دولي

أمام أزمة طاقية غير مسبوقة.. بلجيكا تقرر الشروع في إطالة عمر مفاعلاتها النووية


كشـ24 - وكالات نشر في: 12 يناير 2023

على خلفية الأزمة الطاقية غير المسبوقة التي ترخي بظلالها على غالبية الدول الأوروبية، يبدو أن بلجيكا قررت إعادة النظر في بعض القرارات الإستراتيجية التي اتخذتها قبل اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي تتمثل خصوصا في الخروج التدريجي من نطاق إنتاج الطاقة النووية في أفق العام 2025، وذلك عبر الإيقاف التدريجي لمفاعلاتها السبع، التي تؤمن نصف حجم الكهرباء المستهلكة في البلاد.ولعل أبرز إجراء استدراكي تتخذه الحكومة الفيدرالية في هذا الإطار، هو توقيع اتفاق مع الشركة الفرنسية العاملة في المجال الطاقي "إنجي"، بشأن المبادئ التي ستحكم التمديد لمفاعلين نوويين هما "تيرانغ 3" و"دويل 4" لمدة عشر سنوات، وذلك ابتداء من العام 2026. الاتفاق الذي تقول حكومة ألكسندر دو كرو إنه يروم ضمان الأمن الطاقي للبلاد في سياق عالمي مبهم.الاتفاق بشأن التمديد لـ "تيرانغ 3" و"دويل 4"، اللذين يوجدان على التوالي بكل من أنفيرس ولييج، يأتي بعد مفاوضات مطولة بين الجانبين دامت لبضعة أشهر، والتي كان أساسها هو قرار الحكومة البلجيكية القاضي بإطالة عمر مفاعلاتها النووية إلى ما بعد العام 2025، على خلفية حالة عدم اليقين المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.ويحسم هذا الاتفاق في مسألة جوهرية تتعلق بالتمديد لهذين المفاعلين، المملوكين بالتساوي من قبل الدولة البلجيكية والمجموعة الفرنسية، والتي تتمثل في تحديد سقف للتكاليف المستقبلية المتعلقة بمعالجة النفايات الناتجة عن النشاط النووي، والتي تبلغ فاتورتها مليارات اليوروهات.وفي هذا الإطار، فإن مجموعة "إنجي"، من خلال فرعها البلجيكي "إلكترابيل"، كانت قد ألحت بقوة على تحديد سقف للتكاليف المرتبطة بمعالجة النفايات المشعة والوقود المستهلك، ما يمنح المزيد من الوضوح لهذا الفاعل الطاقي. وإلى جانب ذلك، فإن الاتفاق يحدد مجموعة من الضمانات التي تؤمن الأداء الجيد لالتزامات الفاعل النووي.وقبل ذلك، كانت الحكومة البلجيكية قد أعلنت في 18 مارس الماضي عن قرارها تأجيل خروجها الكامل من نطاق إنتاج الطاقة النووية لمدة عشر سنوات، والذي كان مخططا له مبدئيا في العام 2025. حيث كان من المقرر أن تتوقف المفاعلات السبعة عن الإنتاج بطريقة تدريجية بين نهاية العامين 2022 و2025. الأمر الذي تحقق بالفعل بإغلاق واحد منها في نهاية شتنبر.ففي 23 شتنبر 2022، قامت شركة "إلكترابيل" بفصل مفاعل "دويل 3" نهائيا عن شبكة الجهد العالي، وفقا لمقتضيات قانون 31 يناير 2003 المتعلق بالإلغاء التدريجي لمساهمة الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء الصناعية ببلجيكا. هكذا، كان "دويل 3" هو أول محطة طاقة نووية بلجيكية تتوقف عن إنتاج الكهرباء بصفة نهائية في البلاد.وبناء على هذا التوجه الجديد، عبرت الحكومة الفيدرالية عن أملها في "إبرام اتفاقات كاملة خلال الأشهر المقبلة"، والتي تشمل القيام بدراسات بيئية وتقنية وأخرى تتعلق بأمن عملية التمديد، قبل نيل الضوء الأخضر الذي تصدره الوكالة الفيدرالية للمراقبة النووية.وكما هو حال جميع القضايا الخلافية ببلجيكا، لم يحظى قرار الحكومة القاضي بالتمديد للمفاعلين النوويين بإجماع مختلف أطياف المشهد السياسي، حيث لم ينتظر حزب التحالف الفلاماني الجديد اليميني المعارض كثيرا للتعبير عن انتقاده اللاذع للاتفاقية الموقعة من مجموعة "إنجي" الفرنسية، والتي يرى أن كلفتها ستكون أكثر من عائداتها وأن هذا القرار سيزيد من الأعباء المالية التي يتكبدها المواطنون.من جانبهما، عبر كل من رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الفلاماني، سامي مهدي، ورئيس حزب الليبراليين والديمقراطيين الفلامانيين، إغبريت لاشارت، عن رضاهما عن هذا الاتفاق الذي يعد من وجهة نظرهما ضروريا للحفاظ على الإمدادات الطاقية للبلاد، وجعلها أقل اعتمادا على البلدان الأجنبية.بدوره، أكد رئيس الحركة الإصلاحية، جورج لوي بوشي، أن إطالة عمر المفاعلات النووية لن يؤدي إلى فرض ضرائب جديدة على المستهلكين، حيث قال في هذا الصدد: "لن تكون هناك ضرائب إضافية على التمديد لنشاط المنشآت النووية بالنسبة للمواطنين. الكهرباء التي يتم إنتاجها بواسطة المفاعلات، منخفضة التكلفة وتتيح هامشا أكبر".والأكيد أن بلجيكا، شأنها شأن العديد من البلدان الأوروبية، تسعى جاهدة إلى تعويض الخصاص الطاقي الذي تسببت فيه الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي جعلت هذه الأخيرة تعيد ترتيب أوراقها، حتى من خلال إعادة إحياء المنظومة النووية التي كان التخلص منها شرطا أساسيا للانخراط في الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية.

على خلفية الأزمة الطاقية غير المسبوقة التي ترخي بظلالها على غالبية الدول الأوروبية، يبدو أن بلجيكا قررت إعادة النظر في بعض القرارات الإستراتيجية التي اتخذتها قبل اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي تتمثل خصوصا في الخروج التدريجي من نطاق إنتاج الطاقة النووية في أفق العام 2025، وذلك عبر الإيقاف التدريجي لمفاعلاتها السبع، التي تؤمن نصف حجم الكهرباء المستهلكة في البلاد.ولعل أبرز إجراء استدراكي تتخذه الحكومة الفيدرالية في هذا الإطار، هو توقيع اتفاق مع الشركة الفرنسية العاملة في المجال الطاقي "إنجي"، بشأن المبادئ التي ستحكم التمديد لمفاعلين نوويين هما "تيرانغ 3" و"دويل 4" لمدة عشر سنوات، وذلك ابتداء من العام 2026. الاتفاق الذي تقول حكومة ألكسندر دو كرو إنه يروم ضمان الأمن الطاقي للبلاد في سياق عالمي مبهم.الاتفاق بشأن التمديد لـ "تيرانغ 3" و"دويل 4"، اللذين يوجدان على التوالي بكل من أنفيرس ولييج، يأتي بعد مفاوضات مطولة بين الجانبين دامت لبضعة أشهر، والتي كان أساسها هو قرار الحكومة البلجيكية القاضي بإطالة عمر مفاعلاتها النووية إلى ما بعد العام 2025، على خلفية حالة عدم اليقين المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.ويحسم هذا الاتفاق في مسألة جوهرية تتعلق بالتمديد لهذين المفاعلين، المملوكين بالتساوي من قبل الدولة البلجيكية والمجموعة الفرنسية، والتي تتمثل في تحديد سقف للتكاليف المستقبلية المتعلقة بمعالجة النفايات الناتجة عن النشاط النووي، والتي تبلغ فاتورتها مليارات اليوروهات.وفي هذا الإطار، فإن مجموعة "إنجي"، من خلال فرعها البلجيكي "إلكترابيل"، كانت قد ألحت بقوة على تحديد سقف للتكاليف المرتبطة بمعالجة النفايات المشعة والوقود المستهلك، ما يمنح المزيد من الوضوح لهذا الفاعل الطاقي. وإلى جانب ذلك، فإن الاتفاق يحدد مجموعة من الضمانات التي تؤمن الأداء الجيد لالتزامات الفاعل النووي.وقبل ذلك، كانت الحكومة البلجيكية قد أعلنت في 18 مارس الماضي عن قرارها تأجيل خروجها الكامل من نطاق إنتاج الطاقة النووية لمدة عشر سنوات، والذي كان مخططا له مبدئيا في العام 2025. حيث كان من المقرر أن تتوقف المفاعلات السبعة عن الإنتاج بطريقة تدريجية بين نهاية العامين 2022 و2025. الأمر الذي تحقق بالفعل بإغلاق واحد منها في نهاية شتنبر.ففي 23 شتنبر 2022، قامت شركة "إلكترابيل" بفصل مفاعل "دويل 3" نهائيا عن شبكة الجهد العالي، وفقا لمقتضيات قانون 31 يناير 2003 المتعلق بالإلغاء التدريجي لمساهمة الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء الصناعية ببلجيكا. هكذا، كان "دويل 3" هو أول محطة طاقة نووية بلجيكية تتوقف عن إنتاج الكهرباء بصفة نهائية في البلاد.وبناء على هذا التوجه الجديد، عبرت الحكومة الفيدرالية عن أملها في "إبرام اتفاقات كاملة خلال الأشهر المقبلة"، والتي تشمل القيام بدراسات بيئية وتقنية وأخرى تتعلق بأمن عملية التمديد، قبل نيل الضوء الأخضر الذي تصدره الوكالة الفيدرالية للمراقبة النووية.وكما هو حال جميع القضايا الخلافية ببلجيكا، لم يحظى قرار الحكومة القاضي بالتمديد للمفاعلين النوويين بإجماع مختلف أطياف المشهد السياسي، حيث لم ينتظر حزب التحالف الفلاماني الجديد اليميني المعارض كثيرا للتعبير عن انتقاده اللاذع للاتفاقية الموقعة من مجموعة "إنجي" الفرنسية، والتي يرى أن كلفتها ستكون أكثر من عائداتها وأن هذا القرار سيزيد من الأعباء المالية التي يتكبدها المواطنون.من جانبهما، عبر كل من رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الفلاماني، سامي مهدي، ورئيس حزب الليبراليين والديمقراطيين الفلامانيين، إغبريت لاشارت، عن رضاهما عن هذا الاتفاق الذي يعد من وجهة نظرهما ضروريا للحفاظ على الإمدادات الطاقية للبلاد، وجعلها أقل اعتمادا على البلدان الأجنبية.بدوره، أكد رئيس الحركة الإصلاحية، جورج لوي بوشي، أن إطالة عمر المفاعلات النووية لن يؤدي إلى فرض ضرائب جديدة على المستهلكين، حيث قال في هذا الصدد: "لن تكون هناك ضرائب إضافية على التمديد لنشاط المنشآت النووية بالنسبة للمواطنين. الكهرباء التي يتم إنتاجها بواسطة المفاعلات، منخفضة التكلفة وتتيح هامشا أكبر".والأكيد أن بلجيكا، شأنها شأن العديد من البلدان الأوروبية، تسعى جاهدة إلى تعويض الخصاص الطاقي الذي تسببت فيه الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي جعلت هذه الأخيرة تعيد ترتيب أوراقها، حتى من خلال إعادة إحياء المنظومة النووية التي كان التخلص منها شرطا أساسيا للانخراط في الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية.



اقرأ أيضاً
إدانة الرئيس الموريتاني السابق بـ15 سنة سجنا نافذا
 أدانت محكمة الاستئناف المختصة بالفساد، اليوم الأربعاء، الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بخمسة عشر عاما نافذة بعدما واجهته بتهم لها علاقة باستغلال النفوذ وسوء استخدام الوظيفة وإخفاء العائدات الاجرامية. وقضت المحكمة أيضا بتغريم الرئيس السابق بمليار أوقية، أي نحو أربعة ملايين دولار أمريكي. وأيدت المحكمة أيضا مصادرة ممتلكات ولد عبد العزيز، الذي حكم البلاد بين عامي 2008 و2019، مع تجريده من حقوقه المدنية. وتثير هذه القضية جدلا كبيرا في الشارع الموريتاني، وشهدت  قاعة المحكمة احتجاجات لأنصار الرئيس السابق بعد النطق بالحكم، ما دفع قوات الأمن للتدخل لإخراجهم. وقضت المحكمة أيضا بسجن صهر الرئيس السابق والمدير العام لشركة الكهرباء عامين نافذين لكل منهما بتهم استغلال النفوذ. وقررت المحكمة حل هيئة الرحمة الخيرية والتي كان يديرها نجل الرئيس السابق ومصادرة أملاكها بتهمة غسل الأموال.  
دولي

فرنسا تطرد دبلوماسيين جزائريين ردا على إجراء مماثل
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو -اليوم الأربعاء- أن باريس استدعت القائم بالأعمال الجزائري احتجاجا على قرار الجزائر "غير المبرر" بطرد دبلوماسيين فرنسيين، مشيرا إلى أن فرنسا سترد بخطوة مماثلة. وقال الوزير الفرنسي -لمحطة "بي إف إم تي في"- إن الرد سيكون "فوريا وحازما ومتناسبا في هذه المرحلة" موضحا أن حاملي جوازات السفر الدبلوماسية ممن لا يحملون تأشيرات حاليا سيرحلون إلى الجزائر. وذكر مصدر دبلوماسي -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن الأشخاص المعنيين موظفون في مهام إسناد مؤقتة، من دون تحديد عددهم أو متى ينفذ قرار طردهم. وكان بارو أكد أن العلاقات بين باريس والجزائر لا تزال "مجمدة تماما" منذ قيام الأخيرة بطرد 12 موظفا منتصف أبريل، وردت فرنسا بإجراء مماثل.
دولي

ترامب يبدأ زيارته لقطر المحطة الثانية في جولته الخليجية
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء بالدوحة، رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في ثاني زيارة لرئيس أمريكي منذ 2003. وقام أمير قطر، باستقبال ترامب بالديوان الأميري بالدوحة، حيث تبادلا الأحاديث الودية، وصافحا وفدي البلدين. وبعد مراسم الاستقبال، بدأ الزعيمان محادثات ثنائية. وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري. ووصل الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إلى الدوحة، محطته الثانية ضمن جولته الخليجية التي بدأها الثلاثاء من العاصمة السعودية الرياض. وحطت طائرة ترامب في مطار حمد الدولي حيث كان أمير قطر في مقدمة مستقبلي الرئيس الأمريكي. وجولة ترامب إلى الخليج تعد الأولى له بولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي. وتتواصل هذه الجولة حتى الجمعة، وتشمل أيضا الإمارات الخميس، وفق بيان سابق للخارجية الأمريكية. وتعد زيارة ترامب لقطر ثاني زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في العام 2003، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية. واعتبرتها الوكالة "حدثا استثنائيا، كونها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه في يناير الماضي".
دولي

ترامب يدعو الرئيس السوري إلى التطبيع مع إسرائيل
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال أول لقاء بينهما في الرياض اليوم الأربعاء، على هامش زيارة ترامب إلى الخليج.ويأتي لقاء ترامب والشرع في الرياض غداة تعهده برفع العقوبات عن سورية، وذكرت وكالة الأناضول التركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والشرع عقدوا اجتماعاً عبر الإنترنت.وأعلن البيت الأبيض أن ترامب طلب من الشرع المساعدة في منع عودة تنظيم داعش، داعياً إياه في سياق آخر إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، في إشارة إلى عناصر فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية. ويعد اللقاء بين رئيسي البلدين الأول من نوعه منذ 25 عاماً.وقال ترامب اليوم في كلمته خلال القمة الخليجية الأميركية في الرياض، إنه يدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التطبيع بدأ بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع. وكان البيت الأبيض أكد أمس الثلاثاء، أن ترامب وافق على استقبال الرئيس السوري أثناء زيارته للسعودية.ويأتي اللقاء بينما أعلن ترامب، أمس، أنه سيرفع العقوبات عن سورية لـ”منحها فرصة”، مؤكداً أنه اتخذ هذا القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال ترامب، خلال خطاب ألقاه في الرياض، إن سورية عانت من الحروب، وإن إدارته “اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقة مع دمشق”، معرباً عن أمله في أن تنجح الحكومة السورية الجديدة.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة