الثلاثاء 30 مايو 2023, 09:31

ساحة

حضور عمدة عن “البيجيدي” في جلسات محاكمة حامي الدين يثير موجة انتقادات



لحسن وانيعام نشر في: 30 مارس 2021

حضر من جديد عمدة مدينة فاس، ادريس الأزمي، لجلسة محاكمة القيادي عبد العالي حامي الدين المتهم في قضية قتل الطالب اليساري أيت الجيد، والتي كان من المفترض أن تعقد اليوم الثلاثاء، لكنه تم تأجيلها بسبب ارتباط قاضي في هيئة المحكمة بموعد تلقي الجرعة الثانية من لقاح كورونا.ويثير حضور ادريس الأزمي، ومعه رؤساء مقاطعات المدينة، عن حزب "البيجيدي" لجلسات المحاكمة الكثير من الانتقادات، حيث يورد نشطاء جمعويون بالمدينة إلى أن ادريس الأزمي يتقاضى تعويضات لتدبير الشأن العام المحلي، وحضور جلسات البرلمان، وليس لحضور جلسات محاكمة قيادي من قيادات حزب "المصباح"، وأحد المقربين إليه ضمن تيار "بنكيران".ويتحدث هؤلاء النشطاء على أن العمدة الأزمي قليل الحضور في مكتبه بالمجلس الجماعي، وقليل المتابعة للوضعية العامة للمدينة، والتي تعاني من تدهور، إلى درجة أن الطرقات مليئة بالحفر، والإنارة العمومية في الشوارع الرئيسية تعاني من أعطاب شبه مستمرة...وكان من المفترض، يقول هؤلاء، أن يوجه العمدة الأزمي تركيزه على تجاوز الكثير من الاختلالات التي تطبع تسيير الشأن العام المحلي، وليس إعلان حالة استنفار لحضور ومتابعة جلسات محاكمة، في محاولة يقرأها بعض المتتبعين على أنها ترمي إلى الضغط على القضاء.



اقرأ أيضاً
جمال المحافظ يكتب عن التنظيم الذاتي في ذكرى المساري
د. جمال المحافظ في أواخر الشهر الماضي حلت الذكرى السابعة لرحيل محمد العربي المساري، نقيب الصحافيين المغاربة الأسبق أحد رواد الحركة الثقافية والسياسية، الذي ظل إلى حين وفاته في الـ25 من يوليوز 2015 مؤمنا ومتشبثا بأنه بدون تقنين ذاتي للصحافة والصحافيين، مستقل وفي غياب إعلام حر تعددي وتنافسي وضمان حرية الصحافة، لا يمكن الحديث عن أية ديمقراطية وتنمية مستدامة بأوجهها المتعددة. فبصمات المساري (1936 – 2015) الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ما بين 1993 و1998، كانت حاضرة في مختلف المحطات التي قطعتها الصحافة الوطنية وتشريعات الإعلام وأخلاقيات مهنة الصحافة، منذ أن كان صحفيا بالإذاعة الوطنية قبل أن يلتحق بجريدة “العلم” التي كان مندوبا لها في برلمان 1963، أول تجربة تشريعية في مسار المغرب الحديث، مرورا بمحطة المناظرة الوطنية الأولى والأخيرة حول الإعلام والاتصال سنة 1993، وإشرافه مباشرة بعد تنصيبه وزيرا للاتصال سنة 1998، في زمن التناوب على تحيين توصيات هذه المناظرة. فتح نقاش حول حصيلة المجلس    غير أن تخليد ذكرى العربي المساري، يكتسى طابعا خاصا خلال هذه السنة، وذلك لتزامنها مع مرور أربع سنوات على تأسيس المجلس الوطني للصحافة، الذي من المقرر أن تجرى انتخابات تجديد هياكله في أواخر العام الجاري، وبالتالي تدشين ولايته الثانية، وهو ما يتطلب فتح نقاش واسع حول الحصيلة التي راكمها المجلس خلال هذه المرحلة التأسيسية، وذلك ارتباطا بالمهام التي أناطه بها القانون خاصة على مستوى التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة والنشر، ودوره في مجال الوساطة والتحكيم في النزاعات ما بين المهنيين وترجمة بنود ميثاق أخلاقيات المهنة .  فهذه المحطة الجديدة يتعين أن تستغل – عبر حوار هادئ ومسؤول بين كافة الفعاليات الصحفية والاعلامية والشركاء- في البحث عن السبل الكفيلة بتطوير هذه المؤسسة انطلاقا مما راكمته هذه التجربة إيجابا وسلبا بهدف تجاوز الثغرات التي لاحظها والتي صادفها المجلس في عمله من أجل تنزيل قانونه الأساسي، وذلك لتطوير الممارسة المهنية وصيانتها بهدف الارتقاء بالأداء الصحفي، حتى يتحول إعلامنا بالفعل الى مؤسسة ديمقراطية وسلطة حقيقية مستقلة، تحظى بتقدير الرأي العام. معوقات ذاتية وموضوعية  بيد أن ذلك لن يتأتى كذلك إلا عبر الانكباب الجاد حول المعوقات الذاتية والموضوعية التي تقف لحد الآن حائلا دون قيام الصحافة والإعلام بأدوارهما الطلائعية على أساس يعزز ذلك باتخاذ مبادرات جريئة وقابلة للتنفيذ لتنقية الأجواء الصحفية وإصلاح الاعطاب والاختلالات التي تعانى منها وسائل الاعلام، لبث الأمل من جديد وبالتالي جعل الحوار حول ورش التنظيم الذاتي هذا عاملا حاسما في تحقيق النقلة النوعية المطلوبة في مجال الصحافة والاعلام القطاع الذي لازال عصيا على الإصلاح منذ محاولات الراحل محمد العربي المساري في النسخة الأولى من حكومة “التناوب التوافقي“. كما يتطلب الأمر أن تتكاثف جهود كافة المكونات كل في دائرة اهتمامه، من أجل ضمان أكبر قدر من حرية الصحافة والصحافيين وترسيخ منظور اعلامي منفتح ومتطور، يستند على قواعد أخلاقيات الصحافة في ظل الحكامة والديمقراطية، بالتزام بالدفاع عن حق الرأي العام في التوفر على اعلام حر وتنافسي يعكس المقتضيات الدستورية في مجال التعددية ويحتكم لقيم النزاهة والمهنية مع تحسين أوضاع الصحفيات والصحافين وحفظ كرامتهم وصيانة حقوقهم. التغيير في الصحافة معركة مستمرة  غير أن التغيير في الاعلام وإن كان لا يتأتى بقرارات فوقية، فإنه معركة مهنية مستمرة، كما أن المكتسبات لا تكون نهائية، وتظل مفتوحة على كل الاحتمالات خاصة في هذه المرحلة الحاسمة والتي يزيد من صعوبتها ما يعتمل من تحولات وطنية ودولية في ميدان الإعلام والاتصال وما تفرزه الثورة الرقمية من تحديات يومية. فهذه المتغيرات تتطلب التوفر على مقاولات إعلامية عصرية قوية، قادرة على إشباع حاجيات المتلقي بمعطيات تمكنه من التفاعل مع بيئته ومحيطه؛ وهو ما كان ينبه إليه كثيرا الراحل العربي المساري حينما اعتبر أن عدم ترجمة ذلك على أرض الواقع سيؤدى حتما إلى إهداء جمهورنا للإعلام الوافد عبر الأقمار الصناعية، والذي لن نجد من يستهلك المادة المحلية. الحاجة لاستعادة دينامية المساري كما أن التأسيس لإعلام متحرر ديناميكى معانقا للواقع، هو الكفيل بتجنيب بلادنا الكوارث، فأن يتحاور المغاربة في الندوات التلفزيونية المفتوحة والمباشرة حول مشاكلهم خير من أن يتحاوروا بالسكاكين والكلاشينكوف، كما كان يردد على مسامعنا العربي المساري وباستمرار نحن صحفيو بداية التسعينيات. غير أن السؤال المطروح يظل، هل تتوفر ارادة حقيقية من كافة الأطراف من أجل ضمان ممارسة صحفية مهنية تترجم على أرض الواقع وتساهم بشكل فعلي في تطوير الصحافة والنشر والارتقاء بمستوى القطاع، وهو ما يتطلب استعادة فكر ودينامية المساري وملائمتها مع التحولات الراهنة. فالتحولات المتسارعة في الاعلام المغربي على ضوء الثورة التكنولوجية، تثبت أن الحاجة لازالت قائمة من أجل استعادة فكر العربي المساري وديناميته والبحث عن الحلول الممكنة مع التشبث بالقيم التي ناضل من اجلها، فتصوراته لازالت تساءل مكونات المشهد الصحفي والإعلامي؛ فالنهوض بوسائل الإعلام رهين بالعصرنة والاستقلالية المهنية لمواجهات تحديات القرن 21 ورهانات الثورة التكنولوجية التي أتت على الأخضر واليابس.
ساحة

الدكتور العبدلاوي يكتب عن دراسات علمية أمريكية تبرز أهمية مؤسسة الزواج
الدكتور العبدلاوي العلوي سيدي محمدتُعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في جميع الثقافات والمجتمعات. وقد تم إجراء العديد من الدراسات العلمية الغربية التي تسلط الضوء على أهمية الأسرة والحفاظ عليها والتي تفند أطروحة ما يعرف اليوم بالأمهات العازبات والعلاقات خارج إطار الزواج ، ولو أن شبابها علموا ما توصل اليه الغرب منذ فترة حول ضرر العلاقات خارج اطار الزواج وآثاره على الأطفال لقل الحماس حول ما يسمى بالعلاقات الرضائية التي حم حميم البعض في الدفاع عنها واليوم سوف نتناول أهم الدراسات الامريكية وبأرقى الجامعات الدولية والتي توضح جليا أهمية مؤسسة الزواج وأن الإسلام كان سباقا في دعوته الى الحفاظ على هذه المؤسسة . وفيما يلي بعض الدراسات العلمية التي تتناول هذا الموضوع: الدراسة الأولى: دراسة “الأسرة وصحة الأطفال” (The Family and Child Health Study): أجرتها منظمة الصحة العالمية وشملت أكثر من 10 دول مختلفة. وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة عائلية صحية ومستقرة يكونون أكثر صحة ورفاهية من غيرهم ، ويظهرون مستويات أفضل في النمو والتطور العقلي والاجتماعي. الدراسة الثانية: دراسة “أثر الأسرة على الصحة النفسية” (The Impact of Family on Mental Health) : أجراها باحثون في جامعة هارفارد، وتوصلت الدراسة إلى أن الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة النفسية لأفرادها. الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية مستقرة وداعمة يعانون من معدلات أقل للقلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى. الدراسة الثالثة: دراسة “الأسرة والتحصيل الأكاديمي” (The Family and Academic Achievement): أجريت في جامعة ستانفورد، وأظهرت الدراسة أن الأسرة تلعب دورًا هامًا في تعزيز التحصيل الأكاديمي للأطفال. الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية متوازنة ومحفزة وتوفر لهم الدعم العاطفي والتعليمي يحققون نتائج أفضل في المدرسة ويتفوقون أكثر في الدراسة. الدراسة الخامسة: Amato, P. R., & Booth, A. (1997). A Generation at Risk: Growing Up in an Era of Family Upheaval. Harvard University Press. وهذا الكتاب الذي تولت جامعة هارفارد نشره، يعرض الأدلة القوية التي تدعم أهمية الأسرة في تحقيق الرفاهية الاجتماعية والنفسية للأفراد وكذلك أثر الاضطرابات العائلية على تطور الأطفال. أما الدراسة السادسة: Popenoe, D. (1996). Life Without Father: Compelling New Evidence That Fatherhood and Marriage Are Indispensable for the Good of Children and Society. Free Press. يستعرض الكتاب الأبحاث والدراسات التي تشير إلى أهمية الأبوة والزواج في تحقيق تنمية صحية وسليمة للأطفال وتأثير غياب الأب عن الأسرة. أما الدراسة السابعة : Hetherington, E. M., & Kelly, J. (2002). For Better or For Worse: Divorce Reconsidered. W. W. Norton & Company. يتناول الكتاب دراسة شاملة حول تأثير الطلاق والاضطرابات العائلية على أفراد الأسرة ويستعرض أدلة قوية حول أهمية الاستقرار الأسري. أما الدراسة الثامنة: Coleman, M., & Ganong, L. (Eds.). (2004). Handbook of Contemporary Families: Considering the Past, Contemplating the Future. SAGE Publications. هذا الكتاب يقدم مجموعة من المقالات التي تعرض نظرة شاملة للأسرة المعاصرة وتستعرض الدراسات الأكثر تحديثًا حول أهمية الأسرة في المجتمع الحديث. أما الدراسة التاسعة Palkovitz, R. (2002). Involved Fathering and Men’s Adult Development: Provisional Balances. Lawrence Erlbaum Associates. هذه تسع دراسات ولو شئت لاتبعتها بدراسات أخرى تبرز أهمية الانجاب داخل اطار مؤسسة الزواج وضرر الانجاب خارجه وخطورته على الصحة النفسية والعقلية للأطفال. وسنقف هنا عند أهم دراسة الامريكية بعنوان: Involved Fathering and Men’s Adult Development: Provisional Balances والبحث الذي تم نشره بواسطة Palkovitz في عام 2002 بعنوان “Involved Fathering and Men’s Adult Development: Provisional Balances” يركز على دور الأب في التنمية البالغة للرجال وتأثيره على حياتهم الشخصية والاجتماعية ويهدف البحث إلى استكشاف كيف يؤثر الانخراط النشط للأب في رعاية الأطفال على تطور الرجال البالغين. يبدأ البحث بتقديم نظرة عامة على تغير الأدوار الجنسية في المجتمعات الحديثة وكيف أن الأبوة المشاركة تصبح أمرًا متزايدًا في العديد من الثقافات. يقدم البحث أيضًا مراجعة للأدب السابق حول هذا الموضوع ويبحث في مفهوم الأبوة المشاركة وأهميتها في تطور الرجال. من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الأبحاث والدراسات، يقدم البحث دلائل على فوائد الأبوة المشاركة على صحة وتطور الرجال البالغين كما يشير إلى أن الأبوة المشاركة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الرضا الشخصي والرفاهية النفسية للرجال، وتقوية العلاقات الأسرية وتعزيز التفاعل الاجتماعي الإيجابي. كما يبين البحث أن الأبوة المشاركة قد تسهم في تنشئة أطفال صحيين نفسيًا واجتماعيًا. الخلاصة: أن أطروحة الأطفال يمكن أن ينعموا بحياة طبيعية في ظل غياب الدور الفعلي للاب داخل الاسرة أو خارج اطار الزواج لاغية علميا. الشيء الذي أكدته دراسات أخرى جريئة كالتي قام بها Popenoe بعنوان Life Without Father: Compelling New Evidence That Fatherhood and Marriage Are Indispensable for the Good of Children and Society” يستعرض أدلة قوية تؤكد أهمية الأبوة والزواج لصالح الأطفال والمجتمع. يشير البحث أيضًا إلى أن هناك آثارا سلبية قد تحدث نتيجة غياب الأب عن الأسرة، مثل زيادة معدلات الجريمة والتدخين وتعاطي المخدرات وتدني الأداء الأكاديمي، يؤكد البحث على أن الأبوة ليست مجرد وظيفة بيولوجية، بل تتطلب استثمارا عاطفيا وتفاعلا فعالا مع الأطفال. ويختتم البحث بأن الأبوة والزواج هما عوامل أساسية لبناء مجتمع صحي ومستدام كما يوصي البحث بتعزيز الدعم للأباء وتعزيز دورهم في تربية الأطفال، وتشجيع المشاركة الأبوية النشطة والمستدامة. وقد قام الباحثان Hetherington و Kelly بدراسة أكاديمية رصينة بعنوان “For Better or For Worse: Divorce Reconsidered و الذي نشرته W. W. Norton & Company عام 2002، يتناول البحث دراسة شاملة حول الطلاق ويعيد النظر فيه من منظور علمي، يستعرض أدلة قوية حول تأثير الطلاق على أفراد الأسرة والمجتمع. يبدأ البحث بتقديم نظرة عامة على ظاهرة الطلاق وتطورها على مر العصور، ويشير إلى تزايد معدلات الطلاق في المجتمعات الحديثة. باستخدام مجموعة واسعة من الأبحاث والدراسات، يستعرض البحث تأثير الطلاق على الأطفال والأبوين. يشير البحث إلى أن الطلاق قد يؤثر بشكل سلبي على صحة الأطفال وسلوكهم، مع تعرضهم لمشاكل نفسية واجتماعية، وأن هناك تباينًا كبيرًا في تأثير الطلاق بين الأسر والأفراد، وأن قليلا من الأطفال والأبوين من يتكيفون بشكل جيد بعد الطلاق وينجحون في بناء حياة جديدة وصحية. يعرض البحث أيضًا بعض العوامل التي تؤثر على تأثير الطلاق، مثل الدعم الاجتماعي والاقتصادي وجودة العلاقات العائلية. إن توالي الدعوات اليوم هنا وهناك حول إقامة العلاقات خارج اطار مؤسسة الزواج لا يقوم على أي أساس علمي او أكاديمي اللهم الا التقليد الاعمى والبعد عن ركائز المجتمعات الاصيلة التي تحارب الرذيلة الشيء الذي يهدد أسس استقرار المجتمعات وسبل الرقي بها.
ساحة

الوزيرة عمور تقترح أربعة سلاسل للنهوض بقطاع السياحة بدرعة تافيلالت
تراهن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني على أربعة سلاسل للنهوض بالقطاع السياحي في جهة درعة تافيلالت. الوزيرة فاطمة الزهراء عمور، قالت  في لقاء بالجهة والذي يندرج في إطار الجولات الجهوية لورقة  طريق السياحة، إن درعة تافيلالت توجد في 4 سلاسل بهذه الورقة، ومنها سياحة الواحات و الرمال و الصحراء، سياحة الطبيعةـ النزهات و الرحلات ، والسياحة الثقافية، وسياحة الطبيعة والاستكشاف للسياح الداخليين الذين سيستفيدون أيضًا من السلاسل الثلاث الأخرى. وذكرت بأن العمل سيرتكز في الأشهر المقبلة مع جميع الفاعلين على تطوير المتطلبات اللازمة للرفع من قيمة هذا العرض من حيث تحسين البنية التحتية، الإيواء، الترفيه والخدمات لخلق تجربة سياحية متميزة. وفي إطار جولاتها الجهوية لعرض ورقة الطريق 2023/2026 للقطاع السياحي، حلت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة و الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اليوم الثلاثاء، بالراشيدية حيث اجتمعت ببوشعيب يحضيه والي جهة درعة تافيلالت، واهرو أبرو  رئيس مجلس الجهة، وحميد بنطاهر رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، ومحمد التاخشي رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالجهة، فضلا عن المنتخبين للجهة وممثلي السلطات المحلية  وممثلي المهنيين والغرف المهنية. وعرضت الوزيرة أهم محاور ورقة الطريق و كذا السلاسل السياحية والروافع الخاصة بجهة درعة تافيلالت. كما أكدت على الدور الهام الذي تلعبه الجهة في العرض السياحي العام بالنظر إلى الإمكانيات الاستثنائية في  سياحة الواحات و الرمال و الصحراء ، سياحة الطبيعة والسياحة الثقافية.  
ساحة

البشيكري يكتب عن فقدان شباب مراكش للثقة في الأحزاب السياسية
إن مدينة مراكش و مغرب الغد الذي نريد و بناءه يتوقف على بناء الشباب و توفير آليات الاشتغال لهم بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة و الانتهازية و المصالح الشخصية للمنتخبين، لأن مشعل التنمية المستدامة و الشاملة رهين بالرفع من المستوى الثقافي، الفكري، الاقتصادي و السياسي للشباب، خاصة و أن المغرب قطع أشواطا في تأطير الشباب و توعيتهم سواء عن طريق دور الشباب و الثقافة أو عن طريق المخيمات، الأكاديميات، و الجامعات الشبابية عبر الأحزاب أو الجمعيات و المنتديات، إلا أننا اليوم نجد أن هذا الأخير على مستوى مدينة مراكش أصبح يفقد بريقه و يتم إهماله و الاستغناء عنه بشكل ممنهج. ‎إن المجهودات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية، تتخذ في بعض الأحيان منحى آخر، غير المرغوب فيه بعيدا عن التأطير و البناء الذي نبحث عنه نحن الشباب، بحيث نجد أن جل الأحزاب السياسية تستغل الطاقات الشابة فقط لخدمة أجنداتها الخاصة "الدكاكين الحزبية" و بعد ذلك تتخلى عن طاقاتها الشابة بسهولة، مايجعل هذا الأخير يفقد الثقة في العملية السياسية برمتها، مما يساهم في توسيع الفجوة بين الشباب و العمل السياسي و المدني أيضا، و قد نؤجل الحديث عن الاستغلال البشع الذي يتعرض له الشباب داخل منظمات المجتمع المدني إلى مقال آخر، و سنكتفي اليوم بالتأكيد على ضرورة انخراط المنتخبين في عملية استرجاع الثقة للشباب في العمل السياسي و الحزبي، و باعتباري مهتم و مدافع عن قضايا الشباب أدعو باقي الأحزاب إلى فتح المقرات للشباب و تنظيم الورشات، الندوات و الدورات التكوينية بداخلها من أجل استقطاب الكفاءات و الشباب المتعطش للفعل السياسي الجاد و الحقيقي، و إذ نوکد من جديد بأن شباب اليوم ليس فقط لتأثيث المشهد بل يعتبر قوة اقتراحية ولابد من منحه قوة تقريرية لتفعيل مقترحاته. ‎إن دستور 2011 أولى مكانة مركزية للشباب و حث هذه الفئة على المشاركة في الحياة العامة و السياسية، حيث نصت الوثيقة الدستورية على إحداث مجلس استشاري للشباب و العمل الجمعوي لدراسة ومتابعة القضايا المتعلقة بمجالات حماية الشباب و النهوض بالحياة الجمعوية، و بلورة اقتراحات الشباب الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية و السياسية في إطار تسوده روح المواطنة المسؤولة و احترام الحقوق و الحريات لأجل بناء المغرب الحديث التقدمي و المزدهر الذي نريد، إلا أن مدينة مراكش و منتخبيها أبت أن تولي الحد الأدنى من الاهتمام لشبابها، و منتخبيها يؤكدون على ذلك في كل مرة بتفاخرهم و التعالي الذي يظهر على محياهم، في حين أن مدينة مراكش و شبابها بحاجة إلى منتخبين حقيقيين يقومون بمهامهم على أكمل وجه قريبين من المواطنين، يمارسون دور منتخب القرب و ينهجون سياسة القرب، و يتحلون بقيم المواطنة الحقة و الاحساس بالمسؤولية و الغيرة عن مدينة مراكش و المراكشيين. ‎و المتتبع للشأن العام المحلي بالمدينة سيلاحظ جليا الفجوة الديمقراطية الحاصلة بين الشباب و صانعي القرار السياسي بالمدينة، من خلال رجوع الشباب المراكشي إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمارس دور المعارضة الذي فقدته بعض المجالس بالمدينة، موجها سهام النقد لصانعي القرار و السياسات العمومية و إنجازاتهم المحتشمة لحدود كتابة هذه الأسطر، و في الأخير لا يسعنا سوى التأكيد على ضرورة انخراط الشباب في الحياة العامة و فتح نقاشات تروم حول مصلحتهم و مستقبلهم لأن هذا الانكفاء والغياب عن الحضور الفعلي من يترك الساحة لقوى أخرى لتشغلها وتدعي تمثيل المجتمع المراكشي.   زكرياء البشيكري
ساحة

ملفات الفساد وسلاح المحاسبة  
يتم تداول موضوع ملفات الفساد على نطاق واسع بين الفينة  والأخرى. تبدأ الأمور بالتكهنات لتتطور إلى " أخبار شبه مؤكدة" لتتحول إلى اشاعات عن وجود لائحة مسؤولين كبار على مكاتب الوكلاء العاميين لتنتهي الدورة غير  المؤكدة إلى " توجيه تهم " و في بعض الأحيان إلى تسريب " لائحة أحكام بسنوات " ضد فلان أو  علان. ثم تعود الدورة من جديد  و قد تخللتها بعض كثير  من  الأخبار  ،مجهولة  المصدر، عن الاعتقالات التي ستطال  البعض بينما يستمر  البعض  في الافلات من العقاب. و هؤلاء سبق أن حوكموا على " المحاكم الافتراضية " التي ينصب بعضها " مشانق وهمية على الفضاء الأزرق ضد  أسماء  بعينها يظل التأكيد على وجود ملفات تحوم فوق رقاب الكثير ممن تحلق فوق رؤوسهم شبهات فساد. و أكثر هؤلاء هم من قامت جمعيات محاربة تبديد المال العام بالتبليغ عنهم. هذه الجمعيات توجد على لوحة الاستهداف لجعلها  خارج الترافع في قضايا الفساد. لا حديث في الفضاء العام إلا عن اعتقال النائب مبديع البرلماني  و رئيس بلدية الفقيه بن صالح  و الوزير السابق الذي كان يتولى وضع الإطار للاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد. و رغم أن كل أهل القانون  و المهتمين بمتابعة الشأن العام يؤكدون بكثير من " اللؤم" السياسي على أن قرينة البراءة هي الأصل و أن المحاكمة العادلة مطلوبة لتتضح حقيقة التهم المنسوبة للمتهم ، إلا أن تناول الموضوع فيه ما فيه من القراءة غير الحقوقية للقانون. و هناك كثير من العقلاء يطالبون عبر منابر  و جمعيات على ضرورة التعامل مع الملفات  و ما تضمه من شبهات في إطار دستوري يضمن الحق للجميع  و يعمم ثقافة المحاسبة حتى لا يفلت أحد العقاب بالإثباتات القضائية. مشكلتنا الأساسية أصبحت تتجسد في ثقافة إستخدام " الملفات" في الكثير من المؤسسات  و القطاعات الإقتصادية  و يؤثر على سير المرافق العمومية.  فعمليات التصويت في مجلس ترابي أو إتخاذ قرار في مجال صفقات عمومية أو قرار داخل هيئات حزبية تصبح رهينة صراعات شخصية مليئة بالوعيد المتعلق " بفضح ملفات" . و هنا تنطلق عمليات فضح المكالمات الهاتفية  و تسريبات تهم الوثائق ثم تهدأ العاصفة حين تبدأ " عمليات وقف إطلاق النار " بين أصحاب المصالح. و كثيرا ما يتم تصوير و نشر " جلسات أخوية  و عناق حار" بين صديقين لذودين.  و لكن الملفات ترجع إلى الخزانات الحديدية في إنتظار فترة تنافر مصالح مقبلة لا محالة. وهكذا تتقادم القضايا بفعل ممارسات سياسية متخلفة ومسيئة للوطن. و لهذا وجب تقديس حرمة القانون و تحصين الأمن القضائي. الأمل كبير في غد أفضل يصبح فيه أمر سيف الملفات خاضعا للقانون الأسمى. متابعة  و محاسبة المفسدين قد تتطلب زمنا لا يجب أن يطول.  الأمر له تأثير على مؤسسات الوطن  و مصالحه العليا.  هناك من المسؤولين من صدرت في حقهم أحكام استئنافية  و هناك من انتفخت ثرواتهم بشكل رهيب  لا زالوا يصولون  و يجولون و يتقدمون للانتخابات  و يسطرون على دواليبها  و يضعون أبنائهم في البرلمان و المجالس.  و لا أحد يجهل فظاعة هذا الوضع.  و يستمر خطاب الاستهزاء   بكل الأصوات التي تنادي بمواجهة الفاسدين  و الفاسدات. قد يشعر بعض من دخل دائرة المحاسبة بظلم حين يرى أمثاله خارج القضبان و لكن شعور المواطنين بطغيان المفسدين أكبر بكثير. لو تمت متابعة كل من اغتنوا بطريقة غير شرعية  و طبقت في حقهم عقوبة تجميد الممتلكات  و الحسابات و ارجاعها للخزينة العمومية لرجعت ثقة المواطن في مؤسسات بلاده.  أما أن تتم محاكمة فلان دون محاسبة علان ، فذلك غير كاف بالمرة  و مضر بمصالح الوطن  و استقراره.
ساحة

البشيكري يكتب.. “البـوز” السياسي أفسد عمل المنتخبين بمراكش
بعد الحديث عن واقع المشهد السياسي بالمدينة، وعن وضعية الشباب ودوره في تنزيل السياسات العمومية وضرورة إشراكه في مسلسل إعدادها، وضرورة إشراكه في صناعة القرار السياسي بالمدينة لابد اليوم من الحديث عن نوع آخر من المنتخبين الذين أضحوا يبحثون عن عدسات الكاميرا في كل لقاء أو في كل مناسبة من أجل التقاط صور ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي كدليل على اشتغالهم واهتمامهم بتدبير الشأن العام المحلي وبقضايا المواطنات والمواطنين. لكن الناظر إلى واقع المدينة و إلى واقع حال هؤلاء المنتخبين سيجد أن جلهم يحاول تلميع صورته على حساب منتخبين آخرين، و الجميع يبحث عن "البوز" السياسي، كما يفعل الممثلين في المجال الفني، إذ نجد في بعض التغريدات الفيسبوكية مثلا هنيئا لنا بفلان لوقوفه على أشغال تهيئة طريق ما بالمدينة أو إصلاح مصباح عمود كهربائي أو فلان يقف على نظافة حي فرتلان، و الجميع يغرد على هواه كأن ما يقوم به هؤلاء المنتخبين ليس من واجبهم، بل هو جميل يرجى من المواطنين تذكره و عدم نسيانه، طيلة الولاية الانتخابية، ناهيك عن ما يقوم به بعض نواب عمدة المدينة من شطحات من أجل إثارة اهتمام المواطنات و المواطنين، لكن اجتماع مكتب المجلس الجماعي لمدينة مراكش أبان عن مصالح هؤلاء المنتخبين الضيقة، و عن المطالب الشخصية التي لا يمكن لها لا أن تسمن أو تغني من جوع. إن جميع من تابع أشغال الدورة الاستثنائية لجماعة مراكش، أو حضر أطوارها سيرى لا محالة أن مدينة مراكش بحاجة إلى الكثيرات من فاطمة الزهراء المنصوري لتخليص هذه المدينة من شبح الركود والنهوض بها، و إنصاف مواطنيها الذين يتعرضون بشكل يومي للإهمال و الاستخفاف بهم و بقضاياهم المشروعة و العادلة، في الصحة و السكن و البنيات التحتية إلى غير ذلك من المطالب. إن مدينة مراكش تسائلنا اليوم جميعا عن ماذا نقدم لها و لساكنتها، و تسائل المسؤولين و المنتخبين بصفة خاصة، ماذا قدم هؤلاء لمدينة السبعة رجال بعد انتخابات شتنبر 2021، و إذا كانت صناديق الاقتراع قد أفرزت فعلا منتخبين مواطنين مسؤولين و من شأنهم المساهمة في تخليق الحياة السياسية و تطوير مدينة مراكش و المساهمة في تنميتها و جعلها تتبوأ المراتب الأولى بالمغرب في مؤشر التنمية المحلية، فإنها اليوم تسائل هاته النخب التي أفرزتها هذه الأخيرة، لكن الظاهر أن هؤلاء المنتخبين "ديال الله يحسن العوان" بحاجة إلى القيام بزيارات لكل من مدينة الرباط، أكادير، طنجة و حتى الدار البيضاء، لاكتشاف ما يقوم به الفاعلين السياسيين ز المنتخبين الحقيقيين الذين لا يبحثون عن "البوز" و "ماكياج" لإخفاء هفواتهم و حماقاتهم. و في ختام مقالتنا هذه نؤكد على أن لجوء بعض المنتخبين إلى "البوز" السياسي من أجل إثارة اهتمام المواطنات و المواطنين و تقليد ما يقوم به الممثلين و الفنانين، لا يزيد إلا الطين بلة، و يضع هؤلاء في موقف لا يحسد عليه، وأن من يعتمد على هذه الوسيلة لإنقاذ ماء وجهه سياسيا و شعبيا يسقط في تبخيس صورته دون وعي منه لأن أغلبهم بكل بساطة تنقصه الحنكة السياسية و التجربة للاستنجاد بهذه الوسيلة التي إن كانت قد أفادت البعض فإنها على عكس المبتغى قد أضرت به، و نوكد أيضا على أن عدد التعاليق و الاعجابات بالفيسبوك ليست معيار لقياس شعبية المنتخب و لا دليل خدمته لقضايا المواطن. إن الخفافيش لا تستطيع العيش إلا في الظلام والظلمات وكلما اصطدمت بالأضواء الكاشفة إلا وفقدت بوصلتها، وهذا ما وقع لأحد نواب عمدة مدينة مراكش الذي استنفذ صورته بشكل كبير و أدى به "البوز" السياسي إلى الهلاك، و أدى ميله مع الرياح كلما مالت إلى سحب تفويضه و جعله نائبا بدون تفويض، أو منتخبا بدون مهمة بمعنى آخر وجوده كعدمه، لأن المنتخب و الفاعل السياسي الحقيقي هو من تتوفر فيه شروط الحنكة السياسية و تقدير المسؤولية بتحملها كاملة أما من يفتقد شهادة الملائمة السياسية فلا يحق له مطالبة الآخرين بأية ملائمة كانت و في أي مجال كان. وكمهتم بالشأن العام المحلي و باحث في قضايا الإعلام و السياسات العمومية، أدعو كافة المنتخبين إلى ضرورة التحلي بقيم المواطنة الحقة و العمل من أجل تحقيق التنمية المحلية المزعومة و الالتزام بالوعود التي جاؤوا بها في برامجهم الانتخابية، و وضع اليد في يد ابنة المراكشيين البارة فاطمة الزهراء المنصوري من أجل لتطوير المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والاجتماعية والثقافية والبيئية للمراكشيين. والانتقال بها إلى أفضل حال، بالإضافة إلى العمل على تحقيق وتوفير الحاجات المحلية والسعي لمشاركة المواطنين في رسم سياسة المجتمع بإعداد مخططات محلية حقيقية للتنمية، و الانشغال بقضايا المواطنين و المواطنين و الابتعاد عن ما أسميناه في مقالنا هذا بالبوز السياسي. زكرياء البشيكري
ساحة

الاندلسي يكتب.. السودان بلد الثقافة و الغنى و التعدد و الخصام
• في يوم 27 نونبر 1990 حطت طائرة الخطوط الفرنسية على مدرج مطار الخرطوم. بعد النزول من الطائرة  و المرور عبر دواليب المطار، حيث يختلط السلوك السوداني الجميل بصرامة الإجراءات الأمنية ، خرجت للاتجاه صوب فندق مصنف عالميا  و لكنه يشبه إلى حد كبير مطارات أفريقية عادية  و لكنها مضيافة. خلال العبور من المطار إلى الفندق توقفت سيارة المصرف العربي للتنمية الإقتصادية في أفريقيا الذي انتدبت لأعمل فيه من طرف وزارة المالية،  عدة مرات. كان على السائق  و موظف العلاقات العامة الادلاء برخصة الجولان لنقط التفتيش.  الأمر يتعلق بالسودان في مرحلة حظر التجوال بعد الساعة الثامنة مساءا. • لم أتصور أن الأمر وصل ببلاد عربية أفريقية إلى هذا الحد.  في صباح ذلك اليوم من نهاية شهر نونبر قبل أزيد من أربعة عقود اتجهت إلى مقر المؤسسة المالية العربية الوحيدة التي تم خلقها لمواجهة إسرائيل عقب حرب  1973. لم أتصور أن ما تعلمته في المفتشية العامة للمالية  و في مديرية الخزينة  و المالية الخارجية  و ما ربطته من علاقات مع نخب أفريقية في معهد صندوق النقد الدولي ستكون لي خير معين في العيش لما يزيد عن عقد من الزمن بين كل دول أفريقيا. • لن أستمر في التفاصيل لأن التفاصيل التاريخية أفضل من التجربة الشخصية في هذه المرحلة من تاريخ السودان. بلادنا  و بلاد السودان تشتركان في حلقات من تاريخ مشترك. هذه البلاد التي ابتليت بمساوىء الانتهازية الاسلاموية التي صنعت الانقلاب على الديمقراطية  بعد أن فتح " سوار الذهب ،" رئيس السودان بعد سقوط نظام جعفر النميري، الباب للتداول السلمي على السلطة.  و وصل المهدي إلى السلطة كقاءد تاريخي لحزب الأمة  قبل  1990 لكن زوج اخته،  خريج جامعة الصربون الباريسية و المعروف بإسم الترابي،  انقلب عليه بعد أن نسج علاقات ايديولوجية داخل الجيش السوداني.  و كان وصولي إلى الخرطوم في هذا الزمن.  وضع اقتصادي سيء  و تدهور أمني  و آلاف اللاجئين الجنوبيين ينامون في العراء في شوارع العاصمة. وصلت إلى فندق يوناني في وسط الخرطوم قريب من شارع الجمهوية و على بعد أمتار من المعهد الثقافي الفرنسي الذي كان مرتعا مريحا لتمضية الوقت من خلال أفلام فرنسية تاريخية  و أدبية و ممتعة.  بعد فترة نبهني بعض الزملاء من السودانيين  و العرب أن هذا الفندق اليوناني  و المسمى اكروبول سبق أن تعرض لهجوم تم وصفه بالارهابي.  و للصدق و بعد استرجاع صور عن تلك القترة شابني شعور بأن الأمر كان خطيرا . فالاقبال على هذا الفندق كان كبيرا و أن الأجانب كانوا يفضلونه على غيره من الفنادق. • كثيرة هي الذكريات  و الرجوع إليها شيء جميل.  بعد سنين من العيش  وسط أهل السودان تيقنت أن هذا البلد يعيش على إيقاع مؤامرة كبيرة.  و تيقنت كذلك أن علاقاته مع المغرب كبيرة  و كثيرة  و عميقة و فيها العجب العجاب من اواسر  العرى الوثقى.  لم يكن لي علم  بمحبة أهل السودان لعرش المغرب  خلال قرون.  لكني ، وبعد قضاء سنتين في القاهرة كممثل للمصرف العربي،  رجعت إلى الخرطوم.  و آنذاك شاء القدر الجميل أن ألتقي مع سفير مغربي مثقف  و محب لوطنه حتى النخاع. عرفت الكثير من السفراء خلال ترحالى بين أكثر من  30 بلدا أفريقيا  و لكنني لم أجد سفيرا يلقى من القبول  من طرف كل أطياف المجتمع السوداني ما لاقاه السيد المكي كوان الديبلوماسي الذي ترك بصمات رفيعة المستوى خلال تقلده مهاما ديبلوماسية في الإمارات  و السودان  و الكويت  و قطر. مثقف من جيل السبعينات  و كريم من زمن الطاءي  المسمى بحاتم. • لم تعرف أية عاصمة عربية ما عرفته الخرطوم حين غادرنا الملك الحسن الثاني إلى دار البقاء. حج العديد من الوفود إلى بيت المغرب و كتبوا القصائد لرثاء ملك كانوا يعتبرونه مثلا في التفقه  و الحكمة. • السودان بلاد المثقفين  و الشعراء و المفكرين  و لكنها أيضا بلاد غنية  و أهلها طيبون  و حسادها كثيرون. السودان بلاد الخيرات و لكن طبقتها تختلف كثيرا  و لا تتوافق الا قليلا. عشت في  لهف على أن يلتقي المرغيني  و المهدي  و الترابي و يتكلمون بحديث الكبار العلماء  و لكن الميعاد كان يخطىء الموعد. السودانيون شعب الثقافة  و شعب الغليان.  جامعتهم فتحت في العشرينيات  و الخريجون من الأطباء  و القانونيين  و المؤرخين و غيرهم كثيرون.  و لا زالت كبريات المؤسسات المالية الدولية تشهد بكفاءة السودانيين في المجال القانوني  و على أعلى المستويات. • ولكن الإرادة الإصلاحية ظلت رهينة طبقة سياسية ضعفت خططتها أمام من يعادي السودان  و على رأسهم من راهنوا على الاستعمال السياسي للدين.  و هذا لا ينفي حقد الإمبراطوريات الإستعمارية القديمة  و الجديدة في استغلال أرض السودان  و خيراتها. الانقلابات دخلت إلى سوق نهب خيرات السودان. الغرب قسمه إلى إثنين  و يريد أن يقسمه إلى أربعة بمساعدة من يخدمون كل الاجندات. الخريف العربي لم ينتهي بعد لأن الأهداف الاستراتيجية المفتتة لوحدة البلدان و الشعوب لم تتحقق كلها. و للموضوع بقية لأن أهل السودان يحملون ألف رسالة جميلة لهذا العالم الذي تسيطر عليه قوى الشر.  و لنسميها الامبريالية الجشعة. • قبل عقود  و خلال حرب العراق الأولى،  انتشرت الشائعات حول إمكانية قصف الخرطوم.  و قيل للأجانب أن يستعدوا للمغادرة  و أن يقتصر ما يحملون على القليل من امتعتهم.  تذكرت هذه التوجيهات  و أنا أتابع ما يشهده ميناء  و مطار  مدينة " بور سودان " المطلة على البحر الأحمر " و القريبة من مدينة جدة السعودية.
ساحة

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 30 مايو 2023
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة