ساحة
سياسة

الأندلسي يكتب: بأي طبقة سياسية سنواجه المستقبل؟


كشـ24 نشر في: 8 أغسطس 2021

وهم تجديد النخب!أصبحت محبة الكرسي أهم من محبة مستقبل البلاد لدى الكثير من مكونات النخبة السياسية ببلادنا. تعود كثير منهم  على الوصول بأسهل الطرق إلى نفس الأمكنة التي تصاغ فيها التشريعات  و يتم التصويت عليها داخل لجان برلمانية ثم داخل الجلسات العامة بأعداد قليلة من الحاضرين.القدرة على التشريع و على مراقبة الحكومة  و تقييم السياسات و الإستماع إلى المواطنين و استقطاب الأطر  و تكوينها و السعي إلى دفعها إلى الصفوف الأمامية و إحترام رأيها،  كلها متطلبات كانت إلى الأمس القريب عادية  و أصبحت أحلاما في  زمن اللؤم السياسي. حفرت خنادق بفعل نخبة تعالت عن الواقع  و عن هموم المواطن و ظنت أن الأبراج العاجية  غير ايلة للسقوط.  و كان ما كان من سعي إلى مراكمة الثروة بكثير من النهم و بقليل من الأخلاق.  خلقت أحزاب بفعل فاعل و نفخ فيها بالسلطة  و المال و انتهازية جزء ممن كانوا يلقون التحية الصباحية على لنين  و المساءية على ماو تسيتونغ  و كثيرا  ممن كانوا بعيدين عن هموم الشعب وغير مهتمين بالعمل السياسي.  و في زمن البصري فتحت أبواب الهيئات المنتخبة أمام من خبروا بعض أنواع الإجرام و أصبحوا أصحاب قرار في مجال التعمير  و الصرف الصحي  و الطرق الحضرية  و القروية.  و تغير قاموس النقاش السياسي التدبيري ليشمل السب و القذف بكل الألفاظ التي يزخر بها الفضاء الشعبي في القرى  و الأحياء الهامشية في المدن.و هكذا،  ولأسباب أخرى، انسحب الكثير من الأطر العليا من المعارك السياسية و أصبحت بعض الأحزاب عبارة عن قيادة دون امتدادات  ،بل  و غرفة عمليات لتدبير قضايا التزكيات و ترتيب اللوائح الوطنية و الجهوية  و ما يتبع ذلك من بيع و شراء وولاءات.  و اكتفى البعض باللجوء إلى حجز مكان في وساءل الإعلام لمحاولة البقاء في واجهة قد تثير الإنتباه إلى اجتهاده  و عرض خدماته على جميع الأنظمة التي تقدم الإكراميات  و تحولهم إلى خبراء رغم عدم تملكهم للعلم المطلوب و المؤهل للكلام في الصعب من المواضيع  و ليس  في الواضحات من الأمور.  و للتاريخ أعتذر للقادة و المثقفين الذين طالهم نقد بعض اليساريين و الحداثيين و الذين تم التشكيك  في نزاهتهم   و تاريخ نضالاتهم.  و يظل السؤال كبيرا لما يتطلبه مستقبل المغرب من التزام  و كفاءات  و حرص على تفعيل القانون ضد من تخصصوا في الهدم  و في مراكمة الامتيازات من كل الأنواع.اليوم ينتظر منا جميعا كمواطنين  و كمجتمع مدني  و كنخبة إقتصادية  و سياسية  و ثقافية  و إجتماعية في ظل نظام منفتح على المستقبل أن نكسر كل الحواجز التي تحمي ثقافة الريع في شموليتها.  الريع لدينا لبس  كل الاثواب و سلك كل الدروب لأن الغاية واحدة و هي التمكن من موارد في أقل  وقت ممكن.   و لذلك وجبت قراءة الترحال الحزبي في إطار واضح وغير محتاج إلى الإغراق في التنظير. شباط بحث عن حزب صغير و الأستاذ الجامعي نرجس،   القيادي  السابق في   الأصالة و المعاصرة  حاول البحث عن موقع في معركة إستمرار الحضور بعد تغير آليات القرار داخل الحزب. طفت على السطح    الكثير من الاستقالات صادق عليها المجلس الدستوري لكي يتم السماح بتغيير الإنتماء  و اللون الحزبي على بعد أميال من توزيع الغنيمة السياساوية خلال خريف مقبل مثقل  بآثار الكوفيد.  .  هل يحتاج هذا الهيجان الترحالي إلى الكثير من التأويل و آلله أشك في ذلك شكا كبيرا.و سيظل السؤال الكبير هو العقم الذي أصاب هذه الأرض الخصبة التي تكرمت علينا بعبد الله إبراهيم  و علال الفاسي  و بأحسن  الوزاني  و امحمد بوستة و علي يعتة و عبد الرحيم بوعبيد  و غيرهم،. وسيظل هذا السؤال كبيرا لأن العقم مفتعل و ربما قد تكون أقراص منع الحمل من بين مسببات إضعاف مستوى الخصوبة.  وللتوضيح لمن قد تخونه ملكة القراءة المتحررة فإننا نتكلم عن النخبة السياسية  و عن مرحلة الخرف التي أصابت البعض منها. أما النخبة الإقتصادية فإنها اكتسبت نوعا من الذكاء جعلها تضع أرجلها على أرض السياسة بكثير من التأني و إعمال العقل  و بكثير من الإهمال للعامل الثقافي  و الإيديولوجي في الفعل الواعي  و ذو الأفق الإستراتيجي. قد نصفق لهذه النخبة لمعرفتها بالسوق المالي  و النقدي  و الصناعي  و الفلاحي و لكننا لا يمكن أن  نؤشر على صمودها أمام التحديات الإجتماعية  و السياسية في الأفق المنظور. و السبب اتساع رقعة الهشاشة الإجتماعية  و عمق الهوة بين الطبقات  وغياب آليات الوساطة الإجتماعية.ولأن الوضع الراهن  يتطلب وضع خيرة أبناء المغرب في مواجهة متطلبات معركة التنمية فإن  السياسة يجب أن ترتقي بفعلها لكي تكون فاعلة في كل مؤشرات خلق الثروة  و توزيعها عبر سياسات إجتماعية تقلص هيمنة الريع الذي ليس مجرد أذونات نقل أو إستغلال مقالع بل تحكم في أسواق تهم سوق المال كالتامين  و الابناك  و العقار  و التصدير  و الاستيراد وصولا إلى التجارة الداخلية.  قليل هم السياسيون الذين يساءلون بنك المغرب عن دوره و مؤسسات الرقابة على سوق الراسميل  والمنافسة و غيرها عن دورها في توزيع الناتج الوطني.  و لكل هذا يحتاج المغرب إلى قطيعة مع نخبة أصحاب الشكارة و الأميين ذوي السطوة داخل الأحزاب و سماسرة بيع المقاعد في المجالس التمثيلية الوطنية  و الجهوية. نحتاج الكفاءة و الإلتزام السياسي للرقي ببلادنا إلى الأعلى.  أما النهيق الذي يضحك متتبعي جلسات البرلمان، فالمرجو التعامل معه بعيدا من المجالس  و قريبا من الحظيرة.

وهم تجديد النخب!أصبحت محبة الكرسي أهم من محبة مستقبل البلاد لدى الكثير من مكونات النخبة السياسية ببلادنا. تعود كثير منهم  على الوصول بأسهل الطرق إلى نفس الأمكنة التي تصاغ فيها التشريعات  و يتم التصويت عليها داخل لجان برلمانية ثم داخل الجلسات العامة بأعداد قليلة من الحاضرين.القدرة على التشريع و على مراقبة الحكومة  و تقييم السياسات و الإستماع إلى المواطنين و استقطاب الأطر  و تكوينها و السعي إلى دفعها إلى الصفوف الأمامية و إحترام رأيها،  كلها متطلبات كانت إلى الأمس القريب عادية  و أصبحت أحلاما في  زمن اللؤم السياسي. حفرت خنادق بفعل نخبة تعالت عن الواقع  و عن هموم المواطن و ظنت أن الأبراج العاجية  غير ايلة للسقوط.  و كان ما كان من سعي إلى مراكمة الثروة بكثير من النهم و بقليل من الأخلاق.  خلقت أحزاب بفعل فاعل و نفخ فيها بالسلطة  و المال و انتهازية جزء ممن كانوا يلقون التحية الصباحية على لنين  و المساءية على ماو تسيتونغ  و كثيرا  ممن كانوا بعيدين عن هموم الشعب وغير مهتمين بالعمل السياسي.  و في زمن البصري فتحت أبواب الهيئات المنتخبة أمام من خبروا بعض أنواع الإجرام و أصبحوا أصحاب قرار في مجال التعمير  و الصرف الصحي  و الطرق الحضرية  و القروية.  و تغير قاموس النقاش السياسي التدبيري ليشمل السب و القذف بكل الألفاظ التي يزخر بها الفضاء الشعبي في القرى  و الأحياء الهامشية في المدن.و هكذا،  ولأسباب أخرى، انسحب الكثير من الأطر العليا من المعارك السياسية و أصبحت بعض الأحزاب عبارة عن قيادة دون امتدادات  ،بل  و غرفة عمليات لتدبير قضايا التزكيات و ترتيب اللوائح الوطنية و الجهوية  و ما يتبع ذلك من بيع و شراء وولاءات.  و اكتفى البعض باللجوء إلى حجز مكان في وساءل الإعلام لمحاولة البقاء في واجهة قد تثير الإنتباه إلى اجتهاده  و عرض خدماته على جميع الأنظمة التي تقدم الإكراميات  و تحولهم إلى خبراء رغم عدم تملكهم للعلم المطلوب و المؤهل للكلام في الصعب من المواضيع  و ليس  في الواضحات من الأمور.  و للتاريخ أعتذر للقادة و المثقفين الذين طالهم نقد بعض اليساريين و الحداثيين و الذين تم التشكيك  في نزاهتهم   و تاريخ نضالاتهم.  و يظل السؤال كبيرا لما يتطلبه مستقبل المغرب من التزام  و كفاءات  و حرص على تفعيل القانون ضد من تخصصوا في الهدم  و في مراكمة الامتيازات من كل الأنواع.اليوم ينتظر منا جميعا كمواطنين  و كمجتمع مدني  و كنخبة إقتصادية  و سياسية  و ثقافية  و إجتماعية في ظل نظام منفتح على المستقبل أن نكسر كل الحواجز التي تحمي ثقافة الريع في شموليتها.  الريع لدينا لبس  كل الاثواب و سلك كل الدروب لأن الغاية واحدة و هي التمكن من موارد في أقل  وقت ممكن.   و لذلك وجبت قراءة الترحال الحزبي في إطار واضح وغير محتاج إلى الإغراق في التنظير. شباط بحث عن حزب صغير و الأستاذ الجامعي نرجس،   القيادي  السابق في   الأصالة و المعاصرة  حاول البحث عن موقع في معركة إستمرار الحضور بعد تغير آليات القرار داخل الحزب. طفت على السطح    الكثير من الاستقالات صادق عليها المجلس الدستوري لكي يتم السماح بتغيير الإنتماء  و اللون الحزبي على بعد أميال من توزيع الغنيمة السياساوية خلال خريف مقبل مثقل  بآثار الكوفيد.  .  هل يحتاج هذا الهيجان الترحالي إلى الكثير من التأويل و آلله أشك في ذلك شكا كبيرا.و سيظل السؤال الكبير هو العقم الذي أصاب هذه الأرض الخصبة التي تكرمت علينا بعبد الله إبراهيم  و علال الفاسي  و بأحسن  الوزاني  و امحمد بوستة و علي يعتة و عبد الرحيم بوعبيد  و غيرهم،. وسيظل هذا السؤال كبيرا لأن العقم مفتعل و ربما قد تكون أقراص منع الحمل من بين مسببات إضعاف مستوى الخصوبة.  وللتوضيح لمن قد تخونه ملكة القراءة المتحررة فإننا نتكلم عن النخبة السياسية  و عن مرحلة الخرف التي أصابت البعض منها. أما النخبة الإقتصادية فإنها اكتسبت نوعا من الذكاء جعلها تضع أرجلها على أرض السياسة بكثير من التأني و إعمال العقل  و بكثير من الإهمال للعامل الثقافي  و الإيديولوجي في الفعل الواعي  و ذو الأفق الإستراتيجي. قد نصفق لهذه النخبة لمعرفتها بالسوق المالي  و النقدي  و الصناعي  و الفلاحي و لكننا لا يمكن أن  نؤشر على صمودها أمام التحديات الإجتماعية  و السياسية في الأفق المنظور. و السبب اتساع رقعة الهشاشة الإجتماعية  و عمق الهوة بين الطبقات  وغياب آليات الوساطة الإجتماعية.ولأن الوضع الراهن  يتطلب وضع خيرة أبناء المغرب في مواجهة متطلبات معركة التنمية فإن  السياسة يجب أن ترتقي بفعلها لكي تكون فاعلة في كل مؤشرات خلق الثروة  و توزيعها عبر سياسات إجتماعية تقلص هيمنة الريع الذي ليس مجرد أذونات نقل أو إستغلال مقالع بل تحكم في أسواق تهم سوق المال كالتامين  و الابناك  و العقار  و التصدير  و الاستيراد وصولا إلى التجارة الداخلية.  قليل هم السياسيون الذين يساءلون بنك المغرب عن دوره و مؤسسات الرقابة على سوق الراسميل  والمنافسة و غيرها عن دورها في توزيع الناتج الوطني.  و لكل هذا يحتاج المغرب إلى قطيعة مع نخبة أصحاب الشكارة و الأميين ذوي السطوة داخل الأحزاب و سماسرة بيع المقاعد في المجالس التمثيلية الوطنية  و الجهوية. نحتاج الكفاءة و الإلتزام السياسي للرقي ببلادنا إلى الأعلى.  أما النهيق الذي يضحك متتبعي جلسات البرلمان، فالمرجو التعامل معه بعيدا من المجالس  و قريبا من الحظيرة.



اقرأ أيضاً
يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

فاجعة فاس تسائل الحكومة
وجه نائب رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، مصطفى إبراهيمي، طلبًا رسميًا إلى رئاسة مجلس النواب، يطالب فيه بعقد جلسة طارئة وفقًا للمادة 163 من النظام الداخلي، لمناقشة فاجعة انهيار عمارة سكنية بمدينة فاس، والتي أودت بحياة 10 أشخاص. وطالبت المجموعة النيابية بعقد هذه الجلسة، لمساءلة الحكومة حول الأسباب الحقيقية وراء الفواجع المتكررة المتعلقة بالحوادث الناجمة عن الخروقات في مجال التعمير والسكنى، والإجراءات الوقائية المفقودة لحماية أرواح المواطنين. وأوضح إبراهيمي في طلبه أن قطاع التعمير والسكنى يعاني من العديد من الخروقات التي تشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المواطنين، خاصة في الأحياء التي تضم دورًا آيلة للسقوط. وفي السياق ذاته، وجهت عضوة المجموعة، نادية القنصوري، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، حول أسباب استمرار تواجد المواطنين في منازل مهددة بالانهيار، رغم قدرة السلطات على إفراغ مساكن سليمة في سياقات أخرى.  وطالبت وزير الداخلية بالكشف عن الإحصائيات الجديدة للدور الآيلة للسقوط بفاس وكذا باقي المدن المغربية، مطالبة أيضا بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تنوي الحكومة القيام بها لحماية أرواح الساكنة من الموت تحت أنقاض منازلهم الآيلة للسقوط.
سياسة

منتدى برلماني اقتصادي يفتح مجالات واعدة للتعاون بين المغرب وموريتانيا
قرر المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، في دورته الأولى المنعقدة ما بين 8 و10 ماي الجاري في نواكشوط، تشكيل آلية لتتبع وتنفيذ وتقييم ما تم الاتفاق بشأنه من مقترحات ومخرجات تهم التعاون في مجالات لها علاقة بالأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري. وانعقدت هذه الدورة تحت رئاسة رئيسي المؤسستين التشريعيتين، محمد بمب مكت وراشيد الطالبي العلمي، ومشاركة وزراء من حكومتي البلدين ورؤساء وممثلين لمختلف مكونات الجمعية الوطنية الموريتانية ومجلس النواب المغربي، وممثلين للقطاع الخاص وخبراء من البلدين.واختارت المؤسستان التشريعيتان محاور الأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري والاستغلال المستدام للموارد البحرية والبيطرة ودورها في تحسين سلالات الماشية والحفاظ على الصحة الحيوانية، والتسويق، والتكوين المهني وصقل المهارات وملاءمتهما مع حاجيات سوق الشغل والقطاعات ذات الأولوية في اقتصاد البلدين، مواضيع للدراسة و البحث والمناقشة خلال هذه الدورة. وتحدث بلاغ مشترك عن الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها البَلَدَان في المجال الزراعي وتربية الماشية وفي مجال الأراضي الصالحة للزراعة وقطعان الماشية، والري وتعبئة وتحلية المياه، فضلا عن ثراء تقاليدهما الفلاحية العريقة ومهارات رأس المال البشري العامل في القطاع، وأكد على أهمية إنجاز استثمارات ومشاريع مشتركة في هذا المجال بما يثمن إمكانياتهما ويرفع الإنتاجية من خلال اعتماد أساليب عصرية في الاستغلال، والاستعمال الأمثل والمستدام للمخصّبات الزراعية. وتتوفر الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية بفضل موقعهما الاستراتيجي على المحيط الأطلسي، على سواحل ومجال وعمق بحري غني بالموارد البحرية. وفضلا عما يوفره هذا الموقع من إمكانيات لإقامة تجهيزات مينائية ومواصلات بحرية استراتيجية ومهيكلة، والتي ستشكل، بربطهما بعمقهما في بلدان الساحل الإفريقي، رافعة واعدة للمبادلات القارية والدولية، فإن المجالين البحريين للبلدين يزخران بموارد سمكية هائلة. وفي هذا الصدد، دعا المنتدى إلى الاستغلال الأمثل والمستدام لهذه الثروات في إطار مشاريع مشتركة، ذات مردودية، قادرة على المنافسة الدولية، ومساهِمَة في ضمان الأمن الغذائي، وفي رفع الدخل من العملة الصعبة، وفي توفير الشغل. وشدد الجانبان على الطابع المحوري للتكوين العالي والمهني والتكوين المستمر واستكمال تكوين التقنيين والأطر العليا، في الشراكة والتعاون بين البلدين الشقيقين. ودعيا إلى استشراف مزيد من الفتح المتبادل للمعاهد ومراكز التكوين والمدارس التي يتوفر عليها البلدان في هذه القطاعات أمام المهنيين، بما يساهم في صقل المهارات ونقل المعارف والتكنولوجيا. ودعا المنتدى إلى تبادل الخبرات من خلال التكوين، في مجال التدبير والحكامة وبيئة الاستثمار والمساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين والمبادرات الخاصة. كما دعا إلى تسهيل التنقل المنتظم والنظامي للأشخاص ونقل البضائع. وأكد الجانبان ثقتهما في الإمكانيات التي يتوفران عليها ليصبحا مركز إنتاج وتسويق في اتجاه عمقهما الإفريقي وجوارهما الأوربي وأفقهما الأطلسي المفتوح على الأمريكيتين.
سياسة

سوسيولوجي موريتاني لكشـ24: زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تحبط مساعي الجزائر لزرع الفتنة
استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم أمس الجمعة بالقصر الرئاسي في نواكشوط، رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي، في إطار زيارة رسمية تتزامن مع انطلاق الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، وقد حضر اللقاء سفير المملكة المغربية بموريتانيا، حميد شبار، إلى جانب عدد من المسؤولين الموريتانيين. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز الشراكة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون البرلماني والاقتصادي، في لحظة إقليمية دقيقة تقتضي المزيد من التفاهم والعمل المشترك بين دول المغرب العربي. وفي هذا اعتبر الباحث في علم الاجتماع يسلم محمدو عبدي، السياق في تصريح خص به موقع "كشـ24"، أن اللقاء بين الرئيس الموريتاني ورئيس مجلس النواب المغربي شكل محطة بالغة الأهمية لتداول مجموع القضايا الحيوية التي تطبع المشهد المغاربي، مشيرا إلى أن الحوار السياسي القائم بين الرباط ونواكشوط يعكس إرادة حقيقية في بناء مشروع تنموي إقليمي يعالج الإشكالات البنيوية ويعزل النزاعات الخارجية عن صلب التفاهمات الثنائية. وأضاف السوسيولوجي الموريتاني، أن زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تمثل ضربة قاضية للنظام الجزائري، الذي، وفق تعبيره، لا يفوّت فرصة لبث الفتنة بين موريتانيا وجارتها المغرب، مشددا على أن هذه الزيارة تجدد التأكيد على متانة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويؤكد المراقبون أن المنتدى البرلماني الذي انطلقت أشغاله في نواكشوط يجسد تحولا نوعيا في مسار العلاقات الثنائية، وينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة المغربية الرامية إلى توسيع مجالات التعاون مع الشقيقة موريتانيا في مختلف القطاعات، بما فيها المجال البرلماني كأحد أذرع الدبلوماسية الفاعلة.
سياسة

ناشط حقوقي جزائري لـكشـ24: مذكرتي توقيف كمال داود فضيحة سياسية تدين نظام حظيرة الكابرانات
في خطوة أثارت استنكارا واسعا، أصدرت السلطات الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته "حوريات"، التي تسلط الضوء على إحدى الناجيات من "العشرية السوداء"، الفترة الدموية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي. ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إدانة الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهم بينها المساس بوحدة الوطن، في سياق يعتبره مراقبون حملة ممنهجة تستهدف حرية التعبير. وفي تصريح خص به موقع "كشـ24"، اعتبر الإعلامي والناشط الحقوقي وليد كبير أن مذكرة التوقيف ضد كمال داود تمثل فضيحة سياسية وأدبية مدوية بامتياز، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يحاول إسكات الأصوات الحرة التي تكسر جدار الصمت حول جرائم التسعينات، على حد تعبيره. وأضاف كبير، كمال داود لم يفعل سوى قول الحقيقة، الرواية سلطت الضوء على جراح لم تندمل، والنظام يحاول طمسها لأن من كان مسؤولا حينها لا يزال في السلطة، وعلى رأسهم قائد الأركان الحالي سعيد شنقريحة. وأردف مصرحنا، أن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد كتاب رأي لا يعكس سوى عجز النظام عن مواجهة الفساد داخل حدوده، فلجأ إلى أساليب التأديب السياسي عبر ملاحقة رموز الأدب والفكر. وشدد كبير، على أن هذه الممارسات تمثل امتدادا لنظام يخاف من الكلمة الحرة ويعتبر المثقف خصما والصحفي عدوا، معتبرا أن تصعيد السلطات ضد كمال داود يدخل أيضا في سياق التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، كمحاولة للضغط غير المباشر عبر ورقة الأدب، على حد تعبيره. وأنهى المتحدث ذاته تصريحه بالقول بدل ملاحقة الرواية، على هذا النظام أن يحاسب الجلادين الحقيقيين، لا يمكن أن تتحول الأقلام الحرة إلى ضحايا سياسية في دولة تزعم الإصلاح والانفتاح. الجدير بالذكر أن كمال داود، أحد أبرز الأقلام الجزائرية المعاصرة، حظي بإشادة واسعة إثر تتويجه بجائزة غونكور، لكن اختياره الغوص في أحداث العشرية السوداء عبر روايته "حوريات"، أثار غضب السلطة، وفتح الباب أمام فصل جديد من ملاحقة الكتاب في الجزائر.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

ساحة

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة