ساحة
إدريس الأندلوسي يكتب.. دار الشباب عرصة الحامض: قبل 50 عاما
الخبير المالي والأستاذ الجامعي إدريس الأندلوسيقليل من يعرف أن العمل الجمعوي بمراكش خلال ستينيات القرن الماضي عاش و ترعرع و نما داخل الأسوار و انتج الإبداع الفني و أتقن العمل التربوي في قلب دروب المدينة القديمة. كانت شبيبة الحمراء تمارس عملها بالزاوية العباسية و جمعية كوميديا بمدخل باب دكالة من جهة دار الباشا و الجيل الصاعد بالقصبة و أصدقاء اليونسكو و جمعيات الشباب و الطفولة و الكشفية في كل حومات مراكش.و كان من الصعب على شباب المدينة تأطير العمل في ظروف إقتصادية تتطلب أداء تحملات الكراء و الماء و الكهرباء. و جاءت سنة 1971 لتفتح آمال جمعيات كثيرة كانت تمارس أنشطتها بالاعتماد على تضحيات بعض أعضاءها. ومن جميل الذكريات ذلك اليوم الذي اكتشفنا قيه بناية جميلة قرب المحكمة الابتدائية و محكمة " السداد" المحادية لثانوية الكتببة أو الباب الخلفي لبلدية مراكش. في سنة الانفتاح كانت الأجواء مكهربة في محيط دار الشباب حيث كانت تجري محاكمة بعض قياديي الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سيعرف انشقاقا سنة 1975 مع ظهور الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.ومع كل هذا كان إقبال الجمعيات على دار الشباب كبيرا. فقليل هي الجمعيات التي حظت بحصة زمنية أسبوعية موافق عليها من مندوبية الشبيبة و الرياضة آنذاك. و بالرغم من كل محبطات العمل العمل الجمعوي التطوعي، شكلت فضاءات هذه الدار ميلاد إعمال مسرحية و غنائية و قيادات شابة ستؤطر فيما بعد العمل الثقافي و الفني على الصعيد الوطني.و أتذكر التنافس بين جمعيات المسرح المراكشية للاستفادة من مسرح دار الشباب خلال الإعداد للاقصاءيات الإقليمية لمسرح الهواة و كذلك العمل الذي كانت تقوم به جمعيات الشباب و الكشافة و الذي تبين في سنة 1972 أنه تجاوز القدرة الاستيعابية لهذه الدار. هناك تعلم جيل من الشباب فنون التعبير و القيادة و أصبح كثير منهم مؤهلين وطنيا و دوليا في عدة مجالات.وكم كانت حنكة إدارة الدار عاملا في اشعاعها. كان أول مدير للدار هو السيد العاملي في فترة عرفت فيها الوزارة الوصية ديناميكية مع أحد أكبر الوزراء الذين عرفهم القطاع و هو منير الدكالي الذي كان من ضحايا تفجير طائرة مغربية في مطار روما من طرف أحد أجنحة المقاومة الفلسطينية.حكاية دار الشباب كبيرة جدا في زمن يعرف تراجع روح العمل التطوعي لوجه الله. أصبح مصطلح "المجتمع المدني " يختزل واقعا خفتت فيه روح التطوع البريء و ارتفعت فيه أسهم من لا قدرة لهم على الفعل التربوي و الإبداعي.
الخبير المالي والأستاذ الجامعي إدريس الأندلوسيقليل من يعرف أن العمل الجمعوي بمراكش خلال ستينيات القرن الماضي عاش و ترعرع و نما داخل الأسوار و انتج الإبداع الفني و أتقن العمل التربوي في قلب دروب المدينة القديمة. كانت شبيبة الحمراء تمارس عملها بالزاوية العباسية و جمعية كوميديا بمدخل باب دكالة من جهة دار الباشا و الجيل الصاعد بالقصبة و أصدقاء اليونسكو و جمعيات الشباب و الطفولة و الكشفية في كل حومات مراكش.و كان من الصعب على شباب المدينة تأطير العمل في ظروف إقتصادية تتطلب أداء تحملات الكراء و الماء و الكهرباء. و جاءت سنة 1971 لتفتح آمال جمعيات كثيرة كانت تمارس أنشطتها بالاعتماد على تضحيات بعض أعضاءها. ومن جميل الذكريات ذلك اليوم الذي اكتشفنا قيه بناية جميلة قرب المحكمة الابتدائية و محكمة " السداد" المحادية لثانوية الكتببة أو الباب الخلفي لبلدية مراكش. في سنة الانفتاح كانت الأجواء مكهربة في محيط دار الشباب حيث كانت تجري محاكمة بعض قياديي الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سيعرف انشقاقا سنة 1975 مع ظهور الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.ومع كل هذا كان إقبال الجمعيات على دار الشباب كبيرا. فقليل هي الجمعيات التي حظت بحصة زمنية أسبوعية موافق عليها من مندوبية الشبيبة و الرياضة آنذاك. و بالرغم من كل محبطات العمل العمل الجمعوي التطوعي، شكلت فضاءات هذه الدار ميلاد إعمال مسرحية و غنائية و قيادات شابة ستؤطر فيما بعد العمل الثقافي و الفني على الصعيد الوطني.و أتذكر التنافس بين جمعيات المسرح المراكشية للاستفادة من مسرح دار الشباب خلال الإعداد للاقصاءيات الإقليمية لمسرح الهواة و كذلك العمل الذي كانت تقوم به جمعيات الشباب و الكشافة و الذي تبين في سنة 1972 أنه تجاوز القدرة الاستيعابية لهذه الدار. هناك تعلم جيل من الشباب فنون التعبير و القيادة و أصبح كثير منهم مؤهلين وطنيا و دوليا في عدة مجالات.وكم كانت حنكة إدارة الدار عاملا في اشعاعها. كان أول مدير للدار هو السيد العاملي في فترة عرفت فيها الوزارة الوصية ديناميكية مع أحد أكبر الوزراء الذين عرفهم القطاع و هو منير الدكالي الذي كان من ضحايا تفجير طائرة مغربية في مطار روما من طرف أحد أجنحة المقاومة الفلسطينية.حكاية دار الشباب كبيرة جدا في زمن يعرف تراجع روح العمل التطوعي لوجه الله. أصبح مصطلح "المجتمع المدني " يختزل واقعا خفتت فيه روح التطوع البريء و ارتفعت فيه أسهم من لا قدرة لهم على الفعل التربوي و الإبداعي.