ساحة

فريد فخر الضياء يكتب.. هرم الاحلام ولعبة الاعلام


كشـ24 نشر في: 17 نوفمبر 2018

لقد أخذنا على عاتقنا أنه إذا توقفوا عن قول الاكاذيب في الاعلام، فسنتوقف عن قول حقيقة أكاذيبهم، وهي معادلة غير منتهية، ولقد عشنا ونحن نؤمن ان المرء إذا شاء أن يحيا سليما من الأذى...وحظه موفور وعرضه مصونُ ف:لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍفكلك عوراتٌ وللناس ألسنُوعينـــــــك إن أبدت إليك معايباًفصنها وقل يا عين للنــــاس أعينوعاشر بمعروف وسامح من اعتدىوفارق ولكن بالتي هي أحسنهذه هي ضوابط الاستقامة الفضلى التي نشأنا عليها و التي يفتقر إليها المجتمع العربي عموما مع الاسف و أهل الفن خصوصا...ولم يكن من العقل الحديث عن ممثل لا علم له ولا عقل، فهو كطفل هرم وفي اخر عمره، و لولا أنها قضية جد حساسة تحتاج لتنوير عقلي، لما اشتغل الناس بها، و آلة السياسة الاعلامية الصحيحة تحتاج سعة الصدر، و اقتياد قلوب العامة بالإنصاف للحقيقة والانتصار لها، و إذا كنا نحب بلادنا فعلينا كذلك أن نحب مواطنينا ونعمل على تنويرهم، ونسعى لسعادتهم لا إحزانهم، وللذين يردون على الواقعة عبر السب و القذف في الاتجاهين، نقول لهم ليس من الطبيعي الرد على مثل هذه البضاعة الرخيصة، ولا حاجة للرد في مثل تلك المواقف المجنونة، وللعلم ومن باب ان الشئ بالشئ يذكر، فان شراء ذمة ممثل أرخص من شراء خبز في السوق.فالممثل عموما ممثل أينما حل وارتحل حتى في حياته و مع أقربائه، وجل الممثلين يلعبون على جميع الايقاعات، لهذا تجدهم يرمون غيرهم بما فيهم، فجلهم لا هوية لهم، قد يعيش في كندا أو في الخليج او فرنسا أو بلجيكا ثم تجده يسب في البلاد التي تجلب له الخيرات، إلا من رحم الله، وهي طبيعة عملهم، وما فعله السكيرج هو ظلم قد يكون مارسه في مهنته قبل أن تنزل به لعنة التمثيل في ذم اسياده، وهو وشم عار على التمثيل والفن عموما بما فعله، لان النعمة التي بين يديه هي هدية من اسياده الذين باشرهم بالقذف والبهتان، وفي صلب البحث عن الحقيقة فليس للممثل أن يأتي بأية حقائق لانه ليس في موضع يسمح له بذلك ولان فاقد الشئ لا يعطيه، وهذا ما حدث بالضبط، و لو كان ما أخبر به حقيقي لكان في عداد الموتى قبل أن يفتح لسانه، وما حكاه هو من رواية بعض المقربين لديه في ... و الذين أتى على ذكرهم، هي روايات تروى و بعيدة كل البعد عن الحقيقة، هي صورة للاعلام البروبغاندي المؤطر الفاسد لاغير، فيجب تأطير الممثلين و المغنيين ومن على شاكلتهم من هيئة وزارية، ولما فيه مصلحة البلاد، ولم يكن السكيرج يوما في موضع قرار حتى يأتي بهذه الحقائق كما يدعي، ولم يكن في حزب سياسي ولا حركة وطنية؟ ولا من جهة أمنية معروفة، ومن سرب له هذه الاكاذيب فقد استغل فيه جانب الممثل لاغير، وكما يقول الامريكيون كل ممثل ببغاء حتى يثبت العكس، إما بالعلم والمعرفة أو بتحسين مستواه المعرفي البدائي...إن السكيرج كممثل معروف لا مبرر له، لكن كمواطن من حقه محاكمة عادلة، وليس له غير طلب العفو الصريح من الملك واسرته الكريمة ثم المغاربة قاطبة، لانه استحمرهم، وجعل سمعة المغرب الحبيب في الحضيض، وخصوصا باساءته لسيده ورب نعمته جلالة الملك الموقر، ولقد تم اصطياد السكيرج بلسانه لانه انسان فاشل وسهل المنال كغيره من الفاشلين، و كون هذا الكلام غير صحيح هي مسألة غير قابلة للنقاش، ولكن حتى نكون موضوعيين وأهل بحث عن صدق ويقين، لقد كان الرجل في حفلة حشيش خاصة، و وراء أبواب مغلقة، وهي جريمة التعاطي وفيها حتى سنة سجن، حتى ولو لم تكن في فضاء عام، لان التشهير قد طال الجريمة، والمدونة و القوانين التنظيمية صريحة في الموضوع، ومن صوره وهو في حالة الانتشاء فهو المجرم الحقيقي، ومن أراد ضرب العصافير بحجر هو المجرم، ويلزمهم الاعتقال الفوري، للتشهير ونقل أخبار غير صحيحة للرأي العام، وليس لاحد الحق التدخل في أمور الناس ونواياهم داخل بيوتهم، ولقد عشنا في الادارة ورأينا الشياطين من هذا النوع، الذين يشحنون الرأي العام بدون فائدة، و يستعملون مثل هذه الاساليب، من تسجيلات للمكالمات وتسجيل المقابلات و التصرف فيها، والهدف الاطاحة بالناس وبكل محيطهم، حتى يتسنى لهم البقاء على رأس القائمة، وترويض ألسنة أعداءهم عبر أخبار زائفة، وسحب فلتات الالسن بغير حق ولاعلم مع التصرف فيها...وللعلم لمن يهمه أمر الدين فحتى الرب الكريم لا يحاسبك على ما يجري في خاطرك، ولكن ما قام به الرجل، هو لعب أطفال من ذو الاحلام لا العقلاء، لانك أيها الممثل تتمتع بصلاحيات وامتيازات لا يتمتع بها أي مثقف بل حتى المهندسون و الدكاترة ليس لديهم ما لديك من أمتيازات في ظل هذه الاسرة العلوية الكريمة، إن السكيرج مثله كطفل الصعل Microcephaly أو زيكا، طفل هرم يحكي حكايات خيالية لاغير...كيف يعقل أن تنكر الجميل ولو عن طريق الضحك، وحقيقة ما قمت به يقوم به عدد من الفنانين والصحفيين، في بيوتهم ومع أسرهم و أصدقائهم، هي مسألة خلوة لاغير، لكن ليس على حساب المغرب، لقد أخذت الفضيحة لرجل هرم مجرى اخر، لكن مع وجود نوع من البشر الفاسد بالمحيط عندنا في هذه البلاد أعطى لمثل هؤلاء قيمة، وهول من حجم القضية، وخروج الرجل عن العقل له دافع ارتباطه بأشخاص فاسدين، فاعتقال الفاعلين في الجريمة هم أصحاب الجريمة الحقيقيون، ولابد للشرطة القضائية من تتبع مصادر الرجل إن كانت له مصادر، والموقف يفرض عليه كشف مصادره، لان الرجل لم تكن له رغبة في نشر أفكاره الفاسدة والخيالية، لكن له جانبه من الخطا، لان الثقة العمياء هي أصل كل فساد...لابد من فتح تحقيق عميق، حول ولاء بعض الامنين و أبناءهم و أسرهم للملك وللبلاد، وكشف ولاءهم الحقيقي لمن؟ كما فعل اردوغان، فارتاح وارتاحت معه تركيا برمتها، لانه مثل هذه السلوكات تزعزع الرأي العام و تجعل من الحاقدين على هذ البلد في موقف قوة....ولابد من سحب الهدايا الملكية من الرجل، و الاوسمة و الكريمات، وسحب بطاقة فنان من السكيرج، لانه أساء التقدير وصار لعبة لغيره مما ترتب عنه زعزعة الرأي العام...وفي النهاية، لوسائل الإعلام القدرة على تشكيل المشهد الغالب للرأي العام، لكن سرعان ما يصاب جسم الاعلام بفيروس قاتل هو “فقدان المصداقية” الذي آخذت صورته على إثره تتآكل بالتدريج حتى تقزمت أعداد الكتاب الصادقين و المتتبعين الموضوعيين، وفي ظل استغلال الشباب اليوتوبي للاحداث من أجل الاغتناء على حساب السكيرج، وغيره، و في ظل العولمة الهوجاء التي تأتي على الاخضر و اليابس، أمام الربح السريع ولو على حساب الحق والحقيقة، لابد من وجود أجسام مضادة لاجل خلق التوازن و الانتصار للحق والحقيقة....لابد من الانصاف مع التوبيخ والزجر، لكن يسبقه التعليم و التفقه في مشاكل العصر، هو دور لا تلعبه وزارة الثقافة او لا تلعبه مديرية الفن بوزارة الثقافة في تهيئة الفنانين و تأطيرهم، هو دور وزارة الداخلية والتي يجب عليها إحداث هيئة خاصة أو مديرية من أجل حماية الرأي العام قبل أي شئ، فخطورة مثل هذه الادعاءات و التي تنسج من وحي خيال المخربين، قد تؤدي دورا سلبيا على الفرد و المجتمع...وهذا دورنا نحن النخبة في معالجة هذه القضايا و التي سارت تستفحل مرة بعد مرة...ولقد أخذنا على عاتقنا نسج الحقيقة و تعديل الكفة مع الصمود في وجه أعداء الحق و الوطن.

لقد أخذنا على عاتقنا أنه إذا توقفوا عن قول الاكاذيب في الاعلام، فسنتوقف عن قول حقيقة أكاذيبهم، وهي معادلة غير منتهية، ولقد عشنا ونحن نؤمن ان المرء إذا شاء أن يحيا سليما من الأذى...وحظه موفور وعرضه مصونُ ف:لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍفكلك عوراتٌ وللناس ألسنُوعينـــــــك إن أبدت إليك معايباًفصنها وقل يا عين للنــــاس أعينوعاشر بمعروف وسامح من اعتدىوفارق ولكن بالتي هي أحسنهذه هي ضوابط الاستقامة الفضلى التي نشأنا عليها و التي يفتقر إليها المجتمع العربي عموما مع الاسف و أهل الفن خصوصا...ولم يكن من العقل الحديث عن ممثل لا علم له ولا عقل، فهو كطفل هرم وفي اخر عمره، و لولا أنها قضية جد حساسة تحتاج لتنوير عقلي، لما اشتغل الناس بها، و آلة السياسة الاعلامية الصحيحة تحتاج سعة الصدر، و اقتياد قلوب العامة بالإنصاف للحقيقة والانتصار لها، و إذا كنا نحب بلادنا فعلينا كذلك أن نحب مواطنينا ونعمل على تنويرهم، ونسعى لسعادتهم لا إحزانهم، وللذين يردون على الواقعة عبر السب و القذف في الاتجاهين، نقول لهم ليس من الطبيعي الرد على مثل هذه البضاعة الرخيصة، ولا حاجة للرد في مثل تلك المواقف المجنونة، وللعلم ومن باب ان الشئ بالشئ يذكر، فان شراء ذمة ممثل أرخص من شراء خبز في السوق.فالممثل عموما ممثل أينما حل وارتحل حتى في حياته و مع أقربائه، وجل الممثلين يلعبون على جميع الايقاعات، لهذا تجدهم يرمون غيرهم بما فيهم، فجلهم لا هوية لهم، قد يعيش في كندا أو في الخليج او فرنسا أو بلجيكا ثم تجده يسب في البلاد التي تجلب له الخيرات، إلا من رحم الله، وهي طبيعة عملهم، وما فعله السكيرج هو ظلم قد يكون مارسه في مهنته قبل أن تنزل به لعنة التمثيل في ذم اسياده، وهو وشم عار على التمثيل والفن عموما بما فعله، لان النعمة التي بين يديه هي هدية من اسياده الذين باشرهم بالقذف والبهتان، وفي صلب البحث عن الحقيقة فليس للممثل أن يأتي بأية حقائق لانه ليس في موضع يسمح له بذلك ولان فاقد الشئ لا يعطيه، وهذا ما حدث بالضبط، و لو كان ما أخبر به حقيقي لكان في عداد الموتى قبل أن يفتح لسانه، وما حكاه هو من رواية بعض المقربين لديه في ... و الذين أتى على ذكرهم، هي روايات تروى و بعيدة كل البعد عن الحقيقة، هي صورة للاعلام البروبغاندي المؤطر الفاسد لاغير، فيجب تأطير الممثلين و المغنيين ومن على شاكلتهم من هيئة وزارية، ولما فيه مصلحة البلاد، ولم يكن السكيرج يوما في موضع قرار حتى يأتي بهذه الحقائق كما يدعي، ولم يكن في حزب سياسي ولا حركة وطنية؟ ولا من جهة أمنية معروفة، ومن سرب له هذه الاكاذيب فقد استغل فيه جانب الممثل لاغير، وكما يقول الامريكيون كل ممثل ببغاء حتى يثبت العكس، إما بالعلم والمعرفة أو بتحسين مستواه المعرفي البدائي...إن السكيرج كممثل معروف لا مبرر له، لكن كمواطن من حقه محاكمة عادلة، وليس له غير طلب العفو الصريح من الملك واسرته الكريمة ثم المغاربة قاطبة، لانه استحمرهم، وجعل سمعة المغرب الحبيب في الحضيض، وخصوصا باساءته لسيده ورب نعمته جلالة الملك الموقر، ولقد تم اصطياد السكيرج بلسانه لانه انسان فاشل وسهل المنال كغيره من الفاشلين، و كون هذا الكلام غير صحيح هي مسألة غير قابلة للنقاش، ولكن حتى نكون موضوعيين وأهل بحث عن صدق ويقين، لقد كان الرجل في حفلة حشيش خاصة، و وراء أبواب مغلقة، وهي جريمة التعاطي وفيها حتى سنة سجن، حتى ولو لم تكن في فضاء عام، لان التشهير قد طال الجريمة، والمدونة و القوانين التنظيمية صريحة في الموضوع، ومن صوره وهو في حالة الانتشاء فهو المجرم الحقيقي، ومن أراد ضرب العصافير بحجر هو المجرم، ويلزمهم الاعتقال الفوري، للتشهير ونقل أخبار غير صحيحة للرأي العام، وليس لاحد الحق التدخل في أمور الناس ونواياهم داخل بيوتهم، ولقد عشنا في الادارة ورأينا الشياطين من هذا النوع، الذين يشحنون الرأي العام بدون فائدة، و يستعملون مثل هذه الاساليب، من تسجيلات للمكالمات وتسجيل المقابلات و التصرف فيها، والهدف الاطاحة بالناس وبكل محيطهم، حتى يتسنى لهم البقاء على رأس القائمة، وترويض ألسنة أعداءهم عبر أخبار زائفة، وسحب فلتات الالسن بغير حق ولاعلم مع التصرف فيها...وللعلم لمن يهمه أمر الدين فحتى الرب الكريم لا يحاسبك على ما يجري في خاطرك، ولكن ما قام به الرجل، هو لعب أطفال من ذو الاحلام لا العقلاء، لانك أيها الممثل تتمتع بصلاحيات وامتيازات لا يتمتع بها أي مثقف بل حتى المهندسون و الدكاترة ليس لديهم ما لديك من أمتيازات في ظل هذه الاسرة العلوية الكريمة، إن السكيرج مثله كطفل الصعل Microcephaly أو زيكا، طفل هرم يحكي حكايات خيالية لاغير...كيف يعقل أن تنكر الجميل ولو عن طريق الضحك، وحقيقة ما قمت به يقوم به عدد من الفنانين والصحفيين، في بيوتهم ومع أسرهم و أصدقائهم، هي مسألة خلوة لاغير، لكن ليس على حساب المغرب، لقد أخذت الفضيحة لرجل هرم مجرى اخر، لكن مع وجود نوع من البشر الفاسد بالمحيط عندنا في هذه البلاد أعطى لمثل هؤلاء قيمة، وهول من حجم القضية، وخروج الرجل عن العقل له دافع ارتباطه بأشخاص فاسدين، فاعتقال الفاعلين في الجريمة هم أصحاب الجريمة الحقيقيون، ولابد للشرطة القضائية من تتبع مصادر الرجل إن كانت له مصادر، والموقف يفرض عليه كشف مصادره، لان الرجل لم تكن له رغبة في نشر أفكاره الفاسدة والخيالية، لكن له جانبه من الخطا، لان الثقة العمياء هي أصل كل فساد...لابد من فتح تحقيق عميق، حول ولاء بعض الامنين و أبناءهم و أسرهم للملك وللبلاد، وكشف ولاءهم الحقيقي لمن؟ كما فعل اردوغان، فارتاح وارتاحت معه تركيا برمتها، لانه مثل هذه السلوكات تزعزع الرأي العام و تجعل من الحاقدين على هذ البلد في موقف قوة....ولابد من سحب الهدايا الملكية من الرجل، و الاوسمة و الكريمات، وسحب بطاقة فنان من السكيرج، لانه أساء التقدير وصار لعبة لغيره مما ترتب عنه زعزعة الرأي العام...وفي النهاية، لوسائل الإعلام القدرة على تشكيل المشهد الغالب للرأي العام، لكن سرعان ما يصاب جسم الاعلام بفيروس قاتل هو “فقدان المصداقية” الذي آخذت صورته على إثره تتآكل بالتدريج حتى تقزمت أعداد الكتاب الصادقين و المتتبعين الموضوعيين، وفي ظل استغلال الشباب اليوتوبي للاحداث من أجل الاغتناء على حساب السكيرج، وغيره، و في ظل العولمة الهوجاء التي تأتي على الاخضر و اليابس، أمام الربح السريع ولو على حساب الحق والحقيقة، لابد من وجود أجسام مضادة لاجل خلق التوازن و الانتصار للحق والحقيقة....لابد من الانصاف مع التوبيخ والزجر، لكن يسبقه التعليم و التفقه في مشاكل العصر، هو دور لا تلعبه وزارة الثقافة او لا تلعبه مديرية الفن بوزارة الثقافة في تهيئة الفنانين و تأطيرهم، هو دور وزارة الداخلية والتي يجب عليها إحداث هيئة خاصة أو مديرية من أجل حماية الرأي العام قبل أي شئ، فخطورة مثل هذه الادعاءات و التي تنسج من وحي خيال المخربين، قد تؤدي دورا سلبيا على الفرد و المجتمع...وهذا دورنا نحن النخبة في معالجة هذه القضايا و التي سارت تستفحل مرة بعد مرة...ولقد أخذنا على عاتقنا نسج الحقيقة و تعديل الكفة مع الصمود في وجه أعداء الحق و الوطن.



اقرأ أيضاً
يدير اكيندي يكتب عن مافيا الماستر: حين تتحول الجامعة من منارة للعلم إلى سوق نخاسة لبيع الذمم
يدير اكيندي الفساد يضرب قلب التعليم العالي… ومصداقية الوطن على المحك مرة أخرى، يَطفو على السطح وجه بشع من وجوه الفساد في بلادنا، بعد تفجر فضيحة الاتجار بالشواهد الجامعية، وبالضبط شهادات الماستر، في واحدة من مؤسسات التعليم العالي التي يُفترض فيها أن تُخرّج نخبة النخبة. والكارثة أن هذه الشهادات ليست مجرد أوراق، بل مفاتيح لولوج مراكز القرار، ومسالك البحث العلمي، ومواقع المسؤولية في القضاء والإدارة والتعليم والثقافة. فماذا يعني أن تُباع هذه المفاتيح لمن يملك الثمن؟ وماذا تبقّى من الوطن إذا تساوى الحاذق والغشاش، والعالم والمزوّر، في فرص الصعود؟ فكيف يمكن لمجتمع أن ينهض إذا كان التعليم، أساس بناء الإنسان، يُباع ويُشترى؟ وكيف نضمن مستقبلاً وطنياً إذا كانت المناصب العليا تُمنح لمن يدفع أكثر، لا لمن يستحق؟ما وقع في جامعة أكادير ليس حادثا معزولا، بل هو مؤشّر خطير على هشاشة منظومتنا القيمية، وعلى مدى تمدّد سرطان الغش والتدليس في جسد المجتمع. أن يصبح الغش “حقا مكتسبا” لدى بعض الفئات، فتلك بداية نهاية العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة. من غير المعقول أن تنحصر المساءلة في الأستاذ المتهم وحده، بل إن كل من استفاد، بشكل مباشر أو غير مباشر، من هذه “التجارة اللاشرعية”، يجب أن يُحاسب ويُتابع بتهمة التزوير في وثائق رسمية، والاحتيال على الدولة، والولوج إلى مواقع المسؤولية دون وجه حق ، مما يجعل الفساد التعليمي قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع بأكمله هنا تبرز ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، فلا يكفي معاقبة الأستاذ المتورط في فضيحة أكادير، بل يجب استدعاء كل من استفاد من هذه “الصفقات” وملاحقته بتهمة التزوير والتدليس.. إننا لا ننسى الضحايا الحقيقيين لهذه الفضيحة: أبناء وبنات هذا الوطن، الذين أُقصوا لأنهم لم يملكوا 250 ألف درهم لشراء شهادة، وليس لأنهم يفتقرون للكفاءة أو الجدارة. كم من طاقة وطنية شريفة حُرمت من فرصتها، ودُفنت أحلامها، وانهزمت ثقتها في مؤسسات الدولة! وكم من شاب وشابة حُرموا من الماستر والدكتوراه، لا لضعف مستواهم العلمي، بل فقط لأنهم لا يملكون رصيدًا بنكيًا محترمًا! أليس هذا هو الوجه الحقيقي لانهيار القيم، وبداية تصدع الوطن؟ هذه الممارسات لا تدمر الأفراد فحسب، بل تقتل روح الانتماء لدى الشباب، وتجعلهم يفقدون الثقة في الوطن. وكما قال الكاتب البرازيلي باولو كويلو في روايته “الكيميائي”: “عندما تُحارب أحلامك، فإن الكون بأسره يتآمر لمساعدتك”، لكن ماذا لو كان الفساد هو من يحارب الأحلام؟ حينها لن يجد الشباب سوى اليأس أو الهجرة لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الجريمة. فالوطن الذي نريده ليس مبنيًا على الريع والزبونية، بل على تكافؤ الفرص والاستحقاق. كما ورد في النموذج التنموي الجديد، الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس، فإن بناء مغرب الغد يمر عبر بناء مجتمع قوي إلى جانب دولة قوية، مجتمع يؤمن بالعدل، والكرامة، والنزاهة، ويقاوم كل أشكال الغش والإفساد. فكيف تكون الدولة قوية إذا كان تعليمها ضعيفاً؟ وكيف يكون المجتمع قوياً إذا كان أفراده يعيشون على الوهم؟ ولعل ما قاله الكاتب البرازيلي باولو كويلو في رسالته إلى ابنه: “إن بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء المدن، لكنه الأساس الحقيقي لأي حضارة”، ينطبق تمامًا على ما نحتاجه اليوم. فالتعليم هو حجر الزاوية لبناء الإنسان، والعبث به هو تقويض لكل إمكانيات النهوض. ألم يقل الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو: ” « وهل هناك عدل حين يحصل المزوّرون على مناصب ومسؤوليات، بينما يُقصى النجباء لأنهم لا يملكون المال؟ هل هناك دولة قانون، حين يتحول التعليم إلى مزاد علني؟ إننا أمام لحظة فارقة: إما أن تتحرّك النيابة العامة بصرامة، ويُفتح تحقيق شامل يُحاسب فيه كل من تواطأ أو استفاد أو سكت عن هذا الفساد، أو أن نترك هذا الورم الخبيث يتفشى في جسد الدولة والمجتمع، ويُعمق فقدان الثقة، ويقضي على كل أمل في الإصلاح. إننا ننتظر من وزارة التعليم العالي أن تنتصب كمطالب بالحق المدني في هذه القضية، وأن تُعلن حربا لا هوادة فيها على كل المتلاعبين بسمعة الجامعة المغربية. فالتعليم لا يجب أن يكون سلعة، ولا يجب أن يُترك للمفسدين ينشرون سمومهم بين الطلبة والأساتذة، ويهدمون ما تبقى من الأمل في غد نزيه وعادل. وحده العدل، وحدها المساواة، وحده القانون، يمكن أن يؤسسوا لوطن يسع الجميع. أما الاستسلام فليس خيارًا، والسكوت تواطؤ. فلننتفض، دفاعًا عن الكرامة، عن العدالة، عن مغرب يستحق أن نحلم به… لا أن نخجل منه. فضيحة شواهد الماستر ليست قضية أكاديمية عابرة، بل هي معركة وجودية ضد فسادٍ ينهش جسد الوطن. إن لم نتحرك اليوم، فسنواجه غداً جيلاً يعتقد أن الغش “إنجاز”، والتدليس “ذكاء”. الفساد الجامعي ليس مجرد جريمة أخلاقية، بل تهديد مباشر للأمن المجتمعي. عندما تتحول الجامعة إلى مصنع لشواهد مزورة، فإنها تنتج مسؤولين بلا كفاءة، وقضاة بلا ضمير، وأساتذة بلا علم. وحينها لا يمكن بناء مغرب الغد السكوت عن هذه الجريمة هو خيانة للأمل، وتواطؤ مع الفساد، ومساهمة في قتل طموحات شباب حُرموا من فرص حقيقية لأنهم لم يملكوا ما يكفي لشراء شهادة. إن ضحايا هذه المافيا معروفون: شباب اجتهدوا وكافحوا، لكنهم صُدوا لأنهم لم يكونوا جزءاً من لعبة النفوذ والرشوة * يدير اكيندي، أستاذ العلوم الاقتصادية والاجتماعية، خبير في التنمية الشاملة والإعاقة
ساحة

يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
ساحة

هرماس يسائل والي الجهة ووالي الامن.. هل أعلنتما انهزام السلطة أمام عربدة سائقي سيارات الأجرة؟
حسن هرماس السيدان الواليان المحترمان، كلما حللت بالمدينة الحمراء، التي امضيت فيها جزءا غير يسير من مساري المهني كصحافي، وارتبطت بها من الناحية الوجدانية والعائلية، إلا وشعرت بنوع من المرارة والأسى اتجاه بعض الممارسات المشينة التي تتغذى من مستنقع الفوضى والابتزاز، لدرجة أنني أصبحت أتخيل أن السلطات الأمنية والسلطات الولائية قدمتا معا استقالتها من ممارسة جزء من وظيفتها، وأعلنتا انهزامهما في مبارزة استأسد فيها "الخصم"، وما هو بخصم، وتجبر بلا حد ولا قيود. السيدان الواليان، أنا على يقين أنكما على بينة من العربدة والتجبر الذي عات بلا حدود في عدد من الأماكن المسموح فيها بتوقف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة منها والكبيرة لنقل الركاب، مواطنين وسياحا، مغاربة وأجانب، نحو وجهاتهم، ومن ضمنها الساحة المحاذية لمحطة قطار مراكش، والساحة المواجهة لقنصلية فرنسا على مقربة من ساحة جامع لفنا...، ومبعث يقيني أنكما على علم بالأمر يستند إلى أن وظيفتكما الأساسية هي السهر على استتباب النظام والقانون، وتجسيد سلطة الدولة على أرض الواقع، وهذه المهمة الرهيبة، بمعناها الإيجابي، تستمدانها من الظهير الشريف ومن قرار تعيينكما في موقعي المسؤولية التي تتقلدانها.السيدان الواليان المحترمان، حللت بأرض البهجة ظهيرة يوم الإثنين 21 أبريل 2025، على متن رحلة قطار قادم الرباط، وأنا جد مزهو بنشوة اللقاءات التي جمعتني على مدى ثلاثة أيام مع الكتاب والإعلاميين والمثقفين في عاصمة المملكة بمناسبة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب... ولا أخفيكما الإحباط والانكسار اللذين أصبت بهما وأنا أغادر محطة القطار باحثا عن سيارة أجرة تقلني اتجاه حي تاركة، حتى خيل إلى أنني في مغربين اثنين: مغرب الرباط حيث يشعر الإنسان بالاحترام والطمأنينة والحق في الخدمة العمومية المؤدى عنها، ومغرب مراكش الذي استأسد فيه، دون حسيب ولا رقيب، طغمة من منعدمي الضمير وقليلي الأخلاق ومحترفي المساومة والابتزاز ، وهم جزء ـ وليس كل ـ من سائقي سيارات الأجرة، ومنافسيهم الممارسين للمهنة خارج القانون. فخلال ثلاثة أرباع الساعة، بقيت "مشوجر" ، ( بتعبير أهل المدينة)، قبالة طابور من سيارات الأجرة المتوقفة، وبين الفينة والأخرى يأتي سائق السيارة مصحوبا بسائح (ين) أجنبي، ولا أحد غير السياح الأجانب، في هيئة تشي بأنه حصل على غنيمة، بينما يبدو السائح(ين)، وكأنهم "يساقون إلى المقصلة وهم ينظرون". بعدما تبين لي أن لا حظ لي في العثور على سيارة أجرة صغيرة في الموقف المجاور لمحطة القطار، على الرغم من أن عددا من السيارات ما تزال متوقفة في غياب السائقين الذين يترصدون "الهموز" داخل محطة القطار، توجهت نحو الشارع الذي يشكل امتداد لشارع محمد السادس، لعل سيارة أجرة مارة في نفس الاتجاه الذي أقصده تتوقف ... لكن دون جدوى. بل بمجرد ما أشرت على سيارة الأجرة الأولى حتى باغثني شخص بالسؤال عن وجهتي، سألته من أنت، قال لي :"طالب معاشو، عندي طاموبيلتي تنهز لبلايص"...، وأضاف قائلا: "راك غير كتضيع وقتك، ما غادي توقف ليك حتى طاكسي فهاد البلاصة"،اضطررت لأخبره عن وجهتى وهي "تاركة"، لأنني صاحب حاجة، قال لي 40 درهم... أتعرفان بماذا أجبته، سيداي الواليان؟ قلت لمن ادعى أنه "طالب معاشو": " ما عند الميت ما يدير قدام غسالو"، ورضخت للابتزاز.على امتداد المسار الرابط بين محطة قطار مراكش وحي تاركة، والذي اعتدت أن أؤدي مقابله 17 درهما عند العودة، تراءت لي مجموعة من الوقائع المشينة التي تخدش محيى مدينة البهجة، ومن ضمنها واقعة السائح الأجنبي الإنجليزي الجنسية الذي سبق له ، قبل شهور معدودة، أن تعرض للنصب من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة بعدما حل بمطار مراكش المنارة، وهي الحادثة التي وثقها بالصوت والصورة، وتتبعها ملايين المشاهدين عبر العالم في قناته على اليوتوب.وإذا كان هذا السائح الأجنبي قد جهر بهذه الطريقة الفاضحة بتعرضه للظلم في بلد اسمه المغرب، له تاريخ ولديه ترسانة كبيرة من القوانين، وهو ما حز في أنفس حشد كبير من المغاربة مما اضطر السلطات إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية وردعية للحيلولة دون تكرار فضيحة أخرى في مطار المنارة، فإن ما يقع في محيط محطة قطار مراكش، وعلى مقربة من ساحة جامع لفنا بشكل يومي، بل في كل ساعة وحين، لا يقل خطورة عن الواقعة السالف ذكرها، وهذا ما ينذر ـ لا قدر الله ـ بما هو أخطر وأفظع ما لم تتحرك السلطات الأمنية وسلطات ولاية مراكش للقيام بواجبها في فرض هبة الدولة وسيادة القانون. فاللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    
ساحة

محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة