يستند النظام القطري في تسويق صورته و استراتيجيته الخارجية على شخصيتين رئيسيتين في الدولة . يتعلق الأمر بالشيخ يوسف القرضاوي الذي تستغل فتاواه و خطبه في خدمة الشق الإسلاموي ، فيما يمثل الجانب الثاني عزمي بشارة الذي استخدمته سلطات الدوحة كواجهة فلسطينية و مساحيق قومية، بغية الظهور أمام العالم العربي و كأنها من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية .
و لن تنطلي الخدعة على الشعوب العربية، لأن بشارة حينما حل بالأرض القطرية في سنة 2007 كان يحمل صفة نائب بالكنيسيت الإسرائيلي، ثم عمل مستشارا لأمير قطرالشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ، يخطط له تدبير الحرب الإعلامية على البلدان المجاورة من دول مجلس التعاون الخليجي، و في دول ما سمي بالربيع العربي ، وذلك استنادا على مركز المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي أسسه سنة 2010 بالدوحة، بدعوى انشغاله بالبحوث في العلوم الإجتماعية، بينما كان المركز خلية من بين خلايا إعلامية أخرى ارتكز عليها أمراء قطر، قاسمها المشترك زرع التمويه و التسميم الإعلامي في أرجاء الوطن العربي ،سعيا نحو التمهيد للفتنة و الصراعات الإجتماعية في تلك البلدان .
حيث يصطف إلى جانب عزمي بشارة في جوقة الضلال و التشويه كل من مؤسسة الكرامة لصاحبها عبدالرحمن بن عمير و صحيفة العرب بمقالات عبدالله العذبة، وعلى رأس هاته الطغمة قناة الجزيرة التي نفذ إلى إدارتها عزمي بشارة حينما أزاح مديرها العام السابق وضاح خنفر، لكي ينفرد له الجو بتمرير الخطاب السياسوي الجديد لسلطات الدوحة ،لنهج الأجندة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة تحت ستار عربي قومي .
ويقف على الجانب الآخر في استراتيجية الخداع و التضليل،رئيس ما يدعى ب " الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الشيخ يوسف قرضاوي، الذي حول بيوت الله إلى دعوات للقتل و إهدار دم الأحرار من أبناء هذا الوطن ،و التهجم المريع على قادة دول مجاورة . ويتذكر الجميع كيف أنه سخر خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة للتهجم على دولة الإمارات العربية المتحدة و سلطاتها، تحت سمع و بصر أمراء قطر الذين أتاحوا له تمرير سمومه تلك عبر وسائل الإعلام الرسمية القطرية.
أما حينما يتعلق الأمر بالشأن القطري فإن القرضاوي يتحول إلى شيطان أخرس. و هذ ما حدث له في غشت 2012 بينما كان يشارك في برنامج " الشريعة والحياة" الذي يعرض على الجزيرة الفضائحية وليست الفضائية .
فخلال تلك الحلقة اتصل مشاهد من إيران يدعى محمد فؤاد وطرح السؤال التالي على شيخنا الوقور:" الإسلام يحرم شرب الخمر والفساد والديكتاتورية. فما رأيكم في هؤلاء الحكام مثل أمير دولة قطر وبنته." و هنا ساد جو من الإرتباك و الذهول على القرضاوي و منشط الحلقة .
فما كان من هذا الأخير إلا اللجوء إلى مقاطعة المتصل و إعادة طرح السؤال بصيغة أخرى :"الإسلام يحرم الخمر و الفتنة .." و أمام هول الصدمة التلفزيونية شل لسان القرضاوي الذي تحول إلى قرداوي ،فلم يعد يجيب سوى بكلمة :"لم أفهم" . أما المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج فقد فهم الدرس و تأكد له خبث الداعية و زيف القناة وسخافة النظام القطري .