففيه العجب العجاب. أموال كثيرة توجه إليه من طرف القطاع البنكي و تسهيلات ضريبية تستمر في حماية شركات العقار من كل مكروه مالي. حين تحدث أزمة دورية يؤدي ثمنها المقتني للعقار و خزينة الدولة. و الغريب أن لوبي العقار يهيج المشاعر و يقوي صفوفه لكي لا يساهم بأي سنتيم للخروج من أزمته. فلو تفضل والي بنك المغرب و أمر بتحليل لبنية الأزمات المالية المرتبطة بقطاع العقار لوجد أن الخاسر في الموضوع خزينة الدولة و جيب الباحث عن منزل بسيط. و اليوم يتم التصويت بالإجماع في البرلمان لكي تستمر حصانة نظام تمويلي لا يهمه ذلك المواطن الطامع شرعا في الحصول قانونا على بيت يؤوي أسرته.و نرجع إلى سوق الشغل و نسبة البطالة للقول أن الاحصائيات الرسمية التي تبني على منهجية اقتصادية فيها كثير من العقل تظل بعيدة من الواقع. تجاوزنا نسبة 10% من نسبة العطالة و تراجعت نسبة إستخدام قوى الإنتاج لدينا. نسبة التشغيل في قطاع الزراعة تتأثر بالطابع الموسمي و لا تأثر على الإحصائيات. القطاع غير المهيكل هو صمام الأمان الإجتماعي رغم هشاشته و خطورته على الإحتياط الإجتماعي. صحيح أن برنامج تعميم الحماية الإجتماعية يشكل خطوة إستراتيجية كبرى في تاريخ المغرب. و لكنه يحتاج إلى الكثير من المواكبة المسؤولة في مجال المراقبة و التأهيل و تقوية العرض الصحي. التعميم مطلوب و تعميم العرض الصحي بكافة مكوناته أهم بكثير.و لنرجع إلى أهم شيء في الإقتصاد و هو خلق الثروات لنؤكد على أن الهدف الاستراتيجي الكبير لبلادنا لا زال هو خلق القيمة المضافة. لا خير ينتظر من اقتصاد يعيش على الكفاف و التضامن الأسري و إنتظار منحة من الدولة. الأهم هو خلق الثروات بالعلم و البحث و الإستثمار المنتج و التحرر من ثقافة غيبية تبرر التسول و إنتظار أن تمطر السماء ذهبا و فضة.سبق أن قلت للسيد بن كيران في برنامج إذاعي على راديو" مفم" أن وعد المغاربة بمعدل نمو مرتفع هو نوع من الكلام الذي يستوجب المحاسبة و اليوم لا يمكن أن نتساهل مع اخنوش و من والاه حكوميا في محاسبته، بعد سنين على كل المؤشرات الإقتصادية و الإجتماعية التي التزم بتحسينها. و لكن واقعنا المغربي غفور رحيم و ذو قدرة على نسيان الوعود. و ستظل الأسئلة الحارقة هي تلك التي تتعلق بمن استفاد من أزمة كوفيد و أزمة الطاقة و أزمة السكن و أزمة العقار و جميع الفرص التي تتيحها الأزمات. تم فرض الحجر الصحي و كسبت شركات الاتصالات كثيرا من الأرباح و كذلك شركات التأمين و كثير من المهن الطبية و على رأسها المختبرات. الخوف أكبر حافز على صرف الملايين لأداء فواتير الإنعاش و التحليلات و الاستشفاء. و لكن المواطن كان وحيدا في ظل تغول أصحاب رأس المال. و أصبحت الحكومة، كيفما كان لونها، تلجأ إلى الدين الداخلي و الخارجي للخزينة و المقاولات العمومية سواء حظيت بضمانة الدولة أو لا في ظل ما يسميه " القانون التنظيمي للمالية" بالقاعدة الذهبية كحل لضعف الموارد الذاتية و على رأسها الضريبة. خلال سنة 2022 سيتجاوز حجم الدين العمومي مبلغ الناتج الداخلي الإجمالي دون احتساب ديون المقاولات الخاصة بالعملات الأجنبية.في ظل هشاشة اقتصادية تبدأ بالقطاع الفلاحي الملتصق بالتساقطات المطرية، يحق لنا أن نسائل السيد رئيس الحكومة عن إنجازاته منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاما من التدبير. و من حقنا أن نسائل كل وزراء الإقتصاد و المالية الذين تناوبوا على تدبير المال العام على نتائجهم و كذلك كل الوزراء في قطاعات التعليم و الصحة غيرها من القطاعات. هل سنستمر في نسيان الاخفاقات و نترك الأمور تمضي لتدخل في دائرة النسيان. أظن أن هذه العادة السيئة أصبحت قاعدة في مجال التدبير العمومي. ثم يفلت الكثير من المحاسبة رغم أن الدستور يؤكد على المحاسبة. قال من كتبوا التقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد أن المرور إلى مرحلة القطائع ضرورية لخلق رجة كبيرة في كل المجالات. الكوفيد كانت له مزايا و لا يمكن أن ننكر ذلك. غير نمط حياتنا و عرى عن هشاشة مجتمعية و أظهر أن أنشطة اقتصادية جشعة تمنت استمراره و انتفعت كثيرا و خصوصا في مجالات المستلزمات الطبية و النقل و المعاملات الإدارية المتعلقة بالسفر. القطائع ضرورية في كل القطاعات الإقتصادية و الأمنية والقضاءية و الإجتماعية. أما السياسات القطاعية فلا معنى لها إذا ظلت خاضعة لتكنوقراط لا يعرفون اللاتمركز و لا الجهوية ، و إذا ظلت سجينة سياسيين جدد و قدماء يتقنون الكلام و يعيدون إنتاج كل الممارسات المقيتة لإبعاد المواطنين عن السياسة. هؤلاء يجدون كل الامكنة التي تتيح الميكرفون و يعيثون في الأرض فسادا بالفعل و الكلام و مراكمة الثروات و تزوير التاريخ.لكل ما سبق لا زال اقتصادنا محتاجا إلى المزيد من العمل و خصوصا إلى الكثير من التقييم و الكثير من المحاسبة. أطلق عاهل البلاد عدة سياسات و مشاريع كبرى و أشرف على متابعة إنجازها، و كم نتمنى أن يخذو حذوه من أصبحوا ينتجون التضخم السياسي بالكلام و تبرير الهشاشة المجتمعية و الحرص على إشاعة الرشوة الانتخابية بكافة أشكالها. لنا من الإمكانيات ما يفتح أمامنا باب الولوج إلى مصاف الدول الصاعدة و فتح هذا الباب رهين بالقطائع.

حين نطرح سؤال حالة اقتصاد بلادنا في ظرفية صعبة و محيط صعب و أسواق تتقلب بسرعة و خصوصا في مجال أسعار الطاقة، فالمقصود هو طرح سؤال كيف نحد من آثار الأزمات و التركيز أولا على ما يمكن أن نسيطر عليه بقرار داخلي. و كل عارف له من الدراية ما يجعله يفرق بين الآثار الخارجية و تلك التي تكون مرتبطة باقتصاد الريع و برغبة بعضنا من استغلال كل شيء له قيمة في السوق لاستغلال الوافدين على هذا السوق.سوق المواد الطاقية مشتعل عالميا و هذا لا يعني أن الشركات التي هي مجرد بنيات سمسرة تعمل في سوقنا الوطنيةو تراكم أرباح بالملايير بفعل وجودها كمجرد وسيط ذو قدرة ضعيفة في مجال تخزين السلعة الطاقية. الكل يعرف و بالطبع الحكومة تعرف أن الاستيراد و التوزيع و شيء قليل من التخزين يزيد من هشاشة الأمن الطاقي الوطني. قالت الوزيرة بن علي المكلفة بالطاقة أن مصفاة المحمدية لم تعد لها قيمة إستراتيجية و بيئية و أن التفكير يجب أن ينصب على بنيات للتكرير أكبر بكثير مما كانت تتيتحه محطة لاسامير التاريخية. فليكن، ولكن ماذا اعددنا من تجهيزات للتخزين في ظل أزمة اقتصادية و قد تكون غدا عسكرية لأن جار السوء الشرقي فقد بوصلة تشير إلى توقير العقل و آلياته. الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير الاستراتيجي.سوق الفلاحة تطرح الكثير من التساؤلات منذ سنين. منذ 2008 و نحن نسمع عن تمويلات تجاوزت 20 مليار درهم. و رأينا ورشا مؤسساتيا كبيرا لتنظيم سلاسل الإنتاج و مواكبتها بإعادة هيكلة الجمعيات المهنية. تم وضع أهداف رقمية لزيادة مساهمة القيمة المضافة الفلاحية إلى أكثر من 20 % و رفع رقم الصادرات من المنتجات النباتية و الحيوانية إلى ما يزيد عما نصدره و الذي يضر بتربتنا و مواردنا الماءية وطبعا وضعت أهداف أخرى تهم العقار الفلاحي و تنزيل سياسة عقلنة إستعمال مياه الري و المكننة الزراعية. كما تم وضع هدف التشغيل و الرفع من الدعامة الثانية في المخطط الأخضر المتعلقة بالزراعة التضامنية. و ماذا حققنا بعد سنوات من إستعمال ملايير صندوق التنمية الفلاحية و نظام ضريبي يحابي كبار أرباب الاستغلاليات الكبرى. كان من المفروض أن يتم تقييم المغرب الأخضر بموضوعية لرصد النجاحات و الاخفاقات و هذا لم يحصل. و بعد فترة تذبذب تقرر تغيير الإسم لكي يصبح المغرب الأخضر جيلا أخضرا. الفرق كبير بين المفهومين. و لا زالت الهشاشة عنوان قطاعنا الفلاحي اقتصاديا و اجتماعيا. كما لا زالت قدرة الكثير من التقنوقراط كبيرة للقضاء على فرشتنا المائية و تزيين الإفراط في تدمير مواردنا الطبيعية. أين فاعلية سلاسل الإنتاج و أين هو تأثير الركيزة الثانية للمخطط الأخضر على صغار الفلاحين. نريد دراسة آثار هذا المخطط بعقول مغربية معروفة بالكفاءة و ليس بواسطة مكاتب اجنبية لها تاريخ مع ضعف التقييم و التحليل.تميزت القيمة المضافة لقطاع الصناعة بفعل سياسة طويلة الأمد بدأت مع حكومة التناوب التوافقي التي قادها بهدوء رجل الدولة المرحوم اليوسفي و استمرت إلى أن وصلت مرحلة التسريع مع وزير نشيط لكنه سريع الغضب و الشعور بالتفوق و هو حفيظ العلمي. صحيح أننا دخلنا عالم ما سمي بمهن المغرب و سجلنا أرقاما في مجال التصدير و تملكنا خبرات للتطوير و حضورا في السوق الدولي. و لكن تأثير قطاع الصناعة على مستوى بنية التنمية لا زال عاديا جدا و لا يؤثر كثيرا على نسبة النمو. لا زالت الأمطار أكثر تأثيرا من الصناعات في مجالات التشغيل و النمو و الإستقرار الإجتماعي. و لكن الإستمرار في التواجد على ساحة الصناعات الجديدة و خصوصا في مجالات الطاقة و الأدوية و المستلزمات الطبية و الطائرات و الصناعة العسكرية و زيادة تثمين المنتجات الفوسفاطية و غيرها، لا زال من الأولويات التي تتطلب ثقافة هجومية تدعمها سياسة بحث علمي بتمويل مستمر. الأرقام المسجلة لحد الآن لا تمكن من الولوج إلى صفوف الإقتصاد ات الصاعدة. نسب النمو لا زالت ضعيفة وأسباب ضعفها متعددة و لها جذور في قطاعات التعليم و التكوين و التدبير الإداري. كثيرا ما طرح سؤال توطين حقيقي لهذه الصناعة ببلادنا عبر تقوية معدل ادماجها. قيل أن نسبة هذا الادماج تجاوزت ستين في المائة دون دراسة في الموضوع.قطاع الخدمات تأثر كثيرا بفعل جائحة كوفيد و على الخصوص في مجال السياحة و الخدمات المرتبطة بها. كثيرا ما ننسى أن السياحة ببلادنا لها ارتباط وثيق بالثقافة. و لأن جهل بعض التقنوقراط مزدوج الأوجه، فقد نسوا أن حفل زفاف قد يساهم في تشغيل 100 من الطباخين و الحلوانيين و ممتهني التنشيط الموسيقي و منسقي الملابس التقليدية. صحيح أن هذا المجال لا زال في أغلبه يمارس في القطاع غير المهيكل. لكنه يمكن أن يتحول إلى ثروة تحمي ثقافتنا و ثراتنا و تمكن من تنظيم التنشيط الموسيقي لكي يصبح المنشطون الفنانون من المساهمين في الضريبة على الدخل المهني. أما البنوك و شركات التأمين و شركات الإتصالات فقد أصبح من الواجب أن يتم التعامل معها بشكل مسؤول يعكس الضرورة إلى مساهمتها في تحملات ضريبية تعكس أرقام معاملاتها و معدلات ربحيتها. ولكن هذا القطاع ظل مسيطرا في مجال الربحية عبر البنوك و التأمينات و خصوصا شركات الإتصالات التي تستفيد من تعامل ضريبي تفضيلي بالنسبة للأبناك و شركات التأمين.أما مجال العقار ففيه العجب العجاب. أموال كثيرة توجه إليه من طرف القطاع البنكي و تسهيلات ضريبية تستمر في حماية شركات العقار من كل مكروه مالي. حين تحدث أزمة دورية يؤدي ثمنها المقتني للعقار و خزينة الدولة. و الغريب أن لوبي العقار يهيج المشاعر و يقوي صفوفه لكي لا يساهم بأي سنتيم للخروج من أزمته. فلو تفضل والي بنك المغرب و أمر بتحليل لبنية الأزمات المالية المرتبطة بقطاع العقار لوجد أن الخاسر في الموضوع خزينة الدولة و جيب الباحث عن منزل بسيط. و اليوم يتم التصويت بالإجماع في البرلمان لكي تستمر حصانة نظام تمويلي لا يهمه ذلك المواطن الطامع شرعا في الحصول قانونا على بيت يؤوي أسرته.و نرجع إلى سوق الشغل و نسبة البطالة للقول أن الاحصائيات الرسمية التي تبني على منهجية اقتصادية فيها كثير من العقل تظل بعيدة من الواقع. تجاوزنا نسبة 10% من نسبة العطالة و تراجعت نسبة إستخدام قوى الإنتاج لدينا. نسبة التشغيل في قطاع الزراعة تتأثر بالطابع الموسمي و لا تأثر على الإحصائيات. القطاع غير المهيكل هو صمام الأمان الإجتماعي رغم هشاشته و خطورته على الإحتياط الإجتماعي. صحيح أن برنامج تعميم الحماية الإجتماعية يشكل خطوة إستراتيجية كبرى في تاريخ المغرب. و لكنه يحتاج إلى الكثير من المواكبة المسؤولة في مجال المراقبة و التأهيل و تقوية العرض الصحي. التعميم مطلوب و تعميم العرض الصحي بكافة مكوناته أهم بكثير.و لنرجع إلى أهم شيء في الإقتصاد و هو خلق الثروات لنؤكد على أن الهدف الاستراتيجي الكبير لبلادنا لا زال هو خلق القيمة المضافة. لا خير ينتظر من اقتصاد يعيش على الكفاف و التضامن الأسري و إنتظار منحة من الدولة. الأهم هو خلق الثروات بالعلم و البحث و الإستثمار المنتج و التحرر من ثقافة غيبية تبرر التسول و إنتظار أن تمطر السماء ذهبا و فضة.سبق أن قلت للسيد بن كيران في برنامج إذاعي على راديو" مفم" أن وعد المغاربة بمعدل نمو مرتفع هو نوع من الكلام الذي يستوجب المحاسبة و اليوم لا يمكن أن نتساهل مع اخنوش و من والاه حكوميا في محاسبته، بعد سنين على كل المؤشرات الإقتصادية و الإجتماعية التي التزم بتحسينها. و لكن واقعنا المغربي غفور رحيم و ذو قدرة على نسيان الوعود. و ستظل الأسئلة الحارقة هي تلك التي تتعلق بمن استفاد من أزمة كوفيد و أزمة الطاقة و أزمة السكن و أزمة العقار و جميع الفرص التي تتيحها الأزمات. تم فرض الحجر الصحي و كسبت شركات الاتصالات كثيرا من الأرباح و كذلك شركات التأمين و كثير من المهن الطبية و على رأسها المختبرات. الخوف أكبر حافز على صرف الملايين لأداء فواتير الإنعاش و التحليلات و الاستشفاء. و لكن المواطن كان وحيدا في ظل تغول أصحاب رأس المال. و أصبحت الحكومة، كيفما كان لونها، تلجأ إلى الدين الداخلي و الخارجي للخزينة و المقاولات العمومية سواء حظيت بضمانة الدولة أو لا في ظل ما يسميه " القانون التنظيمي للمالية" بالقاعدة الذهبية كحل لضعف الموارد الذاتية و على رأسها الضريبة. خلال سنة 2022 سيتجاوز حجم الدين العمومي مبلغ الناتج الداخلي الإجمالي دون احتساب ديون المقاولات الخاصة بالعملات الأجنبية.في ظل هشاشة اقتصادية تبدأ بالقطاع الفلاحي الملتصق بالتساقطات المطرية، يحق لنا أن نسائل السيد رئيس الحكومة عن إنجازاته منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاما من التدبير. و من حقنا أن نسائل كل وزراء الإقتصاد و المالية الذين تناوبوا على تدبير المال العام على نتائجهم و كذلك كل الوزراء في قطاعات التعليم و الصحة غيرها من القطاعات. هل سنستمر في نسيان الاخفاقات و نترك الأمور تمضي لتدخل في دائرة النسيان. أظن أن هذه العادة السيئة أصبحت قاعدة في مجال التدبير العمومي. ثم يفلت الكثير من المحاسبة رغم أن الدستور يؤكد على المحاسبة. قال من كتبوا التقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد أن المرور إلى مرحلة القطائع ضرورية لخلق رجة كبيرة في كل المجالات. الكوفيد كانت له مزايا و لا يمكن أن ننكر ذلك. غير نمط حياتنا و عرى عن هشاشة مجتمعية و أظهر أن أنشطة اقتصادية جشعة تمنت استمراره و انتفعت كثيرا و خصوصا في مجالات المستلزمات الطبية و النقل و المعاملات الإدارية المتعلقة بالسفر. القطائع ضرورية في كل القطاعات الإقتصادية و الأمنية والقضاءية و الإجتماعية. أما السياسات القطاعية فلا معنى لها إذا ظلت خاضعة لتكنوقراط لا يعرفون اللاتمركز و لا الجهوية ، و إذا ظلت سجينة سياسيين جدد و قدماء يتقنون الكلام و يعيدون إنتاج كل الممارسات المقيتة لإبعاد المواطنين عن السياسة. هؤلاء يجدون كل الامكنة التي تتيح الميكرفون و يعيثون في الأرض فسادا بالفعل و الكلام و مراكمة الثروات و تزوير التاريخ.لكل ما سبق لا زال اقتصادنا محتاجا إلى المزيد من العمل و خصوصا إلى الكثير من التقييم و الكثير من المحاسبة. أطلق عاهل البلاد عدة سياسات و مشاريع كبرى و أشرف على متابعة إنجازها، و كم نتمنى أن يخذو حذوه من أصبحوا ينتجون التضخم السياسي بالكلام و تبرير الهشاشة المجتمعية و الحرص على إشاعة الرشوة الانتخابية بكافة أشكالها. لنا من الإمكانيات ما يفتح أمامنا باب الولوج إلى مصاف الدول الصاعدة و فتح هذا الباب رهين بالقطائع.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة