وقع عنصر من القوات المساعدة يعمل بمراكش في شر أعماله، وانتهى به المطاف إلى نزع الزي الرسمي الخاص بالجهاز المنتمي إليه وارتداء جبة نزلاء السجن المحلي بولمهاز.
كان العنصر المذكور يعيش حياتين متناقضتين، يظهر في إحداها بمظهر رجل القانون الذي يسهر على حماية الناس وأملاكهم، ويرتدي في الثانية ثوب المجرم المحترف الذي يتربص بالآخرين لسلبهم أموالهم ومتعلقاتهم، ويعكس بذلك شعار " حاميها حراميها".
انقشعت سحب الحقيقة ليلة أول السبت ، حين كان مواطن يقود دراجته النارية من نوع " سوينغ" على مستوى شارع محمد السادس مردفا خلفه زوجته دون أن يدور في خلدهما أنهما بصدد اجتياز تجربة مريرة.
وفجاة وبدون مقدمات توسطت الشارع دراجة نارية سريعة من نوع" سي90" كان سائقها الشاب يقود بتؤدة وعيونه تتفحص الفضاء الممتد وكأنه يبحث عن شيء ضائع، قبل ان تتسمر نظرته على الدراجة النارية التي يمتطيها الزوجان وينطلق في أثرها رافعا بذلك من منسوب سرعة دراجته.
ماكاد السائق الشاب يحادي المرأة وزوجها، حتى كشر عن أنياب غدره ، وانقضت يداه بحركة متقنة على الحقيبة اليدوية للمرأة وانطلق بأقصى سرعة محاولا الإبتعاد بغنيمته بعيدا عن عيون الفضوليين من مستعملي الطريق.
" واشدو الشفار، واشدو الشفار" كانت المرأة تصرخ بهستيرية ظاهرة وقد فاجأتها حركة اللص الغير المتوقعة، قبل أن يتوب الزوج لرشده ويستوعب ما تعرضت له الزوجة من سرقة، وبالتالي قراره الإنطلاق خلف السارق وركوب قطار مطاردة لصيقة ، محاولا جهد الإمكان التغلب على فارق السرعة التي تتميز بها دراجة غريمه.
احترافية اللص جعلته يعرج بدراجته التارية صوب الأزقة المتفرعة عن الشارع الرئيسي محاولا جهد الإمكان التخلص من مطاردة ضحاياه، فيما رأسه لا تتوقف عن الإستدارة نحو الخلف للتأكد من نجاحه في الإفلات بفعلته بعيدا عن متناول الزوج.
بلغت المطاردة حدود زنقة القادسية على مشارف كازينو السعدي دون أن يفلح اللص الهارب من مراوغة مطارديه ، حيث أبدى زوج الضحية براعة متناهية وشجاعة بطولية في تعقب الجاني والإستمرار في تضييق المسافة بينهما.
تحت ضغط المطاردة واستمرارا في نهج الإلتفات نحو الخلف لاستطلاع مآل المطاردة، أقدم اللص على ارتكاب خطوة قاتلة ستكون سببا في نهاية نشاطه، حين التفت خلفه دون ان ينتبه لعمود كهربائي ينتصب بجنبات الطريق، ليرتطم به بكل السرعة الممكنة ويقع مجندلا وثقل الدراجة فوق جسده.
قوة الإرتطام عرضت اللص لإصابات حادة جعلته غير قادر عن النهوض مرة أخرى، ووضعت حدا للمطاردة بعد ان أدركته الضحية وزوجها، وقاما بمحاصرته دون أن يكون قادرا على إبداء أية مقاومة او محاولة الفرار بالنظر لجسامة إصابته.
حلت بعض العناصر الأمنية بمسرح الواقعة، وعملت على نقل المعني صوب مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، مع فتح تحقيق أولي في النازلة تفجرت نتائجه عن مفاجئة من العيار الثقيل.
اللص الموقوف ( ع. س) لم يكن في حقيقة الأمر سوى عنصرا من القوات المساعدة يبلغ من العمر34 سنة، وينهض بمهمة حراسة الإقامة الخاصة لإحدى الشخصيات الوازنة، وقد دأب على استغلال الأوقات التي يكون فيها خارج "السرفيس " في الإغارة على ضحاياه ورشقهم بسهام السرقة بالنشل ، مستعيناً في ذلك بدراجته النارية التي يعتمدها ممتهنوا هذا النوع من السرقات، الى ان وقع في شر أعماله وسقط سقطته الأخيرة.
بعد تلقيه العلاجات الضرورية، تم نقله صوب مقر الدائرة الأمنية الأولى قصد إخضاعه للتحقيق التفصيلي للكشف عن الدوافع والأسباب التي دفعته للإرتماء في عمق هذا المستنقع، وجعلته يقدم على اقتراف هذه الافعال المنافية بشكل تام لوضعه الإعتباري كعنصر من القوات المساعدة، وبالتالي وضع نفسه موضع" الفقيه اللي نتسناو بركتو، ادخل الجامع ببلغتو".