لا تشدّ نيابة التعليم بمراكش في التحدّيات الّتي تواجهها المدرسة العمومية عن التحدّيات الّتي تواجهها على الصّعيد الوطني.
وفي هذا الإطار إرتأت "كِشـ24" أن تسلّط الضّوء على المنظومة التّربوية في هذا الإقليم من حيث البرامج، الإكراهات والإنتظارات وذلك من خلال هذا الحوار الّتي أجرته الجريدة مع السيّد عبد الواحد المزكلدي نائب وزارة التّربية الوطنية و التكوين المهني بمراكش.
كـشـ24
نعلم السيد النائب أن لكم تجربة في تدبير الشأن التربوي إقليميا ،نريد من موقعكم هذا أن تعطونا نظرة حول منظومة التربية والتعليم بوطننا العزيز؟
السيّد النّائب الإقليمي: بداية ،أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على تفضلكم بإتاحة الفرصة للتواصل عبر موقعكم الريادي "كِشـ24" – لتنوير الرأي العام الوطني و المحلي حول ما تعرفه منظومتنا التربوية من مستجدات و تطورات.
وعلاقة بسؤالكم، فإن المنظومة التربوية عرفت خلال العشرية الأخيرة عدة إصلاحات منذ إقرار الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، همت بالخصوص توسيع العرض المدرسي، وتقديم الدعم الاجتماعي لأبناء الأسر المعوزة، وتطوير نظام الحكامة ، ويبقى من الضروري التأكيد على ضرورة الانكباب على إصلاح النموذج البيداغوجي استجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة وتفعيلا للتوجيهات الاستراتيجية الوطنية الكبرى المرتبطة بتفعيل دستور 2011 و التوجيهات الملكية السامية القاضية بتيسير أسباب الاستفادة العادلة من الحق في تعليم عصري ميسر الولوج لكافة أبناء الشعب المغربي و النهوض بالمدرسة المغربية و تطوير المقاربات التربوية واعمالا للمشروع التربوي الجديد للوزارة الذي يستهدف احداث مدرسة جديدة لمواطن الغد.
كـشـ24 بخصوص إقليم مراكش ، الذي يعرف نموا ديمغرافيا سريعا لاسيما مجاله الحضري ، هلا أعطيتمونا فكرة عن العرض المدرسي الراهن بهذا الاقليم.
السيّد النّائب الإقليمي: حقيقة يعرف إقليم مراكش نموا ديمغرافيا كبيرا، يستلزم عناية خاصة لتعزيز و تقوية العرض المدرسي و توسيع بنيات الاستقبال حتى يستجيب لحاجيات ساكنة الإقليم في مجال التمدرس، وذلك من خلال إحداث المؤسسات التعليمية و الداخليات و الاهتمام بالموجود منها و تأهيلها و تحسين جودة الفضاءات المدرسية بغية توفير الشروط الملائمة للعملية التربوية ،فضلا عن توسيع و تأهيل عدة مؤسسات تعليمية بالإقليم.ومع ذلك فإقليم مراكش المتميز بسشاعته و خصوصية جغرافيته، تظل الحاجة فيه قائمة إلى تثبيت نسبة تغطية جماعاته القروية بالمؤسسات الثانوية الإعدادية و التأهيلية بغية توسيع قاعدة التمدرس بهذه الجماعات القروية و مواجهة الانقطاع و الهدر المدرسي بها خاصة في صفوف الفتيات....
:في ضوء جوابكم ما هي التحديات التي تواجهها النياببخصوص تدبير الموارد البشرية في علاقتها بمبادئ الحكامة الجيدة؟
السيّد النّائب الإقليمي: قبل الجواب على هذا السؤال أود التأكيد على مايلي:
ــ اعتبار التحكم في مجال تدبير الموارد البشرية مدخلا أساسيا لإنجاح أي إصلاح أو تدبير تربوي و مؤشرا من مؤشرات الفعالية و النجاعة و المردودية الداخلية للمنظومة بشكل عام.
ــ اعتبار الاستثمار في الرأس المال البشري عبر التكوين و التأهيل دعامة أساسية للتحكم في باقي مجالات المنظومة التربوية.
انطلاقا من هذه الاعتبارات الأساسية نسعى في نيابة مراكش إلى عقلنة و ترشيد تدبير الموارد البشرية عن طريق التدبير و التأطير عن قرب عبر الحضور الميداني و الاقتراب أكثر من مشاكل الميدان و تصحيح و تقويم المشاكل المطروحة داخل المؤسسات وفق مقاربة تشاركية مع الفاعلين التربويين و الشركاء الاجتماعيين،وهذا ما انعكس إيجابا على توفير الشروط السليمة للعملية التربوية.لكن رغم هذه المجهودات المبذولة ،يظل الاقليم في حاجة إلى تقوية قدراته البشرية و الارتقاء بقدراته التدبيرية لتجاوز الصعوبات و التحديات المطروحة كالحد من الاكتظاظ و التقليص من الأقسام المشتركة و تحسين جودة الحياة المدرسية
كـشـ24 : أشرتم السيد النائب في معرض أجوبتكم إلى ضرورة تحسين جودة الحياة المرسية ،هل من الممكن أن تطلعونا عن بعض الاجراءات التي اتخذت بنيابة مراكش؟
السيّد النّائب الإقليمي : حقيقة أن استراتيجية النيابة في هذا المجال تتماشى والتوجيهات الإصلاحية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني القائمة على استحضار الدور المركزي للمؤسسة التعليمية كمنطلق لكل إصلاح تربوي ، وجعل التلميذ و الفصل الدراسي و المؤسسة التعليمية في صلب الانشغالات اليومية للفاعلين التربويين وكل المتدخلين في المنظومة التربوية بالإقليم، وفي عمق استشرافهم لآفاق المنظومة التربوية عبر:
ـ العناية القصوى بالتلاميذ و الاهتمام بتجويد تعلماتهم و توفير الظروف الملائمة لتعلمهم و ذلك بإرساء مشاريع مؤسسات تستجيب لهذه الحاجيات.
ـ تنشيط و تفعيل أدوار الحياة المدرسية باعتبارها مدخلا أساسيا لتنشئة و صقل شخصية المتعلم .
ترسيخ الحس البيئي لدى تلميذاتنا و تلاميذنا ،فضلا عن العديد من الأنشطة التربوية و الثقافية التي يتم تنظيمها بالمؤسسات التعليمية بإشراك جمعيات المجتمع المدني في المناسبات الوطنية و الدولية. بالاضافة الى ارساء فرق موضوعاتية تعنى بتحسين الخدمات التربوية المرتبطة بدعم و تاهيل المتعثرين دراسيا و انصاف ذوي الاحتياجات الخاصة وتقوية الصحة المدرسية والارتقاء بالرياضة المدرسية وفي هذا المجال نسجل بارتياح النتائج التي حققتها و تحققها المؤسسات التعليمية في مختلف المسابقات الرياضية و التربوية وكذا حصول مجموعة من المؤسسات التعليمية على اللواء البيئي
كِشـ24: طبيعي جدا أن تفعيل أية استراتيجية ،يتطلب مخططا تواصليا محكما ،ما هي التدابير التواصلية لنيابتكم؟
السيّد النّائب الإقليمي: بالفعل التعبئة و التواصل تبقى آلية من الآليات و التدابير التي توظف لخلق أجواء مناسبة لتعبئة المدرسة و محيطها و شركائها و كذالك لإبراز المجهودات التي تبذل لتدبير المنظومة التربوية ،والتعاطي الايجابي للرأي العام مع الشأن التعليمي،كما تظل من الشروط الأساسية لتنزيل أي إستراتيجية معتمدة .
ولقد أعددنا خطة تواصلية إقليمية نهدف من خلالها ،تأسيس لعلاقة جديدة و مثمرة مع الشركاء الاجتماعيين و الاقتصاديين والسلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات الالسلطات الإقليمية و المحلية و المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني و استثمار كافة فرص الدعم التي من شأنهم تقديمها للمنظومة التربوية ،باعتبار أن الشأن التعليمي شأن مجتمعي يهم الجميع .
كـشـ24: السيد النائب كلمة أخيرة إذا سمحتم
السيّد النّائب الإقليمي: حقيقة لا تفوتني فرصة التواصل مع منبركم الإعلامي المتميز ،دون أن أبدي اعتزازي و تنويهي بما تبذله أسرة التربية و التكوين بهذه النيابة من جهود للارتقاء بأداء المنظومة التربوية بشكل خاص و الإسهام في إنضاج شروط نمو المجتمع المحلي و رقيه بشكل عام.
شكرا لكم