الأربعاء 19 مارس 2025, 00:30

ساحة

يونس التايب يكتب: ليسقط أعداء التميز المغربي حيثما كانوا


كشـ24 نشر في: 25 ديسمبر 2022

بقلم: يونس التايبلم يكن لدي أي شك بأن تميز المغرب، من خلال ما حققه المنتخب الوطني و من خلال المستوى الاحترافي الرفيع الذي ظهرت به المؤسسات الأمنية المغربية التي ساهم رجالها في تأمين المونديال بقطر، لا يمكن أن يمر دون إثارة حقد أصحاب القلوب المريضة وضغينة أصحاب النفوس الخبيثة.وتوقعت أنه لا بد أن نرى شرذمة المتربصين الذين لا شغل لهم إلا الكيد للمغرب و مؤسساته، يخرجون من جحورهم لفبركة "قضايا" جديدة و صياغة "قصص" على المقاس، للنيل من سمعة المغرب في محاولة لنسف رصيد الصورة الجميلة التي تشكلت عن بلادنا، عن الدولة وعن المجتمع، بكل التفاصيل التي يعرفها الجميع.وبالفعل، رأينا ذلك بجلاء، خلال الأيام الأخيرة، في خرجات عدد من الفئات في الداخل و في الخارج، سواء منهم :- بعض "الساعين للشهرة" في الجسم الإعلامي الباحث عن تعزيز "صورته" أو خلق "البوز Buzz" في موقع إلكتروني إخباري يبحث له عن مكانة؛- بعض تجار "المواقف النضالية" في الخارج، وبعض الكراكيز التي تتحرك بهوى أجهزة السوء التابعة لعدد من الدول التي تعاني من مرض مزمن اسمه "المغرب" الذي يبدو أنه "واقف لهم في الحلق".بالنسبة للمتربصين من الخارج، الذين ركزوا هجماتهم انطلاقا من بلاطوهات قنوات إخبارية فرنسية (يا سبحان الله !!!)، أو عبر اليوتوب، واستهدفوا بصفة خاصة المؤسسات الأمنية المغربية و مسؤوليها، لي اليقين بأن أولاد البلاد و رجالات الوطن، قادرون على رد كيد كل العابثين في نحورهم، و نسف خطط الأعداء حيثما كانوا.أما بالنسبة لبعض مروجي الرداءة في الداخل الذين أرادوا الهجوم على الإنجاز المغربي، فقد لاحظنا كيف انقسموا بين :- من استحلوا النبش في خصوصيات لاعبي المنتخب دون وجه حق، فتطاولوا بصفة خاصة على اللاعبين أوناحي و أبوخلال، و بدرجة أقل على حكيمي.- من جعلوا أمهات اللاعبين مادة إعلامية يجوز استعمالها في كل الأجناس الصحفية بشكل هجين.- من بدأوا يعدون العدة للنيل من المدرب الوطني، في المستقبل القريب.- من اكتشفوا فجأة (سبحان الله!!!) أن طبيب العظام الشاب المغربي دافيد صباغ، هو يهودي الديانة، وظنوا أن في تلك الميزة ما يصلح مادة نخلطها بالحديث عن ما يسمى "التطبيع"، وجميع العقلاء يعرفون أن بين الأمرين ما بين السماء والأرض من المساحة.بكل تأكيد، يجب أن ننتبه إلى "السم" الذي تخفيه كل تلك التحركات التي تصب في اتجاه واحد، و لو اختلفت المنطلقات و الوسائل، لأن مسؤوليتنا هي أن نتصدى للدينامية التواصلية السلبية والاستفزازية التي تحملها هرطقات و أفعال لا تكتسي صفة المهنية حتى لو قال أصحابها أنهم، فقط، "يمارسون حرية التعبير أو يقومون بعمل إعلامي ...!". التميز المغربي في مونديال قطر، و في غيره من المناسبات والسياقات، هو إنجاز وطني يشكل رصيدا خالصا مشتركا بين كل المغاربة، بين الدولة والمجتمع، و علينا جميعا واجب حمايته و غلق الطريق أمام المتربصين بكل جميل ونقط الضوء في هذا الوطن.أظن أن هنالك حاجة ليقال للعابثين : "باراكة من العياقة ... ابتعدوا عن لاعبي المنتخب و المدرب الوطني ... عطيوهم التيساع ... كفى من اقتحام العوالم الخاصة لكل واحد من شباب المنتخب... لا معنى لمن تفتي في من هو "قدوة" للشباب و من لا يجسد تلك القدوة .... لا حق لأن يفتري صحفي يبحث عن البوز من خلال تحميل الالتزام الديني للاعب شاب ما لا يحتمل، و كتابة مقال بعنوان رديء وخطير في آن واحد ...كل واحد يديها في راسوا.. !"يكفي المنتخب بكل مكوناته، ما قدموه لنا و ما سيقدمونه في المستقبل، ويكفيهم حب المغاربة المخلصين الغيويرين على راية المغرب، وقبل ذلك، يكفيهم شرفا وضمانة لكل خير، أنهم وقوفوا مع أمهاتهم بين يدي أب الأمة المغربية، جلالة الملك، الذي أثنى عليهم وأكرم وفادتهم.فما بال العابثين يريدون إقناعنا بترهات من وحي خيالهم المليء بالحقد والكره لكل انتصار وتميز مغربي، في وقت كنا جميعا شهود على إنجاز رياضي وطني كبير لا يحتمل إلا أن نقول بصوت عالي أن المغرب كبير على العابثين؟

بقلم: يونس التايبلم يكن لدي أي شك بأن تميز المغرب، من خلال ما حققه المنتخب الوطني و من خلال المستوى الاحترافي الرفيع الذي ظهرت به المؤسسات الأمنية المغربية التي ساهم رجالها في تأمين المونديال بقطر، لا يمكن أن يمر دون إثارة حقد أصحاب القلوب المريضة وضغينة أصحاب النفوس الخبيثة.وتوقعت أنه لا بد أن نرى شرذمة المتربصين الذين لا شغل لهم إلا الكيد للمغرب و مؤسساته، يخرجون من جحورهم لفبركة "قضايا" جديدة و صياغة "قصص" على المقاس، للنيل من سمعة المغرب في محاولة لنسف رصيد الصورة الجميلة التي تشكلت عن بلادنا، عن الدولة وعن المجتمع، بكل التفاصيل التي يعرفها الجميع.وبالفعل، رأينا ذلك بجلاء، خلال الأيام الأخيرة، في خرجات عدد من الفئات في الداخل و في الخارج، سواء منهم :- بعض "الساعين للشهرة" في الجسم الإعلامي الباحث عن تعزيز "صورته" أو خلق "البوز Buzz" في موقع إلكتروني إخباري يبحث له عن مكانة؛- بعض تجار "المواقف النضالية" في الخارج، وبعض الكراكيز التي تتحرك بهوى أجهزة السوء التابعة لعدد من الدول التي تعاني من مرض مزمن اسمه "المغرب" الذي يبدو أنه "واقف لهم في الحلق".بالنسبة للمتربصين من الخارج، الذين ركزوا هجماتهم انطلاقا من بلاطوهات قنوات إخبارية فرنسية (يا سبحان الله !!!)، أو عبر اليوتوب، واستهدفوا بصفة خاصة المؤسسات الأمنية المغربية و مسؤوليها، لي اليقين بأن أولاد البلاد و رجالات الوطن، قادرون على رد كيد كل العابثين في نحورهم، و نسف خطط الأعداء حيثما كانوا.أما بالنسبة لبعض مروجي الرداءة في الداخل الذين أرادوا الهجوم على الإنجاز المغربي، فقد لاحظنا كيف انقسموا بين :- من استحلوا النبش في خصوصيات لاعبي المنتخب دون وجه حق، فتطاولوا بصفة خاصة على اللاعبين أوناحي و أبوخلال، و بدرجة أقل على حكيمي.- من جعلوا أمهات اللاعبين مادة إعلامية يجوز استعمالها في كل الأجناس الصحفية بشكل هجين.- من بدأوا يعدون العدة للنيل من المدرب الوطني، في المستقبل القريب.- من اكتشفوا فجأة (سبحان الله!!!) أن طبيب العظام الشاب المغربي دافيد صباغ، هو يهودي الديانة، وظنوا أن في تلك الميزة ما يصلح مادة نخلطها بالحديث عن ما يسمى "التطبيع"، وجميع العقلاء يعرفون أن بين الأمرين ما بين السماء والأرض من المساحة.بكل تأكيد، يجب أن ننتبه إلى "السم" الذي تخفيه كل تلك التحركات التي تصب في اتجاه واحد، و لو اختلفت المنطلقات و الوسائل، لأن مسؤوليتنا هي أن نتصدى للدينامية التواصلية السلبية والاستفزازية التي تحملها هرطقات و أفعال لا تكتسي صفة المهنية حتى لو قال أصحابها أنهم، فقط، "يمارسون حرية التعبير أو يقومون بعمل إعلامي ...!". التميز المغربي في مونديال قطر، و في غيره من المناسبات والسياقات، هو إنجاز وطني يشكل رصيدا خالصا مشتركا بين كل المغاربة، بين الدولة والمجتمع، و علينا جميعا واجب حمايته و غلق الطريق أمام المتربصين بكل جميل ونقط الضوء في هذا الوطن.أظن أن هنالك حاجة ليقال للعابثين : "باراكة من العياقة ... ابتعدوا عن لاعبي المنتخب و المدرب الوطني ... عطيوهم التيساع ... كفى من اقتحام العوالم الخاصة لكل واحد من شباب المنتخب... لا معنى لمن تفتي في من هو "قدوة" للشباب و من لا يجسد تلك القدوة .... لا حق لأن يفتري صحفي يبحث عن البوز من خلال تحميل الالتزام الديني للاعب شاب ما لا يحتمل، و كتابة مقال بعنوان رديء وخطير في آن واحد ...كل واحد يديها في راسوا.. !"يكفي المنتخب بكل مكوناته، ما قدموه لنا و ما سيقدمونه في المستقبل، ويكفيهم حب المغاربة المخلصين الغيويرين على راية المغرب، وقبل ذلك، يكفيهم شرفا وضمانة لكل خير، أنهم وقوفوا مع أمهاتهم بين يدي أب الأمة المغربية، جلالة الملك، الذي أثنى عليهم وأكرم وفادتهم.فما بال العابثين يريدون إقناعنا بترهات من وحي خيالهم المليء بالحقد والكره لكل انتصار وتميز مغربي، في وقت كنا جميعا شهود على إنجاز رياضي وطني كبير لا يحتمل إلا أن نقول بصوت عالي أن المغرب كبير على العابثين؟



اقرأ أيضاً
ادريس الاندلسي يكتب.. نباح دبلوماسي يروج لحل “تقسيم ” الصحراء
نشرت إحدى صديقات حكام الجزائر مقالا في مجلة "فورين افيرز" (شؤون خارجية) التي يصدرها مجلس السياسية الخارجية الذي يعتبر مركزا للتفكير وللتأثير على القرار في أمريكا، وحاولت كاتبة المقال، غير ذات تجربة طويلة، إظهار متابعتها المستمرة لقضية الصحراء وللعلاقات المغربية الجزائرية وأصرت على إعادة الحياة لمقترح الرئيس الراحل بوتفليقة لحل هذه القضية عبر تقسيم الصحراء، وكان ذلك سنة 2006، وكان هدف هذا المقترح هو تشويه الحل السياسي، وتمكين الجزائر من جزء من الصحراء وباب واسع على المحيط الأطلسي وتحقيق أرباح تغطي تمويلات جزائرية للبوليساريو على مدى خمسين عاما. تراجع بوتفليقة بعد أن شعر نظامه أنه كشف أوراقه الحقيقية، وتبخرت خرافة تقرير المصير التي سكنت، كفيروس لا يقهر، كل سياسات الجزائر ومواقفها وخطاباتها. أظهرت كاتبة المقال الذي يروج، من جديد، لعرض التقسيم بكثير من تضخيم قدرات الحركة الانفصالية على الفعل العسكري، حاولت هذه " المجتهدة " المسماة حنا راي امسترونغ، أن تروي حكايتها على الشكل الذي يرتضيه من يهمه أمر التقسيم، ركزت كثيرا على ما تصورته أنه خلاصة " ترسخت " لدى المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ورددت كثيرا كلمة "تقسيم" لتؤكد أنها فكرة لم تنل أي إهتمام لدى مجلس الأمن، ثم ترجع لتردد عدة مرات أنها" الحل الأقل سوءا". وتستمر في تخيلاتها للتقسيم مع تدقيق المناطق التي ستكون تحت سلطة المغرب، والتي تعتبرها تعويضا عن الاستثمارات التي تم القيام بها، وتركز على إعطاء الانفصاليين شريطا ساحليا م أراضي تصفها بالغنية بالموارد المعدنية.  وتذهب كاتبة المقال بعيدا لاقتراح ضغط يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على المغرب والجزائر على البوليساريو لقبول التقسيم، وتبدو الصياغة متسمة بنوع من " البراءة" التي تهدف إلى تسميم الحل السياسي وإظهار ما يمكن تجنيه الولايات المتحدة الأمريكية إذا استجابت لطموحات الجزائر. وتبين صاحبة المقال براعة في ترجمة مواقف الجزائر و " عرضهم" لمزايا دفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في موقفها نظرا للثروات المعنية التي يمكن أن تستغلها، وتذهب إلى حد " كشف" اهتمام الصين بالمنطقة وزيارة رئيسها للمغرب. وهكذا تتحول الجزائر إلى كشف وجهها الجديد القديم " كسمسارة" لم تطلب خدماتها أية دولة عظمى. وتؤكد كاتبة المقال الذي نشرته مجلة معروفة مواقفها اتجاه المغرب ووحدته الترابية، أن " حامل القلم " الحقيقي هو النظام الجزائري السخي إتجاه كل نشر ينطق بهواه، وتزيد صاحبة المقال في اغراق خطابها بالكثير من الكذب حول قدرة الانفصاليين على إشعال الحرب رغم ضعف أسلحتهم، وتؤكد أن هذه الأسلحة هي ما تبقى من ترسانة مولها الراحل القذافي وما "غنمته ميليشياتها " قبل وقف إطلاق النار سنة 1991، وهنا تمنح مجلة " فورين افيرز" براءة للجزائر وتشهد لها بعدم تسليحها للانفصاليين رغم أن راعية البوليساريو لم تنف دعمها لمن تسميهم بحركة مقاومة ودولة تحمل نفس الاسم مع تغيير "الجزائرية بالصحراوية ". وتستمر صديقات حكام الجزائر في تأليف وصف الانفصاليين بأن حركتهم هي الممثل الشرعي لكل سكان الصحراء وتندوف، وتبين موقفها المعادي لمقترح المغرب للحكم الذاتي مكتفية بالإشارة إلى أنه يتكون من ثلاث صفحات، ولا تنسى أن تجنح لتأكيد تفوق المغرب عبر دعم مقترحه من طرف دول كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، ولكنها تؤكد أن البوليساريو قادرة على إشعال الحرب وتحقيق أهدافها كما" فعلت الجزائر للحصول على استقلالها "، هنا يظهر جليا أن صاحب الصياغة معجون بثقافة قصر المرادية وقيادة الجيش. ولم تترك الموقعة على المقال فرصة النشر دون أن تضخم قرار محكمة الإتحاد الأوروبي الخاص بالتبادل التجاري والاتفاقيات الخاصة بالصيد وبالفلاحة، كما أنها ساقت بعض الحالات التي وصفتها بتراجع مستثمرين في مجال البحث عن مصادر الطاقة، ولم تتكلم حاملة قلم الجزائر عن الأخطار التي تهدد أمن منطقة الساحل وشمال أفريقيا، بل اكتفت في نهاية ما اقترفته من سطور لتنذر بإيقاف مهمة المينورسو " المكلفة" خلال جلسات مجلس الأمن في شهر أبريل، وذلك كما حصل في مالي والسودان، وتذهب إلى حد تصور حرب بين الجزائر والمغرب تكون ذات تكلفة كبيرة على الطرفين، وصلت رسالة عبر كاتبة مغمورة على مجلة مأجورة مفادها أن الجزائر تقدس المحيط الأطلسي. ولكن النباح الدبلوماسي لن يمكنها من منفذ لها على مجال فتحه المغرب، بوعي إستراتيجي، ليكون عنصر تطوير الشراكات المربحة للجميع في مجال المبادلات التجارية ونقل مصادر الطاقة عبر دول القارة. وأظهرت المجلة من خلال نشرها لمقال يفتقد إلى معرفة كاتبته لكافة معطيات ملف الصحراء، أنها انحدرت إلى مستوى لا يعكس تاريخها الذي بدأ قبل أكثر من قرن من الزمن.
ساحة

بين السردين و السياسات..علاقة غير سرية
تكاثرت التعاليق حول حادثة إقفال متجر بيع الأسماك المراكشي ثم إعادة فتحه بعد تدخل  والي مراكش. ذهب بعض كبار التجار و المضاربين إلى اعتبار هذه الحادثة مجرد ضجة مصطنعة. ساند هذا الرأي أحد أصحاب المواقع، المعروف بالسباحة ضد التيار  و لو كان منبعا للخير، و أعتبر أن التاجر الشاب سخر" جيوش السردين" للإشهار  و التشهير و تحقيق أرباح كثيرة. و لكن ما لم يكن في الحسبان هو المتابعة الجماهيرية التي حظي بها بائع السردين بخمسة دراهم. و كان من آثار هذه المتابعة  ظهور تيار كبير من ذوي الدخل المحدود الذين تكلموا بكثير من الوعي و الحدة عن مذبحة قدرتهم الشرائية. و هكذا كانت خرجة هذا البائع، المثقل بهم زبناءه  ، أكبر بكثير من التظاهرات  و البلاغات النقابية  و السياسية حول اشتعال الأسعار منذ ما يزيد منذ أزيد سنة  و نصف. وصل " الصهد" إلى الحكومة  و الأحزاب. تحدث عن هذا البائع  و قضيته الناطق الرسمي بإسم الحكومة دون إقناع. و يعني هذا التداول أن الموضوع فرض نفسه و لو على هامش جدول أعمال  مجلس الحكومة. سجلت الساحة السياسية خلال الأسبوع الفارط خرجات حزب الاستقلال في شخص أمينه العام و العضو بالحكومة ، نزار بركة و عضو اللجنة التنفيذية للحزب ،رياض مزور، للكلام عن غلاء الأسعار  و عن دور الوسطاء  و السماسرة في الهيمنة على الهوامش الربحية الكبرى و اغتناءهم على حساب المنتج الحقيقي و المستهلك ذو الدخل المحدود. و أعتبر الكثير من المتتبعين هذه الخرجات استمرارا لشرخ بدأ فعله في الأغلبية الحكومية  وسيستمر إلى ما بعد الانتخابات المقبلة. و لم يترك أي حزب فرصة حل مشكلة تاجر السردين دون"  الادلاء بدلوه" في الموضوع.   أعتبر بايتاس، الناطق الرسمي بإسم الحكومة،  والذي تابع فصول قضية  الشاب المراكشي، أن " هذا هو توجه الحكومة" و أكد على استمرارية أعمال اللجان في مجال المراقبة.  و لكنه لم يوضح موقفه من قضية الأسعار. و ساند رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني موقف  و عمل تاجر السردين  و ثمن آثار عمله على حيت قام " بما عجز عنه الكثيرون، و تمكن من تحريك المياه الراكدة". لقد استفحلت المصائب التي يتسبب فيها الوسطاء  و المضاربون.  و أكبر هذه المصائب هي الهجوم على جيوب المواطنين في غياب عمل رقابي مهيكل  و دائم،  و ليس على شكل حملات تتسم بالبهرجة الإعلامية. تتحمل ميزانية الدولة التي يمولها الفقير  و ذو الدخل المتوسط بالأساس، كل أنواع دعم كبار المنتجين  و كبار المستوردين  و من لا قدرة للحكومة على احداث رجة لتحديد هوامش ارباحهم غير  المشروعة و إنصاف الفلاح المنتج  و مربي الماشية  و صانع المنتوجات الغذائية. تصرف المليارات للاستهلاكيات الكبرى كمنح لتكثيف الإنتاج  و الاستجابة للطلب الداخلي أولا. تصل المنتوجات الفلاحية للأسواق الخارجية بأسعار أقل مما يدفعه المستهلك المغربي. تنهك مياهنا الجوفية  و تتضرر اراضيها  و جيوبنا. يكثر الحديث الحكومي المشروخ عن تقديم المزيد لتتناقص أسعار اللحوم، فتكون النتيجة عكس شعارات الحكومة ، وتصل الضربة المؤذية للمواطن. تعتبر مبادرة الشاب المراكشي، بائع السردين ناقوس خطر لكي ينتبه السياسيون المزهوون بحجم أغلبيتهم الحكومية. عليهم قراءة كتب التاريخ  ، و خصوصا ما جاء به المؤرخ الناصري في كتاب " الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى ". أغلب الفترات التاريخية التي فقدت خلالها السلطات المركزية سيطرتها على المدن  و القرى كانت فترات غلاء  و عدم قدرة الناس على تغطية حاجاتهم. و نعيش اليوم في ظل إرتفاع مهول مس اللحوم  و الأسماك  و الخضر  و الفواكه  و كافة المواد الغذائية  و كذلك المواد الطاقية.   و قد انفرجت اسارير الكثير من المغاربة بالقرار الملكي الذي أهاب بالشعب" العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد"  و ذلك رفعا " للحرج و الضرر   و إقامة التيسير" . و قد بين هذا القرار أن فئات كبيرة من ذوي الدخل المحدود كان  سيلحقها ضرر أكيد. و لقد أصبح الآن،   و في  ظل تفاعلات كثير من المغاربة مع لهيب الأسعار أن  الأولوية الكبرى هي القوة الشرائية. و أصبح من غير الممكن أن يستمر تغييب المحاسبة  و التقييم عن السياسات العمومية التي لم تحقق أهدافها رغم صرف الملايير من الدراهم عليها. و توجد السياسة الفلاحية باسميها " المغرب الأخضر " و " الجيل الأخضر " في محطة تفرض التقييم  و المحاسبة انسجاما مع مبادئ الدستور المغربي. سهولنا  و جبالنا  و استثماراتنا  و بحارنا رأسمال كبير و مليء بالثروات. أين هي  و لماذا لا تخفف المعاناة عن ذوى الدخل المحدود الذي يريد كيلوغرام سردين بخمسة دراهم،  و لحوما لا يتجاوز سعرها ثمانين درهم ، و خضرا تضمن ربحا للفلاح  و لا يسيطر عليها السمسار و مواد طاقية لا يغتني منها من لا يكررون النفط و يحبون كثيرا استيراده  و بيعه و الاستحواذ على أكبر الأرباح دون مخاطرة  و لا استثمارات كافية لضمان مخزون استراتيجي. من سردينة إلى سياسة عمومية تضيق المسافات بفعل جموح طبقة تغتني  و لا تنتج إلا الأزمات.
ساحة

الخبرة القضائية ودورها في تعزيز النجاعة القضائية: التحديات والآفاق
الخبرة القضائية هي إحدى الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها القضاء للفصل في القضايا ذات الطابع التقني والفني، إذ تساهم في تقديم توضيحات علمية تساعد القضاة على اتخاذ قرارات عادلة ومبنية على معطيات دقيقة. إلا أن هذه الآلية تواجه تحديات متعددة تؤثر على فعاليتها، مثل التأخر في صرف مستحقات الخبراء، وصعوبة استخلاص المصروفات، وتعقيد الإجراءات الإدارية. فالكثير من الخبراء يُضطرون إلى الانتظار لفترات طويلة قبل الحصول على مستحقاتهم المالية، حيث تُربط عملية الدفع بانتهاء النزاع القضائي، وهو ما قد يُثقل كاهلهم المالي ويؤثر على جودة العمل الخبراتي. كما أن بعض المحاكم لا تتيح للخبراء استرجاع المصروفات إلا بعد صدور الحكم النهائي، مما يشكل عبئًا إضافيًا عليهم. من جهة أخرى، فإن تعقيد الإجراءات الإدارية، مثل استخراج ورق المصروف، يزيد من معاناة الخبراء الذين يضطرون أحيانًا إلى القيام بإجراءات مطولة لاسترجاع حقوقهم. ولتجاوز هذه التحديات، يُقترح اعتماد نظام دفع مرحلي يضمن حصول الخبراء على جزء من مستحقاتهم عند إنجاز مراحل معينة من الخبرة، وتعديل الإجراءات الإدارية لضمان استرجاع المصروفات فور انتهاء المهمة، بالإضافة إلى تبسيط عمليات استخراج الوثائق المالية وإطلاق منصات إلكترونية تسهل تتبع الملفات المالية. علاوة على ذلك، يجب تحسين آلية اختيار الخبراء عبر إعداد دليل إلكتروني يُصنفهم حسب تخصصاتهم وخبراتهم، مما يساعد القضاء على انتقاء الخبير الأنسب لكل قضية. كما يُنصح بتعزيز تعدد الخبراء في القضايا المعقدة التي تتطلب آراء متكاملة من اختصاصات مختلفة، مثل قضايا البناء التي قد تحتاج إلى مهندس مدني، ومعماري، وخبير في السلامة. وبهدف تحسين جودة الخبرات وتعزيز التعاون بين الخبراء والقضاة، من الضروري تنظيم دورات تكوينية مشتركة تهدف إلى توضيح الإجراءات القانونية والتقنية المرتبطة بالخبرة القضائية، وتطوير تقنيات إعداد التقارير الخبراتية بشكل موضوعي ودقيق. إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التواصل بين القضاة والخبراء عبر عقد لقاءات دورية سيساهم في مناقشة التحديات وإيجاد حلول عملية لها. ومن أجل الرفع من مستوى النجاعة القضائية، يُوصى بتحسين الإطار القانوني المنظم لمهنة الخبرة القضائية لضمان حقوق الخبراء، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وإشراكهم في صياغة القوانين المتعلقة بعملهم، وتعزيز التحول الرقمي في تدبير ملفات الخبرة لتسهيل تتبعها وتسريع صرف المستحقات. إن تحقيق هذه الأهداف يستدعي التزامًا جماعيًا من جميع الفاعلين في المنظومة القضائية، لضمان أن تبقى الخبرة القضائية أداة فعالة في تحقيق العدالة وتعزيز ثقة المتقاضين في النظام القضائي. بقلم رياض السباعي مهندس معماري وخبير محلف
ساحة

الروائية الفلسطينية نادية حرحش تكتب: وقف إطلاق النار وصمود الحياة أمام شراسة الموت
منذ أيام، وأنا أنتظر كغيري الكثيرين، بترقب وتمنيات، هذه اللحظة لوقف إطلاق النار على غزة، بعد ٤٧١ يوماً من القصف المستمر. بعد كل تلك الأيام العصيبة، الثقيلة، والكارثية التي عاشها اهل غزة تحت وطأة استهداف لا يهدأ، ودمار يزحف من كل زاوية، وقنص مميت يترصد الأنفاس. لحظات نقلتها ووثقتها شاشة الجزيرة لحظة بلحظة بما استطاعت العدسات رصده وسط استهداف ودمار وقتل متربص من كل صوب. لحظات نعيشها اليوم- كأهل غزة- ربما، بأمل حذر، وتمسك بالحياة، وتمنيات بأن تستمر بلا قصف ودمار جديد. لحظة يبدو اننا نفضل الا نفكر الا بها: هذه اللحظة المنتظرة لوقف إطلاق النار. لأن ما لا يمكن رصده وتخيله هو ما تبقى خلف هذه اللحظة: كل قصة لكل إنسان لا يزال ينبض بالحياة في هذا القطاع المنكوب بدء رحلة جديدة للبحث عما حل به، وما تبقى من ذكريات لما كان قبل هذه الحرب. ذكريات لأحبة خطفهم القصف، لعائلات تشردت، لجيران وأصدقاء وزملاء ومعارف باتوا جثثاً تحت الأنقاض. ذكريات بيت بنيت عليه الأحلام والتطلعات، أو ممتلكات كانت مصدراً للأمان. مدرسة كانت تملأها ضحكات الطفولة البريئة، أو دكان صغير على الناصية يعج بالزبائن، أو مخبز تفوح منه روائح المعجنات. جامعة كانت تضج بالحياة، أو جامع تهرول له الجموع للصلاة. ذكريات شارع وحارة وحي كتبت على حوافها الأحداث. ذكريات لشجرة وحاكورة وبستان وبيارة، اندثرت تحت غبار بقي من أثر ركام. أتخيّل كيف يمكن للإنسان أن يعيد تشكيل ذاكرته وسط كل هذا الخراب، أن يجمع شتات الاحداث والأماكن التي عرفها قبل الحرب، ويرسم ملامحها في ذاكرة قادمة مثقلة بالدمار. نحن نعرف الأماكن والطرقات من خلال تفاصيلها: بيت أبو فلان، او دكان ما، او معْلم ما يحمل ذكرياتنا. أدوات الملاحة الخاصة بتحديد المواقع لا يمكنها تحديد تشكيل المواقع التي تعودنا تعريفها من خلال وصف الأماكن، والأشخاص. كيف لتلك الذاكرة الآن ان تجد طريقها وسط كل هذا الركام؟ كيف يمكنها أن تعيد رسم مكان صديق أو قريب بات في عداد المجهول او تاه في دروب النزوح؟ في هذه اللحظات، كل من يرفع نظره نحو السماء الخالية من الطائرات، يستطيع ان يلامس أنفاسه واستشعار لحظة الحياة التي يعيشها بلا خطر الموت المحدق الذي كان يطاردها. تلك المشاهد التي ترصدها العدسات لعودة لا يُنتظر فيها بيت، ولم يتبق للعمران فيها أي أثر، تبدو الأكثر تأثيراً ربما. لنازحين يحاولون العودة لمكان كان فيه بيت، في محاولة للتفتيش عن عوائل فقدت الاتصال بأبنائها وأقاربها، لأبن غاب دون وداع، لأب خرج من أجل البحث عن قوت ولم يعد، لذكرى دفنت وسط الخراب. عودة للبحث عمن فقد قبل التفكير حتى بما كان بيت يأوي. ولكن عودة... لما كان بيتاً، بخيمة، بقطعة قماش تستر إنسانيتهم وسط عراء مكشوف من كل الجهات. تبدو مشاهد الناس وسط الدمار المحدق من كل جانب، هي الأكثر أماناً في هذه اللحظات، وسط كابوس لم تتوقف ترددات شراسته. وكأن الكابوس انتهى ولو للحظة. لحظة يعيش فيها أهل غزة مرة أخرى، قنص نفَس حياة. في هذا المشهد، تتجلى قصيدة محمود درويش: وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ، وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ، وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً " أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ" أَوْضِحْ قَلِيلاَ نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا ويبقى الأمل رغم الألم ... وبعض الرجاء، نتشبث به وسط انعدام الأفق لحلول سياسية، ووحدة بيت مزقته الفرقة، ووأد فرصها تفشي الفساد. نرجو أمناً وسلاماً يضمدا الجراح ويمنحا هذا الشعب المكلوم حقه الطبيعي في الحياة. سلام لغزة وأهلها... أهل الصمود والعزة، ألأجدر باستحقاق الحياة. الروائية الفلسطينية نادية حرحش
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 19 مارس 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة